روايات

رواية غرام العنقاء الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم داليا أحمد

رواية غرام العنقاء الفصل الثاني والعشرون 22 بقلم داليا أحمد

رواية غرام العنقاء البارت الثاني والعشرون

رواية غرام العنقاء الجزء الثاني والعشرون

رواية غرام العنقاء
رواية غرام العنقاء

رواية غرام العنقاء الحلقة الثانية والعشرون

ولما كان كثير من الأبالسة يظهرون في صورة الإنسان، فليس يليق بالمرء أن يمدّ يده لكلّ يد.
– جلال الدين الرومي
– انتي هتتجوزي مديرك في الشركة ؟
ردت بحدة :
– وانت مالك
اردفت بتساؤل بإستغراب :
-وبعدين عرفت ازاي اصلا ؟
قال بنبرة غيرة واضحة:
-من البيدج بتاعة حضانة بنتك … حد منزله و الفيديو بتاعك معاه جايب ملابين المشاهدات.
ثم صفق تصفيقا رتيبا:
– برافو .. ده طلع رومانسي أوي .. زي ابطال الروايات والافلام زي ما كنتي بتقوليلي

 

زفرت بضيق :
– انت عاوز ايه ؟
رد بتلقائية:
– هتتجوزيه ؟
رفعت ظهر يدها أمامه لتظهر بقوة لتظهر الدبلة التي اشتراها لها نديم عندما تقدم لخطبتها فهتفت قائلة :
– مش شايف الخاتم والدبلة !! و اه هتجوز فيها حاجة ؟
قاطعها بعصبية :
– اه فيها ..
اتسعت حدقتي عيناها بدهشة.. ليردف سامح محاولا استدراجها :
– كاميليا انتي بجد عاوزة تقنعيني وتقنعي نفسك انك قدرتي تتخطي انفصالك عنك.. قدري تنسيني بسهولة كده؟ تنسي اول حب في حياتك اللي اتخطبتيله وانتي لسه في أولى جامعة … تنسي جوزك اول حد لمسك … واول حد حضنك .. ببساطة نسيتي كل ده ؟؟
كاميليا بلا مبالاة:
– انت عاوز ايه يا سامح ؟؟
تنهد سامح وأخذ يفكر:
– انا ممكن ارجع لك رغم اللي عملتيه فيا زمان .. بس نرجع عشان بنتنا .. وعشان نربيها سوا … و اوعدك ان انا مش هعمل اللي عملته قبل كده.. انا بصراحة مش قادر اتخيل فكرة انك ممكن تتجوزي حد غيري

 

قهقهت كاميليا ضاحكة :
– حضن ايه و اول لمسة ايه اللي انت بتتكلم عليهم !!!
لتردف باشمئزاز:
-يا سامح ده انا كل ما افتكر انك لمستني بكره نفسي وبكرهك اكتر… بستحقر نفسي أنك أنت كنت اول حد … حضنك اللي بتتكلم عليه ده عمري ما حسيت فيه بالأمان..
لمستك ليا دي نسيتها من يوم ما طلقتني… نسيت اصلا أني اتجوزت..
لتلك الدرجة تكرهه يا الهي !!
انتفض سامح بغضب معترضاً:
– مانا بصراحة كده مش قادر اتخيل ولا اتقبل ان ممكن حد غيري هيمسك ايدك ويحضنك وتتجوزي بعدي كده عادي
اتسعت حدقتي عيناها بلون البحر بصدمة
هذا الرجل كل مرة ينطق بها بحرف يثبت لها أن ربها نجدها منه!
ما هذه الأنانية التي مزروعة به
اللعنة أنه اسوء مما تتخيل
صرخت كاميليا به باندفاع:
– نعم ؟.. مش قادر تتخيل ولا تتقبل اني هتجوز حد بعدك ! و انت تتجوز غيري وتمسك ايديها وتحضنها ده عادي !!
تظلمني وتطلقني ده عادي !!

 

ده ايه الأنانية والقرف اللي انت فيه ده … انا ازاي مكنتش شايفاك كده…ازاي كنت عامية كده…ازاي انت كنت ملاك اوي كده في الخطوبة وظهرت حقيقتك البشعة انت واهلك بعد الجواز
همس سامح بتبرير :
– كاميليا انتي السبب .. انتي اللي كذبتي عليا ومكنتيش بتروحي الكلية و…
كزت كاميليا على أسنانها وهي تتمتم :
– انت لسه غبي … لسه زي مانت .. لسه لسه اناني وغبي
قاطعها باعتراض :
– كاميليا انا مسمحلكيش تغلطي فيا
زمت شفتيها بغضب شديد:
– تسمح ولا متسمحش انا عايزة امشي … ياريت تغور من قدامي عشان لما بشوفك بتعصب
طلب منها بأدب:
– طب ممكن اشوف بنتي
هزت رأسها بنفي :
– مش هتشوفها … هي كمان مش عايزاك … عشان انت متستاهلش تكون اب … متستاهلهاش اصلا … ياخي ده من عقاب ربنا لك أن بنتك تقول مش عايزاه من غير ما حد يقولها كلمة عليك…. شوف ربنا عمل ايه !!
لتردف بفخر :
-و شوف ربنا عوضني ازاي ؟
هتجوز واحد مش هقولك أنه ارتبط كتير ببنات قبلي ولا خطب حتى واحدة قبلي … لا محصلش
ده انا هتجوز واحد مقالش لواحدة قبلي كلمة بحبك !
قاطعها بصوت حازم:
– بتحبيه يا كاميليا !

 

ردت بتلقائية :
– كلمة بحبه دي شوية عليه … هو انت مين فهمك يا سامح أن انت الراجل المبهر الواو اللي الواحدة تفضل عايشة على ذكراه … انا نسيتك من اول شهر !
لتردف بقرف:
-وعن اذنك بقى عشان معليش صوتي واعملك فضايح في الشارع
سامح بتهديد :
– ماشي يا كاميليا بس يكون في علمك لو اتجوزتي أنا أقدر اخدها
هزت كتفيها بلا مبالاة وهي تشاور إلى سيارة أجرة تركبها حتى تصل بسرعة إلى العمل .. فهذا الحقير عطلها:
– متنساش أن ماما موجودة يعني الحضانة بتاعتها هتتنقل لماما..
– ومتنسيش بقى أن انا من حقي ارفع قضية رؤية للبنت واكسبها بسهولة ومن حقي اشوفها
ابتسمت كاميليا قائلة بنبرة شيطانية :
– وماله ارفع…بس انا قصاد ده هرفع عليك قضية نفقة عن اخر سنة مرت وانك مصرفتش جنيه واحد على البنت… معلش انا عارفة أن دي من الحاجات بتوجعك…الفلوس
اهتزت حدقتي سامح بتوتر فهي لعبت على الوتر الصحيح
لتضيف بحرقة:
-مع أن العدل اللي بجد انك تصرف كل جنيه اتصرف عليها…بس هعمل باللي مسموحلي اقدر عليه
– كاميليا على فكرة ده ظلم…انتي كده بتحرميني من بنتي الوحيدة اللي عمري ما هعرف اجيب زيها
– معلش انا ظالمة…
إذا كنت لا تحترم أفكاري وأحلامي و دراستي وتعمل معي على نجاح كل شيء وانك مستعد لدعمي في اكتر الأوقات احتياجا ، فلا تسأل عني ، ولا تجعل نفسك وغدًا في عيني أكثر من ذلك..
عزيزي .. إذا لم تحدق في وجهي قط وتوغلت في أعماقي وأدركت على الفور أنني لست على ما يرام ، فلا تسألني عما يحدث بداخلي على الإطلاق.
إذا لم تكن المنقذ ، الملجأ ، المخبأ السري لأشيائي ، الوسادة الأكثر دفئًا والمنزل الذي يناسبني فقط … لا تخبرني باسمك.. لا تذكرني بنفسي
يجب أن تختفي من عالمي ومن كل شيء حولي
لتتركه وهي توقف اقرب سيارة أجرة امامها فهو اخرها عن عملها .. فتعالى صوت اغنية “بأمارة مين” لـ فريد
“بقى جاي تقول نفتح باب ليه سنين مقفول
معلش ما فيش في ايدي حلول تنفع ترضيك

 

بامارة مين افضل هنا حتى دقيقتين
ده ثقيل على قلبك اتنفس هوا بيطير حواليك
لو جاي في رجوع انساني
شوف لك موضوع ثاني
ارجع ليه للي اذاني
وعليّ بإيه
ما تقلبليش في مواجع
وقتك ده خلاص بقى ضائع
مش لاقي قلبي انا في الشارع
على شان ارميه
لو جاي في رجوع انساني
شوف لك موضوع ثاني
ارجع ليه للي اذاني
وعليّ بايه”
________________
دلفت كاميليا إلى مكتبها لتجد أمامها هند واقفة امام باب المكتب ترمقها بنظرات ماكرة هامسة :
– هو انتي فاكرة ان مستر نديم هيتجوزك فعلا؟
ابتسمت كاميليا باستفزاز:
– ميتجوزنيش ليه يا هنود؟
ابتسمت هند وهي ترد بحقد :
– يعني واحد زي مستر نديم ده متجوزش قبل كده .. ف طبيعي يتجوز واحدة متجوزتش قبل كده ومعاها بنت كمان!
ايه يجبره يعمل حاجة زي كده ويشيل مسؤولية مش بتاعته
– اومال يتجوز مين يا حبيبتي؟
اااه واحدة زيك مش كده!

 

اومأت بتأكيد:
– أيوة انا هبقى لايقة ومناسبة ليه
رمقتها كاميليا من أعلى إلى أسفل متفحصة إياها .. لتهمس بنبرة ساخرة :
– دانا بنتي بقالها فترة بتزن عليا عايزاني اشتريلها حرباية زي بتاعة ربانزل ومش عارفة اجيبهالها منين
أضافت بغمزة عابثة:
– طلعت زميلتي في الشركة و واقفة قدامي كمان بنفسها!
صاحت هند بغيظ:
– انتي قليلة الادب .. انا مش عارفة هو خطبك على ايه اصلا!
هزت كتفيها بتبرير:
– مانتي لو تسلكي بس هتعرفي السبب
حذرتها هند وهي تتركها :
– براحتك متصدقيش كلامي بس اللي زي نديم ده مش هيكمل معاكي في الخطوبة اصلا .. هو آخره معاكي خطوبة بس يوصل لهدفه وبعد كده هيرميكي
ردت كاميليا بصوت عال قليلا :
– متنسيش تحضري فرحنا بقى.. هنعزمك على فكرة

 

بينما كاميليا شردت قليلا في كلامها .. أيعقل ان يكون نديم بتلك القذارة
تجربتها القاسية جعلتها تشك بأي رجل
أصبحت لا تثق بهم
_____
كانت تتحدث مع شقيقتها في المساء وهي تقص عليها احداث يومها
هتفت كاميليا فجأة :
– هي اه البت هند دي حرباية بس ده مش معناه إني أتجاهل كلامها
– بمعنى ؟
ردت بحذر:
– يعني مينفعش اسمحله انه يقرب مني ولا يستهبل.. لأن فعلا في رجالة لما بتخطب مبتكملش للاخر
شقيقتها بتذمر:
– يا شيخة ارحمي الراجل بقى بهدلتيه معاكي
– لا فاتن دي الحقيقة معظم الرجالة مالهاش امان..عشان كده اضمن حاجة الواحدة تحط حدود لنفسها مينفعش يتعداها
قهقهت ضاحكة:
– شكلك ناوية تطفشيه
هزت كتفها بلا مبالاة:
– لو طفش يبقى هو محبنيش بجد
_________
دلفت (ميادة) زوجة سامح إلى شقة حماتها عندما رأت حذائه أمام الباب..
فقررت أن تأخذه معها إلى شقتهم بالاعلى
رحبت بها (سميحة) شقيقة سامح بفضول :
– اهلا يا حبيبتي كنتي فين كده ؟

 

تجاهلتها ميادة .. لتنظر إلى زوجها قائلة بتذكر :
– سامح حبيبي .. متنساش تكلم البنت اللي بتيجي تنضف عشان تيجي
شهقت سميحة باعتراض :
– ياختي ايه حكاية البنت اللي بتيجي تنضف اللي بتجيبيها دي !
ثم اردفت بنبرة ساخطة:
-هو انتي على إيدك نقش الحنة واحنا منعرفش؟
ردت ميادة بإستفزاز وهي تستعرض يديها امامها :
– لا يا حبيبتي لسه عاملة باديكير ما أنتِ شايفة
ابتسمت ساخرة وأخبرتها بفخر:
-ياختي ده انا مقدرش اجيب حد .. ده انا بمسك شقتي وشقة حماتي انضفهم لوحدي
ألقت ميادة نظرة فوقية على سميحة ثم جلست بتأفف:
– وحياتك بـ 300 جنيه بجيب مرات البواب اللي جنبنا تيجي تظبطلي شقتي كلها
زفرت سميحة بغيظ:
– اومال لو بتنضفي شقة حماتك بقى !
ياختي ده ايه النسوان الباردة دي.. ده انا بمسك شقة حماتي يومياً كده ايدي في ايدها
أحنت رأسها في أسف ساخر:
-سوري يا حبيبتي انا مش شايفة نفسي خدامة !
لتضيف وهي تهز كتفيها ببساطة:
– لو انتي شايفة نفسك خدامة دي حاجة ترجعلك
صمتت سميحة ولم تجيبها فـ ميادة الوحيدة التي تعرف تخرسها جيداً
لتنظر ميادة إلى زوجها .. هدرت بصوت صارم :
– سااااامح .. هو انا مش منبهة عليك يا حبيبي متنزلش بعد الساعة 8 !
اهتزت حدقتي سامح قائلا بتبرير:
– معلش يا حبيبتي انتي اتأخرتي بس وسميحة اتصلت عليا انزل اقعد معاها لما جت
تأففت ميادة وقالت:

 

– ما هي على طول سميحة اختك بتيجي ايه الجديد !
هتف سميحة بغضب بها:
– ياختي ده نازل عند أمه هو يعني نازل عند حد غريب ؟
تجاهلتها ميادة وهي تنظر إلى زوجها قائلة بصرامة:
– سامح يلا وكلامنا فوق في شقتنا
أومأ سامح بإيجاب:
– حاضر يلا نطلع
صرخت به سميحة:
– وانت ازاي تسمحلها بكده !
تجاهلوها ولم يرد عليها أحد وما أن خرجوا من باب الشقة.. بينما خرج شقيقها الصغير (سميح) من المطبخ هو و أمها وعندما علمت أن ابنها غادر الشقة تضايقت فهي شبه لا تراه يا الهي !
سامح ابنها وحبيبها لا تراه الا بمواعيد !
لا تحدث ابنها بعد مرور الساعة 8
بسبب زوجته
همست امها بضيق:
– برضو سامح ملحقش يقعد
صاحت سميحة بغيظ:
– ادفع نص عمري واعرف بنت الكلب دي عاملة لاخويا ايه بيسمع كلامها كده ومستحملها!
أجابها سميح شقيقها بنبرة ساخرة:
– ادفع انا بقى عمري كله واعرف جوزك مستحملك ليه !
صرخت به سميحة بغضب مدافعة :

 

– انت سافل يلا.. انا حتى غلبانة قصاد البت دي.. اللي مستغرباه ان سامح مكنش كده ده كان ممشي كاميليا على العجين متلخبطوش
ابتسم سميح بغموض :
– ده ذنب مراته الاولى … اقسم بالله كان متجوز ملاك وانتوا مش حاسيين بيها
ارتفع حاجبي أمه بدهشة :
– ملاااك! ولما هي كانت ملاك طلعت عينيها ليه يا حبيبي… كنت بتخليها تكويلك هدومك ليه!!
رد سميح بقوة:
– أيوة بس على الاقل مروحتش اتسبب في طلاقها زي ما ناس كده عملوا !
اتسعت عينا سميحة برعب :
– اسكت متجيبش السيرة دي قدام اخوك متنساش أنه ميعرفش الحقيقة دي
ثم اردفت وهي تتناول هاتفها :
– لما اشوف صور خطيب البت كاميليا.. مش عارفة وقعته ازاي دي!
بحثت عن “نديم” وشاهدت بعض الصور .. فوقعت أمامها صورة صدمتها بشدة !
تهللت أسارير سميحة وكأنها عثرت على كنز:
– انا اتصل على سامح عشان عايزاه ضروري..بس هرن عليه من تليفون أمي عشان الحرباية مراته قال عاملاله ميعاد معين ميكلمناش فيه

 

رن هاتف سامح بينما كان يجلس بجانب زوجته في غرفة المعيشة يشاهدان التلفاز.. فأمسك الهاتف بتردد.. لتصرخ به ميادة :
– ساااامح
انتفض سامح بزهق:
– والله دي أمي بس بترن يا حبيبتي اشوفها عايزة ايه
صاحت ميادة بعتاب :
– سامح الساعة عدت 8 وانا منبهة عليك متردش على حد فيهم وكمان مش كفاية عديتلك موضوع انك نزلت بعد 8 دي
أجابها زوجها بتبرير :
– والله يا حبيبتي ده سميحة اختي خبطت عليا وفضلت تنادي وترن الجرس
حذرته زوجته :
– ميتكررش تاني يا سامح وعلى الله اعرف انك رديت عليهم ولا نزلت بعد 8
ليرن هاتفه مرة أخرى ..ابتلع ريقه بضيق فعاود التحدث:
– طب ماما بترن تاني
زفرت ميادة بغيظ:
– اقفل تليفونك ده مش وقتهم تلاقيها اختك الصفرا
صاح سامح باعتراض:
– ميادة متقوليش كده على اختي انا مش بسمحلها تقول عنك كلمة وانتي مش موجودة
ابتسمت ميادة بغموض :
– هي متقدرش اصلا تغلط فيّ ولو حاولت انا هوريها شغلها كويس أوي..وبعدين ما دي الحقيقة يا حبيبي … اختك واخدة الصفار كله لحسابها
لتسأله بتذكر:
– سامح عملتلنا ايه يا حبي في موضوع البنت الحلوة بنتك
رد بحزن:
– مش راضية… بحاول مع جد كامـ
قاطعته بصرامة :
– اياك .. اياك تنطق اسمها…
غمغم سامح بخفوت:

 

– طليقتي.. حاولت برضو معاه ورفض
زفرت ميادة بضيق :
– لازم تشوف حل … متنساش اننا مخلفناش بسبب الحادثة اللي حصلتلك وحتى قبلها انت كنت السبب في الاول لما قولت نأجل وبعدها سافرت وكنت لوحدي مع أهلك .. عشان كده نفسي تجيب بنتك من طليقتك دي.. وتعيش معانا و نربيها..
انا مش هقدر اعيش كده لوحدي من غير عيال..نفسي يكون عندي طفل… ومفيش قدامنا حل غير انك تجيب بنتك تعيش معانا ونربيها لأنك مش هتعرف تخلف تاني… او الحل التاني اني اتطلق منك واتجوز واخلف بس انا مش عايزة اعمل كده…انا برضو ميهونش عليا اسيبك يا حبي
طبطب عليها بحزن :
– أن شاء الله يا حبيبتي بنتي توافق تعيش معايا وترجعلي
رفعت نظراتها له هامسة بحقد:
– بس بنتك حلوة اوي خسارة في امها..
اقترب منها سامح هامسا بنبرة رقيقة محاولا تهدئتها :
– هجيبهالك ونربيها سوا
ابتعدت عنه معاتبة إياه بتأنيب :
– انت اللي غبي .. عشان سيبتها و رميتها وبسببك حياتنا باظت.
_____________________

 

في صباح اليوم التالي
سارت فريدة بثقة و تألق في ممر الشركة.. بينما هند تقف مع محمود تتحدث معه
لتنظر أمامها تسأله :
– مش دي البت فريدة اللي خطيبها ضربها وكاميليا ضربته على دماغه بالجزمة؟
ألقى محمود نظرة على فريدة قائلا:
– أيوة هي ..بس هي بقت سكرتيرة مستر نديم ولا ايه ؟
هتفت هند بغيظ:
– شكلها كده.. اصل بقت هي وكاميليا أصحاب.. البت بقى حظها ضارب اوي .. بقت سكرتيرة نديم مرة واحدة بعد ما كانت في الارشيف
لم تمر ثوان حتى أطلقت (فريدة) صرخة ألم صغيرة عندما سقطت على الأرض وساقها ملتوية أسفلها و حذائها !
يا إلهي! حذائها الجديد قد كُسر
فيما كانت هند تضحك بشدة هي وموظفات أخرى من بعيد .. ولم يهتم أحد بتلك الفتاة البريئة التي تألمت !
يضحكون بكل سخرية فقط
هتفت هند بتكبر وهي تنظر لها:
– المفروض الواحد طالما لبس شوز كعب عالي يجيبها براند كويسة على الأقل !
رمقها محمود بضيق :
– بس يا هند عيب البنت تزعل
فيما كانت الأخرى لا تهتم الا بما حدث لها فهي لم تقدر على النهوض بنفسها ..
ليبتعد عنها هند ومحمود ولكن هند مازالت تضحك بشماتة من بعيد ومحمود محاولا اسكاتها
وما ان سمع فراس صوت همهمات تألم الفتاة فركض مسرعا نحوها فهو أتى إلى الشركة في ذلك الوقت … ليحاول ان يهدأها هامسا :
-انتى كويسة؟
التمعت عيناها بحزن:
-لأ مش كويسة الشوز بتاعتي اتكسرت
ثم التفتت له ترمقه باتهام قائلة:
– وبعدين انت جاي تضحك عليا زيهم ولا ايه! عشان وقعت
نظر لها فراس بدهشة !
بحق الله هو لم يأتي ليضحك عليها مثلهم !

 

هو كان نيته مساعدتها.. حسنا سوف يستخدم معها نفس الأسلوب
لم يتحمل ان يكتم ضحكته فضحك بصوت خافت
صاحت فريدة بعصبية :
– انت بتضحك على ايه قليل الذوق صح
اختفت ضحكة فراس بالتدريج وقال بنبرة اجشة اخافت فريدة:
-انتى قولتى ايه؟
فريدة تحاول ان لا تظهر خوفها مثل ما أخبرتها كاميليا سابقاً :
-قليل الذوق
ابتعدت عنه رافضة مساعدتها فلم يعطها فرصة ليقترب هو اكثر، يرفعها من كتفيها لتنهض مرة اخرى وهو يتحدث من بين أسنانه:
-احترمى نفسك لولا انك بنت كنت عرفت شغلي معاكي كويس..وكمان بدل ما تشكريني بتغلطي!
شهقت فريدة بإنكار :
-اشكرك على ايه انت اصلا عملت حاجة.. انا كده كده وقعت
ابتسم فراس بتسلية:
-لا بس كانت وقعة مسخرة
هتفت به بغضب وهي تدفعه بحدة :

 

– رخم..وسع كده أما اروح مكتبي
اخذ الحذاء الانيق الصغير الملقى على الأرض المكسور لتتسع عيناه يسألها بنبرة ساخرة:
– مقاس 36 !! في قسم الاطفال ده ؟
صرخت مقاطعة :
– وانت مالك اصلا !
وبعدين هو انا كنت سألتك مقاس رجلك كام !
سألها باستفزاز:
– تتوقعي كام ؟
هز كتفيها بلامبالاة:
– معرفش ومش عايزة اعرف
ثم كتفت ذراعيها تردف بضيق:
-وياريت تحل عن دماغي عشان عندي مدير على اخره.. وربنا يستر وميطلبش مني مشواير اعملها في الشركة لحد ما اروح
فأخذت الحذاء المكسور من يده وهي تتجه نحو مكتبها هامسة بحزن:
– ياربي دي كانت لسه جديدة.. اتكسرتي ليه بس
بعد مرور نصف ساعة
كانت تجلس بمكتبها تشعر بالخوف من ان يطلبها مديرها أو يطلب منها أي شيء

 

يا الهي .. هي وعدت كاميليا بأنها سوف تثبت نفسها في تلك الوظيفة
شعرت بالحزن على حالها فهي لم تكمل اسبوع
ونديم لا يسمع مبررات بالعمل !
انه يأمر فقط بالعمل
فهي لن تقدر أن تمشي بفردة حذاء واحدة.. سوف تصبح أضحوكة مرة أخرى ولكن تلك المرة لجميع من في الشركة
دعت ربها ان تخرج من هذا المأزق بسرعة ولا يطلب منها نديم اي شيء لآخر اليوم..
ولكن كيف ؟
وهي أساسا ببداية اليوم
وأثناء عملها أمام الحاسوب .. وُضع حقيبة أنيقة ورقية داخلها علية أنيقة تنتمي لإحدى ماركات الأحذية الشهرية الغالية الثمن
التي بالطبع لم تقدر يوماً على ثمنهم
رفعت نظراتها إلى فراس بذهول :
– ايه ده !!!
همس فراس بعتاب متجاهلا صدمتها :
– متعرفيش انا دورتلك على مقاس الاطفال بتاعك بصعوبة ازاي .. طلبتهولك Online من الموقع بتاعهم
شهقت فريدة غير مصدقة :
– ايه يا استاذ ده !
انت بأي حقك يا استاذ انت تسمح لنفسك تشتريلي حاجة وكمان حاجة غالية أوي كده
ابتسم بجاذبية:
– مانا مش بشتري اي حاجة..
– وهو انا من بقية اهلك يا استاذ انت !
– لا بس مفيش مانع تبقي منهم.. هتحبيهم اوي
همست من بين أسنانها:
– رخم

 

كتم فراس ضحكته هامسا بتذكر :
– البسي الشوز عشان منظرك كان فظيع لما مشيتي ب فردة واحدة بس
رمت الحقيبة في يده بقوة :
– ميخصكش ومستحيل ألبس حاجة زي كده اصلا !
فدفعه ذلك للابتسام بسخرية وهو يخرج الحذاء الانيق جدا من العلبة :
– هتلبسيها وهتشوفي
ليردف وهو يلوح بيده :
– وبعدين مش بعد ما قلبت الدنيا على مقاس 36 بتاعك ده !
توسعت عيناها بدهشة:
– ليه يعني انت مش بتلبس 36 !
هز رأسه نفياً:
-هوه ف راجل مقاس رجله 36
ليه ؟ بُرص !
صرخت بغيظ :
-ما تحسن ملافظك يا جدع انت !
انا انا بلبس المقاس ده
رد مدافعاً:
-انا بقول لو راجل..
ليهمس بنبرة خشنة اربكتها :
-لكن لو لـ بنوتة بتبقى حلوة.. زيك كده
تلعثمت فريدة وهي تنظر إلى الجهة الأخرى.. ليسألها فراس بفضول :
– انتي اسمك ايه صحيح !
التفتت لتواجهه وهي تردد بارتباك بنبرة قوية نوعاً ما :
– مايخصكش وياريت تبطل استظرافك ده وتاخد هديتك الغالية دي لأني مبقبلش هدايا من حد … سوري
– دي مش هدية .. ده عشان الموقف الفظيع اللي وقعتي فيه
قاطعته باعتراض :

 

– تقوم تجيب البراند دي !! انت عارف تمنه كام.. ده غالي اوي حضرتك
هز كتفيه ببساطة:
– ايه اللي فيها مش فاهم
خرج نديم في ذلك الوقت متدخلا بينهم قائلا بنبرة حازمة:
– فريدة انا ناديتك تدخلي .. مجتيش ليه !
ليلتفت إلى فراس هامسا:
– فراس انت هنا .. طب كويس عشان كنت عايزك
التقط فراس كلمات نديم قائلا بمكر:
– فريدة ! ماشي يا ديدا
اتسعت عيناها بذهول تردد في بلاهة:
– ديدا دي ايه !! انت ازاي تسمح لنفسك تدلعني
رمقه نديم بسخرية :
– لا فراس بيحب يدلع كل الناس كده
ثم التفتت له فريدة بغيظ :
– على نفسه .. ازاي يا استاذ انت تدلعني
صاح نديم بصرامة:
– ديدا !!!!
شهقت فريدة بخجل و عتاب :
– حتى حضرتك .. حتى حضرتك يافندم !
ضحك فراس بينما رمقه نديم بغيظ محاولا تمالك أعصابه:
– يوووه منك لله يا فراس عديتني
ثم أردف برسمية:

 

– فريدة انتهينا..روحي هاتيلي الريبورت الجديد من مكتب الاستاذ محمد
تلعثمت فريدة بخجل وتوتر:
– معلش يا فندم اصل انا مش هقدر اروح دلوقتي
صرخ بها نديم بحدة :
– نعم !!! هو ده اللي مش هتقدري تروحي !
انتي بتدلعي من اول اسبوع شغل ليكي معايا في منصبك الجديد !
قولي بقى انك حابة ترجعي الارشيف تاني يا استاذة
هزت رأسها بنفي بقوة :
– لالالا يا فندم والله مش قصدي بس يعني
قاطعها نديم بحزم :
– ميهمنيش تفاصيل .. هتروحي ولا اشوف سكرتيرة غيرك تيجي مكانك!
ليتابع فراس الموقف بتسلية وهو يرمقها بمكر ليضع الحذاء أسفل المكتب وهو يحدفه بقدمه تجاهها.
فابتلعت ريقها بتوتر وهي ترتدي الحذاء هامسة بتأكيد:
– هروح يا فندم .. هروح
همس نديم بأمر
– حالا…
بينما الآخر كان ينظر لها بغموض فهو نجح أن يجعلها ترتدي الحذاء دون أي اعتراضات
____________________
تجلس مع شقيقها فهو أتى باكرا من عمله عندما استدعت حضوره باكرا لأمر هام
زفرت سميحة بلوم :
– سامح.. ما تنشف كده وترجع سامح بتاع زمان .. مراتك مش عارفة مالها ممشية الدنيا عندك
قاطعها بغضب:
– مراتي تعمل اللي هي عايزاه يا سميحة..وياريت تفوكك منها وقولي عايزة ايه
تنهدت بحنق:
– كده ماشي .. الحق عليا اني جاية عايزة مصلحتك.. فكرتلك في حل في موضوع بنتك
قاطعها برسمية:
– خير!
هتفت سميحة بحقد :
– دورتلك على صور خطيب البت كاميليا اللي معرفش خطبها على ايه دي كمان ! وهي مطلقة كده ومعاها بنت
زفر سامح بضيق :

 

– انجزي قولي !
تلعثمت سميحة وهي تجيبه:
– المهم يا سيدي لقيتلك صوره وهو صغير بقى و جبت صور لبنتك وهي معاه.. تخيل شبه مين !
– شبه مين يعني .. ما تقولي يا سميحة
تدخلت أمه في تلك اللحظة وهي تخرج من المطبخ :
– أهدى بس يا سامح واختك هتفهمك
هتفت شقيقته بنبرة كفحيح الأفعى:
– شبه بنتك بالظبط وهو صغير وحتى وهو كبير بنتك اخدة نفس لون عيونه الزرقا.. مش غريبة دي !
شهق سامح بقوة وهو يهتف بصدمة غير مصدقا :
– مش ممكن دي دانا شبهه بالظبط وهو صغير.. ازاي كده
رددت شقيقته بنبرة شيطانية :
– شوفت بقى.. ليه بقى متقولش أن البنت دي تبقى بنته ماهو مش معقول الشبه الرهيب ده صدفة !
دي البنت شبهه هو اكتر منك انت وامها
صاح سامح بانفعال:
– انتي بتقولي ايه ! مش للدرجة!
هتفت أمه (سماح) محاولة إقناعه بحكمة:
– هي مش خانتك قبل كده !
وبعدين ايه اللي يخلي واحدة زي كاميليا تشتغل في شركة زي دي كبيرة كده !
الا لو هي بقى مظبطة الدنيا كويس..
اومأت سميحة موافقة امها :
-وايه يخلي واحد زي نديم المهدي يخطب واحدة زيها ويتمسك بيها ويعمل مفاجآت وحاجات الا لو هي ماسكة عليه حاجة زي البنت مثلا
– مش للدرجة دي يا جماعة
ذكرته سميحة بحدة :
– هو انا قبل كده مش اثبتلك انها خاينة وبتلعب من وراك !
يمكن هو ده اللي كانت بتخونك معاه

 

******
تفتكره سامح هيصدق اخته وامه؟
ايه رأيكم في شخصية ميادة ؟
ايه رأيكم في علاقة سامح وميادة؟
تفتكره لو صدقهم هيتصرف ازاي؟
ايه رأيكم في ظهور شخصية فريدة من تاني
*الناس اللي ممكن تنسى فريدة مين : فاكرين فريدة اللي كانت مخطوبة لعصام اللي اتهجم على كاميليا قبل كده هو وصديقه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرام العنقاء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى