روايات

رواية الباغي الفصل الثالث 3 بقلم مريم اسماعيل

رواية الباغي الفصل الثالث 3 بقلم مريم اسماعيل

رواية الباغي الجزء الثالث

رواية الباغي البارت الثالث

رواية الباغي
رواية الباغي

رواية الباغي الحلقة الثالثة

في المخبز عندما انتهى العمل اغلق العمال المخبز وكان يؤكد عليهم الحضور باكر لتجهيز الخبز ، افترق جميع العمال بينما وقف عبد العزيز ينظر حوله بضياع يستشعره ومن الواضح أنه سيظل هكذا الي أن يعود إلي لإرضه .
وضع الحج يده علي كتفه بمؤزاره
” مالك يا عبد العزيز ، واقف ليه يلا علي بيتك .”
انكس عبد العزيز راسه بحزن ، اى منزل لدى لن يكون سوى منزل واحد ، وارض واحده هو منزلى وارضي نظر له بثقه في الله أنه لن يخذله مثلما عسر علي عمل سيعسر علي مأوى مؤقت
” اتوكل أنت يا حچ ، واني هبابه واكون في دارى .”
ابتسم علي لهجته التى تعيده للماضي فهو الآخر له اصول صعيديه لكن العيش في القاهرة والاندماج داخل شوارعها انساه لهجته . نظر له وعلم أن وراء هذا الشخص سر .. ورجوله فقرر أن يتغاطي عن سره هو اكثر ما يحتاجه رجولته والتى استشعرها وشاهدها بنفسه من حكاوى ابنته .
” معندكش بيت ولسه جاى مصر طازة ، تعالى معايا يا ابني .”
نظر له بشك
” علي فين يا حچ !
ابتسم علي قلقه
” تعالى عندى اوضه فوق السطح هى صحيح صغيرة ، بس المنظر حوليها يرد الروح .”
نظر له بأعين جاحظة
“مفهمش هتسكنى عندك يا حچ .”
حسه علي الحركه
” ايوة يلا يا ابني احسن رجلى مش متحمله الوقفه دى .”
احنى راسه بسعادة غامرة وتحركوا سويا لمنزله .
………
بينما عند عيسي
انتهى من يوم العمل الشاق وارتمي علي الأريكة المتهالكه واغمض عينه ، وتذكر عندما كان يعود بعد يوم متعب وشاق ويرتمى داخل احضان والدته تنفس بعمق فشعر بعبيقها داخل المكان شعر وكأنه سحب الي منزله القديم ،
تذكر حضن والدته المليئ بالدفا والأمان ، كانت الضمه منها تساوى الدنيا بأكملها ، اشتاق لها … طعامها .. أمانها ، تذكر صديقه الذي لم يعلم لليوم لماذا لم يبوح بالحقيقه ، هل سيظل هكذا سيكمل حياته وينتهى هنا في الغربه ، فرت دمعه لا يعلم هل هى دمعه علي ظلمه ، أو علي ما سيعانيه ، لكن هونت عليه كثير غفي علي أثرها وهو مبتسم وكان يري والدته ووالده واخيه في حلمه ويضم نفسه بقوة لكي يظلوا معه وقت أطول .
………………………………..
توالت الايام تحمل بين طياتها عذاب الحسنيه ، وتجبر سلطان وفخر جده به وبجبروته الذي وصل عنان السماء ونسيوا رب السماء ، بينما انخرط عيسي في عمله الجديد ، وانبهر شيئا فشيئا بالعالم الجديد ، بينما عبد العزيز كان يعمل بجد وليس له غير امنيه واحده وهى العودة لكى ترد به روحه التى تركها هناك .
كان واقفا شاردا مثل عادته ، صعدت عزيزة وقفت علي الباب السطح وتراه وهو شاردا وابتسمت وشردت هي الأخرى في كل شئ به ملامحه … طريقه حديثه …. نظرته التى تشعر بالخوف والامان في آن واحدا ، التفت رآها واقفه هكذا كانت المرة الثانيه التى يري بريق عينها تذكر عندما وصل للمنزل أول مرة واصر الحج أن يتناول العشاء معهم ، وجلسوا سويا ونظر لها بتعجب كيف لمراه تجلس جوارهم هكذا وكانت هذه أول مرة يري عينها ومن يومها تطارده مع عبيق والدته في احلامه ، والآن يراهم للمرة الثانيه شعر أنه سلب كل جوارحه لسانه قدمه بصره كلهم خانوه ولم يستمعوا صوت عقله الذي كان يصرخ أن يفر هاربا ، أنه يقع في فخ المصرواية .
” عايزين السطح علشان الغسيل !
قطب جبينه بعدم فهم اشارت نحو المكان
” السطح … الغسيل .”
اؤما لها وتحرك نحو غرفته بادرت بلهفه
” لا خليك مش هضايقك ، خليك اهو ونس ، اصل الدنيا ضلمه .”
ابتعد عنها وقف بعيد ، وبدأت هى بعملها كم يتمنى أن يكون بين يديها بدلا من قطع الملابس الناصعة البياض .
لم يستمع حديثها قهقت علي شروده
” اللي واخد عقلك يا عبد العزيز .”
نهر نفسه علي مشاعره هو ليس بخائن كيف يخون الرجل الذي اكرمه ووقف جواره ويستحل التمتع بإبنته ، زمجر بغضب حارق
” عچلى في راسي ، يلا اتمسي وهمي ، وبعد إكده متهوبيش إهنا في المسا إكده .”
رفعت حاجبها مستنكرة
” أنت ناسي أن بيت ابويا ولا إيه ، اطلع أنزل أنا
حرة وعلي كيفي .”
ابتلع اهانتها هذه فقط ارضاءا لوالدها
” لولا بوكي الله الوكيل كت علمتك كيف تتحدتى ويايا ، همي يا بت الناس همي .”
ضربت بقدميها ارضا بغضب مثل الاطفال وتركته وهى تبرطم
” مرة يقول حرمه ، ومرة بت الناس ماشي يا عبد العزيز هنشوف يا أنا يا أنت .”
ترجلت بغضب ودلفت منزلها رآها والدها ونظر لها بإستنكار
” كنت فين يا عزيزة ؟!
ابتلعت ريقها بقلق
” كنت بنشر الغسيل ، اصل بكرة عندى سوق وطبيخ قولت اخلص الغسيل دلوقت .”
اقترب منها بغضب
” متتكررش تاني يا عزيزة ، السطح مبقاش فاضي فيه راجل عازب ، سمعتي .”
حاولت التبرير نظر لها بأمر صارم
” فهمتى .”
اؤمت له ودلفت غرفتها اغمض عينه بيأس ماذا يفعل منذ وفاه والدتها هى تحملت اعباء كثيره ولكن ليس بيده حيله ، يتمنى أن يأتي رجل يعرف قيمتها ويقدرها ووقتها سيؤمنها له بكل اطمأنينه .
………………………
في الصعيد
كان الاطفال يصرخون من الجوع ، بينما النساء يبكون وبدأت العائلة تنفك يوم عن يوم وبدأ بإلقاء اللوم علي والد عيسي وعبد العزيز ، وكانوا يترجون سلطان أن يرحمهم هم ليس لهم ذنب
وصل جلال عند منزل سلطان عاشور رآه سلطان وترجل له بسماجه
” إيه عچل رد راسك إياك وهتچول عيسي هربت علي فين ؟
نظر له جلال بغضب حارق
” أنت خابر زين يا سلطان أن ولدى مچتلش ، وخابر زين برضك أن مخبرش مطرح عيالى فين ؟
التف حوله بملل وغرور
” امال چاى ليه ؟ عشان اوعي لطلتك دى !
نظر له بقهر وكسره
” لاه چاى عشان اچولك اللي بتعمله دا لو عملته چده الف مرة ، ملوش لازمه يا سلطان ، في يدك أنك تخلص البلد من بحر الدم ، وتخلص حالك من ذنب كل وليه ، وذنب كل عيل صغير ، فوچ چبل ما تلچي حالك ميت وأنت بتتنفس ، فوچ چبل ما دعوة كل وليه تصيبك ، چبل ما كل صرخة عيل تزورك كل ليلة في منامك .”
اقترب منه سلطان بشر وتناسي الصداقه … تناسي أنه كان يتقاسم معه الطعام والسعادة والحزن
” ايوة أنى اللي چتلت عمي ، ولبست ولدك الحكاية ، بس ولدك كان غشيم فضح نفسه .”
ابتعد عنه ورفع يده للأعلي
” أنى مخبرش طالع غشيم لمين ! مشي يا عم چلال لو رايد صوح كل اللي چولته عليه ميحصلش ، دلنى علي طريچ ولدك .”
صدم جلال ليس بجبروته بل بإعترافه ، نعم لم يخطر هذا بباله أنه كان يرتب لكل شئ منذ البداية لولا أن ولدى صاح وجاب البلدة ، لم كان احد يعرف الحقيقة ، وشاعت دمائة في البلدة بأكملها ، نظر له بحسم
” ولدى هيعاود بس وچتها أنت ونسلك هتچروا منه زى الفار لم يتخبي من الچطه .”
وتركه وغادر المكان كما جاء بس غادر وهو يعلم أن ولده ليس له ذنب كان يخشي أن يكون وقع ابنه في الذنب لكن تأكد أنه ضحيه لصداقه واهيه .
دلف سلطان راي جده يجلس بصمت اقترب منه بهدوء
” چدى خير ؟
نظر له بحسرة
” خابر أن مبچاش ليا غيرك ، مفضلش غيرك يا ولدى .”
ابتسم بنصر هذا ما يريده فقط أن يصبح هو الباقي ، والاعتماد فقط عليه ونسي أن الله هو الباقي ليس اى شخص اخر .
جلس جواره
” ودا مشيلك الهم إكده ؟ لدرجه دى بتكرهني يا چدى
هب عاشور بغضب ومسكه من تلابيبه
” غبي ، همي بسبب أنك لحالك ، لازمنا تعمل عزوة وعزوة كبيرة چوى ، عمرك وعيت ديب لحاله ، عشان تكون ديب لازمن سلسال ، سلسالك فهمت يا سلطان .”
اؤما له سلطان
” فهمت يا چدى متخافش هچيب العزوة ، وتار عمى هيتمد لآخر نسل في سلسالى .”
ابتسم عاشور
” هچوزك تنين يا ولاه ، بس معيز غير رچاله فاهم يا ولدى .”
اؤما له بفخر
” متخافش يا چدى هكمل سلسال عاشور ، هنكون ديابه ، لحد ما نلاچوا صيديتنا ، عيسي چلال الحسينى
زمجر عاشور ونظر له بغضب
” لاه مش عيسي بس لاه ، وعبد العزيز وولادهم ، نسل چلال الحسينى هينشف فهمت ووعيت حديتى .”
في المساء كانوا الثلاثه واقفون في مكانهم
سلطان كان يستحلف أن سيكون انتقامه ، لم يراها أو سمعه احد مطلقا
عيسي كان يتمنى أن يبوح صديقه بالحادثة كامله وأنه سيعود قريبا
عبد العزيز ناظرا للسماء واغمض عينه برجاء
” مريديش حاچة غير اموت في ارضي ، چاتل مچتول المهم مومتش متغرب .”
…………………………..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الباغي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى