روايات

رواية المبادلة الفصل السابع عشر 17 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة الفصل السابع عشر 17 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة الجزء السابع عشر

رواية المبادلة البارت السابع عشر

المبادلة
المبادلة

رواية المبادلة الحلقة السابعة عشر

طرقت الباب لتسمع صوته الاجش ياذن بالدخول :” ادخل “.
تنحنحت بصوت عالى لتنبيه زوجها الذى رفع راسه عن شاشة الكمبيوتر المحمول ليسال سؤال صامت عما تريد .
قالت بتودد :” كان شقيقي هنا منذ قليل. ”
سال بتعجرف :” ثم؟”
ترددت فنبرة صوته غير مشجعة :” يريد “.
قاطعها :” طلبه مرفوض”.
غضبت :” كيف ترفض شيئا لم تسمعه بعد!!”
ابتسم ابتسامه مصطنعة وكريهه للغاية ..ثم اجاب باحتقار: ” لانى اعرف لما جاء و ماذا يريد ..حسنا لقد تأخر ..انتظرته طيلة الاسبوعان الماضيان “.
سالت بدهشة حقيقية : ” تعرف؟؟…و ..كيف تعرف ؟”
اجاب بغرور : ” انا سيف الدين عامر ..اعرف جيدا كل من حولى “.
نهرته قائلة : ” توقف عن الغرور ..ثم لا ارى سببا لرفضك ..انه يعرض عليك شراء بعض الاسهم فى المؤسسة لتغطية الازمة المالية التى تمر بها … ولن تخسر شيئا “.
ضحك باستهزاء : ” طالما اخيك يديرها ساخسر …لا وجود للمكسب فى قاموس اخيك..عمرو بك لا يعرف سوى الخسارة ..فاشك انه ذاق يوما حلاوة المكسب “.
تحركت نحوه بغضب : ” لا افهم سر هذا التحامل ضد اخى ..كل ذلك لانه احب وتزوج خطيبتك “.
عاد للضحك مرة اخرى بصوت اعلى :” احب؟؟..اخيك لا يعرف شيئا عن الحب .لقد كان ذلك انتقامه منى …ولكن للاسف حتى فى انتقامه ..خسر هو”.
رددت :” انتقام!!”
اجاب :
” لم اكن اود ان اشوه صورة الاخ المثالية ..ولكنه وضعك بينى وبينه..”
نظر اليها بتردد ثم حسم امره قائلا :” لقد قرأتى ملف مؤسسة ابيك ..و رأيتى كم الخسائر وكم القروض التى تم طلبها .. لقد عرض علي والدك من قبل شراء اسهم من المؤسسة ولانى احبه واحترمه كثيرا لم اتردد فى الشراء ..برغم عدم حاجتى ..وتكرر الوضع واصبحت اقرضه الاموال بدلا من البنك ..بل انى كنت اسدد القروض عن المؤسسة التى كانت تحقق الخسائر مرات ومرات .. وبالطبع لا داعى لاخبرك من سبب تلك الخسائر ..من المدلل الذى كان يسافر من بلد لاخر مبددا الاموال ..من الذى اشترى اليخوت والسيارات ..من الذى لم يهتم بما صنعه والده وتعب وكد من اجله لسنوات ..وكان لابد من النصيحة ..ولانى كنت بشكل مباشر ادفع فواتير دلال وفساد اخيك تدخلت ..ونصحت والدك باقالته من منصبه ..وتوظيفه للعمل كعامل بالمصنع ..حتى يدرك قيمة المال ..و يتوقف عن مصاحبة الفسدة والمدللين ..وبالطبع نصيحتى تلك كانت سبب كراهية اخيك لى ..وقرر الانتقام منى ..حتى اتوقف عن التدخل فيما لا يعنينى حسب قوله ” .
اجابت بصوت خافت : ” واخذ منك خطيبتك ..حسنا ..ذلك لا ينفى انه احبها “.
اجاب بثقة : ” وهل يمكن ان يحب ويقرر الزواج و الهرب فى اسبوع واحد فقط ؟؟نعم لقد رمى بشباكه حولها و دار حولها بكلمات الحب والغزل حتى كان له ما اراد .”
عادت الى نهره : ” توقف عن البكاء على الماضي “.
وضح قائلا :” العداء بيننا لم يكن على امراة ..لقد كان الامر اكبر من ذلك “.
سألت بحيرة ” كيف؟”
قال بثبات وصدق : “كنت قد دعوت رجال اعمال من كل بقاع الارض لحضور حفل زفافى ..كان الحفل يهدف الى توقيع اتفاقيات وعقود كثيرة ..دراسات انفقت عليها شهور من العمل و الاموال..بمعنى ان الدعوى للحفل فى الظاهر والناتج عمل ..و مليارات ..وبالطبع اذا هربت العروس وتم الغاء الحفل لن يكن الامر فقط مجرد زفاف تم الغاؤه وانما عقود و عمل تلتغى …خسائر ضخمة …وهذا ما كان يهدف اليه شقيقه ..اذ كيف سأحصل على زوجه مناسبة فى خمس ايام !!”
حسنا لقد وضحت الامور ..
ولماذا تم اختيارها هى ..
قالت بحسرة ” وكنت انا من دفع ثمن الصراع بينكما ..انت حصلت على زوجه وعمل ..وهو لم يحصل على انتقامه ..وانا …انا من يعانى “.
سأل : ” وهل الزواج منى معاناة ؟”
صمتت ..
تغير لون وجهه من الغضب .
ثم اشار اليها قائلا بصوت محايد :” عودى الى مكتبك ..او ربما من الافضل ان تعودى الى المنزل..ساطلب لك السائق .”
تحركت بتثاقل ..
وعادت الى مكتبها وسرعان ما جاء السائق .
عادت الى المنزل تراجع ما قاله ..
كان صادقا..
تعرف ذلك..
دوما كان صادقا ..صدق يقطر مرارة .
كانت بيدقا فى لعبة الشطرنج بين شقيقها وزوجها ..
كانت مجرد عسكرى يحركه الاخرون من اجل مصالحهم .
ثم من ذلك الذى يتحدث عنه؟اهو عمرو ؟
كيف يكون اخيها بذلك الشر والاستهتار ؟؟
نعم هو مدلل ..
الكل يعلم ذلك ولكن ذلك تخطى حدود الدلال ..
هى ايضا دللته ..
دللته كما لو كان الصغير ..
دللته كطفل ..
طفل على مشارف الثلاثون من العمر !!
هل ذلك سبب الخلاف الدائم بينه وبين والدها ؟
هل ذلك سبب قبول والدها بزواجها ؟
هل الوضع فى المؤسسة بذلك السوء ؟؟
وابى كيف تركه يدمر كل شيء؟
كيف يمكنها ان تساعد والدها ؟؟
لماذا لجا عمرو الى سيف برغم العداء بينهما ؟؟
يبدو الامر فى غاية السوء .
يبدو سيف مصمما على موقفه .
********
كانت شاردة مرتديه منامة واسعه انحصرت عن ساقيها وظهر انتفاخ بطنها البسيط بشكل محبب..
وضع المفاتيح على المنضدة ثم تحرك نحوها..
مال على مقعدها واضعا يديه على كتفها مستندا بذقنه على رأسها ثم سأل :” فيما انتى شاردة ؟”
ردت بعفوية : ” فى ابى “.
تنهد ثم قال :
” حسنا ..ساشترى الاسهم ..لاجل خاطرك انتى هذة المرة “.
ابتسمت ابنسامة عريضة سعيدة :” اشكرك ..شكرا يا سيف “.
قال بمرارة :
” لا اعتقد انك ستشكرينى فى الغد “.
سالت بخوف : ” لما ..ماذا تنوى يا سيف ؟”
ربت على كتفيها مطمئنا :
” كل خير ..اعدك “.
تحركت بينما تقول سأهاتف عمرو لاخبره .هز راسه موافقا وتركها ليصعد الى غرفته ليبدل ملابسه .
فرح عمرو بالخبر قائلا :” كنت متأكدا من قدرتك على الاقناع ..فانتى زوجته “.
هل اقنعته؟
هل حتى بذلت جهدا لاقنعه ؟
لا ..لم افعل ..
لم ارجوه ولم اتوسله ..
بل فقط صدمت بما فعلته انت يا عمرو ..
صدمت وانا اسمعه يتحدث عن اخى الذى اورد والده المهالك غير مراعيا سنه او انه ارهق نفسه لعقود ليبنى المؤسسة بينما يفسد ويدمر الابن كل شيء.
لقد سمعت مرارا ابى ينصحك ان تتوقف عن التبذير والاسراف ..
سمعته يرجوك الانتباة لعملك ..
سمعته يتوسلك بحق شيبته ..
كان سيف صادقا ..وليته كذب .
ليته كذب بكل شيء ..
اللعنة على صدقك يا سيف …
*********
كانت مقابلتها لاخيها فاترة بعد ليلة طويلة مسهدة قضتها تفكر ..
تفكر فى والدها ..
الى متى سيمول سيف فشل اخيها ؟
وفى النهاية ماذا ؟
هل سيسجن والدها كما هدد سيف من قبل ؟
هل سيعلن افلاسه ؟
سيموت عندئذ ..
سيكون قتله عمرو بدلاله ..
ولن تسامحه ابدا ..
لقد اخطأت بالتوسط لدى سيف .
كان على صواب فى ان اخيها فى حاجه الى عقاب..
لذلك كان استقبالها له رسمى ..بينما تذهب معه الى مكتب سيف ..
تركتهم هاربة ..
لم تكن تعرف هل ما يحدث هو الصواب ام لا ؟
وقعوا العقود ..
واشترى سيف عشرة اسهم اخرى ..ليصبح له 59سهما ..حيث كان مالكا ل 49 من قبل .
لم يكن يبدو سعيدا على عكس مااعتادته منه عندما يشترى او يوقع صفقة ..
كانت تراه دوما يشعر بالنشوة ..يبتسم بانتصار ..
واليوم رأته يضع بضعة ملايين فى يد اخيها المستهتر .. دون تلك النشوة او حتى ابتسامة..
هل كما قال لاجل خاطرها؟
هل يخفى امرا ما ؟؟
تهربت منه ..تشعر بالعار ..
العار من اخيها وفساده ..
الخزى لانها كانت اخر من يعلم ..
وفى اليوم التالى ..كانت الساعه العاشرة والنصف ..كانت فى مكتبها عندما هاتفها اخيها صارخا :” هل كنتى تعلمين ما كان ينتوى فعله ؟..علمت انه لم يكن ليفعلها ويوافق بتلك السهولة ؛دون ان يكون ناويا شرا ..سأقتله “.
خافت من تهديد اخيها الاخير :” اهدأ من فضلك ..واخبرنى ما الذى حدث ..ماذا فعل سيف ؟”
قال بغضب شديد وصوت يقطر شرا :” اخبرتك ..ساقتله “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المبادلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى