روايات

رواية ست البنات الفصل السادس عشر 16 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الفصل السادس عشر 16 بقلم نهى مجدي

رواية ست البنات الجزء السادس عشر

رواية ست البنات البارت السادس عشر

ست البنات
ست البنات

رواية ست البنات الحلقة السادسة عشر

بعدما اطمئننت بوجوده بجوارى لم أعد اريد شيئا ً آخر , اتصلت بوالده عمر وطمئنتها وجعلته يحدثها فكانت تبكى فرحا ً وشكرا ً لله , ثم اتصلت بوالدتى واخبرتها اننى سأمكث فى المشفى مع عمر لحين تمام شفائه ومنعت الجميع من القدوم لأنى اعلم جيدا ً ان المرحله المقبله ليست بالهينه ولا أريد لأى أحد ان يرى عمر بهذ الحاله أبدا ً , طمئننا الطبيب ان مرض عمر ليس متأخرا ً ولكنه سيحتاج بعض جرعات العلاج الكيميائى للقضاء على المرض تماما ً ولذلك العلاج مضاعفات وأثار جانبيه علينا ان نتخطاها معا ً , كنا نستمع لكلام الطبيب ويدانا لا تفارق بعضهم البعض فلقد اقسمنا الا تفترقا ابدا وان نتخطى كل ماهو قادم بوجودنا معا ً , مرت الأيام الأولى هادئه , أرى فى عينين عمر القلق والخوف وأحاول ان اشتت انتباهه حتى يستطيع تخطى ذلك الوقت القادم , أرسلت لأمى ان ترسل كتبى واوراقى لاذاكر بجوار عمر فموعد الاختبارت اقترب ولم استطيع ان استذكر اى شئ فى الوقت الماضى ولا أريد ان اخزل عمر وان يشعر انه السبب فى ذلك , فكنت امكث معه طيله اليوم ألقى النكات واعتصر مخى لتذكر الاحاذير التى تشغل عقله مؤقتا فكان يستمع لى وفى عينيه نظره وله وهيام أراها حيث انا فلا تتغير تلك النظره حتى مع أشتداد المرض , تلك النظره التى تهون عليا الكثير وتجعلنى اثق ان القادم لابد وان يكون أفضل بكثير , وعندما تنضب أفكارى واجده هائما ً منشغل التفكير كنت اطلب منه كل ماهو جنونى لجعله يبتسم
– عمر انا قررت احلقلك دقنك

اقبلت عليه ممسكه بماكينه الحلاقه فى يدى وعلى وجهى نظر افتراس وكأنه وقع فى شر اعماله
– مابلاش ياحبيبتى انا اصلا قررت اربى دقنى
– متحاولش انت خلاص وقعت تحت ايدى ومفيش مفر
وضعت الصابون على وجهه واقتربت منه أشذب له لحيته التى نمت بجلوسه فى المشفى فكنت امرر الماكينه بهدوء شديد خشيه ان اجرحه , كان وجهانا متلاقين وعينيه تبعث فى عينى شعاعا ً من عشق وعلى وجهه ابتسامته العذبه التى يرق لها قلبى وتأسر روحى برؤيتها , كان انعكاس ضوء الشمس على عينيه يعطيها بريقا ً وحفيف الهواء مرورا بأوراق الشجر تطرب له الأذان فاقترب هوا أكثر وسرق قبلته الأولى خلسه فارتعشت يدى وجرحته , لم أدرى ما حدث فقط وجدت يدى تفقد صوابها وعقلى يذهب لمكان آخر ولم اشعر بذلك الجرح الذى سببته له الا عندما رأيت قطره الدماء تسيل منه
– انا اسفه .. مش عارفه ايه اللى حصل
تشنجت وابتعدت عنه ومازلت ممسكه بالماكينه فى يدى وفى عيني نظره هلع لتلك القطره التى سالت من ذقنه , فاقترب منى وامسك بيدى لأهدء

– اوعى ترجعى فى كلامك انا حبيت الحلاقه أوى
تعالت ضحكاتى فكنت كالطفله بين يديه يحملنى ويقذفنى فى الهواء فاأسقط ويسقط هوا ونظل نضحك على فعلتنا فننسى من نحن وأين نحن وماذا نفعل ونتذكر فقط اننا معا ً ولا شئ سيحول بيننا أبدا ً
بعد أخذ الجرعه الأولى تغير عمر تماما فظهرت الأثار الجانبيه سريعا ً فكانت يصارع الألم وكنت أسمه تأوهاته المكتومه طيله الليل ويتمزق قلبى لها , أعلم انه يتألم وانه يحارب ذلك الألم ويكتمه بقلبه حتى لأ أشعر به ولكن بعد الجلسه التاليه كانت تخور قواه بسرعه فظل طيله الليل محموما ً ارتفعت حرارته كثيرا وكان يتصبب عرقا ً ويهذى بكلمات غير مفهمومه فكنت اسمع أسمى يتردد على شفتيه كثيرا ً , جلست بجواره وظللت اضع الضمادات ساحبه الحراره ولكن لا فائده , فكنت اضع بجوارها الكثير من الأقمشه المبلله بالمياه البارده فكنت امسح بها وجهه ورقبته وصدره وكانت الحراره تخرج من جسده ببطئ وظللت على تلك الحاله طوال الليل أضع له الكمادات تاره وأقرأ فى كتابى تاره اخرى حتى انقشع الظلام وظهر ضياء الشمس واستيفظ معها وعلى وجهه ابتسامه حاول ان يجعلها طبيعيه ولكنها كانت شاحبه كثيرا ً , كنت أقوم عبراتى ان تسقط خوفا ً عليه
– عامل ايه يابطل

– كويس طول مانتى كويسه
– انا تمام جدا خف انت بسرعه علشان نلحق نكمل حلاقه
كانت ضحكاته تخرج متقطعه فيسعل فى كل مره يحاول الضحك وتضرب نبضاته , فكان يمسك بيدى ويضعه فوق قلبه ويخبرنى ان يدى هيا الشفاء لجسده العليل
لم تمر الليله بسلام وعندما أخذ الجرعه التاليه تحول الأمر تماماً فكان يشعر ببروده شديده فى أوصاله , عندما اوشكت على النوم سمعت صوت اصطكاك اسنانه ببعضها البعض , نهضت فزعه وركضت نحوه فوجدته يرتعش بشده وترتطم اسنانه ببعضها , احضرت له كافه الأغطيه الموجوده وحاولت ان اجعله يرتشف ولو القليل من مشروب دافئ لعله يبعت الدفئ لجسده ولكنه كلما دخل شيئا ً جوفه تقيأه , فكنت اغسل له وجهه واصفف له شعره واضع له بعض المعطرات الهادئه حتى لا ينظر لوجهه ويرى فيه المرض فيكتئب اكثر , وكنت امنع كافه العاملين ان يمرضه احدهم فلا يريد ان يمسه سواى ولا ان يراه احد مريضا ً , جلست بجواره على سريره الصغير واحتضنه بشده , فرمى رأسه على صدرى وجسده يرتعش بشده , حاوطته بيدى لأجعل دفئ جسدى ينتقل له وظللت هكذا حتى صبيحه اليوم التالى , استيقظ هوا فوجدنى قد غفوت وانا على تلك الحاله فالليالى السابقه لم انعم فيها بنوم هنيئ ولو لساعه كامله , شعرت بيديه تمسح وجههى وتتخلل شعرى ففتحت عيناى انظر له , وجدتنى بين ذراعيه نائمه بجواره ينظر له بتأسف وكأنه يشعر انه عبئ ثقيل , بادرته بالحديث حتى لا يجعل تلك الافكار تتخلل عقله
– كنت ناويه اصحى الاول واجرى بسرعه قبل ما تشوفنى لحسن تقول عليا بموت فيك
فهم جيدا ً اننى احاول تشتيت انتباهه فمسح بيده على وجهى وابتسم
– انتى مش بموتى فيا انتى عايشه فيا
احتضنته وشعرت بقطرات دموعه تنساب بصمت , اعلم جيدا ما يعانيه ويتمزق له قلبى ولو كان بيدى لوهبته جميع أعضائى عن طيب خاطر ولا أراه على تلك الحاله ابدا
– ايه بقى الكسل دا انت مش هتغير هدومك ولا ايه
مسح دموعه بسرعه حتى لا ألحظها وتحدث بوهن
– هاخد المسكن الاول علشان اقدر اقوم
حزرنى الطبيب من كثره المسكنات لأنها ستضعف بطانه المعده وقد تتسبب فى قرحه ولكنا لا نستطيع منعه منها تماما ً فنحن نعلم مدى تألمه

– لا انا مش هخليك تاخد مسكن تانى
نظر لى بتألم وحاول الابتسام فلم يستطيع
– لومخدتش المسكن مش هقدر اقف
امسكت بيده لأساعده على النهوض وانا ابتسم بطفوليه مصطنعه
– دى فرصتى
نهض متألما ص حتى استقام وظل صامتا ً للحظات يلتقط أنفاسه
– فرصتك ازاى ؟
وقفت امامه واضعه يداى حول خصرى وأغمز له بعينى
– انت ساعدتنى قبل كدا اغير هدومى وجه دورى اردلك الجميل
ضحك كثيرا حتى ظهرت نواجزه واغرورقت عيناه بالدموع
– طيب انا كان عندى قوى خارقه
– لا دا انا عندى حاجات كتير هشرحهالك واحده واحده
امسكت بيده اساعده على النهوض فوضع يده اليسرى على كتفى وامسكت بيده اليمنى وتمشينا معا ً بهدوء وخطوات متثاقله وانا اتحدث كثيراً حتى لا أدع مجالا ً له ان يتذكر المسكن
مضت الأيام ثقيله ومؤلمه تتخللها اللحظات التى تنسينا مراره السابق والتالى , كان قلبى يشتاق لتميم كثيرا ً ولا أقدر على ترك عمر فكنت اكتفى بمكالمه امى دائما والاطمئنان عليه حتى اقترب موعد اختباراتى وتوافقت مع موعد الجرعه الأخيره لعمر , اتصلت بهمسه صديقتى واخبرتها اننى لن احضر الاختبار حتى وان كلفنى الامر ترك الدراسه بأكملها ولم ألحظ ان عمر يستمع لحديثى ما إن اغلقت الهاتف حتى نادانى
– ميراس

– نعم ياحبيبى
– انتى ازاى بتقولى انك بتحبينى وفى نفس الوقت عايوه تتخلى عن حلم حلمناه سوا
– تقصد ايه ؟
– انا سمعتك وانتى بتتكلمى فى التليفون وعرفت انك عاوزه تسيبى الامتحانات
– مفيش حاجه اهم منك ياعمر , كله يتعوض
– وانا مش هبقى كويس الا اطمن على نجاحك
– مش هينفع ياعمر , مش هقدر اسيبك فى ميعاد الجلسه مهما حصل
– اوعدك انى هبقى كويس علشانك واوعدينى انك هتحلى كويس وتطلعى الاولى
– مش هسيبك ياعمر
– طيب هقولك على حاجه
– قول
– انا هكلم الدكتور يأجل ميعاد الجلسه لحد ماترجعى
– طيب بس يمكن تتعب
– بالعكس انا هقعد استناكى لما ترجعى واليوم قدامنا طويل
احتضنته وركضت اتحدث لهمسه واخبرها اننى سأحضر الأختبارات , اجرى عمر اتصالا ً بصديق له وطلب منه ان يوفر لى سياره بسائق تقلنى فى مواعيد الاختبارات وتعيدنى الى المشفى
ظللت طوال الليل استذكر مافاتنى وبجوارى عمر الذى رفض ان ينام حتى يظل بجوارى يشجعنى حتى نال التعب منى كثيرا ً وغفوت بجواره , شعرت به ينهض ويتسلل خارجا ولكن من شده ارهاقى لم استطع ان افتح عيناى
فى الصباح وجدته يوقظنى بابتسامته المعهوده ومعه اكياس كثيره مليئه بالمأكولات السريعه والحلوى التى افضلها
– جبت الحاجات دى امتى ؟
– رشيت العامل جابهالى
نهضت متكاسله افتح عيناى بصعوبه , غسلت وجهى وعدلت هندامى الذى لم استطيع تغييره منذ ايام واستعديت للانصراف
– رايحه فين ؟
– انت نسيت ولا ايه ياعمر رايحه الامتحان
– وهتروحى بهدومك بتاعت المستشفى دى
– مش مشكله ياحبيبى انا همتحن واعدى اجيب هدوم من البيت قبل مااجى
– انا اشتريتلك الطقم دا تروحى بيه
اخرج من خلف ظهره طقما ً جديدا ً زاهى اللون وكأنه فُصل خصيصا ً من اجلى
– جبته امتى دا وازاى فكرت فى كل الحاجات دى
– معندي اهم منك افكر فيه
امسكته بفرحه عارمه وكانه طاقم العيد الذى شراه ابى من اجلى وركضت ارتديه والفرحه ترتسم على وجهى
– ايه رأيك ؟
– انتى اللى بتحلى اى حاجه يا ست البنات
– ربنا يخليك ليا ياعمر
– ويخليكى ليا ياقلب عمر
انصرفت وعلى وجهى نظره تحدى واشراقه أمل تذوب لها العقبات , انهيت اختبارى وركضت للمنزل اتحرق شوقا ً لرؤيه تميم , مكثت معه حتى اقتربت الشمس على الغروب فتركته وقلبى يعتصره الألم وركضت لألحق بعمر , دخلت الغرفه اطمئنه فلم أجده , اتجهت ناحيه الطبيب بسرعه جنونه
– عمر فين ؟
هدئنى الطبيب وطلب منى ان اطمئن
– عمر بخير اطمنى

– هوا فين ؟
– كان بياخد الجلسه وتعب شويه
ركضت باتجاه الغرفه التى يأخذ فيها جلساته فوجدته نائما مغمض العينين تتسارع دقات قلبه ويأخذ انفاسه بصعوبه وبجواره الممرضات والطبيب المناوب , اتجهت نحوه بقلب يخفق خوفا ً ولهفه أعلم انه يسمعنى ويشعر بوجودى , اقتربت منه ومسحت بيدى على وجهه كما يفعل معى ليطمئننى
– انا عارفه انك سامعانى وحاسس بوجودى وعارفه كمان انك اقوى من اى حاجه هتحاول تهدمك وتقف فى طريقك , انت وعدتنى انك عمرك ما هتسيبنى وانك هتقوينى بيك , اوعى ترجع فى وعدك ياعمر
جلست بجواره طوال الليل , مرت الليله طويله ومؤلمه ظللت اصلى طوال الليل وادعو الله ان يمر من تلك المحنه بسلام وان يعيده الى سالما ً والا يحرمنى تلك النعمه بعد ان ذوقت حلاوه وجودها , لم يخيب الله أملى ولم يرد يادى خائبتين ولم تمضي الليله الا وعينين عمر تتفتح وتعود ابتسامته ترتسم على شفتيه من جديد وسمعت أسمى من شفتيه التى لا أسأم منها أبدا
, راقب الطبيب جميع علاماته الحيويه وارتسمت الابتسامه على وجهه
– كدا اقدر اقولكم ان الاستاذ عمر خف نهائيا وبعد يومين بالظبط هتكون كل الاثار الجانبيه اختفت ويقدر يرجع لحياته الطبيعيه بسهوله
احتضننى عمر بسعاده لم اراها من قبل كنت اشعر انه يضم قلبى بين جوانبه وكأن قلبى ينبت بداخله , اخيرا سينتهى كل ذلك الألم وسيحل بدلا ً منه سعاده لن تنتهى ابدا
بعد يومان كنا نعد حقائبنا ونستعد لمغادره ذلك المشفي الذي شهد دموعنا وألامنا وضحاتنا ووجعنا ونحن نطوى تلك الصفحه التى لا نريد استعادتها ابدا ً
عدنا سويا ً لبيتنا وسط زغاريد الجميع والفرحه التى عمت المكان كنت اشعر ان ذلك يوم زفافى على عمر وانا ارى تلك السعاده على الوجوه , فكات يتلقى التهانى والمباركات ويلقي السلام على الجميع ويده ممسكه بيدى لا تبرحها ابدا , حتى انتهت تلك المراسم وذهبت لأخذ تميم ولكن اقسمت امى الا تعطيه لى اليوم لتجعلنا نهنئ ببعضنا البعض الليله
كنت اشعر اننى عروس متوجه تمسك بيد حبيبها الذي طال انتظاره وتخطى بقدمها نحو بيتها السعيد الذي ستحيا فيه حياه قادمه مليئه بالفرحه , اتجهت بخطواتى الصغيره ناحيه باب شقتنا ولكن استوقفنى عمر
– انتى عروسه ولازم عريسك يشيلك
حملنى عمر بين يديه وسط ضحكات الواقفين فلم يعد يخجل منهم ولم يعد يخبئ حبه بعد الأن
شاطر يا عمر هو دة ولسه التقيل اوووووي

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ست البنات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى