روايات

رواية خطيئة ميريام الفصل الثالث 3 بقلم سارة علي

رواية خطيئة ميريام الفصل الثالث 3 بقلم سارة علي

رواية خطيئة ميريام الجزء الثالث

رواية خطيئة ميريام البارت الثالث

رواية خطيئة ميريام الحلقة الثالثة

في إحدى الشركات المعمارية الشهيرة …
تقدمت بخطواتها الواثقة الى داخل الشركة ومنه الى مكتبه في الطابق الأخير لتجد السكرتيرة تقف في وجهها تردد :-
” أهلا حوراء هانم … سأخبر فارس بك بقدومك …”
لكنها تجاهلتها وهي تتقدم نحو الباب وتفتحه دون إستئذان لينهض فارس من مكانه بعصبية قبل أن يصيح بغضب مكتوم :-
” كيف تدخلين مكتبي دون إستئذان يا حوراء ..؟!”
أغلقت باب المكتب خلفها وتقدمت نحوه تهتف بلا مبالاة :-
” أنا إبنة خالك ولا أحتاج الاستئذان قبل دخولي …”
هتف بصرامة :-
” حتى لو كنتِ كذلك فهذا لا يعطيك الحق بدخول مكتبي دون استئذان …”
تمتمت ببرود وهي تتقدم نحوه :-
” حسنا يا فارس .. اهدأ من فضلك … لا داعي لكل هذا ….”
ثم همت بمعانقته ما إن وصلت إليه ليبعدها بسرعة وهو يهتف بصلابة :-
” أخبرتك إن هذا لا يجوز يا حوراء …”
تأففت وهي تقول بنفاد صبر :-
” أنت معقد حقا يا فارس ….”
رمقها بنظراته الساخرة وهو يخبرها :-
” من الجيد إنك تعلمين ذلك …”
نطقت بصدق :-
” لكنني أحبك رغم تعقيداتك هذه …”
زفر أنفاسه ببطء قبل أن يقول بهدوء لا يشابه الغضب الذي يحمله داخله بسبب تصرفاتها :-
” أعتقد إننا تحدثنا سابقا بهذا الأمر و أخبرتك إنك بمثابة أخت لي …”
قاطعته بعدم رضا :-
” لكنني لست أختك يا فارس .. انا ابنة خالك … ”
هز رأسه بتعب من إصرارها على اقتحام حياته بهذه الطريقة التي لا تروقه لتنظر إليه بغيظ للحظات قبل أن تسأله بقلق بديهي :-
” هل هناك واحدة في حياتك …؟!”
تأفف بصمت وهو يبتعد عنها متجها نحو مكتبه يحمل أحد الملفات يقلبه مدعيا التركيز به ليجدها تصر على سؤالها وهي تتقدم نحوه :-
” أجبني يا فارس ..!”
رد دون أن ينظر إليها :-
” كلا يا حوراء … لا توجد أي واحدة في حياتي ولا حتى أنت …”
مطت شفتيها بعدم رضا قبل أن تقترب منه أكثر فتمد كفها فوق كتفه تلمسه بحذر وهي تتمتم برقة :-
” لكنني أحبك يا فارس وأنت تعلم …”
تراجع الى الخلف مبعدا كفها عن كتفه مرددا بعدم رضا :-
” ما تفعلينه لا يجوز يا حوراء ….”
سألته بتململ :-
” لماذا يا فارس …؟! أنا أحبك والجميع يعلم ذلك حتى جدي …”
قاطعها يسألها ببرود :-
” وماذا عن خالي عمر ..؟! ”
حركت خصلة متمردة من شعرها الجذاب تخبره ببساطة :-
” بابا يعرف أيضا وهو سعيد بذلك …”
ابتسم بسخرية قائلا :-
” هل يعرف بابا عمر بما تفعلينه يا حوراء ..؟! هل لديه علم بتصرفاتك الأخيرة معي ..؟!”
سألته بحذر :-
” عم تتحدث …؟!”
رد ببرود :-
” عن محاولاتك لإغوائي مثلا …”
” فارس ..”
صاحت به بحدة ليقبض على ذراعها بقسوة جعلتها تشهق بعدم تصديق فيخبرها متجاهلا ملامح وجهها شديدة الجمال .. جمال جذب الجميع ما عداه هو :-
” إبتعدي عن طريقي يا حوراء لإنني لا أحبك ولن أفعل ..”
دفعته بقوة تردد بعصبية والدموع تملأ عينيها :-
” أنت متحجر القلب .. بل لا تمتلك قلبا من الأساس …”
هتف بلا مبالاة :-
“حسنا قولي ما تشائين وأنا سأتفهم حالتك …”
قاطعته بثبات وهي تجاهد لكبح دموعها :-
” بل أنا من سأتركك تقول ما تشاء لإنني أعلم جيدا نهاية هذا … ”
استرسلت بثبات وثقة :-
” في النهاية ستكون لي .. شئت أم أبيت ذلك يا فارس …”
رسمت على شفتيها إبتسامة قوية واثقة وهي التي تعلم برغبة الجميع في هذه الخطبة وأولهم جدها العزيز ..
منحته نظرة أخيرة باردة وهي تتحرك خارج المكان قبل أن تتوقف قرب الباب وهي تخبره :-
” يوما ما ستسقط في غرامي الذي ما زلت تتهرب منه بكل قوتك وحينها لن أرحم قلبك المولع بي أبدا يا فارس بل سأجعلك تدفع ثمن جميع ما فعلته معي وقلته لي حتى هذه اللحظة …”
ثم فتحت الباب وغادرت المكان بعدما صفقت الباب خلفها تاركة إياه يتابعها بعدم تصديق من جرئتها وثقتها الغبية ليضرب كفا بكف وهو يردد :-
” والله مجنونة .. لا يمكن أن تكون طبيعية أبدا ..”
سمع صوت طرقات على باب غرفته يتبعه دخول شقيقه الذي يسأله بإهتمام :-
” ماذا تفعل حوراء هنا ..؟! لقد رأيتها تغادر مكتبك وهي في قمة عصبيتها …”
قاطعه فارس وهو يجلس فوق كرسيه بتعب :-
” هذه الفتاة مجنونة حقا … لا يمكنني تصديق مرحلة الجنون التي وصلت لها …”
تقدم محمد نحوه يسأله بملل :-
” هل تحدثت بنفس الموضوع مجددا ..؟!”
اومأ فارس برأسه ليزفر محمد أنفاسه ثم يقول بتردد :-
” أنت تعلم إن الجميع يتحدث عنكما … عن إرتباطكما الذي بات وشيكا …”
قال فارس بلا مبالاة رغم غضبه من هذا الحديث :-
” أنت تعلم إنني لا أهتم .. طالما أنا لم أتطرق لهذا الموضوع فلا يهمني أيا مما يقال .. أنا لا أريدها والجميع يعلم ذلك لذا أتركهم يخططون كما يريدون لإنني لا أهتم ولن يستطيع أي أحد منهم إجباري على ما لا أريد …”
نطق محمد بضيق مما يحدث :-
” انا لا ألومك حقا .. انت من حقك أن تختار الفتاة التي تقضي حياتك القادمة معك …”
هتف فارس بعصبية تملكت منه :-
” هم السبب في كل شيء يا محمد … هم من جعلوها تتصرف بهذه الجرأة المبالغ فيها …. ”
نطق محمد بتمهل :-
” إهدأ يا فارس … أنت تعلم إن حوراء مدللة العائلة فهي الإبنة الوحيدة لخالك وأصغر الأحفاد مما منحها مكانة خاصة في قلب الجميع ناهيك عن خسارتها لوالدتها عند ولادتها فنشأت تحت رعاية الجميع وباتت جميع طلباتها مجابة …”
هتف فارس متهكما :-
” وأنا أحد هذه الطلبات …”
” للأسف …”
تمتم بها محمد بخفوت ليزفر فارس أنفاسه بملل من هذا الموضوع الذي أخذ أكبر من حجمه بكثير …
…………………………………………………
بعد حوالي ساعة …
أوقف فارس سيارته داخل كراج قصر جده وهو يتأفف بصمت ..
المدللة الرعناء سارعت تشكيه لجده الذي سارع بدوره يتصل به ويطلب رؤيته حالا …
زفر أنفاسه بضيق محاولا السيطرة على عصبيته أمام جده فمهما حدث يبقى هو جده الذي يكن له الإحترام والتقدير مهما حدث ….
هبط من سيارته هاما بالتوجه الى داخل القصر عندما وجد إحداهن تدخل من نفس البوابة وهي تحمل مجموعة من الكتب التي بدت ثقيلة عليها للغاية …
هم بالمغادرة غير مباليا لكنه سمع صوتها المتذمر بحنق طفولي بعدما سقطت الكتب من بين ذراعيها فتوجه نحوها فورا وإنحنى دون أن ينظر إليها يساعدها في حمل الكتب عندما وقف أخيرا وهو يحمل أغلب كتبها بين ذراعيه فتنحنحت في خجل مما حدث :-
” أعتذر حقا يا بك …”
تأملها لوهلة محاولا تذكر إسمها قبل أن يردد ببرود :-
” لا عليك يا ..”
عرفته عن نفسها بسرعة :-
” شهد .. شهد يا فارس بك …”
هز رأسه بتفهم وهو يسألها :-
” أين أخذ هذه الكتب يا شهد ..؟!”
قالت بسرعة :-
” أنا سأخذها يا بك .. أعطني إياها …”
قاطعها بهدوء :-
” إنها ثقيلة عليك …”
أضاف بجدية :-
” نادي الحارس يساعدك …”
قالت بتردد :-
” سأنادي علا …”
ثم سارعت تدخل الى المطبخ تنادي علا الخادمة والتي لحقت بها بسرعة وتناولت جزءا من الكتب بينما أخذت شهد الجزء المتبقي لديه وهي تتمتم بإستيحاء شديد :-
” أشكرك حقا يا بك .. وآسفه لما حدث …”
بدت خجلة جدا ومترددة جدا حتى إنها تلعثمت في حديثها فهز رأسه متمتما بصدق :-
” لا عليك يا شهد … تصرفت بما يقتضيه الواجب ..”
ثم تحرك بعدها متجها نحو القصر لتتمتم شهد بعفوية :-
” إنه لطيف جدا …”
قالت علا بدورها وهي تتحرك أمامها بالكتب :-
” فارس بك شاب رائع .. صحيح جدي كثيرا لكنه متواضع ومحبوب ويساعد الجميع …”
أضافت وهي تقف للحظات تخبرها :-
” أنت لا تعرفينه لإنك لا تختلطين بأفراد العائلة ..”
هزت شهد كتفها تردد :-
” بالطبع لن أعرفهم .. ماما هي من تفعل …”
ابتسمت علا لها وهي تسألها :-
” المهم ، أخبريني كيف كان يومك الدراسي الأول ..؟!”
لمع الحماس في عيني شهد وهي تتحدث بسرعة عما حدث في يومها الدراسي الأول وعلا تستمع لها بإهتمام ..
………………………………………………
وقف فارس أمام جده يستمع لتأنيبه له بصمت حتى إنتهى جده من حديثه ليهتف فارس بجدية :-
” حسنا يا جدي .. مبدئيا جميع ما فعلته ناتج عن تصرفات حفيدتك … والأهم إنك تعلم جيدا مثلما يعلم الجميع إن حوراء لا تعني لي شيئا .. هي بمثابة أختي ولن تكون أكثر من ذلك …”
هتف الجد بقوة رغم سنوات عمره المتقدمة :-
” وأنت تعرف إنني أريد تزويجها لك ..”
قال فارس بنفس الصلابة :-
” نعم وأنا أخبرتك من قبل إنني لا أريدها وسأقولها مجددا .. أنا لا أريد حوراء يا جدي لذا من فضلك حاول أن تفهمني وتحترم قراري …”
نظر له الجد بعدم رضا قبل أن يهتف :-
” ما بها حوراء يا فارس ..؟! حوراء ابنة خالك وهي أكثر من تليق بك …”
قاطعه فارس بجدية :-
” كلا يا جدي … بالنسبة لي لا أراها كذلك … نعم هي ابنة خالي وفتاة جميلة ويحلم بها الكثير لكنني لا أراها بهذه الطريقة ولن أفعل …”
” لا تتعبني يا فارس …”
قالها الجد بصدق ليهتف فارس :-
” بل لا تفعل أنت يا جدي … حاول أن تحترم قراري ومشاعري … ”
سأله جده بحذر :-
” هل تحب إحداهن يا فارس ..؟!”
أجاب فارس بصدق:-
” حتى الآن لا .. ولكن لا بد أن يأتي يوم وأفعل …”
أكمل بمكر خفي :-
” يوما ما سأجد الفتاة التي أحبها كما أحببت أنت جدتي وأعيش معها أجمل قصة حب مثلكما …”
ابتسم الجد بحنين وغاب في ذكرياته ليسأله فارس منتشلا إياه من شروده :-
” أين هي صحيح ..؟!”
أجاب جده مبتسما :-
” في الحديقة .. ترعى ورودها كالعادة ….”
” سأذهب إليها …”
قالها فارس مبتسما وهو يتجه نحو الحديقة تاركا جده غارقا في ذكرياته مع زوجته وحبيبة عمره ..
خرج الى الحديقة ليجد جدته تتحرك وسط حديقة القصر المليئة بأفضل أنواع الزهور وأغلاهن ليسير نحوها مرددا بإبتسامة :-
” ماذا تفعلين يا ست الكل ..؟!”
ابتسمت جدته بسعادة وهي تعانقه مرددة :-
” إشتقت لك يا ولد …”
أكملت وهي تعاتبه :-
” هل تتذكر متى آخر مرة كنت فيها هنا ..؟!”
قال فارس معتذرا :-
” سامحيني يا جدتي .. أنت تعلمين العمل ومشقاته …”
ابتسمت مرددة بحنو :-
” أعلم يا فارس ..”
أضافت وهي تسأله بإهتمام :-
” لماذا أحزنت حوراء يا فارس …؟؟”
رد بصدق :-
” أنت تعلمين يا جدتي … لمرات عديدة كنت أتحدث معها بشكل عقلاني لكنها لا تفهم …”
قالت جدته بجدية :-
” لا بأس يا فارس .. حوراء ما زالت صغيرة ومندفعة في تصرفاتها ومشاعرها .. ستفهم مع مرور الوقت إن تصرفاتها خاطئة …”
هتف فارس بملل :-
” أتمنى ذلك حقا لإنني أفقد صبري تدريجيا بسبب تصرفاتها …”
هتفت الجدة تهادنه :-
” لا بأس يا حبيبي … تحمل قليلا وأنا أيضا سأتحدث معها …”
توقفت عن حديثها وهي تتأمل تلك التي تقبل نحوها بفستانها الرقيق لتهتف بسعادة :-
” ها قد أتت شهد أخيرا …”
همس فارس بتعجب :-
” شهد ..!!”
قالت جدته تشرح له وهي ترى الفتاة تبتسم لها برقة بعدما وقفت قربها :-
” شهد تساعدني في رعاية الزهور يا فارس …”
تمتمت شهد بصوتها الرقيق :-
” مرحبا يا هانم ..!! إعذريني لكنني تأخرت قليلا في الجامعة …”
قالت الجدة وهي ما زالت محتفظة بإبتسامتها:-
” لا بأس يا صغيرتي .. تعالي معي هيا فقد وصلت منذ قليل مجموعة جديدة من الزهور ..”
هزت شهد رأسها بتفهم بينما قال فارس بجدية :-
” سأذهب أنا يا جدتي …”
قالت الجدة بسرعة :-
” حسنا يا فارس ولكن حاول أن تأتي بإستمرار إلينا فأنا لا أراك إلا في يوم التجمع العائلي وحتى هذا اليوم لا تبقى سوى لساعة فقط ثم تغادر متحججا بالعمل …”
قال فارس بجدية :-
” حسنا يا جدتي … أعدك إنني سآتي هنا بإستمرار ..”
ثم تمتم وهو يتحرك بعيدا عنهما :-
” مع السلامة …”
تبعته الجدة بعينيها قبل أن تنظر الى شهد وهي تخبرها بعزيمة :-
” هيا يا شهد .. لنبدأ عملنا …”
ابتسمت شهد بحماس وهي تتبع الجدة كي تبدأ في عملها المعتاد معها والذي تحبه بشدة ..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطيئة ميريام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى