روايات

رواية جميلة الفصل الثاني 2 بقلم ديانا ماريا

رواية جميلة الفصل الثاني 2 بقلم ديانا ماريا

رواية جميلة البارت الثاني

رواية جميلة الجزء الثاني

رواية جميلة
رواية جميلة

رواية جميلة الحلقة الثانية

حدقت جميلة بدهشة وهتفت: أنت!
كان الشخص الواقف هو شاب وسيم يقف بعيدا بجانب مجموعة الأطفال كانت تعرف هذا الشاب منذ الصغر أنه جار لهم في المنطقة ولكنه سافر ليكمل تعليمه الجامعي في الخارج منذ تسع سنوات وبعدها عمل في نفس الدولة التي درس بها.
احمر وجه جميلة من الخجل أمامه لم تنس أنها في يوم من الأيام كانت تشعر بالاعجاب نحوه فهو يكبرها بثلاث أعوام وكانت كثيرا ما تلتقيه لأنهم جيران.
قالت بإرتباك: اا..أنت اللي عملت كدة يا وسيم؟
عقد وسيم حاجبيه بإستغراب وسارع يقول بنفي وبنبرة جدية: لا أبدا حضرتك أنا لسة جاي دلوقتي ومش بلعب كورة أصلا.
رفع جميلة حاجبيها بحيرة: أمال مين؟
ظهر فجأة شخص من وراء وسيم يضحك: أنا يا جميلة اللي عملت كدة، معلش مكنش قصدي.
حدقت جميلة أمامها بدهشة وهتفت بغيظ: أنت!
نظر لها قاسم وعلى فمه ضحكة يحاول كتمها وعينيه تلتمع بالمرح: أيوا مالك مستغربة ليه؟ كنا بنلعب وجت فيكِ من غير قصد.
جزت على أسنانها وهى تحدق له بحقد، نظرت حولها بجنون ثم لمحت الكرة وأمسكتها لترميها عليه بحدة إلا أنه تفداها ببراعة وألتقطها بيده مما زاد من غيظها.
وضعها تحت ذراعه وهو يرفع حاجبه متعجبًا: مالك مضايقة كدة يا جميلة؟ إحنا كنا بنلعب وأنا شوطتها جامد شوية.
تابع بنبرة متلاعبة وعيونه تلمع بالعبث: مكنتش كورة جت في دماغك من غير قصد يعني خلي عندك روح رياضية شوية.
كانت على وشك الصراخ به حين شدتها ياسمينا من ذراعها وهى تهمس لها: جميلة أهدي مينفعش اللي بتعمليه ده، إحنا في الشارع والناس بدأت تتفرج.
تنبهت جميلة فجأة لما يحدث ونظرت حولها حتى أنها نظرت لوسيم الذي كان يراقب الموقف بعدم رضا، أصبح وجهها قرمزيا من الإحراج خصوصا أمام وسيم، اخفضت عيونها للأرض وهى تشد على يد ياسمينا قبل أن تومئ برأسها وتقول بصوت منخفض: حصل خير.
ألتفتت لتغادر مع ياسمينا قبل أن تتجمد مكانها حين صاح بصوت ضاحك: ده حتى كنا صغيرين وبنلعب سوا وأنتِ عارفة إزاي بتيجي غصب لما كنا نتحمس في اللعب وكانت بتخبط في الناس، حتى أنتِ ساعات لما أي حد يضايقك تخليه معدي وتشوطيها في دماغه أو ترميها عليه وتقولي غصب عنك.
ببطء استدارت له وهى ترمقه بنظرات نارية ودت لو تصرعه أرضا أما هو فغمز لها وتابع ببراءة: أنا بفكرك بس، إحنا مش بيننا غير كل ود أكيد ف مش عايزك تزعلي.
ازدادت نظراتها خنقا وشدت على يدها بقوة، سارت بسرعة ورائها ياسمينا التي حاولت ألا تضحك حتى لا تزيد من غضب جميلة.
ضحك قاسم على تعبيراتها وضيقها منه الذي لم يتغير رغم مرور السنوات فقد كان يستمتع بمشاكستها حين كانوا أطفالا، نظر جانبه ليجد وسيم ينظر له بتجهم.
توقف قاسم عن الضحك وقال بتعجب: في إيه يا بني مالك؟ وبعدين مش بتضحك ليه يا وسوم فرفش كدة! ما تيجي تلعب معانا؟
هز وسيم رأسه وحدق إلى قاسم بإستنهجان: بطل حركات العيال الصغيرة دي وبعدين لعب إيه أنت مش مكسوف وانت بتلعب مع عيال طول ركبتك!
غادر وسيم بعد أن رمقه بنظرة إشمئزاز بينما حدق له قاسم بتعجب ثم هز رأسه بلامبالاة.
ألتفت لرفاقه وهو يقول بحماس: آخر شوط واللي هيخسر عليه السحور لمدة يومين.
كانت جميلة تسير ذهابا وإيابا وهى تحدث نفسها بغيظ.
كانت ياسمينا تجلس أمامها على السرير في غرفتها وتراقبها وهى تكتم ضحكتها، نظرت لها جميلة وصاحت بها بحنق: أنتِ بتضحكي على إيه؟ ياسمينا متستفزنيش!
ربتت ياسمينا على المكان بجانبها بعفوية: طب تعالي اقعدي بس واهدي علشان نتكلم.
ألقت بنفسها بجانبها وهى تصيح بحرقة: شوفتي اللي حصل؟ شوفتي الغبي ده أحرجني إزاي قدام الناس وقدام وسيم!
رفعت ياسمينا حاجبها ولكنها أجابتها: ماهو قالك مكنش قاصد يعني محصلش حاجة تستاهل كل الغضب ده.
نظرت لها جميلة بعيون تتقد بالشرر: ميستاهلش؟ اسكتي أنتِ متعرفيش حاجة ده أنا بقا متأكدة أنه قاصد اسأليني أنا أنتِ متعرفيش قاسم زي ما أنا أعرفه طول السنين اللي فاتت وأحنا صغيرين مكنش بيفرح غير لما يضايقني ويغيظني أو يعمل فيا مقلب حتى لما كبرنا وبقى كل واحد في حاله لازم يبقى مستفز كدة دايما، أنا بقا هعرف أردها له إزاي صبره عليا بس!
أبتسمت ياسمينا وعيونها تملع بمكر: بس أنتِ مش مضايقة من اللي عمله قاسم أد ما مضايقة أنه عمله قدام وسيم.
حدقت بها جميلة بإرتباك وقالت بتلعثم: ااا أكيد هتحرج يعني قدامه شخص مشوفتهوش بقالي سنين ويوم ما أشوفه يبقى شكلي قدامه وحش كدة مش حاجة يعني.
رفعت ياسمينا حاجبيها بإستنكار ممزوج بدعابة: اااه قولتيلي خلاص فهمت.
عقدت جميلة حاجبيها بضيق: قصد كلامك ده إيه؟
ضحكت ياسمينا: قصدي أني فهمت هو أنا قولت حاجة تاني؟
نهضت من مكانها تستعد للمغاردة: أنا همشي أنا بقى قبل ما الوقت يتأخر.
نهضت جميلة معها لتوصلها: تمام أبقي اتصلي عليا صحيني على السحور.
أوصلتها لآخر السلم فقالت ياسمينا: خلاص خليكِ بقا.
رفضت جميلة قائلة: لا يا بنتي هوصلك للآخر كدة كدة هشوف حد يجيب لي زبادي.
أومأت برأسها وودعتها ثم ذهبت كانت جميلة تراقبها بإبتسامة حين لاحظت أن قاسم عائد من بعيد، اختفت ابتسامتها، فكرت بسرعة ثم نظرت حولها وجدت بضعة أحجار صغيرة على الأرض فألتقطتها بسرعة ثم أسرعت تصعد لغرفتها.
وصلت وهى تتنفس بسرعة ثم ركضت مباشرة لبلكونة غرفتها، حاولت أن تختبئ قدر المستطاع دون أن تظهر له وفي نفس الوقت تتمكن من الرؤية، حين أقترب من باب منزله وكان على وشك فتحه والصعود، بسرعة ألقت عليه حجر من الخلف أصاب ظهره..
اختبأت بسرعة قبل أن يراها أما هو أصدر صوتا متألما قبل أن ينظر خلفه بذهول ويهتف: إيه ده؟ مين السئيل اللي رمى عليا الطوبة؟
كتمت ضحكتها وهى تضع يدها على فمها، رفعت رأسها ببطء فوجدت وجهه عابس، هز رأسه قبل أن يستدير ليصعد مجددا فقامت بسرعة برمى حجر آخر خلف رأسه.
صرخ بصوت عالي وهو يضع يده خلف رأسه ويتلفت حوله بجنون بحثا عن من يرميه بهذه الحجارة.
قال بغيظ: والله لو مسكتك ياللي بترمي لأعلقك.
عضت شفتيها في محاولة لكتم ضحكتها حتى لا تكشفها، رفعت رأسها ببطء حين رأته ينظر لأعلى ناحية بيتها أنزلت رأسها بسرعة ووجها أحمر وقلبها ينبض بسرعة، خافت أن يكون أكتشف أنها من فعلت هذا لذلك عادت لغرفتها وهى تحبو على يديها وقدميها حتى لا تصدر صوتا يلفت انتباهه.
حين عادت لغرفتها جلست على السرير وهى تطلق زفرة ارتياح وضحكت حين تذكرت مظهره، ربما يكون إنتصار تافهة ولكنه أرضاها، تتمنى فقد ألا يكتشف أنها من فعلت هذا، تمددت على سريرها حتى تنال القليل من الراحة قبل أن تستيقظ مجددا لتتابع ليلتها.
اليوم التالي وقبل ميعاد الإفطار بقليل طلبت منها والدتها الذهاب لإحضار بعض الأغراض للمنزل، حين كانت تهبط على السُلم ووصلت للدرجة الأخير، ظهر فجأة من العدم شخص أمامها.
شهقت بقوة واتسعت عيونها من المفاجأة ثم وضعت يدها على قلبها من الخضة.
ضحك قاسم بخفة وقال بإستغراب مصطنع: إيه ده أنتِ اتخضيتِ؟
عقدت حاجبيها بغيظ ونظرت له بإزدراء ثم هتفت بغضب: أنت إيه يا بتاع أنت اللي عملته ده! إزاي تطلع قدامي كدة وتخضني؟
اتسعت عيونه ببراءة مزيفة: بس أنا مكنتش أعرف يا جميلة أنك هتتخضي مني هو أنا كنت عفريت يعني!
زفرت بحنق ثم قالت بنفاذ صبر: وأنت جاي قدامي ليه أن شاء الله؟
وضع يده على السلم وقال بنبرة ظريفة قاصدا إستفزازها: بقيتي عصبية الأيام دي خدي بالك ده حتى إحنا متقابلناش بقالنا كتير المفروض تعامليني كويس عن كدة.
نفخت مرة أخرى قبل أن تقول بعصبية: أخلص بقا وأنت عارف أنه عيب نقف كدة مع بعض يإما تقول عايز إيه يا إما توسع علشان هتأخر.
نظر حوله بتفكير: أصل أمبارح وأنا مروح حصل حاجة غريبة أوي، فجأة لقيت عيل رزل رخم ومترباش حدف طوب عليا وأنا داخل البيت.
ارتبكت بشدة وحاولت إخفاء إرتباكها وقالت بتعلثم: طب…طب وأنا مالي؟
نظر لها مباشرة في عينيها بتدقيق وقال: قولت أسألك يمكن تعرفيه أو مش يمكن يطلع أنتِ اللي عملتي كدة؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جميلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى