روايات

رواية شخص آخر الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدير محمد

رواية شخص آخر الجزء الحادي عشر

رواية شخص آخر البارت الحادي عشر

رواية شخص آخر الحلقة الحادية عشر

بارت طويل اهو + اتفاعلوا 🫵♥
البارت الـ 11 من رواية #شخص_آخر
* بقينا بنضحك اهو و وشنا نَوَر و خدودنا احمَرت كمان… ايه الحوار يا مُز*ة ؟
‘ تعالي اقعدي اقولك…
جلست بجانبها…
* يلا احكيلي…
ابتسمت رهف و ظل يتحرك بؤبؤ عيناها يمينًا و يسارًا…
* كده الحوار كبير طالما حركتي بؤبؤ عينك بالشكل ده… احكي… شوقتيني…
‘ انا و يحيى…
* هااا… انتي و يحيى ايه ؟
‘ اتجوزنا رسمي !
فتحت حبيبة فمها مترين و اتسعت عيناها بتفاجئ
* احلفي !
‘ والله !
سقفت حبيبة بمرح و عانقت رهف
* انا اتبسطتلك اوي… يحيى ده طلع راجل جدع والله… كنت مضايقة انه بيقابلك كده و مفيش بينكم حاجة…
‘ غيرانة عليا ؟
* اه طبعا لازم اغير… انتي اختي يا رهف… أكيد مش هكون عيزاه يبقى طالع داخل عليكي كده… طالما متجوزك يجيلك براحتك… بس امتى ده حصل و ازاي ؟
‘ بقاله كتير بيقولي نتجوز… كنت رافضة في الاول… بس محاولاته معايا بدون مَلل خلتني اتأكد انه مش بيلعب بيا و عايزني بجد… ف وافقت بما اني يعني… احم… بحبه…
* يا ولا يا جامد انت… كنتي خايفة حُبك يبقى من طرف واحد… افرحي… طلع الواد عينه عليكي و متهدش غير لما اتجوزك… لحظة بس… مش مفروض تعملوا فرح و تعلنوا جوازكم قدام الكل ؟ و كمان مفروض تعيشي معاه…
‘ هنعمل كده… بس قالي جوازنا هيفضل سِر لفترة لحد ما يجيب الحوار بالراحة لوالده و يوافق عليا… انا قلقانة من الحتة دي لان والده واضح عليه انه غير متقبلني بالمرة بس يحيى طمني و قالي سيبي الحوار ده عليا و هتصرف… عشان كده انا هنا… حتى هرجع الشركة و اشتغل فيها كأن شيئًا لم يحدث…
* هترجعي شركة يحيى ؟
‘ ايوة…
* يعني هتشتغلي معاه و انتي مراته !!
اومأت لها بإبتسامة
* ايه العسل ده… يعني هتبقي معاه في الشركة و قدام كل انتي السكرتيرة و انتي اصلا مراته !! يارب عَجِِل بموافقة والده عشان ألبس فستان…
‘ هتلبسي فستان و هنجهر كل حاجة سوا…
* الله !! اختك… سهيلة عارفة ؟
‘ اه قولتلها… بس عاملة نفسها زعلانة مني و مش بتكلمني بسبب آخر خناقة… مع اني مفروض انا اللي ازعل…
* اختك دي اقول عليها ايه بس… مش عايزة انكد عليكي فرحتك… بس انتي عارفة اني مش بطيق أختك…
‘ انا هرجع شقتي نقعد فيها انا و هي…
* عليا الطلاق ما يحصل الكلام ده… لا اقعدوا… مش قصدي بكلامي انك تمشي ده انا ما صدقت اشوفك… والله رجلك ما تعدي بره الشقة دي…
‘ بس انا تقلت عليكي جامد…
* يا ستي تقلي براحتك… هو انا اشتكيتلك ؟ بصي عشان كلامي يكون واضح… اختك سهيلة متربتش و متدلعة و مغرورة… و انتي السبب في كده… كتر خيرك انك شلتيها و شيلتي مسؤوليتها من و هي صغيرة… بس في النهاية انتي مش أم يا رهف… معنديش الخبرة الكاملة ف دلعتيها اوي و في الاخر اتطاولت عليكي بالشكل ده و كمااان هي اللي اتقمصت و زعلت منك… يعني كل اللي عملتيه عشانها جه فوق دماغك انتي في الآخر… و قدامك حَالين… الاول يا تسبيها كده و تفضل تتصرف بتعـ,ـجرف معاكي…
‘ و الحل التاني ؟
* تسبيهالي انا… انا هربيهالك من اول و جديد و هخليها تعرف قيمتك و تيجي تعتذرلك لحد عندك…
‘ بس…
* متقلقيش… مش هضر*بها طبعا… خليكي واثقة فيا…
‘ انتي كلامك صح… بعدين انا زعلت منها و من آخر موقف عملته معايا و نكَرت كل اللي عملته عشانها… اتقفلت منها جامد و مش طيقاها… لانها مقَدرِتش تعبي عشانها… ف هسبهيالك… واثقة فيكي انك تغيريها…
* عين العقل يا صحبتي… طب ايه ؟
‘ ايه ؟
نهضت حبيبة و فتحت درج المكتب… اخرجت منه عُلبة البيتزا… جلست بجانب رهف و وضعتها في المنتصف
* بيتزا بالسجق زي ما بتحبي… بس يارب متكونش بردت لانك انتي و جوزك بقالكم ساعة بترغوا و اتكسفت ادخل اخدها قدامه… كُلي… بالهناء و الشفاء يا قلبي…
‘ تسلميلي… سهيلة بتحب البيتزا اوي… لو أمكن نسييلها كام قطعة كده…
* لا يا اوختشي… بلا بتحب البيتزا ولا بتاع… انا جيباها عشانك انتي…
‘ بس هي بتحبها…
* ما تحبها يعني هعملها ايه ؟ قلبك الطيب ده اللي جايبك ورا… متقلقيش على سهيلة… عملتها طبق فول لا يُعلى عليه… بس تتلحلح و تقوم تسخنه لنفسها بس…
‘ بس هي مش بتحب الفول ولا بتاكله اصلا…
* من هنا و رايح هتاكله و تحبه… فول عبدو احلى فول في مصر كلها… بعدين يا حُنينة انتي لو سهيلة مأكلتش بيتزا نموها هيقف ولا ايه ؟
‘ اصل حر*ام احنا ناكل بيتزا و هي تاكل فول…
* لا يا ختي حلال… حلال متقلقيش… كُلي يا رهف و بطلي رغي قبل ما اختك تيجي و تقفشنا…
‘ حاضر…
في تلك اللحظة فُتح الباب و دخلت سهيلة… وضعت حبيبة الغطاء على البيتزا و خبأتها و رهف بلعت ما في فمها بسرعة… لاحظت سهيلة حركتهم الغريبة تلك…
– مالكم كده ؟ اتخضيتوا لما دخلت… في حاجة ؟
* لا مفيش… بعدين مي تخبطي على ام الباب ده قبل ما تدخلي ؟
– اخبط ليه ؟ انتوا بتعملوا حاجة غلط ؟
* غلط ايه اللي نعمله يا بت انتي ؟ كنا بنرغي في حاجات خاصة زي اي اتنين بنات… قومتي انتي دخلتي دَخلة زي دَخلة الحكومة…
– ما ترغوا… شايفني ولد وسطكم ولا ايه ؟
* بصراحة اه…
رهف نكزت حبيبة على كتفها… تأ*لمت حبيبة و قالت
* بقولك يا سهيلة… سخنتي الفول ؟
– اه سخنته… و كنت جاية اناديكم تاكلوا معايا…
* خمس دقايق و جايين…
– حبيبة بقولك… عايزة باسورد الواي الفاي…
* كان نفسي والله بس الباقة بتاعتي خلصت… اصل امبارح طقت في دماغي اخلص 35 حقلة لمسلسل تركي و الحلقة الوحدة ساعتين و نص… ف الباقة طارت و خلصت… بس كان حتة مسلسل انما ايه… تحفة اوي… استني اول الشهر الجاي لما اجددها من تاني…
– مش هعرف اقعد من غير نت… اتصرفي يا رهف…
نظرت لها رهف بحِدة و لم ترد عليها
* يا سهيلة النت مش كل حاجة… عندك التليفزيون اهو… قناة DMC عليها دلوقتي مسلسل لن أعيش في جلباب أبي… مسلسل خرافي… هيعجبك…
– مبحبش الحاجات القديمة… انا عايزة واي فاي… اتصرفوا…
* نتصرف اممم… و اتصرفلك و ماله… ده انتي سهيلة أخت صديقة عمري… هتصرفلك حاضر…
نهضت حبيبة و فتحت الدرج و أخرجت منه ورقة صغيرة بيضاء… مررتها ل سهيلة و قالت
* اتفضلي…
– ايه ده ؟
* ده كارت فَكة اتصلات ب 13 جنيه… افتحي نت بيه… مش خسارة فيكي…
– و يقعد معايا اد ايه ؟
* هو 450 مكساية… مفروض يقعد اسبوع…
– اسبوع ؟!
* ايوة زي ما بقولك كده… عشان انتي هوبااا و هاي و كده ممكن يقعد يومين بس معاكي… بس خلي بالك ! لو فتحتي فيديو واحد… الكارت هيخلص في ثواني…
– طالما مش هفتح فيديوهات… هفتح ايه ؟
* افتحي فيس… شوفي بوستات… اقرأي روايات… كلمي صحابك واتس… متستقليش بالكارت ده… ده بيعمل حاجات كتيييرة اوي…
– واضح اوي…
اخذته من يدها و خرجت…
* قلـ,ـيلة الذوق… حتى ما قالتلي شكرا على الكارت… ده ب 13 جنيه !!
ضحكت رهف و حبيبة اغلقت الباب… عادوا يأكلون البيتزا و يدردشون…
” انا قولتك قبل كده انشري الاعلان يا غادة ؟
* اه يا مستر يحيى…
” خلاص امسحيه و اللي قَدم على الوظيفة قوليله تم التوظيف…
* حاضر… بس حضرتك وظفت مين ؟
” رهف رجعت و هتبدأ شغل هنا من بكره… ابقي خلي عُمال النضافة يفتحوا مكتبها و ينضفوه…
* طب كويس انها رجعت… ده انا كنت محتاسة من غيرها… تيجي تنور طبعا… في حاجة اقدر اعملها تاني ؟
” لا يا غادة… اتفضلي دلوقتي…
* عن اذنك…
خرجت غادة و جاء خالد بعدها و دخل… اندفع عليا بحماس و قال
– حقيقي اللي قولته في التليفون ده ؟
” اه حقيقي… اتجوزنا…
– كويس والله… ألف مبروك… بس ابوك…
” متقلقش… هتصرف معاه…
– و هتعلنوا جوازكم امتى ؟
” اول ما بابا يوافق…
– افرض موافقش ؟
” هيوافق…
– مش عايز احبطك… اكيد انت عارف ابوك اكتر مني… افرض نشف دماغه ؟
” هاخد رهف و نعيش بعيد…
– يحيى… انت كده بتكرر نفس اللي حصل في حوار الوا*طية ريم… لما موافقش عليها… اخدتها و عيشت بعيد… هتكرر ده تاني ؟
” يعني اعمل ايه يا خالد ؟ لازم يوافق عليها…
– لو رفض في الاول… حاول تاني و تالت لحد ما يوافق…
” ده اللي هعمله… رهف شرطت عليا انها مش هتيجي هتعيش معايا غير لما يوافق… عشان كده جوازنا هيفضل سِر لفترة… هنرجع زي زمان… رئيس الشركة و السكرتيرة… محدش هيعرف حاجة… اوعى تقول لحد !
– لا طبعا مش هقول… انت قولت لحد من عيلتك ؟
” قولت لماما بس… طايرة الفرحة اول ما قولتلها كتبت عليها رسمي… مكنتش متوقع انها بتحب رهف للدرجة دي… خايف من فرحتها دي تقع بلسانها بالغلط قدام ابويا و توديني في دا*هية…
– لا إن شاء الله متقوقعش… على العموم ألف مبروك يا عريس… رهف جدعة و طيبة مش زي غيرها و كلنا عارفينها… ربنا يهنيك بيها…
” تسلملي يا برو…
– معلش هغلس عليك بسؤالي المعتاد… تلعب بوكس ؟
” أكيد… اسبقني انت على الجيم… ساعتين كده اخلص اللي في ايدي و هجيلك…
– تمام يا صاحبي…
* رهف شوفي مين على الباب عشان ايدي مش فاضية…
‘ حاضر…
نهضت رهف و فتحت الباب… وجدت والدة يحيى
‘ ناهد هانم ؟!
– مش قولنا نشيل هانم دي يا رهوف… وحشتيني يا بت…
قالتها ثم عانقتها… سعِدت رهف أنها رأتها…. ابتسمت و بادلتها العناق…
‘ وافقة ليه ؟ اتفضلي…
– حاضر ثواني بس ( عَلت صوتها قليلا ) تعالوا و دخلوا الاكياس…
‘ أكياس ايه ؟
دخل مجموعة من الرجال و يحملون أكياسًا كثيرة… وضعوها على الارض و قالوا
* تؤمري بحاجة تانية يا ناهد هانم ؟
– لا… امشوا انتوا دلوقتي و لما احتاجكم هتصل بيكم…
اومأوا لها و ذهبوا…
‘ ايه ده كله ؟
– برحب بمرات ابني على طريقتي…
‘ بس ده كتير اوي…
– دي حاجات بسيطة… بعدين مش انا زي مامتك ؟
‘ أكيد…
– يبقى تقبلي الهدايا دول و مسمعش صوتك…
‘ مش عارفة اقولك ايه… بجد احرجتيني…
– احرجتك ايه يا هبلة… احنا بقينا أهل… اول ما يحيى قالي مقدرتش امسك نفسي و اخدت عنوانك منه و جيت هنا حالاً…
‘ نورتي يا ناهد… اتفضلي اقعدي…
جلست ف قالت رهف
‘ تحبي تشربي ايه ؟
– عصير لمون… بحبه اوي…
‘ احلى عصير لمون عشانك… ثواني و جاية…
غابت بضع دقائق و جاءت لها بالعصير… و جاءت حبيبة رحبت بها…
– انتوا الاتنين حلوين زي بعض… بقولك يا حبيبة… ايه رأيك اجوزك عاصم ابني ؟
* عاصم ايه يا طنط… انا اكبر منه ب 4 سنين…
– طنط ؟! طب ايه رأيك خلاص لغيت الفكرة… خليني في رهف احسن…
* انا قولت ايه غلط ؟
– متقوليش طنط دي تاني…
* حاضر… تحبي اقولك ايه ؟
– قوليلي يا ناهد ( نظرت لرهف و اكملت ) أما رهف انا بقيت حماتها أم جوزها… ف تقولي يا ماما من هنا و رايح…
‘ عيوني يا ماما…
– مرات ابني شطورة و عسل و بتسمع الكلام…
* انا حبيتك من كلام رهف عنك… و حبيتك أكتر لما شوفتك… والله لتتغدي معانا…
– معنديش مانع…
* والله انتي حظك حلو… عندي فرخة في الفريزر… اشويها ولا اعملها بانيه ؟ ولا اعملها نجرسكو بالمكرونة ؟
– ايوة نجرسكو… بحبها اوي…
* ساعة كده و هعملكم حتة غدا انما ايه… مش هتنسيه أبدا في حياتك…
– شكلك شاطرة في المطبخ… يا ترى رهف زيك ولا لا ؟
نظرت رهف للجانب الآخر و ظلت تضحك…
* لا رهف دي على الله حكايتها… آخرها تسخن الاكل بس و ساعات بتحر*قه…
– بتحر*ق الاكل و هي بتسخنه ؟!
* ايوة…
– دي مصيبة… يحيى بيحب الاكل البيتي أكتر من أكل بره… مش معقول يعني هيقضيها اوردرات من بره !
‘ اوعدك اني هتعلم أطبخ…
– انتي لسه هتوعديني ؟ ( امسكت يدها و جعلتها تنهض ) تعالي نعلمك انا و حبيبة طريقة النجرسكو بالفراخ…
* ايوة تعالي نعلمك…
‘ اهدوا عليا انتوا الاتنين… يعني انا زيرو خبرة في الطبخ و يكون ما اتعلم اعمل نجرسكو مرة وحدة !!
– ايوة تعملي نجرسكو و ماله… ليه ناقصك ايد عشان متعمليش ؟!
‘ مش هعرف… اهي قالتلك اخري اسخن أكل و كمان بحر*قه…
– مش عليا الكلام ده يا مرات ابني… قومي يا بت… شديها معايا يا حبيبة…
* عنيا…
شدوها هم الاثنتان و اخذوها على المطبخ… خرجت سهيلة من الغرفة و فتحت فمها مترين عندما رأت الاكياس الاي بها الهدايا…
* ده القرش لعِب معاكي يا رهف !!
اخذت الاكياس الغرفة و أخرجت الملابس منهم و ظلت تقسيهم عليها… اعجبتها الملابس كثيرا فهي جميلة و غالية… رأت ساعة يد وسط الاكياس… اخرجتها من عُلبتها و نظرت لها
* شكلها تحفة اوي…
ارتدها بيدها و ظلت تنظر لنفسها في المرآة… دخلت رهف الغرفة و اغلقت الباب… رفعت سهيلة يدها التي بها الساعة و قالت مبتسمة
* ايه رأيك ؟ خطيرة صح ؟
نظرت لها رهف بغضب و أخذت الساعة من يدها… وضعتها في عُلبتها و اعادت الملابس داخل الاكياس
* انتي بتعملي ايه ؟!
‘ ملكيش دعوة بالحاجات دي و متاخديش حاجة من الاكياس دي… فاهمة يا سهيلة ؟
* ماخدش ليه إن شاء الله ؟
‘ الحاجات دي جيالي انا… ليه ؟ لاني مرات ابنها… انتي مين يا سهيلة ؟
* انا اختك ولا نسيتي ؟
‘ دلوقتي لما شوفتي الهدايا دول و عجبوكي بقيت اختك في ثواني ؟! مش انتي بتكر*هيني و عمرك ما حبتيني ؟
* انا قولت كده في لحظة غضب لانك ضر*بتيني بالقلم…
‘ ضر*بتك بالقلم عشان قليـ,ـتي أدبك عليا و انا أكبر منك و انتي محترمتنيش…
* خلاص… أنا آسفة…
‘ بتعتذري دلوقتي ؟ معتذرتيش ليه من ساعتها و عملتي نفسك الضحـ,ـية و بطلتي تكلميني ؟! دلوقتي رهف بقيت حلوة و لسه فاكرة تعتذري ؟
* عشان بصراحة اتعصبت منك جامد… بس خلاص انا بعتذرلك اهو… متبقيش باردة…
‘ لا يا ستي انا باردة فعلا… و الحاجات دي إياكي تلمـ,ـسي حاجة منهم… و اي حاجة تجيلي من طرف يحيى أو من مامته… انتي ملكيش حق فيها… لان أنا مراته مش انتي… و مش معنى انك اختي يبقى هيحطك تحت جناحه و يصرف عليكي… ملكيش عندي غير نص المرتب بتاعي… مش عاجبك ؟ اشتغلي… اديكي اهو اخدتي 5 شهور إجازة… و انتي لا مشلولة ولا مكسحة عشان متشتغليش… تمام يا سهيلة ؟
* ماشي يا رهف… ابقي افتكريها…
‘ هفتكرها متقلقيش…
نظرت لها سهيلة بغضب و خرجت… ضحكت رهف و جلست لترتب الملابس داخل دولابها و تضع كل شيء في مكانه…
‘ انت فين يا يحيى ؟
” في قلبك…
‘ كلام يحترم و كل حاجة… بس مش وقته… انت فين ؟
” قطعتي اللحظة منك لله… انا تحت في العربية… انزلي…
اغلقت هاتفها و ارتدت كنزتها… فتحت باب غرفتها بالراحة… لم تجد أحداً بالصالون… مشت بحَذر ناحية باب الشقة… لسه هتمسك مقبض الباب و تفتحه… جاءها صوت حبيبة من خلفها
* على فين يا مُزة ؟
لقد كُشف أمرها ! إلتفتت لها و حمحمت و قالت
‘ حبيبة ! مش معقول !
* رهف ! يا خبر أبيض !
‘ عاملة ايه يا حبيبة ؟
* تمام الحمد لله… و انتي عاملة ايه ؟
‘ بخير طول ما انتي بخير يا حبيبتي…
* رايحة فين في الوقت ده ؟
‘ انا رايحة فين ؟ انا رايحة هخرّج كيس الزبا*لة عشان ميعملش ريحة وحشة في الشقة… عاملة عليكي عشان متتعبيش…
* يا روحي عاملة عليا عشان متعبش ! هي دي الصحاب ولا بلاش… بس فين كيس الزبا*لة ده ؟ ايدك فاضية يعني…
‘ تصدقي صح نسيته !
* يعني انتي ضحيتي بدفى البطانية عشان تخرجي كيس الزبا*لة بره الشقة… في الآخر نستيه ؟!
‘ قولتلك لما مش بشرب قهوتي و افوق… بنسى كتير…
* يا حبيبي كتر خيرك… بدل المسرحية دي و عاملة على تعبي و مش عاملة… قولي من الاول انك نازلة تقابليه…
‘ يعني خلاص اتقفشت ؟!
* من اول كلمة…
‘ هو واضح عليا اوي ؟
* واضح اوي اوي…
‘ اه… طب عن اذنك… عشان هو مستنيني تحت…
* اتفضلي… المهم متتأخريش… معندناش بنات تقابل رجالة في الوقت ده… ابقي قوليله عايز تيجي… تعالى بدري… لكن يجي 2 بالليل و تنزليله ده ميصحش… لو اتأخرتي هقتـ,ـلك انتي و هو…
‘ عُلِم و يُنفذ يا فندم !
فتحت رهف الباب و نزلت… اغلقت حبيبة الباب و ابتسمت بشَر
* بما ان رهف نزلت لجوزها… ده معناه ان الشقة دي مفيهاش غيري انا و سهيلة… فرصة لا تتعوض بالمرة… هغـ,ـلس على سهيلة من غير ما رهف تكون موجودة و تعترض… والله لفقـ,ـع مرارتها ! انتي فيييين يا سهههيلة !!
” اتأخرتي ليه ؟
‘ حبيبة قفشتني على الباب…
” تقفشك ليه ؟ انا جوزك…
‘ قالتلي معندهاش بنات بتخرج في الوقت ده…
” لا تخرجي براحتك… فكك منها… المهم… انتي وحشتيني اوي…
ابتسمت له بخجل…
” طب ايه ؟
‘ ايه ؟
” مفيش حضن… بو*سة… اي حاجة…
‘ عايزني احضنك ؟! ماشي…
” الصراحة عايزك تحضنيني و تبو*سيني…
‘ اختار حاجة وحدة…
” البو*سة… ( أشار لشفتاه ) و عايزها هنا…
‘ هنا امممم… يحيى…
” قلبه…
‘ انت تتلم…
” اتلم ليه ؟ انتي مراتي…
‘ بس مش وقته ده…
” اومال امتى وقته ؟
‘ لما يتقفل علينا باب الاوضة مش في العربية…
” يعني لو اتقفل علينا باب اوضة… هتوافقي تبو*سيني ؟
‘ اه… لا…
” الآه ؟! اثبتي على قرار…
‘ بعدين نتكلم في كده… هااا كنت عايز تقابلني ليه ؟
” عشان تبو*سيني…
‘ والله ؟! بقا انت مخرجني من تحت البطانية عشان كده ؟
” ايوة عشان كده… هجيبك لحد هنا ليه يعني ؟
‘ يحيى… انت بارد…
” و انتي قمر…
‘ ياربي !
” هو انا كل ما اعـ,ـاكسك تزعلي ؟
‘ عشان انا بتوتر من كلامك ده… مش متعودة اسمع الكلام ده من حد…
” هتتعودي عادي… بس البيجامة اللي انتي لابساها دي كيوت اوي عليكي…
‘ بجد عجبتك ؟
” اها… بس يكون في عِلمك… لما نعلن جوازنا قدام الكل و تيجي تعيشي معايا… مش هخليكي تلبسي حاجة طول ما انا موجود…
‘ يحيى !!
” ايه ؟
‘ انت و*قح و قلـ,ـيل الادب…
” عارف…
‘ انا ماشية… الوقت اتأخر…
قبل ان تفتح الباب امسك يدها
” استني بس…
‘ ايه ؟
وجدته قريب من وجهها… نظرت لعينيه و هو أيضًا نظر لعيناها… انه Eye contact ( تواصل العيون ) ظل ينظران لبعضمها لدقائق و صامتين… كأنهم اول مرة يرون فيها أعين بعض…
‘ يحيى…
” اها ؟
‘ أول مرة ألاحظ إن لون عيونك بني فاتح…
” يمكن عشان دي اول مرة تبقي قريبة مني و تتأملي فيهم…
‘ يمكن… بس شكلهم جُمال اوي…
” و انتي عيونك السود بيلعموا بالليل زي ما النجوم بتلمع في السماء…
‘ ماما كانت دايما بتقولي إن عيوني مش بيلمعوا بس في الليل… بيلعموا عشان قدامي شخص بحبه…
ابتسم يحيى و مَسد على شعرها برفق… فاقت رهف من شرودها في عيناه و قالت
‘ لازم امشي…
قبل أن تذهب شدها إليه… قَبَل وجنتها قُبلة طويلة…
‘ يحيى خلاص… الآه !!
ابتعد و قال مبتسمًا
” بشرتك ناعمة اوي… مكنتش عايز اسيبها… متيجي بو*سة تاني…
‘ خلصنا خلاص… عايز حاجة قبل ما امشي ؟
” اه… استني جبتلك شوية حاجات كده… كويس انك فكرتيني…
‘ جبت ايه تاني ؟ ما كفاية اللي جابته مامتك…
” ده لسه هتجبلك تاني…
‘ لا بجد مش عايزة اتعبها… كفاية كده… قولها متجبش تاني…
” انتي و هي اختلصوا… استني بس
فتح تابلو السيارة و اخرج منه كيس
‘ ايه ده ؟
” شوية تسالي… لِب سوري و فشار و كاجو و شيبسي فوكس و شوية شيكولاتات و فراولة فريش من سوبر ماركت… يعني لو ناوية تسهري على مسلسل… سِلي نفسك بيهم…
‘ اذا كده ماشي… اخدهم و ماله…
” بس أحب اقولك وفري سهرك الايام دي… أيامنا انا و انتي جاية… و هنسهر كتير اوي مع بعض…
قال آخر جملة و هو يغمِز لها… شعرت رهف بالحر*ج و قالت
‘ احم… يلا سلام…
” استني بس…
‘ ايه ؟
” مش هتشكريني على التسالي اللي جبتها ؟
‘ حاضر… شكرا يا يحيى…
” بس كده ؟
‘ اه… في حاجة تاني اعملها ؟
” لا انا مبحبش الشُكر اللي بالكلام ده…
‘ طب اعملك ايه ؟
” بو*سيني…
‘ شكلنا كده مش هنخلص النهاردة… يحيى… الوقت اتأخر…
” مش هتمشي غير لما تعملي اللي انا عايزه…
‘ اوووف… بس البو*سة في خَدك !
” تمام… نمشيها في خَدي المرة دي… يلا بو*سيني…
لَفَ وجهه و اعطاها خَدُه… اقتربت رهف لتُقبله على خَده لكنه أدار وجهه بسرعة قَبلته في شفتاه بالخطأ… ذعرت و لسه هتبتعد عنه… ضمها إليه و لم يسمح لها بالابتعاد و استمر في تقبليها بكل شغف و حُب و هي لم تجد اي مَفر و استسلمت لحُبه… ابتعد عنها وجد وجهها احمَر من كثرة الخجل… ابتسم و قال
” شكرا على البو*سة…
كانت خجولة كثيرا مما حدث الآن…
‘ قليـ,ـل الادب…
قالتها ثم ضر*بته على كتفه و اخذت الكيس و فتحت باب السيارة و نزلت… ضحك يحيى و قال
” يخربيتك… ايدك تقيلة !
– هنام فين ؟
* بصي يا حبيبتي يا سهيلة… الشقة دي مفيهاش غير اوضتين… اوضة ليا مش بدخل حد فيها حتى رهف… و مبحبش حد ينام جمبي… و الاوضة التانية بتنام فيها رهف… و انتي و رهف متخانقين… ف استحالة تنيّمك عندها….
– ايوة يعني هنام فين ؟ على الانتريه هنا مثلا ؟
* لا انتريه ده ؟ ده ممنوع منعًا باتًا… الانتريه بتاعي للمنظر و بس… انتي عارفة الانتريه ده انا جيباه بكام ؟
– مش عايزة اعرف… اخلصي و قولي هنام فين ؟
* جهزتلك سريرك…
– فين ده ؟
* لا متبصيش قدامك… بصي تحتك هتلاقي سريرك…
نظرت سهيلة للأرض… وجدت مرتبة صغيرة و مخدة و غطاء…
* المخدة قُطن اصلي 100% عشان تريحي راسك و تحلمي احلام وردية… اظن اكتر من كده إكرام للضيف مش هتلاقي…
– لا بجد كتر خيرك…
* والله بعمل خير على طول… بس الناس نا*كرة جميل و أنا*نية و مغر*ورين…
– قصدك ايه يا حبيبة ؟
* مقصديش… تصبحي على خير…
ابتسمت لها حبيبة إبتسامة مصطنعة و توجهت لغرفتها و اغلقت الباب… فُتح باب الشقة و دخلت رهف… اغلقت الباب بالمفتاح و لم تنظر لسهيلة و لم تُعيرها أي إهتمام كأنها ليست موجودة و دخلت غرفتها اغلقت الباب… لاحظت سهيلة الكيس الكبير الذي بيدها… غضبت و قالت
– اه طبعا انتي ادلعي من خير جوزك المليونير و عيشي حياتك بفلوسه… و انا ركناني لأول الشهر مستنية مرتبك المعفـ,ـن و سايبة صحبتك تؤمر و تتحكم فيا و خلتني اغسل المواعين مكانكم… والله ماشي يا رهف… هدفعك تمَن كل اللي بتعمليه ده !!
* يا سهييييلة !
– عايزة ايه يا حبيبة ؟
* بطلي رغي عشان اعرف انام على سريري المُريح في اوضتي المُريحة…
– ناااامي يا حبيبة نااامي !!
تاني يوم……..
‘ يا حبيية انا مش شايفة حاجة… لو وقعت هقتـ,ـلك
* يا ستي متقلقيش… مش هتقعي انا ماسكة ايدك اهو…
‘ انتي ليه رابطة عيني بالشريط ده ؟
* أوامر جوزك…
‘ بت اخرسي ! احنا في الشركة… افرض حد سِمعك ؟
* متقلقيش محدش سِمع… على العموم وصلنا اهو… شيلي الشريط…
فَكَت رهف الشريط… اتصدمت مما رأته… رأت الموظفين كلهم مُلتفين حولها و يسقفون لها… و قالوا في صوت واحد
* نورتي يا استاذة رهف *
سعِدت رهف من ذلك الاستقبال الجميل… ابتسمت بسعادة الدموع تجمعت في عيناها… جاءت غادة و اعطتها باقة ورود و رحبت بها… استنشقت رائحتها الجميلة… تلك الورود التي تحبها… ظلوا الموظفين يرحبون برجوعها
* نورتينا يا رهف…
* متغبيش تاني…
* انتي زي اختنا و كلنا بنحبك و بنقدر اللي بتعمليه و دورك المهم في الشركة…
* كلنا مبسوطين بوجودك…
* اهلا بيكي معانا من جديد…
لا تصدق عيناها ما يحدث الآن… وسط ترحبيهم بيها إلتقطت عيناها يحيى من وسطهم… يبتسم لها و غَمز لها من بعيد… ابتسمت له و مشى نحوها… حمحم بصوته الرجولي ف نظر له الجميع
” طبعا كلنا انبسطنا من رجوع رهف للشركة من جديد… و انا مبسوط زيكم برجوعها لاني الصراحة توهت في الفترة اللي مشَت فيها… كانت شايلة عني كتير… بس للاسف انا مشوفتش حجم مجهودها اللي بتبذله هنا غير لما مشيت… ف بإسمي انا يحيى ياسر الكيلاني و بإسم شركة الـ DRD و قدام الكُل… بعتذر لـ رهف لاني اتهمتها في نزاهتها و ولائها للشركة… و اهلا بيكي يا رهف وسطنا من التاني…
سقفوا له و اكمل
” و اظن طالما انا اعتذرتلها بنفسي قدامكم… يبقى مشوفش صنف مخلوق هنا في الشركة يجيب سيرتها بحاجة متعجبنيش… رهف اختي الصغيرة ( اكمل في سِره ) سامحني يارب ( عاد بالتكلم بصوته العادي ) و هي اختكم انتوا كمان… و شايلة الشركة عني و عنكم و اللي بيطلب منها طلب مش بترفضه… ف مفروض ذوقيًا نشكرها على اللي بتعمله معانا بدل ما نخـ,ـزق عينا في مرتبها… ايوة هي بتاخد ضعفكم لان شغلها ضعفكم برضو… فبلاش نحقد على التاني و انا مش ظا*لم حد فيكم… من أكبر موظف لأصغر موظف كلكم واخدين حقكم و بزود مرتباتكم من غير ما تطلبوا مني… على العموم شكرا لك موظف بيشتغل بإخلاص و مش بيطعـ,ـن في شرف زميله من ورا ضهره… و للمرة التانية… اهلا بوجودك معانا يا رهف…
سقفوا له مجددا و نظرت له رهف بسعادة… جاء المصور و اسطفوا الموظفين سويًا ليأخذوا صورة جامعية تذكارية بمناسبة رجوع رهف… وقفت رهف في المنتصف مُمسكة باقة الورود التي جلبتها لها غادة و على جانبها اليسار يحيى يقف على مسافة منها و على جانبها الايمن صديقتها حبيبة و غادة… و تم إلتقاط الصور ثم عاد كل موظف لمكانه…
* بت يا رهف… تعالى نتصور كام صورة كده بآيفون غادة قبل ما الشيفت بتاعي يبدأ… يلا بسرعة…
‘ عنيا…
وقفوا سويًا و غادة صورتهم بهاتفها
* جامدين اوي… قوليلي يا غادة… تليفونك ده بكام ؟
* ب 95 ألف…
* انا اتصدعت… ايه المبلغ اللي يصدع ده…
* ده آيفون أحدث إصدار…
* آيفون على نفسه… السامسونج بتاعي احلى…
* سامسونج اه… المهم ابقي فكريني ابعتلكم الصور…
ضحكت و ذهبت… شاطت حبيبة غضبًا و قالت
* شايفة ! شايفة يا رهف ؟ بتغيظني بالآيفون بتاعها !
‘ عندها حق الصراحة… شكله خطير… ده كفاية شكل الكڤر بتاعه…
* طب والله لاشتغل بدل 2 شيفت… هشتغل 3 شيفتات و احوش و اجيبه !
‘ اتغطي و نامي يا حبيبة… قال 3 شيفتات قال… كان غيرك اشطر…
* والله لاشتريه… و انا حلفت اهو !
‘ ادينا قاعدين و هنشوف…
* ماشي يا غادة والله لوريكي !
ذهبت حبيبة و هي تتوعد لـ غادة… ضحكت رهف و استنشقت باقة الورود و ابتسمت… وصلتها رسالة على الواتس… فتحت هاتفها… انها مش يحيى…
” تعاليلي المكتب…
زادت ابتسامتها و توجهت لمكتبه… وجدت مروان عنده… لم ينظر لرهف و قال
* تؤمر بحاجة تاني يا مستر يحيى ؟
” لا يا مروان… شكرا اوي لانك جمعلتي كل الداتا اللي محتاجها… لو حصل اي غلط بلغني على طول…
* و انا في الخدمة في اي وقت… عن اذنك…
” اتفضل…
اخذ مروان الورق و خرج… نظر يحيى لرهف و ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتاه… وقف و اقترب من الباب… اغلقه بالمفتاح… إلتفت لرهف و نفس الابتسامة مازالت موجودة
‘ بتقفله ليه ؟
” عشان نقعد على راحتنا…
‘ لا مفيش حاجة اسمها نقعد على راحتنا في الشركة… موظفينك ما شاء الله عليهم… عيونهم أكبر من البطيخة…
ضحك يحيى و اخذ منها باقة الورود التي بيدها… اشتمها فقالت
‘ ريحتها جميلة صح ؟
” مش اوي…
‘ مش اوي ! دي ريحتها تجنن…
” شكلهم حلو بس مش عارف ريحتها معجبتنيش اوي…
‘ ليه بقا ؟
وضع باقة الورود على الطاولة و اقترب منها
” معجبتنيش عشان مفيش ريحة أجمل من ريحتك انتي… بقيت بقيس كل الروايح و اقيم جمالها على أساس ريحتك انتي ( امسك خصلات شعرها و اشتمها بإد*مان ) و ريحة شعرك الجميلة… ادمنـ,ـتها…
احمرت وجنتاها خجلًا… ابتسم و أزاح شعرها للوراء
‘ نادتني ليه ؟
” هو عيب ان انا انادي على مراتي ؟
‘ بُص يا مستر يحيى…
” مستر يحيى !
‘ اه مستر يحيى… بُص بقا يا مستر يحيى عشان مش هقعد افكرك كتير… احنا هنا في الشركة دي… مش متجوزين ولا نعرف بعض اصلا… انا هنا شغالة معاك و في شركتك بس مش أكتر… انا هنا مش مراتك… وصلت ؟
” عقلي بس مقتنع بكلامك ده… أما قلبي ( شدها إليه و اكمل ) قلبي مش مقتنع بالكلام ده…
‘ خليه يقتنع يا مستر يحيى…
” يوووه بقا… بقيت بضايق لما تقولي مستر يحيى… يحيى لوحدها احلى…
‘ معلش مضطرين…
” عايزة اقضي ليلة معاكي… لوحدنا…
‘ ما تلم نفسك يا مستر يحيى !
” الآه ؟! غلطت في ايه ؟ انتي مراتي…
‘ والله انا تعبت… مش كل دقيقة هعيد نفس الكلام… هااا قولي نادتني ليه ؟
” عايز اتصور معاكي…
‘ ما احنا اتصورنا بره…
” لا صورة بره دي كانت لمستر يحيى و سكرتيرته… انا عايز اتصور صورة يحيى الكيلاني و المدام بتاعته… عايز نتصور صورة لوحدنا… انا مليش صور معاكي لحد الآن…
‘ و انا برضو كنت هقولك اني مش متصورة معاك… يلا نتصور… هات تليفونك…
اخرج هاتفه من جيبه و فتحته و اعطاه لها
‘ مش مفروض اعرف باسورد تليفونك بما اني مراتك ؟
” دلوقتي افتكرتي انك مراتي ؟ لا مش هديكي الباسورد…
‘ نينيني… بارد…
ضحك و وقف جانبها… شغلت رهف الكاميرا و رفعت الهاتف… لكن هناك مشكلة… وجه يحيى لم يظهر في كاميرا الهاتف لان رهف قصيرة
‘ يوووه بقا انت طويل اوي… مهما ارفع ايدي مش قادرة اجيب وشك كله معايا في الصورة…
” عشان انتي قصيرة…
‘ لا انا مش قصيرة… انا طولي متوسط… انت طويل و زي النخلة…
” نخلة ايه انا 190 سم بس…
‘ طويل برضو… هااا قولي هنتصور ازاي ؟
” مش عارف… انادي غادة تصورنا ؟
‘ تصدق فكرة… غادة تصوريها تحفة… انت بتهزر يحيى ؟! ايه رأيك بالمرة نقولها اننا اتجوزنا عشان تعملنا سيشن سوا ؟!
” طب انا مش عارف اعملك ايه بقُصرك ده !!
‘ ولاااا احترم نفسك !!
” طب هناخد ازاي أم صورة دي في يومك الباين ده ؟
‘ اقعد على المكتب و انا هفضل واقفة و نتصور عادي…
” اقعد على المكتب عشان نعرف نتصور زي الخلق ؟ ماااشي… قعدت اهو…
جلس يحيى على طرف المكتب و ثنَى رجليه قليلا حتى تضبط الصورة… ابتسما و أُلتقطت الصورة… نظرا لها
” حلوة…
‘ حلوة بس ؟ دي جامدة… احنا كابلز تحفة على فكرة… وحدة تاني…
اخذوا صورة مرة ثانية… و ثالثة… و رابعة… إلتقطوا الكثير من الصور… صور غامضة بنظراتهم الشمسية… صور عفوية… صور و يحيى يعانقها… صور و هي متشبسة برقبته ڪالطفلة…
‘ بس دول حلوين اوي…
” بس في صورة معينة عايز اخدها معاكي…
‘ هااا ايه الوضع ؟
” ولا حاجة… انا وراكي اهو و صوري…
‘ ما تصورنا كده في الاول… اديني وضع جديد…
” اعملي ايه بقولك عليه…
‘ ايه الجديد في اللي قولته ؟
” اسمعي الكلام و انتي ساكتة…
‘ اوووف… طيب…
رفعت الهاتف لتلتقط سيلفي عادي… لكن قبل أن تضغط على زِر التصوير… قَبلها يحيى على وجنتها… أُلتقطت الصورة هكذا… تفاجئت رهف و وجهها احمَر
” هي دي الصورة اللي بقولك عليها… بس كده…
اخذ الهاتف من يدها و نظر لها مبتسمًا
” دي احلى وحدة فيهم…
‘ يحيى انت قلـ,ـيل الادب…
” عارف…
‘ لا بجد انت قلـ,ـيل الادب و متربتش كمان… ازاي تبو*سني فجأة كده ؟
” على اساس لو اخدت اذنك هتوافقي ؟
‘ لا…
” يبقى خلاص… بس الصورة جامدة…
‘ ماشي يا يحيى !!
اخذت باقة الورود و خرجت… ضحك يحيى و قال و هو ينظر للصورة
” والله الصورة قنر و في قمة الرومانسية… البت زيرو رومانسية… بس مضطر استحملها عشان بحبها…
دخلت رهف مكتبها و وضعت الورود في المزهرية و وضعتها على مكتبها… كانت غاضبة من يحيى… وضعت يدها خَدها و تذكرت قُبلته… ابتسمت تلقائيا ثم اخفت ابتسامتها في الحال
‘ هو رومانسي بس قـ,ـليل الادب برضو…
مَرت بقية الايام عادية مثل ذي قَبل… رهف عادت لعملها التي تحبه وسط اصداقائها من جديد… كل شيء عاد لمكانه مثل السابق… لكن هناك شيئًا واحد اختلف… انها تجوزت به… رغم انهم يمثلون امام الجميع انهم مجرد صاحب الشركة و مساعدته… كانت هناك نظرات حُب لبعضمها في الخفاء… في الاجتماعات و غيرها… كان يحيى يركز في الذي أمامه… لكن عندما يجد رهف امام عينه… يتلعثم بالكلام أحيانًا… و يسرح بها أحيانًا… انه العِشق يا سادة… يجعل العاشق يتصرف بغرابه…
كانوا في الفندق في قاعة الاجتماعات مثل العادة… انتهى الاجتماع و ذهب الجميع…
‘ اخيرا خلص الاجتماع ده… انا نعست… هروح انام…
” لا تروحي ايه… تعالي عايزك…
‘ يا ربي في ايه تاني !! على فكرة حوارات شركتك دي كترت… و الاسبوع ده كله اخدته بريسنتيشن للموظفين الجُدد و تعبت… عايزة اروح انام… خلي الباقي بكره اعملهولك في البيت…
” تعالي من غير شوشرة…
‘ اوووف… طيب…
ذهبت ورائه و ركبوا الاسانسير… و كانت رهف تتاوب من كثرة النعاس…
” ده انتي هتمو*تي و تنامي…
‘ بقولك الاسبوع ده كان متعب بشكل لا يُطاق… متوظفش موظفين تاني… احمد ربنا على اللي عندك… غيرك مش لاقي…
” حاضر… خلاص الاسبوع الغِتت ده خلص اهو… بكره الجمعة… نامي براحتك…
‘ المهم اخلص انت عشان اروح انام…
فُتُح الاسانسير… خرج يحيى و هي ذهبت ورائه… وصل لغرفته التي ينام بها دائمًا بهذا الفندق… فتح الباب و اشار لها بيده
” ادخلي…
‘ مش دي اوضتك هنا ؟
” ايوة…
‘ طب احنا جايين ليه ؟ انا عايزة اروح و انام…
” هتنامي متقلقيش… نخلص آخر حاجة… ادخلي بس…
‘ يوووه…
دخلت ف نظر في الطُرقة… لم يجد أحد ف إطمئن و دخل خلفها و اغلق الباب عليهم بالمفتاح…
‘ بُص يا يحيى… السرير ده بيغريني… لو مقولتش هنخلص ايه… هسيبك و انام…
” ما انا جايبك هنا عشان تنامي…
قالها و هو ينزع جاكت بدلته و يفتح القميص… ارتبكت رهف و قالت
‘ قصدك ايه ؟
” انا برضو تعبت زيك… اسبوع كان كله صداع… جايبك هنا نريح راسنا سوا…
ألقى قميصه على الارض و بقى عا*ري الصدر أمامها… خجلت رهف كثيرا و إلتفتت للجهة المقابلة حتى لا تراه و هو هكذا…
‘ يحيى إلبس قميصك…
” ليه ؟ عضلاتي بتغريكي ؟
‘ ههه دمك خفيف… إلبسه يا يحيى…
” انتي محسساني إن انا قاعد كده مع وحدة غريبة… انتي مراتي… من غير لَف و دوران… انا عايز اقضي ليلة معاكي ڪ راجل و مراته…
‘ انت اتجننت… يحيى اتلم !!
اقترب منها و شدها إليه… اصدمت بجسده و اقفل عليها بيده…
‘ انت بتعمل ايه ؟ ابعد يا يحيى !
” ليه ؟ خايفة تضعفي و تستسلميلي ؟
‘ يحيى بطل غتاتة و ابعد…
” حاضر…
قَبَل وجنتها و ابتعد… نظرت له بصدمة من افعاله… فتح يحيى دولابه و اخذ بعض الملابس له
” هروح أخد دُش سريع كده عشان افوقلك و نكمل ليلتنا… و انتي كمان اقعدي على راحتك… الشنطة اللي على الترابيزة دي فيها هدوم ليكي… غيري هدومك و ارتاحي…
غَمز لها و دخل الحمام
‘ يعني نطـ,ـع و كمان قلـ,ـيل الادب !!
امسكت رهف هاتفها و ابلغت حبيبة انها لم تعود الليلة
* اه طبعا الراجل عايز مراته… اوعاا عليكي…
‘ المهم انا بلغتك اهو عشان متتصليش عليا كتير…
* اه طبعا… مينفعش ازعجك في ليلتكم… المهم اول طفل لازم يتسمى على اسمي…
‘ حبيبة اتلمي !! غوري نامي…
اعلقت في وجهها… ضحكت حبيبة و ابتسمت بخبث
* ما انا مهما اروح و اجي مليش غير سهيلة روح قلبي… والله لاخليها تنضف البلكونة بدل ما هي عاطلة كده… يا بت يا سهههييلة…
ظلت تنظر رهف لأرجاء الغرفة… حاولت فتح الباب لكنه مغلق…
‘ شوف ابن ناهد حابسني هنا معاه… عيل بارد…
لا مهرب هذه الليلة… خلعت كوتشيها… أردات ان تغير ثيابها ف الزي الفورمال اصبح ليس مريحًا بعد ان قضت به دوامًا كامل…اقتربت من الحقيبة التي على الطاولة… فتحتها…
‘ ايه ده ؟!
لم تجد بداخلها بيجامة نوم عادية… بل وجدت بها قُمصـ,ـان نوم قصيرة للغاية و جريئة…
‘ شوف ابن ناهد مخطط لكل حاجة… طب انا عملت ايه عشان ربنا يبتليني ب قلـ,ـيل الادب ده… انا نعسانة بس و عايزة انام…
لفت انتباهها قميص أسود من بينهم… امسكته و رفعته لتراه جيدًا… نال اعجابها… انه حقًا جميل… سمعت صوت صفير معا*كسة و جاءها صوت يحيى من الخلف
” هيبقى جامد اوي عليكي…
شهقت بذعر عندما سمعت صوته و اعادت القميص داخل الحقيبة بسرعة و اغلقتها… إلتفتت له وجدته يرتدي بنطاله فقط… حمحمت و قالت
‘ مش هلبس من الحاجات اللي في الشنطة دي…
” هتقعدي يعني بلبسك ده ؟
‘ اه هقعد بيه… ماله ؟ زي الفل…
” رهف… متتكسفيش… انا جوزك مش واحد غريب…
‘ ما انا عارفة… بس مش متعودة اني اقعد مع راجل في اوضة وحدة… ولا متعودة إلبس الهدوم دي… معلش بدل ما ابوظ مزاجك الرايق ده… افتحلي الباب و سيبني و امشي… خليني اروح انام…
” ما تنامي هنا… هو انا منعتك ؟
‘ مش هعرف انام و في راجل في الاوضة… بالاخص اذا كان الراجل ده انت ف مستحيل اقعد معاك بنفس المكان…
” ليه بقا ؟ خايفة مني ؟
قالها و هو يقترب منها… رجعت رهف للوراء حتى اصطدمت بالحائط… كانت ستهرب لكنه حاوطها بجسده…
‘ يحيى…
” قلبه…
‘ لو سمحت ممكن تبعد ؟
” ليه ؟
‘ عشان قُربك مني بالطريقة دي بيوترني…
” تعرفي اني بتعمد اقرب منك عشان اشوف وشك و هو مِحمِر زي الطماطم بسبب خجلك مني… يبقى شكلك عسل اوي لما اكسفك…
‘ على فكرة انت بارد… ابعد يا يحيى…
” مقدرش ابعد…
قالها ثم دفن رأسه بعنقها و اشتم رائحتها بإدمان… توترت رهف كثيرا و حاولت إبعاده لكنه لم يبتعد بل اقترب أكثر و قَبل عنقها…
‘ لا كده كتير… يحيى فوق كده و ابعد…
نظر لها في عيناها و ابتسم
‘ يحيى ابعد و بطل تحر*ش…
” انا عايزك يا رهف…
اتسعت عيناها بصدمة مما قاله…
‘ يحيى انت…
قبل أن تكمل جملتها اخذ شفتاها في قُبلة… ضمها إليه و ظل يُقبلها بكل رغبة و يتعمق في تقبليها… استسلمت رهف له و حاوطت رقبته بيداها وضمته إليه أكثر… سعِد يحيى لانها اندمجت معه… حملها بين ذراعيه و توجه بها للسرير… وضعها عليه برفق و استلقى بجانبها و مستمر في تقبيلها… استمرت قُبلتهم طويلًا… ابتعد لتأخذ انفاسها… ابتسم و ظل يمسد على شعرها و ينظر لعيناها و هي تنظر لعيناه و صدرها يعلو و يهبط… وضع يده على زُرار الشميز الذي ترتديه و نظر لها… اومأت له بأن يفعل ذلك… ابتسم و انقض على رقبتها يُقبلها و يضع علامات امتلاكه عليها و يفُك زرارًا من الشميز واحدًا تلو الآخر…
فجأة طُرق باب الغرفة…
ابتعد يحيى عن رهف و نظر للباب… منْ جاء الآن ؟
قبل ان تتكلم رهف… وضع يدها على شفتاها و قال بصوتٍ منخفض…
” متعمليش صوت… ادخلي الحمام لحد ما اشوف مين على الباب… متقلقيش… أكيد الجرسون عشان قولته يحضرلي العشاء… المهم… اخفي انتي من هنا دلوقتي…
لمس على انفها الصغير بمشاغبة… ابتسمت و اومأت له و نهضت… دخلت الحمام و اغلقت الباب…
ارتدى يحيى قميصه و توجه للباب و فتح الباب… تفاجئ مما رأه…
* ازيك يا يحيى ؟ كنت نايم لا ايه ؟ بقالي ساعة بخبط على الباب…
” بابا !!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شخص آخر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!