روايات

رواية امرأة وخمسة رجال الفصل الثاني 2 بقلم شاهندة سمير

رواية امرأة وخمسة رجال الفصل الثاني 2 بقلم شاهندة سمير

رواية امرأة وخمسة رجال البارت الثاني

رواية امرأة وخمسة رجال الجزء الثاني

رواية امرأة وخمسة رجال
رواية امرأة وخمسة رجال

رواية امرأة وخمسة رجال الحلقة الثانية

ثم تركها واقفة مكانها فى صدمة واتجه إلى السرير يتمدد عليه بهدوء واضعا ذراعه على وجهه..يخفى ملامحه..لتتنهد ميار فى يأس.. ثم تضع يدها على بطنها تربت عليها قائلة فى همس:
مفيش فايدة.
فتحت علياء عينيها تشعر بصوت أنين مكتوم..إلتفتت تجاه الصوت لتجد كمال بجوارها يهتز جسده لتعتدل على الفور وتربت على ظهره قائلة:
كمال ..إنت كويس؟
لم يجيبها..فقط إزدادت إهتزازات جسده لتنهض من مكانها وتلتف تجاهه لتتوقف فى صدمة وهي تضع يدها على فمها تكتم شهقة كادت أن تخرج منها وهي ترى دموعه المتساقطة على وجهه..سقط قلبها بين قدميها ..واقتربت منه بسرعة لتجلس على ركبتيها بجوار السرير..تضع يدها على وجهه قائلة وهي تمسح دموعه بيديها:
مالك ياكمال..بتعيط ليه بس ياحبييى؟
نظر إلى عينيها ولم يجيبها..لتشعر بالقلق يعصف بكيانها..وهي تقول:

 

كمال رد علية ..أنا قلبى هيقف من القلق.
نهض كمال وهو يعتدل جالسا..يمسك ي;يها ينهضها ويجلسها بجواره قائلا بصوت مختنق من البكاء:
أنا كويس ياعلياء.
قالت علياء بقلق:
لأ مش كويس..دى أول مرة أشوفك بتعيط..أكيد حصل حاجة.
أطرق كمال برأسه وهو يترك يديها قائلا:
حصل حاجات ياعلياء..حاجات.
قالت علياء بتوجس:
إيه بس اللى حصل وخلاك بالشكل ده؟
رفع كمال وجهه إليها وهو يمسح دموعه بيديه بسرعة قائلا بتوتر:
ها..لا محصلش حاجة ..
نظرت إليه بشك قائلة:
حصل ولا محصلش..مالك ياكمال متلخبط كدة ليه..فيك إيه؟
نهض كمال قائلا فى توتر:
هيكون فيه إيه يعنى ياعلياء..غلطة..قصدى يعنى إتخانقت مع وليد وعزت وقلنا شوية كلام كدة ملهمش لازمة..وحلفت ما أعرفهم تانى..علاقتنا أصلا من الأول كانت غلطة..بس ..هو ده الموضوع كله ياعلياء..إرتاحتى.
شعت عيون علياء بالفرحة وهي تقول:
إرتاحت؟ده أنا لولا الملامة كنت زغردت ياراجل..دى دعوتى اللى كنت بدعيها الفترة اللى فاتت دى كلها وأخيرا ربنا إستجابها منى.

 

نظر إليها كمال ولم يعلق لتقول فى توجس:
بس لما انت بتقول إنها غلطة..بتعيط ليه بس ؟
أشاح كمال بعينيه قائلا:
متضايق ياستى من الكلام اللى قالوهولى..وياريت تبطلى السين والجيم والمحضر اللى انتى فاتحاهولى ده..عشان أنا فية اللى مكفينى وعايز أنام وأرتاح.
قالت علياء :
طب خلاص ياكمال تعالى نام والصباح رباح..تبقى تحكيلى اللى حصل لما تقوم من النوم..أو أقولك أنا هروح أعملك كوباية لمون تروق دمك قبل ما تنام ياأخويا..ما هو ماينفعش تنام وإنت كدة.
أمسكت يده تجلسه على السرير قائلة :
أقعد بس استنانى هنا..ثوانى وراجعالك.
لتغادر الحجرة تتبعها عيناه فى ألم قائلا:
أقولك إيه بس..انتى لو تعرفى مش هتعمليلى لمون..هتعمليلى سم هارى ياخدنى ويريحنى من اللى أنا فيه ياعلياء..ياريتنى سمعت كلامك وبعدت عنهم… ياريتنى.
ليطرق برأسه أرضا ودموعه تعود للظهور مجددا..يبكى ندما على غلطة يدرك انه سيدفع ثمنها آجلا كان أو عاجلا..ووقتها لن ينفعه الندم.
قال ماجد بعصبية:
يعنى هتكون راحت فين بس..الساعة داخلة على عشرة الصبح؟انتوا إزاي بس متعرفونيش من بالليل إنها مرجعتش البيت.
قال إسماعيل بغضب:
كنت هتعمل إيه يعنى..أنا قلت من زمان..البت دى عايزة تتربى من أول وجديد.
قالت سعاد بسرعة:
بنتى متربية ياإسماعيل…

 

قاطعها إسماعيل قائلا فى غضب:
إخرسى خالص..مسمعش صوتك.
إنزوت سعاد فى مكانها بينما قال ماجد بعصبية:
أنا بقى مش هسكت..أنا لازم أعرف هي فين لغاية دلوقتى وتليفونها مقفول ليه؟آخر مرة كلمت فيها وفاء كانت الساعة 11..أنا مش عارف بس إزاي تخبى علية إنها هتشتغل وردية بالليل..إزاي؟
قالت ريم أخت تمارا فى سخرية:
قول لنفسك يامسيطر.
رمقها ماجد شذرا وكاد أن يقول شيئا لولا تعالى رنين جرس الباب لتذهب إليه ريم وتفتحه فإذا بسعيد جارهم يدلف إلى المنزل وهو يقول :
إلحق ياعم إسماعيل ..إلحقى ياست سعاد..أمى كلمتنا من المستشفى ..بتقوللى إنها شافت الست تمارا هناك.. جايبينها فى حادثة وحالتها خطيرة.
لترتجف القلوب رعبا مع إنطلاقة صرخة سعاد بإسم إبنتها فى لوعة.
لتتركها وتغادر تتابعها عينا ميار الدامعتين..تتنازعها مشاعر عديدة ولكن بالتأكيد ما يغلب عليها هو….. الضياع.
خرجت علياء من حجرتها تتابعها عينا نجوى فى لهفة..لتهز علياء كتفيها فى قلة حيلة..لتصاب نجوى بخيبة أمل ..اقتربت منها علياء قائلة:

 

معلش يانجوى مش مهم تروحى لصاحبتك النهاردة..خليها لبكرة.
قالت نجوى بعصبية:
بكرة إيه بس ياعلياء..صاحباتى كلهم رايحينلها النهاردة عشان يباركولها على الخطوبة وأنا بقى اللى هقولهم خليكوا لبكرة عشان خاطرى..أصل أخويا نايم وكل ما مراته تدخل تصحيه عشان أستأذنه أخرج ميردش عليها..ده أنا هبقى مهزأتهم كلهم بعد كدة.
قالت علياء بهدوء:
مش لازم تحكيلهم تفاصيل يانجوى..قوليلهم إنى تعبانة مثلا ولازم تقعدى معايا..وبكرة ياستى ابقى روحى لصاحبتك ولو على إنك مش عايزة تروحى لوحدك..فأنا هبقى اروح معاكى ..ها..إيه رأيك؟
ظهر على نجوى الإرتباك للحظة قبل أن تتمالك نفسها وهي تقول بغضب:
لأ ياستى خلاص..مش رايحة خالص ..عشان ترتاحوا انتى وسى كمال بتاعك ده.
ثم اتجهت بخطوات غاضبة إلى حجرتها..لتدلف إليها ثم تصفق الباب خلفها بقوة ..لتنظر علياء إلى باب حجرة نجوى فى صدمة..ثم تضرب كفا على كف قائلة:
هو أنا هلاقيها منك يانجوى ولا من أخوكى اللى حالته مش مريحانى؟..ولا من بابا كمان اللى كل شوية يكلمنى ويقولى إن الأسطى محمود زعلان ولازم كمال ينزل يشوف شغله..أولع فى نفسى يعنى وأخلص ويقولوا الولية إتجننت.
لتتنهد وهي تضع يدها على بطنها قائلة فى حنان:
والله ما مصبرنى ع اللى أنا فيه غيرك إنت ياحبيبى..إمتى بقى الأيام تعدى وأشوفك أدامى وأملى عينى بيك وأشم ريحتك..
لتنظر إلى السماء قائلة:

 

يارب إهديلى جوزى وريح قلبه وقلبى ..وخليلنا ابننا اللى بنترجاه من الدنيا..يااااارب.
أفاقت تمارا على صوت بكاء قريب..حاولت فتح عينيها فلم تستطع فى بادئ الأمر..بدأت الأفكار تعود إليها شيئا فشيئا ..حتى تلك اللحظات الكريهة والتى عاشت فيها أسوا كابوس قد تعيشه فتاة على الإطلاق..لحظات دنستها للأبد..لتفتح عينيها على وسعهما تصرخ بألم..إقتربت منها والدتها بلهفة قائلة:
ياحبييتى يابنتى.
نظرت إلى أمها الباكية فى ألم..لتدير رأسها تنظر إلى والدها الذى جلس على كرسي بعيد يطرق برأسه وهو يضعها بين يديه..لتستقر نظراتها بعد ذلك على ماجد الواقف بعيدا بجوار النافذة يرمقها بجمود..أخافها جموده ..كادت ان تنطق بإسمه ولكنها عادت بنظراتها إلى والدتها التى أمسكت بيدها قائلة ببكاء:
تمارا..ياعينى عليكى يابنتى ..وياويلنا من اللى عملتيه فينا؟
نظرت إليها تمارا فى صدمة قائلة وعيونها تغرقها الدموع:
أنا عملت فيكوا إيه ياماما؟أنا اللى إتعمل فية..أنا اللى روحت بلاش ..أنا اللى ضعت..
لتصرخ مرددة:
أنا اللى ضعت.
قال إسماعيل بحدة:
وليكى عين تتكلمى يابت إنتى..
نظرت تمارا إلى والدها الذى إستطرد قائلا فى غضب:
وطيتى راسنا فى الوحل..أورى وشى للناس إزاي دلوقتى..أكيد أم سعيد فضحتنا فى الشارع والكل بقى عارف اللى حصلك..ياويلك ياإسماعيل……ياويلك.
قالت تمارا بدموع سالت على وجنتيها قهرا:
وأنا كان ذنبى إيه بس؟عملت إيه..ده أنا قاومتهم بكل ذرة فية ..بس هم كانوا أكتر وأقوى منى..أنا الضحية..والله العظيم أنا الضحية.

 

ضرب ماجد يده فى زجاج الشباك لينكسر الزجاج بصوت مدوي ويجرح يده.. وصرخة تمارا تدوى لمرأى ذلك المشهد..حاولت النهوض من مكانها والهروع إليه لترى جرحه..ولكن جراحها كانت أكبر وجسدها كان أضعف لتعود وتجلس على السرير ناطقة بإسمه فى ضعف..لينظر إليها بنظرة مزقتها..فقد إمتلأت عيونه بالحزن ممزوجا بعتاب وخيبة أمل..قبل أن يندفع مغادرا الحجرة وكأن الشياطين تطارده..لتنهار تمارا فى البكاء تشاركها والدتها ..أما إسماعيل فقد نهض من مكانه قائلا:
من حقه..وطيتى راسه فى الطين هو كمان..ومش بعيد يفشكل الجوازة كلها..ماهو إيه اللى هيغصبه يتجوز واحدة زيك دلوقتى..واحدة خلاص مبقتش….
قاطعته صارخة:
إسكت متقولش كدة..حرام عليك..ماجد مستحيل يسيبنى أو يتخلى عنى..ماجد بيحبنى فاهم..بيحبنى.
قال إسماعيل فى سخرية:
بيحبك..على إيه ياحسرة..لا مال ولا جمال..ودلوقتى كمان ولا شرف..قوليلى بس هيحبك على إيه؟
صرخت تمارا فى لوعة قائلة:
إنت إيه ياأخى ..مستحيل تكون أب..فيه أب فى الدنيا يقول الكلام ده لبنته وفى لحظة زي دى..بنته فيها مدبوحة وضعيفة والكل بينهش فيها..وفى سيرتها..حرام عليك والله حرام..حرام..حرااااام.

 

لتظل تصرخ وتصرخ..تشعر بالإنهيار يمزق كيانها..تحاول سعاد أن تحتويها لتخفف من إنهيارها ولكن هيهات..ففى تلك اللحظة تشعر لأول مرة فى حياتها بالوحدة تقتلها لتهتز الرؤية أمامها قبل أن تسقط مجددا فى بئر الظلام.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية امرأة وخمسة رجال)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!