روايات

رواية سوداء (لا للتنمر) الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسو أحمد

رواية سوداء (لا للتنمر) الفصل الثالث عشر 13 بقلم أسو أحمد

رواية سوداء (لا للتنمر) الجزء الثالث عشر

رواية سوداء (لا للتنمر) البارت الثالث عشر

رواية سوداء (لا للتنمر) الحلقة الثالثة عشر

هبط جمال من السياره ساحباً منى خلفه رغم كل محاولتها فى الافلات منه لكن دون جده منها، اوقفها أمامه أخيرا وهو يكاد يتمالك نفسه من شده الغضب الذي به
لم تتمالك منى نفسها أكثر من ذالك لتصيح به فى غضب:
ممكن اعرف حضرتك جايبني على البحر ليه و هو مابيبقاش فى حد خالص خصوصا بالليل ، كنا رحنا اى كافيه او كنا اتنيلنا فى البيت وبع..
قاطعها جمال بحده وغضب :
اولا صوتك مايعلاش تانى مره وانتى بتتكلمى معايا ، ثانيا ده المكان الوحيد إللى هنعرف نتكلم فيه برحتنا بعيد عن الدوشه واظن انا واخدك قدام امك يعنى مش خاطفك
تاففت منى فى ضيق قائله لهو بغضب وهى تضم يدها إلى صدرها :
اووووف ، هو انت عايز منى ايه مش كفايه إللى عملته معايا الصبح ولا لسه عايز تكمل إللى معملتهوش، يلا اتفضل كمل انا اهو قدامك اهو ، ومهما عملت انا استحاله اغير قراري ، انت فاهم
مسح جمال على راسه بشده وهو يكاد يخرج شعره من راسه بيده من شدت الغضب ، ليأخذ أنفاسه بصعوبه محدثا بهدوء رغم الغضب الذي بداخله :
طب ممكن اعرف سبب رفضك ايه ؟ انا لما قولتلك كنتى موافقه يوميها ايه إللى جده لليوم ده ؟ حابب اعرف السبب ؟!
منى بضيق :
هو كده ، مش عايزاك يا اخى هو بالعافيه يعنى ؟
جمال بحنان بالغ رغم أنهو يكاد يجن من افعال تلك النوبيه ليقترب منها بعض من الخطوات مردف بحنان قائلا :
لا مش بالعافيه يا نوبيتى بس على الاقل من حقي اعرف ايه هو السبب ؟
منى بحزن وهى تكاد تمسك تلك الدموع التى أوشكت على الهبوط من عيونها :
انت عارف كويس يا جمال السبب ايه ؟ وكفايه اوى كده لحد هنا لانى مش هتحمل كل إللى بتعمله معايا ده
جمال وقد اخذ قلبه يعتصر من نبرت صوتها التى تغيرت ، ليقول بحنان وهو ينظر إلى عيونها :
انتى قصدك على ايه بالظبط ، اوعى يكون علشان إللى حصل الصبح، انزلت رأسها إلى الأسفل ليأخذ هو نفس عميق ويرفع وجهها بانماله مكمل بصوت حنون للغايه وهو تائه فى بحر عيونها التي تغير لونها إلى البني الغامق من الحزن الذي بها ، طب انا اسف يا نوبيتي انى زعلتك منى بس جربي كده حطى نفسك مكانى ، انتى لو كنتى شوفتينى مع وحده غيرك وجايه تقولي هتخطب غيري لا وكمان كانت بتعمل المستحيل علشان أوافق اتجوزها كنتي هتعملى ايه فى وقتها ؟
منى وقد اخذ الحزن مجراه لتهبط دموعها منها لتقول بصوت مرتعش من بين شهقاتها:
لا مكنتش هعمل كده لو بثق فيك ، انت لو كنت بتثق فيا فعلا مكنتش عملت كده وانت اكتر واحد عارف أخلاقي كويس وانى مش هسمح لأي شخص يتخطا حدوده معايا مهما كان هو مين الشخص ده ، ودي مش اول مره تعملها معايا يا جمال انت عملتها كتير جدا وكنت فى كل مره بتحاول تفرض رجولتك عليا واعملى ايه وماتعمليش ايه ، انا مش لعبه فى ايدك علشان تعمل فيا كل ده واستحمل ، انا عندى اعنس ولا انى اخد حد يحاول يشكلنى زي ما هو عايز ولا حتى يتحكم فيا ، وفوق كل ده مابيحبنيش
ظل جمال يستمع إليها فى وجع شديد وهو يعنف نفسه بشده على كل ما فعله معاها فهى لا تستحق ذالك منه ولكن آخر جمله قالتها جعلته يضحك بقوه عليها لتمسح منى دموعها بكف يدها مثل الأطفال
منى بغيظ وغضب على فعلته تلك :
ممكن اعرف بتضحك ليه ؟ ايه بقول نكت وانا معرفش
جمال وهو يكاد يتمالك نفسه من الضحك :
هههههههه ايوه بتقولى نكت ، انا اول مره اسمع نكته بايخه بتضحك بالشكل ده ، تافئف هى فى ضيق ليضرب رأسها برفق قائلا بخبث، طب ومين قال انى مابحبكيش
اتسعت عيونها فى دهشه لتقول بتوتر :
هاااا
انت قولت ايه ؟
جمال بحب ظاهر فقد طفح الكيل من كبته بداخل قلبه ليكرر كلامه مره اخره :
بقولك مين قال انى مابحبكيش ، لم تجب عليه من فرط توترها ليكمل كلامه ، تعرفي يا منى يمكن لحد النهارده الصبح كنت هرجع فى قراري من تقدمى ليكى وكنت هعمل بنصيحت امى علشان ماظلمكيش معايا وقولت يا واد يا جمال ده اكيد إعجاب وبعد فتره هيروح لكن لما شوف زفت الطين إللى اسمه آدم ده واقف معاكى ركبني ستين عفر*يت وكان هاين عليا اق*تله تحت ايدى علشان بس نطق اسمك ، انا عارف انى ظلمتك فى الصبح بس اتاكدى انى عملت كده من غيرتي عليكى
نظرت إليه بدهشه مما تسمعه منه الان، هل اعترف أخيرا بحبه لها وفوق كل هذا أيضا يغار عليها ، هل يحبني جمال وفوق كل هذا يغار يغار على وحده مثلي، علم جمال ما يدور بعقلها ليقول بمرح وخبث
جمال بنظره ذات مخذي:
ماتتصدميش كده بس وانتى زي القمر ، و انا ممكن اعمل حاجات كتير اوى أندم عليها بعيدين وانتى بالحلاوة دى
منى بحرج شديد:
جمال
جمال بوهن :
عيون وقلب جمال من جوه ، لا لا ماتتكسفيش اكتر من كده انا قلبي ضعيف ومش حمل انى اشوف كل الجمال ده قدام عينى كده
منى وقد اصتبغ وجهها بحمرت الخجل:
جمال بس بقي
جمال بحب :
ما هو ده إللى خلانى احبك اكتر ، كسوفك من أقل كلمه اقولها ولا رعشت جسمك لما المس ايدك ، انا عمري ما فى حد قدر يسحرني بالشكل ده زى ما انتى عملتي فيا كده يا نوبيتي ، انا بشكر الظروف إللى خلتني اجى وأسكن فى الدور إللى فوقيكم علشان خليتنى اقابل احلى واجمل وارق نوبيه شافتها عينى ، منى بصيلي وانا بكلمك لم تجب عليه ليرفع وجهها بانماله ليشعر برعشه تسير فى جسدها ليبتسم لها بحب مكمل وهو ينظر إلى عيونها بقوه لكى تعلم ان كل كلمه يقولها الان صادقه، منى انا بحبك اوى انا عارف انى زودتها معاكى بس ده إللى انتى شيفاه من وجهت نظرك لكن انا كل افعالى كانت من فرط غيرتي عليكى مش اكتر ، انتى ماتعرفيش انا بحبك قد ايه وعايزك تبقي احسن بنوته فى الدنيا كلها، بس غصب عنى بغير عليكى حد يلمح بس شعرك الحرير ده غيري ولا ان صباع واحد بس يظهر للناس ولا ان مفاتنك تظهر لغيري ، منى انا ماقصدت انى لقيتك ارجوكى ماتحرمنيش منك ، وانا اوعدك انى هخليكى اسعد وحده فى العالم كله ومش هزعلك فى يوم من الأيام بس فرصه واحده وصدقينى انا همسك فيها بايديا وسنانى ومش هضيعك منى ابدا مهما حصل
ظلت تنظر إليه بتوجس لترا منى صدقه فى كل كلمه قالها ولكنها تخشي ان يفعل بها نفس الشئ فى المستقبل ويحكم عليها دون سماع اى تبرير منها ، فهى قد عانت بسبب الثقه تلك الكثير ولا تقدر على ان تتحمل أكثر فيكفي هذا الوجع الذي بداخلها إلى حد الان
اجابت منى بحزن ونبره خافته وهى تبعد يده عن وجهها :
مش هينفع يا جمال انت عمرك ما وثقت فيا وده هيخلى علاقتنا تنتهي من أقل مشكله تحصل بينا ، انا عندى تثق فيا ولا انك تحبني ، لأن الثقه بتهد كل حاجه حتى الحب ، فلو سمحت خلينا كده احسن انت من طرق وانا من طريق
جمال بحزن :
ليه بتحكمي على علاقه لسه مابداتش انها هتنتهي بالفشل مش يمكن تكون أجمل حاجه هنعيشها مع بعض ، انتى فهمتى غيرتي انها مش ثقه بالعكس انا ثقتي فيكى مالهاش آخر و بدليل يوم لما شوفتك لابسه قميص الزفت ده بس انا ساعتها علشان عارف أخلاقك كويس مافكرتش لحظه وحده انك ممكن تكوني عملتى حاجه غلط ، مع ان لو حد تانى شافك كان فهم غلط ، اكمل بحزن من أعماق قلبه، انتى للاسف يا منى بتحطى ثقتك فى ناس مالهاش حق فيها وتصرفك بحسن نيه ده الناس بتفهمها حاجه تانيه خالص ، عقدت حاجبيها فى استغراب وغضب ليردف مكمل ، هفهمك ، انتى دلوقتى اتعملت مع الزفت آدم ده كا صديق أو اخ مثلا وعارف انك حاطه حدود بينكم من غير ما تقولى بس هو كا راجل هاا ، كا راجل فهم انها حاجه تانيه خالص وانك مثلا بدأتي تحنى معاه خصوصا بعد ما اعترف انه بيحبك وعايزك
منى بتسرع وغضب :
يا سلاااام يا خويا يعنى على كده لو كملنا هتخلينى اقعد فى البيت وماخرجش خالص منه وبلاها شغل كمان وامحي كريري كله ، ما انا بطبيعة شغلي بخطلت مع شباب كتير ، لا احنا نفضها سيره احسن
جمال وقد طفح الكيل من غبائها ، ولكنه لا يود ان يحزنها مره اخره ليقول بحنان على عكس ما بداخله :
لا يا منى مش هحرمك من كريري مع انى مكنتش عايزك تشتغلى علشان تركزي اكتر على دراستك ومستقبلك بس لو انتى حابه تكملى شغل دى حاجه ترجعلك بس ساعتها كل إللى هتخديه هتحطيه فى اسمك فى البنك ولو عايزه تعملى مشروع وتبداي حياتك بيه دى حاجه ترجعلك لان ده مستقبلك انتى وانتى حره فيه وانا صدقيني هكون معاكى فى اي خطوه تعمليها ، انا عندى سعادتك اهم من كل شئ ، بس انا ماقصدتش برضه إللى فهمتيه ده ، بصي هبسطهالك ، انتى دلوقتى مثلا مثلا بتحبينى لا ده انتى بتم*وتي فيا كمان
منى بردح :
بمو*ت ايه يا عممممممر
جمال بغيظ مكبوت:
ما انا ازفت وقولت مثلا ، ده مثال مش اكتر ليكمل بمكر مع ان الكلام ده حقيقي ، اتت أن ترد ليصيح هو بقوه بااااس قبل ما نبدأ من اول وجديد سبينى اكمل ام المثال ده خلينا نخلص فى ام اليله ده ، وضعت يدها أمام صدرها فى ضيق ليكمل هو ، دلوقتى افترضنا انك بتحبينى وجيتى اعترفتي بده ليا وانا رفضك مرتين قوم بعدها عملتى موقف شهم معايا فأنا بالتالي هتعامل معاكى كويس علشان موقف الجدعنه إللى سياتك عملتيه معايا انتى ساعتها هتفهمى ايه من تصرفي ده وحطي فى اعتقادك انك دلوقتى بتحبينى وانا رفضتك اكتر من مره ، شوفتي اهو انتى ذات نفسك مش لاقيه رد اهو يبقي معايا حق فى كلامى ولا لا ؟ ما تردي سكتى ليه دلوقتى!!؟
اخذ منى تفكر فى ما قاله جمال لتجد انه معه حق ولكنها لا يجب أن تعترف إليه لكى لا يتعالي عليها لتقول بتحجج:
عآآآ عادى يعنى ، هتعامل معاك عادى ومش هفهم اي حاجه غير انها صداقه مش اكتر طالما انت حاطت حدود معايا إلى حد النهايه
جمال بسخريه:
بذمتك انتى مقتنعه بكلامك ده ؟
منى بضيق :
يوووه انت عايز ايه دلوقتى يا جمال؟
جمال بحب صادق :
عايز فرصه واحده بس واتاكدى انى مش هخيب املك فيا ، انا يا منى مايهمنيش فى الدنيا دى غير انى اشوفك مبسوطه قدام عينى وان شاء الله ربنا يقدرني واسعدك وماخلكيش تزعلى ولو ثانيه وحده ، ها قولتى ايه ؟
منى بتردد :
طب وغيرتك دى هتعمل فيها ايه ؟
جمال وقد احسن انها ستعطيه فرصه أخيرا:
ماوعدكيش انى ابطلها لان إللى بيحب بيغير بس هحاول على قد ما اقدر ماخلكيش تضايقي منها ، ايه ماتبصليش كده انا استحاله اخلى حد يشاركنى فى انه يشوف جمال القمر ده كل يوم واقف ساكت كده ، اااه انا رجل شرقي ودمى حامى
منى بتوتر وضيق :
جمال انا بتكلم جد على فكره
تقدم جمال نحوها وهو يقول بحب :
وانا بتكلم جد برضه طب بزمتك يا شيخه انتى ترضي تخلى حد يشوفني ويتغزل فيا كل يوم وتقعدى ساكته كده من غير ما تعملى اى حاجه ؟
منى بتسرع:
طب يبقي حد يبصلك كده وانا اقت*لكم انتو الاتنين
جمال بابتسامه ساحره أظهره فيه غمزاته :
اهو شوفتي اديكى قولتى اهو ، يعنى حلال ليكى وليا حرام يا ست منى ، نظرت منى إلى الأسفل فى حرج شديد من تسرعها وهى تانب نفسها على الموقف الذي وضعت نفسها فيه ليضحك هو بقوه عليها ، يا بنتى هو انا كل ما اقول كلمه تتكسفي بالشكل ده؟ امال لما نبقي فى بيت واحد هتعملى ايه لان ساعتها مش هيكون كلام بس
ضربته منى بيدها بخفه على صدره قائله بحرج شديد وقد تورد وجهها من فرط الخجل :
جمال بس بقي
جمال :
يالهوووي ، قوليها تانى والنبي ده انا اول مره اعرف انى اسمي حلو بالشكل ده
منى بحرج شديد:
خلاص بقي
جمال بتسائل:
طب خلاص ماتتكسفيش اكتر من كده خلاص هسكت اهو بس قبل ما اسكت ، ردي على سؤالى الأول موافقه نبدأ من جديد سوا ؟
اخذت منى تطلع إليه وهى تفكر فيما يجب عليها الآن إن تفعل هل تعطي لهو فرصه و تجرب حظها هذه المره ، ام لا فهي تخشي ان يجرحها مثلهم فهي لا تتحمل أكثر
…………………………………………………………
عند منى
ظلت تنظر إلى نفسها فى المراه وهى ترا انهو قد اتا اليوم الذي كان بالنسبه إليها من المستحيل ان ياتى وخصوصا لوحده مثلها ، ظلت تطلع إلى الفستان الأبيض الرقيق الذي قد احضره لها جمال كاهديه على موافقتها على الزواج منه ، لتاتى ام جمال وتخبرها ان الموعد قد حان الان وان تأتى معها ولا تجعلهم يتنظرون أكثر من ذالك، ذهبت معها وظلت واقفه تتطلع إليه فى شرود فهو كان حقا فاتن جدا بتلك البدله السوداء التى ابرزت جمال أكثر وتلك الغمازةالتى تظهر على وجهه وهو يبتسم لها ، ارتسمت ابتسامه خفيفه على شفتيها وهى تتذكر كيف بعد ان وافقت على طلبه قد أخذها دون سابق أنظار وأخبر امها انهو سيأتي من جديد هو وأمه وابيه لطلب يد منى ، وبالفعل قد جائو فى اليوم التالى لتتفاجأ به يقول انه يريد كتب كتاب على طول وهذا لكى يستطيع أن يخرجو براحتهم دون أن يتحدث عليهم احد وخصوصا انهو يخاف ان تذهب من يده مره اخره وبعد الكثير من اصرار منه قد وافقت ، افاقت من شرودها على اجمل جمله قد سمعتها طوال حياتها
” بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير”
قالها المأذون وقد انطلق التصفيق والزغريط فى المكان كله ، نظر جمال إلى منى وهو غير مصدق لما يحدث معه الان فهى بعد صراع دام لكثير من الوقت وبعد اصرار كثير منه أخيرا وافقت ان تصبح زوجته أمام الله وأمام الناس ، والحال لا يختلف عند منى فهى أيضا ما كانت تحلم ان ياتى يوم ويكون جمال هو زوجها لا و بل ان ياتى يوم وتتزوج مثل اي فتاه اخره بحالتها تلك ، ظلت تنظر إلى الأرض فى حرج من نظراته التى تخترقها لتشعر به وهو يقف أمامها لترفع عينيها بشهقه عندما لمست يده بيدها للتلاقي العيون أخيرا للحظه ظلت العيون هى المتحدثه ، تصرخ معلنه عن حب كل منهم للآخر ، فإذا ادت ان تعرف مكانتك فى قلوب الآخرين فانظر إلى أعينهم، فالسان يكذب ولكن العيون لا تكذب
تمتمت منى فى همس شديد ، قائله بنبره حانيه :
مايجعلني اراهن انك معجزة
هو انك الغرق والنجاة في آن واحد 💜
ابتسم جمال بحب بعدما سمع ما قد تمتم به هى ظنن منها انها تتحدث بداخلها ليردف بنبره حانيه هو الاخر :
لم أجد فى قربك الا السكينه ، فقولى لي بربك ما الذي بينك وبين الله لكى يجعل قلبي متيم بكِ ؟!
بحبك يا منى ويا زوجتى وقرت عينى
اتسعت عيونها منى من الصدمه فهو للمره الالف يخبرها بحبه لها وفى كل مره تندهش كأنها لأول مره تسمعها منه ، ولكن عندما ضغط بكفه على يدها بحنان بالغ كانه يأكد لها صدق كلامه ، خرجت من ثغرها ابتسامه خفيفه فهى لأول مره فى حياتها تشعر فيها بأنها قد جبرت ، اااه والله فهى اول مره تشعر بالسكينه والأمان بجوار احد مثلما تشعر معه ، لاسيم ان العالم بأسره كان يرها نكره ولكن آت هو وجعل منها وطناً لهو
اقترب جمال منها بشده حتى كانت أنفاسه على وجهها ليقترب أكثر بجوار اذنها هامس بصوت حنون :
تعالى معايا
ودون ان يترك لها أي مجال للسؤال او المعارضه كان يسحبها خلفه برفق ليتسللو من وسط المدعوون ويخرجو من المنزل ، ليسطحبها خلفه إلى أعلى البنيه
لم تعلم إلى أين ياخذها ولاسيم انهم بدئو فى الصعود إلى أعلى العماره لتقول فى خوف :
جمال انت واخدنى على فين ؟
شعر جمال بخوفها منه ليردف بحنان وهو مازال يجرها خلفه قائله بحنان لكى يطمئنها :
ماتخافيش طول ما انتى معايا ، احنا خلاص وصلنا اهو ، اوقفها اخيرا أمامه مردف بحنان بس غمضي عينك الأول
منى بتوتر و خوف شديد منه :
بآآآس..
جمال مقاطع ايها بحزم :
من غير بس ، وضع يديه على وجهها قائلا بحنان بالغ، منى عايزك من انهارده تنسي اي حاجه حصلت بينا وتتعلمى تثقي فيا واتأكد اني عمري ما هعمل اي حاجه تخليكى تبعدي عنى ونرجع لنقطت الصفر من تانى ، انا ماصدقت انك وافقتي فأكيد مش هعمل حاجه تبعدك عنى
ظلت تنظر إليه فى تردد منها ومازالت تشعر ببعض الخوف ولكنها قد لمست الصدق فى كلمه ولكنها أيضا منى وبغريزتها تلك فهى لا تستطيع الا تخاف من اي شئ ، عندما احس جمال بترددها اكمل مطمئن ايها
جمال بنظرات تكن الصدق والحب إلى عيونها ونبرةصوت حانيه :
عملك مفاجأة جوه مناكد انها هتعجبك بس لازم تغمضي الأول ، عندما قال جملته ظلت تنظر إليه فى تردد مره اخره ولكن يجب عليها ان تعطي لهو هذا الفرصه فهى لا تنكر المواقف التى كانت تجمعهم سوا معا وكان فى كل مره يحميها لتمتكس لطلبه وتغلق عيونها ليبتسم هو فى حب عندما رأي انها ستعطيه فرصه لكى تثق به ، ليمسك يدها بيده فى حنان وقد أخذا يدخلها إلى السطح برفق حتى اوقفها اخيرا ، ليقف خلفها ويضع يديه على اكتافها يوجهها نحو اليمين قليلا ويهمس بجوار ازنها بحنان ، فتحى
بمجرد ان فتحت منى عيونها وقفت مصدومه تنظر للمكان من حولها فكان مزين السطح بطريقه لطيفه جدا ، فكان يوجد أمامها فراش فى الارض وعليه وسادتين والكثير من الحلوي المفضله لها وتلك الشموع من حولهم والانوار الخافته التى تنزل بانسيابيه على مكان مجلسهم ، وتلك الزهور التى موجوده على الارض تحت قدميها بطريقه جميله جدت ، وفوق كل هذا قد أشعل جمال موسيقي خافته جدا ، اعتدلت تطلع إليه والدموع تترقرق فى عيونها بشده فهذا المره الاوله لها التى تتذوق فيها طعم السعاده ، ولأول مره تسمح لاحد بأن يرا دموعها ولكن كانت هذه المره كانت دموع الفرحه ، ودون اي مقدمات منها ذهبت إليه وهى ترقض تلك الخطوات البسيطه الفاصله بينهم تحتضنه بشده متشبسه به بقوه ، لتتفاجأ هو من رد فعلها ولكن لا ينكر انهو قد سعد جدا لفعلتها العفويه تلك ليبدلها الحضن بسعاده غامره
تمتمت منى بخفوت وهى تتشبس به بقوه داخل احضانه قائله بتسرع دون اى تفكير :
شكرا جدا جدا يا جمال ، بجد انهارده اسعد يوم فى حياتى كلها مع انى كنت خايفه من انى اديك فرصه بس انت اكدتلى ان قلبي اختار صح ، انا بحبك اوى اوى و.. شهقت بقوه لما قد قالته فى تسرع لتحاول أن تبتعد عنه فى توتر منها ليثبتها جمال بين احضانه بقوه ثم ابتعد عنها قليلا جدا واخذا يتطلع إليها ليجدها تنظر إلى الأسفل وقد احمرت وجنتيها بشده من فرط الخجل ليرفع وجهها بانماله
جمال وقد أخذا يتطلع إليها فى حب كبير فهو ماكان يتوقع انها تحبه مثل ما يحبها ليردف بتنهيدت حب :
ياااااه يا منى أخيرا قولتيها ، ده انا كنت فقد الأمل من انك تكونى بتحبينى بسبب معامتك الناشفه معايا من يوم ما عرفتك ، ماتتصوريش انا كانت حالتى ازاى فى الشهور إللى عدت دى ، اكمل بخبث ، انا لو كنت اعرف انك هتعترفي بحبك ليا كنت عملت كده من زمان والله قالها وهو يغمز بعينه لها بمشاكسه ليحمر وجه منى اكتر
منى بخجل وتوتر من نظراته وكلامه لها فهى لم تتعود على هذا كله من قبل لتضربه بخفه بيدها على صدره وهى مازالت بين احضانه:
جمال بس بقي حاولت الافلات منه ولكن هو لم يدع لها الفرصه لتقول بحرج، جمال أبعد مايصحش كده لو حد شافنا يقول ايه ؟
جمال بمشاكسه منه :
هيقول واحد ومراته عادى جدا ، وبعدين انا مش فاهم انتى عايزه تبعدي ليه ده انا حتى حضني حلو وكله حنيه ولا ايه قالها وهو يغمز بعينه لها
اصتبغ وجهها بحمرت الخجل أكثر على كلامه لتردف بتلعثم من توترها:
جمال خلاص بقي أبعد ، ابتعد جمال عنها أخيرا لتقول هى فى توتر مغيره مجره الحديث وهى تبتعد عنه وتتجول فى المكان من حولها ، انت لحقت تعمل كل ده امته وانت طول اليوم كنت معايا ؟
ذهب إليها جمال واخذها من يدها واجلسها على إحدى الوسادتين وجلس هو على الاخره وقد أخذها بين احضانه مره اخره ليقول بحنان:
الفتره إللى كنت رايح اجهز نفسي فيها طلعت ظبط الدنيا وكده كده كنت محضر كل حاجه من امبارح، اكمل بمرح ، ده انا بسبب ام الشكولاه إللى بتحبيها فضلت الف عليها اليل كله ، تقوليش اول ما عرفوا انى عايزها خفوها من البلد
نظرت منى إليه فى تسائل:
آآه صحيح يا جمال انت عرفت ازاى انى بحب الحاجات دى كلها ؟
اخذ يتطلع إليها جمال فى حب ، ليردف بحنان وهو يمسح بيدها على وجهها فى حنان :
إللى بيحب بجد بيعرف عن إللى بيحبه كل حاجه، بيحب ايه وبيكره ايه وعايز ايه ؟ وانا بقي من خلال ابحثي الخاصه عرفت كل حاجه عنك و ، اخذ جمال يقص عليها كل ما قد عرفه فى خلال فترت البحث عنها لتتافجأ هى بشده من كم الأشياء التي عرفها عنها فحتى بجمتها المفضله قد علم بها ، ظلو يتحدثون فى أمور عده وهى تشعر بسعاده غامره ولأول مره فى حياتها لا تشعر بالرهبه او الخوف من المستقبل، فكيف لا وهي قد وضعت مستقبلها بين يديه وهى مغمضه الأعين ، ظلت تسأله عن عائلته وشغله وهو كان يجيب عليها بمرح ولا يخلو حديثهم هذا بنظرات الحب التى تشع من أعينهم بشده لتلك الحظات الجميله التى يعيشونها معا
أخذا يتطلع إليها بحب ليرها تشرد مره اخره به ليقول بتسائل لكى تخرج من صمتها فهو يعشق سماع صوتها العذب هذا :
عجبك الجو إللى عملته ؟
اجابت منى بتوهان وهي لازلت تحت تأثير التخدير بالسعاده التي تشعيها معه :
عجبني لدرجه مش عايزه اسبه لحظه ، تعرف يا جمال انا اول مره فى حياتى القي حد يهتم بيا بالشكل ده ويعرف عنى كل حاجه، بحب ايه ، وبمابحبش ايه ؟ انا اول مره فى حياتى حد يحبني اصلا ؟! اكملت بحزن انا عشت طول عمري من بعد موت بابا الله يرحمه وانا حاسه انى نكره على المجتمع ، الكل كان مابيحبش يقرب منى بسبب شكلى لدرجة انهم كانو يخافو يسلمو عليا احسن يبقو سود زى كده نظرت إليه وأكملت بحب ، بس انت يا جمال انت الوحيد إللى حبني زي ما انا ومحولش انه يستعر منى او ينفرني بالعكس من اول مره شوفني وانت كنت تملى تعاكس فيا وكنت دايما تحسسني ان انثي واستحق المدح ، عارف انت كنت فى كل مره تعاكسني فيها كنت ببقي طايره من الفرحه حتى انى بفضل ابص لنفسي فى المرايه زي المجانين كده علشان اتأكد من كلامك
اردف جمال بمرح لكى تخرج من تلك الدوامه التى بها ، ليقول بمشاكسه ومرح :
علشان كده كنتى فى كل مره بتديني فوق دماغي ، انتى نسيتى انك كنت بتقوليلى جارك السليط
منى بمرح هى الاخري :
ههههههه ولازلت برضه وحياتك جاري السليط بس مع اختلاف الالقاب علشان كده هقولك زوجى السليط ، هااا ايه رايك ؟
جمال بحزن مصطنع :
اااه يانى ياما يعنى انا اطلع من حفره أقع فى بير ، هى اكيد بطه كانت داعيه عليا فى ليله القدر ، لا لا ده اكيد زنوب هروبي من حصص الفيزياء زمان
منى وهي تمسك خدوده بيدها كأنهو طفل أمامها :
تعيش وتاخد غيرها يا زوجى السليط وقرت عينى ، ظلو يتسامرون فى الحديث وقد عد ساعات طويله على مكوثهم وهم بهذه الحاله ، فقد كانت تمر الساعه فى وقتهم كأنها ثوانى معدوده ، فحقا فى وجود السعاده يختفي الوقت .
…………………………………………………………….
فى منزل منى
كانت تدخل وهى تدندن احد الاغانى التى كانو يدندنوها مع بعضهم البعض منذ قليل و هى تشعر انها ترفرف مثل العصفوره ، فالاول مره تنعم بالحريه والسعادة معا فى وقت واحد ، لأول مره فى حياتها تشعر انها فتاه حقاً ، تشعر بأن يحق لها ان تفرح مثل أي حد ، يحق لها ان تتدلل مثل أي فتاه اخره على حبيبها ، اغلقت الباب خلفها وهى تستند عليه بظهرها وتضع يدها على فمها وهى تضحك بشده من فرط السعاده حتى انها ظلت تضحك أكثر على جنونها هذا ، فلما تضحك بقوه هكذا ؟ حقا انها مجنونه
– ما لسه بدري يا ست هانم ؟ انتى مش شايفه الساعه بقت كام ؟ كان هذا صوت امها التي كانت تجلس على احد الكراسي تنتظر قدامها وهى فى قمت الغضب ، وعندما رأت ابنتها بهذه الحاله قد اشتعل النيران بداخلها
تنهدت منى بخفوت فهى آخر ما تريده الان الشجار مع امها مره اخره ، اردفت بهدوء :
معلش يا ماما الوقت سرقنا ومحستش وبعدين انا مكنتش مع حد غيب يعنى ده جوزى وكمان مارحناش مكان بعيد لكل ده، كنا فوق السطوح يعنى
ام منى بسخريه وغيظ مكبوت :
وايه يعنى جوزك ؟ لما تبقو تعملو الفرح يبقي غوري معاه فى ستين داهيه تاخدك بس طول ما لسه انتى هنا فى البيت ده تحترمي وجودك فيه وتسمعي الكلام ، اكملت بسخريه، انا عارفه خدك على ايه ؟ وكان متشحتف اوى عليكى علشان ترضي عنه قال يعنى السفيره عزيزه قال ، اقطع دراعي من هنا ان ما كان الواد ده حد عملو عمل ، بقي جمال المز ده يبصلك انتى يا قعر الحله ؟!
اغمضت منى عيونها فى غصه مريره وهى تحاول ان تبتلع هذا الكلام لتفتح عيونها وتردف بثقه كاذبه :
خدنى علشان حلاوتى وشعري الطويل السايح وجمالي الرباني و جسمى السمبتيك ، مش زي البنات التانيه جبس رخيص وفيك كله
ام منى بسخريه :
طب كنتى حطي من مكياجى يمكن كان ساعتها بشرتك فتحت شويه بدل ما انتى حطالى مكياج غامق بالشكل ده وانتى سوده ، خليكى كده لحد ما يطفش من وشك الاسود ده نظرت إليه بقرف من رأسها إلى اخدم قدميها لتردف ، انا هروح انام مش عايزه صوت واعملى حسابك من بكره تصحى تنضفي كل الهيلمان إللى حصل ده ، قال حلوه قال
ذهبت هى إلى غرفتها وأغلق بابها خلفه بقوه لتضع منى يدها على قلبها فى وجع مرير ، هى تصنعت أمامها القوه ولكن هى نفسها كانت لا تشعر باي كلمه قالتها ، نزلت دموعها أخيرا بانسيباه فى صمت وهى تندب حظها على تلك السعاده التى لم تكتمل معها ، كفكفت دموعها بيدها وذهبت إلى غرفتها وهى تعنف نفسها فالتى مثلها لا يجوز لها ان تفرح مثل أي فتاه ، وأخيرا وبعد ان أخذت حمامها الدافئ ألقت بجسدها على السرير تفكر فى كل ما عاشته حتى الآن وهى لا تعرف ما هو الذنب الذي اقترفت لكى يكرهها الجميع بهذه الطريق البشعه ، هل لأنها خلقت مختلفة الون عنهم يحدث معها ذالك ؟ ام لأنها بشعت المنظر ؟ ام لأنها ليست جميله مثلهم يفعلون معها ذالك ؟ ام ام ام… ظلت تنظر إلى سقف الغرف فى فارغ شاره تصارع عقلها وتحاول إسكت هذا الوجع الذي اخترق قلبها فى اسعد يوم فى حياتها ، تحاول ان تخرج من تلك الغيمه السوداء التى أصبحت لا تفرقها ابدا، لكن كيف وهى كانت دائما تلك الغيمه السوداء فى عيون الجميع .
انتها الفصل ، إذا اتممت القراءه صلي على النبي
جمال ممكن يغير منى ؟ وهل فعلا بيحبها ؟
جمال معاه حق فى فى الكلام إللى قاله ل منى عن آدم ولا ده كان من الغيره ليس إلا؟
ام منى رايكم فى تصرفها مع بنتها ؟
شايفين منى ممكن تتغير وتحب نفسها زى ما هى ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سوداء (لا للتنمر) )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى