روايات

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل التاسع عشر 19 بقلم اسماعيل موسى

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الفصل التاسع عشر 19 بقلم اسماعيل موسى

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي البارت التاسع عشر

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الجزء التاسع عشر

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي
رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي

رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي الحلقة التاسعة عشر

أحمد عبد الهادي، بللت شفتيه المتشققة بالماء، ثم منحته شربة صغيرة، كانت فريده استعادت وعيها وطلبت مزيد من الماء.
تنقلت بين فريده واخيها حتي استعادوا وعيهم، ركنت للصمت دقيقه وانا اتابع تفتح الحياه بداخلهم!
لوحت بيدي وقلت مرحبا، لو اخبرتكم كيف أحضرت الماء لأتهتموني بالجنون!
لم يبدي اي منهم ادني اهتمام بي، كنت كحثالة يتسلى بإلقاء احجار صغيره فوق مياه البحر.
وصلنا مدينة أبناء الساعة قلت لأخرجهم من صمتهم، خيم الصمت واستمر زهاء دقيقه! فتحت فريده فمها كتعبير عن عدم الفهم وهي تمسح المكان بعينها، هناك واشرت أسفل التلة، لكن فريده كانت بحاله لا تسمح لها برؤية اي شخص غيري، كان أحمد عبد الهادي قد نهض بمكانه وانتصبت اذناه كفأر وكلها شوق لسماع اخبار مفرحة
هيا بنا الحاجز ينتهي بعد عشرة أمتار ثم يوجد درب ترابي يهبط لوادي شاسع، مائتي متر ونصل أطراف مدينة أبناء الساعة.
كيف وجدتها سألتني فريده؟
جميله، اجبت وكل ما بعقلي تلك الفتاه اليافعة التي التقيتها، اقصد كل ما وجدته مجموعة اكواخ قديمة تضاء بالكيروسين، شبك احمد عبد الهادي اصابعه المتشنجة بهدوء قبل أن يقول!
تريد أن تخبرني ان مدينة أبناء الساعة هي مجموعة اكواخ قذره، متعفنة؟
لا أدري اجبته وانا اقضم اظافري!
لكن كيف عرفت انها مدينة أبناء الساعة؟
لأن الفتاه التي التقيتها ابتاعت لكم الماء بدقائق من عمرها!
فتاه؟ رائع!
رن الصوتين بأذني دفعه واحده كصرير جرس مدرسه عشوائية!

 

 

 

 

قلت وانا اخاطب فريده، اجل فتاه!
طالما العملة هناك الوقت فنحن بالمكان الصحيح يا عوني قال أحمد عبد الهادي بنبره منشرحة!
قالت فريده وهي تحك رأسها نحن بالمكان الصحيح لكن مدينة أبناء الساعة بعيدة عن هنا، المكان الذي وصل اليه عوني يشبه ضواحي المدن بعالمنا الذي قدمنا منه ثم اردفت بثقة، عندما تشرق الشمس سنرى أسوارها.
ارتاء لي انهما استعادا وعيهم، هل نذهب سألتهم؟
ردت فريده بنبره لم افلح في الإحاطة بها، ليس الأن بالغد، انا منهكه جدا ولن استطيع ان ابارح مكاني!
القرية علي بعد عشرة أمتار زعقت باستنكار، وضع احمد عبد الهادي يده علي كتفي وضغط عليه بإشارة ان لا اجادلها.
اوليتهم ظهري والقيت بنفسي علي الرمال.
دون أن ينصب طوله زحف احمد عبد الهادي بجوار فريده، تركتهم يتهامسون وكان الضيق قد تملكني ثم سرحت بتقسيم تلك الفتاه البضة، انها بنفس عمري تقريبا او تصغرني بعام، عيونها لوزيه، شفتيها ملتفه للخارج، يميل جسدها للنحافة، لديها شامه اعلى شفتها العلوية من الناحية اليمني، وجهها برونزي اللون، لها شعر طويل تعدي الخصر وكلماتها تخرج من فمها مستويه مثل الفاكهة الطازجة، أرادت تنوره زرقاء لامعه ضيقة وقصيرة، قميص احمر قصير الكمين، تهت بداخل الحلم وتقابلت جفوني.
اذا كان للنوم مزية واحدة فأنه يأتي حين لا نطلبه.
لم ادري بنفسي الا شقشقة عصافير الصباح وصوت سباب فتي احمق لأخته.

 

 

 

 

 

رأيت شعاع الشمس خارج الحاجز الضبابي، ركلة احمد عبد الهادي في خصيتيه بعنف، استيقظ أشرقت الشمس
من تلقاء نفسها استيقظت فريدة علي صراخ احمد أخيها وبدأ وجهها كبائعة ورد عندما رأت أشعة الشمس.
قطعنا تلك العشرة أمتار قبل أن نتوقف خارج الحاجز الضبابي، لوحت فريدة بيدها كزعيمة فريق كشافة وهي تقول هناك، كالمغناطيس تحركت عيوننا تلقائيا تجاه يدها، كانت أسوار عملاقه مرتفعة وممتدة الي ما لا نهاية، تلك هي مدينتنا وضحت فريدة.
كانت تبعد ميلين ونصف تقريبا عن تلك القرية، مسيرة نصف ساعه سيرا علي الأقدام.
تلك الاكواخ هي جيوب المدينة الخارجي، كنت قد مللت توضيحاتها الغير منتهية، لذلك نزلت الدرب الترابي لأسفل ولم اتوقف الا بالوادي الشاسع، لوحت لهم وصرخت هيا انطلقوا، تدافعوا خلف بعضهم نحوي.
غرباء، غرباء صرخ طفل يلعب علي العشب وابتسم لنا.
خلال سيرنا خلال الوادي سمعنا كثيرا كلمة غرباء.
كيف يعلم اولائك الاوغاد اننا غرباء؟ حدقت فريده طويلا بملابسي ولازت بالصمت.
لم اتلقى رد وسررت بذلك، دلفنا بين الأكواخ وسرت همهمة ما لبثت ان اختفت، كنت أحاول تذكر مكان كوخ الفتاه عندما سمعت، ترغبون بطعام؟
سألني رجل وهو يجذب كم قميصي، سمعت فريدة الكلمة وارخت عنقها نحوي . نعم نرغب أجبته.
طلب منا ان نتبعه فدلفنا خلفه كوخ كبير، أشار الي مصطبة من الطين وهو يقول اجلسوا من فضلكم.
لفت انتباهي فتاه صغيره لم تبلغ التاسعة من عمرها تئن وهي تتلوى علي حصير من القش، الي جوابها ثلاثة أطفال يلعبون باستمتاع ويلطخون وجوه بعضهم بالوحل.
طعام فقط؟ ام طعام وماء؟
ماذا تقصد هنا بالضبط سأل احمد عبد الهادي بنبرة قتالية، دون أن ارفع عيني عن الفتاه الصغيرة التي تصرخ من الوجع أشرت بيدي لأحمد ان يصمت، قلت كلاهما من فضلك

 

 

 

 

 

نحن لا نملك نقود؟ اندهشت فريده
قلت لكم العملة هنا الوقت وحدقت لفريده ان تصمت، كنت مسرور بدوري القيادي ومنبهر بكيفية ادائي.
ساعه واحدة من عمرك حدد الرجل!
وكيف امنحها لك ان شاء الله سأل احمد عبد الهادي بنبره أقرب السخرية.
وافق فقط وتحدث الصفقة أجاب الرجل بخبس! قال أحمد وافقت ياعم ، بعدها اهتز رأسه لحظه ورمشت جفونه وعاد لطبيعته.
تفضلوا الماء والطعام بادرنا الرجل وهو يمد تجاهنا صنيه نحاسيه.
مدت فريده يدها وكان قد سبقها احمد عبد الهادي وضعت انا قطعة خبز بفمي وانا اسأله
مما تعاني تلك الفتاه؟
قال الرجل ليست ابنتي، لقد كسبتها!
صعقتني كلماته، كيف تقول كسبتها؟ هي نحلة كيس شيبسي؟
تنهد الرجل بعمق، قال، كان لي دين عند والدها ولم يستطع الايفاء به فمنحني عمرها.
ماذا فعلت بها ؟ سألت فريده وقد فقدت شهيتها للطعام؟ أخذته طبعا، لديها ساعات معدودة وتموت.
لمح الرجل الشفقة واللهفة في عيوني فسألني هل تريد انقاذها؟
قلت نعم وأومأت برأسي عدة مرات.
ادفع الدين اذا قال وهو يحدق بعيني مباشرتا
كم سألته؟
عام كامل من عمرك بعدها ستجري وتركض مثل أي طفل أخر

 

 

 

 

 

نقلت نظراتي بين الرجل والطفلة قبل أن ارد، سوف ادفع!
بدرت ضحكه من الرجل ومعه اهتزت رأسي مثل عطسه فجائية ورمشت عيوني، تمت الصفقة أجاب وهو يبتسم.
سرت تجاه الطفلة التي استطاعت الوقوف واستعادة حيويتها، شابكت يدها بيدي وقالت شكرا لك، كنت علي وشك الموت، قدتها نحو المصطبة لنجلس ونتناول الطعام!
فور رؤيتي هبت فريده مذعورة وقفزت فوق المصطبة وتراقص احمد عبد الهادي مرتعبا!
انت عوني؟ سألني احمد عبد الهادي!
هذا ليس وقت المزاح يا احمد، قل مرحبا للطفلة!
لقد كبرت انا لم أكد اعرفك، انظر للحيتك؟ شعرك خلف عنقك؟
انها اول مرة وقهقه الرجل!
وضعت يدي علي لحيتي، كانت تشبه الأسلاك الشائكة، مررت اصابعي علي شعر رأسي الأشعث وانا احدق بالرجل!
كبرت عام للتو دفعه واحده، ماذا كنت تنتظر!
وهل يحدث ذلك دوما مع كل عمر نفقده، سألته؟
ليس دوما، رغم ذلك فأنها تحدث مع أناس معينين انت مميز!
فريده واحمد عبد الهادي كانوا لا يزالون مرتعبين غير قادرين علي تصديق ما تراه أعينهم!
فقدت عام بلحظة استنكرت فريده؟
وانا اربت علي كتف الفتاه قلت أنقذت تلك الفتاه الجميلة التي كانت تلوي من الألم هناك للتو؟ سألني احمد عبد الهادي وهو يشير للحصيرة القشية.
هززت رأسي واجبته أجل.

 

 

 

 

بلعت فريده اللقمة التي تيبست بفمها، ما اسمك سألت الطفلة التي كانت تمسك يدي؟
لورا أجابت الفتاه بابتسامه بريئة.
احمد؟ علينا أن نرحل فورا، قال أحمد عبد الهادي، اذا لم تكن لديك نية لفقد عمرك كله!
قلت للورا هي اذهبي للعب مع الأطفال.
حدجتني لورا بنبره مندهشة، انا لن اذهب لأي مكان، مكاني معك، لقد أنقذت حياتي انت بمثابة والدي الأن.
قبلتها بحنو، قلت صغيرتي نحن غرباء وليس لدينا مكان لنقيم به؟
كأنها فهمت ما أعني قالت لديك هذا واشارت لجسدي، لديك عمر كاف لابتياع كوخ وطعام وشراب، لا أحد يملك شيء هنا الساعة تملكنا كلنا.
كان ذلك الرجل يتابع حديثنا باهتمام، يمكنني أن اترك لكم الكوخ لتعيشوا فيه، سأرحل انا واسرتي لمكان اخر.
طبعا ترغب بمزيد من العمر سألته فريده؟
بمدينة الساعة، قال الرجل، لا يوجد شيء بالمجان.
ادفع تدفع لك الساعة.
جذبتني لورا فقوست ظهري وانحنيت نحوها، همست هذا الرجل مستغل، شرير، انه عفونه متحركة سأدلك علي كوخ اقل سعرا او يمكنك بناء كوخك الخاص، لا أحد يملك شيء هنا، قلت اشكرك سيدي لكننا لن نقيم هنا، خرجنا من الكوخ، لورا ناديت عليها وكانت قد سبقتنا بالسير، هل يوجد حلاق شعر هنا؟
نعم يوجد يا عوني أجابت دون أن تستدير نحونا!
عوني؟ رددت فريده الكلمة وهي تضحك، ثم اردفت مبروك يا عوني أصبحت اب.
لم اعر فريدة ادني اهتمام واصلت حديثي مع لورا، دلينا عليه يا عزيزتي
تناولت لورا يدي وقادتنا تجاه كوخ يقبع في أخر القرية قريب من الغابة ، انتصب شاب ثلاثيني نحيل وعابس من علي مقعد خشبي فقد احد قوائمه.

 

 

 

 

 

اريد ان اشذب لحيتي واحلق شعري، كم الكلفة؟ بعد أن رمق الشاب شعري ولحيتي قال ليس اقل من عشرين دقيقه
موافق اجبت، راح الحلاق يؤدي مهمته، فريدة تقول انت تتعلم بسرعه يا عوني، من ينظر إليك يعتقد انك من سكان المدينة ، وانا شارد في تلك الفتاه التي علي وشك مقابلتها.
شعرت بيد الحلاق تنحرف عن مسارها، ماذا تفعل سألته؟
قال اؤدي عملي!
قلت اضغط علي الجانبين واترك المقدمة اكبر!
نوع جديد من الحلاقة؟ سألني!
فقط افعل ما اطلبه منك فقد اخذت الوقت!
قال أحمد عبد الهادي بعد أن انتهيت ماذا سنفعل الأن؟ علينا أن نبتاع كوخ او نقوم بصناعته، اعرف شخص يمكنه مساعدتنا!
الفتاه التي التقيتها؟ استفسرت فريدة.
أجل!
ضيقت حاجبيها وعضت شفتها ولازت بالصمت دقيقه ثم اردفت
علينا أن نجد طريقة لدخول المدينة لم نأت لهنا للعب نبحث عن عمل أيضا!
مدينة الساعة تفتتح أبوابها لكل من يرغب بها لا مشكله إطلاقا في الدخول.
كان واضحا تماما ويعني ما يقصد.
كلما تعمقنا بالقرية نحو الغابة ازدادت كثافة الاكواخ وبدت اكثر عشوائية، تولت لورا قيادتنا حتي مررنا بطرقة ضيقة تحدها اكواخ مرتبة بعناية من كلا الجانبين، منطقة البغايا قالت لورا شارحة عندما لاحظت اندهاشنا، هنا شباب ورجال يجلسون مع الفتيات، توردت خدود فريدة وشعرت بخجلها فقلت بسرعة لأخرجها من ذلك الموقف، اسمعي يا لورا بالأمس قابلتني فتاة شابه تمتلك كوخ لكني نسيت مكانه، هل يمكنك أن تدليني علي الكوخ؟

 

 

 

 

 

صفها لي ردت لورا.
بيضاء، لوزية العينين، جميلة ولها شعر طويل، حملقت بي فريده ويديها ترتعشان وبدا ان شيئا بداخلها يؤرقها، القرية كبيرة يا عوني انا لا اعرف تلك الفتاه اجابتني لورا بتبرم.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ثلاث صرخات وحدها لا تكفي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى