روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الخمسون 50 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الخمسون 50 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الخمسون

رواية قد انقلبت اللعبة البارت الخمسون

رواية قد انقلبت اللعبة
رواية قد انقلبت اللعبة

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الخمسون

–« ‏- مُرهق القلب. »
| قَبل تلك اللحظة ، كان كُل شيء على ما يرام..
لماذا تَغيرت لَما عُد لهذا الشخص السابق، وعدني مُسبقًا أنه مهما حدث لن تتغير ، لَن تَعود قاسيًا ، لَن تعود إلي حيل أكاذيبك ، والأن تُطالبني بمُسامحتك بالعفو عنك وعن أخطاءك التي لا سيل لها، أنت تَخدعني ويجب أن أغفر لك ، أُعذرني يا سيدي ، لأنك بنيت في داخلي القسوة والخُبث والخداع، علي أن أُكافئك الأن بعضًا من جمايلك..
أظُن أنني سأُستعير منك بعض الكلمات الجارحة التي كُنت تُلقيها علي مسامعي..
لما تنظُر إليّ بنظرات الغضب تلك يا سيدي، أنت من ربِّت الشيطان داخل منزلك ، فلا تغضب عندما يعبث معك! .|
#بقلمي
* داخل الملهي الليلي
بعد غناء ياسر بمقطع الأُغنية الذي أ شعل الموقف مع أضاءه وأجواء المكان، لَم يستطع قاسم كَتم ضحكاته لينفــــ.جر بالضحك، حاول أن يُسيطر علي حالة الضحك التي تملكته ليردف قائلًا من بين ضحكاته يوجه حديثه إلي مُعتز وياسر.
– الناس الحلوة دي سكر انه طين زي الر اقصة المُنحرفة معتزة اللولبية اللي معانا، ف لو مخرجناش من المكان ده حالنا، مش عايز أقولك هيعملوا إيه في الأفندي المُتحول ده
رفع مُعتز حاجبه وهو يَتَرنَح يمينًا ويسارًا ليضع رأسه علي صدر قاسم قائلًا بنبرة سُكر كان مُغيب بالفعل:
– هيعملوا معايا إيه يا قاسم ؟، متقلقنيش علي نفسي !
نظر قاسم إلي مُعتز وإلي حالته ليردف قائلًا:

 

– هيلعبوا معاك حته دين لعبه هتخرُج من نفوخك، تخيل كُل دول شايفينك مُعتزة اللولبية.. تخيل إيه اللي هيحصل فيك !!
لَم يُكمل قاسم حديثه ليري جسد مُعتز ينسحب كان عدد من الرجال السَكارَى يسحبونه، مَسك قاسم مُعتز من معصميه وهو يدفع الرجال بقدميه ليفعل ياسر مثله ظَلوا يَلكمون كُل من أتِ في طريقهُم، رَكض قاسم وهو يحمل مُعتز علي كتفيه وبجانبه يركُض ياسر.
ما جعلهُم يتوقفون هو غناء مُعتز الذي كان يُدندن ويتراقص بجسده، وَقف قاسم يَصُك علي أسنانه بغضب، ليردف قائلًا من هول الصدمة يَسب مُعتز ويُردد كلمات الأغنية التي يُغنيها مُعتز بصدمة:
– يا بارد يلعن أبو تناحتك، تلاجة اعصابي بارده ومش شاغلني ولا حاجه !
همس ياسر إلي قاسم قائلًا وهو يُحاول كَتم ضحكاته:
– أبوس أيدك كفاية.. لو كملت هيسف الشريط كُلوا
قال ياسر حديثه ليندفع نحوهُم عدد من الرجال، صَرخ ياسر علي قاسم بأن يتحرك ليركضون للخارج بأقصي سُرعه إلي أن خرجوا من الفُندق بأكمله.
* داخل فيلًا الجارح
كانت تتحرك بالغُرفة ذهابًا وإيابًا وهي تُحاول الوصول إليه لَكن دون جدوي مُنذ أستيقاظها وهي تُحاول الوصول إليه لَكن لا يَرُد علي إتصالاتها ، لا تعرف لما القلق والتوتر الذي أحتلها لَكن كُل ما تعرفه أنها خائفة عليه، تشعُر بأن مكروهًا ما أصابه لهذا أعصابها مُتوترة، حتي عندما هدأتها وطمئنتها زينب بأنه بخير لَكنه يُمكنه أن يَكون مشغولًا.
تَوقفت بمُنتصف الغُرفة تنفُخ بغضب لتدفع هاتفها علي أرضية الحُجرة بغضب وهي تصرُخ بجنون هستيري بسبب أن هاتفه أعطاها أنه مُغلق، ظَلت تتنفس بقوة وغضب مكتوم مُنذ وقت كبير إلي أن شعرت بدموعها تتحرر من قيود جفونها وتسقُط علي وجنتها الناعمة لترويها، لَكنها لّم ترويها بل جعلتها ذابلة.
تَوجهت إلي باب الحُجرة تفتحه لتُعبر من خلال راكضه علي درج الفيلا بعجل إلي أن خرجت من بوابة الفيلا الداخلية ، ولسوء حظها لَم يَكُن هُناك أحد من الحُراس واقفًا علي البوابة لتستغل الوضع راكضه للخارج بجنون تملكها أثر خوفها أن مكروهًا ما أصابه.
بعد أن خرجت علي الطريق أوقفت سيارة أُجري وأستقلتها..

 

* بعد مرور ساعة داخل سيارة قاسم
يَجلس ياسر علي المقعد المُجاور إلي قاسم أما مُعتز كان يفترش بجسده بالمقعد الخلفي مازال تحت مؤثر الخمو ر..
نَظر قاسم عبر المرآة الأمامية إلي مُعتز الذي كان بدأ يفيق من غفوته ، ليردف قائلًا موجه حديثه إلي ياسر بنبرة يملؤها العتاب:
– عَجبك الحالة اللي هو فيها، هنروحه لي مراته إزاي في الحالة دي ؟!، دي مش بعيد لو شافته كده تطرُده فيها
حاول ياسر كَتم ضحكته التي أنتابته عندما وقعت عيناه علي مُعتز الذي بدأ بتحريك جسده وكان يُميل ذراعيه لأعلي، كأنه يُصارع أحدهُم.
ليردف قائلًا بنبرة ساخرة:
– وهو ده ذنبي، أحنا طلبناه المشروب الرسمي للمكان وسألناه إذا كان المشروب حر ام ولا حلال الجرسون قال حلال مية في المية.. يبقي دي غلطتي !
صَك قاسم علي أسنانه ليردف قائلًا:
– غلطت أُمي، أكتم يا ياسر مش عايز أسمع صوتك.. إلا قولي بقي يا باشًا إزاي الباشا ادهول بالمنظر ده وأنت الله أكبر عليك ولا أثر فيك حاجة ؟!
أردف ياسر قائلًا بغرور وثقة:
– بسبب الطفاسة الباشا مَكتفاش بالكاس اللي جه في الأول لا ده راح طلب كاس العذ اب قال للجرسون عايز كاس من كُبره مقدرش أشيلو وفنن فيه علي مزاجك كان فاكر بروح أُمه هيخلطُلوا كوكتيل عصاير فِريش ، شَرب كاس العذ اب من هنا وبقي بالمنظر اللي أنت جيت لقيتوا فيه مَكُونتش عارف ألموا من علي الترابيزات ، جنني والله لفنني وراه بالطبلة.. فرهدني يا منيل
بنهاية حديثه أ نفجر بالضحك، مما جعل قاسم يَمد ذراعيه ليلكم ياسر بضهر كفيه علي صدره، مما جعل ياسر يتأ لم.
ليردف ياسر قائلا وهو يُرفص حاجبيه:
– ثُم أنك عارف أنِ عنتيل من زمان
حرك قاسم رأسه يمينًا ويسارًا ليردف قائلًا:
– والمفروض أنك توبت إلي الله
حرك ياسر رأسه بإيماء ليردف قائلًا بغرور:
– بس برنس بدماغ متكلفة مش بدهول زي صاحبنا اللي قاعد ورا بيصطاد دبان
حرك قاسم نظراته إلي المرآة الأمامية لينفـ.جر بالضحك علي مُعتز الذي يتلوي وكأنه أُصاب بالجرب مع تحريك يديه لأعلي ليردف قائلًا من بين ضحكاته:
– إي يا مُعتز بتعمل إيه ؟
ضَر ب مُعتز سقف السيارة بغضب ليردف قائلًا بصوت هادئ مائل اللي النعاس:
– م.. مَفيش والله قاعد بصطاد زغاليل، بس في ز.. زغلوله بنت كلـ.ب مش عارف أأ.. أصطادها كُل ما أجيلها يمين تيجيلي شمال أجيلها ش.. شمال تجيلي يمين، جننت أُمي معاها

 

بأخر حديثه أرتفع صوته وهو يَضر ب السقف عده مرات بيديه الإثنين، مما جعل قاسم يَصرُخ عليه بأن يتوقف خائفًا علي سيارته، أما ياسر كان يُتابع ما يحدُث وضحكاته لا تتوقف.
– العربية بَطل يلا تضرب العربية، الله يخربيتك هتطبقلي السقف، وديني ما هسيبك يا مُعتز، وحياة أُمك يا ياسر ما هحلك
قال حديثه الأخير لاكمًا ياسر لَكمه قوية علي ذراعه مما جعل ياسر يتأ لم ، ليُربط بكف يده الأخر علي ذراعه قائلًا بإعتراض:
– وأنا مالي يا عم، هو أنا اللي شربت كاس العذ اب وعملت فيها شبح
فجأة علا صُراخ مُعتز وهو يندفع بجسده للأمام نحو مقعد قاسم يتعلق به يَلف ذراعيه حول عُنق قاسم يَشده للخلف، مما جعل قاسم يَصرُخ عليه بغضب وهو يُحاول التركيز علي الطريق وبنفس التوقيت يُحاول إبعاد ذراعي مُعتز التي تزداد علي عُنقه وتُشتته، لَعـ.ن قاسم ياسر ومُعتز عدد من المرات كان يشتـ.عل من الغضب.
صَرخ قاسم مرةً أُخري علي مُعتز وهو يَقود بيد واحده واليد الأُخري يُحاول فَك ذراع مُعتز من عليه:
– مُعتز أبعد الله يخربيتك أنا غلطان أنِ بعرف أشكال عر ه زيكُم
صَرخ علي ياسر بغضب بسبب ضحكاته التي لَم تتوقف لا يفعل شيئًا سوا الضحك:
– يا بااارد، بدل ما أنت مقضيها ضحك حاول تبعده عني، العربية هتتقلب بينا بسبب الباشا السُكر ي وأنت بارد
ألتفت ياسر برأسه للخلف ينظُر إلي مُعتز يسأله بنبرة باردة وصوت هادئ للغاية:
– أبعد أيدك يا مُعتز وأرجع مكانك هنعمل حا دثة
توسعت حدقتيه قاسم بالصدمة ليردف قائلًا وهو يُكافح بإبعاد ذراعي مُعتز من حوله كان يَلفهُم حول عُنقه ك القراد لا تتزحزح يديه:
– أنت يلا بارد ؟!، زُقه أنت لسه هتسأل
جاء صوت مُعتز قائلًا بحدقتيه مُتوسعه وهو يشد يديه علي عُنق قاسم أكثر قائلًا:
– التتار بيجري ورانا لازم نسبقهُم لو عطروا فينا هيلجلشونا ، الجيش والأحصنة بتاعتهُم أفضل مننا بكتير
كان قاسم يستمع إلي الحديث بصدمة ليردف قائلًا بنبرة صادمة:
– ده فاكرني حُصان
تحدث ياسر قائلًا:
– ده اللي همك، مش واخد بالك أنو ضيع اللغة عطروا، هيلجلشونا، والأحصنة وختمها بأفضل
كبح قاسم سيارته أخيرًا عندما هدأ الطريق من السيارات ليصفها جانبًا ، ليقوم بدفع ذراعيه مُعتز بقوة بواسطة يديه الإثنين يلتفت إلي ياسر صارخًا بوجهه بغضب:
– اه ده اللي لازم يهمني، ما أنا اللي كُنت حُصان مش أنت.. وأنت جاي تعترض علي الكلام وسايب الملحمة اللي هو شايفها قُدامه ده دخل فيلم وأسلاماه والله أعلم هيطلع منُه أمتا !

 

ألتفت مُعتز حوله بر عُب ليصرُخ بهُم وهو يتعلق بُعنق ياسر تلك المرة:
– شي شي يا حُمااار
ضَر ب قاسم كف علي الأخر قائلًا:
– أنبسط يا عم غير القناة وبقينا في فيلم بيكا
صَرخ ياسر علي مُعتز ثُم إلي قاسم وهو يُنازع بدفع يد مُعتز من حوله:
– يا عم أبعد عني، وأنت الحقني أبن الكلـ.ب هيُخنـ.قني
أ شعل قاسم وقود السيارة من جديد ليتحرك بها قائلًا ببرود تام:
– زي ما سكر علي أيدك أخلص من أيدو بنفسك يا مدلع
قال قاسم حديثه وأندفع يتحرك بالسيارة وهو يَرفع صوت المُسجل حتي لا يستمع إلي حديث ياسر الذي كان يصرُخ علي مُعتز الذي كان مُغيب تمامًا.
* داخل عيادة طبيب نفسي
دَفعت الباب بقوة كالمُعتاد تَدلُف بخطوات مُمـ.يته ومقلتيها مُشتـ.عله يَخرُج منها شر ارة الإ نتقام، تَقدمت من مكتب الطبيبة لتضر ب بكَلْتاً يديها علي المكتب صارخة بوجهه بهستريا.
– مش عارفة أخليه يحبني، عملت كُل حاجة تتعمل وباردو مبينسهاش، أعمل إيه ؟!، أنا خلاص هتجنن
بنهاية حديثها تنهدت بقوة وهي تنفُخ بغضب، نَظرت الطبيبة إليها لتردف قائلة بنبرة هادئة:
– أقعُدي يا ديما وفهميني إي اللي حصل بهدوء بدل الجنان اللي أنتِ فيه ده !
نَفخت ديما لتتحرك بقدميها عدة خطوات نحو المضجع وهي تتحدث قائلة:
– مش هقعُد قُدامك، هقعُد علي الشازلونج
حالت إبتسامة علي طرف شفت الطبيبة لتردف قائلة:
– هو أنا قولت حاجة !، أقعُدي في إي مكان يريحك يا ديما وبطلي تطلعي جنانك عليا
جَلست ديما علي المضجع هو عُبارة عن أريكة طويلة، تستعمل لغرض الإستلقاء والتمدُد (كالفراش) مع مسند مُرتفع للظهر ومسند للذراع، مددت جسدها علي المضجع بإريحيه وأرجعت رأسها للخلف علي المسند، تستعد علي أن تتحدث.
سندت الطبيبة مرفق يدها علي المكتب لتسحب باليد الأُخري دُرج مكتبها تُخرج منه دفتر منقوش عليه أسم ديما هذا الدفتر خاص بحالتها.

 

أتي صوت ديما تتحدث بنبرة هادئة خلفها الكثير:
– بعتلي مسدج ومن غير تفكير جريت أنفذ اللي طلبوا مني، مضايقة أوي حاسة نفسي مش مبسوطة أنا لأول مرة أحس أنِ هشه ضعيفة مَكسو رة من كلامه أوي
خرجت تنهيدة قوية منها كانت تخرُج تلك التنهيدة تُنفث عن غضبها وكُر هها وحقـ.دها وكُل السواد القابع بقلبها ، أتِ حديث الطبيبة قائلة لها بهدوء:
– لو عايزة تحكي اللي حصل أنا سمعاكِ ابدائي
حركت ديما رأسها تنظُر إليها لتطول نظراتها إلي أن قررت بدأ حديثها تسرد عليها الحديث الذي دار بينها وبينه من بداية المسدج.
أنتهت ديما من سرد حديثها علي الطبيبة لتتنهد بقوة وهي تلتقط أنفاسها بقوة تَكبحها داخلها وهي تتذكر رده عليها عندما طالبته بأن يحتضنها ويُلقي علي مسامعها بعضًا من كلمات الغزل الذي ينطقها الحبيب إلي من يُحب، أنسابت دموعها بغزارة علي وجنتها.
لتردف قائلة بنبرة صوت ضعيفة أشبه بصوت الأمو ات عندما يُفارقون الحياة:
– حتي بعد كُل اللي قولته و وعده بأنِ هسافر وأبعد عنهُم، م.. مرضاش يَخو نها مقبلش أأ.. أترجيتوا بأنُه ميرفُضش طلبي بس للأسف رده عليا كسرني
أزدادت دموعها علي وجنتها وهي تتذكر كلماته التي ألقاها عليها دون مُراعاه إليها وإلي قلبها..
كانت هذه الكلمات هي كلمات قاسم التي ألقاها علي مسامعها حين طالبته وترجته بأن يحتضنها ، قالها بصرامة وجمود وبنفس الوقت كانت نبرته صادقة وكأن عالمه بأكمله لا يوجد به سواها سوا صغيرته ( إيلا ).
– هريحك يا ديما حتي لو هتنفذي كلامك ده وهتبعدي ، مُستحيل أخو ن إيلا حتي لو اللي هيحصل ده ميتسماش خيا نة من وجهه نظرك مُستحيل أخذ لها أو أكسـ.رها أو أخليكي تفرحي علي حُزنها، أنا مُستحيل أعمل حاجة تضايق إيلا مش تنزل دمعة من عيونها فاهمة، ودلوقتي من غير مطرود زي ما أتفقنا مش عايز أسمع أنك عملتي حاجة ضايقتها وإلا أنتِ عارفة كويس إيه اللي هيحصل!

 

بلعت لُعابها وهي تزيل دموعها العالقة علي وجنتها بأناملها بقسو ة، لتردف قائلة بنبرة كُره وجنون وصوت غير مُتزن:
– أأ.. أنا بكر هوا وبكر ها ع.. عايزة أنتـ.قم منه فيها ل.. لازم أخلص منها قُصاد عينه علشان أنتـ.قم لكرامتي اللي كسر ها بدون إي خجل أو رحمة
تحركت الطبيبة من علي مقعدها لتجلس علي مقعدًا أخر بجانب مضجع ديما لتردف قائلة بنبرة هادئة:
– وده اللي رجعك عندي بعد ما قطعتي زيارة لمُدة شهر
زفرت ديما بقوة وهي تَضُم قدميها أمام صدرها وتفرُك كفوف يدها بتوتر، ظَلت الطبيبة تُتابع حركتها بصمت، إلي أن توقفت ديما عن الحركة عضت علي شفتها السُفلية بأ لم قائلة بنبرة ضعيفة يشوبها الحُزن:
– أنا كُنت فاكرة أنِ لما أكدب عليه وأقولوا أنِ هسافر وهبعد عنه هقدر أخليه ينفذلي إي طلب أأ.. أنا عايزاه بس للأسف ده محصلش، هو بيتعمد كُل مرة يأ ذيني يو جعني يكسر خاطري
رَفعت الطبيبة حاجبها قائلة بأستعجاب:
– خاطرك!، كُنت فاكرة هتقوليلي قلبك ما علينا كُنتي هتستفادي بأيه لو حضنك هتثبتي أزاي خيا نتوا ليها
تنفست بقوة قائلة وهي تَفرُك كفوف يدها بعُـ.نف بجبهتها:
– أولًا ايوة كسر بخاطري قبل قلبي لأن أنا قلبي خلاص أتعود علي الرفض ف ما ت ، أما أزاي كُنت هستفيد بالحُضن أنا من وقت دخولي الأوضة وأنا حاطة التلفون في الشورت اللي أنا لبساه تحت الدريس كُنت بسجل كُل حاجة حصلت ما بينا علشان أسمعها لحبيبة القلب علي أمل أن كان في حاجة ما بينا تحصل، بس البيه طلع عارف بحوار ياسر، ومُعتز ده كمان اللي طلعلي في الحكاية وبيخرب عليا بس مبقاش ديما إلا لما خربت عليهُم كُلهُم وعيشتهُم في تعاسة زي ماعيشوني فيها
من كَم الأسئلة التي دارت بذهن الطبيبة أرتسمت علامات الأستفهام علي وجهها تُريد العديد من الأجوبة علي الأسئلة الدائرة بذهنها ، قاطع تفكيرها حديث ديما المُنفـ.عل كانت تتحدث بشرا سة وأنفعا ل:
– مَتبُصليش كده وكأنك مش عارفة أنا عانيت قد إيه !، أنا مش هطلع شر يرة الحكاية فالأخر وكمان هطلع بلوشي أنا زي ما ياسر أتاخد مني هاخُد حد فيهُم
نَظرت إليها الطبيبة بعُمق لتردف قائلة بنبرة هادئة:
– ليه يا ديما، ليه متدوريش علي حد يحب ديما لنفسها ليه مُصرة تخطـ.في حد من حد ليه مش عايزة تاخدي واحد عايزك زي ما أنتي عايزاه ؟!

 

صَكت ديما علي أسنانها لتردف قائلة من بينهُم بنبرة غاضبة:
– علشان اللي عوزته وحبيته أختي لعبت من ورايا وخدته ، ياسر ده حقي أنا وأنتي عارفة كده كويسة
تحدث الطبيبة قائلة بنفس نبرة الهدوء:
– بس هو أختار أميرة مختاركيش يا ديما علشان تتهمي أُختك بأنها لعبت عليه من وراكي
صَمتت ديما ثوان تنظُر إلي الطبيبة بنظرات ذات معني لتردف قائلة ودموعها تتساقط علي وجنتها بأ لم:
– أختارها علشان اللي هي عملته
نَفخت الطبيبة ببعضًا من الغضب لتردف قائلة بنفاذ صبر:
– لو كلامك صحيح مروحتيش قولتي لياسر ليه ؟!
عضت علي شفتها السُفلية بأ لم لتردف قائلة:
– علشان معيش دليل علي كلامي مش هيصدقني لو قولتلوا أن أميرة راحت لبتوع الأعمال والأسحار علشان يُعجب بيها مُستحيل يصدقني
أغمضت الطبيبة عينيها لتردف قائلة:
– أنتِ عايزة إيه يا ديما إيه اللي هيريحك ؟!
تحدث قائلة بنبرة حزينة ضعيفة هشه ودموعها تنساب علي خديها:
– عايزاهُم يحسوا بيا، يراعو إحتياجاتي ومُتطلباتي محتاجة إهتمام زي زمان، كُلهُم شايفني بزاوية غير اللي نفسي يشوفوني بيها، ن.. نور حرام نور بتخاف عليا وبتهتم بيا بس..
أومأت الطبيبة إليها برأسها لتردف قائلة بنبرة جمود:

 

– ديما أنتي عايزة تكوني محور الكون الكُل يهتم بيكي أنتِ لما تكوني مُتواجدة في مكان وده للأسف صعب، لأن مش كُل الناس هتقدر تهتم بيكي ومفيش حد محبوب من الكُل، هقولهالك تاني اللي عندك ده مر ض.. مر ض مُتلازمة هو س عايزة الكُل يشوفك أنتِ عايزة علطول تسمعي كلام حلو.. وده صعب صدقيني أنتِ اللي قادرة تعالجي نفسك بنفسك لازم تسمعي كلامي في خطوات العلاج لو عايزة تتعالجي، أنتِ مش راضية تسمعي كلامي في إي شيءٍ ولا خطوات علاج ولا أدوية أنتِ بتجيلي ليه يا ديما ؟!
نظرت إليها ثوان تُفكر بالسؤال إلي أن هتفت قائلة بنبرة حُزن تدُل علي خذلها:
– لأنِ معنديش حد يسمعني، تخيلي أنِ معنديش صحاب بحق وحقيقي مفيش حد من اللي أعرفهُم أقدر أحكي معاه زي ما بحكي معاكي
حركت الطبيبة رأسها بإيماء لتردف قائلة:
– طيب يا ديما، عايزة منك إجابة دلوقتي موافقة نبدأ من جديد وتسمعي كلامي في كُل حاجة أقولهالك علشان تتعالجي ؟!
نَهضت ديما من علي المضجع تُحرك رأسها يمينًا ويسارًا ودموعها تتساقط بغزارة، وَقفت أمام الطبيبة التي كانت تنظُر إليها بحُزن وضيق علي حالتها، ليأتي جواب ديما الذي وصل إلي الطبيبة قبل أن تُنطق به.
– بكُل أسف مش جاهزة مش هكون راضية لو أتعالجت قبل ما أنفذ اللي بيدور في دماغي هتعب لو معملتش اللي أنا عايزاه.. سلام
قالت حديثها بنبرة ضعيفة حزينة مؤ لمة بعدها تحركت خارج الحُجرة بل خارج العيادة بأكملها، نَهضت الطبيبة وتحركت إلي رفوف مكتبتها تَقُف أمامها دقائق تبحث عن ملف مُعين إلي أن عثرت عليه لتسحبه بين يدها وتتحرك لتعود إلي مكتب عملها ، تُجلس علي المقعد ترتدي نظارتها الطبيبة لتفتح الملف تسحب دفتر فارغ ، تمسك بين أناملها قلم حبر أسود اللون.
* داخل مقهي في المنيل يَطُل علي النيل مُباشرتنًا
كان المقهي مُكون من طابقين الطابق الأول عُبارة عن مدخل وطاولات بمقاعد مع كورنر خاص بجميع أنواع الكافيهات مع وجود كورنر خاص بالعصائر والمشروبات الغازية، أما الطابق الثاني يوجد به طاولات بمقاعد ومرحاض.
يجلس ثلاثتهُم بالطابق العلوي علي مقاعد مُريحة أشبه بالأرائك يُباشرهُم النيل وهواءه كان أسفلهُم، وكُلًا منهُم وضع هاتفه علي الشاحن بعد أن فصلت هواتفهُم..
سَحب قاسم نفس للداخل من السيجا ر لينفثه وهو ينظُر إلي النيل ، ليردف قائلًا بهدوء عَكس ما بداخله:
– مُعتز أنت تمام

 

حرك مُعتز رأسه بإيماء ، يرتشف أخر رشفة من قدح القهوة ليصفه بجانب أشقاءه الذي أرتشفهُم مُنذ ثوان، ليردف قائلًا:
– كده بقيت تمام، مع أنِ لسه مصدع
ضَر به ياسر علي كتفيه قائلًا:
– مصدع إيه !، ده أنت شارب أربع فناجيل قهوة يفوقوا الميت
رَفع مُعتز حاجبه قائلًا بنبرة تهد يد:
– طب كويس علشان تبقي تشربهُم بعد ما أمو تك بأيدي
أنكمش ياسر علي ذاته باصطناع، ليردف قاسم قائلًا ببرود:
– أحسن، علشان نخلص من زنه
رفع ياسر حاجبه بإعتراض قائلًا بدفاع:
– الله!، وأنا مالي يا جدعان.. أنت اللي طفس يا مُعتز حد قالك تطمع في الكاس الكبير
قاطع قاسم حديثهُم قائلًا وهو يُنفث دُخا ن السيجا ر:
– أركنوا الهبل ده دلوقتي وركزوا معايا، عايزكُم في كلمتين
أنصتوا إليه وكُل منهُم حرك رأسه بإيماء، ليردف قاسم قائلًا:
– أتاكدوا أن سيف في المخزن
حرك ياسر رأسه بإيماء قائلًا:
– يا عم متقلقش أنا بعت توفيق ياخدوا ويوصلوا للمخزن التاني اللي أبوك مخزن في بُضاعه شركتُه وطمني أنُه وصل بس بيقولك مطولش علشان أبوك لو عرف مش هيسكُتلوا
حرك قاسم رأسه بإيماء قائلًا:
– مش هطول بس عايزوا يختفي شوية علشان بُكره المُشير طالبني وهيحقق معايا و وقتها هعرف إذا كُنت هتوقف عن العمل نهائي ولا هرجع
تحدث مُعتز قائلًا:
– هترجع يا عم، مش الجنرال محمد طمنك أن كُل حاجة في صالحك يبقي إيه لزمتوا القلق !
نَفخ قاسم بقوة يُحرك رأسه بالإيجاب قائلًا بنبرة ضيق:
– مش ده اللي قلقني أساسًا، بس مش مطمن ل ديما البت دي أحيانا بحس أنها مجنونه وأحيانا بحس أنها بتستعبط أو بتدعي الجنون
تحدث ياسر قائلًا بنبرة هادئة لَكنها عميقة:
– ديما لا مجنونة ولا بتستعبط ديما عندها مرض نفسي عايزة تتملك كُل حاجة مُميزة في حيات اللي حواليها، حتي لو الحاجة دي مش مُميزة بس بالنسبة للمُقربين منها مُميزة، تبقي عايزة تمتلكها زي وزي مُعتز وأنت كمان
رَفع قاسم قدح القهوة بين أصبعيه يرتشف منه القليل ليردف قائلًا:
– طب أنت ومُعتز عايزة تخرب حياتكُم علشان متجوزين أخواتها ، ف أتفهم أنها غيرانه خصوصًا أنها بتقول أنها وقعت في غرامك من أول ما شافتك وكمان قالت أنها شافتك قبل ما أميرة تشوفك أو تعرفك من الأساس.
ضيق ياسر حاجبيه قائلًا:

 

– أمتا ده !، أنا معرفش ديما غير لما عرفت أميرة
حرك قاسم كتفيه لأعلي دليلًا علي عدم معرفته ، ليردف مُعتز قائلًا:
– لو كلام ياسر صح، يبقي ديما عايزة منك إيه ؟!
حرك قاسم رأسه بالنفي، ليردف ياسر قائلًا:
– لاتكون بتحبك بجد يا قاسم
حرك قاسم رأسه نفيًا قائلًا:
– وحتي لو، أنا مابحبهاش وقولتلها بدل المرة مليون مرة وهي مابتفهمش اللي في دماغها هو اللي بتنفذه
تحدث مُعتز قائلًا:
– ديما مش بتحب قاسم، ديما عندها مُشكلة مع أخواتها عايزة كُل حاجة زيهُم إذا ما كَنتش هيا، بمعني كانت بتحوم حوالين ياسر أول ما خطب أميرة وكذا مرة حاولت تخرب العلاقة ف تعلُقها ب قاسم علشان شايفه فيه ياسر
نَظر قاسم إلي ياسر بصدمة، كُل منهُم يُفكر إذا كان هذا السبب أم لا، أيُعقل !..
أما مُعتز كان مُتأكد بنسبة كبيرة أن هذا السبب هذا ما أستنتجهُ عقله بعد التفكير وتحليل تصرُفات ديما..
أستفاق قاسم من شروده علي صوت رنين هاتفه نَظر إلي الرقم المجهول ثوان، وقد قرر تجاهُل الأتصال لَم يَكُن لديه طاقة بالحديث ، ليُعاود الرقم بالأتصال إليه مرةً أُخري، سَحب الهاتف ليرُد علي الأتصال، ليأتي إليه صوت شاب مُتداخل مع صُراخ فتاة.
– الو مين معايا ؟
هاذا كان حديث المُتصل مع صُراخ فتاة بجانبه بكلام غير مفهوم..
جاوب قاسم علي حديثه بنبرة صارمة:
– الو ومين معاك ؟، أنت اللي متصل يلا أنت مين ؟
تحدث الشاب قائلًا:
– لو سمحت من غير غلط، أنت قاسم
نَفخ قاسم بضيق ليردف قائلًا بنبرة غاضبة:
– ايوة أنا ز فت
جاء صوت الشاب يُعرف نفسه إلي قاسم لَكنه لَم يستمع إلي حديث الرجُل بسبب صوت الفتاة المُتداخل ليعرف علي الفور بأن هذا الصوت يَخُصها هي، بلحظتها نَهض من علي الأريكة صارخًا عبر الهاتف علي الرجُل بأقوى نبرة قد تسمعها بحياتها، بسبب كم الأحداث التي خطرت بذهنه، كيف وصلت إيلا إليه هل يتصل به ليُساومه عليها.
– إيلاا ! ، إيلا.. أنت مين يلا أنطق يا روح أُمك وديني لأجيبك لو كُنت فين، أنطق ياض أنت مين وفين ؟!
تحدث الشاب بنبرة سريعة يشوبها بعضًا من الخوف قائلًا:

 

– فيه إيه يا باشا، أأ.. أنا سواق تاكسي والأنسة ركبت معايا وبعدين أكتشف أنها مش عارفة هتروح فين ولا معاها فلوس ولا إي أثبات شخصية..
صَرخ قاسم عليه قائلًا بنبرة غاضبة:
– أنت لسه هترغي، أديها التليفون يلاااا
صَك الشاب علي أسنانه بغضب ليُحرك رأسه للخلف ينظُر إلي إيلا الجالسة في الأريكة الخلفية لسيارة الأُجرة ، ليردف قائلًا بنبرة هادئة تحمل الغضب من خلفها:
– أتفضلي يا أنسة كلمي، أما نشوف أخرتها
ألتقطت إيلا الهاتف بأيد مُرتجفه ، لتردف قائلة فور ألتقطها الهاتف و وضعه علي أُذنيها:
– قاسم حبيبي أأ.. أنت كويس
تحدث قاسم قائلًا بعجلة وجسده مُتصلب خوفًا من أن يكون أصابها مكروهًا:
– نور عيني إيه اللي حصلك ؟، أنتِ فين ؟، ومين اللي بيكلمني ده ؟!
تحدثت قائلة بنبرة قلق وخوف:
– طمني أنت كويس
أندفع قاسم بقدميه خارج المكان وهو يتحدث معها قائلًا بعجله:
– كويس يا حبيبي، جاوبيني بس أنتِ فين ومين ده ؟!
تنهدت بأطمئنان بعد أن تطمئن قلبها عليه، لتردف قائلة بنبرة هادئة يحمل خلفها بعضًا من الخوف بسبب رده فعله إذا علم بتهورها وأندفاعها:
– أنا برا واللي كلمك سواق التاكسي، أأ.. أصل أنت اما مردتش عليا ولقيت موبايلك مقفول خرجت من البيت وركبت تاكسي بس بعدين أفتكرت أنِ خرجت من غير الموبايل والفلوس ، علشان كده أديتوا رقمك..
صَك قاسم علي أسنانه يُحاول السيطرة علي غضبه يُكور كفوفه يُغرز بها أظافره ، ليقطع حديثها قائلًا بنبرة حاول إخراجها هادئة لَكن كان يشوبها الغضب القليل بسبب صوته المُرتفع قليلًا، لتعرف أنه غضب بسبب حديثها:
– تمام، أنا هركن دلوقتي اللي عملتيه

 

نَفخ بضيق ليستكمل حديثه قائلًا:
– ما علينا أدي للأُستاذ اللي معاكي التليفون وأنا هخليه يجيبك لحد عندي
دون أن تنطُق كلمة أُخري أعطت الهاتف إلي السائق ليتحدث مع قاسم، تحدث قاسم معه قائلًا بنبرة تحمل الجدية والهدوء ليخبروا بالمكان حتي يجلبها إليه ، وعندما يأتي سوف يُعطيه الأُجرة ، ليفعل السائق الأمر..
بعد أن أغلق قاسم الهاتف ألتفت بجسده للخلف ليري أمامه ياسر يَقُف ينتظره، نَفخ قاسم بضيق بوجه ياسر كانت نظراته تُعبر عن الغضب والضيق وكأنه يَقول إلي ياسر أن لا يسأله عن ما حدث، لَكنه لَم يُعير إلي نظراته إي أهتمام، ليُبادر بسؤاله عن ما حدث وما السبب في خروجه وغضبه..
تنهد قاسم بغضب ليردف قائلًا بنبرة ضيق:
– هتمو تني يا ياسر في مرةً بسبب تصرُفاتها اللي مبتعملش حسابها بتأذي نفسها عمال علي بطال، بجد تعبت
رفع ياسر كف يديه يُربط علي كتف قاسم ليردف قائلًا بنبرة هادئة حتي يُهدء من روعه:
– أهدا يا قاسم أنت أكتر واحد حافظ إيلا، وعارف أن تصرُفاتها مُتهو رة بس أكيد سببها الخوف علشان كده أهدا ، أتكلم بعقل أفهم منها عرفها الحجات اللي بتضايقك أنا مُتأكد أنها هتحاول بعد كده تتصرف صح تجنُبأ أنها متضايقش
حرك قاسم رأسه بالإيجاب ليردف قائلًا بنبرة هادئة:
– هترجع أنت ومُعتز ولا هتستنوا معايا
إبتسم ياسر بطرف شفته ليردف قائلًا وهو يَغمز بطرف عينيه:
– بذمتك عايزنا نستنا معاك
رفع قاسم كف يديه ليصفع ياسر علي رأسه بلُطف قائلًا:
– أخلص يا ياسر، علشان أنا حقيقي مش فايق لهزارك كفاية اللي حصل النهاردة وحالة مُعتز، لو هتستنوا معايا أترزعوا ف مكانكُم وهنروح سوا
خبط ياسر كف يديه علي جبهته عندما تذكر أمر السيارة ليردف قائلًا:
– لا يا معلم هنستنا معاك رجلي علي رجلك أنت ناسي أننا مامعناش غير عربيتك
حرك قاسم رأسه بإيماء ليردف قائلًا:
– طب تعالا ندخُل جوا علي ما إيلا تيجي
حرك ياسر رأسه بإيماء ليتحرك هو وقاسم سويًا للداخل..
* بعد مرور وقتًا من الزمن
وَقفت سيارة الأُجرة أمام المقهي ليُهاتف السائق قاسم حتي يُخبره بأنه وصل ينتظرهُ بالخارج..
وَقف قاسم وقبل أن يُغادر أردف قائلًا بنبرة لا تقبل النقاش:
– أستنوني هنا ومتتحركوش سامع يا ياسر مش عايز مصايب

 

رمي نظرة أخيرة علي مُعتز ليُبادر مُعتز بالحديث بالدفاع عن ذاته قائلًا:
– والله يا قاسم مَكونتش أعرف أن في خمر ا بالموضوع، ومتقلقش مش هنتحرك من هنا بس متتأخرش علشان بحاول أكلم نور مَبترُدش عليا
حرك قاسم رأسه بإيماء ليردف قائلًا:
– حاول معاها وطمنها وأنا مش هتأخر، سلام
رفع ياسر ومُعتز يديهُم لأعلي يُلوحون إلي قاسم كالأطفال الذي ينتظرون عودة أبيهُم، مما جعل قاسم يُقهقه عليهُم.
خرج قاسم من المقهي مُتجهًا نحو السائق الذي كان ينتظر بالخارج وأيضًا إيلا كانت تَقُف خارج السيارة، دَفع قاسم إلي السائق حق الأُجرة بداية من ركوب إيلا معه وبأكثر مما يستحقه..
بعد أن غادر السائق بسيارته توجه قاسم إليها وقبل أن تفتح فوها بالحديث، مَسك كف يدها بين راحه يده وتحرك بها إلي الممشي..
بعد أن وصلوا إلي الممشي وَقف قاسم بمكان هادئ فارغ يخلوا من البشر، حرك عينيه ينظُر إلي ما ترتديه صَك علي أسنانه يكتم غضبه لينزع سُترته التي كانت عُبارة عن جاكت ليُساعدها بإرتدئها ليقوم بإغلاقها حتي تبعث الدفء ل جسدها الذي كان يُغطيه سُتره بيتيه عُبارة عن منامه خفيفة.
كانت مُستسلمة كُليًا إلي ما يفعله فقط عيناها من تتحرك تنظُر إليه تتطمئن عليه، أما هو كان يَقُف أمامها ينظُر إليها يُحاول إخماد النير ان بداخله لا يُريد أن يستمع إلي عقله المُثار الغاضب بسبب تصرُفاتها، لا يُريد أن يفعل شيئًا يندم عليه.
تنهد بقوة تلك التنهيده كانت عُبارة عن الكثير من الغضب والضيق والخوف ما شعره وأتي إلي ذهنه عندما سمع صوت صُراخها كان أشبه بتد مير قلبه، حينها جاء إليه عدة مشاهد كانت قادرة علي أن تُنهي حياته بسكتة دماغية وقلبيه.
حمحم قبل أن يردُف قائلًا:
– إيه السبب اللي خرجك بالحالة اللي أنتي فيها ده من البيت ؟
ترددت عسليتها وزرقاوتها ناظرة له ببعضًا من الخوف هي علي علم أنه لَن يؤ ذيها مهما حدث، لَكن خائفة عليه لا تعرف لما ما زالت خائفة حتي بعد أن رأته.
أردفت قائلة بنبرة هادئة يملؤها الدفء وهي تنظُر إليه بعُمق:
– أنت السبب، أتصلت بيك كتير مَبترُدش وفالأخر تلفونك أتقفل محستش بنفسي غير وأنا بحدف الموبايل في الأوضة وبطلع أجري من البيت ، مجاش في بالي أنِ أغير أو أخُد فلوس كُل اللي كُنت عايزاه أنِ أشوفك عيني تشوفك علشان أطمن..
تنهدت بقوة كانت التنهيده عُبارة عن تنهيدة أ لم وجع خوف مشقة، لتضيف علي حديثها قولها بنفس النبرة:
– هو ده السبب يا قاسم، أنت السبب خلتني أحس بالخوف عليك أنت متعرفش دماغي ألفت في الدقيقة كام سيناريو حصل ليك

 

أغمضت مقلتيها بقوة تضغظ عليهُم تُصارع بعدم هبوط شلال من الدموع، لَكن كالعادة فشلت لتنهمر دموعها تتساقط علي وجهها مع حديثها:
– أأ.. أنت لأول مرة تأذ يني بالشكل ده ، خوفي عليك قتـ.لني في الثانية مليون مرة..
أقترب خطوة لها ليرفع يديه يَمسح دموعها بأنامله الطويلة وعيناه تُتابع كُل شبر بوجهها يتأ لم من حديثها ومظهرها المؤ لم لقلبه، ليردف قائلًا وهو يزيح دموعها:
– هشش، حقك عليا يا نور عينيا أهدي، إيه لزمة العياط دلوقتي طيب !!
حركت رأسها يمينًا ويسارًا وهي ما زالت تبكي لتهتف قائلة من بين تَخبُط أسنانها ببعض بسبب رجفتها:
– ال.. العياط ده بسبب خوفي عليك، أنا فكرت في حاجة وحشة حصلتلك ل..ليه مش بترُد عليا من أول مرة تطمني عليك ولو ثانية وتقفل
رَبط بكف يده علي وجنتها وبكفه الأخر سحب رأسها يَضُمها إلي صدره طابعًا قُبلة علي شعرها، ليردف قائلًا بنبرة هادئة:
– حقك عليا، تعالي نُقعد ونتكلم شوية
بنهاية حديثه أبتعد عنها ليُحاوط كتفيها بذراعه يتحرك بها إلي سور طويل يفصل بين أجزاءه مقاعد أسمنتية للجلوس عليها حتي يُمكن للجالس مُشاهده النيل عن قُرب، وَقف أمامها ليرفع إيلا من خصرها يضعها علي المقعد الاسمنتي ليقُف هو أمامها يَشبُك أنامله بأناملها ينظُر إلي ملامح وجهها يتأملها عن قُرب.
ليردف قائلًا بنبرة هادئة يملؤها الحنان والدفء:
– عايز وعد منك يا نور عينيا لو حصل إيه متُخرجيش بالمنظر ده تاني..
قاطعت حديثه وهي تُحاول فَك يدها من يده حتي تُربط علي شعرها قائلة بقلق:
– هو أنا شكلي مبهدل آوي كده
حالت إبتسامة علي شفتيه ليُحرك رأسه بالنفي قائلًا وهو يبعد كف يده يُربط علي شعرها والكف الأخر لا يُزال يتشابك بكف يدها:
– بالعكس أنتي زي القمر بدر منور، مش قصدي اللي فهمتيه يا حبيبي قصدي أنك خارجه بلبس البيت معكيش موبايلك ولا فلوس ده أسموا بهدلة مينفعش تطلعي من البيت تدوري عليا مهما حصلي ، أنا راجل وأقدر أتصرف بلاش تقلقيني عليكي تاني
بربشت بمقلتيها تنظُر إليه بنظرات طفولية كالطفل الحزين الذي فعل أمر أغضب والديه منه لتردف قائلة بصوتها الطفولي:
– أأ.. أنت زعلان مني ؟!
حرك رأسه يمينًا ويسارًا يُحرك كفه علي وجهها يَمسح دموعها ويعتصر كف يدها الذي بين كفه الأخر بخفه، ليهتف قائلًا بنبرة هادئة:

 

– متعيطيش أنا مش زعلان منك.. أنا كُل الموضوع أنِ خوفت بخاف عليكي آوي يا إيلا، بخاف يحصلك إي أذ ية ولو خدش صُباعك بيفرق معايا اوي إي أ لم بتتأ لميه أنا بحس بيه أضعاف مُضاعفه.. حقك عليا يا نور عينيا أنِ خضتيك
نظرت إلي وجهه الباهت أثر التعب، تنظُر إليه بأعيُن دامعة لتردف قائلة بعينيها اللامعة أثر الدموع وبنبرة صوت هادئة يملؤها الحُب والحنان والأشتياق:
– قاسم متبعدنيش عنك عايزة أفضل جمبك طول العُمر، أنا بمُجرد مردتش عليا خوفت عليك، أنا ليا من غيرك مليش حد صدقني بعيد عن بابي ومامي أنت كُل حاجة ليا.. أنا بدعي ربنا كُل يوم تفضل جمبي وتحبني
توسعت إبتسامته يُحرك يده علي شعرها الذهبي ينظُر بعُمق وتأمُل إلي لؤلؤتيها يبحث من بينهُم عن عشقها يُريد معرفة مقداره، وهو يُحاول مُقاومة موج عينيها الذي أبحر بهُما بدون حد دون قواطع بلا نهاية ليُصبح مُتيم لهُم.
ليردف قائلًا بنبرة عشق دفين كُل حرف يُخرجه من فوهه كان صادق و وصل إليها بكُل صدق يخرُج من قلب عاشق ولهان مُتيم:
– مقدرش، أنتِ النفس اللي بتنفسه هتصدقيني لو قولتلك أنِ كُل يوم بسأل نفسي هو أنتِ بجد بتحبيني مش مصدق أنِ عبرت الطريق لقلبك وقدرت أوصله، أنا غرقان فيكي ، متعلق زي الغرقان اللي بيتعلق بالقشاية وبيدور علي إبره في كوم قش ومش عايز غير الإبرة دي ، من لحظة وقوعي في حُبك وأنا شايف في عينيكي موج هيتعبني بس مقدرش أقاوم قررت أكمل الطريق وأنا عارف أن النهاية هتكون حيطة سد هتخبط فيها نهاية مش مرضية لقلبي وعشقي ليك.. بس سُبحانك ياربي بعتلي طاقة نور تخليني أكمل وأبحر في عشقك لحد اللحظة دي أنا بعوم علشان أوصلك مش هطمن غير لما يتقفل علينا باب واحد وتشيلي أسمي يا أنضف بنت وأحلاهُم، تعرفي أنِ أوقات بحس أنِ من غير مأوي لما بتكوني بعيده عني.
بادلته إبتسامته وهي تنظُر إليه بَحُب لتردف قائلة بنبرة صادقة يملؤها السعادة:
– كلامك حلو يا قاسم، بيوصفني أنا بدور علي الحِب من زمان وأتاريه طول المُدة دي قِصادي وأنا مش عارفة، أتاريني بدور في سكة غلط سكة كانت مُمكن تضيعني لولاك أنت.. اينعم كان رد فعلك صعبة شوية بس فوقتني
بنهاية حديثها عبست وجهها تنظُر إليه تُذكره بما فعله بالماضي، ليسحب رأسها يَطبع قُبله علي جبهتها ومن ثُم يُربط علي شعرها من جديد ليردف قائلًا:
– حقك عليا بس زي ما أنتِ شايفه أنا أتغيرت علشانك بقيت بفكر أكتر وأعقل الموقف كُل ده علشانك يا نور عينيا..
رفعت يدها الأخري الغير مُمسك بها قاسم لتقرُص بها خديه لتردف قائلة بنبرة دلال وصوت طفولي مُحبب لديه:
– أنت الكريزي مان حقي
ضَحك قاسم ليردف قائلًا يُحرك كفه علي شعرها:

 

– يخرابي علي رومانسيتك فظيعة أنتِ في الرومانسية
ضَحكتك بقوة لترفع يدها تضعها علي فمها بتلقائية ، ليأتي صوت قاسم قائلًا بهدوء:
– شعرك طول يا ملبن مش عايزك تُقصيه تاني عايزوا يرجع زي الأول وأطول كمان دلدلي شعرك يا رُبانزل
أزدادت ضحكاتها مع تحريك رأسها لتجعل شعرها يتحرك بُحرية لتردف قائلة بنبرة سعادة:
– حاضر و رُبانزل هتسمع كلام يوجين
حرك عينيه علي شفتها التي تتحرك تَهمس إليه بكلمة مُكونة من أربعة أحرُف تلك الكلمة تَسحب روحه وهي تَهمس بها إليه كُل مرة تُنطقها بها كأنها المرة الأولي التي تَعترف بحُبها له.
– بَحبك
بعد أن همست إليه بتلك الكلمة توسعت إبتسامته مع نظراته التي نَطقت بعشقه آلاف المرات لها، مما جعلها تَخفض بصرها من الخجل عندما رأت بعيناه ما يُعبر عن عشقه و ولعوا بها، هو يعشقها فوق العشق تُقسم أنها كُلما وقعت عيناها علي عيناه التي تنظُر إليها بتلك النظرات تَشعُر بأن لا يوجد رجُل أحب أمرآة مثلما يُحبها هو، هو بطلها الفريد يُخاف عليها يتغير من أجلها مُستعد بأن يفقد حياته من أجل أن يراها سعيدة.
تحدث قاسم بعد مُدة من الصمت بادلوا بتلك الثوان نظرات العشق لبعضهُم، ليقطع سيل نظراتهُم قائلًا:
– بُكرة هاخدك بعد ما أخلص كام مشوار الصُبح خاص بالشُغل، علشان تختاري فُستان كتب الكتاب
إبتسمت إليه لتؤما رأسها بالإيجاب، نزلت يديه من شعرها علي خصرها يحملها لينزلها من علي السور لتُلامس قدميها الأرض، مد إليها كف يده لتضع كفها بين راحة يده ليتحركوا سويًا إلي المقاهي الجالس به ياسر ومُعتز ومن ثُم يتحركوا بالسيارة.
* داخل منزل مُعتز
دَخل مُعتز من باب منزله ليستنشق رائحة طعام شهي لتقوده أقدامه إلي المطبخ، ليري نور واقفة أمام رُخامة المطبخ تَمسك سَكـ.ين تُقطع حبات طماطم، تَحرك إليها بخطوات بطيئة ليحتضنها بذراعيه من خصرها.
أنتفضت نور من مكانها بخضه بعد أن شعرت بذراعي أحدهُم تحتضنها من الخلف كانت هي شاردة بمُعتز وحديثة مع تلك الفتاة التي لَم تعرف من هي وما علاقته بها.
صَرخت قائلة بنبرة هلع وخوف أثر شرودها، مما جعل مُعتز يقترب منها واضعًا رأسه علي كتفها هامسًا بجانب أُذنيها ببعض الكلمات حتي تطمئن.
– وحشتيني يا نوري، عارف أنك زعلانه علشان طول اليوم برا ومعتزرتش ليكي زي ما قولت قُدام أهلي بس حالًا هننزل ونعتذر يا روح قلبي
التقطت نور نفسها بقوة بعد أن سَحبت أنفاسها بإكمالها للداخل من الفزع، بعد أن هدأت قليلًا وَضعت السكين علي الرُخامة لتُحرك يدها علي يد مُعتز المُحاوطة لخصوها تُبعدها عن جسدها وهي تتحدث بنبرة مُتهكمة قائلة:
– تمام يا مُعتز، تقدر تطلع وتروح تغير هدومك علي ما أجهز السلطة.. معلش بقي عملت الأكل متأخر علشان فضلت نايمة طول اليوم، وبخصوص الأعتذار ملهوش لازمة مش فارقلي أساسًا
لَم يبتعد عنها بل تَمسك بخصرها أكثر ليُدير جسدها إليه ليُصبح وجهها مُقابل وجهه ينظُر إليها بأعيُن متضيقة ليُضيق حاجبيه، ليردف قائلًا بنبرة حُزن مُصطنعة:
– الجميل زعلان مني بقي

 

أقترب منها طابعًا قُبلة علي خديها ليهبط بشفتيه إلي عُنقها يَطبع قُبلات مُفترقة عليه، حديثه أثر بها جعل قلبها يتحرك نحوه تنسي أفعاله التي أغضبتها، لَكن للحظات قبل أن تخترق رائحة الخـ.مر أنفها عبس وجهها وهي تستنشق رائحته بتركيز تتأكد من تلك الرائحة التي صدمتها حركت رأسها للخلف تبعد رأسها عنه لتنظُر إليه بصدمة لتتجمع الدموع بمقلتيها.
نَظر مُعتز إلي عيناها اللامعة ليرفع أحد يديه علي عينيها يَمسح دموعها بأنامله، ليردف قائلًا بنبرة حزينة ينظُر إليها بعُمق لعله يستشف سبب دموعها والصدمة التي أرتسمت علي ملامحها:
– نور أنتِ لسه زعلانة مني ؟!
رَفعت ذراعيها إلي وجهها تَمسح دموعها بعجله تُحرك رأسها بالنفي، تردف قائلة بنبرة غضب تُنهي النقاش بينهُم:
– م.. مش زعلانة يا مُعتز، أأ.. أنا كويسة لو سمحت سبني دلوقتي علشان ألحق أعمل السلطة وأشوف الرُز أستوي ولا لا
لَم يبتعد عنها بل تَمسك بخصرها جيدًا، ليتحرك بها خطوة ليتخبط ظهرها برُخامة المطبخ، كان يَقُف أمامها مُلتصق بها ينظُر إليها بحُب أما هي بسبب قُربهُم كادت أن تفقد عقلها، فجأة أنتشلها مُعتز من خصرها ورفعها علي رُخامة المطبخ يُجلسها عليها، ليقُف أمامها بين قدميها يُحاوط خصرها بذراعيه يُلصقها به يَقترب من وجهها يُقبل شفتها بمُجرد أن تلامست شفتهُم، رَفعت نور يديها لتدفع مُعتز بقسو ة بعد أن لفحت رائحت الخـ.مر الفائحه من فمه فمها.
بعد أن دفعته صَرخت بوجهه وهي تنزل من علي رُخامة المطبخ:
– أبعد عني، متقربش مني، متلـ.مسنيش
رَفع مُعتز حاجبه بصدمة ليردف قائلًا وهو يقترب منها:
– مالك يا نور ؟!، إيه اللي حصل علشان تزعقي وتبعديني عنك بالشكل ده
كاد أن يلمس يديها لتدفعه بقسو ة تصرُخ عليه قائلة بغضب:
– روح للهانم اللي كُنت عندها وخلتك راجع ريحتك تقر ف، أنا غلطانة أنِ قومت من مكاني علشان ترجع تلاقي أكل
قالت حديثها بقسو ة وغضب ومن بعدها فرت هاربة إلي حُجرتها تغلق بابها عليها، ضَر ب مُعتز كف يده علي جبهته يلـ.عن ذاته كيف نسي أمر رائحته عض علي شفته بغضب ليتحرك إلي الوقود يَقفله حتي لا يحتر ق الطعام ومن ثُم توجه إلي الحلل يَرفع الأغطية من عليها ينظُر علي الطعام التي طهته من أجله كانت طهت إليه الأُرز والملوخية بالأرانب، سَحب مُعتز الملعقة ليتذوق الطعام لترتسم علي شفته إبتسامة بعد أن نال إعجابه مذاق الطعام.
ليتحدث مع ذاته قائلًا بتأنيب ضمير:
– يا نحسك يا مُعتز الليلة باظت بسبب طفاستك وطمعك في كآس العذاب
بنهاية حديثه ألقي بالملعقة في حوض الغسيل ليتحرك يَخرُج من المطبخ مُتوجهًا إلي حُجرة المعيشة، مُقررًا أنه سيترُكها اليوم وسيتحدث معها غدًا حتي يتحدثون بهدوء، لَكن قلبه لَم يُطاوعه لينهض من علي الأريكة بعد دقائق مُتجهًا نحو غُرفتهُم يَطرُق علي الباب بعد أن حاول فتحه ليعرف أن الباب موصدًا من الداخل.

 

كانت نور جالسة علي الفراش تَضُم رُكبتيها إلي صدرها تَدس وجهها بينهُم تنتحب بشدة تُحيط جسدها المُرتجف بذراعيها حتي تُسيطر علي أنهيا ر جسدها، ف هي لا زالت غير مُستوعبه كيف له أن يَخو نها ويشرب الخـ.مر ف بالتأكيد فعل الأكثر لَم يُرءف بحالتها إذا عرفت، هو يعلم أنها مُتضررة بسبب ما فعله بها حازم ليأتي هو الأن يُكمل عليها.
زاد نحيبها أكثر ليصل إلي مُعتز الواقف علي الباب يَطرُق عليه، ليزداد طرقاته علي الباب بعد أن وصل إليه صوت نحيبها.
خرجت من شرودها بإفكار كثيرة جاءت علي ذهنها علي صوت طرقات خفيفة علي الباب، وصوت مُعتز يُحسها علي فتح الباب كان يتحدث بصوت رزين يملؤه الهدوء:
– أفتحي يا نور.
مَدت يدها إلي وجهها تُزيل دموعها العالقة علي وجنتيها لتمد يدها تُغلق زر الأضاءة المُنبعثه من الأباجورة القابعة علي الطاولة، ومن بعدها تمددت بجسدها علي الفراش ساحبة الغطاء علي جسدها دون أن تُنطق بكلمة واحدة.
بعد أن رأي إختفاء الاضاءة الذي كان ينبعث من الغُرفة عرف أنها أغلقت الإضاءة ليطرُق علي الباب بقوة، مما جعلها تنهض بجسدها تُحلس علي الفراش تنظُر علي الباب بغضب.
ألتقطت أنفاسها ومن ثُم تحدث بنبرة جادة مُرتفعة حاولت إخفاء بحت نحيبها لتجعل صوتها بقدر الإمكان ثابتًا:
– مش فاتحة يا مُعتز خليك بعيد عني مش عايزة أشوفك وأنا من بُكرة الصُبح هلم هدومي وهروح عند أهلي علشان أريحك مني خالص وتقدر تجيب بنات في البيت براحتك بدل ما أنت اللي بتروحلهُم..
قاطع حديثها صوته الحاد الصارم مع أزدياد طرقاته علي الباب بقوة:
– قصري الشر وأفتحي الباب يا نور، وخلي ليلتك تعدي علي خير.
عضت علي شفتها السُفلية تمنع غصه البُكاء لتد فن وجهها بين كفوف يدها تُحاول منع شهقاتها التي أرتفعت عندما لَم تستطع السيطرة علي بُكاءها لتجهش ببُكاء مريرًا.
صَك مُعتز علي أسنانه بغضب وهو يزيد من ضر باته فوق الباب صارخًا عليها بغضب.
– أخلصي يا نور وأفتحي أُم الباب ده علشان مكسروش فوق دماغك وأنتِ اللي هتزعلي في الأخر
حركت رأسها يمينًا ويسارًا بتلقائية ترفُض أن تراه وكأنه سيراها، لتردف قائلة بصوت ضعيف ونبرة مُرتجفة:
– م.. مش هفتح الباب، وأ.. أعمل اللي تعملوا، أأ.. أنا بكر هك ومش عايزة أشوف وشك ارحمني بقي
حاول تهدءه فوران أعصابه حتي لا يغضب عليها بسبب حديثها بعد أن سَمع صوتها الهش الضعيف، ليلتقط أنفاسه يسحبها بَعُمق للداخل مُحاولًا تهدئة غضبه إلي أن تنحنح قبل أن يتحدث بصوت حاول جعله هادئ قدر الإمكان:
– طب أفتحي يا نور علشان نتكلم وأفهمك اللي حصل بهدوء، لأن اللي وصلك ده غلط خالص
حركت رأسها نفيًا وهي تردف قائلة بنبرة حادة ضعيفة يشوبها البحة:
– ل.. لا مش هفتح أأ.. أنا وثقت فيك

 

أغمض عينيه بغضب وضيق من ذاته ليسند رأسه علي الباب ليتحدث قائلًا بهدوء:
– وأنا مهزتش ثقتك فيا، أفتحي يا نور أنا أسف حقك عليا علشان خاطر العشرة اللي ما بينا أفتحي وأسمعيني
رفعت يدها علي أُذنيها تصمُهم وهي تردف قائلة:
– مش عايزه أسمع منك حاجه.. سبني في حالي حر ام عليك
طَرق مُعتز علي الباب بقوة ورأسه لا زالت علي الباب ليردف قائلًا بنفاذ صبر:
– لأخر مرة هَنطقها أفتحي الباب دا حالًا، لأما هَكسـ.روا فوق دماغك والمرادي انا مش بهد د
رَفعت وجهها تنظُر إلي الباب بتردُد خائفة بأن يُنفذ تهديده وبنفس الوقت لا تُريد مواجهته، لَكن بعد ثوان أنتفضت من علي الفراش بعد أن ركل الباب بقدميه بقوة مرتين لينفتح الباب، ظَلت تنظُر إليه بخوف وهي تراه واقفًا أمام باب الغُرفة يَقُف بجسد مُتصلب تَخرُج أنفاسه الها ئجة بقوة ، مما جعلها ترتعب لتتحرك تُخفض قدميها بخفه من علي الفراش تَهبطه تَسير نحوه بَبُطء.
وَقفت بمُنتصف الغُرفة تاركة مسافة بينهُم حتي تَحمي ذاتها، تنظُر إليه بأعيُن مُتسعة من الصدمة لا زالت مفزُعه مما فعله، لتردف قائلة بنبرة غطرسة أستطاعت إخراجها بعد أن شجعت نفسها:
– إيه الطريقة الهمجية اللي دخلت بيها دي ؟، مش من حقك تكسر عليا الباب.. أنت أكيد أتجننت !
لَم يُعير حديثها إي إهتمام ليسير نحوها يسحبها من ذراعها ليد فعها بخفه علي الفراش، ليردف قائلًا بصوت صارم ونبرة غاضبة:
– لا إنتِ لسه مَشوفتيش حاجة من جناني، بس لو عايزة تشوفي أوريكي !
عضت علي شفتها السُفلية بغضب وأعيُن مُشتـ.علة بالغضب لتردف قائلة بنبرة غضب مُرتفعة:
– بجح، جاي من حُضن عشقـ.تك وريحتك خمـ.ره وعايزني أستقبلك بالأحضان مش كده
رَفع حاجبيه ليردف قائلًا ببرود:
– ده أقل واجب، أنا كُنت فاكرك هتعطفي عليا وتحميني بنفسك
توسعت حدقتيها من الصدمة لتردف قائلة بنبرة سريعة مُتلعثمة أثر حديثه الجر يئ:
– أأ.. أنت قليل الأدب

 

رَفع قدم بجانبها علي الفراش والقدم الأُخري مُثبته علي الأرضية، ينظُر إليها بجراءة ليردف قائلًا:
– عارف، الريحة اللي شمتيها فيا دي ريحة خمـ.ره زي ما قولتي بس مش واحده اللي شربتهاني زي ما قولتي، أنا شربتها بالغلط غصب عني أنا وياسر.. وقاسم خدنا كافيه قبل ما أجي البيت وشربت قهوة علشان أفوق.. يعني مفيش واحده في الموضوع من الأساس ولو مش مصدقاني تقدري تسألي ياسر أو قاسم، بس خلي في شوية ثقة بيني وبينك
رَفعت نور حاجبها لتردف قائلة بنبرة حادة يشوبها السُخرية:
– يا حرام من غير قصدك، إيه أدلقت في بوقك.. وبعدين أنا مسألتكش أصلًا الحوار مش فارق معايا !
مَد مُعتز كف يده إلي ذقنها يمسكها و وجهه قريب من وجهها بشدة ، ليردف قائلًا بنبرة همس وصوت هادي:
– طَب أتعصبتي ليه طالما الحوار مش فارق معاكي
التوتر كساه وجهها لتردف قائلة بنبرة مُرتجفة:
– أأ.. أنا قر فت هي دي كُل الحكاية
حالت إبتسامة علي طرف شفته ليردف قائلًا بإستهزاء ولا زال يَمسك ذقنها:
– قر فتي !، مش تقولي كده من الأول وأنا اللي فكرتك غيرانه.. بس حوار القرف ده مُقلق باردو
رَفعت حاجبها لتردف قائلة بعدم فهم:
– مُقلق !، إزاي يعني ؟!
حرك كتفيه لإعلي ليردف قائلًا وهو ينظُر إليها بشك قاصدًا أستفزاها:
– ي.. يعني مُمكن تَكونِ حامل مثلًا
رَفعت يدها تد فعه في صدره بقبضتيها ، ليمسكهُم بيد واحد يقترب بوجهه منها أكثر ليلتصق وجوهُم ببعض، ليهمس قائلًا ضد شفتها:
– أأ.. أهدي غباء وعصبية مش عايز ده أبني ومسمحلكيش تأذيه
أحمرت عيونها من الغضب لتردف قائلة بنبرة غضب وهي تُحرك قبضتيها تُحاول تحريرهُم من قبضته:
– سيب أيدي يا مُعتز، وبطل كلامك المُستفز ده سبني أنام
همس إليها ولا زال قَريب منها قائلًا بنبرة هادئة يُحرك شفته علي وجنتها يطبع قُبل مُتفرقة بإنحاء وجهها:
– مَكونتيش هتعرفي تنامي إلا لمًا تعرفي اللي حصل بالظبط عيونك مش ثابتة عايزة تعرف اللي حصل غيرتك عليا وخوفك أنِ أتعاملت مع واحده مش لمستها حتي سيطر عليكي، بس اللي حابب أقولهولك أنِ مبقدرش أخونك حتي لو عوزت ولا شيطا ني غواني
ترك ذقنها ليُشاور علي قلبه بأصبعه يستكمل حديثه قائلًا:
– إنتِ هنا طول الوقت حُبك ملكني مسيطر عليا

 

أغمض عينيه يُحرك شفته من علي وجنتها إلي شفتها وكاد أن يُقبلها، لتُحرك رأسها جانبًا برفض وبوجه غاضب مُثار أردفت قائلة بحده:
– مش مصدقاك يا مُعتز، ولو سمحت أبعد عني..
قاطع حديثها صارخًا عليها بغضب ونفاذ صبر وهو يَضغط علي قبضتيها بقبضة يده:
– أنتِ مبتحسيش
لَم تُحرك رأسها إليه بل ظلت رأسها جانبًا لتتجمع الدموع بمقلتيها لتردف قائلة بنبرة حاولت إخراجها جادة نوعًا ما:
– لو سمحت أبعد حقيقي مش قادرة أستحمل ريحتك
بعد حديثها الصادم ظل ينظُر إليها بضعًا من الثوان الصدمة تحتله ف هو يُريد إرضاءها حتي لا يترُكها تنام حزينة، وبالنهاية لا تُعير إهتمامه إي أهمية كُل ما يُشغل بالها رائحته.. رائحته التي تخنُقها صَك علي أسنانه مُزمجرًا بغضب وشر اسة لدرجة أن صوت زمجرة أسنانه وصلت إليها لتجعلها تر تعب لَكن ظلت مُحافظة علي ثباتها حتي لا تنهار أمامه، ليختفي من أمامها بلحظة ترك لها الغُرفة بأكمالها بعد أن سَحب ثياب بيتيه ليخرُج.
بعد أن خرج ظلت عيناها مَصبوبة علي باب الغُرفة التي خرج منها، إلي أن رجعت بجسدها علي الفراش تتسطح عليه تُريد النوم حتي تَهرب من التفكير بأمر ما سمعته تلك الليلة عندما خرج وتركها بضعًا من الوقت لتخرُج حتي تُنادي عليه لتسمعه يتكلم مع فتاة وما سمعته جعلها تَشُك بأمرُهُم، لا تعرف لما لَم تواجه بأمر الفتاة لَكنها خافت بأن يَكذب عليها لتُقرر بالتفكير حتي تعرف حقيقة الأمر، لتغفو بالنوم هاربة من واقعها بدموع زابلة علي خديها.
لَم تَكُن حالة مُعتز أفضل منها بل كانت حالته سيئة أمر شكها به وعدم ثقتها به ألمه وبشده ، خصوصًا أنهُ مُخلص لها ف هو يَعشقها لا ينظُر لغيرها بتاتًا لأن لا توجد أمرآة غيرها تُملأ عينيه، ظل طيلة الليل مُستيقظ لَم يزُور النوم جفونه بسبب التفكير.
~ أنتهي هذا اليوم نوعًا ما بسلام ليأتي اليوم التالي ومعه عاصفة شديدة مُحملة برياحها..
* داخل الإدارة / تحديدًا داخل قاعة الإجتماعات التي يتم أصدار بها كافة القرارت الكُبري
وَصل قاسم الأدارة بالمعاد المطلوب كما تَم أستدعاءه، مُتحركًا إلي غُرفة الإجتماعات بأقدام واثقة كان يرتدي بذلة عمله الرسمية مُعلق علي كُلًا من الكتفين الثلا نجوم، يَسير واثق الخطي مُتأكد من أن الله لَم يظلمه وسيأتي حقه وسيظهر الحق بالداخل.
دَلف قاعة الإجتماعات برأس مرفوعة وخطوات ثابتة هادئة للغاية بذراعي مُثبتة بجانبه، سار إلي المكان المُخصص في الصفوف الأولي ليجلس بأحد المقاعد الفارغة كان ياسر ومُعتز يجلسان بجانبه ، أما اللواء رفعت كان يجلس بالصف الأول.
كان يَجلس المُشير أمامهُم علي المنصة أمامه طاولة كبيرة يَحرُج منها ميكرفون موضوع أمام المُشير الذي سيُلقي الخطاب.
بدأ المُشير بالتحدُث بنبرة صوت قوية رزينة واثقًا من ذاته:
– بسم الله الرحمن الرحيم..” أبدآ كلامي بذكر الرحمن، أَقِفُ اليوم أمامَكم حتي أُبلغكُم قرار المجلس الأعلى للقوات المُسلحة الحاكم في مصر، لَقد قررنا إحالة اللواء رَفعت السيد مَتولي، رَئيس الشئون المعنوية وعضو المجلس العسكري، إلي تأخير تَرقيته لمُدة سنتان بسبب أستغلال منصبك وأتهامك بالباطل علي سيادة الرائد قاسم جلال الجارح بالباطل.
– أما عن الرائد قاسم جلال الجارح فأهلًا بعودته مرةً أُخري إلينا، ف هو قائد من قواتنا المُبجلين الذي له تاريخ عريق بالرغم من صُغر سنه إلا أنه حقق نجاحًا ساحقًا.

 

أنتهي الإجتماع بعد أن أنتهي المُشير من حديثه ، ليخرُج اللواء رَفعت من الإجتماع غاضبًا بوجهه مُشتـ.عل بعد أن جعله المُشير بالإعتذار مما أرتكبه في حق قاسم أمام الجميع.
قبل أن يَخرُج قاسم أستدعاء الجنرال ليتحدث معه بإبتسامة مُشرقة.
– دي بداية جديدة في حياتك أستغلها كويس، هترجع تاني للمُهمات عايزك تستعد للمرحلة دي علشان تثبت جُهودك وأمانتك للكُل.
إبتسم قاسم وشَكر الجنرال ومن ثُم تَحرك للخارج ومعه ياسر ومُعتز الذين كانوا سُعداء من أجله.
* داخل فيلًا عز نور الدين
وَصل عز وخلود إلي المنزل بعد أن ذهبوا إلي الطبيبة سويًا حتي يطمئنون علي صحة الجنين، ليتفاجأ بجاسر وسارة ينتظرونهُم داخل حُجرة الصالون بعد أن أخبروا الخدم.
تَقدم عز وخلود للداخل لينهض جاسر وسارة يتبادلون الأحضان والقُبلات ومن ثُم جلسوا، بعد مرور الوقت في الحديث حول أحوال كُلًا منهُم قرر عز التحدُث حول أمر والدته، ليُلقي الخبر بوجهه جاسر دُفعتًا واحده.
خفض جاسر رأسه يُحاول استيعاب ما سَمعه لا يُصدق هل حقًا والدته بالأعلي،ليشعُر بثقل بأقدامه وكأنه عاد قعيد مثل السابق.
رَفع رأسه بَبُطء وهو يَهتف قائلًا بنبرة هادئة ضعيفة يملؤها التوتر والأرتجاف:
– أأ.. أُمي أنا فوق بنتكلم جد ولا بتهزر يا عز
تحدث عز قائلًا بنبرة تصدق تَحمل الجدية بكُل حرف ينطقه:
– مبهزرش يا جاسر، أُمك فوق في غُرفتها اللي عملتها علشانها من أول يوم أستلمت فيه الفيلا
ثني جاسر ضهره للأمام قليلًا و وَضع وجهه بين كفوف يديه، يُحاول إستيعاب حديث عز لمُدة دقائق، وفجأة نَهض راكضًا لأعلي علي الدرج مُتجهًا إلي حُجرة حنان..

 

بعد أن صَعد جاسر نَهضت سارة تنظُر إلي عز وخلود بقلق وتوتر كان الخوف ظاهر علي معالم وجهها التوتر يكسو ملامحها ، لتردف قائلة بنبرة خوف وتوتر وهي تلتفت يمينًا ويسارًا:
– أنا لازم أكون مع جاسر، جاسر مش هيكون كويس فوق لوحدوا وهو مع مامتوا أخر مرة أنهار وتعب.. أنا لازم أطلعلوا
حركت خلود رأسها تنظُر إلي عز الذي بدء عليه أنهُ يُفكر بالأمر..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى