روايات

رواية خادمة القصر الجزء الثاني الفصل السادس عشر 16 بقلم اسماعيل موسى

رواية خادمة القصر الجزء الثاني الفصل السادس عشر 16 بقلم اسماعيل موسى

رواية خادمة القصر الجزء الثاني الجزء السادس عشر

رواية خادمة القصر الجزء الثاني البارت السادس عشر

رواية خادمة القصر الجزء الثاني الحلقة السادسة عشر

جزء ٢
16
كما عليك أن تبتلع هزيمتك بمفردك الحياه تجبرك على اتخاذ بعض القرارات المصيريه، وجد ادم نفسه بمفرده فى مواجهة قوى الشر الساخره وليس هناك اقدر على خلط الأمور من الشيطان والذى يتخذ من احباطك طريق يتسلل داخل روحك، يهمس، يقول، لقد حاولت مره وفشلت، لا فائده، كيف تتوقع أن تعود والسفر طويل وزادك نضب، “” وفرضا اذا ما قررت العوده من ادراك ان تقبل بعدما فرطت “”
لكن “” كل ما عليك فعله، الوصول اليه، انه بأنتطارك، لن يردك ولو حتى بعد ملاين المرات
هل يمكنك أن تحصى؟ واصل، اذا لديك الاسبقيه، لا تضيعها
كان الطيف الأسود القبيح يبتسم بكل وقاحه وظن ادم لوهله انه غير قادر على مجابهة الأمر، وجود المرأه إلى جواره كان يمده بالطمأنينه، تسمر ادم فى مكانه، منذ شهور حذرته المرأه من دخول القصر بمفرده، لكنها الحياه تبقينا اوقات كثيره بمفردنا دون سند او موأزره
ثم حرك قدمه وقلبه ينبض بقوه، لا أحد يهرب من مصيره، لكل شيء سبب،لكل طامح آمل وحلم، وسمع الأصوات المرعبه تصدح فى اذنيه تشتته وما أكثر الملاهي فى هذه الحياه، وكان بمقدر ادم الفهرجى ان يدور حول الكيان ويبتعد عنه، لكنه أراد إثبات
إثبات على انه قادر، مضى ادم الفهرجى فى طريقه وهو يردد اسم الله، مضى نحو الكيان المشتعل بالنار ثم فى غمضة عين عبر من خلاله ووجد نفسه داخل القصر المظلم الذى تنبعث منه رائحة العفونه، القصر بارد، مثلج، جعل جسد ادم يرتعش واصطكت أسنانه
سمع ادم صوت قادم من مطبخ القصر، خطوات ثقيله تمشى بهدوء، فتقدم واشعل مصابيح الاضأه، كان محمود الجنانى، يسير بجسد متخبط وفمه يسيل دم، كرشه متدلى فوق بنطال قذر، أغلق النور طالبه محمود الجنانى وهو يحمى عينه بيده، الظلام يلائمنى
تفاجاء ادم بهيئة محمود الجنانى المزريه وعيونه التى تبرق بالسواد كقطعة فحم كبيره، ولاحظ أطرافه المرتعشه وفمه الذى يتلوى بالكلام كأنه مرغم
تاكل؟
“جسدك يخبرنى انك من زمن لم تذق طعم اللحمه ”
وكان ادم مثبت نظره على محمود الجنانى ينتظر منه أن يأتى بحركه شيطانيه من التى سمع وقراء عنها
اطلق محمود الجنانى ابتسامه مختلطه بالشر، وعاد ليفتح باب الثلاجه
تعالى “” امر محمود الجنانى ادم
سار ادم تجاه الثلاجه الكبيره التى كانت ممتلئه بقطع اللحم والاطراف البشريه
صعق ادم وفتح فمه عندما قضم محمود الجنانى اصبع جثة طفل كأنه قطعة نقانق كبيره
ليس هناك ما يدعو للاندهاش سيد ادم، انا لا اعيش هنا بمفردى، لقد أصبحت ساكن للقصر معهم ومعك
ولم يفهم ادم الفهرجى ماذا يعنى محمود الجنانى بقوله معك؟
لقد توضاء وقراء القرأن ودخل القصر والسكينه تغمره وليس هناك بمقدور شيء،” اى شيء ان يأذيه”
صرخ ادم الفهرجى “انا لست معك ولا معهم”
هراء ” قهقهه محمود الجنانى ومن جوفه خرج صوت غريب
انا من سمح لك ان تدخل ” ” ليس إيمانك ثم ضحكه تعيسه وطويله ”” ”
وأرتجت جدران القصر وانغلقت شرفاته ونوافذه وابوابه وارتفع صوت معكر” انت واحد منا” ”
واختل ادم وتعكر صفو سكينته وبداء ذهنه يعانده، كيف أكون واحد منكم؟
انا لست واحد منكم ”
“” انت واحد منا “” وانطلق الصوت كالسيل داخل أركان القصر وغرفه والحديقه وكل مكان من الممكن أن يصل اليه عقل ادم
وانبطح محمود الجنانى على الأرض وأتى بأفعال مقززه ومن فمه يسيل اللعاب الأسود المتقيح
انفتح باب القبو وكانت الجثث متكدسه داخله، جثث فتيات شابات اختفين فى ظروف غامضه يراهم ادم بعينه
التوكل على الله ليس سهل، ليس مجرد كلمه، انه شعور يحتل كل أركانك، تسليم مطلق بقدرته وأخر على انك فى معيته ويقين عميق بالبلاء والابتلاء، لا تجعل ضربة واحده تسقطك
همس ادم، انا ليس معكم، لا يمكن أن أكون معكم
قهقهه محمود الجنانى، ستظل معنا هنا سيد ادم، لقد حكم عليك بالنفى الأبدى، لن تجد روحك مره اخرى
لن تخرج من القصر، لن ينقذك اى شخص
الله سينقذنى كرر ادم الكلمه، الله سينقذنى، لا احتاج مساعدة اى مخلوق مادام الله معى، وسكنت الأصوات
هدأت واختفت وعيون ادم الدامعه تراقب لسانه الموحد بذكر الله
والقصر مغلق الأبواب لم يفتح بعد وكل شيء من حول ادم يلف ويدور كأنه فى مجره خارج حدود الأرض
___________________
مضت الليله بأكملها وادم محبوس داخل القصر، جالس على الأرض رأسه بين ركبتيه يردد اسم الله، ومضى النهار وجاء الليل مره اخرى وصوت فى اذن ادم يهمس لا فائده انت تحت السيطره المطلقه، ومهما تحاول ستفشل، كلما اقتربت ابعدك “”
ثم انبثق نور مضيء خارج القصر قادم من الحديقه مثل قنديل زيت، هاله مضيئه وشخص يتلو القرأن وتمكن ادم من رؤية المرأه خارج القصر، ككيان نورانى مضيء وتعجب كيف لم يلحظ ذلك من قبل؟
رفع أدم رأسه وخطى على البلاط المثلج وسط رائحة العفونه المقززه واللحم الملقى فى كل ناحيه، انفتح الباب أمامه ووجد نفسه خارج القصر ورأى المرأه جالسه فى الحديقه
مشى تجاهه ودون كلام جلس إلى جوار المرأه.
تعلمت الدرس “” سألت المرأه؟
اجل، أجاب ادم بقناعه، تعلمته، لست مستعد بعد
المرأه “” إذا انت مستعد يا ادم، ضع يدك هنا واقراء معى
وضع ادم يده على المصحف وراح يتلو معها
اذا لم تكن مستعد فأنت مستعد ” انت الروح الثانيه المطلوبه
التى كانت تغذى الشر
الأن يمكننا أن نتخلص من الشر
وفى غرفه مغلقه أخرى، وسط القاهره كان هناك من يحاول فك سحر ديلا، وكانت الاخبار تنتقل من مكان لمكان ينقلها شيطان مسترق، وراح السحر يضمحل وينزوى والمرأة ترش الماء الطاهر حول القصر ومحمود الجنانى يصرخ مثل الطفل
والاطياف تخرج من جسده، هبت عاصفه وتكسرت شرفات واندهست مقاعد واوانى حتى سكن كل شيء وخرج محمود الجنانى من باب القصر يتقيئ بلغم اسود نتن مقزز.
تطهر القصر من الشر، الشرطه التى حضرت على مضض وجدت جثث الفتيات المختطفات والأطفال كان ممزقه بطريقه وحشيه، وفعل بها الكثير من الأشياء المقززه الإنسانيه
قيد محمود الجنانى بالحديد ووضع داخل السجن تحت حراسه مشدده بعد أن تجمع اهالى القريه حول نقطة الشرطه يريدون قتله
استعمل ادم الكثير من الناس لتنظيف القصر وتطهيره وكان يعمل معهم نفسه، يشاعد هذا وذاك والناس مستغربه
ادم الفهرجى، الباشا، يعمل معهم؟ وكان ادم يتفهم كل ذلك فقد وجد الراحه اخيرا
بعد أيام طهر القصر تماما، وكانت المرأه لم ترحل بعد، حتى اطمأنت على ادم وعلى ان الشر رحل بلا رجعه
خارج القصر ودعت المرأه ادم، انتهى دورها هنا، لديها مكان آخر تذهب اليه
اسمع يا ادم، الشر الصغير رحل، تبقى الشر الكبير، عليك مواجهته بمفردك
واختفت المرأه تاركه ادم يفكر هل هناك شر أكبر من الذى راه بعينه؟
ولم تمضى سوى ساعات حتى وصل رسول شاهنده هانم لادم الفهرجى، محسن الهنداوى تزوج ديلا وانجب منها طفل
ضع يدك فى يدى لتستعيد زوجتك واستعيد ابنى، وانصدم ادم كيف يتزوج الفهرجى امرأه متزوجه؟ لكنه ميت فى نظر القانون عليه ان يفهم ذلك، وطالما انه ميت فى نظر القانون فهو ميت حتى لوكان حى يتنفس او واقف أمام قاضى العداله، الأوراق أوراق، وربما نسبت اليه تهمت الاحتيال ووجد فى نفسه شيء على ديلا ولم يفلح عقله بايجاد مبرر لزوجته فى حضن محسن الهنداوى واحس ان جسده يتصدع، قالت المرأه ان ديلا بأمان، من أجل ماذا قد تكذب؟
القصه بقلم اسماعيل موسى
وكانت الحياه فى القريه تمضى وكيزان الذره استوت والفلاحين يجذو أعواد الذره ويطرحونها أرضا ويدوسونها بالنعال بلا رحمه بعد أن حملت إليهم الخير الكثير، كانت هناك مذبحه كبيره هكذا وصف كيمو واكا أعواد الذره الملقاه على الأرض، وكان قلبه لازال يتألم فليس هناك اجذع من اجترار الذكريات، وانسان عاش مع ذكرياته من الصعب أن يخرج منها
اطلق كيمو واكا سبه، لقد خانته العديد من الهرره لكنها الوحيده التى شقت قلبه
وتساقطت عليه أوراق شجرة الصفصاف مع هبة ريح عاتيه
رفع كيمو واكا بصره نحو الافق الممتد وتسأل الى متى سيظل هكذا؟
فنهض من مكانه وودع ميمى، سأختفى لبعض الوقت يا حبيبه، لا تقلقى سأعود مره اخرى، وسار وسط الغيطان العاريه من الخضره نحو النهر
وسارت توتا فى محازاته وهى تنظر اليه بأجلال وحب حتى وصل كيمو واكا شاطيء النهر وهناك جلس ينظر نحو الماء الجارى، النهر يغسل كل شيء وكان على وشك ان يقفز فى النهر دون أن يحرك ساقيه لكن توتا ظهرت له
كانت على وجهها ابتسامه عريضه ولاحظ كيمو واكا نحولها
لماذا لم ترحلى؟ ها؟ قلت لك ” ‘كيمو واكا انتهى، ليس لدى ما من الممكن أن اعطيه لك
قالت توتا وانا لا اريد منك شيء، اريدك هكذا
نخر كيمو واكا، لكننى محطم يا امرأه، الا تفهمى؟ محطم وبائس وتعيس
واحست توتا بالجزع واقتربت من كيمو واكا وتوقعت ان يصرخ فى وجهها كعادته
لكن كيمو واكا سكن وسمح لها ان تتلمسه ثم اطلق تنهيدة الم طويله وقال انا متعب حقآ
ونزلت الدموع من عينيه، وضعت توتا رأس كيمو واكا تحت رأسها وقالت انا اشعر بك
لا يمكنك تحمل الألم بمفردك، ارجوك اسمح لى ان اتقاسمه معك
لكن قلبى مات قال كيمو واكا بحشرجه، قلبى لا يمكن احيائه
لا اريد ان ظلمك معى
أرغب بك هكذا همست توتا وهى تقبل كيمو واكا
ماذا تنتظرين من هر محطم يا توتا؟
توتا، انتظر كل شيء
لا انتظر اى شيء
وفكر كيمو واكا فى الاخير هذه الهره ليست ساذجه كما توقعها، فالذين يرغبون بكل شيء لا يحصلون على اى شيء
ليست خدعه سأل كيمو واكا، اليوم تقولين ذلك وبعد يومين تطالبينى بالمزيد؟
انت المزيد يا كيمو واكا وجودى إلى جوارك يعنى لى كل شيء
وصدقني انا مكتفيه بك عن كل العالم
______________
تحضر ادم للذهاب للقاهره، بعد أن استعاد القصر وعين الخدم واستخرج ورقه تثبت انه حى، وكان عليه ان يقابل شاهنده بعيد عن الفيلا والبدراوى وحرسه، ان يسمع منها ما ترغب بقوله، فأدم يعرف ان شاهنده ليست سهله، امرأه لئيمه، لكن ديلا تستحق منه أن يطرق كل باب حتى لو كان مغلق
وصل ادم القاهره، وانتظر شاهنده على ناصية شارع العقاد حيث رافقها لكافيه شبابى، وكان فى طريقه يتأمل شاهنده وهيئتها، كانت المرأه تبدو صغيرة السن عن آخر مره رأها فيها، متصابيه هكذا استشف ادم، بتنوره قصيره وقميص ابيض لامع وحذاء شانين ارضى، تاركه شعرها كيرلى وتخفى عينيها نظاره ريبان واضعه حقيبة فكتوريا سيكرت على كتفها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خادمة القصر الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى