روايات

رواية لأنها استثناء الفصل التاسع عشر 19 بقلم ياسمينا أحمد

رواية لأنها استثناء الفصل التاسع عشر 19 بقلم ياسمينا أحمد

رواية لأنها استثناء الجزء التاسع عشر

رواية لأنها استثناء البارت التاسع عشر

رواية لأنها استثناء الحلقة التاسعة عشر

التاسعه عشر
(تيم وتوبا )
ضمها الى صدرةه وهو متمدد معها على الاريكه امام المدفاه كان الجو هادئ ودافئ وشعور “تيم ” بالسكينه
جعله يشرد مما دفع “توبا” هى الاخرى لشرود بآخر حديث له عن النار وفلسفته العميقه التى أبدى بها
رفعت وجهها لتجده كما هو يحدق بشرود الى السنة اللهب المتعاليه لكنه لم يغفل عن تحسس فروة رأسها
بهدوء يبعث الاستراخاء تخلت عن صمتها وسألته :
_ بتفكر فى النار برضو
اجفل عينه وحدق اليها واستطاع اخفاء حزن عينه بابتسامه مزيفه ولكن فضحته نبرته المحتقنه التى اجاب بها :
_ مـش قــوى انا بــفــكر فـى الـجـنـة اللـى بـين اديـا
تملمت تحت يده وابتسمت له وهى تخبره بظرافه :
_ ممكن تبقى جنة دنيا واخره على فكره
غمز بطرف عينه مخمنا ما يدور فى عقلها :
_ تقصدى توبتى راضيه عنى
سحبت نفس مطول واعتدلت فى جلستها لتجلس وجهها لوجه وعلى مقربه جمعت شعرها
على جنب واحدا وهتفت بهدوء :
_ ابقى توبتك بصحيح لو نسيت العك اللى عشته قبلى وبقيت تيم اللى انا عايزاه
ابتسم لها وداعب خصلاتها المتدليه :
_ انا اقصى ما عندى بذلته ما فيش حاجه تانيه وقفت شغل وبقـيت ليكى انتى وبس
اختطف قرصه خفيفه على طرف انفها
بدئت بالتوضيح وهى مستعده لتفنى عمرها كله كى تضع قدمه على الطريق الصحيح :
_ لا يا “تيم ” مش بس كدا المفروض انك تقرب من ربنا بقى و,,,,
_هششششش
هكذا قاطعها واردف من بعدها وهو يثب على قدماه :
_ انا راضى بالجنة اللى على الارض خلاص يا توبه انا نهايتى اتكتبت
نهضت من ورائه وهى تذكره أيات الكتاب الكريم :
_ بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53
(سورة الزمر )
برغم أن الايه هزت مشاعره واثرت فيه بشكل مبالغ فيه إلا أنه لم يلتفت و لم يفهم من الايات
ان الله يفتح ابواب التوبه لكل العاصين قبل ان يفوتهم الاون ,وتركها دون اجابه
_________بقلم سنيوريتا ____________
(فى شقة فهد )
لاحظت “مرمر ” حالة “غزل “وانهيارها فى البكاء لن تصمت اكثر من ذلك لتهدر :
_ عمره ما خانك
ازاحت “غزل “يدها عن وجهها والتفت لها تسالها وهى تضم حاجبيه :
_ بتقوالى ايه ؟
اقتربت منها “مرمر ” وهتفت بثقه كبيره :
_ عمروا ما خانك فهد كان بيجى عندنا الفندق وبيقعد مع البنات بس عشان يرحمهم
من العذاب اللى بيشوفوه مع غيروا كلنا كنا عارفين بس كنا مخبين عشان ما يتكشفش
خصوصا ان “سلطان” لو عرف كان ممكن يعقبنا كلنا وانا فى الفتره الاخيره كنت
بلجأله عشان احافظ على نفسى من الحياه اللى وقعت فيها غصب عنى
منه لله “سلطان ” بقى هو السبب فى الوحل اللى اتغرزنا فيه
كانت “غزل ” صامته بدهشه امام ما تخبره بها لكن عقلها عمل فى اخر لحظه وسألت :
_ وايه اللى جابك هنا ؟
عندها بكت “مرمر “فى حزن وصبت لعنات كثيره على نفسها وهى تقول :
_ عشان غبيه كنت بحب الحيوان حقى وكنت مفكره ان هو كمان بيحبنى
لما الفندق اتحرق وضاقت بيا السكك دورت عليه وجتله على اساس انه يتجوزنى
لكن الحيوان طلع ما يستاهلش كل اللى تعبى فى تدويرى عليه
اقتربت منها “غزل ” بقلبها الصافى استطاعت تخمين صدقها ربتت على كتفها بحنو
ولم تسعها الكلمات لتخفيف عنها لكنها كانت مجروحه جرحا غائرا أكبر ما أى كلمات لمدواته
دخل اليها “فهد ” وما ان رأته حتى اندفعت نحو مسرعه وهى تهدر بجديه :
_انا عايزه اعرف كل حاجه
مسح عيناه بتعب فقد شعر بارهاق والم مضاعف من تكالب الهموم من وقت ما حضر
وهتف بعد ذلك :
_ صدقينى كل اللى عايزة تعرفيه متعب ومؤلم اناموت منه مره مش عايز اموت منه تانى
وانا بحكيه اللى قدامك دا “فهد ” عجينه سهلة شكليها زى ما تحبى
وبطبيعة “غزل ” الحنونه امسكت بيده وتحركت به للخارج الى الحمام كان يمشى معها مستسلما
سيتركها تفعل ما يحلو لها فيكفى انه متاكد ان من سيسير على نهجها هى من تحبه ويحبها
خلعت حجابها وشمرت ساعدها وهتفت بهدوء :
_ اعمل زى ما هعمل
شرعت فى الوضوء بداية من غسل اليدين ثم المضمضه كان ينفذ كل ما تفعله كطفل صغير
يتبع حبيبته وعينه تبتسم وشعر بالاطمئنان والسكينه والمياه الرطبه تغسل روحه المحترقه
انتهت من الوضوء وخرجت الى الخارج ووقفت فى منتصف المنزل وهى تهتف بجديه :
_ دلوقتى هتصلى صلاه اسمها صلاة التوبه الصلاه دى عشان ربنا يتوب عليك يا فهد
انا مش ربنا عشان احاسبك بس انا من حقى ومن حق اللى فى بطنى ان الرجل اللى اتختارته
يبقى مش بيغضب ربنا
كان مستعدا لبدء حياه جديده ونظيفه خاليه تماما من أى ذنوب أو اخطاء حياه لله ولغزل ولطفله ولنفسه
فمن رحمة الله تعالى بهذه الأمة أن فتح لها باب التوبة ، فلا تنقطع حتى تبلغ الروح الحلقوم أو تطلع الشمس من مغربها .
ومن رحمته تعالى بهذه الأمة كذلك أن شرع لهم عبادة من أفضل العبادات ، يتوسل بها العبد المذنب إلى ربه ، رجاء قبول توبته ، وهي “صلاة التوبة”
_______________ بقلم سنيوريتا ________
(أنس وسجى )
وقفت امام المرآه ترتدى روب من الستان اسفله قميصا من نفس القماشه به ورود متناثره , تحدق ببطنها
الذى انتفخ قليلا كادت تبتسم لكن تلك العلامات الزرقاء المنتشره على جسدها جعلتها تعبس بشده لقد ترك
“عون ” ندوب تمنعها من تقبل حنان “أنس ” ولطفه البالغ نفخت بضيق واشاحت وجهها بعيدا عن صورتها
لتلاحظ وجه ” انس ” المبتسم وجسده المسنود الى طرف الباب اخفت جسدها سريعا لكنه اقترب هو يحافظ
على ابتسامته حاوط كتفها ومسح بأنفه برفق على كتفها ,تشنجت من حركاته الهائمه وهدرت بحنق :
_ عايز ايه ؟!
نظر لإنعكساهها فى المرآه وهتف بلطف بالغ :
_هكون عايز ايه يا سجى مش احنا اتجوزنا خلاص
فهمت مايريد ولم تهرب كما اعتادت لكنها قررت المواجهه فسخت روبها
وهى تقول كلمات كالكرباج :
_ انا من زمان عايزه أوريك انت عملت فيا ايه شوف يا أنس
أشارت الى كتفها وذراعيها وغيرها ,كانت عينه جامده وهو يرى علامات متفرقه باللون الاسود
والازرق أوجعته وكأنها سقطت على جسده هو
اردفت وهى تكشف اكثر :
_بص شوف يا” انس” انت سبب فى ايه مش دى اللى انت عايزها
دى اللى رمتها لغيرك شوف غيرك عمل ايه استنا هوريك اكتر
ودن أى خجل قررت خلع قميصها وقبل ان تستكمل أسرع بمسك يده ليمنعها كلماتها كانت اشبه بالسواط
تمسك برجاء أن تكف عن ايلامه بهذا الشكل المهين بعثرت رجولته واهانته بشده وقهرته على ضعفه
وخرج صوته مبحوحا :
_ ارجوكى بس انتى بتعملى فيا كدا ليه
صرت على اسنانها بضيق وهى تجيبه :
_ عشان انت مُصر تتجاهل اللى عملته فيا عايز تقص عون من حياتنا وهو جسر عالى
عديته غصب عنى قطر داس عليا من غير رحمه “سجى” اللى عرفتها ماتت تحته ,,
كان يدور حول نفسه كالملسوع مسح وجه بعنف وكأنه يخرج غضبه كله على نفسه وصرخ بإهتياج :
_ اعمل ايه تانى ايه فى ايدى تانى اعمله
انفعل بشده وبدء يشعر بالدم يغلى فى رأسه لطم رأسه بكلتا يديه وأردف :
_ انا تعبت بقى حرام كدا معقول غلطه هفضل اتحاسب عليها طول عمرى مش هعيش
زى الناس الطبعيين خالص ياشيخه دا ربنا غفور رحيم انتى ما بتغفريش ليه ؟
برغم رعبها من حالته ووجه الذى كاد ينفجر منه الدماء اجابت بحده :
_ عشان انا ما حدش سامحنى
المسامحه كالمال الجميع يتكلم عنها ولا احد يعطيها بسهوله وقف امامها صامدا رغم انه
يراها تهتز مد يده وهو يتخيل انه يساعدها :
_ سجى خلى بالك هتقعى
قضبت حاجبيها لتفهم قصده لكنه فجأها هو وسقط على وجه بلا حراك عندها صرخت
بصوت عال منادية بإسمه :
_أنـــــــس
تلقت صدمه عنيفه اثر سقوطه بهذا الشكل خفق قلبها بشده وسقطت على ركبتيها امامه
ومدت يدها لتحركه بلطف وهى تناديه بصوت راجى مشحون بالالم :
_ قــوم قــوم يا أنـس
تبدلت كل المشاعر الكره وحل مكانها اللهفه والقلق والخوف من الفراق لقد قالها قبل ان يسقط
خوفا عليها (حاسيى تقعى ) ونفذ حرفيا معنى السقوط ان اصابه مكروه بسببها ستسقط هى الى أسفل السافلين
ولن تقوم لها قائمه مرة اخرى اعطاها الله فرصه ولم تستغلها وأؤشكت على الضياع وعندما فشلت فى تحريك
جسده نهضت من مكانها تصرخ باهتياج لتنادى من فى المكان ليساعدوها ويساعدوه
_________________ بقلم سنيوريتا ___________
(فى شقة سليم )
حرص “سليم” على ارتداء بذله سوداء ضاعفت واسامته وهى ايضا ارتدت فستان ابيض هادئ التفاصيل
وجمعت شعرها بتسريحه بسيطه مع دبوسا من الورد صغير وتم عقد القران فى المنزل دون أى تكليف
رفع المأذون المنديل الابيض وهو يقول فرحا :
– بالوفاء والبنين ان شاء الله
وعلت زرغوطه من احدى جارتهم التى دعها” سليم” هى وزوجها وقله قليله من الجيران لإشهار الزواج
لأول مره يشعر “سليم ” بالفرحه والعوض الحقيقى من الله تمتم حامدا بكل جوارحه :
_ الحمد لله الحمد لله الحمد لله
كان شعور الرضا يغمره والسكينه تملأ قلبه لقد تم زواجه اخيرا بعدما كان ذلك شبه مستحيلا حتى فى احلامه
بارك الجيران بسعاده للعروسين وهنئوه بفرحه لذلك المسكين الذى توالت عليه المصائب فى الفتره الماضيه
واخير جاء نصيبه من الفرح
من جانب “جودى ” لم تنكر سعادتها وان كانت تشعر بشئ من النقصان فى نفسها فهى تشعر ان “سليم ”
ناقص الجسد بينما هى تنقصها الروح وان اجتماعهم ليكمل كلا منهما الآخر ,انصرف الجميع وتركوهم معا
فاقت من شرودها على صوته العذب وهو يقول :
_ مليون مبروك يا غاليه
ابتسمت له بنعومه وتوردت وجنتها خجلا من اقترابه أردف وهو يعانق تفاصيلها بعينيه :
_ انا حاسس انى مبسوط وروحى طايره فى سابع سماء هو المأون دا كتب كتابنا ولا إدانى تأشيره لسماء
خرج صوتها بضحكه كتمت نصفها بيدها تراجع للخلف ليضغط زر الكاست القريب على احدى الموسيقى
الها د ئه وعاد اليها من جديد يمد يده قائلا :
_ تسمحيلى بالرقصه دى
قفز قلبها بفرح كغزال حر فى البريه سألته بعينها كيف ولكنه مد يده ليترجم مايريد فعله
وضعت كفها بكفه وكان هذا كفيلا لإختطلات مشاعرهم الفرحه وزيادتها لضعف
جذبها عليه لتجلس معه فوق كرسيه المتحرك واسنانه الناصعه تبرز ابتسامه رائعه
سالته بمرح وسعاده :
_ ادينى قعدت
بدى فى الخلفيه صوت رقيق كرره بلسانه بهدوء بدئت كلماتها كالاتى :
_ اوعى تفتكرى انى ممكن أنسى حبك مهما غبتى
هو فى الدنيا غيرك حد يتقاله حبيبتى
إنتى الحب اللى مقوينى
و مدفينى ومخلينى
أحب الدنيا عشانِك بس
حتى الكلمة اللى بقولهالِك
مابتوفيش حقِك لجمالِك
لإن جمالِك مش بالكلمة
مفيش ولا كلمة تعبر عن حاجة بتتحس
دار بكرسه وهى معه اخرج كل كلمه من لسانه وكأنه هو من غنها لها خصيصا
ادمعت عينها لاغداقه عليها بكل هذا الفيض من المشاعر وشعرت بالفعل انها من خلال كرسيه
حلقت فى السماء الحب لا يعرف سوى تناسق الاروح لا يعرف ابيض واسود كامل او ناقص
الحب اثنان ينطفأن معا ويشتعلان معا لنفس الاسباب .
#لانهااستثناء
______________ بقلم سنيوريتا ___________
(فى الدكان )
كان كل ما فى رأس “حقى ” فى قدمه بعد مواجهة “فهد” الحاده معهم ولا يختلف الحال عن “عبود ”
الذى جلس خلف مكتبه ينقر بأطراف اصابعه على سطحه فى توتر جلى
صاح “حقى ” بعدما خرج عن طوره تماما :
_ انت هتسيبه يعمل اللى على مزاجه
اجابه “عبود ” بحنق :
_ عندك حل تانى دلوقت
صاح “حقى ” من جديد :
_ لا دا انا اصورلكم قتيل
انتفض “عبود “من مكانه وهو يجيب حدته بغضب :
_ والمفرض أعمل ايه اخوك راجع من الموت سيبه يهدى شويه وبعدين نعرف ناوى على ايه
انا جاريته بس عشان يطملنا
مر “حقى ” من امامه وهو يهدر بضيق :
_ هو مافيش غير مراته اللى قلبته القلبه دى
حك “عبود ” عنقه متمهلا قليلا فى التفكير وخاصتا بعد تحذير “فهد ” من المساس بها وقال بشرود :
_ لا الموضوع اكبر منها فيى حد تانى لعب فى دماغه مسيره هعرفه
سأله “حقى ” مستنكرا :
_ حد تانى هيكون مين ؟
وأردف مؤكدا :
_ مافيش غيرها
حرك “عبود” اصبعه بإشاره نافيه وهو يقول عن اقتناع :
_ لأ لأ ,,دا لسه راجع ما لحقتش تأثر عليه
هدر حقى بخبث :
_ وهنسيب مراته كدا
اجابه وهو يضيق عينه بشر :
_ هنشوف مين اللى قلبه علينا وبعدين نبقى نتصرف معها
_________________بقلم سنيوريتا _________
(تيم وتوبا)
تمدد على فراشه جفاه النوم لقد وترته الآيه وحركت كل مشاعره ولكن كل ما عانه ليس سهلا
اخضاعه للتوبه بهذه السهوله ,الامر يحتاج اكثر من ذلك وتوبا وحدها تكفى دخلت اليه
“توبا” وهى تعرف انها اربكت مشاعره وخلت توازنه فقد تغير تماما بعدما طلبت منه الاستقامه
وقفت على باب الغرفه لا تستطيع التقدم مرتبكه متحيره لا تعرف من اين تبدأ دام الامر طويلا
حتى بدأ هو بمقاطعة الصمت وتشجيعها على التخطى :
_ هتفضلى واقفه عندك كدا كتير
عضت شفاها وتحركت نحو الفراش وقفت فوق رأسه وهتفت بتردد :
_ انا ما كانش قصدى اضايقك
رفع حاجبه وهو يحافظ على اغماض عينه مد يده ليمسك يدها وضعت يدها وهى تحدق
اليه بدقه سحب يدها ووضعها على قلبه ودون أن ينيث فمه بكلمه التف الى جانبه
وجذب كامل جسدها اليه وضع رأسه على صدرها وبتلقائيه عاشقه ضمته بقوة
لكن لاتعرف لما انتابها شعور جعل قلبها ينتفض هتف وهو يشعر بالتخدير والسكينه من دفئ حنانها :
_ مالك يا توبه خايفه ليه ؟
نظرت اليه و هو مازال مغمض العينين وسألته بدهشه :
_ انا مش خايفه…. ليه بتقول كدا ؟
ظل على نفس سكونه وهدر بـ :
_ انا حسيتك بقلبى انا حافظك
مد يده الى وجهها وهو يستأنف :
_ عارف عدد النمش اللى فى وشك ما انتى بقيتى حياتى
بقيت حافظك فاهم نبض قلبك من واحنا صغيرين يا توبا وكل التفاصيل دى دارسها
لو مش بتكلمى بفهم من عنيكى ولو غمضى عيونك بحسك بقلبى انا ولا يوم ولا ليله كنت ناسيكى
كل الايام اللى بعدت فيها عنك كانت عينى شايفاكى كنتى الممنوع المرغوب الادمان اللى
مش عارف ابطله وراضى اموت بيه
كلماته الناعمه ومشاعره الفايضه جلعتها من هليوم لا تشعر بالارض أو بالسماء هتفت وهى
تزدرء ريقها :
_ وانت طول عمرك فارس احلامى يا “تيم ” لما فقد الذاكره كنت فاكره تفاصيلك بالكامل بس
كنت بتمنى حد فيه مواصفات انا حساه بس مش عارفها
فتح عيناه فى تلك اللحظه وكانت لونها كالدماء وظهر من نبرته القلقه خوفه الكبير :
_ اوعك يا توبه تكرهينى بعد كل اللى قولتهولك دا انتى كل حياتى بلاش تروحى منى تانى
يا لذة الحلال
هتفت بجديه تامه :
– مش هسيبك يا “تيم ” الا لما تتـــوب وتعرف معنى لذة الحلال بجد
اعتدل فى جلسته وحاول السيطرة على نفسه لكن ما لفت انتباه فى هذه الفوضى هو اسمه “تيم ”
هدر وهو يلتف لها :
_ انتى قولتى “تيم ” أول مرة ما تقوليش يا سلطان
استرسلت بلهجة مؤكده :
_ ايوة ولو عايزنى انسي اسم “سلطان” دا تبعد عن السكه دى اللى غيرتك وغيرت اسمك وتعيشنا بالحلال
اجفل عينه وساد صمته فأردفت :
_ ان الله يبسط يده فى النهار ليتوب مسئ اليل ويبسط يده باليل ليتوب مسئ النهار
ربنا بابه مفتوح ولو قربتله شبر هيتقربلك ذراع وان تقربت اليه ذراع هيتقرب اليك باع
وان رحته بتمشى يأتيك هو هرولا ,,,,/ مأخوذ من حديث شريف >>
يلا يا “تيم ” يلا نبدأ حياه جديده وتوب خلى ربنا يتوب عليك ويطمنك
وكأن كلامها أنزل عليه السكينه بكلماتها المحفزه ابتلع ريقه وهتف :
_ انا مــــســتعــد يــا تــوبه
كانت اجمل فرحه تشعر بها بإقتناعه الآن فقط عرفت قدرها وقدرتها فى التاثير عليه الآن ستشعر
بالامان الحقيقى مع شريك حياتها نجحت فى توبه الشيطان وتغلبت على عُنده بِالِين
وانتصر الهدوء على الصراخ وغلب الوٌد الند ,,,,,,,,,,
لأنها استثناء ,,
_________بقلم سنيوريتا _________
(فى شقة انس )
سرعان ما التف الجميع حوله من والده لأخته لوالدته كان الذعر مسيطر على الجميع
والخوف يدب قدمه بقوة فى صدروهم انهارت “لين” فى التو واللحظه عندما فقدت الامل فى استجابته
جلست ارضا تصرخ بهستريه :
_أنــــس رد عليا يا أنس انس حرام عليك أكيد دا مقلب قـــــوم
التف والده الى “سجى ” التى اخذت ركنا وحالة من الصدمه سيطرت عليها سألها بحده :
_ حصله ايه ؟ ايه اللى وصله للحالة دى
لم تجيبه وعينها لم تتزحزح عن جسده المسجى ارضا ,سحب هاتفه من جيبه واتصل على الطبيب
لتاخذ دوره “والدته ” وتسال “سجى ” بصراخ :
_ انطقى ايه اللى حصله جاوبينا
امسكت كتفيها وحركتها بعنف وهى تزمجر بصراخ مكلوم :
_ ردى علينا مالوا أنس ايه اللى عمل فيه كدا
اكتفت بتحريك رأسها بالنفى فى ظل انعقاد لسانها عن الكلام دفعتها والدته نحو الحائط
وهدرت غاضبه :
_ لو طلعتى انتى السبب انا هوربكى النجوم فى عز اليل
كانت شرسه من هول مارأته ليس سهلا على امرأه كانت تتمنى فرح ابنها واستقراره
ان تراه بعد ايام قليله مسجى بلا حراك ولما الانكار فسجى فعلا سببا رئيسيا فى ذلك
حدث كل شئ سريعا وانتقل فى عربه مجهزه الى احدى المستشفيات الخاصه ,,,
__________ بقلم سنيوريتا __________
(فى شقة فهد )
انتهى من الصلاه وقد تضاعف احساسه بالا طمئنان والهدوء بينم “غزل ” تجلس الى جواره
وتنظر اليه بشوق وكأن عيناها التصقت بتفاصيله التى اشتاقت لها لاحظ متابعتها وهتف
وعلى فمه ابتسامه :
_ لايمكن اكون وحشتك اكتر ما وحشتينى
شعرت بالتهاب وجنتها لحرجها من فهمه السريع لها وقرأت مشاعرها بسهوله وكأنه يقرأ كتابا
اشار الى صدرها وأردف :
_ وحشنى حضنك أووى
تمدد الى الارض ووضع رأسه على قدمها وحدق بها وابتسم كأنه يرى الجنه لقد عاونته على الراحه
واهدته السكينه بيدها التى عبثت بخصلاته القصيره وذلك الهدوء ساعده على ترك العنان لمشاعره
والتحدث نيابه عنه بـكل صدق وعشق :
_ انا عمرى ما شفت ست احلى منك ولا أحن منك انا اول مره شوفتك اخدتينى معاكى
كلى بقى بيمشى وراكى عينى لغت كل الستات وبقتيتى انتى مكانهم وانا لو أعرف ان انهارده
انا هنام على رجلك وأحس بالراحه دى كلها كنت خطفتك من اول مره شفتك ما كنتش
ههدد كل اللى يقرب منك وأمسح أى حد يحاول يقرب منك
كانت تسمعه مبتسمه حتى هذا النقطه التى أثبتت كل حرف سالته لتوقف اترساله :
_ اومال قولى هو انت ازاى كنت بطفش العرسان
اتسعت ابتسامته واعتدل على جنبه ليوضح مغترا بنفسه :
_ هو انا قليل ولا ايه ؟ ولا صدقتى انك نحس
زمت شفاها بضيق :
_ والله كنت مفكره انى كدا بس بعد ما اتجوزتك اتأكدت
انفرج فاه على هذا القصف الساخر الذى اصابه هدفه :
_أووبا انتى بتغلطى دا انا مجروم خطر أوووى وانتى ما تعرفنيش
ابتسمت غير مباليه ولوحت بيدها لموضع السجاده وهى تقول :
_ ما انت لسه تايب
اعتدل فى جلسته وأستند على ركبتيه ويده وهتف بشقاوة :
_ ما هـو انـا عــمرى مــا اتــوب عــنــك
اقترب منها ودفن وجهه فى عنقها وثم تابع بعشق :
_ يا أحــلــى حــيــاه
دمر حصونها فى ثوان بأنفاسه الدافئه وكلماته الناعمه تحمحمت وهى تنبه :
_ احنا فى الصاله وفى ضيفه معانا
رفع وجهه عنها ثم نهض على الارض وهو يهدر :
_ كــدا انــا قــايـم اطـردها
نهضت من ورائه وهى تستعد لمنعه لكنه حملها بغته وقهقه قائلا :
_ انتى طيبه على طول كدا وبتصدقى أى حاجه هو انا فاضيلها دى كمان
قهقت عاليا على مزاحه المرح وسعادتها بقربه ووجوده فى حياتها من جديد …………

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأنها استثناء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى