روايات

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم بيسو وليد

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الجزء التاسع والعشرون

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني البارت التاسع والعشرون

رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني الحلقة التاسعة والعشرون

بدأوا ينصتون إليه ويجتمعون حوله وهذا أسعد ڤيڤيك فـ هذا مُراده الآن، جعل أهل مومباي جميعًا ينصتون إليه
“ستظل الهند كما هي … ستظل بلدتنا … ستظل الأم دائمًا وأبدًا … لا خوف … لا تراجع … لا هزيمة … جميعنا نستطيع هزيمتهم قوة واحدة ويد واحدة وروح واحدة … وبمشيئة الرب سنفوز ونُحافظ على بلدتنا”
“أجــــل”
هكذا أردفوا بها جميعًا بعلو صوتهم وقد أيقظ ريشي روح الأنتماء والعزيمة داخلهم، علّت أبتسامه ريشي بسعادة وأردف عاليًا وقال:فلتحيا الأم
وأخذوا يرددون خلفه بحماسٍ عالِ، نظرت سيهار إلى ڤيڤيك بسعادة وقالت:رائع ڤيڤ … هذا سيساعدنا كثيرًا
أبتسم ڤيڤيك ونظر إليها وقال:وهذا ما كنت أود حدوثه منذ زمن سيهار وها هو يتحقق
نظرت سيهار مرة أخرى إلى ريشي وقالت بهدوء:سنفوز … أنا أشعر بذلك
____________________
“مرحبًا جعفر هل فكرت في الموضوع جيدًا؟؟؟؟؟؟؟”
نظر إليه جعفر بهدوء وقال:نعم … فكرتُ بهِ ولَكِنّ أطلُب مِنّكَ أعطائي بعض الوقت … أشعر أنني مُشتت … تائه بعض الشيء
حرك ڤيكتور رأسه برفق وهو يقول:نعم أتفهم ذلك … الصدمة بـ النسبة إليكَ ليست بـ الشيء الهين
جعفر:فقط عندما أكون مستعدًا سأُخبركَ لا تقلق … شيراز لن تفعل شيئًا الآن
ڤيكتور:أعلم ذلك … مرّ أسبوع على آخر لقاء جمعنا ولم تفعل شيء … ولَكِنّها ستفعل في أي وقت
حرك جعفر رأسه بتفهم وقال:أعطني بعض الوقت حتى أكون مستعدًا لكم وحتى أنتبه إلى أبنتي
ڤيكتور بهدوء:حسنًا … لن نُحملكَ فوق طاقتك أكثر مِنّ ذلك
أبتسم جعفر إليه وربت على كتفه بهدوء ورفق دوّن أن يتحدث
__________________
“بعد مرور شهر”
عاد جعفر مِنّ المقابر بعدما قام بزيارة والديه وسار بهدوء متجهًا إلى بِنْايتهِ، بينما على الجهة الأخرى دلف مُنصف إلى الحارة عائدًا مِنّ عملهِ مرهقًا
وقف أمامه شاب متسـ ـول وهو يقول بأسلوب سوقي:على فين يا نجم هي الحارة دي مفيهاش راجل ولا ايه
توقف مُنصف ورمقه نظرة ذات معنى ثم دفـ ـعه بعيدًا عنّ مرمى طريقه وجاء كي يسير مَنّعه هذا الشاب الطـ ـائش مجددًا وهو يقول:حيلك حيلك كدا هو انتَ أعمـ ـى ولا ايه
تجمعوا حوله الشباب المتسـ ـولين وحاوطوه وبأيديهم أسلـ ـحة بيضاء، نظر مُنصف حوله بهدوء ينظر إليهم بينما كانت شيرين تقف في النافذة تنظر إليه بقلق
ولوهلة شعر مُنصف بـ الوحدة، لأول مرة يقوم أحد بتثبـ ـيته دوّن أن يفعل هو شيء، أنتشل مِنّهُ الشاب حقيبة عمله والمليئة بـ نقوده وكذلك أنتشل الآخر هاتفه والآخر ساعته تحت نظرات أهل الحارة المترقبة والمصدومة
دلف جعفر إلى منزله وأغلق الباب خلفه وهو يقول بنبرة عالية بعض الشيء:بيلا … بيلا
لمح طيفها مِنّ الشرفة ليتقدم مِنّها قائلًا:في ايه يا بيلا بنادي عليكي
نظرت إليه وقالت بلهفة وخوف:إلحق مُنصف متـ ـثبت مِنّ شلة شباب متسـ ـولين ومتـ ـقلب
تقدم جعفر سريعًا ووقف بجانبها ينظر إليه ليراه هادئًا لا يفعل شيء فقط مستسلم إليهم، بينما على الجهة الأخرى قامت فاطمة بمناداة لؤي قائلة بلهفة:إلحق يا لؤي مُنصف متـ ـثبت تحت ومتـ ـقلب فـ حاجته
خرج لؤي ووقف بجانبها ينظر إلى مُنصف بترقب ثم نظر حوله ليرى جعفر واقفًا ينظر إليه وكذلك حسن في الأسفل ورمزي في شرفته بجانب تسنيم وبشير وهاشم في الأعلى
الجميع يترقب ردّاً مِنّ مُنصف مثلما أعتادوا دومًا ولَكِنّ لَم يروا سوى الهدوء والإستسلام، نظر إليه لؤي وقال بضيق:مستني ايه الغبي دا لحد ما يقلـ ـعوله هدومه كمان
تحدثت فاطمة وهي تنظر إلى مُنصف قائلة بقلق:انا ليه حاسه إن مُنصف مش فـ وعيه
نظر إليها لؤي وقال:قصدك سكـ ـران يعني
زجرته بـ ذراعها وقالت بحدة:سكـ ـران ايه انتَ كمان لا … متغير
تحدث الشاب وهو ينظر إليه بتهكم وقال بجبـ ـروت:أركـ ـع على رُكبتك ووطي بوس رجلي وأستسمحني أعديك … وإلا
ترك جملته معلقة لـ تجحظ أعينهم لـ تنظر فاطمة إليه قائلة بصدمة:يركـ ـع ايه ويبوس ايه أستغفر الله العظيم واضح إن انا ظلمت مُنصف
نظروا جميعهم بترقب إلى مُنصف الذي كان شاردًا وينظر إلى الشاب الواقف أمامه بهدوء، شعرت تسنيم بـ القلق ونظرت إلى رمزي الذي قال وهو ينظر إلى مُنصف بحذر:هيعملها
لحظات بـ الفعل وسـ ـقط مُنصف على ركبتيه أرضًا تحت شهقات فاطمة وبيلا وشيرين الصادمة، أتكئ مُنصف بـ رأسه إلى الأسفل وهو مكسـ ـور العين ويا ويلتاه مِنّ كسـ ـرة الرجُل يا سادة
نظر جعفر إلى أصدقائه ثم دلف ليفهموا هم مقصده ويدلفون سريعًا، خرج جعفر مِنّ بِنْايته وهو يُسابق الرياح ومعه لؤي الذي لَحِقَ بهِ ورمزي وحسن وهاشم وبشير وسراج
تحدث الشاب بجبروت وهو يقول:أركـ ـع يالا وبوس رجل سيدك … دا مكانك
جذبه جعفر مِنّ الخلف بعنـ ـف وسدد إليه لكـ ـمة قوية لـ يسـ ـقط الآخر أرضًا ويتقدم لؤي ويقوم بضـ ـرب الآخر وعلى الجهة الأخرى قام سراج بضـ ـرب أثنين معًا ومشهد مُنصف وهو يركـ ـع إليه يُثير جنـ ـونه وعلى الجهة الأخرى رمزي الذي يُمسك بـ شاب وحسن أمامه يُسدد إليه اللـ ـكمات
ركـ ـل جعفر الشاب بعنف وهو يصرخ بهِ بغضب جحـ ـيمي قائلًا:مين دا اللي يركـ ـعلك يالا … مين انتَ أصلًا
دفعه لؤي وتقدم مِنّ الشاب الذي لَم يمنحه فرصة لـ ألتقاط أنفاسه وبدأ بتسديد اللكـ ـمات العنـ ـيفة إليه، نهض مُنصف بهدوء وهو ينظر حوله بضياع وشفتيه تتحرك وكأنه يقول شيء ولَكِنّ صوته غير مسموع
وفي هذه اللحظة نهض شاب آخر كان مستلقي أرضًا وهو يحمل سلا حه الأبيض وينظر إلى مُنصف وبدأ يقترب مِنّهُ دون أن ينتبه إليه الآخر، أستغل إنشغال الجميع ولذلك ركض نحوه وقام بغر ز السلا ح الأبيض بجانبه لتعلو صيحات مُنصف عاليًا
ألتفت حسن إليه سريعًا ثم ركض نحوه وأمسك بـ الشاب قبل أن يهـ ـرُب لـ يتقدم جعفر مِنّ مُنصف ويُمسك بـ جسده قبل أن يهوى أرضًا تحت صرخات شيرين المفزعة والتي ركضت إلى الداخل سريعًا
نظر إليه جعفر وهو يصيح بهِ قائلًا:مُنصف … مُنصف
نظرت إليه زينة وصرخت بـ أسمه عاليًا وركضت إلى الداخل تلحق بـ شيرين، نظر جعفر إلى صديقه بصدمه والذي تراخى جسده بين ذراعيه والد ماء تندفع بغزارة مكان الجر ح وفَمِه كذلك
ضمه جعفر إلى أحضانه ونظر إليه لـ يرفع مُنصف نظره نحوه وهو يلهث قائلًا بتقـ ـطع:كُنْت واثق إنك مش هتسيبني لوحدي … مهما زعلنا مِنّ بعض وشيلنا مِنّ بعض وأتخانقنا عمرنا ما نتخلى عنّ بعض أبدًا … إحنا زي ما رمزي قال … عشرة أربعة وعشرين سنة … أربعة وعشرين سنة قلبنا على قلب بعض وعُمر واحد فينا وقع وملقاش اللي يشيله … كنت عارف إني لَما هقع هلاقيكوا بتشيلوني وتاخدولي حقي
أدمعت عينيه وقال بنبرة باكية:بس انا كان نفسي أكون صاحب أحسن مِنّ كدا … وقت ما تشد معايا أتحملك وأقول في ايه يا مُنصف دا أخوك وخايف عليك … زعلان ليه انتَ دلوقتي عشان خايف عليك وبينصحك … وأرجع أقول بس هو زعلني وانا مِنّ حقي أزعل … بس مهما يحصل مبعرفش أشيل مِنّكوا … أنتوا أخواتي وصحابي وسندي … مع بعض على المُرة قبل الحلوة … بس انا والله غصب عنّي … لَما بشوف معاملتك لسراج بقول طب انا ناقصني ايه عشان أبقى زيه … طب انا مستاهلش أكون زيه … يخاف عليا ويهتم بـ اللي مزعلني … وساعات بقول مش كلنا واحد مش هتخليه يهتم بيك ويخاف عليك غصب … بس بحس إني معملتلكش حاجه تخليك تخاف عليا أوي كدا
أسكته جعفر الذي سقطت دموعه وقال:بس ياض متقولش كدا … متقولش كدا يا متخلف انتَ متعرفش غلاوتك عندي ايه … هتفضل غبي طول عُمرك … انا بحبكوا كلكوا .. كلكوا سندي وأخواتي ومعزّتكوا عندي واحدة … عُمري ما هاجي على واحد فيكوا عشان خاطر التاني
مُنصف:بس انا بشوف عكس كدا يا جعفر …ويمكن انا الوحيد اللي بيلاحظ … بس مبعرفش أتكلم … عشان بعمل حساب إني هبان قدامك حقودي ومبيحبش الخير لحد
تحدث جعفر بعتاب ولوم قائلًا:مش بقولك غبي … انتَ أخويا وصاحبي انتَ عملتلي حاجات كتير أوي حلوة يا مُنصف وانتَ مش واخد بالك … بس صدقني يا صاحبي انا ذات نفسي معرفش ليه بنحاز لـ سراج دايمًا … انا مش بفرّق بينكوا بس بحاول مبينش أي حاجه قدامكوا عشان خاطر عارف إن هيحصل بينا خلاف يبعدنا عنّ بعض
تأ لم مُنصف وهو يضع يده على جر حه الغائر لـ ينظر جعفر إلى جر حه الذي ينـ ـزُف بغزارة وهو يُفكر كيف يجعل النـ ـزيف يقف، أقتربت شيرين راكضة مِنّهما وجلست على ركبتيها أمام جعفر وهي تضمه إلى أحضانها ودموعها تتساقط على خديها
ربت مُنصف على ذراعها برفق شديد وهو يقول بوهن:متخافيش يا شيرين … متخافيش يا حبيبتي انا كويس
نظرت إليه شيرين وقالت بنبرة باكية:متسبنيش يا مُنصف عشان خاطري … انا مليش غيرك
نظر إليها مُنصف بـ عينين زائغتان وقال:انا آسف يا شيرين … يمكن لو كان معانا طفل دلوقتي وحصل اللي حصلي دا وربنا أراد يسترد أمانته كنت هبقى متطمن عليكي … على الأقل كان هيبقى معاكي حاجه تفكرك بيا
سقطت دموع شيرين أكثر وقالت:متقولش كدا … هتقوم وهتبقى زي الفُلّ وحقك هيرجعلك غصب عنّ عين أي حد وقدامهم كلهم
نزع جعفر قميصه الأبيض ليبقى بـ الفالنة الرياضية التي أهداها هاشم إليه هدية وقام بـ لفه حول خصره وقام بـ ربطه جيدًا حتى يتوقف نز يفه وهو يقول بنبرة حادة:تقوم بس وتُقف على رجليك وانا هعلقهملك زي الد بيحة في نص الحارة … بس أتطمن عليك الأول
أنتهى مِنّ ربط القميص ثم نظر إليه واقترب مِنّهُ قائلًا بتوعد:وهتتحاسب على الكلام العبيط اللي أتقال دا بس إتقل عليا
رفع رأسه ورأى حسن يسقط أرضًا ومِنّ ثم هجـ ـم الشاب عليه وسدد إليه بعض اللكمـ ـات والضربات العنيـ ـفة، نهض وأقترب مِنّهُ سريعًا وركـ ـله بقدمه في ظهره أسقطه على حسن
تأوه حسن وقال بنبرة متألمة:يوم ما تعمل حاجه صح فـ حياتك بتعملها بغشـ ـومية
نظر إليه جعفر وقال:العفو يا صاحبي
نظر حوله ليرى لؤي يأخذ سلا حًا أبيض ويقترب مِنّ الشاب الذي ضر ب مُنصف وهو ينتوي ردّ الضر بة إليه لـ يركض جعفر نحوه ويُمسك بـ يده تلك ويجذبه بعيدًا عنّ الشاب الساقط أرضًا
صرخ بهِ لؤي وهو يتحرك بـ عشوائية يُحاول الفرار مِنّ قبضة جعفر قائلًا:إبعد يا جعفر أقسم بالله ما هسيبه
صاح بهِ جعفر بغضب وقال:عايز تقـ ـتل يا لؤي
لؤي بغضب:أوعى أقسم بالله لـ أرجع حق مُنصف
صرخ بهِ جعفر وهو يُحاول إفاقته مِنّ نوبة الجنو ن التي تتحكم في أفعاله تلك قائلًا:لو عايز تتعــدم أعملها يا لؤي … لو مستغني عنّ مراتك وعيالك أعملها
هدأ لؤي وهدأت حركته العشوائية تلك تدريجيًا وهو ينظر إلى الشاب بغضب وحـ ـقد وصدره يعلو ويهبط بعـ ـنف شديد، نظر جعفر إلى سراج وأشار بـ عينيه تجاه مُنصف ليتفهم سراج ويتجه إلى مُنصف
نظر جعفر إلى لؤي مرة أخرى وهو يعلم ما يدور بـ عقله الآن فـ لوئ بـ النسبة إليه كتاب مفتوح يستطيع قرأته بكل مهارة ومعرفة ما الشيء الذي يُفكر فيه ويشغل حَيز تفكيره طوال الوقت
__________________
كانوا يقفون أمام غرفة الفحص ينتظرون الطبيب مِنّ أنتهاء عمله وخروجه، نظر جعفر إلى شيرين التي كانت تجلس لـ المرة الثانية تنتظر الأطمئنان على زوجها
نقل بصره إلى بيلا التي كانت تقوم بمواساتها وهو يُفكر في مُنصف طوال والوقت وقد بدأ يأخذ حَيزًا مِنّ تفكيره، أقترب سراج مِنّهُ ووضع يده على كتفه قائلًا:هيقوم ونتصالح ونرجع زي السمنة على العسل تاني
نظر إليه جعفر وعقد ذراعيه أمام صدره وأستند برأسه على الجدار خلفه وقال:نفسي … مِنّ شهر مِنّ ساعة ما قالي مش قادر أسامحك وانا مش عارف أعيش زي ما كنت عايش … بحُط راسي على المخدة وانا خايف أنام مقومش وانا عارف إنه شايل مِنّي وانا ظلمته … وساعات دماغي بتهيئلي لا أراديًا إنه ممكن يدعي عليا … وجُملة دعوة المظلوم مستجابه دي مش بتفارقني حرفيًا … ممكن أكون قاعد سرحان عادي والاقي نفسي فجأة بخاف … بخاف مِنّ إني مثلًا بعمل حاجه وانا عارف إنها بتضرني بس بعملها على أساس إنها مش هتضرني دلوقتي وممكن لَما أنام وأصحى ألاقيها ضرتني … مبقتش عارف أعيش حياتي طبيعي مِنّ ساعة آخر مرة … نظرته ليا كأنها قاصدة تعذبني وتخليني مش قادر أكمل وأقعد أأنب نفسي مليون مرة في اليوم … تعبت حاسس إني هتجنن قُريب يا سراج مش قادر بقيت موسوس أوي … موسوس بطريقة مرعبة … ساعات بصحى فـ نصاص الليالي أتطمن على بيلا … كأن حاجه بتقولي شوفها كويسه ولا لا والكارثة إني مبرتاحش غير لَما أتأكد إنها بتتنفس … عارف … مرة صحيت مفزوع مِنّ حلم وحش … بتأكد إن بيلا لسه عايشه بسبب حلم وبسبب وسواسي اللي بجد مخليني مش عارف أعيش … وقتها كنت أول مرة أعرف إن بيلا نفسها هادي يعني لَما بتتنفس مبتحسش بيه وقتها بجد أترعبت ومعرفتش أهدى غير لَما أتأكدت لـ المرة العاشرة … حياتي يا سراج بدأت تدمر مِنّ شهر … بقيت حاسس إني مجنون بجد
سراج بهدوء:مش عايز أصدمك بس أكتشفت إنك كدا مِنّ أسبوع … عرفت مِنّ وقتها إنك مش هتعرف تتأقلم على الوضع دا بس الوسواس دا عند أي حد بس لَما يبقى أوڤر كدا فـ أكيد هتحتاج لـ جلسة مع دكتور نفساني … حاول تسيطر على نفسك يا صاحبي زي إنك تتأكد إن بيلا بتتنفس ولا لا حاول تقاوم … انا كمان مش عارف أكون زي الأول مِنّ ساعة اليوم دا … حاسس بـ حاجات كتير غلط ومش صح بتحصل ولَما كُتت بشوفه بقول أزاي بقينا أغراب فـ ثوانِ كدا … أكيد دا حلم ومش حقيقي وأتاريه واقع عقلي الباطن رافض يتقبله بـ أي شكل مِنّ الأشكال
جعفر بهدوء ووعيد:أتطمن على مُنصف وانا هعلقهم زي الد بايح فـ نص الحارة … مُنصف بقى انا هوريه الأدب بس يفوقلي … بعد دا كله يركـ ـع لـ عيل بشخة زي دا … دا انا هشـ ـويك يا مُنصف بس أتقل عليا
أبتسم سراج ونظر إلى لؤي الذي أقترب مِنّهم بهدوء ووقف أمام جعفر، نظر إليه الآخر وقال:وانتَ رايح تغو زه بـ المطـ ـوة … عايز تروح فـ دا هية مش كدا
لؤي بحدة:متحملتش يا جعفر منظره جـ ـنني وخلاني مش قادر أمسك نفسي … دا عيل بشخة … وبعدين مش فاهم مُنصف مُخه كان فين وهو بينفذ طلبه
صمت للحظات ثم صر خ كـ المجنو ن عندما تذكر هذا المشهد قائلًا:قُعادك على كرسي متحرك يا مُنصف على إيدي إن شاء الله عشان تركـ ـع لعيل بشخة أقل حاجه هتأثر فيه ضـ ـربة
سدد إليه جعفر ضر بة عنـ ـيفة على ذراعه وهو ينظر إليه بحدة، زجره سراج وهو يقول بنبرة خافتة:شيرين قاعدة لِم لسانك اللي محتاج يتقـ ـص دا شويه
أقترب بشير مِنّهم بهدوء لينظروا إليه وتعلو معالم الدهشة والذهول وجه بيلا وهي تنظر إلى أخيها، وقف بشير بجانب أخيه وهو يقول:ايه الأخبار
نظر إليه أكرم مِنّ أعلى إلى أسفل وهو يقول:مين خر شمك كدا … انتَ كنت صاغ سليم وبتلمع يا اسطا
أبتسم بشير وقال:أصلي كنت بلمع حتة متجر حة بعيد عنّك … إلا الواد الهفأ دا خلى مُنصف الجبار دا يركـ ـعله … دا انا خوفت أقوله أربطلي رباط الكوتشي يطيرني عملها أزاي الجا حد دا
صفع جعفر جبينه وهو يقول بقلة حيلة:مفيش فايدة فيكوا هتفضلوا أغبية العُمر كله … إبتلاء وأبتليت بيه ياربي
أقترب فريد مِنّهم سريعًا ومعالم القلق والخوف باديان على معالم وجهه، نظروا إليه لـ يقف هو بجوار حسن قائلًا بقلق:في ايه مُنصف حصله ايه
أجابه جعفر بهدوء وهو ينظر إليه قائلًا:متقلقش يا فريد مُنصف كويس الدكتور هيخرج دلوقتي وهيطمنا عليه
فريد بحزن:انا أول ما عرفت معرفتش أتلم على بعضي وجيت
نظر إليه لؤي ووضع يده على كتفه وقال:جيت ليه يا فريد انتَ مش تعبان وعندك دور سخنية شديد
فريد بقلة حيلة:معرفتش قلقت عليه بعد اللي سمعته في الحارة قولت أجي أتطمن عليه
أقترب مِنّهُ جعفر وطبع قْبّلة على رأسه وربت على كتفه بهدوء وقال:متخافش يا فريد هيقوم مِنّها
نظر إليه فريد وقال:هو بقاله كتير جوه
جعفر:يعني بقاله نص ساعة
خرج الطبيب في هذه اللحظة لـ يجتمعوا سريعًا حوله، تحدثت زينة وهي تنظر إليه قائلة بنبرة تملؤها القلق:خير يا دكتور طمني على أبني الله يخليك
نظر إليها الطبيب وقال:متقلقوش وقفنا النز يف والحمد لله الجر ح كان مش عميق لدرجة الأذى بس قفلناه وخد بالظبط خمستاشر غـ ـرزة بس يهتم بـ تنضيف الجر ح بشكل مستمر وإن شاء أسبوع وهيبقى زي الفُلّ
زفرت زينة براحة وهي تقول:الحمد لله … الحمد لله
تركتهم شيرين ودلفت إليه بهدوء وأغلقت الباب خلفها، نظرت إليه لتراه ينظر إليها وأبتسامه خفيفة ترتسم على ثغره، تركت مقبض الباب وأقتربت مِنّ الفراش بهدوء والدموع عالقة على جفنيها تأبى السقوط
جلست على طرف الفراش وهي تنظر إليه بهدوء شديد وعتاب، نظر إليها مُنصف قليلًا ثم مدّ يده ومسح دموعها قائلًا:شكلي زعلتك أوي المرة دي ومش هعرف أصالحك بسهولة … بس انا مش عارف أقول حاجه غير آسف … أتعودت إنها تكون صُلحي ليكي … انا عارف إنه اللي حصل غلط … بس انا مكنتش دريان بنفسي … انا مفوقتش غير وانا فـ حُضن جعفر … كأني كُنت مُغيب
مسحت دموعها ونظرت إليه قائلة:انتَ صدمتني يا مُنصف … صدمتني صدمة وحشة أوي … انا مكنتش مستوعبة حاجه ولا عارفه أفكر وفوق كل دا لقيتك واقع على الأرض بتنز ف … كأني أتضر بت بـ عصايا على دماغي جامد … انا لو أطول أكلهم بـ سناني هعملها … شويه عيال لسه بيعملوا بي بي فـ البوتي هيشوفوا نفسهم رجالة
ضحك مُنصف وقال:ولا تعصبي نفسك خلاص اللي حصل حصل
نظرت إليه بطرف عينها وقالت:متقولش اللي حصل حصل دي عشان بتعصبني يا مُنصف
نظر مُنصف حوله وقال:انا عطشان
دلف لؤي في هذه اللحظة مقتحمًا الغرفة تزامنًا مع قوله بنبرة عالية:مُنصف .. عملوا فيك ايه ولاد الكـ ـلب دول يا ضنايا
وقف على الجهة الأخرى لـ الفراش وهو يتفحصه قائلًا:خدو مِنّك صباع ولا طُحال أكمنهم عيال صعر انة وجعانة ممكن يعملوها
نظر إليه وقال:أقسم بـ الله لـ أخليهم كلهم صلابيط وسط الناس وأجلـ ـدهم واحد واحد … شكلهم مسألوش عنّ لؤي العربـ ـجي اللي لا بيعرف يعني ايه هدوء ولا تفاهم
دلف جعفر وهو يقول بنبرة باردة:صوتك يا شاسيه عربية بايظ … صوتك يا اللي فضـ ـحتنا على الفضائيات لا مِنّها ملاحقين على كرشك ولا صوتك
نظر إليه لؤي وقال بنبرة عالية غاضبة:الواد واخد خمستاشر غـ ـرزة وكان هيمو ت وكنت هدخل السجن بـ إعـ ـدام عشانه
سراج:الملافظ سعد يا لؤي
لؤي بجنون:الواد كان بيصار ع المو ت يا أبن الباردة انتَ وهو وانا واكل نفسي على أبن الجز مة التاني اللي لسه بيعمل بي بي فـ البوتي رايح يقلبلي واحد انا نفسي بخاف أجي جنبه عشان بيقلب على دراكولا فـ ربع ثانية
نظر إليه حسن وقال بتساؤل:هو في حاجه أسمها ربع ثانية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نظر إليه لؤي وقال:اه فيه
مُنصف بتعب:عطشان يا ناس
لؤي:دي زي الربع دقيقة كدا … يعني بتعدي كل شويه … أهو كدا ربع ثانية
حسن بتساؤل وأهتمام:عندك على الموبايل الربع ثانية دي؟؟؟؟؟؟
أخرج لؤي هاتفه وهو ينظر إليه قائلًا:اه طبعًا عندي ولعلمك دي عندي انا بس أصل انا كل موبايلاتي حديثة مش زَيُكوا يا معفنين
أقترب مِنّهُ حسن وهو ينظر إلى شاشة الهاتف تحت نظرات جعفر الذي وضع يده على جبينه وهو يقول بسخط:شلة متخلفة
نظر إليهما مُنصف وهو يشعر أنه سيفقد صوابه ثم صرخ بهما بغضب وقال:انا عطشان يا شويه مُعا قين
فزع لؤي وكان سيسقط هاتفه لولا أنه أمسكه سريعًا ثم نظر إليه وقال بسخط:انتَ يا جاموسة مجنونة موبايلي كان هيقع ايه طور بيجعر براحة
وضع مُنصف يده على جر حه وهو يتأوه لـ تُربت شيرين على كتفه وتَمُدّ يدها بـ كأس المياه، أقترب جعفر مِنّهُ وقام بـ إسناده مِنّ الخلف لـ يأخذ هو كأس المياه ويرتشف مِنّهُ
أرتشف مِنّهُ القليل ثم مَدّ يده بهِ إليها مرة أخرى لتأخذه وتضعه مكانه، أستلقى مُنصف براحة وهو يجلس نصف جلسة ويضع رأسه على الوسادة وهو يتأوه بخفوت
نظر حسن إلى شاشة الهاتف وقال بذهول:يا أبن العفـ ـريتة يا لؤي … عملتها أزاي دي
أبتسم لؤي وقال بغرور:مش بقولك تليفوني حديث … ولعلمك الميزة دي محدش يعرف عنّها حاجه غيري انا اللي أكتشفتها
حسن:طب بقولك ايه أبقى فكرني بـ أسم موبايلك عشان أجيبه محتاج الميزة دي أوي
أبتسم لؤي وقال:خلصانة يا زول
مسدّت زينة على رأس مُنصف وهي تقول بنبرة تملؤها القلق:انتَ كويس يا مُنصف
نظر إليها مُنصف وأبتسم إليها وقال:متخافيش يا حبيبتي انا كويس … متخافيش
أنهى حديثه وطبع قْبّلة على يدها لـ تبتسم إليه وتُمسدّ بحنان على رأسه، دلف فريد في هذه اللحظة بهدوء وهو ينظر إليهم ليقف مكانه وهو متردد كثيرًا وبـ يده حقيبة سوداء
نظر إليه مُنصف وقال:تعالى يا فريد
نظر إليه فريد لـ يدلف بـ الفعل ويُغلق الباب خلفه، تقدم مِنّهم ووقف بجوار أكرم وقال بهدوء:ألف سلامة عليك … انا قولت أجي أتطمن بس … إحنا مهما حصل برضوا جيران … والجيران ملهاش إلا بعضيها حتى لو بينها خلافات
نظر مُنصف إليهم وقال:عايز أتكلم مع فريد
لؤي:ما تتكلم
نظر إليه مُنصف بغيظ وقال بشـ ـر:نصيبك إني مش قادر أتحرك أدغد غلك عضمك يا لؤي
رمقه لؤي نظرة ذات معنى وقال بتبجح:وانتَ تستجري تعملها يا بوق دا انا أقسـ ـمك نصين
أقترب جعفر مِنّهُ وحاوط عنقه بـ ذراعه ونظر إليه بغيظ وقال:عايزك فـ كلمة يا فخدة
نظر إليه لؤي وقال:لو كلام بلص تمنتا شر لا معلش انا بتكسف
رمقه جعفر بسخط وقال بتبجح:بتكسف ايه يا لؤي دا انتَ لسانك سابقك … تعالى يا حيو ان مِنّ غير نَفَس
سحبه جعفر معه إلى الخارج بينما خرج سراج وكذلك الجميع، أغلق بشير الباب خلفه لـ ينظر مُنصف إلى فريد بهدوء وقال:تعالى يا فريد أقعد
____________________
جلست فاطمة على المقعد ما بين بيلا وشيرين وهي تقول بـ وعيد:بقى العيل اللي لسه شنبه بيخضر دا يعمل كدا … دا لو كان أبني كُنت كَلّته بـ سناني أكل
نظرت إلى شيرين التي كانت تضع يدها على رأسها وتنظر أمامها بهدوء لـ تزجرها قائلة بحدة:وانتِ مالك قلباها سهوكة كدا ليه مش أتطمنتي على جوزك خلاص
نظرت إليها شيرين وقالت بهدوء:خليكي انتِ كدا … طول عُمرك إيدك فـ المياه الباردة
شهقت فاطمة وقالت بحدة:انا إيدي فـ المياه الباردة يا شيرين … أومال مين اللي واكلة نفسها دلوقتي دي عشانك وشايلة همّك
تدخلت بيلا وقالت:براحة يا فاطمة شويه انتِ فعلًا مفرقتيش حاجه عَن جوزك
شهقت فاطمة مجددًا وألتفتت إليها ولوحت بـ يدها في الهواء وقالت:وماله جوزي يا بلية انتِ كمان انتِ هتعومي على عومها ولا ايه
بيلا بحدة:في ايه يا فاطمة إحترمي نفسك شويه وبعدين زعلانه ليه دا انتِ أكتر واحدة مبيتبلش فـ بوقها فولة إحنا هنضحك على بعض
نهضت فاطمة ويديها تتوسط خصرها قائلة بـ أستنكار:نعم نعم يا أختي حوش يا بت البراءة بتقع مِنّك زي العسل … يمين بـ الله يا بلية انتِ لو ما حطيتي جزمة فـ بوقك وسكتي لـ أخر شمك زي أخوكي المتخر شم دا
نظر سراج إليهما وقال موجهًا حديثه إلى جعفر ولؤي بترقب:مراتتكوا هيطـ ـحنوا بعض دلوقتي
نهضت بيلا ووقفت أمامها وهي تقول بحدة:لا يا فاطمة بقولك ايه مش معنى إني رقيقة وكيوت إني هسكوتلك مثلًا لا يا حبيبتي لو انتِ مرات الغشـ ـيم انا مرات الأغشـ ـم مِنُه
عضت فاطمة على شفتيها بغضب ثم اشتبكت معها قائلة بتوعد:انا هوريكي يا روح خالتك فاطمة الشر شوحة
تدخل جعفر سريعًا وهو يُبعدها عَنها بينما حاوط لؤي فاطمة بـ ذراعيه مِنّ الخلف وهو يقول:إهدى يا عم الحج ولِم نفسك إحنا فـ مستشفى
نظر جعفر إلى فاطمة وقال بذهول:انتِ بتعملي ايه يا بنت المجنو نة دي حامل
نظرت إليه فاطمة وقالت بضيق:وايه يعني ما تجيبوا غيره
لؤي:يجيبوا غيره ايه هما جايبينه مِنّ كارفور انتِ كمان
نظر جعفر إلى بيلا التي وضعت يدها على بطنها وأنكمشت معالم وجهها لـ تجحظ عينين لؤي الذي قال بصدمة:يا نهار اسود انتِ عملتي ايه يا فاطمة
فاطمة بحدة:ملمستهاش هي اللي بسكوته
نظر جعفر إلى بيلا وقال بنبرة تملؤها القلق:في ايه يا بيلا انتِ كويسه
فاطمة بسخرية:أتمسكني يا بلية أتمسكني وأتوجعي .. اقسم بالله بسكوتة
نظرت بيلا إلى جعفر وقالت:معلش يا جعفر قلعلي الكوتشي دا وجعلي رجلي أوي
مال جعفر بجذعه وجلس القرفصاء وهو يقوم بـ فك عقدة حذائها بينما كانت هي تستند بـ يدها على كتفه، نزعه جعفر لـ تبقى هي حافية القدمين، أشارت إليه قائلة:وريهوني كدا لـ أحسن شكله كدا بدأ يوجعلي رجلي
أعطاها إياه بهدوء لـ تأخذه وتتفحصه قائلة:أبقى فكرني أجيب غيره يا جعفر عشان مش مُريح لـ رجلي خالص
لحظات وألقته على فاطمة التي وضعت يديها أمام وجهها تحميه بينما قالت بيلا بحدة وسخط:انا بلية وبسكوتة يا دبش يا أم لسان طويل .. يا بت دا انتِ مبيتبلش فـ بوقك فولة يا بت
نظرت إليها فاطمة وقالت بوعيد:انتِ بتحدفيني بـ الكوتشي يا بيلا
وضعت شيرين يدها على جبينها وهي تقول بخفوت وسخط:مفيش فايدة يا ربي
أبعدها جعفر وهو يقول:إهدي يا بيلا إهدي يا ماما كدا غلط يا حبيبتي
بيلا بغيظ:أوعى يا جعفر سيبني عليها وربي ما هسيبك يا فاطمة
نظر لؤي إلى جعفر وقال:خناقة حريم يا اسطا انا شايف إننا منتدخلش أفضل
نظر إليه جعفر وقال:كان على عيني بس الحلوة حامل
فاطمة بوعيد:انا هوريكي يا بلية … أصبري عليا مش كانت مِنّ شويه خنا قة رجالي دلوقتي هتقلب حريمي بقى
نظر لؤي إلى فاطمة وقال بتهدئة:معلم كرشة … البت مش حِملك يا وَحش براحة يابا
نظرت إليه فاطمة وقالت:البت حدفتني بـ الكوتشي يا لؤي
لؤي بسخرية:إيش حال لو حدفتك بـ مياه نا ر يا فاطمة … إهدي ياما إهدي وخلي الليلة تعدي على خير مفيناش صحة ليكوا يا ماما خلاص خلصت
__________________
“إحلف إنك مش زعلان ولا شايل مِنّي يا فريد عشان مش مصدقك”
نظر إليه فريد بتردد وهو لا يستطيع النطق بها، يشعر بـ التوتر والحيرة الشديدة، أعتدل مُنصف في جلسته بحذر ثم نظر إلى فريد ووضع يده على يده وقال:فريد أرجوك متزعلش مِنّي انا مش قادر حاسس إني أڤورت معاك .. ربنا يعلم انا بحبك قد ايه والله ومش أي كلام بقوله وخلاص … انتَ أبويا التاني يا فريد
نظر إليه فريد بطرف عينه بتردد بينما كان مُنصف ينظر إليها وهو يترجاه بنظراته، ظلّ فريد في صراع مع نفسه حتى قال بضيق وعدم رضا:يوه بقى عليك بتدخلي مِنّ ثغراتي كدا مش معقولة يا مُنصف دا ظُلم بقى
أبتسم مُنصف وقال:يبقى أتصالحت يا فيرو
نظر إليه فريد وقال بضيق:لا
علّت أبتسامه مُنصف الذي قال بتخابث:يا فيرو يا هيرو يا لئيم مش عليا دا انا عاجنك وخابزك يا راجل يا نمرود
أبتسم فريد أخيرًا وقال بـ إحتجاج:بطل ياض الله … وبعدين انا بقيت قاسي ومبتأثرش … ومِنّ النهاردة هشتوف فريد تاني خالص انتَ والخرتيت اللي برا دا
ضحك مُنصف بخفة وقال بجدية:حقك عليا بجد … المرة دي بجد مش هزار … قابل أعتذاري ولا لا
دام الصمت بينهما قليلًا مُنصف ينتظر فريد كي يُخبره بقراره الأخير بينما فريد يدعي التفكير، دقائق مِنّ الصمت والهدوء والترقب قاطعهم فريد بقوله:خلاص أتصافينا
مُنصف بعدم تصديق:إحلف كدا
زجره فريد في ذراعه بحدة وقال بضيق:وانا مِنّ أمتى ياض انتَ بضحك عليك يعني
فتح مُنصف ذراعيه إليه وهو يقول بـ أبتسامه سعيدة:بـ الأحضان يا فوزي
نهض فريد واقترب مِنّهُ معانقًا إياه لـ ينتهي الخلاف بينهما بـ عناق الصُلح، أبتعد فريد وأخذ حقيبة سوداء ونظر إلى مُنصف وأردف بـ أبتسامه واسعة:شوفت جبتلك ايه
نظر إليه مُنصف نظرة ذات معنى وقال:هعمل نفسي عبيط وأسألك جبت ايه يا فريد حاضر
أخرج فريد ما بداخل الحقيبة بلهفة وحماس طفل صغير ونظر إليه قائلًا:غمض عينك
زفر مُنصف بهدوء وأغمض عينيه قائلًا بنبرة تحذيرية:فريد انا خُلقي أضيق مِنّ سرسوب المياه بسرعه الله يرضى عنّك
أخرج فريد ما في الحقيبة ونظر إليه بـ أبتسامه وقال:فتّح
فتح مُنصف عينيه ونظر إلى ما يحمّلُه فريد لـ يقول:أقسم بالله كنت عارف مِنّ الأول
نظر إليه فريد بتخابث وقال:فرخة تستاهل بوقك والله ويا سلام بقى لو مشوية وجنبها شويه رُز وشويه سلطة مشطشطة وشويه طحينة .. يا سلام ياض يا مُنصف حكاية
وضعها مرة أخرى في الحقيبة لـ ينظر إلى مُنصف الذي قال:كتر خيرك يا فريد
أبتسم فريد وقال بطيبة:بصراحة برضوا جبتلك حمامتين يرُموا عضمك أكمنك خاسس شويه ومش عاجبني حالك … أهو أي حاجه تغذيك
نظر إليه مُنصف بتأثر وقال:فريد … انتَ بتخليني عايز أقوم أضر ب نفسي بـ الجزمة … كفاية يا فريد كفاية
أرتمى في أحضانه لـ يتفاجئ فريد مِنّ ردّة فعله تلك ولَكِنّهُ أبتسم وعانقه قائلًا:انتَ أبني ياض حد برضوا يهمل ضناه
شدد مُنصف مِنّ عناقه إليه وهو يتعهد على نفسه بعدم مضايقته مرة أخرى مهما حدث، دلف جعفر بعدما طرق على الباب وهو ينظر إليهما قائلًا:خيانة … بتخوني يا فريد مع الجِعّر دا
أبتعد مُنصف عنّ فريد وهو يمسح دموعه لـ يلتفت فريد ينظر إليه قائلًا:وانتَ مالك … الله على طول حاشر منقارك فـ حياتي
أبتسم جعفر وتقدم مِنّهُ وهو يقوم بمعانقته مِنّ الخلف قائلًا:يا صاحبي ما انا قولتلك اللي فيها انا وبس … جعفر الأساس والباقي ايه
فريد:مينفعش برضوا يعني الواد غلبان وكدا … وبعدين مُتأثر انتَ قطعت لحظة مش هتتكرر تاني يا أبن الفصيلة
دلف لؤي وهو يقول بنبرة عالية:جايبله ايه يا فريد
أنتشل مِنّهُ الحقيبة وهو يقول بو قاحة:وريني كدا يا فريد الشنطة دي بتقول ايه
حرك مُنصف شفتيه يمينًا ويسارًا وهو يضع يده على وجهه لـ يسمع لؤي يقول بصدمة ونبرة عالية:فـراخ يا فريد … لا وكمان حمام … يا أبن المحظوظة يا مُنصف أمك دعيالك فـ ليلة القدر ولا ايه
تحدث فريد بحدة وهو يُبعد جعفر عنّهُ قائلًا:أوعى كدا يا جعفر دلوقتي
نظر إلى لؤي وقال:انتَ يا طور … ايه قلة الأدب دي سيب الشنطة بـ اللي فيها
نظر إليه لؤي وقال بوقاحة:جرا ايه يا عم … بعاين البضاعة لـ تكون مغشـ ـوشة ولا منتهية الصلاحية الحق عليا يا عم مُنصف
أبتسم فريد بجانبية وقال ساخرًا:بتعاين بضاعة ايه يا حيلتها … وبعدين يا راس بقرة انتَ فاكر نفسك هتضحك عليا ولا ايه فاكرني مش عارف إن هَمّك على كرشك يا مفجوع يا أبن المفاجيع
جحظت عينين لؤي ونظر إليه قائلًا بصدمة:انا مفجوع أبن مفاجيع يا فريد … جيت لقدرك … حافظ الشهادة يا جدو ولا أحفظهالك
وقف جعفر بينهما ونظر إلى لؤي وقال:لا يا برو دا الهيرو بعد أذنك … وبعدين يسطا هو مغلطش
رفع لؤي يده اليُسرى وضر ب على ظهر يده تلك بـ يده الأخرى وهو يقول:عم المطبلاتي … أركن يا مطبلاتي وسيبني مع الستيني دا
دلف سراج وهو يقول:طب ايه رأيك بقى إن الستيني دا فيه صحة عنّك يا كركوشة
ألتفت إليه لؤي وقال بحدة:انا قولتلك كام مرة متقولش الإسم المستفز اللي شبه وشك دا
سراج:لا يا روح خالتك انا فيا لسان وأنيـ ـاب فـ هَدي د مك السخن دا عشان مسحبهوش مِنّك وأحسرك عليه
أبتسم لؤي وقال ببرود:معنديش د م … عندي مياه ساقعة متلجة تنفعك فـ حاجه دي
د فعه سراج عنّ طريقه واقترب مِنّ مُنصف وجلس بجانبه قائلًا:خليها لـ…..
قاطعه جعفر الذي قال بتحذير وهو ينظر إليه:سراج … عيب يا بابا انتَ مصا ص د ماء محترم ومؤدب
زفر سراج وقال:هسكت عشان إحنا فـ مكان عام بس … لينا برايڤت يلمنا سوى … عاملك يا لؤي بارتي مِنّ اللي قلبك يحبّها
نظر لؤي حوله بترقب وحذر ثم نظر إليه وقال بنبرة خافتة:فيها Women’s أهم حاجه
تحدث جعفر بتخابث وهو يقول بنبرة عالية:آه قول بقى … يا شر شوحة جوزك بيسأل على بارتي فيها نساء
أبتسم مُنصف ونظر إلى رمزي الذي قال بضيق مصطنع:استغفر الله العظيم من كل ذنبٍ عظيم … نساء ماذا يا أخي في الإسلام حاشا لله
نظر إليه لؤي وقال بتبجح:بقولك ايه يا عم الشيخ انا عارف اللي فيها متعمليش فيها ملاك
جحظت عينين رمزي وقال:يا نهار أبوك أسود انتَ بتلبسني
لؤي:في الهوى سوى يا أخي في الإسلام
أبتسم رمزي وقال وهو يقوم بـ تحريك حبات السبحة خاصته:زوجتي تعلم عنّي كل صغيرة وكبيرة وتعلم أن زوجها يغض بصره ويتقي الله ولا يفعل ما يُغضب ربه … تركنا لكَ السيئات وأخذتُ أنا التمعن في جبال حسناتي ومنزلي في الجنة
لؤي:يا شيخنا … بارتي ونساء كثيرات
حرك رمزي رأسه نافيًا وقال بثبات:زوجتي تساوي نساء العالم أجمع يا صعـ ـلوك … أتُريد الناس أن تتحاكى وتقول الشيخ ذو لحية كان في حفلة ليلية مع نساء ورجال … لستُ كذلك أيها الخبيث … شيطان وليعاذُ بالله وتقوم بتضليلي
أبتسم لؤي بتخابث وأقترب مِنّهُ قائلًا:العرض مُغري يسطا … نرجع رمزي الصا يع بتاع زمان
رمزي بثبات:مهما فعلتُ أيها الخبـ ـيث لن أتراجع … سأبقى الشيخ رمزي والمؤذن ومُحفظ القرآن الكريم … يجب أن تُراجع نفسك أيها الخـ ـبيث
نظر لؤي إلى سراج وقال بتخابث:ما تيجي انتَ سراج
جحظت عينين سراج ونظر إلى جعفر الذي نظر إليه نظرة قا تلة لـ يبتلع سراج غصته وهو يقول بخوف:لا يسطا … عندي حساسية مِنّ الحفلات
عقد لؤي ما بين حاجبيه وقال:دي زي حساسية الفراولة كدا
نظر سراج إلى جعفر بخوف وقال:ألعـ ـن … ألعـ ـن مِنّها بمراحل
نظر لؤي إلى مُنصف وقال:انتَ على طول متكـ ـسح ومفكش نفس عادي
نظر إلى فريد وقال:تعالى انتَ يا هيرو
فريد بصدمة:حدّ الله … انا فـ سنّي دا وأروح أماكن زي دي لا طبعًا
لؤي:تعالى انتَ معايا يا جعفر انتَ نمرود وهتسلك
نظر إليه جعفر الذي كان واقفًا بجانب فريد وهو يضع يديه خلف ظهره قائلًا:لو عايزني أطلق بيلا ويتخـ ـرب بيتي فـ أحب أقولك أتغطى كويس وانتَ نايم يا حبيبي عشان بدأت تاخد برد
زفر لؤي وقال بضيق:جتكوا القر ف شلة تسد النفس صحيح
نظر إلى بشير الذي كان يجلس ويُتابع بهدوء وأبتسم قائلًا بتخابث:لقيتها … هاخد معايا بشير
جحظت عينين بشير بصدمة ثم نظر إليه ليقول بغباء:بشير مين
لؤي:بشير انتَ يا حبيبي
بشير بترقب:بس انا مش بشير
أبتسم لؤي بجانبيه وقال:أومال مين الحلو
بشير:قرينه … قرينه المؤدب بزيادة … بشير الإنسان مش هنا دلوقتي تعلاله على المغرب يكون صلى جماعة
لؤي:أنتوا كلكوا خايفين مِنّ مراتتكوا ولا ايه … لعلمكوا بقى مفيش واحدة فيهم هتعرف … هنقولهم إننا هنخرج مع بعض زي كل يوم ونروح نصيع ولا مِنّ شاف ولا مِنّ دري
نظر إليه رمزي وقال:تعرف يا لؤي انا نفسي ونور عيني أعمل ايه
نظر إليه لؤي وقال بتساؤل:ايه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رمزي:نفسي أمشي في الشوارع وأقعد أقول {وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ} عشان الناس تفقوا وانتَ أولهم
لؤي بتعجب:ليه وانتَ شايفني لمؤاخذة!!!!!!!!!
صفع رمزي على رأسه وقال بقلة حيلة:ستظلّ غبيًا يا لؤي
__________________
“بعد مرور يومان”
“لا انا قولت لا يبقى هي لا”
تزَمرت ليان بضيق وهي تنظر إلى والدتها بعدم رضا، خرج جعفر مِنّ الغرفة وهو يتحدث في الهاتف قائلًا:انا خلّصت ونازل أهو
أتجه إلى الشُرفة وهو يقول:عيب عليك آخر شياكة
وقف ينظر إلى الأسفل ليرى هؤلاء الصبية يتجمعون ويقومون بـ أخذ المال مِنّ المارين بـ القوة، صق جعفر على أسنانه وقال:شايفهم طبعًا … لا انا هقولهم بس إن دا غلط ومينفعش يعملوا كدا … أصل دي شُغلتي يا صاحبي لَما حد ياخدها مِنّي قوة وأقتدار ومِنّ غير إذني دي تبقى قلة أدب
دلف مجددًا وأتجه إلى باب ثم خرج قائلًا:انا نازل أهو
تقدم سراج مِنّ مُنصف الذي كان واقفًا أمام محل فريد وينظر إلى هؤلاء الصبية والغضب باديًا على معالم وجهه
تحدث سراج وهو ينظر إليهم قائلًا:عايزك تقعد على الكُرسي دا يا معلم وتحُط رجل على رجل وتشرب كوباية الشاي بمزاج عشان هتشوف عرض مشوفتهوش قبل كدا فـ حياتك
تحدث مُنصف والضيق يكسو نبرة صوته قائلًا:مخنـ ـوق أوي يا سراج … حاسس إني أتقل مِنّي جامد … وبـ سكوتي دا وصلّت لأهل الحارة إني معنديش كرا مة … حتى معرفتش أخد حقي بـ لساني على الأقل … شوية عيال زي دي يعملوا فيا انا كدا
ربت سراج على كتفه وقال:حقك هيرجعلك وقدام الكُل يا صاحبي … جعفر أصلًا عايز ياخد حقه مِنّهم … خدوا مهنته المفضلة
أبتسم مُنصف بسخرية وقال:تقليب الناس … جعفر دا دماغ
أقترب جعفر مٌنّهم وهو يقول:فين لؤي النيلة
نظر إليه سراج وعكص شفتيه قائلًا بجهل:معرفش بس أكيد بياكل … الأكل عند لؤي أهم مِنّنا عادي
نظر جعفر إلى مُنصف وربت على كتفه عدة مرات دون أن يتحدث، نظر إليه مُنصف ووضع يده على يده تلك وقال:متزعلش مِنّ أخوك
نظر إليه جعفر نظرة ذات معنى وقال:مفيش أخ بيزعل مِنّ أخوه الهمـ ـجي … عشان عارف إنه فـ وقت غضبه بيهبّل فـ الكلام وبيرجع يند م
مُنصف:ند مت أوي يا صاحبي … بالله عليك لو زعلان قول متقوليش مش زعلان وانتَ زعلان فعلًا
جعفر:انتَ عبيط ياض … انا مش زعلان مِنّك وبعدين انتَ لسه فاكر
نظر إليه مُنصف وقال:أُمي هي أُمك يا صاحبي
نظر إليه جعفر قليلًا ثم ضمّه إلى أحضانه وقال:دا غصب عنّك
ضمّه مُنصف وأبتسم برضا، نظر سراج إليهما بـ أبتسامه وقال:انا هروح أشوف اللي يتـ ـشل دا أتأخر ليه
تركهما سراج وذهب، نظر مُنصف إلى هؤلاء الصبية ليراهم ينظرون إليه ويتهامسون عليه ويضحكون بسخرية، أبتعد عنّ جعفر وهو ينظر إليهم بحدة لـ يلتفت جعفر خلفه وينظر إليهم
عاد ينظر إليه قائلًا:العيال دي متصلطة عليك انتَ بـ الذات يا صاحبي
مُنصف بحدة:فتحي
جعفر بنفي:مظنّش … فتحي غرضه ايه دا لعب عيال … حد تاني هو اللي عامل كدا … عيل زيهم
مُنصف بضيق:مضايق أوي يا جعفر … مضايق وجر حي مزود عليا
ربت جعفر كتفه وقال:رَوَق يا صاحبي … المهرجان لسه مشتغلش
___________________
وقف سراج أمام باب منزل لؤي وطرق عليه قائلًا:لؤي … انتَ يا قطران أفتح فتح را سك مفتاح إنجليزي
فتح كمال الباب وهو ينظر إليه، أبتسم سراج وقال:أبوك المفجوع فين يا حبيبي
أشار كمال إلى الداخل وقال:هناك أهو
دلف سراج وهو ينظر إلى ما أشار إليه كمال ليرى لؤي جالسًا على طاولة الطعام ويتناول طعامه ويُشاهد التلفاز، تشنجت عضلات وجهه وقال بصراخ:لــــــــؤي
فزع لؤي ونهض مِنّ مكانه وصرخ قائلًا:حـــرا مــي … حـــرا مــي
نظر إليه وقال بصراخ مماثل:حـــرا مــي ايـــه يـا إبـن الـمـجـنـو نـة انـا ســـراج
وقف لؤي خلف الطاولة ونظر إليه قائلًا بصراخ:فـي ايـه يـا عـمّ انـتَ حـد يـدخـل على حَــد كـدا
وقف سراج على الجهة المقابلة وتحدث بحدة قائلًا:انت بتهبب ايه
أخذ لؤي قطعة دجاج ووضعها في فَمِه قائلًا:باكُل
صق سراج على أسنانه وقال بغضب:كَلك قطر يا بعيد بتطفح وإحنا قاعدين مستنيينك تحت يا بهيـ ـمة
تحدث لؤي بحدة وقال:باكل يا جدعان الأكل حرام يعني وبعدين مهبط
سراج بغيظ:انتَ طول عُمرك مهبط يا لؤي أصلًا
وضع لؤي يده على صدره وقال بدراما:آه يا قلبي … كلامك وجعلي قلبي يا صاحبي
سراج ببرود:دا صدرك يا جاهل مش قلبك
لؤي:انا قلبي فـ نص صدري انتَ مالك إيش فهمك انتَ يا جاهل
صق سراج على أسنانه وقال بغيظ شديد:يارب صبرني انا لسه فـ زهرة شبابي مش عايز أخسر صحتي عشان واحد زي دا
وضع لؤي قطعة الدجاج في فَمِه ببرود وهو يقول بنهم:نَفَسِك فـ الأكل يا بطوط بيرڤيكتو … متجوز الشيف بوراك بنفسه
سَحَبَ سراج الشوكة الموضوعة على الطاولة أمامه ورفعها أمام وجه لؤي قائلًا بغيظ شديد وتحذير:قسمًا بـ الله العلي العظيم يا لؤي لو ما مشيت قدامي لـ أشرَّح وش أمك دا حتت … قدامي
لؤي:أستنى هشرب كوباية العصير دي وأخلص صدر الفرخة
سراج بغضب:قدامي يا جحش
ترك لؤي الطعام وقال:يـــوووه … طب أغسل إيدي وبوقي طيب
سراج بحدة:بسرعة … معاك نص دقيقة
ركض لؤي إلى المرحاض سريعًا تحت نظرات سراج التي كانت تتابعه بهدوء وقلة حيلة
_____________________
“بقولك ايه يا فريد ما تعملنا أي ريأكشن كدا”
نظر إليه فريد وقال:أرقصلك يعني ولا ايه
جعفر بمشاكسة:لو بتعرف وريني
فريد بقلة حيلة:طول عُمرك واطي
أبتسم جعفر ونظر خلفه قائلًا بتساؤل:الزفت دا فين أتأخر هو كمان هناك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
مُنصف:خليه يكش يكون لؤي سحبُه
خرج سراج وهو يسحب لؤي خلفه ويقتربا مِنّهم، نظر حسن إليهما وقال:مبروك يا رجالة سراج جاب لؤي زغرطوا
نظر جعفر إليهما وقال بسخرية:ما لسه بدري يا بيه
سراج بضيق:ربنا أبتلانا بـ واحد دماغه فـ كرشُه
نظر جعفر إلى لؤي وقال:الكلام ملهوش فايدة معاك ولو بمو ت ومطلوب مِنّي أختار واحد مِنّ أتنين عشان يلحقني هيكون حد تاني غيرك
حسن:عندك حق والله يا ابني
لؤي بضيق:أنتوا جايبيني تحد فوني لبعض … أخلصوا يلا هتهـ ـببوا ايه
نظر جعفر إلى الصبية بوعيد وهو يراهم يتسامرون عليهم ويضحكون، نظر جعفر إلى أصدقائه وقال:العيال دي محتاجه تربية … وانا حريف فـ التربية
نظر إليهم وقال بتخابث:بفكر أفتح مشروع وأسميه جعفر الحريف فـ تربية الحلاليف … وأربي الحلاليف اللي زي دول مِنّ أول وجديد وشوف كام حلوف هيتربى … مشروع ناجح بمجرد التفكير فيه
قاطعه حسن قائلًا:بعد إذن الحريف في حلاليف سخفوا
نظر إليهم جعفر ثم أخذ نفسًا عميقًا وزفره قائلًا:يلا بينا
ثنى ساعديه وقال بتخابث:الحريف هيربي الحلاليف يا صيييع

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جعفر البلطجي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!