روايات

رواية قانون آيتن الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم داليا أحمد

رواية قانون آيتن الجزء التاسع والثلاثون

رواية قانون آيتن البارت التاسع والثلاثون

رواية قانون آيتن الحلقة التاسعة والثلاثون

الخاتمة
بعد مرور أكثر من أربع سنوات….
صدحت أغنية أم كلثوم في الأجواء…نغمات جسدت قصة عشقهم لبعض..
“يا اللي ظلمتوا الحب وقلتوا وعدتوا عليه
قلتوا عليه مش عارف إيه
يا اللي ظلمتوا الحب وقلتوا وعدتوا عليه
قلتوا عليه مش عارف إيه
يا اللي ظلمتوا الحب وقلتوا وعدتوا عليه
قلتوا عليه مش عارف إيه
يا اللي ظلمتوا الحب وقلتوا وعدتوا عليه
قلتوا عليه مش عارف إيه
العيب فيكم يا في حبايبكم
العيب فيكم يا في حبايبكم
أما الحب، أما الحب يا روحي عليه، يا روحي عليه”
ابتسم حمزة وهو يلف ذراعيه حول خصرها الرقيق، وكفه يداعب بطنها الصغير الذي بدأ يتكور قليلاً من الحمل، يسألها باهتمام:
-اخبار البيبي الجديد ايه؟؟
وجدها جالسة على السرير وشعرها الأسود الكثيف يغطي ظهرها.. تناولت علبة شوكولاتة وتمتمت بدلال:
– تاعبني…زي اخواته
– فين ده…دول بناتي الاتنين ملايكة
– طبعا…ومين يشهد للعرايس
غمز لها بفخر:
– ابوهم حبيبهم
“في الدنيا ما فيش أبدا، أبدا أحلى من الحب
نتعب، نغلب، نشتكي منه لكن بنحب
في الدنيا ما فيش أبدا، أبدا أحلى من الحب
نتعب آه نغلب آه نشتكي منه لكن بنحب
في الدنيا ما فيش أبدا، أبدا أحلى من الحب
نتعب، نغلب، نشتكي منه لكن بنحب”
امتلأت مقلتا عيون حمزة بالحب وهو يشاهدها وهي تأكل الشوكولاتة بنهم وتناثر بقاياها حول شفتيها.. ابتلع وهو يتمتم بصوت أجش جذاب:
– الله بقى شوكولاتة
ايتن ببراءة:
– بتوحم عشان حامل بقى
رفع حاجبه قائلا بتصحيح:
-ده انا من ساعة ما اتجوزتك وأنتِ بتتوحمي على كده
-بحبها اعمل ايه
جلس بجانبها قائلا بعبث:
– طيب عايز اجرب
رفعت كتفها باستنكار:
-لا…ما هي بتكون قدامك وانت مش بتاكلها
– اعمل ايه مش بحبها خالص غير معاكي
– بتحلو في عينيك فجأة يعني ؟…
– طبعا
ظهر العبوس المزيف على ملامح حمزة، وسرعان ما وضعت ايتن بعض الشوكولاتة في فمها تأكلها، ليجذبها تجاهه لتجلس فوق ساقيه، فاقتربت منه هامسة بدلال:
-خلاص متزعلش يا حبيبي
لمعت نظراته.. وهو يخفض فمه ليلتهم شفتيها بقبلاته.. ليمسح كل الشوكولاتة حول فمها أيضا، وهمس بلذة:
– مابقدرش اقاوم بجد…
أطلقت ضحكة عالية عندما انحنت نحوه ووضعت يديها خلف رقبته..مررت أصابعها خلال شعره وقبلته بهدوء..
تنهد وهو يسحبها من خصرها نحوه أكثر ليتبادل القبلات.. بينما كانت تغرز أصابعها في شعره.
قطع لحظتهم صوت طرق عنيف على الباب، فابتعدوا لالتقاط أنفاسهم.. شهقت وهي تعقد حاجبيها :
-مين اللي بيخبط؟
رفع حاجبه بتفكير:
– اكيد مباحث الشوكولاتة…جايين ياخدوكي من كُتر الشوكولاتة اللي بتاكليها
ضحكت ايتن بسرور عندما ابتعدت عنه وفتحت الباب لتسمح للطارق بالدخول لتجد ابنتهما الكبيرة كندة البالغة من العمر أربع سنوات.. كانت تشبه والديها كثيرًا.. أخذت مزيج من بعض ملامح أبيها وأمها ولكن بعيون زرقاء وشعر عسلي.. دخلت الغرفة والغضب الشديد على ملامحها وهي تقترب منهم قائلة بصرخة:
-انتوا بتاكلوا الشوكليت بتاعتي
ايتن وهي تخبيء العلبة خلف ظهرها:
-دي بتاعتي انا
اجابتها كندة بحدة وهي تضع يدها على خصرها:
-بابي هو اللي بيشتريها بفلوسه
رمقتها ايتن بغيظ:
– مش هتاخدي حاجة…انسي
– معلش يا حبيبتي اديهالها…
بعد محاولات من فك الشجار بينهم، اخذ حمزة من ايتن العلبة..ليعطيها لكندة كي تصمت…فقبلته الصغيرة بحب وبدأت تأكل منها
لكزته ايتن في كتفه بغضب:
-كفاية دلع فيها بقى
ضحك حمزة :
-مش هتكست وأنت عارفة…و بعدين هجيبلك كتير غيرها متزعليش
ثم اردف حمزة بتساؤل:
-عاملة ايه مع باباكي دلوقتي؟
ايتن بابتسامة وهي تربت علي شعر كندة :
-كويس الحمدلله..هو متعلق ب كندة وسيليا جدا..وبيحبهم اوي…اعتقد انه بيحاول يعوض اللى معملوش معايا مع بناتي…و دي حاجة بتخليني راضية عن وجوده اكتر…وممكن تخليني اسامحه..وكمان اللي عمله معاك في المستشفي خلاني اتقبل وجوده في حياتي شوية
“يا سلام ع القلب وتنهيده في وصال وفراق
يا سلام ع القلب وتنهيده في وصال وفراق
وشموع الشوق لما يقيدوا ليل المشتاق
يا سلام ع الدنيا وحلاوتها في عين العشاق
يا سلام، يا سلام على حلوتها يا سلام، يا سلام
يا سلام ع الدنيا وحلاوتها في عين العشاق
يا سلام، يا سلام على حلوتها يا سلام، يا سلام
يا سلام ع الدنيا وحلاوتها في عين العشاق
يا سلام، يا سلام على حلوتها يا سلام، يا سلام”
ثم سألها بتوجس:
– ندمتي طول السنين دي انك حبيتيني؟
رفعت حاجبها باستغراب:
– عندك شك ؟
غمز لها بابتسامة :
-لا بس حابة اتأكد اكتر
– يمكن لما كنت بشوف اللي حواليا حياتهم متدمرة من الحب، كنت بتقفل من الحب..وخصوصا بسبب تجربة الخطوبة اللي حصلتلي زمان
سألها قائلا:
-طب ومعايا‬‏ قفلتك اكتر ولا ايه؟
همست بدلال:
– طلع احلى حاجة في الدنيا
‬‏-أنتِ حبيبتي وأجمل واشطر زوجة وأم عيالي
ابتسمت ايتن لتشاركها الصغيرة ابتسامتها وتضحك ببراءة وهي تناولها العلبة الفارغة من الشوكولاتة، ثم اقتربت من امها مقبلة إياها بطريقة طفولية:
– مامي Sorry انا خلصتها..متزعليش..انا بحبها
عانقتها ايتن بحنان :
– بالهنا والشفا يا روح مامي…
“وأنا خذني الحب لقيتني بحب
لقيتني بحب وأذوب في الحب
وأنا خذني الحب لقيتني بحب
لقيتني بحب وأذوب في الحب
وأذوب في الحب وصبح وليل، وليل على بابه”
هتف قائلا بانبهار:
– بعشق الأغنية دي بسببك
– هي كل أغانيها تتحب الصراحة
– بس أنتِ ايه رأيك في كلامها بقى ؟؟
أومأت بنعومة:
– صح كلامها أوي.. الحب جميل فعلا بس نختار صح، الحب حلو لو مع الناس الصح اللي بتقدره و بتبادل حبنا بحب اكبر منه كمان
-اعتقد اختياراتنا للاشخاص اللي متستاهلش هي اللي بتبوظه..
– بالظبط بيتوقف على اختيارنا..
همس قائلا بحكمة :
-المشكلة كلها ف الاختيارات ان ممكن شخص يجي يخليكي تكرهي كل حاجة وتكرهي اليوم اللي حبيتي فيه، وممكن شخص تاني يخليكي تحبي كل حاجة في الدنيا، الحب حلو فعلا البني ادمين هي اللي بتبوظه..اما الحب يا روحي عليه
شعر بيد طفلته تجذبه من ملابسه, تتسلقه من ظهره، هاتفة بكلمات مدللة تردد خلفه :
– الحب يا روحي عليه، يا روحي عليه
قربها منه حمزة لعناقه لتجلس في المنتصف بين امها وأبيها مقبلاً وجنتها بقوة وهو يضحك بسعادة:
– يا روحي عليكي انت.. شكلك هتبقي بتحبي ام كلثوم زي مامي
قالت كِندة برقة :
– بحب مامي وبابي أوي
ضحكت ايتن باستمتاع وهي تقبلها بقوة من وجنتيها الناعمة، ثم سألتها ايتن بتذكر:
– اختك سيليا صحيت؟؟؟
– أيوة من قبلي يا مااامي…هي اللي صحيتني من النوم
التفتت شاهقة بفزع:
– بتقولي ايه ؟؟؟ استر يارب
– في ايه ؟؟؟
نفخت بقوة قائلة برعب:
– الكارثة المتنقلة صحيت من بدري ومش سامعة لها صوت
– لا مش معقول كل يوم كارثة…اكيد صحيت تلعب بهدوء ولا حاجة…أن شاء الله هنلاقيها معملتش حاجة النهاردة
تفاجأوا بدخول طفلتهم الصغيرة “سيليا” البالغة من العمر ثلاث سنوات تشبههم كثيرا فأخذت مزيج جميل من عيون أمها الخضراء وعيون ابيها الزيتونية وتمتلك شعر بني داكن مموج بنعومة وملامح جميلة، حيث دخلت بكل حماس وشقاوة لتنادي على والديها وطلب والدها أن يحتضنها، قبل أن تصل إليه، نظرت بشغف ودهشة إلى الكوميدينو وانتبهت إلى الأباجورة الملفتة للنظر، وفي لحظة واحدة سقطت الأباجورة على الأرض وتحطمت اللمبة خاصتها، بينما كان في يدها ألعابها واستمرت في اللعب وسط الزجاج المتناثر حولها.
أطلقت والدتها صرخة صغيرة في محاولة لتنبيهها، ولم تعرف إذا كانت حزينة على الأباجورة الثمينة التي دمرتها طفلتها المشاغبة، أم أنها تشعر بالخوف على سلامتها، حيث كان الزجاج يحيط بها حرفيًا.
تعامل حمزة مع الوضع بحذر، حيث التقطها بلطف من بعيد ووضعها على كتفه، ثم وضعها على السرير وطلب منها ألا تنزل منه، في حين حذرت ايتن كندة من عدم النزول إلى الأرض حتى تقوم بتنظيف الزجاج…
فذهبت بإحضار ادوات التنظيف ونظر حمزة إلى سيليا بغضب وهو يمسح وجهه بغيظ، فوقف خارج الغرفة وهو ينبه على كندة أن تأخذ بالها من شقيقتها
قفزت سيليا على السرير وضمت ألعابها إلى صدرها وصاحت بشقاوة وهي تقفز عدة مرات، في حين نظرت كندة إليها بضيق على ما فعلته في غضون لحظات.
يا إلهي… إنهما عكس بعضهما تمامًا
عاتبتها كندة بهدوء:
– ينفع اللي عملتيه ده ؟؟؟ ليه بتبوظي كل حاجة كده
لتهجم عليها سيليا وتجرها من شعرها بقوة وتصرخ في وجهها بغضب:
– اسكتي … انا كنت هاخدها العب بيها
دلف حمزة الى الغرفة على صوت صراخ كندة, ليجد في لمح البصر سيليا هي أيضا تبكي بشدة وتصرخ و شعرها متناثر حولها بعشوائية
هدرت بنبرة متحشرجة:
– يا همزة “حمزة” كندة بتزعق لسيلي
دافعت كندة عن نفسها بنبرة حزينة :
– همزة هي اللي ضربتني عشان بقولها ينفع تعملي كده
صاح بغضب إلى سيليا :
– تقومي تضربيها يا مفترية …. يخرب عقلك يا شيخة.. خلاص يا كوكي متدخليش معاها في كلام زي كده تاني
ردت سيليا بتبرير :
– أنا عملت كده عسان هي بتزعق لسيليا…
مط شفتيه:
– لا مالهاش حق… كان المفروض نشكرك ونكرمك على الكوارث اليومية اللي بتعمليها
في ذلك الوقت كانت عادت ايتن وبيدها ادوات التنظيف، ليأخذ حمزة من يدها الادوات وبدأ يساعدها وطلب منها أن تجلس…ولكنها رفضت… فهي لا تشعر بالتعب..
انتهوا من التنظيف و إزالة بقايا الزجاج كلها، بينما وقفت آيتن أمام طفلتها وهي ترمقها بغيظ :
– ينفع اللي عملتيه ده؟؟؟ احنا مش قولنا نبطل شقاوة بقى حرام عليكي
همست بكل براءة :
– أنا مكنس “مكنش” قصدي يا مامي
رد حمزة من بين أسنانه :
– يا شيخة بقى كل مرة تقولي نفس الجملة وتعملي مصيبة اكبر…. أنتِ مش بتقولي صباح الخير حتى.. أنتِ بتصبحي علينا بخراب و تدمير…
– أنا مكنس قصدي يا همزة… كنت بتفرج على الاباشورة “الاباچورة”
– تقومي تكسريها يا مفترية ؟؟؟؟
و تشدي اختك من شعرها ؟؟
انا بجد متضايق أوي من اللي بتعمليه ده…وانا اللي كنت هكافئك بهدية حلوة عشان قلعتي الـpampers امبارح
اقتربت منه قائلة بندم :
– خلاص انا مس هعمل كده تاني… Sorry يا بابي
– يفيد بإيه اسفك بعد المصايب المتعددة بتاعتك دي…
زفرت ايتن بضيق، ومن ثم التفتت إلى ابنتها الكبيرة قائلة :
– يلا يا كندة…عشان تاخدي Shower وتغيري هدومك عشان تروحي المدرسة…خلاص كبرنا وبقينا في KG 1
نظر حمزة إلى الساعة قائلا بتذكر :
– وانا هقوم اخد Shower واغير هدومي… لأن عندي Meeting مهم النهاردة بدري..
هزت سيليا كتفيها بدلال :
– وانا اعمل ايه؟؟
سحبتها ايتن من كتفيها :
– تعالي معايا عشان هتجهزي للحضانة
منذ أن عرفتك، كان الحب يتدفق في داخلي بشكل متهور مثل البحر الهادئ.. أشعر بوجوده في قلبي وإن كنت لا تراه، لكنه معك لا يكف عن الوجود، ومعك لا يسع قلبي إلا أن يحن رغم صلابته.
____________
اقترب عمر وابن أخته الكبرى “زين” عمره ثلاث سنوات ونصف، يشبه منة وعمر بنفس لون الشعر البني الطويل والعيون البنية كأمه، وابن أخته الصغير “يزن” الذي أكمل العام ونصف.. فهو كان قد استيقظ للتو من النوم ويبكي على يد عمر… وكانوا واقفين أمام سرير منة يحاولون إيقاظها من نومها
هتف زين بصوت عال :
– مااااما…. اصحي
لكزها عمر من كتفيها :
– منوش… اصحي بقى
استيقظت فجأة وهي تفتح عينيها مندهشة لا تعرف أي شيء:
– ايه ده في ايه يا عمر؟؟
هتف طفلها الرضيع:
– ماماااا…ماااما
قاطعه زين قائلا:
– انا عايز ماما تصحى
نظرت للطفلين وهي تسأل شقيقها باستغراب :
– ايه ده مين دول ؟؟؟
حك رأسه بإحراج:
– دول زين و يزن ولادك يا منة
لوحت منة بيدها:
– ولادي انا ؟؟
همس زين بملل فهي معظم الايام تستقيظ وتأخذ وقت حتى تتعرف عليهم وتتذكر ما حدث لها في خلال السنوات الماضية عندما أصبحت أم لولدين :
– ماما يزن جعان وبيعيط…وانا عايز اخد شاور وتغيريلي هدومي
قاطعه عمر قائلا:
– قولتلك انا هغيرلك هدومك
– لا عايز ماااامي… مامي قالتلي مينفعش حد يغيرلك هدومك
– أنا خالك على فكرة…والخال والد
صرخت بهم قائلة:
– ثواني بس … استوعب
– ماااامي…يزن جعان وانا عايز اغير هدومي
– يلا يا زين انا هساعدك
قال زين بعناد:
– عايز ماااامي
صرخ طفلها الرضيع ببكاء:
– مااااما
صاحت منة بعصبية:
– والله العظيم انا اللي عايزة ماما بجد
لتردف بندم :
– ايه اللي عملته في نفسي ده… كان مالي انا ومال الحوارات دي…
شهقت منة غير مهتمة بنظرات أطفالها المصدومة:
– وبعدين ايه ده….هو مش الواد ده لسه مصحيني من ساعتين… يخربيتك انت ظابط الوقت…كل ساعتين بتجوع وتصحى
– عايز اغير يا مامي..
– أهدوا عليا شوية … انا عيلة صغيرة على الكلام ده… انا بس كنت فرحانة بالفستان والفرح
لتسمع صوت بكاء طفلها الصغير :
– يووووه وأنت هرضعك والله أهدى….
– وانا عايز اغير
زفرت منة بانزعاج:
– اصبر بقى انت…انا لسه بجمع انك ابني اصلا
قاطعها عمر قائلا:
– منة خليني اغيرله
اقترب طفلها منها قائلا:
– لاااااا عايز مامي..
– طيب أهدى شوية لما ارضع اخوك…
اقترح عمر على زين قائلا:
– تعالى نختار هتلبس ايه… لحد ما مامتك تفضى
أومأ زين بالايجاب, نهض معه وجهز له ملابسه والمنشفة خاصته ومأزر الحمام وعاد إلى شقيقته وهو يخبرها ما فعله
همست منة بامتنان:
– يخليك ليا يا مارو يا حبيبي….والله ما عارفة من غيرك كنت هعمل ايه
بعد مدة قصيرة، كان طفلها انتهى من الاستحمام وتبديل ملابسه، همس عمر باهتمام :
– يلا عشان اسرحلك شعرك الجميل ده وننشفه
همس زين بإعجاب:
– خالو عمر…انا عايز شعري يطول اكتر زي شعرك
__________
اقتربت سيليا من والدها وهي تصعد إلى الكرسي الذي كان يجلس عليه في الغرفة… حاولت أن تتسلق قدميه وهي تشم رائحة عطره الرجولية الرائعة الممزوجة برائحة ما بعد الاستحمام بعد ان انتهى من ارتداء ملابسه وتجهيز نفسه…فكان جالساً على المقعد وهو يرتدي ساعته الأنيقة
هتفت بسعادة :
– همزه….ريحتك حلوة
زفر بحنق:
– لا متحاويش انا بجد زعلان منك
ردت بكل براءة :
– أنا مس هعمل كده تاني
زم شفتيه بقوة:
– يا سلام…كل مرة بتقولي كده وتعملي الأنيل من كده
اجابته ببساطة:
– مس هعملك حاجة تزعلك تاني أنت ومامي, الاباشورة وقع مني بالخلط “بالغلط”
ارتفع حاجبه بعبوس:
– غلط ايه يا بت… أنتِ حالا جبتي أجلها
– لا بالخلط يا همزة صدقني
نظر إليها بطرف عينه وهو يتجاهلها :
– لا مش مصدقك…وابعدي عني كده ورايا شغل
ارتجفت شفتها السفلى, وعيناها ضاقت تعلن عن بدأ البكاء و تحتضن ساقه, هاتفة بشهقاتها الباكية:
– مكنس قصدي….بالخلط
ثم جذبها يُبعدها عن ساقه, يحملها لتجلس على قدميه وهو يمسح دموعها :
– يعني أنتِ فعلا مكنش قصدك ولا كنتي قاصدة تكسريها؟
زمت شفتيها الحمراوين, مع انعقاد حاجبيها بعبوس حانق :
– مكنتس عايزة اكسرها
– طب ينفع كده؟؟؟
هزت رأسها بدلال :
– No مينفعش
– هتعملي كده تاني؟؟ ولا هتبطلي شقاوة
ربتت على ظهره بحنان وهي تقبله من وجنته:
– هبطل سقاوة يا بابي
عض على شفته السفلى، فالصغيرة جعلته يسامحها في دقائق صغيرة، فهي تأخذ حقها منه كاملاً:
– شطورة … قلب بابي…
دلفت ايتن في ذلك الوقت فكانت قد انتهت من تغيير ملابسها والاستحمام هي الأخرى بعد ان جهزت طفلتيها
– يلا روحي اعتذري لمامي على اللي عملتيه
رفعت حاجبها باستغراب:
– والله؟؟ هو ده يا حمزة اللي قولتك تعاتبها
هز كتفيه باستنكار :
– بتقولك مكنش قصدها اهو يا ايتن…
زمت شفتيها بعدم رضا وهي تضع من حمرة الشفاه باللون الكشمير الفاتح خاصتها :
– اهو دلعك الزيادة فيها ده اللي عامل فيها كده
نهض من مقعده وهو يحمل سيليا على يديه، غامزاً إياها بشقاوة:
– ما انا بدلعك أنتِ كمان يا بونبوناية
همست سيليا وهي تحاول أن تصل إلى امها :
– sorry momy
– هتعملي كده تاني؟؟
هزت رأسها بالنفي , همست ايتن بحنان :
– طيب هاتي بوسة
قبلها من وجنتيها بقوة، هتفت بتنبيه :
– خليكي بقى شطورة كده واسمعي الكلام…
– حاضر…
نهضت ايتن من مقعد التسريحة، بعد أن انتهت من تجهيز نفسها وهي تذهب إلى غرفة ابنتها لكي تحضر لها باقي اشياء حقيبتها وتتأكد أن كل شيء على ما يرام :
– أنا هروح اكمل تجهيز كندة…
جلس حمزة على المقعد بالغرفة, وجلست طفلته سيليا على قدميه وهي تسند وجهها على صدره وتعانقه بقوة بينما هو ينظر إلى نفسه بالمراة بأناقة
هتفت سيليا فجأة بتحشرج:
– بابي … انا عملت بيبي..
تجمد في مكانه غير مصدق، ورمش بعينيه مرارًا وتكرارًا، محاولًا أن يستوعب، بالطبع أنه شعر للتو بالبلل على ملابسه.. سألها بصوت مشوش:
– إيه؟؟؟؟ عملتي ايه يا سيليا ؟
ابتسمت بهدوء تجيبه:
– بيبي Water
جز على أسنانه يحاول أن يتحكم بغضبه:
– مقولتيش ليه انك عايزة تدخلي الحمام !
قالت بفتور :
– جت فجأة
هتف بنبرة ساخطة :
– ليه هي خطوبتك وهتقوليلي جت فجأة
ليضيف بغيظ:
– يااااارب صبرني….
دلفت ايتن الى الغرفة وهي تسمع صوته و ملامحه الغاضبة:
– في ايه يا حبيبي…مالك
زفر بقوة :
– سيليا عملت عليا بيبي… أنتِ بتقلعيها الـ Pampers ليه؟؟؟
– يا حمزة دي كملت 3 سنين واختها اقل من كده قلعته.
همس من بين أسنانه :
– طب وانا ذنبي ايه؟؟؟ انا لبست وخدت شاور وخلاص جاهز… انا كده هتأخر على شغلي
– سيليا حبيبتي احنا مش اتفقنا أن أنتِ تقولي لما تحسي انك محتاجة تدخلي التويلت
قالت سيليا بتبرير:
– جت فجأة والله
هتف حمزة بقلة حيلة وهو ينهض من مكانه ويتركها تقف على الأرض:
– يا شيخة بقى … الخلفة واللي عايز يخلف
صاحت سيليا بزهق:
– مامي سطفيني “شطفيني”
– لا أنتِ محتاجة تغيري كل هدومك دي … وهتاخدي شاور اصلا من جديد
لتردف ايتن بغيظ:
– ياربي هي بتعمل فينا كده ليه…انا ما صدقت خلصت تجهيزهم وتجهيز نفسي
بعد أن هدأ قليلا مما حدث، هتف حمزة قائلا :
– طيب بما أن انا كده كده داخل اغير كل ده من جديد…هخليها تاخد شاور هي كمان
رفضت زوجته قائلة:
– لا يا حبيبي انت متعطل اصلا
هز كتفيه بتبرير:
– لا هي جت عليها…عادي هو اليوم اتعطل اصلا
ابتسمت له قائلة بامتنان حقيقي :
– ربنا يخليك لينا يا حبيبي…
سحبها من مقدمة ملابسها، هادراً بنبرة ساخطة:
– يلا يا سيليا … يلا هو اليوم باين من أوله انا عارف
ليردف بتذكر:
– ايتن جهزيلي هدومها وحاجتها وانا هوديها الحضانة بنفسي… وأنتِ روحي شغلك و نزلي كندة في ميعاد الباص بتاعها
– طب مش هتحتاج اي مساعدة
– لا عادي يا حبيبتي…مفيش اي حاجة..
ابتسمت له قائلة بفخر:
– أنت اجمل واشطر حد بيعرف يتصرف…وأحن واجمل أب بجد
– وأنتِ مامي شاطرة وبتتعبي معاهم…مفيهاش حاجة أنجز حاجة معاكي… أصل أنتِ كده كده لابسة وجاهزة هتتعطلي أنتِ كمان وانا متعطل … لا كده احسن
– بحبك أصلا
_____
كان نائما بسلام على الأريكة في غرفة المعيشة. لقد نام هنا بالأمس ولم توقظه زوجته.. فكان متعبًا من السهر بسبب طفله وقررت أن تتركه ينام هنا لأن يزن كان شبه مستيقظًا طوال الليل تقريبًا وقررت عدم إزعاجه لأنه كان متعبًا من عمله ونامت هي في غرفتهم الرئيسية.
دخلت غرفته في الصباح وهي تحمل طفلها التي تجاوز السنة من عمره.. حاولت إيقاظ سيف كما طلب منها، لكن دون جدوى كعادته في الصباح.
خرجت وتركته، وبعد دقائق دخلت الغرفة مرة أخرى وطفلها متمسك بها يسير خلفها، وفي يدها نعال بيجامة وردي ناعم لقدميها، وفي يد طفلها نعال آخر صغير باللون الرمادي.. ضربت به زوجها على ظهره وهو نائم ضربتين بخفة، ثم هربت خارج الغرفة وأغلقت الباب خلفها بسرعة البرق، وتركت طفلها معه ممسكًا بالنعال.. يا إلهي لم يفعل أي شيء، لقد تمسك به فقط كما اخبرته أمه أن يقلدها
وفجأة استيقظ سيف بضيق حتى وجده أمامه، ركض الطفل غريزياً خلف أمه ليجد الباب مغلقاً، ثم وقف سيف أمام طفله يحاصره، بينما كان الاخر رافعاً يديه الصغيرتين إلى الأعلى وهو يصدر أصوات ثرثرة مجهولة وينادي على أمه، كما كان لم يتعلم سوى كلمات بسيطة …
ضحك سيف وحمله فجأة بين ذراعيه وقبله على خده ويتحدث معه وكأنه يلومه على ما فعله به:
– أنا راضي ذمتك.. ينفع حد يصحي حد بالطريقة دي؟
جذبه يزن من شعره وهو يردد:
– مام…مااامي
زمجر سيف من بين أسنانه:
– عارف ان هي المجنونة منة هو في غيرها بيصحيني بطرق غريبة
ليصيح طفله ببكاء وهو ينادي على أمه
خرج من الغرفة ليجدها في الصالة، سألها بغضب :
– ينفع حد يصحي حد بالطريقة دي ؟؟؟
– الله بصحيك بطُرق Creative…غلطت انا يعني..
رفع عيناه للسقف، وهو يترك طفله على الأرض :
– تقومي تصحيني بالشبشب يا منة بالشبشب !!
رفعته أمامها قائلة:
– على فكرة ده ناعم اوي و طري…موجعكش اكيد يعني
جذبه من يدها قائلا بوعيد:
– والله؟ ما تيجي نجربه عليكي كده نشوف بيوجع ولا لا
صاحت برفض وهي تركض من أمامه :
– لا سيف…ماتهزرش …
نظر إلى يزن وهو يشير له أن يقلده :
– يلا يا يزن… جاهز ؟؟
ركضا خلفها حتى وقفت أمامهم قائلة باستسلام:
– يا سيف لااااا… بيوجع خلاص
لوح أمامها بالنعال قائلا بتصميم:
– لا معلش اجرب بنفسي اتأكد
وقعت على الأريكة وهي ترفع يديها أمامها، قائلة بتوسل :
– اخر مرة حرمت….
زم سيف فمه بغيظ وهو ينحني نحوها :
– كل مرة تقولي كده وتتجنني زيادة
انحشر طفلها بينهم وهو يضربها على رأسها بنعاله، ومنة تصيح وهي تحاول وقفه عما يفعله وسيف يضحك معه وهو يحاول جذبه ولكن طفله مصمم
أتى زين طفلها الكبير وهو يجذبها قائلا :
– ماااامي تعالي ساعديني
صرخت منة بضيق :
– والله امك عايزة اللي يساعدها
__________
انتهى حمزة من الاستحمام وساعد ابنته في الاستحمام بعدها..كان واقفا أمام المرآة الكبيرة يرتدي مأزر الحمام الأبيض وسيليا ترتدي مأزر وردي صغير يناسب حجمها الصغير.. وقفت على الرف الجانبي من حوض الاستحمام الخشبي وهي تنظر إلى المرآة بينما يمشط حمزة شعرها البني القصير الذي جففه لها.. ويدللها وهو يبتسم لها.
لتنظر إليه مرة أخرى وهي تقبله من وجنته وتعانقه فكانت سعيدة بكل ما يفعله لها.
هتفت بحماس:
– سيلا جميلة
– سيلي دي زي القمر أصلا
قبلته من وجنته بقوة وهي تتسلق حضنه فحملها بيديه ووضعها على السرير، ولكنه لم يكن يعلم أنها كانت تخبئ أشياء في مأزرها الخاص.
وعندما ذهب إلى غرفة الملابس ليحضر ملابسه لكي يرتديها، ومن ثم خرج وهو يرتدي بنطال وتيشرت ابيض داخلي, وبيده قميصه وسترته.. وهو يستعد اخيرا إلى ارتداء باقي الملابس
فلم يجد طفلته , وما أن جلس على السرير حتى شعر بشيء مبلول، للوهلة الأولى ظن أنها قد فعلتها مرة أخرى
أغمض عيناه بنفاذ صبر:
– سيليا … أنتِ عملتيها تاني ولا إيه؟؟
اكتشف أن هناك روائح متنوعة ولكن نظيفة … فمن الواضح ان ابنته تسببت في فوضى، نهض من على السرير، ليجد اشياء لونها أبيض و وردي الوان أخرى… ليدرك أنها قامت بفتح معجون الأسنان وشاور الاستحمام لتفرغهم على السرير وكان السرير في حالة من الفوضى..
– لا يارب….كده كتير والله….
شتم من بين أسنانه بغيظ ثم هتف:
– سيليا…تعالي أنتِ فين؟؟؟
– كنت بحط العلب في الحمام
بعصبية زائدة هتف:
– لا منظمة أوي يا بت…تقتلي القتيل وتمشي في جنازته
رمقته بنظرات غريبة:
– أنت متضايق ليه؟؟ انا كنت بهزر معاك
صرخ بقوة يكاد يشد شعره و تكاد عيناه تخرج من محجريهما :
– عيلة قادرة والله…و بجحة كمان…
ابتسمت له قائلة بحنان :
– متزعلس يا همزه
– يا شيخة بقى الخلفة واللي عايز يخلف… يا غلطة عمري…
سألته ببراءة
– يعني ايه خلطة عمرك دي؟؟
نفخ حمزة حانقاً:
– تصدقي وتأمني بالله…انا بجد معرفتش اربيكي..
همست بندم :
– Sorry يا بابي
– ده اللي فالحة فيه…تعملي الكارثة وتيجي تعتذري…
رن هاتفه ليجد حسن ابن عمه، هتف قائلا بتحذير :
– اقعدي هنا لحد ما ارد على الموبايل… على الله اشوفك تتحركي
– Okay
هتف حسن قائلا من الهاتف :
– ايه يا حمزة رنيت عليك كتير… أنت اتاخرت اوي… والناس عايزة تمشي والاجتماع متعطل…ده بيتعمل كل فين وفين لما أنت بتجمعهم وتيجي الشركة
أومأ حمزة مأخوذاً:
– والله يا حسن المفروض كنت نازل من بدري اوي…بس الكارثة المتنقلة بتاعتي السبب
– مين ؟؟
– سيليا
ابتسم حسن قائلا :
– عملت فيك ايه بس
– قول مبتعملش ايه …
– معلش بقى مع الوقت هتعقل … وتربيتك ليها وكده
هز رأسه بقوة وهو ياخذ نفس عميق متمتماً:
– أنا مش بربيها…انا بتربى منها أصلا
– احباب الله يا عم
نظر حوله وهو يسمع صوت من الحمام ولم يجدها بجانبه, هتف قائلا بضيق :
– اقفل كده يا حسن لما اشوف الكارثة المتنقلة بنتي هببت إيه… دخلت الحمام وسامع صوت عالي
أغمض عيناه قائلا بتوجس وهو يدخل إلى الحمام:
-يارب ما يكون اللي في بالي
وجدها تركض نحوه وبيدها عدة أشياء، انقلبت ملامحه لعاصفة غاضبة في لحظة واحدة وهو يمسك بذقنها بين سبابته وابهامه، سألها بخشونة:
– سيليا…بتهببي ايه تاني..؟
رفعت ادوات التنظيف أمامه :
– باااابي … كنت بجيب دول عسان ننضف السرير لمامي
تنهد بقوة قائلا:
– ظلمتك يا شيخة…
طلبت منه قائلة:
– يلا ساعدني
وأخيراً تم الانتهاء من التنظيف، وتغيير ملابسه وتبديل ملابسها، وأخذ يرش عطره المفضل وهو يمشط شعره الكثيف
جذبته من ملابسه قائلة :
– قمر يا همزة…أنت قمر
رفعها إليه وهو يبتسم لها ويعانقها بشدة :
– والله أنتِ اللي قمر و سكر… وبحبك جداً
________
ذهب هاني إلى اتيليه زوجته الذي ساعدها في جعله أكبر وأكثر نجاحًا.. كانت تأخذ ابنتها معها عندما تذهب إلى العمل، وتتركها أحيانًا مع المربية.
ركضت إليه ابنته “چايدا” التي كانت تبلغ من العمر عامين ونصف، وكانت ذات شعر بني قصير وعينين بنيتين وبشرة قمحية.
وقف هاني أمامها لينزل إلى مستواها ويسلمها باقة من الحلويات، وفي يده الأخرى دمية عروس جميلة.
احتضنته طفلته الصغيرة وقبلته بلطف على خده، وأعربت عن امتنانها لأفعاله… فهو يدللها كثيرًا طوال الوقت
اقتربت منهم خديجة لتحمل طفله بين ذراعيه، وساعدتهم خديجة بالهدايا التي أحضرها لطفلهم.
ابتسمت خديجة بخجل:
– ايه المفاجأة الحلوة دي
همست له جايدا بحب :
– بابي
داعب وجنتي طفلته بحنان :
– قلب بابي..
– كنت مرتب أن انا اقضي اليوم معاكي انتي وجايدا ونخرج سوا في مكان جديد
– بصراحة بقى كنت عارفة انك جاي بس معرفش انك عامل مفاجأة
– طبعا عرفتي من جوجو
ابتسمت له بشموخ قائلة:
– وهي تقدر تخبي على امها حاجة برضو
غمز لها قائلا:
– بس اجمل حاجة فيها انها طالعة عاقلة وهادية زيك
رفعها هاني إلى حضنه ، ضمها إلى صدره بقوة هاتفاً:
– روح قلبي الجميلة الهادية بتاعتي…تحبي ناخد ماما معانا ؟؟
هتفت الصغيرة قائلة:
– ماما … معانا
– ده غصب عنكم على فكرة
أومأ هاني بثقة:
– واحنا نقدر نستغنى اصلا
هتفت طفلته بطلب :
– بابي…أيزة “عايزة” بنات هالتو “خالتو” معانا
وافق هاني بسرعة :
– بس كده من عيوني…و عيال خالك و ابن خالتك التانية كمان…
ابتسمت له خديجة بسعادة بالغة:
– يا هاني…هحبك اكتر من كده ازاي بس..
– دول ينورونا يا حبيبتي.
– متحرمش منك ولا من حنيتك
– جايدا طالعة حنينة ليك أوي
– واضح انها واخدة الصفات الحلوة مننا
في النهاية نبقى مع أولئك الذين يجعلون الحياة أبسط، نصبح أكثر سعادة مع أولئك الذين لا نحتاج إلى بذل الكثير من الجهد معهم للسماح لهم بتقبل عيوبنا، الذين يحبوننا بصدق وبدون أسباب.. هم فقط أولئك الذين يستحقون البقاء معهم.
____
في يوم الجمعة…
-زي ما اتفقنا يا عيال..هتتفذوا الخطة زي ما اتفقنا..فاهمين!
هتفت بها منة لكلا من طفلتي حمزة وابنها الكبير، قائلة..
همس الاطفال بحماس:
-Okay
ومن ثم أخبرت ايتن طفلتيها كندة وسيليا:
-تمام يا حبايبي اول ما خالو سيف ينادي على منة انتوا اللي تدخلوا الاول
همهمت كندة بلطف وهي تأكل من علبة الشوكولاتة الكبيرة بنهم، فوافقتها سيليا بايجاب :
– حاضر يا مامي
التفت منة نحو ايتن و سألتها بقلق:
-تفتكري بناتك هيعرفوا يتصرفوا ولا هتبوظ الخطة؟
هتفت ايتن بتأكيد:
-عيب عليكي يا منوش دول بناتي..تفتكري اصلا سيف هينجح بالخطة دي ولا المهمة هتفشل
-ربنا يستر..!
وبداخل غرفة سيف ومنة..
استيقظ سيف من نومه، عندما سمع صوت صراخ طفله الثاني الرضيع “يزن” الذي في عامه الأول.. فتح عينيه لبضع ثوانٍ وكاد أن يغمضهما مرة أخرى، لكن صوت بكاء الطفل الذي وصل إلى أذنيه جعله ينتفض بضيق.. جعله يدرك على الفور أن زوجته غير موجودة بجواره, نظر إلى طفله الصغير الذي كان يبكي على سريره الصغير بجواره.
اللعنة ! … من وضع سرير طفله بهذا المكان بالقرب منه … إنه تقريباً ملتصق به بدلا من الناحية الأخرى بجانب مكان أمه
وضع يده على رأسه وقال بذهول:
-يخربيتك مش سايبني في حالي حتى في يوم اجازتي؟ وماما فين وسايباك كده
ومع ذلك، استمر الطفل الصغير في البكاء والتذمر بكلمات غير مفهومة.. تنهد سيف بحزن وقال بصوت شبه مكبوت أنه على وشك البكاء:
– اهدى يا يزن يا حبيبي..طب انت عايز إيه؟
أنت صاحي ليل نهار مبتنامش ابداً !!
أخذه من فراشه ليحمله نحو فراشه الكبير الخاص به الذي كان ينام عليه، رفع ذراعيه الصغيرتين بجانبه لأعلى وظل يدغدغه ويلهو معه بوجهه ويقبله بلطف فوق جسده قبلات سريعة، حتى ارتفع صوت الطفل بأصوات طفولية غير مفهومة ولكنها لذيذة، وصوت ضحكاته التي تسعده .. كرر هذا الأمر عدة مرات والطفل يضحك ويصدر أصوات طفولية..حتى توقف فجأة عن الضحك، ومن ثم تحولت الضحكات إلى صراخ عالٍ ولم ينجح سيف في إسكاته مرة أخرى بأي وسيلة.
– طب اسكتك ازاي…انت كنت كويس ليه بتتحول فجأة و بتعيط؟؟
لينادي على زوجته بصوت عال، حتى فتح باب غرفته ليجد أمامه طفلتي شقيقته ايتن، كندة و سيليا، ليسألهم عن مكان زوجته:
– حد فيكم ينادي منة قولولها ان يزن بيعيط
اجابته الطفلة الكبيرة التي تعدى سنوات عمرها الرابعة وبيدها كوب عائلي كبير من الشوكولاتة تأكله :
-منوش نزلت مع مامي
سيف بتذمر:
– نزلت ازاي يعني و يزن بيعيط كده…
ليدخل بعد ذلك طفله الكبير “زين” الذي تخطى سنوات عمره الثلاث ويغلق الباب ولكن توقف قبل أن يغلقه إلى نهايته
– ماما نزلت امتى يا زين ؟ ومقالتش ليه؟
هز الطفل ذو الشعر الطويل الذي يشبه خاله عمر كثيرا وكأنه نسخة مصغرة منه بالشكل، فهو مزيج بين عمر ومنة بالشكل…أما يزن فهو يشبه سيف
– نزلت مع عمتو…
ليلتفت إلى طفلتي شقيقته وهو يسألهم:
-اومال انتوا بتعملوا ايه؟
اخذت كندة ملعقة من كوب الشوكولا الذي تحمله بكلتا يديها وقالت سيليا شقيقتها الصغيرة بدلا عنها:
– كوكي بتاكل سوكولاتة ما أنت سايف
رفع سيف حاجباه بسخرية:
-جاية تستولي على شوكولاتة البيت بتاعنا..مش كفاية مخلصة اللي عندكم
صاحت كندة بغضب طفولي:
– هقول لهمزة “حمزة”
سيف بتحدي:
-وانا هبلغ عنك في الداخلية ياخدوكي
ضربت سيليا قدميها على الارض:
-سوف ابنك بيعيط..سكته..صدعني
ليرد سيف بزهق:
-ما انا بحاول معاه و بشيله وبغنيله ومش ساكت خالص.. اعمل ايه؟
وضعت كندة كوب الشوكولا على الارض وضربت كفها على الأخرى بغيظ:
-عشان..انت مش فاهم أصلا..هو مبيحبش الأغاني دي يا خالو..
وضع سيف طفله على السرير، ليجلس بجانبه كلا من زين و سيليا يلعبوا معه برفق..
حمل سيف كندة وهو يقبلها من وجنتها الجميلة الممتلئة :
-اومال بيحب ايه يا قلب خالو
صاح زين بحماس طفولي :
-بيحب المهرجانات
زفر سيف بضيق:
– الله يخرب عقلك يا منة…عديتي العيال
ليردف وهو يهز كتفيه بلامبالاة :
-لا انا ماليش فيها ومش حافظهم اصلا
هتفت سيليا قائلة:
-سغله حاجة منهم بس
سيف بتفكير:
-هاه..طب غنوله يا عيال انتوا…
صاح الثلاث اطفال بصوت واحد كما حفظتهم منة :
-لا هو بيحب يسمعهم
– شغله بس وهو هيسكت..
بينما سحبته سيليا من ملابسه بقوة :
-يلا تعالى..هات يزوني عسان نسكته
همس زين بغيظ إلى سيليا وهو يسحبها من ذراعها الصغير:
– سيلي ماتقوليش يزوني…اسمه يزن فولتلك…دلعيني انا بس
صاح سيف بإغاظة:
– مش وقتك يا عم النحنون.. ولا انت عايز تعملنا مشاكل مع حمزة المجنون
هتفت سيليا بحزم وهي تعقد ملامحها بغضب :
– ماتقولس كده عن همزة بابي…وماتزعقس لزين
رفع سيف حاجبه بدهشة :
– الله اطلع انا منها يعني؟؟
التفت سيليا نحو زين وهي تخبره بتبرير :
– زين افهم…انا بدلعه عسان هو نونو صغنن، همزة قالي مينفعس “مينفعش” ادلع زين
هز رأسه بنفي :
– على فكرة حمزة بيضحك عليكي، عشان منوش مامي قالتلي ان انا صغنن وبتدلعني
قاطعته سيليا قائلة:
– منوس “منوش” هي كمان صغنن
قهقه سيف ضاحكاً:
– في دي عندك حق…
تجاهله زين قائلا لسيليا:
– اشمعنا انا بدلعك و بقولك سيلي وأنتِ لأ
شهقت سيليا بحسم :
– لا همزة يزعل … هو بس اللي بيقولي سيلي…ممكن تدلعني سيلا زي الناس
هز كتفيه بلامبالاة:
-براحته.. انا هفضل اقولك سيلي…يغير هو دلعه بقى
ثم تحركت كندة ليضعها على الأرض وضرب كفيه ببعضهم قائلا بضيق :
– مش هتسكت إلا لما تلبسنا تُهمة وخناقة كل شوية مع حمزة انا عارف…
ليردف بصياح:
– ربنا يصبرني بجد هلاقيها منك ولا من أمك
ضرب مقدمة رأسه بيده عدة مرات وتناول طفله الذي صرخ ببكاء مرة أخرى، ليحمله فقال ساخراً:
-وانت بطل عياط بقى ارحم نفسك..ده حتى أمك فرفوشة مش نكدية زيك
ليردف باستسلام:
– انتهت كل الحلول … الأمر متروك للمهرجانات، شغلوله حاجة منهم يمكن يسكت يا عيال
أمسكت كندة بجهازها اللوحي واختارت أغنية مهرجان شعبي شهير للفنان المفضل لمنة، وكان ذلك بالطبع بالاتفاق مع منة.. صفق سيف في البداية، لكن كندة وسيليا وزين أجبروه على الرقص معهم ومع طفله يزن، وعندما رأى ضحكة طفله الصغير ترتفع مرة أخرى وسعادته اندمج معهم وترك نفسه معهم كما حدث يوم زفافه.. وانضم إليهما في الرقص مع كلمات الاغنية . ..
“اللي عندو جراح تشبهني يتفضل جنبي
طول عمر الفرحة بتكرهني والطيبة ذنبي
لو بتدور علي الاخلاص عمرك هيفوتك
واللي تقول ده اعز الناس نفسو يشوف موتك
لا مش مخلصين لا مش سلكانين
اه دول خوافين في الشدة ثلج وساحو العتاب ملوش لزوم همشي ومني هترتاحو”
بينما في خارج الغرفة كانت كلا من منة وايتن يقفان خلف الباب وكل هذا يحدث تحت مراقبتهم وابتسامة مشرقة تنير وجههم ثم قالت ل ايتن الواقفة بجانبها :
-هييييييح الخطة نجحت..نجحت يا ايتن
-طب يلا ادخلي
“دول مش تمام وبتوع كلام في الشدة ديما بطولي
وسط الالام بصحي وبنام ولا هان عليهم يجولي
اصحاب كيوف مبقتش اشوف حد مصاحبني علشاني
وزعت مال علي ناس شمال مش عاوز اعرفكم تاني
اللي كنت عليها بحكيلكو عليها وكانت نور عنيا
دلوقتي جي اشهدكو علي اللي حصل فيا”
ثم دخلت زوجته الغرفة في تلك اللحظة وتظاهرت بالمفاجأة.. وبقى سيف في مكانه مثل الصنم.. ابتسمت منة بسعادة وهي تقترب منه تصيح باندفاع:
– يا حبيبي انا فخورة بيك أوي
لتردف بتملك:
– الله شيلني زيهم اشمعنا انا بقى
هتف سيف بارتباك شديد:
-آآ..منة….بصي انا…كنت..كنت بسكت زين والله عشان كان بعيط
هتفت منة وهي تنزع عباءتها السمراء ليظهر ثوب قصير وضيق يعانق منحنياتها بإغراء:
-وماله يا حبيبي..بجد انا مبسوطة…يلا نكمل
-ها…ن..نكمل ايه يا منة؟؟؟
-نكمل باقي الأغنية يا قلب منة..يلا بقى
ومن ثم شغلت كندة الأغنية مرة أخرى لتستكمل الأغنية ومنة تشاركهم الرقص بينما سيف وقف ثابتا..فأجبرته منة يرقص وبعدها اندمج مرة أخرى وهو يرى ضحكات طفليه وزوجته بل طفلته نعم هي طفلته…طفلته الجميلة التي تحول أي شيء لسعادة وفرح…حولت حياته الباهتة السادة إلى حياة رائعة مبهجة..ف هذه شخصية منة ترى كل شيء حولها وردي..
“فجاة لقيتها اتشقلب حالها ياقلبي انساها
سابت في قلبي جراح عليها العمر راح
من غيرها انا هرتاح انا شوفت معاها اسية
كدبة وصدقتها واهي عاشت وقتها
هسيبها لوحدها ماهي برضو غدرت بيا
حبيتي مين وعشقتي مين ما تقولي ولا انتي خايفة
ايام زمان كنتي الامان والناس بعنيها شايفة
انا مش حزين علي دي السنين والنعمة لتدوقي سمي
جايالي ليه طب عاوزة ايه دة الاولي بالحب امي
دة الاولي بالحب امي
كله عني بقي بيتكلم شاغلين بالكم ليه
ايوة هفضل فيكو بعلم قولو تاريخكم ايه
وكلاكو مني علشان عديكو بمراحل وشرخت
اصل انا بتعب وانتو في بيتكو مهو مش شغلة بخت”
ضمها سيف إلى حضنه وهو يقبلها من رأسها ويبتسم بسعادة..
“حبيتها اه هيه الحياه من غيرها عيشتي مش حلوة
وبقولها ليك انا دوبت فيك بوصف حلاوتك في غنوة
شمس المجرة والباقي برة نورتي كل ايامي
مبسوط معاكي قلبي وملاكي ديما ملازمة احلامي”
دلفت ايتن في تلك اللحظة وهي تصفق بسعادة ليغلق سيف الأغنية عند ذلك المقطع وهو يرمقها بضيق :
-ايه ده؟ مين فتح لايتن؟
منة بغباء:
-ها !
ايتن بسعادة وهي تقترب منه :
– الله يا سوفي مش مصدقة..بجد كنت هايل..انت اتعلمت الرقص ده ازاي؟ ده حمزة مبيعرفش يرقص زيك كده
زمجر سيف بحدة:
-ممكن افهم ايه اللي بيحصل ده !!
ايتن بهدوء:
-طب ممكن تهدى يا سوفي
زفرت منة بضيق:
-ايتن قولتلك قبل كده ما تقوليلهوش يا سوفي..عشان هو سوفي بتاعي انا بس..مفهوم!
صاح سيف بعصبية :
-محدش فيكم يقولي زفت سوفي دي خالص اصلا.. مبحبوش قولنا
-طب اهدى يا سيف عشان العيال بس ميخافوش
التفت سيف إلى الأطفال وطلب من كندة ان تأخذهم إلى الصالة يلعبوا سويا فأومأت الطفلة وخرجوا..وبعد أن أطمئن عليهم رجع إلى كلا من ايتن ومنة المرعوبة من رد فعله حين يكتشف حقيقة الخطة..فسمع منة تأنب ايتن قائلة :
-ينفع كده يا ايتن؟! اديكي بوظتي الخطة خالص..مكنش ينفع تدخلي احنا متفقناش على كده يا ستي
-اعمل ايه يا منة..انا انبهرت بيه..انا اصلا مصدقتش ان ده سيف اخويا
– لا بس كنت هايل
دلف سيف ملتقطا جملة منة قائلا بعصبية:
-أيوة..ايه بقى الخطة يا منة هانم؟؟؟
-يا سيف..آآآ
صرخ سيف بغضب شديد:
-انطقي
اومأت منة بخوف متعرفة:
-بصراحة كل ده كان مترتب عشان انت تحب المهرجانات..واحطك قدام الأمر الواقع
جذب سيف خصلات شعره الناعم بغيظ قائلا :
-يا الله …ما انا متجوز طفلة !!
-خلاص يا سيف انا اسفة
ايتن بسرعة:
-طيب حمزة بعتلي Massage..هخرج انا بقى واخد البنات
صاحت منة بغيظ:
-بتبيعيني يا ايتن؟؟؟
دلف زين في ذلك الوقت وبيده سيليا، هتف قائلا:
– لا سيبي سيلي… سيبيها
– خلاص تعالى معانا
– ومين هيجيبه ده؟؟
– بالليل حمزة يبقى يجيبه عادي … سيبوه يجي معايا
هتفت منة قائلة بتوسل:
– خدي يزن بالمرة بالله عليكي…
دلفت كندة وهي تحمله على يديها وهي تناوله لها فكان يبكي بشدة :
– يووووه…ماتعيطش ابوس ايدك
لتردف منة بتأثر:
– خلاص مش هخليهم ياخدوك
_________
دلفت ايتن إلى الشقة وبيدها الثلاث اطفال.. اندفع زين نحو حمزة قائلا بشوق وهو يعانقه :
– عمو حمزة وحشتني
صحح له حمزة وهو يقبله من وجنته :
– عمك ايه يا حبيبي انا خالك…
هز رأسه معترضاً:
– خالو ازاي…انت اسمك حمزة عبدالله ومامي اسمها منة عثمان…يعني مش اخوات وانت مش خالو
– اخوات في الرضاعة يا حبيبي
فكر زين قليلاً:
– يعني ايه دي ؟؟؟ انا اللي اعرفه اخوات يعني الاسم زي بعض …
أخرج حمزة زفرة حارقة ضاغطاً على نواجذه:
– بقولك ايه هي امك طالقاك عليا في يوم اجازتي… مش ناقص انا أسئلة العيال دي مش كفاية اللي عندي
ركضت سيليا نحوه وهي تجذبه إليها:
– همزة
انزل إلى مستواها قائلا بابتسامة :
– اهلا بغلطة عمري
همست بأمر:
– سيلني…سيلني
ربت زين على شعرها بحنان:
– تعالي انا اشيلك….انا هشيلك
هتف حمزة بحنق وهو يبعد طفلته خلفه :
– خد يالا … ابعد عن البت يالا…
وقف زين أمامه قائلا بتحدي :
– أنا هشيلها…
– ابعد كده وملكش دعوة ببنتي…
رد زين مبرراً بثقة :
– ليه انا بحب سيلي وهخاف عليها وانا بشيلها
أكله غيظه وهو يرمقه بنظرة نارية وهو يجذبه من ذراعه :
– بتحب مين يا روح امك…
تدخلت ايتن قائلة بهدوء :
– يا حمزة…ده عيل
– بيقول بيحبها الحقي
– يا حبيبي مش فاهم حاجة…هما اخوات
هتف بغيرة واضحة:
– بيقولها سيلي
– فيها ايه يا حمزة ده دلعها
نظر إليه زين بشموخ وهو يحاول أخذ سيليا منه :
– لا ده دلعي انا…مش هسيبه غير لما يرجعلي سيلي
وكالعادة تم شجار لطيف بينهم بغيرة واضحة من الاثنين… وفي النهاية وقفت سيليا معه بعد أن خطفها منه وهي ركضت معه بسعادة
هتفت ايتن إلى زين وهي تمنع حمزة من جذب زين من شعره ويعلقه من ملابسه كما هدده :
– زين يا حبيبي…هات سيليا وتعالوا…عشان تاكلوا
لتردف بهدوء وهي تقف أمام زوجها :
– حمزة خلاص بقى…
نظر زين إلى سيليا قائلا بتملك طفولي :
– سيلي حبيبتي…محدش يشيلك غيري فاهمة
ابتسمت له سيليا وهي تركض وبيدها ألعابها… و حمزة يأخذها منه أخيرا..
– والله انتوا مجانين بجد
_______
في المساء…
التفت سيف باتجاه منة المرعوبة.. و من ثم قالت بخوف :
-سيف متبصليش كده..انا اسفة قولتلك
سألها بحدة:
-و اسفك ده هيفيد بـايه ها؟
قرصته من وجنته الخشنة بمرح:
-خلاص يا حبيبي…متزعلش..حقك عليا
غمز لها بمرح:
-طب صالحيني
اقتربت منه وشبت على أصابع قدميها لتقبله من وجنته..ف حدق بها سيف برغبة ثم اقترب منها مرة..فأغمضت عينيها تنتظر قبلته وكاد ان يفعلها فأوقفته منة بسرعة قائلة :
-استنى يا سيف..بقولك هي خدودي احمرت؟
نظر سيف إلى وجنتيها الممتلئتين ثم قال :
-لا عادي يعني
رفعت منة حاجبيها المرسومين بدقة قائلة باستغراب:
-ازاي ده الكاتبات مأكدينلي !
سيف بدهشة:
-مأكدينلك ايه؟
منة بحسرة :
-فين كست حمرة الخجل وجنتيها؟ ازاي حمرة الخجل مكستش وجنتي !!
ضحك سيف قائلا :
-معرفش والله اساليهم
منة بتفكير:
-خلاص لقيتها
-هتعملي ايه؟ هتسأليهم؟
هزت رأسها بنفي:
-لا طبعا..هحط بلاشر على خدودي
ثم اتجهت ناحية طاولة الزينة لتأخذ علبة حمرة الخدود والفرشاة.. ف منعها سيف قائلا :
-بلاشر ايه يا منة اللي تحطيه على خدودك دلوقتي… مش وقته
-ليه يا سيف؟ عشان خدودي تحمر
جذبها من خصرها إليه قائلا بعبث:
-تعالي بس وانا هخلي حاجات تانية اللي تحمر مش خدودك
لكزته منة على صدره :
-سيف بطل قلة أدب
-وهو فيه احلى من قلة الأدب؟
ابتعدت عنه بخجل قائلة :
-بقيت وقح والله
ضحك سيف قائلا :
-طب اعقلي كده يا منة وتعالي بقى
منة بعناد:
-لا هحط بلاشر الأول
زفر سيف بضيق:
-يا سلام ولما اجي ابوسك اتسمم انا صح؟
عقدت ما بين حاجبيها قائلة :
-نعم؟ وهو انت هتاكلهم؟
-طب نرجع لموضوعنا الأساسي..ينفع اللي عملتيه ده يا منة؟
عقدت يديها على صدرها قائلة بعناد:
-اااه ينفع..عشان انت مش بتشاركني الحاجات اللي بحبها..
سيف بعملية:
-انتي عارفة حوار المهرجانات ده بالنسبة لي..
-بس انت اندمجت و..
– لا بس كنت هايل
-اتغفلت وخلاص مش هتتكرر تاني
صاحت منة بغيظ :
-لا يا سيف متهزرش..يعني خطتي راحت على مفيش
-أيوة
-حرام عليك يا سيف..
سيف بتحذير:
-منة..صوتك ميعلاش..مفهوم !!
تنهدت بصوت خافت:
-ده انا لما بلاقيك بتحب حاجة بشاركك فيها وبعملها معاك وبحبها زيك..عشان انت بتحبها يا سيف..لكن انت مبتعملش معايا كده ابدا..
– هفكر في الموضوع ده حاضر
ومن ثم حملها بين ذراعيه متجها بها ناحية السرير..فسألته منة :
-ايه ده هتعمل ايه؟
أنزلها سيف فوق السرير.. و من ثم قام بتمديدها عليه بينما شفتيه لا تفارق شفتيها..ثم ابتعد قليلا بعد لحظات..فقال بخشونة أمام شفتيها وهو يشير عليها:
-هوريكي الحاجات اللي بتحمر…
ليرى وجنتيها تشتعلان من الخجل وهي تفهم أن شفتيها أصبحت حمراوتان من آثار قبلاته، كست الحمرة وجنتيها، ليهمس قائلا بضحكة خافتة:
-خدودك احمرت اصلا..
صاحت منة بفرح وهي تحاول النهوض من على السرير:
-بجد..طب عايزة اشوف
ثبتها على السرير مرة أخرى قائلا:
-تشوفي ايه يا منة الله يهديكي اقعدي بقى
ليردف بنبرة أجشة:
-انا بحب لون خدودك في كل الأوقات يا منوش
بينما يقوم بتوزيع قبلاته المثيرة على جميع أنحاء وجهها..مرة برقة و مرة بحنان.. بينما هي تستجيب له…. حتى ازدادت قبلاته بعمق وعنف فأغمضت جفنيها لثوان من لذة قبلاته….
حدقت به منة بسعادة لتغمض عيناها بخجل..
نظر إلى عينيها المغمضتين باستسلام… وأحس بالشوق إليها… إحساس يدفعه إلى الجنون.. كما تفعل به…فهي تحوله من الرزانة إلى الجنون معها فقط…
ولكن أمام أي شخص فهو شخص عاقل رزين كما هو…
______
أما في منزل حمزة…
فكان يجلس على الأريكة وفي حضنه سيليا وبجانبه زين في حضنه من الجهة اليمين والجهة الأخرى تجلس كندة بحضنه… ويضحك معهم بسعادة
فهذا ما يحدث مهما حدث بينهم أي شجار وبالنهاية هو يحبهم كثيرا…
هتفت ايتن قائلة:
– زين ده مش بيفكرك بحد ؟؟
– برضو هتقوليلي أنه شبههي
– شبهك انت ومنة بالظبط
هز زين رأسه قائلا بنفي :
– أنا شبههم ازاي ؟؟؟ زين واحد بس
رفع حاجبه باعتراض:
– دي جملتي انا يالا وكمان سرقتها مني
________
بعد مرور عدة أيام…
في إحدى المطاعم الراقية
يجلس سيف وبجانبه طفله الصغير يحمله على يديه، و طفله الكبير جالساً بجانبه
هتف يزن بتعثر:
– سيلا…. سيلا
ابتسم زين قائلا :
-انا بحب سيلي أوي كان نفسي تيجي معانا..
– يادي سيلي بتاعتك…يا حبيبي هو مفيش غيرها
ابتسم زين قائلا بنعومة :
– أصل هي بتضحك بشكل جميل أوي…و كلها جميلة
قهقت منة وهي ترمق زوجها بنظرات غامضة:
– الولد محدد هدفه من دلوقتي…مش زي ناس كده
– الواد شكله طالعلك
قلبت منة شفتها بامتعاض:
– ابوكوا بقى يا عيال كان مطلع عين امكم قبل ما يخطبني
التفتت زين في وجه امه باستغراب ثم دقق النظر إلى عيونها:
– ازاي مطلع عينيك يا مامي وعيونك لسه زي ما هي موجودة
هزت رأسها تخبط على جبينها بنبرة ساخرة:
– زين يا حبيبي ماتخذلينش ده انا بقول انت اخد من ذكاء خالك حمزة
قاطعها سيف قائلا :
– و mix منك برضو
سأله طفله بفضول :
– بابا انت كنت تعرف مامي ازاي ؟؟؟
ادعي سيف التفكير ليقول :
-الصدف كنت بلاقيها في كل مكان في وشي.. قولت مبدهاش بقى لازم اتجوزها
ضحكت منة لتضربه ضربة خفيفة في كتفه:
– الله دي كانت صدف
– وانا اتكلمت برضو ؟
حاول زين و يزن اللعب حوله، همس قائلا لمنة:
-حبيبتي هروح اودي زين يلعب شوية..عشان مش هيبطل زن
اومأت منة بإيجاب:
-ماشي يا حبيبي
حذرها قائلا:
– ياريت متعلميش شقاوة لحد ما ارجعلك
أومأت ببراءة :
– عيب عليك انا شطورة
اخذ طفليه نحو منطقة الألعاب الترفيهية بالمطعم..
سمعت منة صوت فتاة عمرها قريبا منها، قائلة بهيام لصديقاتها الاثنتان:
-اوقع الكراش ازاي يا جماعة…لازم تشوفولي حل
ابتسمت منة وتوجهت نحو طاولتهم لتتدخل في الحوار قائلة :
– ممكن اقولك انا ازاي
التفت البنات إليها باستغراب:
-نعم؟
جلست منة معهم، لتقول بإحراج:
-اسفة طبعا عشان اتدخلت في الحوار..بس انا كنت في يوم زيك..كنت واحدة مالهاش طموح غير أنها توقع الكراش بتاعها ويحبها..عملت خطط كتير وحاجات كتير عشان ألفت نظره ويحبني وللأسف مفيش حاجة جابت نتيجة…بالعكس ده انا اتوجعت كمان
الفتاة بانتباه:
-طب وعملتي ايه؟
ابتسمت منة قائلة :
-عقلت..وعرفت ان كل ده كان غباء..وان الراجل اللي بجد مفيش واحدة بتوقعه..ولو وقعتيه هيبقي بمزاجه..وهو بيحبك..لما قررت أبعد وابقي طبيعية بعقل..وقتها هو جالي..واتقدملي علي طول كمان
جحظت عيناها بذهول:
-بجد..من غير خطط
ضحكت منة قائلة بصدق:
-من غير أي حاجة..سيف احلي صدفة وقدر في حياتي…هو حب عمري الأول والأخير..حافظي علي قلبك وكرامتك..عشان الراجل ممكن يكون بيحبك بس لو شافك مدلوقة اوي عليه هيتنك جدا
ابتسمت الفتاة بامتنان:
-عندك حق…بجد انا متشكرة جدا ليكي
– اوعي تكوني عملتي شقاوة
– بصراحة عملت بس شقاوة في محلها
– منة
– متخافش كنت بنصح بحاجة صح
صدحت نغمات اغنية “نشيد العاشقين” في المكان…
“صاحبة الصون والعفاف أحلى واحدة في البنات
اللي عمري ما قلبي شاف زيها في المخلوقات
تسمحي لي برقصة هادية تسمحي لي بقربي منك
حلم عمري تكوني راضية عن وجودي بس جنبك”
تجهمت ملامحها قائلة بحنق:
-كل مره اسمع الاغنية دي افتكر يوم ما رقصنا عليها سلو في فرحنا, وافتكرك وانت مش فاكر ولا خطوة من اللي اتفقنا عليها وبتقولي هو أنتِ ازاي حلوة كده، وبفتكر وانا بقولك فوكك مني ركز المفروض هتنزل دلوقتي على رجلك ويلا بقى هتلففتي یمین ويلا بقى شمال
لمعت عيناه بعشق قائلا:
-والله لو كنت قعدت احفظها عمري کله اکید
برضو كنت هنساها، لأن النظرة من عيونك تنسي
الواحد الدنيا مش خطوات الأغنية
اتسعت عين منة بحب :
-ربنا يخليك ليّ يا أجمل حاجة حصلت في حیاتی و أحسن اختیار قلبي اختاره
ابتسم لها قائلا بسعادة:
– واحلى قدر ونصيب في الدنيا
فاجأتها الحياة به، ووقعت في حبه رغماً عنها.. إذا رأته عينيها يسطع فهو مثل النجوم التي تضيء في ظلمة الليل.
___________
لا تسمح لمخاوفك أن تكون عائقًا بينك وبين تحقيق السعادة، الحب شيء يستحق المخاطرة، لا يهم ما إذا كان سيستمر أم سينتهي في وقت لاحق، المهم أنه سيمنحك ذكريات جميلة ستبقى معك، اهتم بالحاضر وتوقف عن القفز إلى المستقبل.
كان جالساً فوق المصلية وهو يصلي، فاقتربت منه سيليا وهي تتأمله بحب، ووقفت أمامه ووضعت يدها على وجهه، وأحاطته بكلتا يديها الصغيرتين حول كتفيه، وسجد على المصلية، ثم تسلقت ظهره وهي تجذبه من شعره، ورفع ظهره بحرص لتنزل من على ظهره أخيراً وهي تجلس أمامه، وأخيراً وضعت رأسها على قدمه وهي تستمع إليه وهو يصلي حتى انتهى من الصلاة.
ليبدأ بالدعاء ومن ثم يشكر الله على جميع ما وصل إليه ، التفت ليجد زوجته وطفلته كندة ارتدت إسدال صغير وهي تقف بجانبها وتحاول تقليدها في الصلاة..
وبعد الانتهاء… سألت كندة والدها عن ما كان يقوله منذ قليل فبدأ يشرح لها هو و ايتن عن نعم الله علينا وأننا يجب أن نشكره دائماً
فقال الله تعالى.. (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
هتفت كندة قائلة بامتنان حقيقي إلى ربها :
– بشكرك انك من كل العالم اختارتهم يكونوا بابا ومامتي انا
جملة كانت بسيطة، ولكنها لامست قلبهم بشدة
قبلوها من وجنتيها بقوة، فالله رزقهم بطفلة لطيفة حنونة و أخرى حتى رغم مشاغبتها لهم ولكن قلبها حنون بشدة
همست ايتن لطفلتها كندة قائلة:
– يا حبيبتي انا اللي مبسوطة بجد انك بنتي
لتردف بسعادة بالغة :
-مش عارفة ابطل تفكير في كل حاجة حلوة حصلت السنين اللي فاتت
أضافت بحب :
-ربنا يخليكو ليا يا حبايب قلبي
قبّل جبينها بـعُمق قائلا :
-أنتِ احلى حاجة حصلتلنا أصلا
إبتسمت بسعادة وعيناها تلمع بتأثر، هامسة بامتنان :
‬‏- انت كل حاجة حلوة في حياتنا والله
ابتسمت ايتن لتشاركها الصغيرة الضحك دون ان تفهم كلامهم
همست سيليا برقة، لتقترب منهم مقبلة والدها:
-بابي….بحبك انا
هتف حمزة بعشق:
-وانا بعشق امك.. والله
ليضيف بصدق وهو ينظر إلى زوجته :
– والله الكلمة دى قليلة عليك يا حبيبتي
ردوده دائما تؤثر في قلبها، تماما مثل أفعاله، يقول له أحبك كلاما، والمواقف تظهر له أنها ذلك القلب الذي ينبض بداخله ليحييه.
ضحكت ايتن علي طفلتيها…ليسحب حمزة الثلاثة إلى صدره…لتبتسم ايتن بسعادة لم تكن تصدق بأن تحصل عليها في النهاية…

تـــمـــت بــحـمـــد الـلـه…

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قانون آيتن)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى