روايات

رواية خطيئة ميريام الفصل الأول 1 بقلم سارة علي

رواية خطيئة ميريام الفصل الأول 1 بقلم سارة علي

رواية خطيئة ميريام الجزء الأول

رواية خطيئة ميريام البارت الأول

رواية خطيئة ميريام الحلقة الأولى

” أسميتها ملك ”
بعد مرور عدة أعوام …
أخذت جوازها من الموظف بعدما وضع البصمة عليه لتسير إتجاه المكان المخصص لإستلام الحقائب عندما أخذت حقيبتها متوسطة الحجم وسارت متجهة خارج المكان …
من كان يصدق عودتها بعد كل تلك السنوات الى البلاد ..
بعدما هربت منها بتلك الطريقة المؤلمة …
كان أمر عودتها بعد هذه السنوات صادما وغريبا والأغرب منه هو عودتها بقرار من والدها ..
والدها الذي لم يتردد لحظة واحدة وهو ينفيها خارج البلاد ..
ينبذها من حياته كليا بعد فضيحتها المدوية …
خمسة أعوام قضتها في إنجلترا ، وحيدة ومنبوذة …
واليوم بعد كل هذه السنوات والدها يريدها مجددا …
لم تستوعبت طلبه لرؤيتها ولكنها رفضت بقوة أن تراه من جديد …
رغم كل شيء هي لن تنسى الذل والمهانة التي تعرضت لهما بسببه …
إبتسامة قاسية ارتسمت فوق شفتيها وهي تتذكر ما تعرضت له على يديه ..
هو والدها الذي لم يرحمها أبدا على فعلتها الدنيئة …
حاولت أن تتناسى ما فعله بها لكنها لم تستطع ..
فحتى لو تناست ضربه ونبذه الصريح لها فكيف تنسى آخر ما فعله بها قبل أن يطردها خارج البلاد كلها ..!
أغمضت عينيها تمنع دموع القهر من التحرر من مكمنها وهي التي جاهدت لسنوات كي تبدو بهذه القوة والصلابة …
تحركت بخطواتها وهي تجر حقيبتها خلفها تفكر في والدها الذي طلبها بعدما أشتد عليه المرض في الآونة الأخيرة فطلب رؤيتها معللا بشعوره إنه يعيش أيامه الأخيرة …
رفعت عينيها نحو المكان الذي يقف فيه العديد من الأشخاص ينتظرون أهاليهم أو أصدقائهم العائدين من الخارج ..
وجدت ليان ابنة عمتها تنتظرها كما توقعت فهي الوحيدة التي لم تنبذها كما فعل الجميع بجانب عمتها …!
اتجهت نحوها فسارعت ليان تعانقها بلهفة وهي تسألها عن أحوالها ولم يخفَ عليها جمود ميريام الواضح وإجاباتها المقتضبة ..
سألتها ميريام أخيرا بصوت بارد :-
” ما به والدي…؟! هل هو مريض الى هذه الدرجة ..؟!”
ردت ليان وهي تومأ برأسها مؤكدة ما قالته :-
” جدا يا ميريام … مرضه إشتد عليه في الأسابيع الفائتة …”
أضافت وهي تربت على ذراعه :-
” هو يريد رؤيتك يا ميريام … يريدك بشدة .. ان شاءالله سيتحسن وضعه عندما يراك …”
لوت ميريام فمها مرددة بسخرية مريرة :-
” أو ربما العكس …”
” لا تقولي هذا … مهما جرى فأنت ابنته الوحيدة وقرة عينه … خالي يحبك كثيرا وأنت تعلمين هذا …”
قالتها ليان محاولة التخفيف عنها وهي تلاحظ ذلك الرفض الذي غلف ملامحها فهتفت ميريام وعيناها تغيمان بنظرات تحمل ذكرى ما حدث منذ سنوات :-
” واضح كم يحبني يا ليان والدليل ما فعله بي …”
تحركت الفتاتان بعدها خارج المطار ومنه الى سيارة ليان التي قادت سيارتها بإتجاه المنزل الذي يسكن فيه والد ميريام ….
توقفت السيارة في كراج المنزل وهبطت ميريام منها تتأمل المنزل الفخم بعينين جامدتين تماما تخفي وراء جموديهما الكثير من الخوف والرهبة والتردد …
تذكرت آخر مرة كانت فيها هنا وغادرت بعدها البلاد كلها دون رجعة …
ظنت وقتها إنها لن تعود لكنها عادت مجددا رغم كل شيء …
أحاطت جسدها بذراعيها لا إراديا وهي تتذكر ما عانته داخل هذا المنزل بعد إكتشاف جرمها لتشعر بكف ليان تربت فوق كتفها بدعم واضح فرفعت ميريام رأسها بحزم وهي تتقدم بخطواتها الرتيبة الى داخل المنزل عندما وجدت عمتها تستقبلها حيث عانقتها بترحيب والدموع تملأ مقلتيها …
عمتها الوحيدة بجانب إبنتها التي لم تحاربها بل تنبذها كما فعل البقية …
استكانت ميريام داخل أحضانها تتشبث بها بشوق تملك منها رغما عنها …
سمعت عمتها تخبرها وهي تربت فوق كتفها بعدها :-
” والدك ينتظر يا ميريام … هو في غرفته …”
سارت ميريام نحو السلم ثم صعدت الى الطابق العلوي حيث توجد غرفة والدها لتقف للحظات أمام باب الغرفة بأنفاس مقطوعة وقلبها يخبرها أن تهرب وتعود من حيث أتت بينما عقلها يحثها على الدخول …
وأخيرا دلفت الى الغرفة لتجد والدها جالسا فوق سريره بملامح شاحبة قليلا …
تأملت ملامحه وهو الذي بدا لها وكأنه كبر عشرين عاما أو أكثر …
سارت نحوه ورغما عنها إنخفضت عينيها أرضا ليتأملها والدها بصمت امتد للحظات وهي تقف قريبا منه تحاول التماسك قدر المستطاع ….
بدت له في تلك اللحظة كطفلة صغيرة مذنبة تخشى النظر في وجهه بسبب ذنبها الذي لا يُنسى …
رغم كل شيء هو يعترف إنه كان سببا فيما حدث بدءا من دلاله المبالغ فيه لها إنتهاءا بإهماله لها كليا بعد وفاة والدتها والنتيجة إنها خسرت كل شيء وخسرها هو بدوره .. خسر إبنته الوحيدة ومدللته وقرة عينه …
” تعالي يا ميريام …”
نطقها بصوته الهادئ الضعيف لترفع عينيها نحوه تناظره بتردد عندما كرر ما قاله بقليل من الحزم :-
” تعالي هنا جانبي …”
تحركت رغما عنها حتى وقفت جانبه فسألها وهو يحاوط وجهها الذي ما زال فاقدا لبريقه بعينيه :-
” كيف حالك …؟!”
ارتسمت ابتسامة ساخرة فوق وجنتيها توازي جوابها الذي خرج مريرا رغم السخرية الظاهرة :-
” بخير .. ”
أطلق تنهيدة طويلة ثم قال :-
” أنا مريض يا ميريام وأنتِ تعلمين ذلك .. ”
تأملته بصمت وهو يضيف بصوته المرهق :-
” مرضي يشتد علي كثيرا في الآونة الأخيرة … ”
أضاف بتمهل :-
” رغم كل شيء تبقين ابنتي وأنا أريد الاطمئنان عليك قبل رحيلي من هذا العالم …”
لم تستطع منع نفسها من سؤاله :-
” وأين كنت طوال السنوات السابقة وأنا أعاني لوحدي في بلاد بعيدة دون رقيب …؟!”
رد بنفس النبرة التي سمعتها منه وهو يصدر قراره بنفيها :-
” هذه عقوبتك التي كنت تستحقينها يا ميريام …”
سألته بعينين مليئتين بالغضب الذي يدرك سببه جيدا :-
” هل إنتهت مدة عقوبتي إذا ..؟!”
هز رأسه بصمت ليتفاجئ بها تهبط إتجاهه تقبض على كفه مرددة بتوسل :-
” أخبرني عنها إذا .. أين أخذت إبنتي …؟!”
لكنه دفع كفها مرددا بجمود :-
” ليس من شأنك .. عليك أن تنسي تلك الفتاة تماما بل تنسي الماضي كله …”
همست بعدم تصديق :-
” أنسى إبنتي .. أنسى ملك…”
نعم لقد قامت بتسميتها في اللحظة التي رأتها فيها ووجدتها تشبه الملائكة لتسمع صوت والدها الذي خرج قويا قليلا :-
” أخبرتك أن تنسي ما حدث في الماضي بكل ما فيه وأولهم إبنة الحرام تلك ..”
إرتعش جسدها من الوصف رغم صدقه فهمست مضطربة :-
” إنها إبنتي .. قطعة من روحي …”
أكملت بدموع تخطت عينيها :-
” هي لا ذنب لها فيما حدث .. لا تعاقبني بسببها …”
تجاهل والدها دموعها مرددا بجمود :-
” أخبرتك أن تنسيها وتفكري في القادم ..”
سألته بإنفعال فشلت في لجمه :-
” لماذا طلبت رؤيتي إذا ..؟!”
منحها نظرة هادئة وهو يجيب :-
” أخبرتك إنني أريد الإطمئنان عليك قبل وفاتي …”
سألته بسخرية مريرة :-
” أردت رؤيتي كي تطمئن علي إذا ..؟!”
أومأ برأسه وهو يضيف :-
” نعم كي أطمئن عليك .. لذا قررت تزويجك من شاب أعرفه جيدا وأثق به ..”
صاحت برفض :-
” مستحيل .. لن أتزوج …”
أكملت بصوت مبحوح :-
” إذا كنت تريد الإطمئنان علي ، أخبرني أين أخذت إبنتي ..؟! أخبرني مكانها …”
رمقها بنظرات ساخرة وهو يتسائل :-
” هل تريدين معرفة مكان إبنتك ..؟!”
هزت رأسها بلهفة ليجيب بقسوة لم تعتقد إنه يمتلكها يوما :-
” في المقبرة لإنني قتلتها حالما ولدت ودفنتها هناك …”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطيئة ميريام)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى