روايات

رواية الزيارة الفصل السابع 7 بقلم هنا عادل

رواية الزيارة الفصل السابع 7 بقلم هنا عادل

رواية الزيارة الجزء السابع

رواية الزيارة البارت السابع

الزيارة
الزيارة

رواية الزيارة الحلقة السابعة

السما فوقنا لكن المدفن ضلمة وكأنه هو القبر نفسه واحنا تحت التراب، الريحة مينفعش تتوصف من صعوبتها كنا بنطلع فى الروح بعد ما مليت صدرنا، عشر دقايق والارض بتلف بينا واحنا بنتحدف على الارض فى كل مكان وكأن زلزال مسك الارض ومش هيسيبها غير لما يقلب باطنها على وشها، الشيوخ اصواتهم فى القرأن بتعلى وتزيد وجوزي بيردد اللى حافظه وانا كل اللى كان فى دماغي الوقت ده هو ولادي، بعيط من وجع جسمي اللى اتمرمغ فى تراب المدفن، عيني على جوزي وخايفة من كل حاجة، الارض بتلف بينا من غير مبالغة فى الوصف، التُراب ملى صدري واكيد هما كمان، وفجأة مع كل اللى بيحصل ده حشرات بتطير حوالينا وبتزن كأنها بتصرخ، رعب خلاني اصرخ انا كمان، الشيوخ مستمرين على نفس الحال وصوت عالي مخيف ويقبض القلب، بس مش صوت واحد، دي اصوات، اصوات مخيفة بتزوم وكأنها بتدي جرس انذار للي هيحصل، وصوت تاني بيصرخ بألم وصرخة فيها حُزن، مش عارفة هل تحليلي للي سامعاه ده صح ولا غلط؟! لكن ده اللى حسيته، اطول عشر دقايق عيشتهم فى حياتي، خوف من كل حاجة وخوفي الاكبر على اني اسيب ولادي من غير ام ولا اب فى الدنيا، مش عارفة ليه كان تفكيري كله بيقولي اننا مش هنطلع من المكان ده، لحد ما فجأة الشيخ قال بصوت عالي:
– جايين مش للأذى، جايين للهُدنة، جايين للمعاهدة، جايين نحل الامور الصعبة ونكون وسيط للمطلوب.
كان بيتقال ده واحنا لسه بندور فى ساقية والاصوات والحشرات محاوطانا، كان واحد من الشيوخ لسه بيقرأ، والتاني كرر اللى اتقال ده، ومع كل مرة بيتقال الكلام ده كان كل حاجة بتهدا بالتدريج، الاصوات بتوطى شوية بشوية، الحشرات ابتديت تبعد عننا لدرجة انها اختفيت بالتدريج، الارض اللى بتتحرك تحتينا وكأنها بتحاول تاخدنا لجوفها ابتديت تستقر وتثبت، لكن احنا كنا فى حالة صعب ان حد يتخيلها او يستوعبها او يصدقها اصلا، دقايق تقيلة بطيئة فاتت كأنها سنة لحد ما كل حاجة هديت، الاصوات اختفيت، الحشرات مالهاش اثر، الارض ثابتة تماما، لكن الريحة زى ما هي كاتمة نفسنا لكن بدأنا نعتاد عليها فى الوقت اللى فات ده، قربت من خالد ومسكت فى ايديه وهو باصص ليا بخوف اول مرة اشوفه فى عنيه، اه قلقان ومتوتر من وقت اللى حصل، وحاله اتغير والخوف ظهر عليه ودى مش حاجة متعودة عليها منه، لكن فى الوقت ده خالد كان مرعووووووب مرعوب بصورة خوفتني عليه زي ما انا خايفة على ولادي، كشافات تليفوناتنا احنا الاربعة كانت هي السبب الوحيد اللى مخلينا شايفين بعض، قعدت انا وهو جنب بعض والشيوخ استقروا فى مكان واحد مع بعض وحطوا ايديهم على جزء معين فى الارض قصادهم بالظبط وابتدوا يقولوا كلام كتيرررررر جدا، مقدرتش احفظه لكن ركزت لما قال:
– اسمح لينا نتكلم ونتفاوض، هنوصل لميثاق يحل الازمة.
اتكلم الشيخ جمعة بعد اللى قاله الشيخ حسن:
– هنسمع منها ونسمع منك طلباتك، هنوصل للحل.
دقايق صمت وصوت بيتألم وطيف بيبدأ يظهر قدام عنينا، طيف شبه السحابة البيضا اتكون قدامنا مع اضاءة الكشافات الخفيفة شوفناه بوضوح، طيف لكن مش لراجل…دي واحدة بتفاصيل تدل على الكمال لكن فى ضعف الضوء مش هقدر اوصف، ومع ظهورها ووقوفها قصادنا نزلت من عنيها كرستالة وقالت بصوت كله ألم:
– مش هتوصلوا لعهود، مش هتوصلوا لحلول، الاذى من عندكم…الاذى من عند البشر، الحل هيبدأ منكم.
رد الشيخ حسن وقال:
– انتي مين؟ وازاي اتسجنتي؟ وايه مانع خروجك؟
ردت وقالت وكريستال حرفيا بيسقط من عنيها على الارض بيخليها تلمع مكانها:
– الغيرة..الغيرة سجنتني، وإبراهيم بدأ….وسعيد حط النهاية.
الشيخ جمعة:
– مين إبراهيم؟ مين سعيد.
فجأة الطيف الابيض ابتدا يتلون للون النار ويطلع من جميع جوانبها دخان اسود كثيف وصوتها بتتألم ودموعها الكريستال بتملى الارض وبدل ما كانت بتتسبب فى لمعة الارض بقيت شبه الجمرات اللى بتحرقها وبتسيب مكانها بقع سودة بتطلع دخان ريحته صعبة ونفاذة، ابتدا يقرأ الشيخ حسن، والشيخ جمعة ابتدا يتفاوض مع اللى احنا مش شايفينه، لحد ما اتحول الطيف لمااااارد، ماااارد مخييييييييييييييف، مارد فى هيئة انسان لكن ملامحه مرعبة، عيونه الواسعة الجاحظة اصعب من ان الواحد يتحمل يركز فيهم، حتى جبهته العريضة اللى جلدها منكمش وشكله بشع كان مزود قُبح شكله، شفايفه الغليظة المقلوبة واسنانة الصفرا اللى باينه من بين شفايفه….شكل انسان مينفعش يتقبل بأي طريقة من الطُرق، اه خلقة ربنا شريفة فى كل الاحوال….لكن ده قبيح بكل معنى الكلمة، حتى ودانه لازقة فى رقبته مش طبيعية زينا كده، منظر غريب بشعره الأكرت المجعد، برغم ان النور ضعيف الا انه قدر يخوفنا بشكله فعلا…على عكس طيفها، واتكلم بصوت ياخد الروح وقال:
– مش هتنقذوها، البشر امثالكم عاهدوني على انها تكون ملك ليا، تسلمني نفسها والا هتكون اسيرة لنهاية الدهر.
الشيخ جمعة:
– مين انت؟ مين عاهدك؟
رد الكيان وقال بثقة مرعبة وانا بسمعه وبرتجف بين ايد خالد اللى جسمه كان زي التلج:
– أنا الخواّن، اسمي الخواّن، من اقوي مردة التفريق والتعطيل، بنت جنسكم عاهدتني على تسليم ماسة طايعة مستسلمة فى حال تنفيذ امرها، وانا نفذت…وماسة رافضة عاصية، وهفضل ساجنها بين حصوني لحد ما تطيعني وترضخ لأوامري.
رد الشيخ حسن:
– مين من بنات جنسنا اللى عاهدتك؟ وكان ايه المطلوب منها ليك؟ ومين اللى استدعاك للعالم بتاعنا؟ وماسة كانت مع مين؟
رد الخواّن وقال:
– ماجدة، والمطلوب كان وقف احوال وتعطيل حياة وتفريق بين الاحبة فى حياة تيسير، اللى استدعاني إبراهيم، وماس كانت طيف تيسير.
اتكلم الشيخ جمعة:
– ومين ابراهيم؟ ووصلت لهنا ازاي؟ تيسير مش ميتة؟ مين جابكم المقبرة دي؟
رد خواّن:
– إبراهيم بوابة وصول مردة الخبث والخبائث لعالم الانس، وصلت بدفن السحر فى القبر ده، تيسير عايش زي الميت، واللى دفن السحر سعيد.
كنت بسمع انا وخالد ومقتنعين ان احنا بنتفرج على فيلم رعب، اتكلم الشيخ حسن وقال:
– وهتفارق ماسة ازاي؟ وازاي نوصل لتيسير؟
خواّن بغضب:
– مش هفارقها، ماسة مأمورة تطيعني، تتبع العقيدة اليهودية، تيسير ملازم منامته، تيسير عاجز ومش هتوصله غير لو اطاعتني ماسة.
الشيخ جمعة:
– ماسة مسلمة، مش هتكون مسلمة، حبسك ليها هيأذيك.
رد خواّن وهو بيضحك بأستهزاء هز جدران المدفن:
– معنديش قيود، معنديش موانع، مفيش حصون للمردة اليهود ممنوع يتجاوزوها، مستحيل يقدر مارد من المردة المسلمين واتباع ماسة وعقيدتها يأذوني، هما معندهمش اللى عندي، هما ميقدروش يتخطوا قيودهم وحصونهم ومعاهداتهم، المسلم مش خاين….اليهود خاينين وماسة اسيرتي لحد ما ترضخ لأوامري وتسلمني نفسها.
الشيخ حسن:
– هي رافضة، ورفضها حصن ليها.
خواّن:
– هتفضل سجينة، مش هتشوف عالم الانس ولا عالم الجن من تاني، هتيأس وتطيع فى النهاية.
الشيخ حسن:
– هنفُك قيدها، هنحررها.
رد خوان وقال بصوت عالي مش عارفة ازاي مش مسموع للناس اللى برة المدفن ده؟:
– جنسك اللى استدعاني، وجنسك اللى طلب اذايا، وجنسك اللى طلب شري وقدرتي على التدمير، انت مش هتقدر تعمل حاجة، انت ضعيف.
وفجأة تراب المدفن كله بقى شبه العاصفة حوالينا ودخان اسود عما عنينا واختفى صوت خواّن واللى مسموع بس صوت خوفنا وصريخنا وصوت القرأن اللى بيردده الشيخ حسن والشيخ جمعة لحد ما فجأة لقينا نفسنا مرميين برة المدفن واحنا شبه اللى طالع من جوة التُربة، شافنا علي واحنا بالحال ده قرب شوية مننا ونده على خالد:
– تعالى يا استاذ خالد، تعالوا ارتاحوا فى الاوضة، تعالوا اهدوا شوية.
كنا بنسحب رجلينا بصعوبة، حاسين الدنيا بتلف بينا وعنينا لسه السواد مغميها وكل حاجة حوالينا مجردش تشويش ومفيش وضوح، ماشيين بنحسس على الارض علشان محدش فينا يتقلب على وشه لحد ما وصلنا لعلي، وصلنا لأوضته وجاب جردل مياه وابتدا يصُب على ايدينا علشان نغسل وشنا، كان نفسنا مقطوع كأن بقالنا كتير بنجري، وفى الوقت ده كان علي فضوله غالب خوفه:
– ايه اللى جرى بس يا اخوانا؟ حصل ايه؟ المشايخ وصلوا لحاجة؟ عرفت مين اللى اتسبب فى الشر ده؟
رد خالد وقال:
– تعرف حد اسمه سعيد؟
علي بأستغراب:
– سعيد؟ سعيد مين؟
رد الشيخ حسن:
– حد شغال هنا معاكم؟
علي بذهول:
– سعيد؟! ماله طيب سعيد؟ ايه اللى حصل يخلي سيرة سعيد تيجي؟ هو ايه اللى يخلي سيرة حد معانا هنا تيجي فى حاجة لها علاقة باللي بيحصل فى المدفن الملعون ده؟
الشيخ حسن:
– يعني انت تعرف حد اسمه سعيد؟
علي بصدمة:
– اااه، اعرف سعيد.
خالد:
– ابوس ايدك وصلنا له بسرعة.
علي:
– مقدرش.
خالد بأندهاش:
– ليه يا علي؟ مش انت عايز تساعدنا؟
علي:
– اصل سعيد ده لو عرف اني دخلت حد المدفن هيقطع خبري….
خالد:
– يا عم متخافش، مش هنجيب سيرتك بأي….
قاطع خالد صوت علي المتوتر وهو بيقول:
– سعيد ده يبقى ابويا، هو عمل ايه؟ انا مش هقدر اقوله حاجة……………………………

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الزيارة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى