روايات

رواية لأنها استثناء الفصل العشرون 20 بقلم ياسمينا أحمد

رواية لأنها استثناء الفصل العشرون 20 بقلم ياسمينا أحمد

رواية لأنها استثناء الجزء العشرون

رواية لأنها استثناء البارت العشرون

رواية لأنها استثناء الحلقة العشرون

العشرون (بداية حياه )
ظل جسد “أنس ” فى حالة سكون بين ايدى الاطباء الذين ذعروا من حالته تناقلوه بين ايديهم غير مصدقين
ارتفاع ضغط دمه المفاجئ دون دواعى مرضيه وفى سنه الصغير ,,
فى الخارج كان ذويه فى جنون وقلق أعصابهم مشدوده لأقصى درجه واعينهم لم تكف عن البكاء لم تعرف
“سجى ” كيف تتصرف فى هذه الفوضى اتخذت ركنا كالغريبه بينهم وشعرت بالوحده الشديده والنبذ دونه
لقد كان حامى لها رأت أنيابهم الشرسه عندما وقع الجميع القى اللوم عليها دون استثناء هاجموها بشراسه
وحملوها ذنبه دون أى شفقه واستمر ذلك حتى الآن …..
التفت اليها “لين” تزمجر بجنون :
_ انا مش مرتحالك من وقت ما شفتك لو اخويا حصله حاجه هرقدك مكانه انتى فاهمه ولا لأ
تقلص جسدها واذداد رعبها فالجميع يهدد ويتوعد لها التصقت اكثر بالحائط وتمتمت بصوت منخفض :
_ يـارب يــقــوم
ضيقت “لين” عينها وسألتها بضيق :
_ انتى بتقولى ايه ؟
وكأن كلماتها احيت امل بقلب كاد يتوقف وكأنها قلوب متصله رغم الابتعاد استجاب الله الى دعائها
وخرج الطبيب من الغرفه وهو يهتف :
_ الحمد لله الخطر زال
اسرعوا جميعا نحوه فى لهفه وتركتها “لين ” اخيرا لتطمئن على اخيها هتف الطبيب مطمئنا :
_ الضغط ارتفع فجأه
سأل “على ” بقلق :
_ ودا سببه ايه ؟
اجابه الطبيب بعمليه :
_ لحد الان مافيش أسباب عضويه بس لازمنا شوية تحليل مهمه وممكن يكون فى حاجه
لاقدر الله مش كويسه فى الدم ويتحط تحت الملاحظه
هدرت والدته بذعر :
_ حاجه زى ايه ؟
رفع الطبيب كتفه :
_ لسه التحليل اللى هتوضح
سالت “لين ” بسرعه :
_ طيب المهم دلوقتى فاق يعنى ممكن ندخله
اجاب الطبيب :
_ يعنى فاق نسبيا وممكن تدخله بس بلاش ازعاج كتير
كانوا فى تلهف الى الاطمئنان عليه لم ينتظره أى شئ وهموا بالدخول وفى حين وقف “على ”
مع الطيبب برهه ليستفسر منه باستفاضه ان كان الوضع خطر أو لا بينما وقفت ” سجى ” متصنمه
مكانها لاتشعر بالانتماء اليهم ذرفت عينيها الدموع بلا سبب وظل فمها يردد بارتعاش :
_ الحمد لله الحمد لله
سأل “على ” الطبيب :
_ ممكن يخرج معانا
هتف الطبيب مؤكدا :
_ لا ممنوع خالص دلوقت هيقعد تحت الملاحظه فتره و نتابع بالتحاليل
ونطمن خالص انه العارض زال حضرتك اكيد فاهم ان ارتفاع ضغط الدم المفاجئ دا
شئ مقلق
ربت “على ” على كتفه وشكره بإمتنان وإنضم الى اسرته داخل الغرفه للاطمئنان على “أنس”
_____________بقلم سنيوريتا _______
( تيم وتوبا )
عاد “تيم ” من الخارج ويده محمله بالاكياس هرولت اليه “توبا ” لتحمل عنه وهى تقول :
_اتخضيت جدا لما صحيت ما لقتكش
اقتربت لتمسك ما بيده لكنه راوغها ليقبل فاها ادركت مراوغته وابتعدت هى الاخرى لتشاكسه
لكنه ترك ما بيده غير هابعا بما فيها واختطفها الى احضانه هادرا :
_ وبعدين معاكى بقى حب وحبناكى
ابتسمت بخجل واجابته :
_ اصل انت يا تيم بتخم والله
اتسع فاه بابتسامه ثم قضب حاجبيه :
_ ظلمانى دا انتى لو تعرفى انا جايبلك ايه مش بعيد انتى اللى تخمينى حالا
سالته وهى تنقر بأصابعها على جبهته :
_ جبتلى ايه ؟
اجاب مسرعا ليحصل على مبتغاه :
_ هــدوم جبتلك هــدوم
اطلقت شهقه متهلله ورفعت يدها للهواء استعد هو فاتحا يده على مصراعيه ليستقبلها فى احضانه
لكنها احبطته تماما والتفت الى الاكياس تفتش بها
هدر وهو يسند جسده الى الكرسي القريب قائلا بسخط :
_ غــداره تملى
لم تكترث الى إدعائه وأخرجت من الكيس سالبوت من خامة الجينز وكذلك تى شيرت أبيض
قصير زمت شفاها وهى تبحث عن غيره وهتفت متذمره :
_ ايه دا مافيش غير دول ؟
اجابها وهو بغمز بطرف عينه بمرح :
_ اه …..ما انا عملت حسابى عشان تبقى ترجعى تانى للقميص بتاعى
نهضت من مكانها لتبدل ملابسها بينما هو نظر لفراغها وعلا صوته محذرا :
_ مــــاشى يا توبه خـدتى اللى انتى عايزها
لم تجيبه واستمرت بالصعود نهض هو من مكانه لينتشل الاكياس ويرتب ما بداخلها
من اغراض خاصه بالمطبخ وغيرها من الطعام
وقف ب تى شيرت أزرق اللون منتصف الاكمام وبدء يوزع كل شئ امامه بأليه شديده
ليغطى فراغها الذى اشتاق اليه فى هذه الدقائق مرت الدقائق أعوام دونها
لكنها فجأته بتواجدها وهى تهتف :
_ جبت ايه معاك تانى
التف اليها سريعا ليجوب بعينه فى سحرها الخلاب أصدر صفيرا عاليا كمراهق مشاغب
اعجب بفتاه ثم سألها :
_ ايه الجمال دا يا توبه ؟
وضعت يدها الى فاها لتحبس ابتسامتها الخجله وترد باقتضاب :
_ مرسي
رفع جانب حاجبه مستنكرا حالتها البارده التى سيطرت عليها وهتف :
_ ايه دا مرسي بس من غير اى حاجه تانيه
مرت من امامه وكأنه تنوى اغاظته :
_ اومال انت عايز ايه تانى
لم تكن تعرف عواقب استفزاز عاشق مغرم ومتيم بمعشوقته التى تتجاهله امسك بخصرها
على فجأه ورفعها عن الارض و دار بها فى الهواء لن تخفى ضحكاتها على مرحه وخفته
عندما لاحظ اطمئنانها صار يتلقفها كطفل صغير وهى تاره تضحك وتاره تصرخ عندما
يحتال عليها انه سيفلتها رفعها على كتفه وهدر محذرا :
_ هرميكى والله
صاحت من فوق كتفه :
_ لأ بالله لأ
ظل يدفعها ورائه وهو متشبسا بطرف قدمها وهى تتوسل مع ضحكاتها المرحه :
_ خلاص يا تيم هقع بجد انا خايفه
سحبها للامام اخيرا ووضعها امامه وهى مازالت فى حضنه هتفت بحرج :
_ نزلنى
لوح بأسه بنفى وأردف :
_ ما ينفعش حاف كدا
مالت برأسها فى تردد وقبلته اخيرا اختمت بها شقاوته عقب هو قائلا :
_ هو دا الحب ولا بلاش
تعالت ضحكاته بينما هى توالت ابتسامتها ,,,
_____________ بقلم سنيوريتا _____
(فى شقه فهد)
دخل الى “مرمر” بوجه غامض لايعرف على ماذا سيقرر بشأنها ربما يهتدى لشئ بعد التحدث
معها وما ان رأته حتى قفزت من مكانها وهرولت نحوه وهى تهتف :
_ كويس انك جيت انا تعبت من التفكير
اكملت وهى تقبض على اطراف اصابعها بيدها الاخرى :
_ انا عارفه ان قاعدتى معاك مالهاش معنى بس انا مش عارفه مكان اروحه
انا طول عمرى بتمنى اخرج من الفندق بس لما خرجت حاسه انى تايه ومش عارفه اروح
فين لو تساعدنى يبقى كتر خيرك
زفر “فهد ” ليخفى غبطته مما وصله من شعور الضياع المميت الذى جربه من قبل
هو يعرف ماضيها ومدرك تماما ان جزء من هذا الماضى بنى على جدار هاش مسمى
بـ “حقى ” لوى فمه بغيظ من اخيه الذى لم يكف عن تدمير مستقبل كل من حوله :
_ مرمر انا هادبرلك مكان المهم انتى ناويه تنسى اللى فات وتبدئى من جديد ولا اا,,,,
قاطعته “مرمر ” بنفى قاطع :
_ خلاص انا توبت ما بقش فيها ولاااا
ابتسم ابتسامه صغيره وهتف :
_ عال العال ,, انا هاخد غزل ونروح لدكتور دلوقتى نطمن ع الحمل وبعدين هأخدك أوديكى الشقه التانيه
انفرج فاه وهى تودعه :
_ تروحوا وتيجوا بالسلامه ربنا يفرحك بعوضك
اتسعت ابتسامته وهو يشعر بالفرح لهذه الذكرى الجميله ثم دار على عقبيه ليتجه نحو غرفه
“غزل” سارع فى خطواته وهو يتجه نحوها وما إن ادار المقبض ورأها تقف امام المرأه
شعر بالسكينه وكأنه غاب عنها لأعوام طويله لا لدقائق لكن سرعان ما عبس وجهه
وهو يرها تصارع حجابها وتتمتم بغيظ وتشنج امام المرآه
اقتحم المكان وهو يسأل بفضول :
_ الجميل مالو
لم تلتف اليه واجابت باقتضاب :
_ ما فيش
حك طرف انفه وهو يحافظ على ابتسامته واقترب منها يسأل برقه بالغه :
_ لأ فيه مالك حبى
صاحت متشنجه وهى تدير وجها عنه :
_ الطرحه مش راضيه تظبط وكمان مش لاقيه الدبابيس واتخنقت من الحر
رفع حاجبه وهو يستمع الى هذا السيل من الافتراء فالجميع يكذب الاهى دوما فاشله
بالكذب القى نظره خاطفه على السراحه وبطرف اصابعه اشار الى علبة الدبابيس
التى واضحه وضوح الشمس امامها ابتلعت ريقها وهى تلاحظ هدؤه وصبره
بعد صراخها عليه دون سبب واضح دارها اليه لكنها ابقت وجهها اسفل حتى لا يرى
ثوراتها التى لم تهدأ بعد عدل بطرف اصابعه حجابها وبدأ بتركيب الدبابيس بحذر
ودون مقدمات ظهرت ابتسامه واسعه على وجهه وهو يسألها ساخرا :
_ الدنيا حر فى ديسمبر يا غزل
لم تجيبه واستمر وجهها ارضا حتى لامس هو طرف ذقنها بأصابعه والتقت عينه بعينها
وكأنه قرأء كل ما بها ككتاب مفتوح ودون تعقيد فهم ما بها وهتف وهو يضيق عينه :
_ غــيــرانه
دارت بعينيها فى توتر بعدما كشفها وبتسرع وتوتر شديد اجابته :
_ وانت اللى زيك ما يتغرش عليه
زادت ابتسامته بفرح هو علم من وقت ما دخل السبب لكنها اخبرته دون عناء ومع كل
موقف سيزداد اعجابا بشفافيتها ,بصعوبه سيطر على مشاعره امام رؤية عينها التى تشتعل
بالغضب وهدر :
_ انتى الى زيك هو المفروض ما يغرش وبالذات عليا انا انا مش شايف ولا سامع وحاططت حد
فى قلبى غيرك انا واحد جاهل فى كل حاجه غير حبك
دفعت يده عن كتفها وهتفت بتذمر :
_ ياسلام وانا هصدق الكلمتين دول
رفع يده من جديد لكتفها وربت بحنان وهو ينطق كالولاهان :
_ لو عمرى يكفيكى انا مستغنى عنه عشانك
بسرعه عادت “غزل ” لرقتها وهتفت :
_ بعد الشر عليك يا حبيبى
جذبها الى احضانه واسند رأسه على رأسها وقال بمرح :
_ حــبيبك دا مستعد يموت كل يوم عشان يسمع منك الكلمه دى
وكزته فى كتفه وقد تغيرت نبرتها للحده :
_ ما قولنا بعد الشر عليك
سألها “فهد ” متلهفا :
_ يا ..ايه ,,,قوليها تانى
عضت شفاها وهى تنطق بخجل :
_ حـبيبى
صاح مهللا :
_ اقسم بالله ما مصدق نفسى هو فى حلاوة بالشكل دا انا حاسس انى اول مره اعيش
ابتعدت عنه قليلا وهو تهتف متعجله :
_ طيب يلا بينا بقى عشان نطمن على ابنك
وقفت فى وجه المرآه مندهشه مما فعله بحجابها لقد رتبه بتنظيم غير مسبوق فتسألت وهى
تلتف اليه :
_ انت ازاى عدلته كدا دانا نفسى مش بعرف اظبطه بالشكل دا مين علمك
رفع كتفه قائلا :
_ مش محتاج حد يعلمنى انا مشيت على تفاصيل وشك بالطرحه وهى اتظبطت لوحدها
ببساطه انا ما كنتش مركز مع القماش كنت مركز معاكى انتى
لاحت ابتسامتها الناعمه على وجهها من غزله المستمر ودفئ الحب الذى ينبعث من كل كلمه
ينطقها فاه يجعلها تعشق هذا الرجل الاستثنائئ آلاف المرات ….
______________ بقلم سنيوريتا __________
(فى المستشفى )
فتح “أنس ” عينه ببطء ليرى بتشويش كل الوجوه التى امامه كالضباب لكنه جاهد التركيز
عليهم وبحث بدقه عن وجه مميز وآخر ما رأى قبل وعـكـته مباشرا
سارعت “لين ” بامساك يده وهى تناديه بقلق جلى :
_ أنس حمدلله على السلامه
ومن الجانب الاخر كانت والدته التى سألت بتلهف :
_ حبيبى ايه اللى عمل فيك كدا
وانضم والده يتلمس بشرته قائلا :
_ الف سلامه عليك طمنا عليك
لم يكن لديه جهد لاجابتهم وما تبقى له من طاقه ادخره ليسأل بتعب :
_ ســجــى فين ؟
اختفى قلقهم عند ذكر اسمها وحل مكانه دهشه لقد نسوها فى الخارج
تبادل النظرات معا دون اجابته ليعود لنفس سؤاله :
_ سجـى فين ؟
ربتت والدته على كتفه مهدئه اياه :
_ بره حبيبى ما تقلقش المهم انت خليك فى نفسك وقوملنا بالسلامه
لم ترضيه الاجابه لذا قرر أن يأمر ويطاع سحب جسده للاعلى وهو يهدر آمرا :
_ عــايز مــراتى
لم يكن امام “لين ” أو والدتها خيار اخر التفت “لين” لتنفذ غايته وفتحت باب الغرفه
لتناديها اليه لم تكن بعيده بل كانت تقف بوجه الغرفه منكمشه على نفسها اشارت لها
لكى تحضر وبخطوات متخبطه لبت “سجى ” النداء كان قلبها يدق بعنف وهى تتحرك نحوه
تشعر انها على مقربه من أمان افتقدته وعرفت قيمته , ولجت الى الداخل وعلقت عينها بعينه
واتضح عليها الحيره وهى تبعث اشارات غير مرتاحه لكل من فى الغرفه وكأنها تستجير به
وكأنه جدار صلب ستحتمى به
من جانب “أنس ” كان يحاول التركيز على فهم ما يراه فى عينها وخشى أن يكون أحد ما أزعجها
اشار لها بيده أن تقترب ثم مسح على طرف فراشه لتجلس الى جواره وبصمت شديد وتحت مراقبه لين
ووالدته نفذت “سجى ” طلبه دون أى تحريف
هتفت “والدته ” بتذمر من تجاهله اهتمام عائلته وتفضيل زوجته عليهم :
_ طيب انا هخرج مع بابا اشوف عمل ايه مع الدكتور
قالتها والتفت للخارج هى وزوجها لتناديهم “لين ” :
_ استنى يا ماما انا جايه معاكم
اختفى الجميع لتزفر “سجى ” بإرتياح وعلقت الكلمات على حافة لسانها لم تسطيع حتى أن تسأله
كيف حاله ظلت تحدق اليه بصمت حتى سألها هو بنبره يتضح عليها الارهاق :
_ حـد ضايـقـك ؟
حركت رأسها بنفى فزفر هو بارتياح ثم اجفل عينه من جديد ليرتاح وهى جوراه
________________بقلم سنيوريتا _________
(بين سليم وجودى )
كان الجو منسجما بينهم لاقصى حد وبنجاح “سليم” فى اقناعها بالزاواج شعر انه ملك الدنيا
وما فيها ومع طمأنينه “جودى ” انه لن يمسها البته بسبب عجزه يدء قلبها يميل اليه اكثر واكثر
تحرك “سليم ” نحو باب الشقه فالآن بدى مستعدا لإستقبال الحياه ومعاندة قدره من اجلها
خرج عن الشقه تماما وتحرك الى الشارع ومنها انتقل بكرسيه الى محل جملة قريب يعرفه
جيدا دخل اليه ملقيا السلام :
_ السلام عليكم يا حاج احمد
التفت اليه الرجل الذى كان منشغلا فى ترتيب بضاعته وتهلل وجهه مرحبا :
_ وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته اهلا ايه اللى خرجك بس يا سليم
كنت اتصل وانا ابعتلك اللى محتاجه
ابتسم “سليم ” معجبا بترحابه الذى يمهد الطريق لطلبه الذى اتى اليه وهتف :
_ ربنا يكرمك يا حاج الموضوع اللى عايزك فيه ما ينفعش فى التليفون
بدى على الرجل الطيب الاهتمام واقترب منه يسأله بجديه :
_ خير يا سليم قول عندك ايه انت زى ابنى
اجابه وهو يخرج من جيبه لفافه من المال وقدمها اليه قائلا :
_ انا عايز اشترى بضاعه من عندك
ظهرت علامات التعجب على وجهه ودفع يده الممدوده متسائلا:
_ ما تفهمنى فى ايه هو انا غريب ؟
هدر سليم بالتوضيح :
_ لا مش غريب يا حج “احمد” انت صاحب ابويا وطول عمرك مراعينى انا واختى
من بعد ما مات ابويا زى ولادك بالظبط وانا مش هخبى عليك زى ما انت
عارف انا كنت عايش على معاش الخدمه الاجتماعيه ومساعدات الناس
(قالها بحرج شديد )
ودلوقتى انا اتجوزت ومش عايز احسس بنت الناس اللى معايا إن فى حاجه نقصها
كفايا اللى انا فيه ( اشار الى نفسه بحزن ) ليسترسل بأسف :
_ انا مش عايز من حد مساعده انا عايز اكفى نفسى بنفسى
انا هاخد بضاعه منك وافتح اوضه من الشقه واعملها دكان صغير
استرزق منه
ابتسم اليه الحاج وربت على كتفه معجبا :
_ راجل يا سليم انا هقوم اخلى الصبيانى توديك البضاعه لحد البيت
تهللت اسارير “سليم ” وهو يرى الحياه تتفتح له كالزهره فى بدايه الربيع لقد كان “جودى ” نعمه
كبيره ف حياته أعطتها معنى ….
#لأنهااستثناء
______________ بقلم سنيوريتا _____
(لدى توبا وتيم )
اثناء ما كان “ثيم ” يتصفح هاتفه ليتابع الاخبار قفز من مكانه وهو يرى خبر
القبض على رجل الاعمال والنائب البرلمانى (عزيز ألمظ ) بتهمه ممارسه الرزيله
وتجاره السلاح بسبب تسريبات عديدة لسديهات تصل الى سبعين شريط انتشر البعض
منها وتوالت التهم بالتحريض على الفسق والفجور وتم نشر مقاطع قصيره
من بعضها على الانترنت وحدث ما أراد “تيم ” تشنج جسده وشعر بالبروده
والسخونه فى نفس الوقت لم يستطع الفرح بما فعله لأنه اكثر العلمين انه بفعلته
هذه فتح باب السعير على نفسه لن يتركه “عزيز ” يعيش بسلام ولن يسلم من أذاه
فإن له سبعين ذراعا طائله حتما ستصل اليه شل عقله عن التفكير وهو يبحث عن
مكان يهرب اليه وهو ان نزل القبر سيــجــده ,,
اتت اليه “توبا ” ووضعت يدها على كتفه وهى تهتف بمزاج رائق :
_ الغدء جهز يا حبيبى
وبدون مقدمات سحب يدها من على كتفه ليجذبها الى احضانه مباغتاته الجرئيه
والمشاكسه كانت كالامر العادى بالنسبه لها لكن هذه المره كان غريبا حاوط جسدها
بقوه وكأنه سيدفنها بين ضلوعه نادته بصوت متالم :
_ تيم ,,مالك
صوتها نبئه عن رغبة فى ادثارها للابد فى احضانه حرر يده عنها ببطئ ليسمح
لها بالحركه فرفعت وجهها اليه لتفهم سبب حالته الغريبه كررت سؤالها بقلق
عندما لاحظت الغموض المنتشر على وجهه :
_ مــالك يا تيم شكلك مش مطمنى
اجابها وهو يقلب بصره بحيره فى وجهها :
_ مش عارف افرح ولا اضايق
عقدت حاجبيها وتسائلت بعدم فهم :
_ يعنى ايه ؟
جمدت ملامحه وقست عينه وهو يخبرها بنبره جامده :
_ عــزيـز ألمظ اتقبض عليه
رفعت حاجبيها فى محاولة للاستعاب وسألته :
_ عزيز ألمظ … اللى هو مدير الفندق
أكتفى بالايماء فقفز من مكانها تهلل بفرح :
_ ايوة بقى احمدك يارب
اشار لها يستوقف جنونها ,فجلست امامه بتعجب من حالته لتسأنف كلامها بنبره متعجبه :
_ المفروض تبقى مبسوط
لوى فمه وظهرت ابتسامه باهته على وجهه وهو ينطق متاثرا :
_ دخول عزيز السجن معناه ان العد التنازلى بتاع حياتى بدأ
جحظت عينها وكممت فاها وهمت من مكانها لتقترب منه وهى تهتف بانزعاج :
_ لأ ما تقولش كدا أكيد يعنى مش هيقدر يعملك حاجه وهو فى السجن
ضغطت على رأسه وهو يزفر أنفاسه بضجر :
_ يوووه يا توبا انا مهما اوصفلك ايديه طايله قد ايه مش هتصدقى
انا لو نزلت قبر هيجبنى
ارتجفت حرفيا من كلامه وسألته بخوف جلى من أن يهدم احد سعادتهم من جديد :
_ وهنعمل ايه ؟
امسك بعنقها وجذبها الى حضنه وهتف وهو ينظم انفاسه :
_ هنفضل زى ما احنا كدا بس المهم ألاقى شغل عشان نقدر نكمل
ما تخافيش من حاجه
حاولت طمئنت نفسها فى حضنه كلامه يطمئنها لكن دقات قلبه الغير منتظمه
تخبرها بقلقه وبخطر يقترب منهم لا يعرف كيف يواجهه
____________بقلم سنيوريتا _________
(من جانب أنس )
كانت سجى تجلس الى جواره بلا حراك وكأنه آخر جدار فى العالم تآوى اليه دخلت اليها “والدته ”
لتجد ابنها غافيا وبدون أن تنتبه الى يده الممسكه بيدها اشارت لها وهتفت بصوت منخفض :
_ تعالى عايزاكى بره
ابتلعت “سجى ” ريقها وهمت لتنهض لكن يد “أنس ” كانت تقبض عليها بشده نظرت الى “والدته ”
حيث لاحظت هى ذلك وازعجها بشده تعلقه الشديد و المزعج لها اقتربت منها وهى تصر على أسنانها
وسحقت الكمات فى فمها قبل ان تلقى شظايها الموجعه :
_ اسمعينى كويس انا لحد دلوقتى بعاملك زى لين بنتى انا ما سألتش لا على اصلك ولا فاصلك
ولا اعرف ليه ابنى متعلق بيكى كدا انا دورت على راحت ابنى وبس ودا اللى يهمنى فى الموضوع
إسعدى ابنى تبقى سعدينى كفايا جوزته الاولى والسافله اللى ضحكت عليه
اهتزت مقلتيه وهى تسمع لأأول مره أمر زواجه شردت فى تفاصيل سابقه عندما اخبرها انه سيتزوج
لكن لم تعرف إن تمت هذه الزيجه أولا سبب انفاصله لم تدرك فى شرودها عن ما تفوهت به “والداته”
ظلت ترى شفها تتحرك بالوعيد لتخرج هى عن صمتها متسائله ببلاهه :
_ لــيــه ؟
ضمت حاجبيها وانفعلت من تجاهلها كل ما قالت وصاحت بها :
_ هو ايه اللى ليه ؟
هتفت “سجى ” بتصميم :
_ طلقها ليه ؟
كتمت غيظها داخلها من سؤالها وقررت عدم الافصاح عن السبب حتى لا تقلل من شأن والدها
امام زوجته وإن كانت لا تعلم يعنى انه لم يخبرها وبما انه لم يخبرها فهى لن تخبرها :
_ ابقى اسأليه ,,, المهم عندى ابنى انا عايزه اطمن عليه كفايه عليه لحد كــدا
دا لسه فى عز شبابه
دارت على عقيبها وغادرت المكان لتسقط دمعه على وجنت “سجى “كانت تقف على عتبت
عينها وتأبى السقوط امامها التفت برأسها لتلقى نظره على “أنس ” الذى مازال ساكنا
لم تعرف أى شعور تعطيه العطف أم الحقد هى من أحبته قبل أن تعرف عواقب الحب العقيم
ولكنه جرحها جرح غائر صعب الإ لتأم لم تغضب من فعل والدته ابدا هى ايضا ان كانت أم
بالتاكيد ستريد لهم السعادة والهناء وعذرتها شديدا لأنها لم تعرف ظروف قصتهم العجيبه
ولا سبب زيجتهم المتعجله تصرفت بقلب أم وقلوب الامهات لا تفهم التعقيدات ,,,,,
______________ بقلم سنيوريتا ______
(فى العياده )
تمددت “غزل ” على السرير من خامة الجلد الخاص بحجرة الكشف والى جوارها “فهد”
يمسك بيدها بحنان انضم اليهم الطبيب لكى يريهم الجنين الذين اشتاقوا اليه قبل
ان يأتى كأنه حلم بعيد اقترب موعد لقائه ظهر شيئا فشئ صوره لجنين
رأس ثم قدم ثم يد وأخيرا اكتملت الصوره كانت الدهشه على وجهه ” فهد” لا تصدق
هتف الطيبب :
_ اهو البيبى بتاعكم يا جماعه النبض تمام والحمد لله
هدر “فهد ” وكأنه مسحور :
_ هيجى امته ؟
اجاب الطبيب :
– تقريبا كمان تمن شهور
كان يود ان يخرج من الزمن الى وقت ظهوره فهو لا يطيق الابتعاد عنه ثانيه
رفع الطبيب الجهاز عندما انتهى من الكشف لكن استأذنه “فهد” :
_ لأااا سيبه كمان شويه ارجوك
ابتسم الطبيب وامتثل الى طلبه واكمل لتظهر صورته من جديد تنير الظلمه وتنير قلبه
وتجعل قلبه ناصع البياض ينفض كل الشر عنه هناك سبب يستحق أن يكون لأجله نظيفا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لأنها استثناء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى