روايات

رواية غمرة عشقك الفصل الرابع 4 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الفصل الرابع 4 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الجزء الرابع

رواية غمرة عشقك البارت الرابع

رواية غمرة عشقك
رواية غمرة عشقك

رواية غمرة عشقك الحلقة الرابعة

مرت الشهور عليها كئيبة كالعادة من العمل للبيت
ومن البيت للعمل ومن بين رعاية اشقائها الصغار
وبين رعاية المنزل وامها ومرضها.. والاجتهاد على
مضض في عمل يجلب لها القليل من الاموال التي تسد احد المتطلبات اليومية في حياتها….
كانت تقف في شرفة الشقة كالعادة تشرب الشاي
بتمهل وتلذذ برغم من عدم وجود السكر فيه…..ابتسمت بسخرية عند تلك النقطة كانت في الماضي لا تعرف طعم المشروبات الساخنة إلا بوجود كمية كافية من السكر بهم لكن اليوم اختلف كل شيء أصبح المذاق المُر يروقها اكثر وباتت لا تشعر بجمال الشاي إلا وهو بهذا المذاق القاسي !….
علت أحد زغاديد النساء باسفل الشرفة…
نظرت حنين للأسفل متابعة ما يحدث في شارع
كان هناك احد السيارات النصف نقل محملة بجهاز
عروس احد بنات هذا الحي(سماح..)والعريس بطبع
(جلال)خطيبها السابق اليوم (يوم العزال)كما يقال
زغاريد وصياح ومباركة وتهنئات من بعض اهالي الحي
ظلت تتابع باعين حزينة ما يحدث بالاسفل..ليس الحزن لأجل وغد لا يريد إلا الزواج من اي أمرأه
كانت المهم ان تكون امرأة !..الحزن على حالها
وما يحدث لها وكان الفرحة تفر منها كلما
اقتربت……تعيسة الحظ هي ولا أمل
لإصلاح هذا….
بالاسفل توسعت الابتسامة على شفتي جلال
بسماجة وفخر وهو ينظر لجهاز العروس الكثير والمبالغ فيه……
ربتت امه على صدره وهي تهمس له بخبث…
“شايف جهاز سماح ياولا…..شايف العز…. دي جيبالك مكيرويف وديب فريزر….بذمتك بنت سيد كانت هتجبلك مكيرويف….شايف الفوط دستة
دستة……ولا ملايات الاطفال وألحِفَة
والباطاطين…..شايف نقاوة امك ياسبع الرجال…”
تابع الاشياء وهي تدخل بيت والدته…..وقال بطمع
ووضاعة….
“شايف يام…. دا على كده شهيره على قلبها أد كده…”
ضيقت والدته عينيها وهي تقول بلؤم…..
“امال ياواد مش خياطه بكرة تنغنغك….مش جوز
بنتها ولا إيه……”
سألها بنبرة مترددة….
“تفتكري؟…”
برمت شفتيها باستهجان وهي تخوض
بالسانها في اعراض الخلق بدون مبالاة….
“افتكر ونص…هي تقدر تبخل عليك خصوصا بعد ما تجوزت بنتها اللي مكانش حد راضي بيها…. دا لولاك انتَ كانت هتبور ولا حد هيبص في وشها…..وبعدين دي خدت راجل مالو هدومه… “ربتت على كتف ابنها
بفخر وكانه أحد الانجازات الكبرى بحياتها…
رفع جلال عيناه للأعلى فلمح حنين تقف بشرفة تنظر
إليه بمنتهى الاحتقار…. ويعلم جيداً ما خلف تلك النظرة ولكنه لن يفسرها ولن يبالي بأمرها…. مثلما قالت له أمه انقطع النصيب وتلك الزيجة لن تجلب
إلا همٍ فوق همك !…
هو يسميه انسحب بالباقة….

 

 

 

وحنين لقنته بهروب الجبناء
ام امه فحكمت حكمها النهائي ووضعت النقاط الأخيرة لتلك القصة الغير الملائمة !….
دخلت حنين للشرفة بأنف مرفوع….سمعت اهات والدتها التي تتألم من البارحة…. ولا تعرف طعم
النوم بسبب مرضها…..
“مالك يامي لسه تعبانه….”
مسكت والدتها جنبها وبدأت تتألم بقوة وهي
تقول باعين حمراء تعاني سنين من مرض
لا يرحم جسدها….
“مش قادرة ياحنين جنبي وجعني اوي يابنتي….ناوليني العلاج ياحنين يمكن يسكن شويه الوجع….”
مدت حنين يدها بدرج المنضدة وبدأت بالبحث عن احد الاقراص المسكنة لتلك الآلام…. بعد ثواني
وجدت العلبة المنشودة… ابتسمت براحه وهي تفتح العلبة لتتلاشى البسمة المرهقة على محياها ويحل محلها الوجوم والقهر….
“البرشام خلاصان….. يارب هعمل اي دلوقتي…” نظرت لسقف الغرفة بحسرة….
نظرت لو والدتها بتعب ثم قبضة بيداها على الغطاء
تكبح اهات الوجع وهي تقول بصوتٍ يكاد يسمع…
“خلاص ياحنين مش لازم….. ان شاء الله شوية وهخف…. اعمليلي بس شوية حآجه دافية وانا هبقا كويسة….”
اقتربت منها حنين وقبلتها وهي تبكي بحزن عليها….
“متقلقيش يامي… انا معايا فلوس في شنطتي هنزل اجبلك…..”
ردت والدتها بصوتٍ مرهق متعب….
“تجبيلي اي ياحنين… العلاج غالي واللي معاكي يدوب يكفي لآخر الشهر…..”
ابتعدت حنين عنها وهي تقول….
“اجيب علاجك الأول والباقي امره سهل… ”
اتجهت الى حقيبتها في الغرفة المجاورة فوجدت المال المتبقي يكفي ثمن الاقراص الناقصة في
علاج والدتها ولن يتبقى إلا مبلغ زاهيد لن يكفي المتبقي من الايام الاخيرة لنهاية الشهر والتي تشعر انها ثقيلة ، ثقيلة على قلبها تكاد تزهق روحها وياليتها تفعل وتنتهي تلك الحياة المُرة !…
اخذتهم بدون تفكير وارتدت عبائتها على عجله…..
صاحت لاكبر اخواته وهي تفتح الباب….
“انا نزله يامحمود… خد بالك من امك علـ..” توقفت الكلمات بحلقها بعد ان وجدت امام باب شقتها المفتوح رجلا مفتول العضلات ذي حلة رسمية
سوداء ونظارة تماثلها…..وعطر يفوح بغزارة
تتناقد مع المكان البسيط الواقف به….العطر
هو الشيء الحي الذي يتحرك لانفها ام الرجل
الضخم يقف ثابت وبأذنه سماعة يتحدث من
خلالها وقد قال جملة واحده قبل ان يغلق…..
“اوامرك ياباشا….”اغلق مع رب عملة ونظر لحنين التي تدقق به برهبة وفضول…..قطع الرجل تحدقها
المرتاب فيه وقال…
“انتي حنين السيد….”
“آآه انا انتَ مين….”
لم يرد عليها بل أشار لثلاث رجال واقفين خلفه والتي راتهم بعد ان ابتعد الضخم هذا عن باب
الشقة الذي سدها بجسده…..اتضح امام عينيها ان الثلاث رجال الواقفين خلفه بنفس حجمه وهئيته
لكن ما يجعلهم يختلفون عنه تلك الاشياء التي
بين أيديهم…..أشياء كـ….
وجدت الثلاث رجال يحملون بعض الأغراض الغريبة بنسبة لها فهي كانت عبارة عن طعام من احد المتاجر الكبيرة والمعروفة….وملابس كذلك ذات ماركات عالية….. والعاب تماثلها فخامة…..وحقيبة محملة بالادوية الخاصة بمرض والدتها…..
بالطبع بدأت تنظر في تلك الاشياء بعد ان دخلوا بها
الرجال للمنزل وخرجوا سريعاً وهو يقول نفس
الرجل الذي من الواضح انه الرئيس المُكلف
عنهم…
“دي هدايا من الباشا…….خالد العربي…”
سالته وهي ترفع عيناها البنية عليه….
“بمناسبة إيه…”
رد الرجل بمنتهى السلاسة الباردة…
“معنديش أوامر اكتر من كده…. اللي المفروض
اقوله قولته………. اكتر من كده معرفش…..”
لوحت بيدها بغضب وتردد بان بصوتها….
“تبقى ترجعهم ليه تاني…. انا مقبلش حاجات زي
دي من راجل غريب معرفوش….”
رد الرجل بنفس الصلابة….
“وانا الأوامر اللي عندي اني اسلم الحاجة وامشي…”
“يعني إيه….. الـ….” توسعت عينيها بدهشة وهي ترى الرجل يشير لرجالة برحيل وينزل على السلالم بعدها بمنتهى البرود والاستهانة بها وبحديثها الذي ذاب على شفتيها اليابسة…..
اغلقت الباب بتشتت وهي تنظر لكمية الاشياء التي دخلت منزلها البسيط…اشياء كانت بامس الحاجة لها
سوى لبس…….أو طعام…او دواء لأمها….
عقدت حاجبيها بتوجس وهي تتجه لحقيبة الدواء والذي بها كافة الأدوية التي تحتاجها امها وهناك أدوية موجودة بها قد عجزت في سابق عن
شرائها بسبب سعرها المرتفع…..
“عرف ازاي تعب أمي…..” نظرت للملابس الجديدة والتي تحتوي على ملابس لها ولاخواتها الصغار
ووالدتها …..تسمرت مكانها برعب وازدادت سرعة خفقات قلبها وهي تسأل نفسها بتوجس…
“كمان؟……….ياترى عايز إيه الراجل ده….”
تعلم المقابل لكنها تأب الاعتراف !….
ركضوا الصغار على الأشياء وكلاً منهم سحب احد الألعاب وبعض البسكويت والشوكلاتة الفاخرة الموجودة بأحد الاكياس وركضوا بسعادة من
امامها وصياح فرحة المحروم تلجلج حوائط
الشقة البسيطة…
ابتسمت بحزن وهي تنظر للبعيد بتشتت ولا تزال تجلس على أحد المقاعد المتهالكة تقلب عينيها
بين الهدايا التي يجب ان ترد لصاحبها بصورة
اخرى ! وبين فرحة الصغار بابسط حقوقهم
التي لم تقدر على توفيرها لهم في تلك الحياة القاسية !…(ما باليد حيلة)
___________________________________
جلس في احد (كفتريات) الجامعة برفقة كرم ويوسف…..ظلا يتسامرون في اشياء عديدة
كالعطلة الصيفية التي قضاها يوسف على رمال
البحر برفقة عائلته وبعض الحكايات التافهة
عن الاجازة المملة الذي قضاها احمد وكرم
في تسكع مع احد الفتيات !…
رفع أحمد عيناه على شابة جميلة ممتلئة القوام ترتدي ملابس تلفت الأنظار لها….
داعبها احمد بعينيه وغمز لها بوقاحة… بادلته الفتاة
الضحكة بنعومة شقية وهي تستدير لترحل بخطوات
مائعة تنم على أشياء أ………
توسعت ابتسامته بوقاحة وهو يخبر اصدقائه بالسانه وعينيه العابثة لا تزال تتابعها…..
“الجامعة دي فيها شوية بنات شمال…. جايين
عشان يتشقطه وخلاص ……”
رد كرم بسخط وهو يرتشف العصير…..
“وانت ماشاء الله استاذ في شقط…..”
رد يوسف مصححاً….
“هو ولا استاذ ولا حاجة الموضوع بس انا ابو حميد
مبيخترش غير نوعيته…. السهلة… السهلة وبس.. عارف انتَ لو ربنا وقعك في واحده محترمة
هتسففك التراب……”
برم احمد شفتيه وقال باستنكار به لمحه من الصلف….
“مش احمد ياحبيبي اللي يسف التراب…. دا انا اسففه ليها هي واهله كلهم……”
صاح كرم بشماته وهو ينظر لاحمد بتحذير…
“مابلاش……..بلاش عشان يوسف ما يعرفش
اللي حصلك في الشارع عندكم…..”
انحنى يوسف للامام بفضول وهو يقول بسرعة…
“حصل اي ياكرم احكيلي عايز اشمت فيه
شويه…”
نهض احمد بحنق وهو يوزع عينيه الباردة
عليهم بضيق قائلاً…
“قسماً بالله انا قعد مع شوية عيال…. احكي ياكرم احكي يافتان على ما روح اخد رقم الموزه…..”
انحنى كرم قليلاً وهو يخبر يوسف بسعادة وتشفي..
“اسمع ياسيدي كان بيعاكس واحده في شارع عندنا وراح ابن عمها عمـ……”
اقترب احمد من الشابة الجميلة وجلس بجوارها على احد المقاعد الصلبة…..قال بطريقة مراوغة…
“القمر قعد لوحده ليه…… ملوش صحاب ولا إيه….”
ردت عليه الشابة بصوتها الرقيق الذي ينم على
بعض العبوس المصطنع…
“وانت مالك……..ليا صحاب ولا مليش….”
رد بمراوغه عابثة لا تخلو من الاهتمام المشكوك في أمره…..
“ازاي مالي…….دا مالي ونص……يعني لما القمر يقعد لوحده احنا نقعد مع مين…..”
رفعت الفتاة راسها وعينيها ثبتت في عمق جمال عيناه القاتمة المميزة بالعبث الصريح…ارتبكت قليلاً
ولكنها اجبرت لسانها على القول بحنق زائف…..
“انت جاي تعكسني…..”
ابتسم بجاذبية امام عيناها وهو يقول بمداعبة جادة……
“لا بقول الحقيقة…..انتي معندكيش مرايات في بيتكم ولا إيه……”

 

 

 

ابتسمت وطاطاة براسها للأسفل قليلاً….
سألها بعد لحظة من تامله لها…
“ممكن اعرف أسمك…..”
“نيرة….” اجابته بصوتٍ خافت…
رد احمد بصوتٍ لين وعيناه تسبح بعينيها بطريقة مدروسة….
“المفروض يسموكي قمر مش بس نيرة… دا كفاية لون عينك……”
ارجعت خصلة من شعرها للاسفل وهي تقول
بخجل وقد تأثرت من كلمات غزلة….
“عيني مش ملونه على فكرة….”
رد بنفس المداعبة الخبيثة…
“بس جميلة اوي على فكرة….” صمت قليلاً ثم
قال بصوتٍ رجولي لين….
“ينفع نبقى صحاب يا… نيرة….”
اصطنعت الثقل وهي تقول بتردد….
“مش بصحاب ولاد…..”
لمح تمثيلها الرديئ فقال بغيرة مصطنعه فتلك الأشياء التافهة يعشقها الفتيات الساذجات ويقعون بحبها على أمل ان تكون حقيقية ….
“مش هتصاحبي من الولاد غيري……رقمك كام.. ”
نظرت اليه بدهشة وهي تقول….
“رقمي كده علطول…. انا حتى لسه معرفتش أسمك…..”
رد وهو يخرج هاتفه على عجله…..
“اسمي أحمد ياقمر…… ها خطك اتصالات ولا فودافون….”
ردت بخجل لين…..
“اورنچ ياحمد……”
“اورنج ياحمد !…هو في كده ….دا انا اسمي من بين شفيفك طالع متلحن ؟……على العموم ومالوا اجيب خط اورنچ مخصوص لاجل العيون الحلوة…..وعشان اسمع أحمد دي تاني….. ” غمرة لها بعبث على اثارها….
طأطأت الفتاة براسها للأسفل بخجل وهي تتسامر معه باشياء اخرى لا تخلو من عبثة الصريح كعيناه ونظراته تلك……
بعد مدة تركها وذهب لاصدقائها….. واول من استقبلة بتحفيل عالي يوسف….
“سبع ولا ضبع…..”
اجابه أحمد وهو يجلس بغرور….
“أسد طبعاً…..”
رد يوسف بمزاح سمج وهو يبرم شفتيه…..
“جدع كان نفسي تعملها مع البت اللي في حارتكم دي……هي اسمها اي صحيح ياكرم…..”
شرد كرم قليلاً وهو يتذكر اسمها لكنه بعد لحظات استسلم للفشل في تذكرها فقال له باحباط …..
“نسيت بصراحة كان اسمها إيه…..”
رد أحمد سريعاً وهو يعبث في هاتفه بملل….
“اسمها حبيبة…..”
كركر يوسف ضاحكاً وهو يقول بمكر…..
“آلله…..حبيبة دا احنا وقعنا بقه…..وشكلك هتسف التراب بدري بدري…..”
رفع أحمد عيناه عن الهاتف وهز كتفيه غير
مبالي بالأمر…..
“تراب إيه اللي هسفه…..اسمها جه في بالي عادي متكبرش الموضوع…..”
ضيق يوسف عينيه بمكر زاد ولمع بهما وهو
يعقب بسماجة اكبر……
“طب وانت مضايق اوي كدا ليه؟….مكانتش
واحده يعني لمؤخذة……من الشمال بتوعك….”
شعر بنيران تهيج في صدره من كلمات يوسف
المهينة…وكأتون يحترق بداخله تحدث باندفاع
شرس …
“حبيبة مش شمال يايوسف….. ومينفعش تكلم
على بنات الناس كده…”
رفع يوسف احد حاجبيه بدهشة وهو ينظر له معقب بسخرية كعادته…..
“بنات الناس؟…..وانت بقه بتعمل اي في بنات
الناس ياحمد…”
رد احمد بصوتٍ قوي مبرر أفعاله بـ…..
“انا مبضربش حد على إيده يايوسف….وكل واحد
ليه دماغ مرياحاه……وقفل على الموضوع ده عشان منخسرش بعض… ”
فغر يوسف شفتيه وهو ينظر لصديقة بعتاب
معقباً بصدمة حقيقية….
“هنخسر بعض عشان واحده ياحمد…..”
أجابه أحمد بنبرة جادة معاتبة…..
“مش عشانها يايوسف عشان الكلام اللي بتخبط
بيه كل شويه….لو مش عجبك اللي بعمله تقدر تقطع صحوبيتنا وصاحب ياسيدي ناس شبهك…… محترمة…. ”
نهض يوسف فجأه من على مقعده بغضب
وهو يقول بتشنج به لمحة من العتاب…..
“لا شكل البت دي قصرت على دماغك….انا ماشي…وااه احنا صحاب غصب عنك مش
بمزاجك………. سلام ياصاحبي…..”بعد مغادرة
يوسف تحدث كرم بعتاب أيضاً نحو احمد
فقال…..
“مكنش ليه لازمه تكلمه بطريقة دي ياحمد….هو مقالش حاجه غلط…. ”
صاح احمد بعصبية….
“خلاص بقه ياكرم انا مش ناقصك انتَ كمان…
أقولك انا ماشي وسيبلك المكان باللي فيه….”نهض هو الآخر بعصبية وهو يضيف لكرم بتشفي جليدي…
“عقاباً ليك يافتان ادفع تمن الحاجات اللي طفحناها في القعده السودة دي……”
“لا ادفع إيه اللي معايا ميكملش…..ولا ياحمد.. “تركه أحمد ورحل بحنق…… غمغم كرم وهو ينظر للمشروبات أمامه بوجوم….
“يانداااال………..مبعرفش اغسل كوبيات يالا…
احمد يا يوسف……. ياولاد الكلاب….. ”
استلقى( مكروباص) وجلس بجوار النافذة ينظر للبعيد بوجوم…..
هل هو سيئ كما يخبره الجميع؟!…
هل تلك أجابه ام سؤال…ربما يعشق الهو
مع الفتيات…ربما يحب رقتهن وسذاجتهن
ووقاحات القليلين منهن……ربما كل ما يحدث
بسبب صُغر سنه ومرحلة المراهقة كما يقال
هل يبرر؟……حينئذ بعد التخرج والعمل
سيعقل ويتزوج ويستقر وممكن ان يحب
زوجته… ربما يلتقي بالحب ويصبح مرهف الإحساس ؟؟؟
ابتسم بسخرية وهو ينظر للطريق…
هل سياتي اليوم الذي يجعله مرهف الإحساس
مع أمرأه…أمرأه واحده…هل سيكتفي أحمد جمال
بواحده فقط بحياته…….مستحيل…….
“من شب على شيء شاب عليه”
غمغم بسخرية لزوجته المستقبلية بعد ان
عصفت الافكار برأسه….
“والله صعبانه عليا من دلوقتي…..”
توقف السائق بسيارة لاخذ احد الركاب من على الطريق…. نظر أحمد لمن تدخل برقتها المعهودة
وهشاشة جسدها النحيف السيارة وتجلس بجواره وبدون ان تلاحظ وجوده ونظراته لها…..
ابتسم وهو يهز رأسه ، ولم يلاحظ الأحمق الصدفة التي قدرت عليه ؟….
فتحت حبيبة حقيبتها لتخرج الاجرى منها لكنها وجدت من يقول بصوتٍ ذات نبرة مألوفه لها…
“أجرة الانسة ياسطا…..”أخذ السائق الاجرة وأرجع الباقي لأحمد….. وبطبع أحمد اعطاها الباقي لان هناك أمرأه تجلس بجوار حبيبة وتتابع مايحدث فالا يجب اثارت الشبهات لأجل بعض الفكه !….
لاحظت حبيبة متابعة المرأه لها وكانها تحاول قراءة ردت فعلها المشدودة…..تصرفت حبيبة بطبيعتها واخذت الأموال ووضعتها في حقيبته…
ابتسم احمد وهو يشيح عيناه عنها الى النافذة المفتوحة بجواره…..
بعد صمت متوتر وانشغال المرأة عنهم همست من تحت اسنانها بغضب….
“اي اللي انت هببته ده…..”
كبح ابتسامته الاعوبة وهو يرى الثلج بدأ يذوب أخيراً من عليها…..سألها ببراءة…
“هببت ايه لا سمح الله…. مانا قعد بعيد عنك أهوه؟…..”
قالت وهي تتكأ على اسنانها بغيظ…
“انت هتستهبل؟….بتاع اي تدفعلي الاجرة…”
رد أحمد بطريقه استفزتها وكان ينظر للطريق امامه……
“مفيهاش حاجة احنا جيران يانسة….”
استدارت براسها إليه وهي تقول بغيظ…
“جيران إيه….انا معرفكش أصلا عشان تدفعلي الاجرة…..”
رد بمراوغه صريحة…
“بكره نتعرف…..”
برمت شفتيها بتقزز وهي تدير راسها للناحية الأخرى
وغمغمت بصوتٍ خافض وصل لمسامعه بسهولة….
“دا بعينك….”
“دا بقلبي واللهِ…..”اجابها بمشاكسة ليصيح
بعدها لسائق بخشونة….
“اي حته على جمب ياسطا…..”نظر احمد لاول الشارع الماكث به ثم نظر اليها بعد ان وقفت السيارة… وحدثها بجدية…..
“مش ناويه تنزلي ولا راحه في حته تانيه…”
“وانت مالك….”صاحت بتشنج وهي تنزل من
السيارة قبله….
وقفت بجواره عند الرصيف السريع يجب ان تعبر الطريق للناحية الأخرى لأجل الوصل لاول الحي الماكثه به……
اخرجت حبيبة المال الزهيد الذي دفعه اليها وقالت بوجه محتقن بحمرة الغضب منه وتوتر من رؤيته بعد كل تلك الشهور !…..وكأن هناك شيءٍ بداخلها كان ينتظره !…..
“الفلوس بتاعتك اهيه…..”
ابعد يدها بلمسة بسيطه وهو يرد عليها
بهدوءٍ جاد…..
“بلاش عبط ياحبيبة…..انا مش واخد حاجة…”
صاحت حبيبة بعصبية وهي تلقي عليه نظرة
بغض….
“بتاع إيه تدفعلي الاجرة….أفهم “

 

 

 

 

عقد أحمد حاجبيه وهو يتابع تصرفاتها المرتابه….
ثم علق ببساطه….
“انتي مكبره الموضوع ليه مكنوش شوية فكه…”
لوحت بيدها بضيق اكبر قائلة بعفوية وارتباك..
“فكه ولا مجمد متدفعليش حاجه برضو….”
برم شفتيه بفظاظة وقال ببرود…
“مجمد؟………دا اي خفة الدم دي…..”
صاحت بتشنج أكبر وهي تحاول وضعها في يده بدون ان تلمسه….
“خفة دم؟…انت فكرني بهزر معاك….خد فلوسك ياحمد…..”
مسك يدها التي تحتوي على الاموال الضئيلة بنفاذ صبر ثم قبض عليها بيده وهو يتاملها ملياً عن قرب تعمق بالنظر لعينيها الزيتونية المشعة بجاذبية بسبب انعكاس اشعة الشمس عليها وعلى وجهها الأبيض
وكذلك شفتيها الرقيقة الحمراء تلمع مع شعاع الشمس وشعرها البني المعقود تداعب خصلاته صدغها الأيمن بجمال يخضع امامه الجميع تاملاً !……كل ما بها يفتح شهية الجائع وكانها وجبة فطور اعدت في طبق واحد لشخصاً واحد !….
قبض على يدها بقوة واصبحت النظرات بينهم
معلقة تخترق كيانها وكيانه وتنبت بداخل كلاً
منهم مشاعر محببة……أخيراً قطع حرب المشاعر والنظرات جملة أحمد الحاسمة…..
“خلي فلوسك معاكي واعقلي احنا في شارع….”
ردت بمنتهى الغباء بسخرية إليه…
“في شارع؟…. يسلام….. كان فين العقل ده وانتَ بتعاكسني…..وبتطلب رقم تلفوني قدام بيتنا… ”
تحدث أحمد بقوة مبرراً ولا تزال قبضة يده ممسكه
بيدها الرقيقة….
“انتي ليه بتفتحي في القديم….انا متكلمتش معاكي
في حاجه ولا ذكرت حاجه من اللي حصلت في
الأول ولا حتى كلمتك في الموضوع…..كل اللي عملته اني دفعتلك الاجرة عشان احنا جيران مش اكتر….”
“وتدفعلي ليه….وبعدين سيب ايدي متلمسنيش تاني… “سحبت يدها بقوة وهو تركها على مضض
بل وغمغم بفظاظة أسلوب….
“انتي بتسمي دي ايد….انا حاسس اني ماسك عضم…… ”
رفعت عينيها بشراسة وهدرت بانزعاج…
“تصدق انك بني ادم قليل الذوق….”
برم شفتيه بملل وهو ينهي النقاش قائلاً…
“رواحي ياحبيبة…… قولتلك احنا في شارع….”
حاولت الانتقام منه بتذكيره بالاهانة التي تلقاها
من ابن عمها منذ اشهر قليلة في عرض الشارع امام الجميع….
“خايف من إبراهيم مش كده ؟…”
شعر أحمد بتضخم في صدره وكانه سينفجر
بوجهها الآن كي يريها الجبان ماذا يفعل حين
ينفجر فكذلك تعني كلماتها السامة المهينة…..
ابتسم ببرود وكانها القت الكرة بملعبة فقال
ببرود جليدي كالمسنن…..
“وليه متقوليش اني خايف عليكي انتي منه او
من ابوكي لو شافك وقفه معايا كده على
الطريق….”
بلعت ريقها بصعوبة وكان دلو ماء بارد نزل على رأسها لتنسحب بتشتت من أمامه لتعبر الطريق
السريع بدون حرف آخر…….. يكفي….
رآها تبتعد عنه بدون ان تلاحظ وجود سيارة سريعة إتي عليها بقوة….وفي اخر لحظة وبدون تفكير جذبها من ذراعها بقوة حتى وقعت على صدره وعلى اثارها خفق قلبه باضطراب لا يعرف خوفاً عليها ام انفجار
مشاعر بعد قربها ولمسته لجسدها الهش الناعم
بين كلتا يداه…..
رفعت عينيها عليه بذعر حدجت به لثواني وهي تلفظ اسمه بتشتت من بين شفتيها المرتجفة
وبنفس النبرة الرقيقة المتلجلجة….
“أحمد……”
نسى نفسه ومرر أصابعه على وجنتها الناعمة يتلامس سخونة وشحوب في انٍ واحد
سألها بقلق حقيقي….
“انتي كويسة ياحبيبة…..حصلك حاجة.. ”
تعلقت في عيناه لثواني معدودة كانوا بمثابة ساعة من تأمل الوسيم ذو الملامح العابثة الصريحة….صراحة تربكها أمامه… بعد لحظات مسروقة فاقت لنفسها وهي تبتعد عنه بقوة
وبدون كلمة أخرى ركضت على الرصيف بسرعة لتدخل سريعاً الى الحي…..
شقت شفتيه إبتسامة غريبة المشاعر وهو يتابع اختفائها بعيداً عنه…..أسبل عيناه وهو يخطو عدت خطوات على الأرض لعبور الطريق شد أنتبه بعد خطوتين سلسال ذهبي واقعاً أرضا مكتوب في منتصفه اسمها بالرقعة(حبيبة) بطريقة جميلة رقيقة تليق بها……من المؤكد وقع منها حينما سحبها بقوة لصدره…….
تدحرج السلسال الذهبي بين اصابعه بعد ان التقطه أرضا دقق به لثوانٍ ثم علت تلك المرة ابتسامة متسلية على محياه….
…………………………………………………
دخل الشرفة وبين يداه كوب من الشاي وكالعادة
يحدث أحد حلويات حياته كما يلقبهن……
صاح بخشونة في هاتفه….
” مش كل شوية تنطيلي يامُنى….أسمعي الكلام..”
اجابته مُنى بدلال من الناحية الأخرى…
“وانا عملت اي يعني ياحمد…..انت عارف اني بحب الكريب…..والمطعم عندكم بيعمله حلو اوي…”
قاطعها بقلة صبر….
“مُنى اسمعي الكلام مش كل شويه تجيلي على هناك العيال اللي شغالين هناك تنحين وبيقعد يتكلمه عليكي وانا…..”
بترت جملته بسعادة قائلة بهيام….
“وانت إيه……. بتغير عليا ياحمد….”
رد أحمد بجدية……
“هغير عليكي ليه؟… انا بكلمك كده لمصلحتك وبذات عشان الصحوبية اللي بينا…..”
احتقن وجه مُنى من الناحية الأخرى فقالت
باستنكار ساخر…..
“الصحوبية دي اللي بتخليك وانت رايق تحب فيه….”
رد عليها بصوتٍ حاد يخفي تردده…..
“مُنى انسي اللي انا قولتهولك…..”
ردت مُنى بمنتهى الوقاحة عليه…
“انسى إيه كلمة بحبك يامُنى…. ولا انسى قلة
ادبك معايا…”
امتعض وجهه من وقاحتها الغير منتهية معه ثم
برر فعلته ببرود….
“مكنتش كلمة قولتها…… وبعدين انا فعلاً بحبك
بس كصحاب يعني…..”
اجابته بنفس الوقاحة وكانها تحاول بكل الطرق
فتح الحديث مرة أخرى
“صحاب؟….. وكلامك اللي قولته في تلفون قبل كده…..”
هدر أحمد بتشنج بعد ان نفذ صبره معها….
“مُنى اقفلي على الحوار مكانش طلب….”
قالت مُنى باغواء صريح….
“مستعده انفذهولك بس تبدلني نفس الشعور…”
عقد أحمد حاجبيه وهو يلفظ بذهول….
“انتي اتجننتي…… وبعدين إزاي هتسمحيلي اخدك في حضني وبوسك واحنا مفيش بينا حاجة…. اي
عادي كده……”
ردت برقة وقحة….
“معاك انتَ ياحمد موافقة على اي حاجة…..”
رد عليها باحتقار حقيقي…..
“قسماً بالله انتي بترخصي نفسك ولو واحد غيري كان زمانك ضايعه معاه من زمان…..”
اخبرته من الناحية الأخرى بوجع….
“انا فعلاً ضايعه معاك عشان بحبك….”
اخبرها أحمد برزانة عقل….
“انتي لسه صغيرة وانا كمان……. لما تكبري وتحبي بجد هتفهمي ان كل اللي بينا ده لعب عيال مصيرك هتضحكي عليه في يوم من الأيام……”
اخبرته مُنى بنبرة شجن…
“أحمد…… انا والله العظيم بحبك….”
رد بتعاطف نحوها وهو يقول….
“وانا والله بحبك وخايف عليكي من مشاعرك المتلغبطه دي…..افهمي الأول انتي بتحبيني إزاي
زي مانا فاهم ومتأكد حبي ليكي وحبك ليه ماشي
إزاي……”
صاحت مُنى من بين دموعها….
“بس متقوليش صحاب…..”
علت على شفتيه إبتسامة يائس وهو
يخبرها مجدداً…..
“هفضل اقولهالك لحد ما تقتنعي…..”
صاحت والدت مُنى من الناحية الاخرى بنفاذ صبر فقال احمد بصوتٍ جاد….
“روحي شوفي امك عايزه إيه… وبكره نكلم….”
ردت عليه مُنى بمحبة ورقه غير منتهية
“ماشي……. بااي ياحبيبى…..”
اغلق الهاتف بعد تلك الجملة ورفع وجهه على شرفة الجميلة البيضاء ذات الأعين الزيتونية القاتلة وشفتين الحمراء هي وجبة الإفطار…. و وجبة العشاء
هل ستطل الآن عليه ليلتهم بعيناه العابثة الذ
واطعم واشهى عشاء ، ام سينام على معدة فارغة…….
تنهد بحرارة وهو يغمغم بلهفة خائنة….
“اخرجي يابيبه…….”أبتسم وهو يلاحظ تلك اللهفة المجنونة….. منذ متى وهو يتلهف لرؤية انثى
وليست اي انثى فهي البيضاء النحيفة…..
فُتح باب الشرفة من الناحية الأخرى وطلت عليه الجميلة البيضاء بفستان سماوي جميل طويل ولكنه
يبرز اول ذراعيها لاخرة ليبان للاعمى كم هي رفيعة
بيضاء بخصرها المنحوت وفخذيها الممشوقين وكان تم سحب اجمل ما بهم ، وللعجب مميزين رغم اختفاء الامتلاء المطلوب….مؤكد الجميلة تحتاج لبعض الاهتمام والرعاية ولا بأس من بعض الدلال فهي تبدو كطفلة مهملة لا تهتم إلا بلعب ، برغم من انها بعد عام ستكمل الثامنة عشر وتلتحق بالجامعة مثله……
رفعت حبيبة عيناها الزيتونية على شرفة كذلك وكانها تريد رؤيته مثلما يريد هوَ……..وكان
القلوب تواعدت !…
وجدته يحدج بها بعينيه العابثة الدافئة….دافئاً غريب ينبعث إليها من خلال نظراته….. شيء يتناقد مع شخص أحمق قليل الادب مثله ؟……
أسبلت عينيها بتردد وهي تمد يدها لترى الغسيل المنشور على حبال الشرفة وكانها خرجت لهذا لا لشيءً آخر…….
ابتسم أحمد بتسلية من الناحية الأخرى وهو يقول بصوتٍ عالٍ نسبياً….
“حسبي في حاجة وقعت منك…..”
نظرت حبيبة للأسفل بسرعة ظناً منها انها اوقعت شيءٍ وهي تتحسس الملابس المبللة !……ثم
رفعت عينيها عليه بضيق بعد ان سمعت ضحكته
العالية الساخرة عليها…..
توقف أحمد عن الضحك بتدريج بعد ان راى نظراتها الحارقة عليه…..
“انا بتكلم بجد مش حسى ان في حاجة وقعت منك…”ضيق عينيه وهو ينظر لملامحها المشدودة بتركيز عليه…..
“يعني مثلاً حاجة زي سلسلة……. مثلاً يعني…”

 

 

 

 

وضعت يدها على رقبتها سريعاً ثم شهقت فجأة….
“السلسلة…..”
رمقها احمد بتسلية وهو يحدثها بسماجة
صبيانية…..
“ياروحي……مالها بقه السلسلة…..ضيعتيها
يانغه….”
نظرت حبيبة حولها بتردد ثم جزت على اسنانها بقوة وهي تسأله بوجوم…
“السلسلة معاك مش كده…..”
“آآه معايا….استني هجبهالك……”قالها بجدية خبيثة وهو يدخل الغرفة….
عقدت حبيبة حاجبيها بتوجس وهي تنتظره بارتياع
فهو سيعطيها لها ببساطه…هل حقاً عديم الاحترام سيلبي طلبها بدون مُماطله او سماجه الصبيان البشعة……
خرج أحمد وهو يارجح السلسال بين أصابعه واخبرها بنبرة مبهمة….
“هي دي يابيبة…..”
ارتبكت من من تدليله لاسمها ؟….ليس الاسم جديد على مسامعها فالجميع يناديها به في بعض الأحيان ، لكن هوَ منه الأمر يجلب اضطرابات غريب بداخلها وكانه أ……
“روحتي فين هي دي ولا لا…..”سمعت صوته الجاد يخترق افكارها المذبذبة فلما تشعر بنفسها الا وهي تهز راسها بنعم……
توسعت الإبتسامة الماكرة وهو يقول ….
“طب خدي هحدفهالك…….”
برغم الاستغراب والصدمة المرسومة على وجهها
من تصرفه المتحضر والذي يتناقض مع تصرفاته
واسلوبه السابق معها ….لكنها على اي حال
ابتعدت خطوتين لالتقاط السلسال منه حتى
ينتهي الأمر سريعاً وتدخل غرفتها …
رفع احمد كف يده المحتجز بينه السلسال ثم حركة بقوة باتجاه شرفة حبيبة التي بعد تلك الحركة عقدت حاجبيها وهي تبحث عن السلسال في الأرضية….لكنها لم تجد إلا حجارة صغيرة جداً
ملتف حولها ورقه معقوده بخيط رفيع حلت
الخيط ونظرت للحجارة الصغيرة بغضب ثم
احتفظت بها بين يدها لتقرأ الورقة التي كانت عبارة عن جملة مختصرة……
(دا رقم تلفوني٠١…كلميني عشان نشوف هنتقابل فين عشان تاخدي سلسلتك يا….يا بيبة……)
رفعت حبيبة عينيها عليه بغضب فوجدته يغمز لها
بخبث وكانها يقول (قريباً ساحصل على ما أريد…)
القت عليه حبيبة نظرة تحدي وهي تقول ببرود…
“خليهالك…..مش عيزاها…..”اطبقت الورقة بين يدها ثم قذفت باليد الأخرى الحجارة الصغيرة بقوة عليه
تفادها أحمد بسرعة ومهارة ليتمتم بعدها
بصدمة…….
“يابنت المجنونة…..”رفع عيناه بغضب عليها لكنه
لم يجدها فقد دخلت سريعاً لغرفتها…….
____________________________________
كانت تستلقي على الفراش بحرية وعينيها السوداوين معلقتان بسقف الغرفة الأبيض ذا
النقوش الرقيقة…
مطت شفتيها باستهجان حقيقي…. حتى في
شرودها يطوف في عقلها (أربعة أشهر) لم تلمح
طيفه ولو بصدف مع انه يسكن في المبنى المقابل لهم…….
اغمضت عينيها بحيرة من أمرها لماذا تهتم برؤيته
ولما يجتاحها ذاك الشعور الغريب في ان تراه وتتحدث معه….(إبراهيم….) حتى إسمه حين
يطوف بعقلها يثلج جسدها كلياًّ وكانها بحاجة لعناق دافئ !…..
فتحت عينيها وهي تبتسم بحيرة من أمرها ثم حدثت نفسها ببلاها..
“هي دي بداية أعراض الحب؟…”
قفزت من مكانها جالسه وقد توسعت عينيها السوداوين العميقتين بجمالاً ودهشة وهي
تقول بانكار….
“حب؟….حب إيه؟…..هو انا سخنة ولا إيه…..”تحسست وجنتيها بشك وحينما وجدت
حرارتها جيدة نهضت وهي تزفر بأستياء من
أمرها أليوم…..
خرجت من غرفتها الى شرفة المنزل ثم رفعت عينيها على النافذة المقابلة لها وكانت مفتوحة اليوم بدون ان تغطى بستار البني كالعادة !….
برمت شفتيها وهي توبخ نفسها للمرة المليون ثم اتجهت لقفص العصافير المعلق لتضع لهم بعض
الحبوب للطعام….
إبتسمت وهي تراهم يقفزون بحماس لينال كلاً منهم
حصته في الطعام والماء……كانوا أربعة وكلاً منهم لديه رفيقة يظل بصحبتها طوال الوقت ولا يمل
منها !….
رفعت عينيها على النافذة مرة أخرى لتجد الضخم الوسيم يدخل غرفته ويشعل الأضواء لتوضح
الرؤية أكثر ثم صاح لوالدته بصوت خشن عالٍ
وصل لمسامعها…..
“حضري الاكل ياحاجه….. هغير وجيلك…..”
وبالفعل امام عينيها بداء بخلع قميصة لتظهر
عضلات ذراعه القوية وصدره العريض النابض برجولة والصلابة وبطنه المسطحة ذات
الخطوط الرفيعة…….
شعرت بجسدها كله في حالة من السخونية الغريبة
وحلقها يبدو وكانه جف فجأه…..تنفست بصوتٍ متحشرج وهي تحاول جذب نفسها من هذا المكان الآن فهذا المشهد سيقتلها في احلامها حينما يتم
التأليف من عقله الباطل بطريقة أخرى…….
توسعت عينيها وهي تراه يمد يده ليحل حزام
بنطاله…….لم تشعر بنفسها إلا وهي تركض
لداخل بوجنتان حمروان……
ابتسم إبراهيم من الناحية الاخرى بتسلي بعد ان راى
صورتها المنعكسة في المرآى لديه وهي تركض
بحرج للداخل …….
استدار بعينيه الماكرة للشرفة ليجدها بالفعل ابتعدت
قهقه بمكر وهو يدخل الحمام ليغتسل ، وصورة الجميلة الخجولة ذات الهيئه الشرسة لا تفارق
خياله…. حتى هو يشعر انها سرقت من عينيه النوم
وبات التفكير بها شيءٍ روتيني لن يتوقف عقله عن فعله أبداً ؟!……
………………………………………………………
عادت من العمل بعد يوم شاق مُتعب ككل يوم…. جلست على اقرب اريكه وهي تدلك قدميها بيديها
الإثنين وتئن بوجع……
خرجت امها من غرفتها بوجه شاحب وكانت تعقد حول راسها وشاح…..
رفعت سمر عينيها عليها بقلق ثم نهضت سريعاً عليها بخوف….
“مالك يازوزو فيكي إيه…..”
“متقلقيش ياسمر… دول شوية صداع…..”
“صداع إيه….دا شكله الضغط… انتي قستيه النهاردة…”
نظرت والدتها إليها بحرج وكانها طفلة أخطأت في شيءٍ اخذت عليه إنذار في سابق…
“يعني الضغط عالي شويه…..”
“وليه مش بتاخدي دوا الضغط ياماما… استني…”
اتجهت سمر الى الغرفة لجلب الدواء لامها….
ارتشفت زينب الماء بعد ان بلعت القرص….. جلست سمر على ركبتيها في الأرض امام كرسي امها وتحسست ركبت امها وهي تقول بنبرة طفلا
ضائع…..
“خدي بالك من نفسك عشان خاطري يازوزو… انا مليش في دنيا غيرك…. لو جرالك حاجة انا
هتكسر من بعدك….يرديكي اتكسر يازوزو….”ترترقت الدموع بعيني زينب وهي تسمع كلام ابنتها الحنونه
سندها وسترها في الحياة وستظل دوماً (سمر) لها مكانه خاصة بقلب (زينب) بل أعمق من مكانة الابنة
لدى امها !…
مدت زينب يداها وتحسست بهم بشرة ابنتها الناعمة وقالت بمحبة وعينين تفيض من الحنان والاعتذار
أنهار تروى…..
“انا كويسه ياسمر متقلقيش عليا…واوعي تزعلي مني في يوم من الأيام…..ولو جرالي حاجة ادعيلي ياسمر
برحمة اوعي يابت تدعي عليا…..”
“انتي بتقولي إيه…..”ترترقت عينا سمر وهي تعانق أمها بقوة بادلتها الأخرى العناق بحنو وهي تقول…
“دا الحقيقة ياسمر….مهما خبتيها عني….. عينك فضحاكي بيها……انا عارفة اني كان لازم اديكي حقك زي ما أحمد خد حقه وانـ…”
خرجت سمر من احضانها وهي تقول بجدية…
“ممكن نقفل على الحوار ده….انا مش عايزه اتكلم فيه…..عشان خاطري…..”
اومات لها والدتها بدون نقاش…ثم بعد مدة تنهدت زينب وهي تحاول النهوض قائلة…..
“انا هدخل البس عشان راحه لواحده جارتنا اديها فلوس الجمعية…..”
اوقفتها سمر وهي تسألها بغرابة…
“مين دي ياماما……وانتي دخلتي جمعية امته….”
ارجعت زينب ظهرها للكرسي بتعب وهي تخبرها…
“من شهرين كده دخلت مع واحده جارتنا سكنه في وشنا….ام إبراهيم….تعرفيها؟….”
“ابراهيم….”تمتم بأسمه بشرود وقد بدا قلبها يضطرب بخفقات مُتسارعه……
نظرت لها والدتها بأستغراب….
“انتي تعرفيه ياسمر ولا إيه؟….”
توترت وهي تصحح شرودها المفاجئ…..
“آآه…لا….يعني مش بظبط…شوفته صدفة…..”

توترت وهي تصحح شرودها المفاجئ…..
“آآه…لا….يعني مش بظبط…شوفته صدفة…..”
تهللت ملامح والدتها وهي تخبرها بطيبة…
“ماشاءالله عليه…جدع كده طول بعرض…يشرح القلب….. محترم وذوق…. ربنا يخليهولها وتفرح بيه
عن قريب….”
برغم من ثبات جسدها إلا ان صوتها كان به لمحة
من اللهفة الغريبة وهي تسأل والدتها….
“هو انتي شوفتيه ياماما؟….”
اجابتها زينب ببساطة…
“آآه شوفته مرة وانا راحه اديلها فلوس الجمعية…”
نفس اللهفة الغبية والفضولية لاحت في صوتها
وهي تسأل عنه…..
“يعني شافك وسلم عليكي….”
تفقدتها والدتها بشك اكبر ثم صاحت بغرابة….
“جرالك اي ياسمر……… طبعاً شفني…..”
حاولت زينب النهوض لكنها شعرت بدوران مرة اخرى فجلست وهي تقترح على ابنتها بتعب…
“بقولك اي ياسمر تروحي انتي تديلها فلوس
الجمعية……”
اشارت على نفسها بدهشة ثم صاحت بتردد…
“انا….. لا انا جايه تعبانه من الشغل وهدخل أنام….”
نظرت والدتها اليها برجاء وهي تقنعها بارهاق…
“اسمعي الكلام ياسمر اخوكي في شغل دلوقتي لو كان هنا كُنت زماني بعتا بيهم…. اطلعي انتي ينوبك
صواب اديهم ليها وتعالي علطول… دي اول معاملة مع أم ابراهيم ولازم فلوس الجمعية توصل في معادها دي فلوس ناس يابنتي….”
تشنجت ملامح سمر بضيق قائلة لامها
بعتاب….
“انا مش عارفة اي لازمت الجمعيات دي هو انا منقصاكي حاجة….”

 

 

 

 

لكزتها والدتها بخفة وهي تقول بتوضيح….
“ياهبلة الجمعيات دي هي اللي بتعمل اليومين دول … وبعدين انا عملاها عشان جهازك……. أهوه نكملوه لحد ما يجي نصيبك…..”
ابتسمت سمر باستياء معقبه….
“جهاز اي بس يازوزو… انتي شايفه العرسان مترصصين على الباب…..”
ردت والدتها بحنقٍ منها…
“ماهو لو تبطلي تطفشي فيهم هيقفه صف طويل
على الباب……”
“مش هينفع جواز دلوقتي اما احمد يخلص الجامعة الأول ويشتغل…”
ردت والدتها بضيق اكبر منها….
“ملكيش دعوة باحمد ربنا هيكرم من عنده….
وبعدين انتي عايزه إيه بعد سته وعشرين سنة
من غير جواز ….”
ردت بالامبالاة مُبسطه الأمر….
“اكمل التلاتين وربنا يسهل…..”
صاحت امها بوجه مكفهر…
“والله ما يحصل لازم أجوزك قبل السنادي ما تخلص….”
ضحكت سمر باستخفاف..
“هتروحي تدللي عليا ولا إيه ياماما…..”
برمت والدتها شفتيها وهي تقول بفخر وصلف الأم……
“ادلل فشر….. انتي مش شايفه نفسك ولا اي
ياسمر… دا انتي لو شافك بيه مالو هدومه
هيمسك فيكي بايده وسنانه….. ”
قالت سمر باستنكار من وسط ضحكتها المفعمه بالانوثة …..
“بيه مرة واحده ؟…. والله كلامك ده اللي بيخليني ارفض العرسان كلها لأجل انتظار البيه المحترم ده….”
ردت والدتها بتأكيد لابنتها….
“هيجي….. اصبري ومصيره يجي……” سكتت
والدتها قليلاً ثم قالت بأمر….
“روحي ياسمر بقه البسي عشان تودي لام إبراهيم فلوس الجمعية…..”
نهضت سمر وهي تقول بامتناع حقيقي….
“بلاش انا ياماما……. انا….”
صاحت والدتها بأمر حاد….
“انجري يابت البسي هدومك هو انا هتحايل عليكي……اديها الفلوس من على الباب وتعالي… ”
……………………………………………………………
اخرجت تنهيدة عميقة وهي تقف امام باب شقته
نظرت للباب المغلق للحظات بتردد ثم ارجعت
شعرها للخلف ونظمت انفاسها وهي تقول لنفسها…
“مالي كده متوتره كده ليه….. ممكن ميكونش جوا أصلا…..” تنحنحت وهي تتمتم بارتياب…
“هدي لامه الجمعية من على الباب وهنزل سهله يعني !….”
أخيراً تحركت قبضة يدها واطرقت بهم على زجاج الباب ذا الشكل الطرازي القديم به شيءٍ من ايام الخير الذي ولى مع الأحباب…..
بعد ثواني فُتح الباب وطل منه الضخم فارع
الطويل حاد الوسامة.. يرتدي طاقم رياضي كحلي وشعره فوضوي وغير مرتب حتى لحيته زادت لتعطي له هيئة اكثر هيبة وانجذاب !….
بلعت ريقها بتوجس وهي ترى اندهاش عينيه من رؤيتها، وقد اختفئ الاندهاش في لحظة ليحل
معه التأمل الوقح على جسدها وتدقيق بها بكل
شبر من مفاتنها وكأنه يدرسه لسببٍ ما….
تحدثت سمر بتوتر بعد ملحمة النظرات المبهمة بينهم….
“امك هنا ؟…..”
رفع عيناه عليها بعد ان كان يطوف على جسدها بخبث… ثم حينما التقط سودوان عينيها
الصريحتان بجمال خلق لتأمل فقط….
ضيق إبراهيم عينيه بتسلية وعبث وهو يقول…
“لا مش هنا……ادخلي…..”
عقدت حاجبيها وزادت سرعة نبضات قلبها وبرغم من انتفاض المشاعر لديها الا انها كانت باردة الوجة بصلابة غريبة….. لم ترد عليه بل استدارت لتغادر
ولكنه مسك يدها وجذبها برفق إليه وهو يقول…
“انتي بتقفشي بسرعة ليه…. الحاجه جوا ادخلي…”
سحبت يدها ن بين يده وهي تقول بحدة….
“آخر مره ايدك تتمد عليا……..”
لم تغيب الابتسامة عن محياه وهو يسألها…
“ماشي ياشبح…..أهدي بقه مكلتش منك حته….
المهم انتي عايزه امي في إيه.؟….”
ردت عليه باختصار مقتضب..
“الجمعية….”
ابتسم على ملامحها الحانقه منه…ثم قال بتسليه وبنبرة ذات معنى…..
“مع اني مبحبش حوارات الجمعيات دي…بس شكلي كده هحبها……..”
سألته سمر بتردد
“اشمعنا يعني….”
رد بصوتٍ أجش…..
“بتجيب حاجات حلوة كانت وحشانا…..”
“باين……”غمغمت بعتاب….
ارتاح قلبه من تلك الكلمة فهي تعني له الكثير والكثير…….رد عليها بمصدقية جميل…..
“باين أوي…….انك على البال…..بس احنا اللي اتحذفنا باستيكه……”
“تقصد إيه…..”رفعت عينيها عليه بارتباك….
ضاع في سواد عيونها وهو ينفي الأمر بصوتٍ
هادئ
“ولا حاجة ياشبح…………نورتي البيت…..”
ردت سمر باقتضاب
“شكراً….”
رفع عينيه لفوق وهو يخبرها بخبث…
“الشقه اللي فوق دي بتاعتي على فكرة جهزه من كل نقصها العفش والعروسة…والعفش مقدور عليه بس العروسة……”
قاطعته سمر بفظاظة….
“نبقى ندرولك على العروسة….”
عقب بسخط معاتباً…..
“تدوري وانتي موجودة دا حتى عيب في حقك….”
هتفت بخجل صارخ اشتعل بكامل وجهها في لحظة….
“وبعدين معاك يابراهيم……”
زادت خفقات قلبه سرعة وهو يسمع صوتها الانثوي المغري يلفظ أسمه بدلال…..بها شيء كالنعيم لن يدخله إلا قديسً……من أين أتيتِ ولماذا انتِ بتحديد
لستِ نوعي المفضل ولا أحب التمرد وشراسة النساء
بل افضل المرأة الناعمة الهادئة البريئه التي تتشكل على يداي وتكن تحت طوعي لا العكس….انتِ عكس كل ماتمنيت وبرغم من ذلك تروقي لي كرجل ويتمناكِ قلبي مهما انكرت ذلك بل وتظلي تزوريني في أحلامي بصورة تهلك اي رجل وتزيدي على اثارها اصراري على امتلاكك والاحتفاظ بكِ باحضاني على فراشي تحمل رؤوسنا نفس الوسادة !…….
أخيراً تحدث ابراهيم قائلاً بصوتٍ مبهماً….
“ادخلي الحاجه قعده جوا…….”
ترددت سمر في دخول وهي تقول باعتراض….
“لا………..يعني خد اديها الجمعية عشـ……”
قاطعها ابراهيم بجديه قائلا….
“متخفيش ياسمر……انا مبحبش غير الحلال…..
ادخلي ادهالها…….هي جوا… “ابتعد عن الباب وتركه مفتوح لها ثم اختفى من امام عينيها لتسمع بعد ثواني صوت رقيق لسيدة في سن والدتها تنادي عليها بترحيب لطيف للدخول واغلاق الباب
خلفها……
اغلقت سمر الباب وخطت بهدوء وحرج للشقة الكبيرة…كانت مساحتها توازن مرتين من الشقة التي
تعيش بها……فرشها بسيط دافئاً وأيضاً يفوح منها رائحة طيبة يمتزج بها روائح اعواد البخور
المعطرة كالمسك والعنبر ……
لاحت على شفتيها ابتسامة اشتياق هذا البيت بالتحديد دفئه وهيئته ورائحة البخور به يذكرانها ببيت جدتها القديم والذي ولى ككل شيء بعد وفاتها…..
وجدت سمر سيدة كبيرة بعمر والدتها او اكبر بشوشة
الوجه هادئة الملامح ذات ابتسامة لطيفة أفصحت
عنها اول ما رأت سمر لترحب بها بمحبة….
“تعالي ياسمر ياحبيبتي تعالي….بسم الله
ماشاءالله……زي القمر ياسمر….اي الحلاوة دي خراط البنات خرطك مظبوط وبقيت ست البنات…..”
ابتسمت سمر بحرج وظلت تختلس النظر حولها فلم تجد احد معها في هذا الصالون البسيط إلا والدته
التي تثرثر بشكل يزيد حرجها ، لكن لا بأس تاقلمت
على الوضع امها بنفس طباع تلك الخالة الطيبة !…
“قعدي ياسمر وقفه ليه….” اشارت لها السيدة بالجلوس….
جلست سمر على اقرب اريكه بحرج وبجوارها جلست والدته…..
ربتت السيدة على كتفها بحنان وهي تقول…
“تشربي إيه ياحبيبتي…..”
“لا ولا حاجة….. اتفضلي فلوس الجمعية…..”
اخذت منها المال ووضعته في صدرها بطريقة
شعبية وهي تقول لها بجدية….

 

 

 

 

“والله ما ينفع لازم تشربي حاحة…. اعملك قهوة…”
اخبرتها والدته (نوال) وهي تقرب عدة القهوة منها المكونة من موقد الكيروسين والركوة التي تغلى بها القهوة والاقداح البيضاء للتقديم…….
توسعت ابتسامة سمر وهي تقول بعفوية….
“انتي بتفكريني بجدتي اوي…..كان عندها نفس
وابور الجاز النحاس والكنكه بتاعته…..وميحللهاش القهوة غير من عليه…..ياما عملتلها عليه احلى قهوة……..”
ضحكت السيدة ببشاشة وطيبة وهي تقول
بمحبة…..
“حكمتي على نفسك……اعمللنا دورين قهوة
ودوقيني من ايدك وانا بقه احكم بنفسي……”
ابتسمت سمر وهي تميل لتبدأ عمل القهوة بصمت كما تعملت في سابق من جدتها الحبيبة….
“ممكن اقرالك الفنجان كمان……”
“بتعرفي…..”
ردت سمر بايماءة مؤكدة…
“طبعاً والكف كمان…..”
مسمست السيدة بشفتيها وهي تقول باعجاب..
“ونبي شاطرة وتعلمتي الحاجات دي منين ياسمر…”
ردت سمر وهي تعد القهوة….
“جدتي كانت غاويه….وخلتني زيها غاويه الموضوع بس على الطاير يعني عشان سمعت انه حرام…..”
تغيرت ملامح وجه نوال بقلق وتوجس وهي
تسالها…
“هي جدتك كانت بتعمل اعمال……ليها في سحر يعني… ”
عقدت سمر حاجبيها وهي تخبرها ببساطة….
“لا طبعاً….ليه بتقولي كده…..جدتي حجه بيت ربنا تلات مرات……ومش معنى انها كانت بتقرأ الكف والفنجان تكون بتعمل اعمال….دا شرك بالله….”
ردت السيدة بقلق حقيقي منها هي !…
“سمحيني ياسمر يابنتي اصلي بخاف من الحاجات دي…. ”
حاولت سمر الهدوء وهي تقول بحرج….
“تحبي امشي يام إبراهيم…..”
اوقفتها السيدة وهي تصحح خطاها بلطف….
“اخص عليكي ياسمر… قعدي يابت مكنشي سؤال اللي ما يعرفك يجهالك وانا لسه بتعرف عليكي…. وعلى فكرة انا حبيتك ورتحتلك اوي سوى انتي ولا
أمك…. ست طيبة وغلبانه وبنت أصول…..”
“تشكري…. ربنا يعزك…….” تمتمت بتلك الكلمات وهي تصب القهوة…….
وبعد مدة قلبت سمر فنجان السيدة ثم رفعته بعد لحظات لتدقق في خطوطه الرفيعة على جدار القدح ترتسم بعض الرموز ، و أرقام تشير إلى بعض الاشياء بحيات الإنسان كما علمتها جدتها…. أشياء مبهمة معظمها شيءٍ مؤكد حدوثه والقليل منها يكن سر انجذاب المرء لقراءة طالعه في الفنجان…..
“ها ياسمر باين إيه…..”
ابتسمت سمر وهي تقول….
“كل خير….. كل الرموز بتأكد ان حياتك هتفضل
ثابته ومش هيحصل فيها اي تغيرات …”
قالت نوال بلهفة وهي تنظر معها في باطن القدح بحيرة…..
“مفيش فرح ياسمر…..”
نظرت سمر للقدح وهي تخبرها بتركيز…
“في فرحه……”
نفس اللهفة ظهرت في نبرة نوال وسألتها….
“قريبة…..”
دققت سمر في الفنجان وهي تقول بقلق….
“لا باين انها بعيدة……”
ضربت فجأه السيدة على فخذيها وهي تقول بحزن مفاجئ…
“لازم تكون بعيدة….ماهو مش راضي يطوعني ويتجوز بنت عمه…..الله يهديك يابني ويسامحك على حرقة دمي دي…..”
سالتها سمر بأستغراب….
“هو انتي بتكلمي على مين ياطنط…..”
اومات السيدة وهي تقول بحزن منه…
“هو انا حلتي غيره…..إبراهيم طبعاً…مش راضي يريح قلبي ويتجوز بنت عمه قال إيه صغيرة ولو
كان اتجوز كان خلف ادها……اي يعني فرق
سبعتاشر سنه…..طب مانا بيني وبين ابوه اكتر من
اتناشر سنة فرقت اي يعني واديني اهوه معاه عشرة يجي سته وتلاتين سنة….ربنا يخليك ليا ياحاج راضي ولا يحرمني منك ابداً…..ويطولي في عمرك ياغالي….. ”
وبرغم من فوران صدرها بحرقة النيران الخفية التي اشتعلت فجأه بعد معرفة نية والدته في زواجه من ابنة عمه إلا انها ابتسمت بعد دعوة السيدة البشوشة لزوجها ولمعة عينيها المشعة بعد ذكر اسمه وكان ما بينهم لم يمحى مع مرور السنوات بل انه يزيد
ويتسع كلما زادت سنوات العشرة وتعلق……
اكملت والدته وكانها وجدت أخيراً ما تبوح به لأحدهم…
“تعبت معاه ياسمر يابنتي اجيبه يمين اجيبه
شمال وهو ولا هنا.. وكانه معمله عمل…. بيني
وبينك انا نفسي اجوزه حبيبة مش بس عشان
سنها صغير لا… قطه مغمضة لا راحت ولاجت هيعرف يشكلها على ايده يقولها يمين يمين… شمال شمال… مش زي بنات اليومين دول مفتحين وعنيهم يندب فيها رصاصه….. وبذات البنات اللي بيشتغله بوريه منهم بوريه….. وعيين وعرفين كل حاجة الواحد ميعرفش ياخد منهم لا حق ولا باطل…..
قال صحيح ياسمر انتي قعده في البيت
ولا شغاله……وعندك كام سنه كده… ” انهت
حديثها بسؤال محدد….
بلعت سمر ريقها بتردد بعد الاسئلة المصاحبه لنظرات القوية من تلك السيدة غريبة الاطوار… ردت ببساطه هادئه أخفت كل ما تستشعره الان….
“عندي سته وعشرين…. وشغاله في بيوتي سنتر….”
سالتها بعدم فهم….
“يطلع اي ده يعني…”
ردت سمر بخفوت من نظرات نوال الغريبة وكانها تعمل في شيءٍ ممنوع….
“كوافير……..”
برمت السيدة شفتيها بعدم رضا…
“شغاله كوافيره يعني… فتله… وصبغه… وكوي…”
برغم من لمحة الاستهجان المقرؤة بصوتها الا ان سمر قالت بمرح لذيذ….
“ايوا ياطنط…. انا شاطره في الحاجات دي لو عايزه
انا ممكن اعملك….”
تغيرت ملامح السيدة المشدودة وقد ضحكت بحرج قائلة…..
“انا…… لا انا كبرت على الحاجات دي خلاص…”
ردت سمر بطبيعتها الجريئة وطريقة الإقناع التي اكتسبتها من عملها على حسب الشخص الذي امامها…….
“كبرتي إيه… والله انتي لسه صغيرة وزي القمر… لو حبى اجيلك في يوم البيت يكون فاضي وعملك
نيلوك جامد… الحاج لم يشوفك هيبطل يطلع من البيت تاني… ويقعد جمبك ياجميل”
احمرت وجنتي السيدة بحرج ولم تتأثر سمر بالجملة وكان الأمر عادياً….. تحدثت ام إبراهيم بحرج…
“لا ياسمر بلاش انا…. خليكي مع بناتي… هما لسه صغيرين وفي عز شبابهم زيك كده تمام…… وياريت يعني لو تيجي يوم الجمعة عندنا سبوع ابن بنتي رحمة جابت انبي حرصه ابراهيم سمته على اسم أخوها… وهي ناويه تعمل السبوع هنا عشان البيت واسع وكبير زي مانتي شايفه ويساع من الحبايب ألف….
لو تيجي تساعدي البنات في المكياج وكوي شعرهم وان شاء الله هرضيكي…..”
ابتسمت سمر بحزن وعقبت….
“انت بتقولي اي ياطنط هتزعليني منك على
فكرة…… على العموم خليهم يحضرو الحاجه وانا هاجي اعملهم اللي عايزينه…..”
انحرجت المرأة من الذوق والرقه التي تتميز بهم
تلك الشابة فقالت بحرج….
“حبيبتي ياسمر مش حبى اتعبك…. بس اعملي حسابك بقه تجيبي امك معاكي عشان تحضرو السبوع معانا ونفرح كلنا ولا إيه…..”
“ان شاء آلله……. عايزه حاجه تانيه مني…..” حاولت سمر النهوض ولكن منعتها نوال وهي تقول بحرج….
“بصراحه آآه… عايزاكي تقراي الكف لإبراهيم.. انا هنادي عليه استني…. عايزه اعرف الطالع بتاعه
إيه…..” خرجت السيدة من غرفة الصالون لغرفة
ابنها…..
تنهدت سمر بضيق وشعرت بنغزة حادة في صدرها…مررت يدها على صدرها بلطف وهي
تواسي نفسها وترشدها للصواب…..
“دا بذات لا…….دا بذات لا…..”وكانها تريد اقتلاع تلك المشاعر قبل ان تنمو وتتكاثر بداخلها…. لا تزال نبته
صغيرة بداخلها يجب ألا ترعى بل تموت باحديث
امه وتفكيرها العطب ان اي شابة تسعى للقمة العيش تكن انثى عديمة الأخلاق…..

 

 

 

 

ربما هناك اشياء تتغير في المرأة التي تخرج كل
يوم للعمل لكنها ليست أشياء سيئه بل هو
الإدراك…….ادراك الحياة التي يراها البعض
غير مهم معرفتها خصوصاً ان كنتِ امراة !…..
ربما السيدة محقه ، وربما لا…هي واثقه انها اكتسبت اشياء مع سنوات العمل وخسرت أشياء مع مرور الوقت ، أشياء لا تريد ان تستردها حتى بعد معرفتها بها !….
………………………………………………………
دخلت والدته الى غرفته فوجدته يقف في نافذة الغرفة ينفث سجارته بشرود وعينيه القاتمة
تطوف في عالم آخر.. انتبه لصوت باب غرفته
يغلق فأدار وجهه لامه وهو يسألها بهدوء…
” اي مشت الضيفه؟…. ”
ردت امه بابتسامة حنونه…
“لا لسه كانت عايزه تمشي بس انا خليتها تستنى
لحد ما تقرألك الكف….”
سالها ابراهيم بصدمة….
“تقرأ الكف؟…….. سمر؟….”
لم تنتبه والدته للفظ اسمها على لسانه بل ردت
ببوح…
” بتقرأ الكف والفنجان كمان….. بت جدعه اوي وطيبه….. ”
انتبهت كل حواسه نحو أمه وهو يسألها بنبرة عادية تخفي اضطربات جسده داخلياً….
“اي رايك فيها….”
لم تغيب ابتسامة امه وهي تجيب عليه ببساطه….
“مانا لسه بقولك جدعه وطيبة وروحها حلوة…. بس يعني عيبها انها جريئه حبتين… برغم اني مبحبش البنات اللي من نوع ده الا اني حبتها بسرعه وارتحت في الكلام معاها……”
شردت عيناه في مكان اخر وهو يغمغم
بصوتٍ خافض….
“يعني مش انا لوحدي……”
سالته والدته باستفهام…
“بتقول حاجة يابراهيم….”
“لا ياحاجه سلمتك……. طب يلا بقه نطلع عشان الضيفه تقرألي الكف…..”
عقدت والدتها حاجبيها بغرابة…
“سبحان من غير أحوالك يابني… دا انا قولت انك مش هترضى تطلعلها……”
رد بعفوية…..
“ماهي مش اي حد……”
توسعت اعين امه بقلق حقيقي وهي تساله بشك…
“معنى اي كلامك ده يابراهيم….”
هز راسه بنفي وهو يتقدم من باب غرفته قائلا بعجله يخفي بها جملته العفوية…..
“ولا حاجة…. يلا بس عشان اتأخرنا…..”
…………………………………………………………
دخل إبراهيم الصالون فوجدها تجلس على الاريكه بهدوء تنتظره…. تنحنح بخشونة وهو يقترب
منها…
انتبهت سمر لوجوده فعقدت حاجبيها بتوجس وهي تراه يجلس على المقعد المجاور للاريكه بل ويمد كف يده الكبير امامها في الهواء وهو ينظر لها بعينين عابثين……
“اتفضلي اقري وخلصينا…..”
نظرت لكف يده الكبير ثم لوجهه الصلب وقالت
بدون مقدمات…..
“فين أمك…..”
ابتسم بتسلية وهو يقول بخشونة ….
“اسمها الحاجه نوال….او أم إبراهيم….. مش فين
أمك….” قلد صوتها ببشاعة….
عبث وجهها وهي تساله بنفاذ صبر…
“ايوا الحاجه نوال فين برضو… ”
اجابها ببساطة……
“بتعملنا حاجه نشربها….المهم بتعرفي تقرأي الكف
ولا بتحوري……”نظر لها بتشكيك من قدرتها….
ردت باستنكار…
“بحور؟…..طب هات ايدك ونشوف…..”
قرب كف يده واسندها على ذراع الاريكه لتبدأ هي بنظر اليها بتركيز وسبابتها اصبعها تسير على الخطوط كفه الرفيعة بحذر…….
ابتسم ابراهيم وهو يتاملها عن قرب وحاول العبث قليلاً معها فقال…..
“أوعى تكون بتحضر ارواح ياشبح نموت كلنا….”
ابتسمت عنوة عنها وهي تنظر لكف يده وعلقت بجرأه على تلامسها لكف يده……
“ايدك خشنة اوي……”
رد عليها ببساطة…..
“من الشقه وحياتك…….ها لقيتي حاجة؟….”
ابتسمت بعذوبة وهي تقول….
“في رزق كتير مستنيك…..حاجة حلوة كده هتجيلك هتغير كل حياتك……”
قال بمداعبه صريحة اليها…..
“الحلو كله جه………وقعد قدامي…..”
اخبرته بحنق جريئاً وعيناها متعلقه بعينيه
الماكرة…
“ممكن تتلم شويه……”
فلتت من بين شفتيه ضحكه عفوية وهو يعقب
باستغراب حقيقي….
“يخربيت لسانك…..سبحان من صبرني عليكي….”
لم ترد عليه بل حاولت بلع ضحكتها الخائنة وهي تنظر لكف يده ولا تزال لمست اصابعها تفعل به العجب …..قالت سمر بجدية
“وبنسبه للجواز…..”
رد بمزاح فهو لا يأمن بتلك الترهات وانما خرج فقط لرؤيتها والجلوس معها قليلاً فتلك الفرصة لن تتكرر كثيراً….
“ايوا امته بقه الجواز…..”
ردت بقلق وهي تنظر لكف يده……
“معرفش بس باين ان بعيد شويه…..”
نظر لها بحيرة وسالها……
“مالك قلقانه كدا ليه….شايفه حاجه انا مش شايفها…..”
ردت سمر بنفي جاد بعد ان ابعدت اصابعها
عن يده…
“لا أبدا….الموضوع كله تسليه… العلم عند الله…”
لمعت عيناه وهو يتفقده ملياً قائلاً بهدوء…
“ونعم بالله اهو ده اللي كُنت مستنيه منك من
ساعة ما مديت ايدي ليكي……بس اتأخرتي على
ما قولتيها…. ”
هزت راسها وهي تخبره ببساطه…
“متاخرتش ولا حاجة…انا بحب الموضوع بس مش بتاجر بيه…… ومش بعمله غير للحبابيب…..”
قرب راسه قليلاً نحوها وهو يقول بمراوغه….
“وانا من الحبايب دي ياشبح…..”
بلعت ريقها بتردد ونفت الأمر بخجل ….
“لا طبعاً انا قصدي على طنط ام ابراهيم…..”
نظر لعمق عينيها السوداء ذات الامعة
الجبارة وعقب بنفس المرواغه الذكورية….
“وابراهيم مش من ضمن الحبايب ….”
احتدت ملامحها من طريقة المراوغه تلك واخبرته بصوتٍ معاتباً بحدة…..
“اي حكايتك يابراهيم….على فكرة انا مبحبش الراجل الملاوع…”
رد عليها بابتسامة تشع بالاعجاب نحوها…..
“وانا قولتلك اني بحب الحلال…..”
ضيقت عينيها في خطين مستقيمين عابسين
وسألته بارتياب…
“واخرتها….”
رد بايجاز اربكها…..
“انا وانتي عرفين اخرتها……..”
نهضت فجأه وهي تحاول الهروب من امامه ليس فقط بسبب كلماته المرواغه التي بها لمحة من الغزل والمداعبة الصريحة بل ايضا من تعري مشاعرها امامه ، وكانه قراء ما تعجز هي الاعتراف به لنفسها……
“ابراهيم………انا لازم أمشي…….”
تركها تفتح الباب وتخرج منه، وظنت هي انه لن يلحق بها لكن صوته اتى من خلفها بدون مقدمات قائلاً بامتلاك لذيذ……
“اعرفي انك بقيتي تخصيني…….”
توقفت عن هبوط درجات السلم ورفعت عينيها عليه
بتردد وقلبها ينبض بقوة تكاد تشعر بنغزات الألم
بسبب سرعة خفقاته حتى جسدها تيبس مكانه

 

 

 

 

وهي تتطلع عليه ويدها تستند على سور السلم الصلب وكانها تستمد منه تلك الصلابة التي غادرة وتركتها في تلك اللحظة تحديداً سمعته يكمل
بنفس النبرة الخشنة الجادة وبصوت هادئ
رغم شدته….
“بقيتي تخصي ابراهيم راضي…..تخصيني وافتكري الجملة دي كويس…..عشان مش هكررها كتير….”
خانتها الإبتسامة وخرجت على محياها تاكد
حديثه عنوةٍ عنها وكانها توقع معه عقد
امتلاكه لها….
سيمتلكها رجلاً قلبٍ وجسداً وليس اي رجل
انه ابراهيم راضي علوان ، لماذا انتَ بتحديد؟
ولماذا يخضع القلب اليك بكل هذا الرضا
الغريب؟…..
وفي غمرة الضياع وجدتك !….

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غمرة عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى