رواية الإخوة الثلاثة الفصل السابع 7 بقلم مجهول

رواية الإخوة الثلاثة الجزء السابع

رواية الإخوة الثلاثة البارت السابع

رواية الإخوة الثلاثة الحلقة السابعة

حتى جلب له الزنجيان أجمل الثياب وأفخرها، حتى إنه لم يستطع أن يحسم أية قطعة هي الأجمل. وحين صرف الزنجيين،
اللذين اختفيا في الحجر، راح يرتدي الثياب.
وبينما كان يبدي
إعجابه بمدى لياقة ملابسه وقف سيده عند باب حجرته، وحين
رأى غريباً في مثل هذه الملابس الفاخرة، قال بتواضع: «عفواً،
يا سيدي، من أين أنت؟».
فأجاب الخادم من مكان ليس بعيد.
فقال صاحب الخان: «انتظر لحظة، سوف أنادي خادمي
ليتلقى أوامرك»؛ وخرج، وراح ينادي خادمه بصوت مرتفع.
في هذه الأثناء، أسرع الخادم بخلع ملابسه الفاخرة وأعادها
إلى الزنجيين. ثم عجّل بارتداء ملابسه القديمة، وهرع خارج
الغرفة. وحين وجد غرفة المؤونة مفتوحة، راح يرتب الأشياء.
ووجده سيده منهمكاً على هذا النحو، وأمره أن يترك ما في
يده، ويذهب ليعد القهوة لنزيل مميز وصل للتو.
غير أنهما لم يجدا النزيل الغريب في أي مكان. فتش صاحب
الخان وخادمه غرف الخان جميعاً، ولم يجدا أثراً للنزيل. فظن
السيد الذي دُهش كثيراً، أن بعض اللصوص يحتالون عليه، وأمر
الخادم أن يدقق مستقبلاً في من يدخل الخان ويخرج منه، أما
الخادم فأصغى إلى سيده بهدوء؛ لكنه وقد سبق له أن تذكر أخاه،
مملكته عندئذ رغبةً لا تقاوم في البحث عنه، فقال لصاحب الخان
أنه قرر أن يذهب، ورغب إليه أن ينقده أجره.
حزن صاحب الخان كثيراً لسماع ذلك، وعرض عليه أن
يزيد أجره، وحاول بشتى الوسائل أن يبقيه، لكن ذلك كان
من غير طائل. وحين رأى السيد أن الخادم قد وطّد العزم على
الذهاب دفع له أجره، وسمح له بأن يغادر الخان. فذهب الأخ
الأكبر وأخذ معه حيواناته الأربعة دبه وذئبه وكلبه وقطته.
وبعد سفر طويل جاء به حسن الطالع إلى المفترق حيث
افترق عن أخويه. فاندفع في الحال صوب شجرة الصنوبر ليرى
إن كانت السكاكين لا تزال مغروزة فيها، لكن سكينه وحدها
كانت في الشجرة. وكانت الأخريان قد سقطتا، فحزن أشد
الحزن، لقناعته أن أخويه قد ماتا أو أنهما في خطر كبير. وفي
تماماً الشعرة العجيبة والحجر العجيب اللذين
اضطرابه نسي
يمتلكهما، وقرر أن يمضي ويبحث عن أخويه، فمضى في الطريق
الذي سلكه أخوه الأصغر حين افتراقهم.
أثناء سفره تذكر الشعرة التي أعطاه إياها الحصان المجنح
حزنه
والحجر الذي وجده في الخان؛ لكن هذا لم يعزّه كثيراً، لأن
على أخويه كان ذلك الحزن البالغ. وبعد فترة وجد نفسه أمام
قصر منيف، سأله حراسه إن كان يتولى أمر ماعز الملك. فأجاب
أن نعم، إن كان بمقدور الملك أن يخبره بشيء عن أخويه اللذين
مرا من هنا مع رفقة مماثلة لرفقته. فقال الملك إن ما من رجل مع
مثل هذه الرفقة مرّ من هنا في عهده؛ وكان هذا صحيحاً تماماً،
لأنه لم يكن قد اعتلى العرش إلا أخيراً، حين توفّي الملك السابق،
الذي كان الأخوان قد عملا لديه. غير أن الأخ الأكبر قرر أن
يمكث هناك لبعض الوقت، مع أنه لم يتمكن من معرفة شيء عن
أخويه الأصغرين، فعمل لدى الملك راعياً للماعز.
وبينما كان يُخرج الماعز، يوماً بعد يوم، كان يبحث في كلّ
اتجاه عن أثر لأخويه، إذ حاول أن يصدق أنهما لم يموتا، على
الرغم من سقوط سكينيهما من شجرة الصنوبر.
وفي يوم، بينما يطوف مع ماعزه، التقى شيخاً متجهاً إلى
الغابة، وفأسه على كتفه كي يحتطب.
فسأله إن كان قد رأى أخويه فأجاب الشيخ: «من يعلم؟
لعلهما ضاعا على ذلك الجبل حيث فقد كثيرون حيواتهم.
اصعد بماعزك ذلك التل المرتفع؛ ومن قمته سوف ترى جبلاً
أعلى، يتصاعد منه الدخان ولا يكف عن التصاعد على
ذلك الجبل ضاع كثيرون؛ ولعلّ أخويك أيضاً قد هلكا هناك.
لكني أنصحك بألا تذهب بأي حال إلى المكان الذي يتصاعد