روايات

رواية أهداني حياة الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت التاسع والأربعون

رواية أهداني حياة الجزء التاسع والأربعون

رواية أهداني حياة
رواية أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة التاسعة والأربعون

– اتهدي بقااا انتي هتعملي فيها خضرة الشريفة مهو لو كنتي محترمة كنتي سترتي نفسك أنتي نفسك ف كدااا بس بتتمنعي صحيح يتمنعن وهن الراغبااات أنتي مع أبو السييد الجااامد اللي عارف كل ست مفتاحها ايه وبعدين ما قولنا مش هاكلك هدوق بس عارفة بيني وبينك مقاومتك ديه جننتني أكتر خلاااص مش قااادر
في تلك الأثناء كان صبر حمزة قد نفذ ولم يطق الانتظار لحظة آخرى فتح باب الشقة دون أن يلتفت لنداءات ندى وحلا المتكررة حاول استدعاء المصعد لكنه فوجيء أنه لا يستجيب ضرب بيده على باب المصعد وهو يهتف باسم نسمة وقد توقع أنه ربما توقف وهي به
انتبه فتى التوصيل لصوت الطرقات وهتاف حمزة باسم نسمة ومحاولات تملصها منه التي أضحت أكثر ضراوة ما إن استمعت لهذا الصوت ف حرك المصعد سريعا لأسفل ثم تركها بعدما ضربها برأسه حتى لا تقاومه فترنحت وسقطت مغشيا عليها ثم خرج هو من المصعد سريعا بعدما ترك بابه مواربا حتى يترك لنفسه المجال للهرب ..
أما حمزة ف حينما استمع لصوت هبوط المصعد وبعدما حاول استدعائه وجذبه لأعلى ولم يفلح لم يستطع الانتظار ل ثانية آخرى ف هبط الدرج في عجالة وندى في أعقابه وما إن وصلا للدور الأرضي وأصبح قبالة المصعد حتى وجد بابه مواربا اقترب منه ودقات قلبه تكاد تصم أذنيه هلعا وما إن فتحه حتى وجد ما جعله يتسمر بمكانه لا يقوى على الحركة يشعر بأن أطرافه قد شلت لا يستطيع الاتيان بأي ردة فعل أما ندى التي كانت خلفه صوت صراخها باسم شقيقتها الملقاة في أرضية المصعد فاقدة لوعيها بحالتها التي تخبر الجميع بما حدث لها هي من أعادت حمزة لوعيه ف اتجه نحوها وحملها سريعا ناحية شقة والدته
كانت ندى تشعر بالدوار يكتنفها وعادت ذكريات حادثة التحرش التي تعرضت لها تمر من أمامها كأنها تحدث في تلك اللحظة نفضت عنها أفكارها التي كادت تفصلها عن الواقع ف شقيقتها الآن في أمس الحاجة إلى دعمها فما مرت هي به يبدو أن شقيقتها نااالت منه أضعاافا ..صوت حلا وندى ايقظ كريمة فزعة وما أن رأت المشهد أمامها نسمة ملابسها مبعثرة وبعض أزرار بلوزتها مقطوعة وحجابها غير موجود وشعرها فوضوي والخدوش تتناثر هنا وهناك على رقبتها وجسدها المشهد يتحدث عن نفسه دون أن تسأل
تحركت سريعا واحضرت الاسدال الخاص بابنتها والبستها أياه وغطت شعرها كانت نسمة قد بدأت تستعيد وعيها وما أن فتحت عيناها حتى صرخت صرخة خلعت قلوب كل الواقفين أمامها وبدأت تتسائل بهياج :
– قولولي أن اللي حصل مكنش بجد ندى قوليلي إني كنت بحلم أنتو ساكتييين ليه حد يضربني على وشي ويصحيني من الكابوووس ده عااايز أفوووق
ظلت تضرب وجنتها بكفيها بقوة لم تستطع ندى ايقافها لقد كانت في حالة عصبية عنيفة فتدخل حمزة محاولا الامساك بها لعلها تهدأ ويفهم منها من فعل بها هكذا يبدو أنها تعرضت لأعتداء جسدي لكن ايضا الحمد لله أنه جاء في التوقيت المناسب وإلا الله وحده أعلم ربما تطور الأمر أكثر من ذلك ف على الرغم من هيأتها تلك لكن رغما عن ذلك يبدو أنه لم يتجرأ على أكثر من لمساات ف ملابسها كما هي لم ينزعها عنها..
ما إن استمعت نسمة لصوت حمزة وهو يحاول تهدئتها حتى ألقت نفسها بين ذراعيه بحثا عن الأمان تمسكت به وهي تبكي بكاءا عنيفا وتصرخ به وهي تضربه على صدره قائلة بصوت متقطع مزقه البكاء:
– هاااتلي حقي يا حمزة هاااتلي حقي منه ل لمسني يا حمزة ..لمسني وممقدرتش مقدرتش امنعه عا…عايزة اقطع جسمي اللي لمسه الحقير ده عايزة اخلص من ريحته مش قااادرة اتنفس مش قااادرة حاسه أن نفسه لسه .. لسه ف..ف ص..دري كان صوت شهقاتها يفصل حروفها لكنه سمع ما تقول بوضوح يكفيه أن يعلم أن أحدهم استباح جسدها حتى يثور ليأخذ حقها وتلك المرة لن يتراجع أبدااا لابد أن يزهق روحه ثمنا على ما اقترفته يداه
احمرت عيناه غضبا وتشنج جسده ابعدها عن صدره صارخا بغضب :
– تعرفيه ؟؟ مييين هووو ؟؟ وأنا هقتله قسمااا بالله هقتله
– نسمة وهي تشهق باااكية : معرفهوووش بس عارفة أزااي نوصله هووو ..هو ش..شغ..اال ف مطعم اسمه “…” أنا ل..لم..حت الاسم مك..مكتوب على الأور..الأوردر اللي كان معاااه
– حمزة وهو يحترق غضباا : شكل أمه ايه ؟؟ فيه أي علامة مميزة ؟
– نسمة ببكاء : ش..شكله ضخم وطويييل أوي واسمر
هم حمزة بأن يتركها لكنها تمسكت به صارخه وقد دفعها خوفها من ردة فعله ربما تهور وقتل هذا الحقير فناظرته برجاء قائلة :
– عشااان خاااطري متمسهوش عايزة حقي بالقااانون أرجووك يا حمزة خدني القسم عايزة اقدم بلاااغ
– حمزة برفض وهو يبعدها عنه بالقوة : مش قبل ما أجيبه واطلع روحه ف ايدي ولو فضل عااايش بقا نبقا نقدم بلااغ
قال جملته وتحرك كالعاصفة الهوجاء لكن في لحظة وجد من تقف أمامه متصديه لاندفاعه كانت تلك المرة ندى التي امسكت بذراعيه توقفه قائلة برجاء :
– بالله عليك يا حمزة خلينا نروح القسم ونعمل بلاااغ متوديش نفسك ف داااهية عشان حقيير زي ده المرة اللي فااتت ربنا ستر والحيوان اللي قربلي مماتش بسبب دكتور زياد وأنه اتدخل في الوقت المناسب
توسعت عيني حمزة فزعا وهو ينظر لندى ف هل يا ترى قد عادت لها ذاكرتها وربما انتكست سألها بعينيه وقبل أن يتحدث أماءت هي برأسها قائلة :
– أنا فااكرة كل حاجة حصلتلي يا حمزة أنا منستش أصلااا بس عملت كده عشااانك أنا عارفه إني غلطت عشان خبيت عليك وخليتك سحبت البلاغ بس كنت خايفة عليك وعلى سمعتك بس كنت غلطااانة الأهم دلوقتي يا حمزة هي نسمة احنا ملناااش غيرك عشااان خاااطرنا يلا بينا على القسم خلينا ناخد حقنا بالقانون وحياة ليلو عندك
أنا مقدرش أتخيل إني ابعد عنك بعد ما لقيتك اهدى بالله عليك حقها هيرجع بس بطريقة صح من غير متوسخ ايدك وتضيع نفسك عشان كلب زي ده
كلماتها لم تهدأ النيران المشتعلة بصدره وهم أن يتحرك ثانية لكنه وجد نسمة تلك المرة هي من تقف أمامه لتصده وتمنعه من التهور حينما قالت باكية :
– عشان خاطري يا حمزة متلمسهوش مش عايزة حد يقول أننا استغلينا اسمك عشان نبهدله وممكن ينكر اللي عمله عشان خاطري خلينا نروح القسم علطول وهما يجيبوه
صرخ حمزة بقهرة رجل تعرضت إحدى نساؤها لمثل هذا الانتهاك :
– أنتو شايفني ايييه بالظبط ؟؟ هاااا شايفيني يه فهموني ؟؟خايفين علياااا !! هو أنتو اللي المفروض تحموني ولا أنا اللي أحميكوا محدش فيكم عااارف أنا حااسس بأيه !! قالها وقد ضرب على صدره بقبضته صارخا: نااار بتحرقني وأنا عاجز أحمي أهل بيتي مرة ندى ودلوقتي أنتي
اتسعت عيني كريمة ذعرا وناظرت ندى المنشغلة بعينااها مع شقيقتها وحمزة الذي خرج مسرعا ليستقل المصعد حتى يلحق بهذا الحقير ليشفي غليله وينتقم منه على ما اقترفته يداه
لم تيأس نسمة ولم تتركه فهي على يقين أن حمزة لو أمسك بهذا الحقير فلن يتركه إلا أشلاء ممزقة
لذا على الرغم من الألم النفسي والجسدي التي كانت تشعر بهم في تلك اللحظة تحاملت على نفسها ولحقت به على الدرج وتقابلا عند نهايته فأشفق عليها وهي تلهث أمامه وتتصبب عرقا فناظرها بضيق قائلا :
– أيه اللي نزلك ورايا اطلعي فووق
– مش هسيبك تأذي نفسك خليني أخد حقي بالقانون عشان خاطر ندى وماما وحلا أرجوووك
اضطر حمزة أن يرضخ لرغبتها فطلب منها أن تصعد لتبدل ملابسها لكنها رفضت أن تتركه ولم تتحرك إلا وهو معها وما إن هم بالدخول إلى المصعد حتى رفضت نسمة رفضا قاطعا شعر وكأن أحدهم طعنه في قلبه وهو يراها تناظره بتلك النظرة المنكسرة التي لم يلمحها بها من قبل فاشتعلت بداخله الرغبة في قتل هذا الحقير وتمزيقه أربا حتى يثأر لها لكنه مقيد بالخوف على من يحبهم ويحبوه مقيد بمسئوليته تجاههم وبصوت العقل الذي يخبره أن الحق أحق أن يتبع
لم يتركها بمفردها صعد معها على الدرج والصمت يشملهما وحينما وصل داخل شقتهم وجدهن يقفن على الباب بانتظاره نظر لوالدته بإرهاق قائلا :
– بعد أذنك يا ماما ألبسي عشان تيجي معانا نروح القسم نقدم بلاغ
– كريمة بتساؤل: دلوقتي؟؟
– حمزة: ايوه عشان نلحق نجيب الحيوااان ده قبل ما يختفي ولا يسيب الشغل وممكن ساعتها يداروا عليه ولا يقولوا منعرفهوش يلا بسرعة
– ندى برجاء: حمزة أنا مش هسيب أختي هآجي معاكم
– حمزة بلهجة قاطعة : ماما بس اللي هتيجي معايا يا ندى ومش عايز كلام ف الموضوع ده أكتر من كده طول ما أنتي قدامي هفضل مشتت بينكم بين خوفي عليكي وعليها ولو سمحتم بقا أنا بضغط على نفسي عشان أعمل اللي أنتو عايزينه ف متضغطوش عليا أكتر من كده
– ندى باعتراض: بس يا حمزة ..
– قاطعها حمزة : من غير بس يا ندى لو سمحتي وياريت تساعدوا نسمة عشان تاخد حمام و تغير هدومها عشان منتأخرش
رضخت ندى لرغبة أخيها وعرضت على شقيقتها مساعدتها في أخذ حمامها لكن الأخيرة رفضت وأخبرتها انها بخير فانتظرت ندى بالخارج
وما أن انهت نسمة حمامها حتى أخذتها شقيقتها للحجرة لتساعدها هي وحلا في تبديل ثيابها بينما ظلت كريمة بجوار ولدها محاولة تهدئة بركان غضبه الثائر فقد كان يتحرك كالليث الحبيس في قفصه نيران الغضب تحرق احشاؤه يود لو يحرق هذا الحقير حيا على فعلته الشنعاء .
وأخيرا انتهت نسمة من تبديل ثيابها بآخرى ولحقت بها كريمة في عجالة ثم تحرك ثلاثتهم للخارج متجهين حيث قسم الشرطة
لحظات وكانوا في سيارة حمزة يقتادها إلى هناك جلست والدته إلى جواره بينما نسمة في المقعد الخلفي
كان حمزة يتابعها بنظراته في مرآة السيارة كانت دموعها تنساب على خديها دون أن تشعر دموع صامتة لكنها كانت تسقط على قلبه تكويه بنيران العجز عجز رجل على تمزيق من استباح عرضه ورضوخه للمنطق والعقل وما أصعبه من تحكم في لحظة كتلك حيث لا يوجد مكان سوى لرجولة مقهورة وثورة لن تهدأ إلا بالثأر….
وبعد دقائق قصيرة شعر هو بها ساعات وصل حيث قسم الشرطة التابع للمنطقة وهناك وقبل أن يدلف معهما للداخل وقفت نسمة أمامه قائلة برفض:
– بلاش تدخل معانا يا حمزة ماما كفاية
– حمزة بدهشة : نعم ! ليه إن شاء الله ؟
– نسمة بتوضيح: أكيد اللي في القسم عارفينك ولما يعرفوا طبيعة البلاغ اللي أنتا جاي تقدمه هتسببلك ف مشكلة وهخلي شكلك وحش وهتلاقي ألف واحد يجيب ف سيرتك ده غير الحيوان اللي اسمه كريم لو عرف هيستغل الموضوع و…
– حمزة بمقاطعة واعتراض: بقولك ايه طز ف كلام الناس وكريم وسمعتي وف أي حاجة أو حد يخليني أتخلى عنك ف موقف زي ده وأسيبك لوحدك ، أرجوكم بقا ارحموني ومش عايز حد يقولي أعمل ايه متهيألي أنا بالغ وراجل عاقل وعارف أيه اللي المفروض يتعمل وأيه اللي لأ
– نسمة بمهادنة: طب فكر فيها بالعقل شوية
– حمزة بانفعال وغضب : لو فكرت لحظة واحدة مش هتلاقيني قدامك هروح اقتله وأخلص ف ياريت يلا بقا قبل ما ارجع ف كلامي وانفذ اللي يخليني ارتاح فعلا
قال جملته ودلف للداخل وهما خلفه وما أن رآه العسكري حتى اعترض طريقه متسائلا :
– خير حضرتك عايز أيه ؟
– حمزة : معاك المقدم حمزة الشاذلي محمود باشا موجود ؟؟
ما إن سمع العسكري رتبته حتى قدم له التحية العسكرية قائلا :
– لأ محمود باشا اتنقل من هنا من يومين وأنا لسة جاي جديد
– أماء حمزة رأسه بتفهم قائلا : طيب قول للباشا اللي موجود إني عايز أقابله ضروري
– العسكري: حاضر أوامر حضرتك يا فندم اتفضل استريح ثواني هبلغ حضرته
ثم تحرك من أمامهم متجها للداخل بعدما طرق باب حجرة المكتب التي أمامه وسمع الأذن بالدخول لحظات وفتح الباب مرة آخرى خرج فيها العسكري ومعه الضابط المسئول ليلقي التحية على حمزة ويستقبله بنفسه لا من أجل رتبته فقط لكن لأنه يعرفه تمام المعرفة وما إن تلاقت الوجوه حتى تسمر حمزة مكانه متفاجئا ما إن رآه أمامه لم يكن يتخيل قط أن يراه في هذا اللحظة بالذات
وأخيرا أفاق حمزة من شروده على صوت الواقف أمامه وهو يتحدث بمزاح قائلا :
– أيه رأيك في المفاجأة ؟أكيدطبعا متوقعتهاش
– حمزة بصدمة : حاااازم حسين المصري (* )
(أحد ابطال رواية جواز اضطراي )
بذات نفسه هنا قدامي مش مصدق نفسي والله أيه المفاجآة الحلوة ديه قال كلمته الأخيرةوهو يقترب من صديقه يعانقه بسلام رجولي خاص ثم أردف متسائلا أتنقلت هنا امتا ؟
– حازم : النهارده أول يوم ليا وكنت لسة هكلمك بس سبحان الله رب صدفة خير من ألف ميعاد كنت ناوي أغيظك بترقيتي بس اتاريك سبقتني
– حمزة بمحبة خالصة : ألف مبروووك يا باشااا وبعدين أنتا ناااسي أنا الكبير يعني لو كانت الدنيا ماشية طبيعي كان زماني خدتها من زمان
– حازم بتقدير: طول عمرك كبير يا باشااا بمقامك قبل سنك ثم أردف باهتمام طمني خير كنت جاي زيارة ل محمود ولا في حاجة ؟
– وقبل أن ينطق حمزة وجد من يجذبه من ملابسه وبالطبع لم تكن سوى نسمة هي من فعلت ذلك فاقترب منها متسائلا بصوت هامس : في ايه ؟
– نسمة بارتباك : طالما صاحبك بلاش تقوله مش عايزة شكلك يبقا وحش أو حتى بلاش تقوله إني أقربلك قوله معرفة أو من طرف حد وخلاص
– ناظرها حمزة بغيظ وتحدث بصوت خفيض قائلا: نسمة ممكن تسكتي ده صاحبي يعني اكتر واحد هيحفظ سري وبعدين بلاش افكارك العظيمة ديه دلوقتي و….
– قاطعهم صوت حازم القلق الذي تنبه لوجود مشكلة ما تدور بين حمزة والمرأة التي خلفه فتحدث قائلا : بقولكوا ايه تعالوا اتفضلوا ف مكتبي ونتكلم جوه
قال كلمته الأخيرة وهو يشير بيده ناحية باب مكتبه ثم تحرك تجاهه ووقف على أعتابه حتى دلف ثلاثتهم ثم دخل هو بعدهم وأغلق الباب خلفه أشار لهم بالجلوس
جلستا كلا من نسمة وكريمة على المقاعد البعيدة نسبيا عن مقعد حازم بينما جلس حمزة على المقعد الموضوع أمامه وما إن اتخذ موضعه حتى تحدث لصديقه قائلا :
– ديه ماما يا حازم وديه دكتورة نسمة اخت مراتي
– وقف حازم سريعا واقترب من والدة صديقه محييا اياها بترحاب شديد : المكتب نور والله بتشريف حضرتك يا طنط ثم توجه برأسه ناحية نسمة مردفا : تشرفنا يا دكتورة
– شكره كلاهما وقبل أن يسهب في الحديث ناداه حمزة : حااازم تعالى اقعد مكانك عشان عايزك ف موضوع مهم
– استشعر حازم نبرة الضيق والتوتر في صوت صديقه فتسائل باهتمام : خير يا حمزة في ايه ؟
– تنهد حمزة تنهيدة طويلة ثم شدد على خصلات شعره بعصبية وهو يرجعها للوراء قائلا بصوت خفيض : للأسف يا صاحبي مش خير حادت عيناه ناحية نسمة وناظرها مشفقا من سخافة الموقف التي مضطرة للتعرض له والحرج التي حتما تشعر به الآن أمام صديقه عاد ببصره لحازم ثم واصل حديثه قائلا : الدكتورة كانت راجعة من المستشفى من شوية صغيرين وهي طالعه ف الاسانسير ركب معاها واحد من بتوع الدليفري وحاول يعتدي عليها واتحرش بيها فعليا لولا ستر ربنا وانتظاري ليها وإني لحقتها في الوقت المناسب منعرفش أيه اللي كان هيحصل أحنا عايزين الواد ده والدكتورة هتقدم بلاغ تعدي عشان عايزة تاخد حقها بالقانون المهم يا باشا أننا نلحق نجيب الواد ده قبل ما يهرب الدكتورة لمحت اسم المطعم اللي شغال فيه كان مكتوب على الاوردر اللي معاه ، والأهم عايزين كل حاجة تتم ف سرية ومحدش ياخد خبر لأن في شخص مستني يستغل معلومة زي ديه عشان يضغط بيها علينا بص أنا عارف أن في مليون سؤال ف دماغك بس هحكيلك كل حاجة بعدين المهم الواد ده يتجاااب لو كان عليا أنا مكنتش عايز آجي هنا ولا اقدم بلاغ وكنت عايز اجيب حقها بايدي وسبحان من صبرني لكن هي مصرة تاخدحقها بالقانون وأنا عارف أن ده الصح لكن صعبة عليا أوي أووي يا حاازم
– حازم وهو يوميء برأسه بتفهم قائلا : فاهمك وحاسس بيك والله ومتخيل أد ايه الموضوع صعب وعارف أنك نفسك تقطع الواد ده بسنانك بس بردو هي عندها حق واللي هتعمله هو الصح لو مكناش أحنا اللي ننصر القانون والصح ونمشيها أن كل واحد ياخد حقه بايده يبقا مين هينفذه على العموم متقلقش عقبال متشرب قهوتك والدكتورة وحضرة الناظرة يشربوا العصير هيكون الواد ده قدامكم
– حمزة برفض: لأ أنا هطلع مع القوة اللي هتروح تجيبه مش هقدر افضل قاعد هنا مستني
– حازم بعقلانية : مش هينفع يا باااشا لو روحت مش هتقدر تتحكم في أعصابك أنا هطلع معاهم بنفسي وكأنك موجود بالظبط ولا مش واثق ف صاحبك يا باشا ؟
– ربت حمزة على كتف صديقه بثقة قائلا: زي ما بثق ف نفسي بالظبط
– حازم وقد هب واقفا : إذا توكلنا على الله
خرج حازم من المكتب مناديا العسكري الواقف خلف الباب قائلا :
– محمد حضر خمسة ستة عساكر يكون لابسين ملكي عشان هنطلع ف مهمة مستعجلة دلوقتي خمس دقايق ويكونوا قدامي
-أشار العسكري ل حازم مؤديا التحية العسكرية : تمام يا افندم
انصرف العسكري ملبيا الأمر وبعد عدة دقائق عاد ومعه العساكر الذي طلبهم حازم وانصرف الجميع معا في احدى سيارات الشرطة متجهين نحو عنوان المطعم الذي أملاه حمزة لصديقه
وهناك ما إن وصلا حتى تحرك احدى العساكر للسؤال عن الشخص المطلوب دون التصريح بصفته العسكرية بناءا على أوامر حازم له
وبالفعل دخل اقترب من أحدهم الذي يجلس على كرسي المحاسبة (الكاشير ) وسأله بمواربة قائلا :
– بقولك يا صاحبي في واحد شغال معاكم هنا طويل وعريض كده واسمر بيشتغل دليفري متعرفش ألاقيه فين وأسمه أيه عشان نسيت أسمه خاالص
– الكاشير متسائلا : وحضرتك عايزة ف أيه ؟
– العسكري : مفيش يا برنس كل الحكاية واحد صاحبي كان سالف منه مبلغ وبعتهوله معايا هو قالي على اسمه بس أنا نسيت وبكلمه مبيردش
– الكاشير بلامبالاة : اسمه سيد بس هو مشي
– العسكري متسائلا : مشي راح فين ! صاحبي قالي أنه لسه مكلمه من شوية وكان موجود
– الكاشير : مش عارف والله ممكن تسأل محسن صاحبه اللي واقف هناك ده
– العسكري: شكرا تسلم يا حبيبي
توجه العسكري حيث أشار له الرجل وهناك سأل الشخص الواقف أمامه قائلا:
-بقولك يا صاحبي متعرفش سيد بتاع الدليفري راح فين عشان في أمانة ليه معايا ولازم اسلمهاله بنفسي أنا كنت عارف أنه موجود هنا لكن بتاع الكاشير قالي أنه مشي
– أجابه الرجل قائلا : هو فعلا كان هنا وراح يوصل أوردر لكن الفسبة بتاعته اتعطلت وحتى موصلش الاوردر الراجل صاحب المكان اصلا قرب يرفده من كتر الاعتذرات والحجج بتاعته بالرغم أنه غلبان وبيجري على كوم لحم ف رقبته لكن منهم لله ولاد الحرام اللي مشوه ف سكة البرشام
– العسكري وهو يضرب كفا بكف مصطنعا التأثر : لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يهديه ويبعد عنه ولاد الحرام ،ثم اردف متسائلا :طب متعرفش عنوان بيته عشان أوصله الأمانة بتاعته عشان أنا مش فاضي وقت تاني هو بيته قريب من هنا ولا ؟
– اجابه محسن قائلا : لا قريب مش بعيد يدوب محطتين أكتب عندك
……….
املاه محسن عنوان بيت صديقه شكره العسكري بعدما اوصاه ألا يتصل به ليبلغه لانه أراد أن يفاجآه بزيارته له
عاد العسكري لحازم والبقية وأخبره بما حدث معه بالداخل
تحرك الجميع ناحية عنوان بيت الرجل الذي يدعى سيد وما هي إلا عدة دقائق حتى وصلوا إلى هناك
وما إن أصبحوا أمام باب بيته حتى صعد حازم بمفرده وامر القوة بانتظاره بالأسفل وما إن وصل إلى شقته التي علم أنه يسكنها مع أمه وأخوته طرق الباب ففتحت له احداهن فتاة في نهاية العشرينات تقريبا شديدة النحافة ترتدي جلبابها الابيض الرث وتبدو عليها كل علامات الفقروسوء التغذية كما أن المكان بلمحة خاطفة له كشف عن الفقر المدقع لأصحابه والسؤال الذي اندفع لرأس حازم وقتها كيف لرجل تتعلق في رقبته أسرة مكونة من اربع فتيات ووالدتهم المريضة كما علم من صديقه محسن كيف له أن يصرف ما يتحصل عليه وهو النذر القليل على الادوية المخدرة وما شابه ذلك لكنه عاد وتذكر أن كثير من الشباب العاجزين عن تخطي معاناتهم ومواجهة ظروفهم الصعبة يلجأون للهرب بتلك الوسيلة وغالبا نهايتهم واحدة وهي الموت سواء على يد أحدهم أو موت بجرعة تعاطي زائدة أخيرا افاق حازم من شروده على صوت تململ تلك الواقفةأمامه تسأله :
– خير عايز مين يا استاذ؟
– حازم متسائلا : مش ده بيت سيد بتاع الدليفري؟؟
– اجابته قائلة : ايوه يا باشا خير عايزه ف ايه ؟
– حازم متجاهلا سؤالها : هو جوه ؟؟
– لا يا باشا والله لسه مجاش من الشغل
– حازم : أنا روحتله المطعم اللي شغال فيه بس ملقتهوش قالولي روح
– مصمصت شقيقته شفتيها قائلة بامتعاض :وهو سيد هيروح البيت دلوقتي تلاقيه راح يقعد على القهوة ويضيع الفلوس في الهباب اللي بيطفحه يبقا احنا مش لاقيين ناكل وهو يروح يصرف القرشين اللي بيتحصل عليهم ف المدعوء ده منهم لله اللي مشوه في السكة المهببة ديه بس أنتا مقولتليش عايزة ف ايه يا باشا ؟؟ وبعدين متاخذنيش يعني حضرتك تعرف سيد اخويا منين شكلك نضيف وابن ناس متعرفش الاشكال ديه
– اجابها حازم : في ليه معايا أمانة معايا عايز اوصالهاله
– شقيقته متسائلة بلهفة : أمانة ايه ؟؟ فلوس ؟؟ لو فلوس اديهاني الله يكرمك بدل ما يضيعيها على البلا الازرق اللي بيطفحوا
– حازم : لأ للاسف هي مش فلوس هي حاجة المفروض يسلمها لناس تانية وياخد مصلحته المهم بس متعرفيش المكان اللي بيقعد فيه
– الفتاة : أه يا باشا القهوة هتلاقيها بعدينا بشارعين هتخش الحارة الضيقة اسأل على قهوة المعلم حامد تلاقيه متلقح عليها
– حازم : شكرا
– الفتاة وهي تدقق النظر ف حازم اكثر وتنظر له بوله : تسلم يا ذوق ما تتفضل طيب نعملك شاي
– حازم وقد تحرك متجاهلا الفتاة التي مازالت واقفة على اعتاب باب الشقة ويبدو انها مازالت على حالتها البلهاء ولم تدري أنه انصرف تخيل للحظة ليلة زوجته وهي تشاهد تلك الفتاة التي كادت تأكله بعيناها فما كانت راعت حالتها الميئوس منها وكانت على أقل تقدير قد جذبتها من شعرها وأوسعتها ضربا فهي قد تغفر كل شيء سوى مجرد اقتراب احداهن منه !!
تحرك حازم مع القوة دون السيارة سيرا على الأقدام حتى لا يلفتوا الانتباه لهم في يهرب الرجل المطلوب لحظات وكانوا أمامه عرفه حازم على الفور من وصف نسمة له وما إن أحاطه هو ورجاله انتفض سيد واقفا :
-أنتو مين وعايزين مني ايه ؟
– حازم : تعالى معايا كده بهدوء وهتعرف كل حاجة في القسم
ثم توجه برأسه لرجاله قائلا وأنتو لمولي كل اللي على القهوة هنا وحطوهم ف العربية
– تحدث سيد مدافعا عن نفسه: يا باشا ده حجر عادي والله مفيهوش حاجة
– حازم بتهكم : عارف يا ابو السييد فكرتني ب فيلم جاءنا البيان التالي لما دخلوا على الست ف بيت الدعارة وقبضوا عليها قالتلهم بتمسكوني ليه أنا نايمة لوحدى راح هنيدي قالها يعني كنتي ف بيت الطلبة يا اختي اهو انتا كده بالظبط قاعد ف وسط الحشاشين والمبرشمين ومستني مني أصدقك أنك قاعد بتشرب شاي ولا بتلعب طاولة على العموم يا ابو السيد أنا جايلك مخصوص ومش عشان الحشيش والبرشام أنتا ليك حاجة اسبشيال يلا يلا
ابتلع سيد ريقه بخوف من تلميح حازم له ثم تحرك مع الأخير الذي دفعه للسير أمامه حتى مكان السيارة أدخله فيها ثم جلس بجواره احد العساكربينما الباقي في الخلف ….
بعد ساعة تقريبا من وقت خروج حازم والقوة من القسم
عادوا لمكانهم مجددا وقد طلب من العساكر التحفظ على المتهمين عدا سيد الذي جره من ملابسه ودخل به الغرفة الموجود بها حمزة ونسمة ووالدته وما إن رآه الأول حتى وقف متحفزا لكن قبل أن يهجم عليه وقف حازم حائلا بينهما وحاول تقييد صديقه وتهدئته وساعدته والدته في ذلك اما نسمة فما أن رأت وجه هذا الحقير يشرف عليها من جديد حتى ارتعدت اوصالها خوفا وقد شعرت أن الغرفة الواسعة قد ضاقت عليها حتى اضحت بحجم كابينة المصعد وكأن ليس بها سواهما وأنها معه بمفردها مرة آخرى تخيلت أنها لا تسمع صوت سوى هدير أنفاسه وتستشعرها كأنها مازالت داخل رئتيها وصوت ضربات قلبه المتعالية تصلها بوضوح رغما عن كل الاصوات العالية التي امتلأت بها الحجرة حتى شعرت أنها قد صمت أذانها ف مادت الأرض تحت قدميها وسقطت مغشيا عليها
أول من رآها حمزة فترك هذا الحقير وتوجه ناحيتها وهو يصرخ باسمها لتستفيق حملها بين ذراعيه ووضعها على الأريكة الجلدية الموضوعة بجانب الغرفة واحضر زجاجة مياه قد اعطاها له صديقه بعدما نادى على العسكري بالخارج وأمره بالتحفظ على سيد لحين استدعاؤه فهو يعلم أن حمزة أن طاله فلن يرحمه ولن يطيق صبرا حتى يمزق جسده أربا وبداخله يعلم أن مع صديقه كل الحق ربما لو كان مكانه لما صبر ولا رضخ لرغبات احد ولن يرتاح إلا حينما يقتله فلولا أن الله يفرغ علينا صبرا في مثل لتلك المواقف لفعل الانسان ما لايحمد عقباه
ظل حمزة يحاول أفاقة نسمة بمساعدة والدته التي أخذت تنثر بعض قطرات الماء على وجهها لتستفيق واخيرا بدأت تستجيب فتحت عيناها ببطء ثم اعتدلت وهي تبكي بهيستريا مزقت قلب حمزة ووالدته التي ضمتها لصدرها في محاولة لتهدئتها
مال حازم على أذن صديقه وقال هامسا :
– متهيألي المواجهة بينهم حاليا هتكون فوق طاقة الدكتورة ومش هتقدر عليها خليها تروح النهاردة وتهدا وأنتا كمان اعصابك تهدا شوية وبكرة نشوف هنعمل ايه كده كده الواد موجود وهيترزع في الحبس
– حرك حمزة رأسه يمينا ويسارا وقد تنهد قائلا : مش عارف والله يا حازم هل ده هيكون ف مصلحتها ولا الأفضل نخلص دلوقتي وخلاص أما أنا ف معتقدتش ههدا النهارده ولا بكرة ولا أي وقت بس خليني أحاول اشوفها عايزةأيه
– حازم وهو يشير براسه بتفهم قائلا : طيب أنا هسيبكم شوية وجاي عشان بردوا لو حابين تتكلموا براحتكم اعتبر المكان مكانك يا باشا
– حمزة بامتنان : شكرا يا باشا تسلم
خرج حازم من الغرفة وترك صديقه وعائلته بمفردهم
وحينها توجه حمزة ناحية نسمة التي هدأت واستكانت بين أحضان والدته وجثا على ركبتيه أمامها ثم حدثها بلطف ودعم قائلا :
– نسمة لو عايزة تتراجعي ومش قادرة تواجهي الموقف ده سيبهولي وروحي أنتي
– نسمة وهي تهز راسها سريعا برفض قائلة: لأ مش هتراجع وهكمل وهاخد حقي منه بنفسي أنا بس غصب عني افتكرت الموقف ومقدرتش غصب عني يا حمزة والله لكن متخافش أنا قوية وهستحمل
– حمزة مقترحا: طيب أيه رأيك نمشي دلوقتي ونيجي بكرة تكوني هديتي شوية
– نسمة : لأ يا حمزة معلش خلينا نخلص دلوقتي أنا جيت وخلاص مش عايزة افكر خايفة اتراجع لازم أكمل
حمزة وقد اطلق تنهيدة عالية من صدره أودع فيها عجزه عن ترك العنان لنفسه الثائرة من أن تأخذ حقها بيده حتى تهدأ وتستكين ثم تحدث قائلا :

– بس خلي بالك يا نسمة الموضوع مش هيخلص النهارده لسة في نيابة وتحقيقات وطب شرعي وليلة كبيرة أنا بس بعرفك الموضوع ابعاده ايه مش كلمتين هتقوليهم دلوقتي وخلاص ف لو مش هتقدري أنك تحكي اللي حصل اكتر من مرة وتتحملي كل اللي هيحصل ده يبقا بلاش من دلوقتي وأنا اوعدك بردو هجبلك حقك منه
– اماءت نسمة رأسها مرة آخرى برفض قاطع : لأ يا حمزة قولتلك هاخد حقي بالقانون وأنا عارفة أن الموضوع مش سهل بس متخافش عليا
– كريمة موجهة حديثها لولدها قائلة : وأنتا يا حمزة لازم تتحكم ف غضبك أنا عارفة أنه صعب وفاهمة أنتا حاسس بايه لكن طالما هتاخد حقها بالقانون يبقا لازم نسيب القانون ياخد مجراه ثم اخفضت صوتها اكثر حتى لا يصل لنسمة وهمست قائلة مش عايزين نضغط على اعصابها بزيادة يا حمزة
– اطبق حمزة قبضته في كفه حتى كاد يدميها غضبا وقهرا : حاضر يا ماما حااااضر
فتح باب الحجرة لينادي صديقه الذي كان يقف خارجا واشار له بهدوء انها ترغب في استكمال المحضر الآن بعد أن أدلت بأقوالها سلفا قبل أن يتحرك حازم مع القوة لاحضار المتهم …
دخل حازم وخلفه المتهم الذي يجره أحد العساكر خلفه وما إن صارا بالداخل أمر العسكري بتركه والانصراف ثم اقترب من حمزة قائلا بصوت خفيض :
-أنا رأيي تخرج يا صاحبي وجودك دلوقتي مش هيكون صح مش هتقدر تتحكم ف أعصابك وهتضغط عليها و
-هم حمزة بالرفض :لأ أنا….
– قاطعه حازم مجادلا بعقلانية :يا حمزة صدقني وجودك مش هيساعدها خاالص بالعكس وكمان هتبقا محرجة منك وهو مش هيعترف بسهولة وممكن يحاول يستفزك أنا بقولك الصح واللي ف مصلحتها وأنتا حر
– تنهد حمزة بضيق وتوجه حيث نسمة اقترب منها وهمس لها متسائلا : تحبي أخرج بره ولأ خليني معاكي ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى