روايات

رواية أنا جوزك الفصل الأول 1 بقلم شيماء سعيد

رواية أنا جوزك الفصل الأول 1 بقلم شيماء سعيد

رواية أنا جوزك الجزء الأول

رواية أنا جوزك البارت الأول

رواية أنا جوزك الحلقة الأولى

بأحد محلات الحلويات.
دلفت فتاة قصيرة القامة بخصلات بنية ناعمة و عيون زرقاء بها بعض البراءة، ترفع خصلاتها على شكل ضفيرتين مع فستان باللون البني مع بعض العصافير الصفراء، ألقت بحقيبتها على أحد المقاعد بضجر ثم قالت بأعين حزينة :
_ و بعدين يا سمارة أنا جبت آخرى من عمي منصور صاحب العمارة، بقى تبقى الشقة باسمنا و ندفع إيجارها ده يرضى ربنا ده؟!..
أزالت سمارة روب العمل من على ملابسها المكونة من بنطلون جينز من اللون الأسود فوقه قميص من اللون الأسود أيضا، برز جمالها بشكل يخطف الأنفاس بشرتها البيضاء و عيونها البنيه، عضت على شفتيها بهدوء ثم وضعت قالب الكيك بالثلاجة الخاصة به مردفة و هي تجلس مقابل لشقيقتها :
_ خدي نفسك و اهدى يا صافية أنا هعرف أتعامل مع الأشكال دي كويس، عم منصور مالوش ذنب ده عبد المأمور الدور و الباقي على عمنا قليل الأصل المستقوي على بنات أخوه…
حركت صافية كفها على مقدمة رأسها بيأس قائلة بتردد :
_ طيب يعني هو إحنا هنجيب الفلوس دي منين يا سمارة، المحل مش بيجيب نص المصاريف بتاعتنا هنعمل إيه في الإيجار كمان..
ضحكت سمارة بمرح ثم قرصت وجه الأخرى مردفة :
_ هيكون منين يعني زي ما بندفع كل شهر، بت يا صافية اطلعي برة الليلة دي خالص عايزة كل تركيزك يبقى على كتبك أنتِ ثانوية عامة مفيش هزار، أما أنا هعرف أتعامل مع الأشكال دي.
ضحكت صافية ثم قامت لتعانق الأخرى بقوة مرددة :
_ أنا وشي منك في الأرض يا سمارة بس لامؤاخذه عايزة فلوس درس الفيزيا، لو مش معاكي قوليلي هتصرف.
رفعت سمارة حاجبها بسخرية قائلة :
_ و الست صافية ناوية تتصرف إزاي بقى؟!..
_ و دي محتاجة كلام هقعد على أول الشارع أشحت…
صفعتها سمارة على مقدمة رأسها من الخلف ثم صرخت بصرامة أرعبت الأخرى :
_ معاكي عشر ثواني تغوري فيهم من وشي على الشقة تعملي الغدا، اخلصي…
_______ شيماء سعيد ______
بمكان بعيدا كل البعد عن أعين البشر، بوسط جبل بداخل غرفة مجهزة مثل غرفة العمليات و بها أجهزة هي الأكثر تقدما ، يقف بمنتصف تلك الغرفة رجل هيئته وقورة بيده أحد المقصات و عينيه مركزة على نقطة معينة لإخراج الطلقة من منتصف ظهر أحدهم…
بعد مرور ساعة انتهت العملية ليخلع الكمامة عن وجهه، هنا يمكننا التعرف عليه إنه صالح الحداد من أكبر أطباء الجراحة بمصر، إبتسم بسخرية على حال النائم أمامه لا حول له و لا قوة مردفا :
_ ألف سلامة عليك يا غالي للأسف هتفضل مشلول الباقي من عمرك.
وضع حقنة بداخل المحلول ثم خرج من الغرفة ليلاقي حسن أحد رجاله منتظره على الباب بابتسامة بسيطة قائلا :
_ العملية نجحت يا كبير؟!…
أخذ صالح زجاجة المياه من يده ثم شرب القليل منها و أنزل الباقي على رأسه مجيبا بهدوء :
_ عندك شك في قدرات صالح الحداد، مش هيمشي الباقي من عمره لو راح لأكبر دكتور في العالم، صدقني زعلت عليه لعب مع الشخص الغلط لحد ما ضيع زهرة شبابه…
ضحك حسن بمرح، لتظهر تلك الغمزة المزينة لوجهه الأبيض و ملامحه التي طبع عليها الجينات التركية لوالدته، عيون زرقاء، شعر أصفر مع لحية صفراء مغرية، من يراه يقول أن هذا ملاك و ليس اليد اليمين لصالح الحداد.
تنهد بقوة ثم قال :
_ العملية الجديدة امتا يا صالح؟!…
أقترب صالح من صينية الطعام الموضوع بها وجبته المفضلة ألا و هي السمك المشوي بالحطب، بدأ بأخذ أول لقمة ثم قال :
_ الليلة حضر نفسك هنطلع لوحدنا مش عايز حد من الرجالة يعرف عنها حاجة، يلا أقعد كل خلينا نمشي يا ولد…
ابتسم حسن علي هذا اللقب المعلق بفم صديقه ، يقوله للجميع حتى لو لمسن، جلس ليأكل متسائلا ببعض القلق :
_ مش عايز تقول للرجالة ليه، ده قصر مصطفى عبد الهادي و كل شهر في قضية سرقة للخزنة بتاعته و المجرم مجهول، اشمعنا أخترت النهاردة و من غير رجالة كمان؟!..
مسح أصابعه بأحد المناديل المبللة ثم أخرج سيجارة اشعلها واضعا إياها بفمه آخذا منها نفسا عميقا مجيبا :
_ القصر ده كل شهر في نفس اليوم قضية سرقة، يبقى أكيد الحرامي واحد و أنا ليا مزاج أتعرف عليه، أما ليه من غير رجالة إحنا رايحين نسلم على مصطفى عبد الهادي و ناخد الملف بتاعنا بس…
ابتلع حسن طعامه بخوف قائلا :
_ ربنا يستر من دماغك يا صاحبي…
______ شيماء سعيد _______
بعد منتصف الليل بقصر مصطفى عبد الهادي، تأكد صالح من تعطيل جميع كاميرات المراقبة من أول الشارع حتى جميع أماكن المنزل، دلف للمكان بهدوء ليري نور بسيط يأتي من غرفة المكتب، تأكد أن اللص بالداخل ليبتسم نصف إبتسامة قائلا قبل أن يصعد لغرفة نوم مصطفى عبد الهادي، أعد سلاحه ثم وضع على مقدمته كاتم الصوت..
أخذ نفس عميق و حدد هدفه جيدا ثم أطلق الطلقة بهدوء تام، خرج من الغرفة و هو يعلم جيدا أن لن يقدر أي طبيب على مساعدة مصطفى إلا هو، نزل ليكون أمام غرفة المكتب للمرة الثانية إبتسم بتسلية قبل أن يشير لحسن هامسا :
_ خليك على باب الجنينة أول ما الحرامي يخرج عايزك تفضل وراه…
أومأ إليه حسن بحماس و اتجه لباب الجنينة، حرك صالح عنقه ببعض الإرهاق يمينا و يسارا و بدأ يخطو أول خطوة للداخل، فتح الباب ليتجمد اللص بمكانه مخرجا شهقة من المستحيل تخرج من بين شفتي رجل..
أغلق صالح الباب و ظل واقفا محله لا ينكر ذهوله، اللص الذي يسرق منزل مصطفى عبد الهادي كل شهر امرأة؟!.. نعم فهذا واضح من ظهرها النحيف و تلك الرجفة المحركة لساقيها بشكل ملفت، ابتسم بسخرية و أخذ يقترب منها رويدا رويدا و يسأل نفسه لما لم تركض تلك الحمقاء إلى الآن واقفة مستلسلمة للأمر الواقع…
وقف خلفها بشكل مباشر و يده تجرأت لتزيل القناع الموضوع على رأسها لتسقط خصلاتها البنية أمام عينيه، همس بنبرته الرجولية :
_ اممم الحرامي واحدة ست بشعر لون النحاس، بس غريبة قلبك ضعيف لدرجة إنك مش قادرة تجري من الصدمة..
لفت وجهها و يا ليتها لم تفعلها، فتاة شابة رائعة بمعنى الكلمة، رفع حاجبه على ابتسامتها الهائمة كأنها فتاة عاشقة لهذا الرجل، بدأت عيناها تشبع من ملامحه مردفة بحماس غريب :
_ مهربتش لاني مستنية أشوفك، أنا بتعلم منك و فخورة بحضرتك يا باشا من زمان، بجد شغلك حاجة تطلع من دماغ شياطين إيه يا جدع ده، تصدق لازم تاخد لقب فخر العرب…
من هذه الحمقاء؟!…. و قبل أن يستوعب ما يحدث كانت تأخذ مبلغ يعتبر قليل من الخزنة وضعته بداخل حقيبتها متجهة للباب الخارجي للحديقة لتقف على سؤاله المستمتع :
_ استني عندك مش نتعرف على اسم الحلوة إيه الأول؟!..
أشارت بيدها إليه كعلامة على السلام قائلة قبل أن تركض بعيدا عنه :
_ سمارة يا باشا سمارة، سلام أكيد هنتقابل تاني….

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنا جوزك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى