روايات

رواية أهداني حياة الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل الثامن والأربعون 48 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت الثامن والأربعون

رواية أهداني حياة الجزء الثامن والأربعون

رواية أهداني حياة
رواية أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة الثامنة والأربعون

– حمزة: عايزك يا شريف تروح المستشفى تاخد الرصاصة اللي طلعوها هتلاقيهامع دكتورة تيسير وتوديها للمعمل الجنائي وخليهم يطابقوا الرصاصة ديه مع الرصاص اللي موجود ف سلاح المجموعة اللي قبضنا عليهم ف المهمة وتبلغني بالنتيجة ؟
– شريف بتساؤل : حضرتك شاكك ف حاجة يا فندم ؟
– حمزة بتوضيح: ايوه شاكك أن الرصاصة تكون طلعت منهم متهيألي أنها جت من ناحيتنا عارف أنكم وقتها مركزتوش غير فيا وف أصابتي بس أنا كنت مركز اتجاه الطلقة صعب أوي يطلع من عندهم
– شريف بتوقع :قصد حضرتك أن في خاين ف وسطنا ؟؟
– حمزة بصبر وخبرة: متخليناش نسبق الأحداث اعمل اللي قولتلك عليه الأول وبعدين نفكر في الخطوة الجاية مش عايزين نحط تخمينات لحاجة لسة مش متأكدين منها
– شريف : تحت أمرك يا فندم ثم اردف متسائلا بدهشة: هو حضرتك خرجت من المستشفى ؟
– حمزة: أه خرجت امبارح ما انتو عارفني مبطقيش قعدة المستشفيات
– شريف بجدية: بس إصابةحضرتك كانت خطيرة كنت قعدت يومين تلاتة كده لحد ما الدنيا تستقر
– حمزة بود: متقلقش الحمد لله الدنيا مستقرة والأمن مستتب المهم كنت عايز اكلمك ف حاجة تانية بعيدة عن الشغل
– شريف : خير يا فندم أوامرك؟
– حمزة ضاحكا : يا ابني بقولك بعيد عن الشغل يعني كأصحاب تقولي يا فندم وأوامرك
– شريف : معلش اعذرني بحكم التعود بقا
– حمزة ناصحا: أنا عايز أكلمك بخصوص علاقتك ببيتك لما كنا في المستشفى فهمت من كلامك أن الدنيا مش تمام وحبيت انصحك كأخ أكبر واتمنى انتا كمان تكون بتعتبرني كده
– شريف بود: طبعا يا فندم والله ويمكن اكتر كمان ربنا يعلم غلاوتك عندي
– حمزة : بص يا شريف الجد مش حلو طول الوقت حلو انك تبقا جد ف شغلك لكن مش حلو ابدا انك تبقا جد طول الوقت ف بيتك مع مراتك وولادك كده يبقا ملل متخليش شغلك يأثر على بيتك الست محتاجة الراجل اللين الفرفوش الراجل اللي تحب قعدته مش اللي تتمنى يخرج عشان بيزهقها وطول الوقت مقضيها أوامر هي مش عسكري يا شريف هي جزء منك اضحك معاها عاملها بود ولطف فاجئها ف مرة بهدية حلوة بخروجة لوحدكوا قولها كلام حلو والأهم اعملها حاجات حلوة صدقني كل ده هيفرق ف علاقتكم جدااا انتو لسة ف بداية حياتكم ولسه بدري أووي أن طرف يزهق من التاني اكسر الروتين والجدية ف التعامل وصدقني هتشوف الفرق هي اللي هتستنى تقعد معاها وهتبقا حابة ده الدنيا مش بنعيشها غير مرةواحدة بس واحنا بالذات حياتنا طول الوقت على المحك يبقا نعيش كل لحظة كأنها الأخيرة مش مستاهلة نلونها كمان بالأسود في ألوااان كتيير غير الأسود يا شريف
ضحك شريف على جملة حمزة الأخيرة ف علق الأخير قائلا :
– لأ طالما ضحكتك يبقا في أمل فكر ف كلامي واحسبها كويس وأعمل الصح وفكهاااا
– شريف بمحبة: ماااشي خلااص أوعدك يا باشا هحاول والله كلامك على دماغي ويمكن من جوايا عارف أنه صح بس معرفش أنا بتصرف كده غصب عني مش ببقا قاصد والله
– حمزة متفهما: عارف أنه غصب عنك بس طول ما احنا عايشين بنتعلم وشخصياتنا بتتغير ونقدر نطوعها حسب ما احنا عايزين
– شريف : عندك حق يا باشااا وده اللي هحاول اعمله الفترة الجاية بإذن الله
– حمزة : هستنا تقولي النتيجة بنفسك وأنا واثق أنها هتفرحك جدا
– شريف : بإذن الله يا فندم
– حمزة : طيب هقفل معاك انا بقا عشان مش قادر اتكلم اكتر من كده ومتنساش اللي طلبته منك
– شريف : أوامرك يا فندم كله هيتنفذ حسب تعليمات سيادتك
– حمزة: بإذن الله يلا سلااام
– شريف : مع السلامة يا فندم
…………………
على الجانب الآخر كانت حلا تشعر بالاختناق ودمعها على وشك الهطول لاحظها زياد فحاول تشتيت انتباهها حينما تحدث إليها قائلا :
– خلاص يا بشمهندسة أنتي هتدخلي بعد الحالة اللي دخلت ديه يلا استعدي خدي نفس عمييق وصفي ذهنك خالص
– حلا بتأثر : أنا كدبت على حمزة تاااني هو مش هيسامحني لما يعرف
– زياد بثقة: لما يعرف أسبابك الحقيقية ودوافعك اللي خلتك تخبي عليه هيسامحك أكييد أصلا ميتهيأليش أنه ممكن يزعل منك لأنه بيحبك أووي ربنا يحفظكم لبعض
– حلا بلهفة : بجد يا زياد تفتكر أنه هيسامحني علطول ومش هيخاصمني
ما أجمل اسمه حينما تنطقه هي من بين شفتيها يخرج حميميا دافئا ف يبعث بالدفء في كل أركان قلبه فيهدهده كرضيع بين أحضان أمه وربما كلحن شجي يلعب على أوتار قلبه بلطف فيأسره من الدنيا كلها
وكأن العالم كله يختفي من حوله في اللحظة التي تنطق فيها باسمه مجرداً ..
اسمه الذي سمعه مرارا وتكراراً من سواها بات من بين شفتيها هي لحن مميز يحدث كل تلك الفوضى بداخله !!
وإن كان هذا كله يحدث من مجرد نطقها لاسمه فماذا سيحدث إذا أخبرته بكلمات العشق من بين شفتيها أنه هالك لا محالة لقد سقط صريع حبها
حبها الذي أخذه على غفلة منه فلم يعرف متى وأين وكيف غرق فيها هكذا !
– تنهد زياد ثم أجابها بابتسامة مطمئنة : متخاافيش أنا متأكد أنه مش هيخاصمك ولا حاجة المهم دلوقتي زي ما قولتلك مش عايزك تفكري ف أي حاجة تشد أعصابك الرنين مش محتاج غير شخص هادي ونفس منتظم عشان يخلص بسرعة
– حلا وهي تنظر إليه برجاء : أنتا مش هتسبني صح ؟
– زياد بارتباك : بصي أنا هقف استناكي هنا بس مش هتحرك والله لو احتاجتيني هتلاقيني عندك بس مش هينفع ادخل معاكي لازم تبقي لوحدك أنا هكون واقف مع الفني في الأوضة التانية متقلقيش
في تلك اللحظة وجد باب غرفة آشعة الرنين يفتح وتخرج منه الممرضة وقد توجهت ببصرها نحو زياد متسائلة :
– حضرتك جوزها ؟
– حرك زياد رأسه ببطيء ونطق بخفوت : لأ
– الممرضة بتساؤل آخر : أخوها طيب ؟
– حرك زياد رأسه للمرة الثانية برفض : لأ بردو
– الممرضة بتعجب : أمال حضرتك تقربلها أيه ؟
– زياد : أنا الدكتور بتاعها
– الممرضة وقد زاد اندهاشها ف رفعت حاجبها ورددت بعدم اقتناع : الدكتور بتاعها !! أول مرة أشوف دكتور بيروح مع المريض عشان يعمل آشعة
– تلك المرة ردت حلا بدلا منه لتخلصه من تلك الممرضة الحشرية كثيرة التدخل فيما لا يعنيها : قريبي وجاي معايا فيها حاجة ديه
قالت جملتها بلهجة حادة بعض الشيء مما أخرس تلك الواقفه أمامها وجعل قلب زياد يرقص فرحا على الرغم أنها لم تقل ما يستدعي تلك الفرحة وهذا الاضطراب في دقات قلبه التي تكاد تتواثب داخل صدره لكن يكفيه انها استخدمت كلمته التي قالها سلفاً ولم تروقها فهي الآن من أدعت قرابتهما !!
عاد من شروده اللحظي على صوت الممرضة وهي تقول بلهجة جادة
– لأ مفيهاش حاجة يا آنسة أنا بسأل بس عشان أشوف هيدخل مع الفني الأوضة التانية ولا هيستنى هنا على العموم اتفضلي حضرتك ادخلي الأوضة اللي هناك ديه غيري هدومك كلها والبسي ده وكل الاكسسوارات أو أي حاجة معدن اقلعيها لو سمحتي
– حلا بحرج وبصوت أشبه بالهمس : اغير هدومي كلها !
– الممرضة بجرأة : مش شرط الهدوم الداخليه إلا لو كان فيها معدن
كانت على وشك التحرك من أمامها لكنها عادت وتحدثت مرة آخرى دون خجل :
– متنسيش تتأكدي أن البرا (حمالة الصدر ) مفيهاش حاجة معدن أو الأفضل تقلعيها
شعرت حلا بحرارة مفاجئة تكسو وجنتيها وكادت تبكي من فرط الخجل كيف تحدثها تلك المرأة بهذه الوقاحة أمام زياد الذي يبدو أنه الآخر قد انتقل إليه خجلها لكن هذا لم يمنعه من الاقتراب من تلك الممرضة وهمس لها بشيء اعتقد أن حلا لم تسمعه لكنها بالرغم من خفوته التقطته حينما قال :
– متهيألي ميصحش تتكلمي معاها بالشكل ده قدامي كان ممكن خدتيها على جنب وقولتلها كده خصوصا أننا قولنالك إني لا جوزها ولا أخوها ف كان المفروض تراعي حياءها وحتى حياء حضرتك من الكلام بالشكل الفج ده وأنا سامعه
– الممرضة بنفاذ صبر : بقولك ايه يا أستاذ ولا يا دكتور احنا مش هنقعد ناخد واحد واحد ونكلمه على جنب لو مكسوفة أوي كده مكنتش جت معااك وكانت جت مع حد متتكسفش منه
نظر زياد حوله وجد أن حلا قد تحركت للداخل لتغيير ملابسها فحمد الله أنها لم تستمع لحديث تلك الوقحة أمامه لم يريد مجارتها ف الحديث اكتفى بالحوقلة وتحرك مبتعداا دون أن يجيبها ببنت شفة
ف هذا النوع من البشر إن جادلته ربما خسرت احترامك لنفسك وفي نهاية المطاف لن تقنعه بشيء سوى ما في رأسه فالأفضل أن تتركه وشأنه وتبتعد
دخلت الممرضة خلف حلا واغلقت الباب ف بقى زياد في الخارج بمفرده ف تحرك وأشار لوالديه أن يدخلا فقد كانا بانتظاره خارج المكان المخصص للآشعة سأله والده بهدوء :
– مدخلتش معاها ليه ؟
– زياد : مينفعش هي لازم تكون لوحدها أنا هدخل مع الفني الأوضة التانية
– أماء والده رأسه بتفهم فتحدثت والدته بشفقة على تلك الفتاة التي أحبتها منذ أن رأتها : طب ينفع أنا أدخل معااها اساعدها تغير هدومها
– زياد بتردد: مش عاارف خليكي موجودة لو احتاجتك ابقي ادخليلها خصوصا أنها فاهمة انكم هنا عشان تعملوا فحوصات ليكي ف هتظهري أزاي دلوقتي وبعدين متهيألي تغيير الهدوم مش حاجة يعني وهي مش تعبانة
بعد عدة دقائق وأثناء حديثهم التقطت أذن زياد صوت بكاء عال أجفله ف هم بطرق الباب
والدخول للغرفة التي بها حلا لكن في نفس اللحظة وجد الباب يفتح وتخرج منه الممرضة مرة آخرى فسألها بلهفة :
– في أيه ؟
– الممرضة ببرود: معرفش الآنسة مجرد ما نامت على السرير وهي فضلت تعيط جاامد ومش عارفين نهديها ياريت حضرتك تتدخل وتحاول تهديها لانها تقريبا مش سامعانا و…
لم ينتظر زياد المزيد من الكلمات ف دلف سريعا ليرى ماذا حدث فقد خمن أمر ما وعليه التأكد منه
وبالفعل ما إن خطت قدمه للداخل واقترب من حلا حتى تأكد من صحة تخمينه يبدو أنها قد دخلت في نوبة ذعر panic attack بسبب فوبيا ربما من الأماكن المغلقة اقترب منها اكثر وظل يردد اسمها حتى تسمعه وتستعيد تنفسها بالشكل الطبيعي لكن يبدو انها لا تسمعه بالشكل الكافي ل تهدأ
طلب من الممرضة مساعدته في تحريكها نحو الغرفة الآخرى الآخر حتى يتسنى له تنبيهها وقد عرض عليه طبيب الآشعة المساعدة لكنه رفض بلطف
كان يعلم انها تحتاج للاحتضان من الخلف وصوت يهمس في أذنيها لتتنفس بهدوء لكنه لم يستطع أن يكن هو هذا الشخص على الرغم من كونه الطبيب ومع ذلك يخشى مشاعره الخائنة لا يمكنه ملامستها وهو يكن لها ذرة من مشاعر خاصة تجاهها بحث حوله عمن يقوم بهذا الدور وتذكر والدته التي تقف بالخارج ف استأذن الطبيب لدخولهما وما إن أذن له حتى هرول ناحية الباب وقبل أن يتحدث أحدهما سبقهما هو قائلا :
– ماما حلا محتاجاكي دلوقتي حضرتك هتحضنيها جاامد من ضهرها وتحاولي تهديها وأنا هساعدك عشان تقدر تتنفس كويس
– والدته بتردد : بس أنا أخاف معرفش اعمل اللي أنتا بتقوله أنتا متعرفش تساعدها
– زياد بعجز : لوحدي مش هقدر مش هينفع أنا بالذات أحضنها متخافيش أنا معاكي وهقولك تعملي ايه
– نظر له والده بفخر ثم تسائل :ممكن ادخل معاكم
– اماء زياد راسه موافقا ودخل ثلاثتهم وما أن رأتهم الممرضة حتى اعترضت طريقهم لكن الطبيب سمح لهم بالدخول
توجهت والدته نحو حلا مباشرة وجلست خلفها تماما كما طلب منها زياد وبدأت في احتضانها والتربيت برفق على ظهرها
في نفس التوقيت كان زياد يهمس بالقرب من أذنها قائلا :
– حلا أنااا معاااكي أنتي كويسة تقدري تتنفسي حلاااا اتنفسي براحة سامعاااني حلااا اتنفسي مفيييش حاجة تخوف اهدي احنا معااكي أنتي مش لوحدك حلااا اتنفسي على مهلك
وبينما هو يتحدث كان يأخذ شهيق زفير أمامها حتى تفعل مثله وتهدأ حينما تشعر بالأكسجين يملأ رئتيها
وفي نفس اللحظة بدأ والده يردد بضع آيات من القرآن الكريم
شعر زياد أن حلا قد هدأت بعض الشيء وأنفاسها عادت ل تنتظم من جديد خاصة مع صوت ترتيل والده ف بدأ يقرأ معه هو الآخر ويعود ليذكرها بأن تتنفس حتى انتظمت أنفاسها تماما وسكن جسدها
لحظات وبدأت تستعيد وعيها تدريجيا وهي تتفحص الوجوه من حولها حتى وجدت ضالتها في وجه زياد فسألته بلهفة :
– هو أيه اللي حصلي يا زياد ؟
– زياد وقد تنفس الصعداء أخيرا : الحمد لله أنتي حاسة بأيه ؟
– حلا : مش عارفة بس مكنتش قادرة اخد نفسي خاالص مجرد ما قعدت على سرير الرنين ده وافتكرت وقت ما ماما كانت تعبانة وأنا كنت معاها وهي بتعمل الرنين وقد ايه وقتها كانت تعبانة وهي بتحاول تكتم نفسها أكتر من مرة ووصفها للي حصل بعد ما خلصت فأنا اتوترت أوي ولقتني بعيط وحسيت إني مش قادرة اتنفس مبدأتش أهدى إلا لما باباك بدأ يقرا قرآن
صمتت للحظات ثم عادوت الحديث قائلة بتردد :
– هو باباك ممكن يفضل معايا وأنا بعمل الآشعة ويقرألي قرآن لحد ما أخلص
– زياد بابتسامة : هو ممكن يكون ف الأوضة التانية معانا ويقرالك عن طريق السماعات وبعدين يا بشمهندسة أنا عايزك متخافيش من حاجة مامتك أكيد كان ليها ظروف مختلفة متقارنيش نفسك بيها هي ممكن تكون كان عندها مشاكل في التنفس أو مش بتحب الاماكن المقفولة كده أهم حاجة أنك تكوني ريلاكس خاالص وصدقيني هتخلصي بسرعة الأمر مش مستاهل أي خوف والله
– حلا : ماااشي هحااول اهدي نفسي ومتوترش
في تلك اللحظة اقترب والديه منها ف تحدث زياد بمرح لوالده :
– خليك يا ابو حميد معاها شوية لحد ما تهدى البشمهندسة عايزاك مخصوص معرفش بتعمل أي عشان تخلي أي ست تتشدلك ومتقدرش تقاوم سحر عنيك يا شقي
– لكزته والدته وهي تجز على اسنانها قائلة : متتعدل يا زياد ايه أي ست تتشدلك ديه ثم توجهت ببصرها تجاه زوجها وحدثته بلهجة تحذيرية :مين بقا الستات اللي بتتشدلك ومش بتقاوم سحر عنيك دول يا بشمهندس
– والده بمرح: هي وصلت ل باشمهندس الله يخربيتك يا زياد ابتسم لزوجته وحدثها بحب قائلا هو قال ايه ؟ قال أي ست تتشدلي مش أنا اللي اتشدلها يا قمر وبعدين أنتي هتاخدي على كلام ابنك الضايع ده هو بيهزر بس عشان يضحك البشمهندسة ثم توجه ببصره ناحية ولده ولكزه على كتفه الاخر قائلا بغيظ : متاخد بالك من كلامك يا زفت هتودينا ف داهية ويلا بقا خد أمك واتكلوا على الله استنونا بره
– زياد متأوها : حرام عليكوا كتافي الاتنين ف ذمة الله هو أنا مش ابنكوا بتعاملوني كده ليه ثم نظر ل حلا قائلا بمزاح : يرضيكي اللي بيتعمل فيا ده يا بشمهندسة عشان تعرفي بس ليه مقولتلكيش بابا وماما عشان هما أصلا مش أهلي دول لاقوني على باب جاامع وقالوا يربوني ويكسبوا فيا ثواب
اشرق وجه حلا بابتسامتها الرائعة التي أهدتها لزياد الذي تسمر شاردا في تلك البسمة التي أضاءت جنبات روحه المتعطشة لها فابتسم ببلاهة وحينما رآه والده هكذا حتى لكزه بقوة أكبر قائلا بصوت خفيض :
– اقفل بوقك واطلع بره يا اهبل هتفضحنا
تنحنح زياد خجلا ثم استأذن من والده وحلا وأخذ والدته وخرجا سويا وما إن اختفا عن الأنظار واغلقا الباب خلفهما حتى تحدث والده قائلا لحلا بأبوة :
– متخافيش يا بنوتي كله هيبقا تمام أنتي مش لوحدك واحنا معاكي وجنبك متخافيش من حاجة
– حلا وهي تنظر ل والد زياد باشتياق لعاطفة الابوة التي حرمت منها منذ أعوام طويلة : عاارف حضرتك يا عمو فكرتني ب بابا أوي تحشرج صوتها تأثرا ثم أردفت كان دايما بيقرالي قرآن قبل ما أنام وعشان كده لما سمعتك بتقرأ حسيت صوتك شبهه كأنك هوه واتطمنت وهديت لأني حسيتك هوه كمان حضرتك تشبهه أوي شكلا يعني على ما اتذكر وزي ما شوفته في الصور أو يمكن أنا اللي حسيت كده عشان كنت محتاجاه دلوقتي أوي مش عارفة
– دمعت عينا أحمد على الفور من فرط تأثره من حديثها لكنه قال بمزاح : هو أنا أطول يكون عندي بنت قمر كده حاجة ناعمة وحنينة مش خنشور زي زياد كده
ما أن نطق جملته الاخيرة حتى انفجرت حلا ضاحكة فابتسم لها والد زياد قائلا بمحبة خالصة :
– تدوم عليكي ضحكتك الحلوة من هنا ورايح أنا عندي ولد وبنت ده طبعا لو تقبلي تكوني زي بنتي
– حلا : شكرا يا عمو بجد
– احمد: لأ حقيقي ديه أمنية عندي من زماااان يكون عندي بنت بس للاسف لما نجاه حملت بعد زياد بكام سنة وكانت حامل ف بنوتة فرحت جداااا لأني من وقت ما كانت حامل ف زياد كان نفسي يبقا بنت لكن جه ولد فحمدت ربنا واتمنيت البنت لكن ربنا استرد أمانته قبل حتى ما احضنها ووقتها نجاة تعبت جدا والدكتور منعها تحمل تاني ورضينا بنصيبنا من الخلفة ب زياد وحمدنا ربنا عليه لكن معرفش ليه أول ما شوفتك حسيت كأن ربنا رد الروح لبنتي تاني تخيلت أنها لو كانت كبرت كانت هتبقا شبهك ويمكن ف نفسك سنك واتمنى أنتي كمان تعتبريني مكان باباكي الله يرحمه وده مش هيسعدك لوحدك ده هيسعدني أكتر منك كمان .
– حلا بصدق: ليا الشرف أكون بنت حضرتك
– أحمد متسائلا: ودلوقتي بقا بنوتي حاسة أنك أحسن ممكن نرجع نعمل الرنين ولا تفضلي هنا شوية ؟؟
– حلا وقد اماءت رأسها بالايجاب : خلاص بقيت أحسن الحمد لله ممكن نبدأ ثم أكملت بتردد بس حضرتك هتفضل في الأوضة مع الفني وهتقرالي قرآن صح؟
– أحمد بابتسامته الابوية الرائعة : أكيد طبعا يا بنوتي متقلقيش أنا وزياد ونوجا هنفضل واقفين مع الفني لحد ما تخلصي وهقرالك لحد ما تهدي خااالص هااا فين الابتسامة الحلوة بقا
أهدته حلا أروع ابتسامتها ف تحدث أحمد بمزاح قائلا :
– اللهم صلي على النبي بعد الابتسامة الحلوة ديه أنا مش هقدر اتكلم ثم مصمص شفتيه بتهكم قائلا الكلام مع البنات بيفرق بردو حاجة كده اخر رقة تحسي كده بزقزقة عصافير فراشات مش صوت ضفادع ولا نعيق غربان
ضحكت حلا تلك المرة بصوت مسموع وقبل أن يعلق أحمد وجد باب الغرفة يفتح مرة واحدة ويدخل منه ابنه وزوجته معا ونيران الغيرة تشتعل على وجهيهما على حد سواء ف نظر لهما ببراءة متسائلا :
– خير يا حبايبي في حاجة ؟
– تحدث زياد بحرج من اندفاعه في دخول الغرفة دون استئذان : لأ مفيش حاجة يا بابا افتكرناك بتنده علينا فدخلنا صح يا ماما ؟؟
– نجاة مؤمنة على كلامه : ايوه يا حبيبي خير يا أحمد عايز مننا حاجة
– أحمد ضاحكا : مستغناش يا قلبي هو أنا اقدر استغنا عنكم بردو ثم أردف قائلا حلا بقت أحسن الحمد لله وهتدخل تعمل الآشعة واحنا التلاتة هنستناها مع الفني لحد ما تخلص بإذن الله .
– زياد متسائلا : يعني هديتي الحمد لله يا بشمهندسة
– حلا : أه الحمد لله والبركة ف والدك ربنا يحفظهولك
كانت نجاة ترمق زوجها بغيظ وكأنها تتوعده وما إن خرجت حلا من الحجرة بصحبة زياد حتى تحدثت الأولى لزوجها قائلة :
– أيه بقا اللي كان بيضحك يا بشمهندس وبعدين انتا داخل تهديها ولا تضحكها ؟؟
– أحمد بدفاع : يا ستي ما أنا بضحكها عشان أهديها وبعدين ديه زي بنتي يا نوجااا يعني مش معقولة هتغيري عليا من واحدة ابني بيحبها
– نجاة بعشق صادق: أنا بغير عليك من نفسي يا أحمد وبعدين الغيرة ديه حاجة بتحصل غصب عني مش قصداها مش عايزة أي ست تشوفك وتعجبها حتى لو كانت طفلة عندها خمس سنين
– أحمد بحب : بس أنا أصلا مش بشوف ف الدنيا أي ستات غيرك ست يعني نجاة نوجاااا وبس .
أما على الجانب الآخر دخلت حلا مرة آخرى حجرة الآشعة بعدما طمأنها زياد أنه سيظل بجوارها وحينما تحتاجه ستجده أمامها أهدته حلا نظرة امتنان ف بادلها بنظرة داعمة مطمئنة ف دخلت أكثر استرخاء من المرة السابقة ….
بعد حوالي ساعة تقريبا أو أقل بقليل خرجت حلا وقد تنفست الصعداء بعدما أنهت المهمة الشاقة بمساعدة زياد وعائلته ف تسائلت :
– هو نتيجة الرنين ده هتطلع أمتا ؟
– زياد : ممكن متشغليش دماغك بحاجة بقا وقت متطلع أنا هكلمك واطمنك يا ستي ركزي ف مذاكرتك أنتي امتحاناتك قربت وأنتي ف آخر سنة متضيعيش مجهود السنين اللي فاتت .
– حلا بابتسامة : حااضر بإذن الله يلا أنا هستأذن بقا عشان ألحق اروح و متأخرش
– وقبل أن يجيبها زياد تحدث والده بدلا منه قائلا: تستأذني فين .. أحنا هنوصلك لحد البيت معقول نسيب العسل ده يروح لوحده واحنا موجودين
– وجد زوجته وولده يرموقونه بغيظ فابتسم لهم ببراءة قائلا : يلا حبايبي عشان منتأخرش .
– هنا تعلقت زوجته بذراعه وهي تلكزه بخفة قائلة : يلا يا حبيبي يلااااا .
………………….
بعد مرور عدة أيام
كانت نسمة لديها مناوبة في المستشفى تنتهي عند منتصف الليل و قد اعتادت أن يأتي حمزة لايصالها لبيت والدته حتى لا تعود بمفردها في مثل هذا التوقيت لكن اليوم عرضت طبيبة زميلتها عليها أن تقوم بتوصيلها هي لأن بيتها قريب للغاية من بيت والدة حمزة
راق هذا الاقتراح ل نسمة كثيرا فهي تعلم أنه اليوم كان لديه عمل كثير وأنها عبأ أضافي عليه ويبدو أنه مجهد بشدة ف عزمت أمرها أن تعود مع زميلتها لعله يستريح اليوم من عناء توصيلها ثم العودة مرة آخرى لشقته فاتصلت به لحظات وأتاها صوته المترقب قائلا :
– أيه يا نسمة متأخرة عشر دقايق عن معادك خلصتي آجيلك أنا قاعد عند ماما بقالي اكتر من ساعة أهوه
– نسمة بصوت متردد : أحممم لأ ما هو أنتا مش هتجيلي النهارده
– حمزة بعدم فهم : مش هجيلك النهارده ليه صمت ل ثوان ثم تحدث قائلا بتخمين : متقوليش أنك هتاخدي شيفت زيادة وهتباتي حرام عليكي نفسك
– نسمة بتوضيح: لأ متخافش مش هاخد شفت زيادة ولا حاجة بس جاتلي توصيلة ثم أردفت بمزاح حتى تمتص غضبه المتوقع يلا هريحك مني النهارده لقيت كابتن غيرك
– حمزة محذرا : نسمة متهزريش في الحاجات ديه أنا جايلك اقفلي يلاا
– نسمة بقلق: حمزة أنا بتكلم جد خلاص لقيت توصيلة واتحركت أصلا من المستشفى
– حمزة بعصبية : نعم! اتحركتي أزااااي ؟ ومع مين ؟؟
– نسمة مطمئنة أياه : يا سيدي متخافش أنا مجنونة أه بس مش للدرجادي اكيد مش هركب مع حد معرفهوش
– حمزة بنفاذ صبر : نسمة اخلصي عشان أنا على آخري راكبة مع مين
– نسمة : راكبة عربية دكتورة زميلتي ساكنة قريب من بيت طنط وهتوصلني يا سيدي لحد البيت متقلقش
– حمزة بضيق : وقررتي كده منك لنفسك هو مش أنتي عارفة إني أنا اللي باجي اروحك يا نسمة يبقا ليه بقا ؟
– نسمة بمزاح : تلاقيك فرحان من جواك انك ارتحت من المشوار اللي بيهدك ده قول قول متتكسفش يا راااجل
– حمزة بغضب حاول عدم اظهاره : لينا كلام بعدين لما تروحي المهم دلوقتي خدوا بالكم من نفسكم واقفلوا شبابيك العربية واقفلوا اللوك بتاعها كويس ومتمشوش من طرق ضلمة أنتي عارفة الشوارع اللي حوالين المستشفى معظمها مضلمة وخليها متسوقش بسرعة
– نسمة : يا حمزة هي أول مرة تروح بيتها مهي شغالة في المستشفى بقالها اكتر من سنتين رايحه جاية على شوارعها ومحصلهاش حاجة ولا تكون قصدك إني نحس ويوم ما هروح معها هيطلعوا علينا الأشرار ويخطفونا ويغتصبونا
– حمزة وقد أثار حديثها التي تظنه مزاح مخاوفه أكثر مجرد تخيله لما تفوهت به تلك الحمقاء أشعل النيران بصدره فهاج وتحدث بغيظ :أخرسي يا نسمة أخرسي خاالص حسابنا لما ترجعي بالسلامة يلا اقفلي سلاام
أغلق الخط بوجهها ولم ينتظر حتى ردها عليه
وبينما كان الجميع في انتظارها كان حمزة يلح على ندى لتتصل بشقيقتها تقريبا كل خمس دقائق وهاهي المرة الخامسة التي يطلب فيها منها أن تتصل بها فتذمرت ندى قائلة :
– يوووه ده أنتا كنت روحت جبتها أسهل خلاص يا حمزة ما هية مع صاحبتها هيجرالها أيه بس وبعدين ما احنا لسة مكلمينها من خمس دقايق كده الدكتورة ديه مش هتوصلها تاني ده أحنا زهقناها اتصالات زي ما تكون هتخطفها
– حمزة بنفاذ صبر : خلصتي رغي أنتي كمان اتفضلي اتصلي بيها بقا
– ندى بضيق : أوووف بردووو حاااضر منك لله يا نسمة دايما قرفاني كده
اتصلت بشقيقتها التي تأففت هي الآخرى وهي تجيبها فأجابتها ندى بغيظ :
– أنتي كمان مش عاجبك وأنتي اللي متضايقة خلصيني وقوليلي بقيتي فين دلوقتي
– نسمة : خلاص يا ست ندى داخلة على البيت أهوه سلام بقا خليني ألحق اعتذر للدكتورة اللي صدعتوها بتليفوناتكم كأنها هتخطفني
– ندى : سلام يا أختي
في تلك اللحظات كان حمزة قد أتاه اتصال من أحد زملائه يحدثه بأمر هام لم يستغرق الاتصال أكثر من عشر دقائق وما إن أنهى المكالمة حتى سأل ندى قائلا :
– أختك فين يا ست ندى كلميها
– ندى بتذمر : كلمتها يا حمزة لما جاتلك المكالمة وقالتلي خلاص داخله على البيت
– حمزة بغيظ : أنا بقالي أكتر من 10 دقايق في المكالمة وهي كل ده داخله على البيت كلميها تاني يا ندى لو سمحتي شوفيها بقت فين
أعادت ندى الاتصال بشقيقتها لكن تلك المرة كان هاتفها خارج نطاق التغطية ف نظرت لحمزة قائلة :
– موبايلها غير متاح يا حمزة تلاقيها في الاسانسير وطالعة
لم يكن حمزة يشعر بالراحة إطلاقا صدره منقبض يشعر بأن ثمة أمر سيء على وشك الحدوث كان يدعو الله في سره ألا يصدق حدسه تلك المرة ظل يتحرك ذهابا وايابا وكلما مرت الثوان تلو الآخرى وتلك الحمقاء لم تأتي يتزايد قلقه اضعافااا
أما على الجانب الآخر ف يبدو أن حمزة على حق وقد صدق حدسه فما أن أغلقت نسمة المكالمة مع شقيقتها وترجلت من سيارة صديقتها وأصبحت داخل البناية طلبت المصعد لحظات وأضحى امامها فتحته ودلفت للداخل لكن قبل أن ينغلق بابه وجدت احد مندوبي توصيل الطلبات يمد يده ولحق بها لم ترفض أو تعترض حتى على أن يستقل معها المصعد رجل على الرغم من تحذير ندى لها اكثر من مرة ألا تستقل المصعد مع رجل سواء اكان قريب أو غريب عنها لكنها كانت دوما تقابل حديث شقيقتها بالسخرية وتتهمها بالمبالغة
استقل الشاب معها المصعد وأغلق بابه وبعد ثوان وجدته ينظر لها بطريقة غريبة وعيناه تتفحصها بجرأة وكأنه قد جردها من ثيابها بنظراته وفي لحظة واحدة وجدته يعبث بأزرار المصعد وإذا به يتوقف عن الحركة وقبل أن تنتبه لما يحدث وجدته قد أخرج من جيبه مدية حادة يهددها بها وهو يضع كفه فوق فيها حتى لا تصدر أي صوت ثم حدثها محذرا بصوت خفيض لكنه وصلها بوضوح وأصابها برعدة قوية هزت كل جسدها خوفا ً ..خوفا لم تشعر بمثله من قبل
– لو سمعت صوتك هقتلك متخااافيش يا حلوة أنا مش هاكلك هدوق بس الحلويااات ولو أن نفسيي آكلها أووووي وهي سخنة كده ومحتاجة تتاكل
كان يتحدث إليها وجسده يترنح للأمام والخلف عيناه حمراء زائغة هي على يقين بما لا يدع مجالا للشك أنه متعاطي أحد المواد المخدرة كانت يده الآخرى تتحسس جسدها بشهوة وهو يلتصق بها تشعر بأنفاسه اللاهثة تخترقها هاجمتها نوبة غثيان عنيفة على أثر اقترابه هذا ورائحته المقززة قد ملئت رئتيها ويده الغادرة التي تتلمس جسدها هنا وهناك وشفتيه التي تجول بعشوائية في كل أنحاء وجهها وجسدها كانت تحاول اضعافه أو ضربه بقدمها واستغلال ترنحه لإزاحته عنها لكنه حتى بحالته تلك يظل أقوى منها بكثير فلقد كان ضخم الجسد أشبه بالثيران كانت بجواره أشبه بنملة مرت جوار قدم فيل ف كيف للنملة هزيمة الفيل ؟؟ حركتها وتململها لم يحركه قيد أنملة فلم يتركها نزع عنها حجابها سريعا وكمم به فيها ويده الاخرى قد بدأت تتجرأ أكثر وأكثر على جسدها وهي تتلوي بين يديه كان يحاول تهدئتها وهو يبث في أذنها كلماته الفاجرة والتي ظنها ستجعلها ترضخ له لكنها كانت تثير تقززها أكثر كانت تهز رأسها برفض تود لو تصم أذنيها عما يتفوه به هذا الحقير تتمنى لو بإمكانها جذب تلك المدية وطعنها بصدره عقابا له على استباحة جسدها بهذا الشكل ف لمساته على جسدها كانت اشبه بنيران تحرقها ، مل من حركتها الكثيرة فقال لها بنفاذ صبر :
– اتهدي بقااا انتي هتعملي فيها خضرة الشريفة مهو لو كنتي محترمة كنتي سترتي نفسك أنتي نفسك ف كدااا بس بتتمنعي صحيح يتمنعن وهن الراغبااات أنتي مع أبوالسييد الجااامد اللي عارف كل ست مفتاحها ايه وبعدين ما قولنا مش هاكلك هدوق بس عارفة بيني وبينك مقاومتك ديه جننتني أكتر خلاااص مش قااادر………

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!