روايات

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل الرابع 4 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الفصل الرابع 4 بقلم أسماء عادل المصري

رواية لأجلك نبض قلبي الجزء الرابع

رواية لأجلك نبض قلبي البارت الرابع

لأجلك نبض قلبي
لأجلك نبض قلبي

رواية لأجلك نبض قلبي الحلقة الرابعة

تجلس خديجه تنظر بذهول لذلك الجالس امامها بهيبته و وسامته و عجرفته فكيف له ان يتحدث معها بتلك الطريقه الفظه فتظل تنظر له بصمت حتى يقطع صمتها و يستطرد حديثه هاتفا
“بس غريبه اوى الصدفه دى….تطلعى بنت عمى و انا معرفش، لو كنتى عرفتينى بنفسك كويس يوم الفرح اكيد كنا عرفنا وقتها اننا قرايب”
تنظر له خديجه بضيق و تردد بشكيمه “بص يا استاذ عمر….اولا انا خليت بابا يتصل بيكم امبارح عشان اتفق معاك ان الجواز ده على الورق و بس و لازم تكون عارف كده …”
يقاطعها عمر بضحك و سخريه “ما انا لسه قايل الكلام ده”
خديجه بغيظ و ضيق “اه بس انا اللى باكد عليك دلوقتى عشان النقط تبقى على الحروف و ميحصلش اى مشاكل بعدين ”
ينظر لها عمر بتسليه و يردد بابتسامه ساحره تظهر بياض اسنانه ” كويس اننا متفقين على حاجه، احسن من يوم ما اتقابلنا و احنا دايما مختلفين ”
تحرك خديجه راسها بضيق دلاله على رفضها طريقه حديثه المبتذله لتردد بحده ” ممكن تخلينى اكمل كلامى؟”
عمر بهدوء ” كملى ”
تسحب خديجه نفسا عميقا و تزفره خارجها ببطى لتستجمع شجاعتها فى الحديث و تكمل حديثها هاتفه
” تانى حاجه الجواز ده لحد ما اتم السن القانونى و بعدها كل واحد فينا يروح لحاله ”
تلمع عينه و يزفر فى ضيق و يردد برفض قاطع ” لا طبعا الكلام ده مينفعش ”
خديجه بحده و عصبيه ” هو ايه اللى مينفعش…. ده الاتفاق اللى بين بابا و عمى طه و انا ببلغك بيه عشان نبقى على نور من اولها ”
يجلس باريحيه و يسند ظهره على المقعد و يضع قدم فوق الاخرى و ينظر لها ليردد بهدوء ” هو انا لما اكتب كتابى عليكى حتفضلى تلبسى الحجاب قدامى؟”
خديجه بخجل و توتر ” مش عارفه، بس غالبا اه ”
عمر باستفسار” يعنى لما عمك جلال او صفوت يكونو قاعدين معانا و يلاقوكى بتتعاملى قدامى انى غريب عنك ده مش حيخليهم يبقو متربصين لك؟ ”
تزفر خديجه بضيق و تردد ” ايوه يعنى ده ايه علاقته بكلامى؟”
عمر بقوه و وقار” علاقته ان جوازى منك حتى لو كان على الورق لازم يكون شرعى و الجواز اللى محدد المده ده مش شرعى يا خديجه ”
تفهم ما يلمح اليه فتنظر له باعجاب و لكنها تحاول اخفاء نظرتها و لكنه يستطيع ان يراها فتردد بخجل ” طيب ما احنا برده مينفعش نسيب الموضوع من غير ما نتفق ”
يقترب عمر من الطاوله التى امامه و يستند بيديه عليها شابكا اصابعه ببعضهم و ينظر لها بتفحص لملامحها الرقيقه فيشرد لحظه فى جمالها الملائكى ليعود و يوبخ نفسه فيردد بثقه و غرور
” عشان نبعد عن مخالفه شرع ربنا….خلينا نتفق ان جوازنا شرعى مع ايقاف التنفيذ ووقت ما تحبى تتطلقى تطلبى منى ده و انا حنفذه فى التو و اللحظه و عايزك تعرفى ان و انتى على ذمتى او لا انا حفضل سندك و حمايتك و واقف فى ظهرك ضد اى حد يحاول انه يجور عليكى او على حقك ”
تنظر له ببسمه و اطمئنان فبالرغم من اسلوبه الحاد معها فى الكلام الا انها رات فيه الرجوله و القوه التى تحتاجها للوقوف امام اعمامها فتردد برقه
” تمام…موافقه، بس فى شويه حاجات لازم نتفق عليها برده لاننا منعرفش بعض كويس و انا مش عايزه نبقى فى صدام مع بعض قدام ”
ينظر لها عمر بتسليه و يردد بمرح ” انا سامعك يا ديچا ”
تبتسم ابتسامه خفيفه اثر نعته بتدليلها فتجيبه بخجل حاولت قدرالمستطاع اخفاءه ” الجامعه و الشغل اظن مفيش فيهم مشاكل؟”
عمر بحزم ” انتى بتسالينى و لا بتدينى اوامر؟”
خديجه باستغراب ” فين الاوامر دى؟”
عمر بخبث ” تمام…يعنى بتسالينى، عموما بالنسبه للجامعه مفيش مشاكل طبعا لكن الشغل اكيد حنقعد و نتكلم فيه بس فى قاعده تانيه ”
تضع يدها فى خاصرتها و تردد برفض ” ليه بقى ان شاء الله، ده شغلى و فى صميم دراستى و مفيهوش اى مشاكل و لا….”
يقاطعها عمر بتساؤل ” ازاى يعنى فى صميم دراستك؟ ايه علاقه التصوير بالسياحه؟”
تفهم خديجه على الفور انه قد ظن بان التصوير هو مهنتها لتردد بتوضيح ” انا مش بتكلم عن التصوير على فكره ”
عمر بفضول ” امال عن ايه؟”
خديجه ” انا عندى جروب على النت بيعمل اكلات و يوصلها دليفرى للبيوت، صفحه اكل يعنى ”
تلمع عين عمر بالضيق و يردد بحده طفيفه ” نعم؟! ده التصوير ارحم ”
تنظر له بضيق و عدم فهم لحاله الرفض فتهتف متساله
” ايه المشكله مش فاهمه؟ ده دراستى و شغلى و انا مش بعمل حاجه غلط و كمان التوصيل عن طريق مندوب يعنى انا مش بروح لحد و الشغل من البيت”
عمر بتاكيد ” ما اظنش انك محتاجه تعملى حاجه زى دى و حتى لو محتاجه بعد ما تبقى حرم عمر الباشا فالاكيد انك مش حتحتاجيها ”
خديجه برفض ” لا بص موضوع شغلى ده….”
يقاطعها بحزم و هو ينظر لعينها و يردد بحسم
” سيبى موضوع الشغل نتكلم فيه بعدين لانه زى ما قلتلك حياخد مننا وقت ”
خديجه باستفسار ” و لو بعد كتب الكتاب اعترضت على شغلى…. اعمل انا ايه ساعتها؟”
عمر:؟” الاكيد انى حقعد معاكى و نتكلم لحد ما نوصل لحل يرضى الطرفين و مش حجبرك على حاجه انتى مش عيزاها ”
تتنهد خديجه براحه و تكمل حديثها فتردد بخجل “طيب و انا شايفه ان الاحسن محدش يعرف بموضوع كتب الكتاب ده، يعنى ملوش داعى…انت فاهمنى؟”
عمر بتاكيد ” فاهمك و موافق كمان بس لازم اعرف منك حاجه مهمه حتبقى من الاساسيات اللى بينا “خديجه بفضول ” ايه هى؟ ”
عمر بتوتر ” يعنى لو فى حد فى حياتك احب اعرف من دلوقتى عشان اقدر اتعامل فى الموضوع ده على اساس صح لانى مش حابب اتفاجئ ب….”
تقاطعه خديجه بلهفه ” اطمن انا مفيش حد فى حياتى و لا كان فى و غالبا ولا حيكون فى ”
عمر بمرح” طيب انا اقدر افهم انه مكانش و لا موجود…انما و لا حيكون كمان ليه كده؟ انتى زى القمر و اكيد بكره تلاقى انسان يحبك و تحبيه و ساعتها عايزك تجيلى و تعرفينى بيه، ماشى؟”
خديجه بتعجب ” اجى اعرفك بيه؟ اقولك ده الانسان اللى انا بحبه و اقوله هو ايه؟….اقوله ده جوزى مش كده؟”
تضحك ضحكه رقيقه على مزحتها فيبتسم هو الاخر محاولا كتم ضحكاته فلا يتمالك نفسه بالنهايه لينفجر من الضحك و تشاطره هى الضحك و يردد بلهاث وسط ضحكاته
” و الله معاكى حق….خلاص يبقى تقفلى قلبك لحد ما تخلصى منى ”
تطول بهما الجلسه حتى ينتبه عمر الى الوقت و يردد بتسرع و خضه ” ياااه ده احنا سرحنا جدا و الوقت سرقنا….قومى نرجع و نبقى نكمل كلامنا بعدين ”
تومئ راسها بالموافقه و تقف لتتحرك خلفه تتجه الى سيارته فتجده يفتح لها بابها كما فعل عند مجيئهما فتنظر له باعجاب على طريقته و تردد فى نفسها ” عنده تناقض غريب فى شخصيته… ربنا معايا ”
يصلا الى باب منزلها و هناك تتقدم حياه بلهفه تفتح لهما و تنظر لوجه خديجه المتورد و الذى زاد احمرارا من الخجل لتبستم حياه ابتسامه جانبيه و تدخلهما على الفور
يجلسا امام عائلتيهما و ينظر كل من طه و عبد الرحمن بترقب فى انتظار اى حديث منهما و لكن كان الصمت يسود حتى قطعه طه بدهاء هاتفا ” مش جلال اتصل و انت بره يا عمر بياكد انهم جايين يوم الجمعه ”
اخذ عمر ينظر لابيه بضيق و الشرر يتطاير من عينه ليردد بصوت غاضب ” الظاهر ان جلال مش ناوى يهدى غير لما يعرف هو مين عمر الباشا؟ ”
يجيبه طه غامزا بعينه ” هو عارف كويس مين هو عمر الباشا بس ميعرفش ان خديجه حتبقى حرمه و لا ايه؟”
عمر بحده ” يبقى يعرف و يوفر على نفسه المشوار اللى جاى عشانه ”
طه بخبث ” طيب يعنى انتو اتفقتو على كتب الكتاب امتى؟ عشان جلال يعرف بقى ”
ينظر عمر لخديجه بتساؤل و يحرك راسه بحركه خفيفه مستفسرا منها فتحنى راسها لاسفل ليفهم على الفور انها تترك له المجال لاتخاذ القرار فيجيب والده بتاكيد” ابعت هات المأذون، انا حكتب دلوقتى”
تنفرج اسارير هاله من الفرحه و تقف صارخه بلهفه تحتضنه و تردد بحب ” حبيبى يا بنى الف مبروك و يفرحنى بيك و يسعدك دايما يا رب ”
ينظر لهاله و يقوس حاجبيه بدهشه ليردد بقسوه “فى ايه يا ماما مالك؟ هو مش الكل عارف ان الجواز ده على الورق…ايه لازمه الظيطه اللى انتى عملاها دى ”
تنظر له بحزن و يرتبك الجميع بعد سماعهم لحديثه ليشعر عبد الرحمن بالضيق من طريقته و يفكر فى نفسه هل اتخذ القرار السليم بتزويج ابنته منه ام قام بظلمها اكثر
ينظر لهم عمر بتوتر ليكرر حديثه ” مش ده الاتفاق و لا ايه يا بابا؟”
يجيبه طه بتخاذل ” ايوه يا عمر بس….”
يقاطعه عمر بحده طفيفه ” مفيش بس…خلينا احنا كلنا كده متفقين على كل حاجه من الاول و فى حاجتين لازم تعرفوهم كويس…اول حاجه ان انا و خديجه اتفقنا محدش يعرف بالجواز ده يعنى احنا و جلال و صفوت و بس ”
ينظر لهاله بتاكيد و يردد ” ماشى يا ماما…يعنى لا اخواتى و لا عمتى و لا صحباتك..خلى الموضوع و كانه محصلش”
تومئ هاله راسها بالايجاب ليقف معتدل مره اخرى يهندم بدلته و يشمر ساعديه لتظهر الوشوم التى بيده و التى ترعب من يراها و يسعل سعله خفيفه ليقلل من حشرجه صوته و يكمل حديثه ” تانى حاجه لازم تعرفوها ان انا و خديجه نعرف بعض من الاول….اينعم هى معرفه سطحيه بس ده حيخدمنا اننا نتكلم بقلب جامد مع اخواتك يا عمى على اساس انى متكلم عن خديجه من فتره ”
عبد الرحمن ” انا ميهمنيش اى حاجه من دى لانهم و بساطه طلبو ان الارض متخرجش بره عيله الباشا و انا حنفذلهم اللى طلبوه و غير كده ملهومش عندى حاجه ”
ينظر عبد الرحمن بقوه و يردد ” الا بقى لو انت حاسس انك لازم تلاقى حجج عشان تقف قصادهم”
فور نطقه بتلك الجمله و التى تظهر من خارجها انها عفويه و لكنها تحمل داخل طياتها الكثير و الكثير فيبدو ان عبد الرحمن قد احس بالضيق من اسلوب عمر و رفضه لاعلان زواجه من ابنته فاراد ان يلقنه درسا ليزيد حنق عمر و اخذ ينظر حوله و هو يتنفس بقوه و بطئ محاولا تهدئه انفاسه الغاضبه ود لو كان امامه كيسه الرملى ليفرغ فيه شحنه الغضب التى تملكته فيقف على قدميه واضعا يديه فى جيب بنطاله ليردد بحده و عجرفه متناهيه
” هو فين المأذون يا جماعه؟ و لا انزل انا اجيبه ”
تتحدث هاله برقه محاوله تخفيف الاجواء المشحونه لتردد بهدوء ” ده انتو محتاحين ورق الصحه و محتاجين صور هو ينفع كتب الكتاب بسرعه كده؟”
ينظر عمر لخديجه الجالسه لا تتحدث و كانها ليست معهم ليردد متسائلا اياها” انتى بتطبعى صور شغلك فين؟”
تجيب خديجه بصوت مبحوح من اثر سكوتها فتره طويله” عندى ماكينه طباعه ”
عمر بيسمه ساحره ” طب قشطه جدا يفضل ورق الصحه…انا حكلم المأذون اننا نجهزه و نبعتهوله ”
يتحرك عبد الرحمن ناحيته ويضع يده على كتفه و يربت عليه بحنين و يردد بسكينه ” ماشى يا عمر…بس انا وصيتى ليك انك تحافظ على بنتى حتى لو الدنيا فرقتكم قدام ”
عمر بغصه تضرب قلبه ” حاضر يا عمى مش بس خديجه….خديجه و محمد و طنط حياه كلهم فى عنيا و من اللحظه دى و على حياه عينك و ربنا يخليك ليهم ”
عبد الرحمن باطمئنان ” متشكر يا بنى ”
يجلس براحه و شعور بالسكينه ينتشر داخله فبالرغم من طريقته الفظه و اسلوبه المتعجرف و لكنه فى النهايه به كل صفات الرجوله و قوته و قسوته مطلوبه للوقوف بوجه اعمام خديجه التى ملئت قلوبهم الطمع و الحقد
يقف عمر مبتسما بزهو و ينظر لخديجه الجالسه بجوار والدتها ليردد بمرح ” قومى يلا صورينى صوره حلوه للقسيمه ”
تنظر له بخجل و تومئ راسها بالموافقه فتقف و تتجه لغرفتها لاحضار اله التصوير الفوتغرافيه و تطلب منه بادب الجلوس على المقعد و تبدء بتعديل الاضاءه و الزاويه و تضع الكاميرا على الحامل فتنظر منها لتجد انظاره موجه بغير اتجاه الكاميرا فتضطر للذهاب اليه ووضع يدها اسفل ذقنه و على صدغه حتى تعدل من وضعيه راسه
يرفع راسه نتيجه لتحريكها له فينظر لها و تتلاقى اعينهما ليسرح هو بسحرهما و لكنه سرعان ما ينتبه لنفسه فيردد بصوت رخيم ” يا ريت يكون عندك صور ليكى لانى معتقدش ان حد فينا حيعرف يصورك ”
تتجه خديجه ناحيه الحامل المسند عليه الكاميرا و هى تجيبه برقه ” متقلقش انا حعرف اصور نفسى ”
لتبدء بالتقاط الصور و التى فور انتهائها ينظر لها بفضول و يهتف متسائلا ” ازاى حتصورى نفسك؟”
تجيبه خديجه بعفويه ” الكاميرا معاها ريموت حظبط كل حاجه و حقعد و ادوس على الريموت…. دلوقتى تشوف بنفسك ”
و بالفعل تقوم بتعديل وضع جلوسها و تنظر للكاميرا و تبدء بالضغط على زر جهاز التحكم عن بعد و فور انتهائها تقوم بجمع متعلقاتها و تردد بصوت هادئ ” انا حدخل اطبعهم دلوقتى ”
ينظر عمر لابيه و يردد ” طيب ايه اخبار المأذون يا بابا؟ احنا مش حنبات هنا ”
مره اخرى يشعر عبد الرحمن بتلك الغصه فى قلبه من اسلوبه العنيف و الفظ فى الحديث و كأنه فى مهمه حربيه و يريد انهائها باسرع وقت و لكن ما باليد حيله فناره افضل من جنه اعمامها ليردد فى نفسه بتخوف ” يا ريت مكونش برميكى فى النار باديا يا بنتى…يا رب اخلف ظنى و يطلع ابن حلال و يصونها و يخاف عليها ”
ينظر طه لعبد الرحمن الشاحب الوجه و يعلم على الفور سبب حاله الشحوب و القلق الظاهره على وجهه فهو بالتاكيد متخوف من اسلوب ابنه الفظ فيقترب منه هامسا له يطمأنه ” متخافش يا عبده…. ميغركش الطريقه بتاعه عمر، ده ابنى و انا عارفه مافيش اطيب من قلبه و لا احن منه فى الدنيا دى و محدش حيحافظ على بنتك قده ”
عبد الرحمن بتنهيده ” ربنا يهديه و يحميه و يخليهولك يا طه”
دقائق قليله مكثتها خديجه بغرفتها تجلس على فراشها تضع اللمسات الاخيره لتعديل الصور و تبدء بطباعتهم و هى تنظر لصورته و بسمته الساحره و تردد بحزن ” كنتى منتظره يقولك ايه؟ انتى عارفه اسلوبه من الاول…و كويس انه صريح عشان متتدبيش زى الجردل و تحبيه ”
تبدء بقص الصور لتناسب حجم قسائم الزواج و تكمل حديثها مع نفسها مردده ” هو انا ليه شاغله نفسى بيه اوى كده؟ هى الصدفه غريبه شويه، اكون بفكر فيه و اخرج الاقيه قدامى و انا اللى كنت بقول لنفسى انى عمرى ما حقابله تانى ”
تقف لتهندم نفسها و تنظر فى المرآه لتحدث انعكاسها بحيره ” طيب هو انا ليه فرحانه و فى نفس الوقت خايفه؟ طيب هو ليه اول حاجه قالها ان جوازنا على الورق و عمره ما حيكون غير كده؟ يعنى انا اعتبرتها جواز صالونات….ليه هو معتبرهاش كده برده اكيد متجوز ما كل اصحابه متجوزين”
تطرق راسها باسى و حزن و تردد” او اكيد معجيتهوش…او يكون مضايق منى من ساعه موقف العدسه، بس انا كنت اعمل ايه يعنى؟…يووه بقى انا حفضل شاغله نفسى كده كتير؟”
تطرق والدتها الباب بخفه و تدلف للداخل تجدها شارده فتربت على كتفها بحنان و تردد ” المأذون جه بره يا ديچا ”
تنتبه خديجه لوالدتها فتجيب بتنهيده ” حاضر يا ماما ”
و بالفعل تخرجا كل منهما للخارج و تعطى الصور لابيها و يبدء المأذون بكتابه البيانات من على البطاقات الشخصيه فيهتف متسائلا ” كده ناقص شاهد كمان…هو فينه؟”
ينتبه عبد الرحمن انه لا يوجد شاهد على العقد سوا طه فينظر لابنه محمد و يردد ” روح يا محمد نادى على عمك مجدى من الكشك و قول له يجيب بطاقته معاه…يلا بسرعه ”
محمد بطاعه ” حاضر يا بابا….هوا ”
يسرع الصغير لجارهم صاحب كشك الحلوى بجوار المنزل و يخبره بما املاه عليه والده فينظر له مجدى بتعجب و تساؤل و يردد ” ليه؟ هو فى ايه يا واد يا محمد ”
محمد ببراءه ” اصل اختى بتتجوز ”
ينظر له بفرحه و يهتف بلهفه ” بجد يا ولاه… الف مبروك، روح قول لابوك ثانيه واحده انادى على الواد ابنى يقف مكانى و يجيب البطاقه من البيت ”
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
فى ڤيلا الباشا
تجلس سميره بغرفه الجلوس تنظر حولها فالبيت شبه خالى من قاطنيه منذ وجبه الافطار فتتعجب اين ذهب الجميع لتجلس بحسره على حالها و تعيد ذكرياتها لتتذكر شبابها و كم كانت جميله يتهافت عليها الخطاب و لكنها ابت ان تتزوج بعد فسخ عبد الرحمن ابن عمها لخطوبتهما فهى لم تعرف و لم تحب غيره
تنظر امامها فتجد ليان ابنه اخيها فتحدثها متسائله ” هو البيت هوس هوس ليه كده؟ امك و باقى الناس فين؟”
ليان ” مامى خرجت مع بابى و عمر من الصبح و معرفش رايحين فين….و اسيل فى المدرسه و عدى لسه مجاش من السفر ”
سميره بتذمر ” البيت فضى علينا… اهو انا طول عمرى مش بخاف الا من الوحده ”
ليان برقه ” كلنا معاكى يا عمتو ”
تجلس و تشرد فى حالها و تتذكر مرض عبد الرحمن فتترقرق عيناها بالعبرات حزنا و خوفا عليه
فى المساء و مع اقتراب موعد العشاء تتعجب كل من ليان و اسيل و تهتف الاخيره ” معقوله الوجبه المقدسه لابيه عمر حيفوتها؟”
ليان متعجبه ” ده مش هو و بس….و مامى و بابى كمان ”
اسيل ” تفتكرى راحو فين؟”
ليان ” مش عارفه….بس اكيد حنعرف لما يرجعو ”
تصل سياره عمر لابواب المنزل قبيل موعد العشاء بدقائق فيدلف للداخل هو و ابويه فترحب بهم الفتاتان و تردد ليان بمرح ” و الله مكنتش مصدقه ان ابيه عمر ممكن يفوت وجبه العشا ”
ينظر لها عمر ببسمه رقيقه و ينحنى بالقرب منها يطبع قبله صغيره على جبينها و يردد بمرح “مقدرش مشوفش الخلقه دى كل يوم ع العشا اخاف احسن نفسى تتفتح للاكل و اتخن ”
تنظر له بضيق و تشعر بالتنمر فتجيبه بامتعاض “الله يسامحك يا ابيه ”
عمر بضحكه رجوليه ” حيسامحنى يا ختى حيسامحنى ان مكانش بسببكم يبقى اكيد عشان انا ابن حلال ”
تنظر هاله لزوجها غامزه بطرف عينها و تحدثه بصوت هامس ” مش واخد بالك من عمر؟”
طه بفرحه” اول مره يضحك و يهزر كده”
هاله ” بركاتك يا خديجه…. الا هو صحيح مقالش يعرفها منين؟”
طه ” لا…. هو ابنك بيتكلم و لا يحكى مع حد غيرك…اقعدى انتى بقى قرريه و اعرفى منه ايه الحكايه لان بصراحه البت حتطلع من عينى لو ضيعها منه و بطريقه معاملته ليها دى مش بعيد متستناش حتى لما تم السن القانونى ”
هاله بخبث ” خلاص يبقى علينا نقربهم من بعض ”
طه بتساؤل ” ازاى؟”
هاله بتفكير ” سيبنى افكر فيها شويه و بعد العشا حبقى اقعد معاه و اعرف منه ايه الحكايه ”
طه بضيق ” متنسيش تساليه ليه مصمم ميعرفش حد بالجواز…يعنى معقول اننا منقولش لاخواته ”
هاله ” حاضر ”
بعد الانتهاء من تناول العشاء ينظر عمر لابويه و يردد باجهاد ” انا حطلع ارتاح شويه حاسس انى عايز انام”
طه بفضول ” حتنام بدرى كده؟”
عمر ” اه يا بابا عشان انزل الشغل بكره فايق…تصبحو على خير ”
يجيب الجميع ” و انت من اهله ”
فور صعوده تنظر سميره لاخيها و تردد متسائله بفضول حذر ” هو انتو كنتو فين انهارده؟”
طه ” كان عندنا مشوار يا سميره ”
يخبرها و هو يتجه لغرفته فتنظر فى اثره و تردد بضيق ” خلاااص…هو سر حربى، ما انا فهمت كنتو فين؟”
تنظر لها هاله و تحدثها بهدوء ” ايه يا سميره مضايقه ليه كده؟ دى مره كل فين و فين لما بخرج ”
تضع سميره يديها بخاصرتها و تردد باسلوب فظ ” و انا كنت منعتك تخرجى….انتو كنتو عند عبد الرحمن و انا متاكده و مش راضيين تقولولى عشان مطلبش منكم تاخدونى معاكم ”
هاله ” و هو ينفع تيجى معانا، و بعدين بدل عمايلك دى ادعيله ”
تبكى سميره و تردد بصوت مختنق ” هو تعبان اوى يا هاله؟”
هاله ” ايوه…الحكايه مش حتطول، ربنا يتولاه برحمته و يحفظله ولاده يا رب ”
سميره بفضول و حيره ” و هى شكلها بقى عامل ازاى؟ و زعلانه بقى عليه و لا مش هاممها؟”
تنظر لها سميره بتخاذل و تجيبها برفض لاسلوبها “ارحمى نفسك شويه…موضوع عدى عليه اكتر من 20 سنه يا سميره، انسى بقى”
تتركها لتتجه لغرفه عمر حتى تتحدث معه قليلا و لكنها فور فتحها لباب غرفته تجده ينام بملابس الخروج و لكنه قام بخلع سترته و قميصه فاصبح عارى الصدر
اقتربت منه لتتاكد من نومه فتتمعن النظر بجسده و ما عليه من آثار للرصاصه التى اخترقته و ايضا آثار التعذيب و التى حاول اخفائها بالوشوم التى على جسده و ذراعه فتتنهد بحسره و حزن و تقوم بتدثيره جيدا فيمسكها من يدها يقبلها و يردد بصوت ناعس اجش
“ربنا يخليكى ليا يا امى”
هاله بحنان ” و يخليك ليا يا حبيبى ”
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
فى منزل خديجه
تضع راسها على الوساده تسترجع احداث اليوم فقد كان ملئ بالاحداث من دهشتها بدايه من معرفتها بان عمر له صله قرابه معها و نهايه بكتب كتابها عليه وسط خفقات قلبها و التى لا تستطيع تفسير سببها حتى الآن هل هو خوف من القادم و المجهول بالنسبه لها ام لشيئ لطالما شعرت به منذ لقائها الاول بعمر و اصرت على تجاهله او بالاحرى عمدت على ابعاده عنها
و على جانب اخر جلست حياه بجوار زوجها على الفراش تتحدث معه بامورهم فتردد ” الست هاله دى شكلها طيب اوى و بتحب عمر جدا…ده انا اتفاجئت لما قلتلى انها مش امه ”
يخبرها عبد الرحمن باستفاضه ” ما هو طه برده كان خاطب بنت عمته و اتجوزها و خلف منها عمر و اتعرف على مراته التانيه لما بدء يشتغل فى مصر و يكبر شغله و اتجوزها و كان مخبى على اهله لحد ما حملت فى ابنه التانى و اضطر انه يعرفهم… وقتها ام عمر تعبت و رقدت من المرض ”
حياه بدهشه ” ازاى؟جرالها ايه يعنى؟”
عبد الرحمن” جتلها جلطه و فضلت سنه تعبانه و بعدها ماتت و عمر كان عنده بتاع 8 سنين و طه اخده لمراته تربيه مع ان اهل امه كانو رافضين بس محدش قدر يقف قصاد طه ”
حياه بتعجب ” و اخدته تربيه مع ابنها؟ و الله ست ذوق و بنت حلال…. بس هو شديد اوى يا عبده و يخوف كده ”
يبتسم ابتسامه صفراء حزينه و يجيبها هاتفا بضيق “انا من بعد ما شفته مبقتش عارف اللى عملته ده صح و لا غلط؟ بس طه بيطمنى من ناحيته ”
حياه بطمأنه ” لا انا متفائله خير و شكله ابن بلد و جدع و يقدر يقف فى وش اخواتك… و فى الاول و الاخر دى جوازه على الورق ”
عبد الرحمن باستسلام ” على قولك ”
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&
بعد مرور يومان و بالاخص يوم الجمعه ياتى اخوات عبد الرحمن للتحدث مره اخرى بموضوع زواج خديجه من احد ابنائهم فيهم عبد الرحمن هادرا بهم جميعا ” كفايه بقى….كفايه، انتو ايه مبتحسوش ده بدل ما تخففو عليا و على ولادى اللى انا فيه جايين و كل اللى يهمكم الارض و الورث ”
يجيبه جلال بسخافه ” ما ده عشان احنا خايفين على ولادك برده ”
عبد الرحمن بحنق و دماء ثائره ” خلاص لما ابقى اموت ابقو اعملو اللى انتو شايفينه ”
تنظر خديجه الى ابيها ثم توجه انظارها ناحيه اعمامها و ابنائهم لتردد بصوت مبحوح يغلب عليه الحزن ” انتو كل اللى يهمكم ان الارض متخرجش بره عيله الباشا مش كده؟”
يجيبها صفوت بدبلوماسيه ” و اننا نطمن عليكى يا بنتى انك مع واحد يصونك و يحافظ عليكى ”
تومئ راسها ببسمه ترتسم على شفاها و تردد ” و هو ده اللى حيحصل متقلقوش ”
اخذ كل من جلال و صفوت ينظران الى بعضهما البعض بعدم فهم و فضول لحديثها المبهم لتقطع عنهم تفيكرهم و تردد بحزم ” انا حعمل اللى انتو عايزينه و حتجوز من عيله الباشا”
يهتف جمال متسائلا بفرحه ” يعنى اخدتى قرارك و اختارتى حد من ولاد عمامك؟”
خديجه بتاكيد ” ايوه ”
يسالها جلال بلهفه ظاهره على ملامحه ” مين؟”
تنظر له بخبث و ابتسامه مصطنعه و تردد ” مكنتش اقدر اختار طارق ابن عمى صفوت لانه خاطب و انا مستحيل اكون سبب فى تعاسه اتنين بيحبو بعض ”
لتنظر الى ابن عمها و تردد بتهكم صريح ” حتى لو كان اصحاب الشأن موافقين بس انا مش ممكن اوافق ”
لا يستطيع جلال اخفاء سعادته من حديثها فمفهوم كلامها انها قد وقع اختيارها على ابنه فيردد بفرحه عارمه ” على بركه الله يا بنتى…. و انتى عارفه ان ابنى حيشيلك فى عنيه و طول عمره بيحبك و رايدك ”
تبتسم برقه و تردد بخجل مصطنع ” عارفه…عارفه ”
تقف و عينها تشتعل ببريق و تردد بهدوء ” انا من انهارده حرم….”
تصمت لحظه و يقف ابن عمها محمود يهندم من ملابسه و يقترب منها ببطئ حتى تعاود الحديث هاتفه بتشفى ” حرم عمر طه الباشا ”
يتوقف محمود عن التقدم نحوها و يصمت الجميع بدهشه و ينظرون الى بعضهم البعض فيردد صفوت بتعجب ” حرم مين؟ ازاى يعنى مش فاهم؟ حتروحى تعرضى نفسك على عمر ابن طه”
لينظر الى اخيه عبد الرحمن بضيق و يردد بصياح “ايه الجنان ده يا عبده…انت عارف مين هو عمر الباشا اللى بنتك بتتكلم عليه؟”
يجيبه عبد الرحمن بهدوء مستفز ” عارفه طبعا..يبقى ابن طه اخويا و صاحبى و ابن عمى و كبير عيله الباشا ”
جلال بنبره منكسره ” ايوه بس ابنه ده…ده ”
يظهر ملامح التوتر و الخوف عليه لتهتف خديجه متسائله ” ماله يا عمى؟ ده ماله؟”
جلال و النيران تبتلعه من الداخل ” ده بنى ادم قاسى و جبروته مش على حد، الجيش قسى قلبه و خلاه ميعملش حساب لحد، فانتى بقى يا سنيوره عشان تعاندى فينا رايحه ترمى نفسك فى النار بايديكى؟”
يرتبك عبد الرحمن فور سماعه لحديث اخاه فهو قد راى ملامح من شخصيه عمر و تخوف منه كثيرا و لكن لقد سبق السيف العزل و ما باليد حيله فهى اصبحت زوجته شرعا و لا يمكن ايقاف ما حدث فيردد عبد الرحمن بتماسك و جمود مصطنع ” و انا مقدرتش اقول لطه لا لما طلب ايد خديجه لابنه عمر”
جلال بعصبيه و قسوه ” بس احنا اللى متكلمين عليها الاول و الاصول بتقول……”
تقاطعه خديجه بضحكه سخريه و هى تهتف وسط ضحكاتها ” اصول!….اصول ايه يا عمى؟ و هى كانت الاصول انكم تتكلمو فى جوازى فى التوقيت ده و بالطريقه دى؟”
يحاول عبد الرحمن تهدئه ابنته فقد اخبرهم عمر بعدم اخبار اعمامها بانه تم بالفعل كتب كتابهما الا بعد ان ينهى اوراق الصحه حتى يكون بيده مستند قوى يستطيع ان يضعه فى اعينهم حتى لا يستطيع اى احد التدخل فى امورهم بعد ذلك
” اهدى يا ديچا، كده و لا كده الموضوع سابق لاوانه و خلينا نهدى عشان الدنيا متولعش اكتر من كده ”
خديجه بطاعه ” حاضر يا بابا…بس عايزه عمامى يعرفو حاجه مهمه اوى…ان انا و عمر نعرف بعض من فتره و حكايه جوازنا ملهاش علاقه ابدا بموضوع الورث و الارض و الكلام الفاضى ده ”
ينظر لها اعمامها بعدم تصديق ليهتف جلال بسخريه”لا و الله و المفروض نصدق الكلام ده، على اساس ان البنى ادم ده بيحس من اصله ”
تدلف غرفتها و تحضر صور عرس رفيقتها و تريهم بعض الصور و التى كانت قد جمعت رفقاء العريس و رفيقات العروس معا فى اكثر من صوره و كانت تقف بجواره فى بعضها لينظر اعمامها بدهشه و حنق و يردد صفوت بتخاذل ” و انت بقى يا عبده عارف بالموضوع ده و ساكت؟ هو احنا الافرانكه اوى كده؟”
عبد الرحمن ” الولد دخل البيت من بابه و انا اللى كنت ماخر الموضوع لحد ما ديچا تخلص دراسه بس ظروف تعبى و اصراركم انها تتجوز من عيله الباشا اللى خلانى اوافق ان ده يتم قريب ”
يجلس محمود بحزن و يربت على فخذه بضيق و ينظر لابيه و يردد بانكسار ” خديجه كده ضاعت منى يا بابا؟ طول السنين دى و انا بقولك بلاش طريقتك معاهم عشان البت تحبنى و انت اللى فى دماغك فى دماغك لحد ما ضاعت منى ”
جلال بغرور و تملك ” و مين قالك انها ضاعت؟ خديجه ليك يا محمود و بناتنا مش حيتجوزو من بره العيله ”
يقف الجميع للمغادره بعد ان امرهم صفوت بالرحيل فقد شعر بان الامور قد خرجت عن السيطره فتبعه كل افراد عائلته لينظر جلال خلفه و هو مغادرا و يردد بغضب و صوت اجش ” المره الجايه كلامنا مش حيكون كده ابدا لانى مش حسمح بالمهزله دى اكتر من كده ”
&&&&&&&&&&&&&&&&&&

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأجلك نبض قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى