روايات

رواية المبادلة الفصل السادس عشر 16 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة الفصل السادس عشر 16 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة الجزء السادس عشر

رواية المبادلة البارت السادس عشر

المبادلة
المبادلة

رواية المبادلة الحلقة السادسة عشر

استغرقت فى النوم بالفعل ..فالارهاق النفسي اخذ منها الكثير من الجهد .
فتحت عيونها بهدوء ..
كان جالسا على المقعد امام السرير ينظر من خلال الشرفة .
مازال بملابسه..
يبدو وكأنه ..
يفكر بعمق ..
بما يفكر؟؟
من المؤكد يفكر فيها .
او ربما فى العمل .
فلا يوجد اهم منهما ليفكر فيه .
سمع حركتها فانتبه لها .ثم قال مذكرا اياها :” موعدك مع الطبيب”.
سارعت بهز رأسها بالايجاب.
هل يمكننى ان اسالك عما حدث دون ان ابدو مهتمه ؟؟
دون ان ابدو كزوجة غيورة!!
دون ان ابدو يائسة ..
دون ان ارجوك الا تتركنى.
او تترك طفلنا .
هل يمكننى ان اسالك واحافظ فى ذات الوقت على كرامتى ؟
لا داعى لابداء اهتمام برجل لا يهتم سوى بنفسه ورغباته …
لا داعى للتمسك برجل لن يتمسك بك .
وقفت تحت رزاز الماء تفكر بينما ابتسامة لين تتكرر وتتكرر وتتكرر..
وفى كل مرة تزداد بشاعه.
*******
كانا عند الطبيب الذى قام بفحصها بشكل روتينى من مراقبة زيادة الوزن ..و فحص الجنين ونموه ..و قياس ضغط الدم .
ثم قال بعدما انتهى بينما هى تعيد ارتداء ملابسها بمساعدة الممرضة :” ضغط الدم غير منضبط ..لا داعى للانفعال ..كونى هادئة “.
ثم نظر الى سيف نظرة ذات معنى فهز سيف راسه .
*****
كانا بالفراش ..تدعى النوم ..بينما رأسها لا يتوقف عن التفكير..كحلقة مفرغه تدور ..
تعيد نفس الافكار المرة تلو المرة ..
بينما هو شعر من عدم انتظام انفاسها انها مازالت متيقظة فمال هامسا يأخذها فى احضانه :” ما بك ؟”
همست بالم حقيقي :
” صداع ..صداع شديد “.
لم تعرف متى زال الصداع او كيف ..ومتى نامت وهى تدفن رأسها فى دفء صدره .
فقط شعرت بالراحه بينما يحرك يده برتابة على ظهرها حتى غفت ..هدات الافكار و اصبح الصداع صدى خافت بعيد .
صحت متأخرة ..شعرت ان هناك قيود مازالت تشدها للفراش .
فتحت عيونها لتجد ان زراعاه مازالتا تضماها ..
تأخر عن عمله ايضا .
ايقظته بخشونة :” سيف تأخرت”.
رد بغمغمة النائم :” لن اذهب ..سنأخذ اليوم عطلة ..عودى للنوم “.
همست معترضة : ” ولكن “.
اوقفها بانزعاج : “شششش نامى “.
ماذا .سيف بك لن يذهب للعمل ؟؟
انه يعمل ايام الجمع وفى العطلات !!
لن يذهب ؟؟
لما ؟
عادت الى احضانه الدافئة بابتسامة واغمضت عيناها .
بعد سويعات ..
ايقظتها لمسات رقيقة منه ..
كان مرتديا ملابسه كاملة بينما مازالت قطرات الماء عالقة بشعره ..
حسنا اخطأت ..سيذهب الى عمله ..
كيف ظنت انه لن يذهب؟
قال بتساؤل:” هل ستقضين اليوم نائمة؟”
نعم ..اود ذلك .
تبعه :” حسنا ..لقد تأخرنا ”
تأخرنا؟؟
حسنا اذهب وحدك ..
لن اذهب معك ..
قالت بخشونة و غيظ :” لن اذهب للعمل اليوم”.
ثم عاودت دفن راسها بين الوسائد.
هتف : ” عمل ؟.اخبرتك انها عطلة .”
رفعت راسها مزيحة شعرها المبعثر عن وجهها متسائلة :
” اذن عن اى شيء تأخرنا “.
قال ببساطة: “تاخرنا عن الذهاب فى نزهة.”
هتفت غير مصدقة : ” نزهة؟”
ربما اصيبت اذنى بالعطب .
هتف بنفاذ صبر:
” هيا هيا ..قومى وارتدى ملابسك “.
ازاحت الغطاء بينما تساءلت :
” الى اين ؟”
رد بحماس: ” الى الملاهى ؟”
هتفت غير مصدقة : ” ماذا ؟”
” اخبرتك الى الملاهى ..وربما ذهبنا الى الاهرامات وتسلقنا الهرم الاكبر ولادفعك من فوقه ..لاتخلص من تلكؤك “.
رددت هامسة بسعادة بينما تتحرك من الفراش نحو الحمام ” نزهة ..نزهة.. نزهة!!”
******
ضحكت بشدة حتى سعلت بينما يحاول سيف التصويب ليفوز بدمية لها ..
حسنا لا يجيد التصويب على الاطلاق ..
فلقد اصاب كل شيء ماعدا النقطة المراد اصابتها .
و مع تكرار المحاولات والفشل ..وجدت نفسها تضحك ويدها تكتم الضحكات حتى لا يفطن اليها ..
ثم ارتفعت الضحكات حتى انه نظر اليها غاضبا بالبداية ثم انضم اليها وقال معترفا :” حسنا ..انا لا اجيد التصويب ..لا تخبرى احدا بذلك “.
اطرقت برأسها واعدة..
ثم قال للبائع بصوت خافت :” ساشترى منك الدمية “.
اجاب البائع بابتسامة :” تستحقها بعد كل تلك المحاولات المضنية “.
كانت الحشود كبيرة برغم كونه يوما دراسيا ..وكانت يده تحميها من الاصطدام بالاخرين .
جميل ان يكون هناك احدا يرعاك .
ضحكت عندما ارتفعت بهما الارجوحة بينما صرخ الجميع .
فهى على عكس الجميع يعجبها الشعور بالخطر و صعود وهبوط الارجوحة السريع.
وعندما تلطخ وجهه بالايس كريم بينما يدفعها ليبعدها من الاصطدام ببعض الصبية ..ضحكت ..فاغتاظ..ارادت الهرب ..ولكنه لحقها بعد خطوات ولطخها ..لينتهى بهما الحال و قد تلوثت ملابسهما الفاتحة اللون . فبدوا كطفلين مشاغبين عابسين .
اليوم عرفت عنه معلومتان هامتان ..انه لا يجيد التصويب ويخشى الافعوانية ..
نعم تمالك نفسه ولم يصرخ عندما ركباها وانما اغمض عيناه واشتدت قبضتاه وظهر توتره بينما هى فتحت عيونها صارخه من روعه التجربة والاثارة .
عندما عادا الى المنزل فى المساء . كان تردد ضحكاتها الصاخبة عاليا ..لم يملك سوى ان يشاركها الضحك وان كان هو موضع ضحكها ..
يااه ..ياله من امر رائع ان تتنزه المراة مع زوجها ..تبدو الحياة مثالية . بلا هموم .
فقط لو يحبها ..
عندئذ تصبح مثالية حقا ..
اسرة صغيرة سعيدة ..اب وام وطفل صغير يشبه اباه .
يخرجوا معا ويتنزهوا وتتردد اصداء ضحكاتهم البريئة فى ارجاء المنزل ..
سعدت بتخيلها .
نظر الى ضحكتها الى تحولت الى ابتسامة وسأل باهتمام :” اعجبتك نزهة اليوم ؟”
اجابت بصدق : ” للغاية “.
قال مقترحا: ” حسنا ..ما رايك فى تكرارها كل اسبوع ؟!”
هتفت : ” حقا!”
لم تصدق عرضه ..ولكنه قال :” حقا ”
قفزت من روعة العرض فهمس :” مهلا ..تريثي ..هناك ضيف بالداخل ولن يحتمل كل تلك الحركة “.
اومات ..
نعم ..هو على حق ..
وجدت نفسها تقف على اطراف اصابعها لتقبله شكرا على هذا اليوم الجميل .
سال : ” هل هى قبلة شكر؟ ”
هزت راسها ايجابا ..فحملها صاعدا لاعلى بينما يقول بمكر :” حسنا لا تكفى ..اشكرينى بشكل اعمق “.
********
فى الصباح ؛كانت ما تزال مغمضة عيونها بينما تستنشق بقوة عطره الذى يحاوطها فى كل مكان .
لكم تحب عطره ..انفاسه ..
حسنا ..تحبه .
تحبه كثيرا ..
ويؤلمها هذا الحب اكثر ..لكم تود ان ترجوه قائلة :” احبنى …احبنى ارجوك”.
كانت تسمع صوت المياة الجارية بينما تتأمل سقف الغرفة بسعادة .
خرج من الحمام يتقطر جسده بالماء بينما يلتف حول وسطه منشفه تكشف عن صدره العريض ..
قال بابتسامة :” صباح السعادة ..هل انتى مستعدة للذهاب الى العمل . يمكنك البقاء بالمنزل اليوماذا اردتى “..
هزت رأسها نافية :” امهلنى فقط نصف ساعه .”
هز راسه بينما ذهب الى غرفة الملابس ..ازاحت الغطاء بسرعة لتستعد …
لن يذهب الى مكان دونها ..
زوجها وحبيبها …ستكون له كظله ..ترافقه اينما حل .
اهتمت بمظهرها ونزلت لتناول الافطار معه ..
كان يتحدث عبر الهاتف بينما يدهن قطعة من الخبز ببعض الزبد ..وضع طرف بيضة مسلوقة فى فمها بينما يبتسم ..
يعجبها اهتمامه ..
اقل شيء منه يعجبها كثيرا ..
*******
كانت منشغلة بدراسة احد الملفات امامها ولم تنتبه لدخول الزائر ..ولكن نقرة خفيفة على المكتب جعلتها ترفع رأسها ..ومالبثت ان ابتسمت ..
ثم تحركت لتحتضنه .
قال عابسا :” لم تسالى علينا ..اصبحتى قاسية القلب ..حتى انك لم تسالى على زوجتى وانا الذى توقعت ان تصبحا اصدقاء..حتى لم تسالى عن ابى “.
اعتذرت بصدق :” لك حق ان تغضب ولكنى منشغلة بالفعل “.
فأجاب مهنئا :” مبروك عليك المنصب ..”
ثم استطرد بجدية :” لم اتى لنتحدث عن العلاقات الاسرية ..انها زيارة عمل “.
سالت باهتمام : ” اخبرنى..ما الامر؟”
*******
تنحنحت بصوت عالى لتنبيه زوجها الذى رفع راسه عن شاشة الكمبيوتر المحمول ليسال سؤال صامت عما تريد .
قالت بتودد :” كان شقيقي هنا منذ قليل. ”
سال :” ثم؟”
ترددت فنبرة صوته غير مشجعة :” يريد “.
قاطعها :” طلبه مرفوض”.
غضبت :” كيف ترد شيئا لم تسمعه بعد!!”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المبادلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى