روايات

رواية أطياف الفصل الثالث 3 بقلم هنا عادل

رواية أطياف الفصل الثالث 3 بقلم هنا عادل

رواية أطياف الجزء الثالث

رواية أطياف البارت الثالث

رواية أطياف الحلقة الثالثة

لما شوفت شكلها بالمنظر ده اترعبت وحسيت اني اتسمرت مكاني، قولتلها بصوت متوتر:
– أأ..أطياف!! انتي…انتي…بتعملي، بتعملي ايه هنا؟
لقيتها قامت من مكانها ووقفت وهي حاطة رأسها فى الارض وبصالي بعنيها بنظرات مرعبة واتكلمت بعياط جامد جدا وقالت:
– ساعدني، وائل متسيبنيش، ساعدني ارجوك.
لقيت نفسي من الخوف بسبب نظراتها وشكلها الغريب ده برجع بضهري لورا وانا بقول:
– هو فى ايه؟ ايه اللى بيحصل ده؟
كنت بمشي بخطوات بطيئة وهي بتقرب مني…بس مش بتقرب بشكل طبيعي، لالالا ده كان الجزء اللى فوق من جسمها بيتحرك ناحيتي وبيقرب مني، ورجليها كانت بتتسحب وراها كأنها بتجر حاجة تقيلة عليها، المنظر كان غريب، حتى شكلها وهي عمالة تقرب امني ابتدا يتحول، وشها كله انكمش وبقى كأنها عديت ال100 سنة، الشعر ابتدا يغطي جسمها كله، نظراتها مرعبة ومخيفة، كنت خايف الف وشي واجري احسن تهجم عليا، لكن لقيت ان انا لازم اهرب، مش فاهم اللى بيحصل ومرعوب وهي مش بتعمل حاجة غير انها بتقرب وبتردد:
– ساعدني، اوعى تسيبني، الحقني، ارجوك الحقني.
من الخوف لفيت وجريت..جررريت وخايف ابص ورايا لكن فجأة لقيتها فى وشي، ظهرت فجأة ولو انا موقفتش فجأة كنت لبست فيها، ريحتها بشعه ومقرفة، شكلها مرعب، حتى صوتها اتغير ولقيتها بتقولي:
– مفيش مكان للهروب يا وائل، هتجري ومش هتوصل.
بصيت حواليا وبصيت ناحية مدخل المدافن…لقيت مفيش بوابة، اه البوابة اللى دخلت منها اختفيت، مجرد طريق وبس، فجأة حاجات ابتديت تخرج من تحت الارض لونها اسود وشكلها شبه جذوع الشجر وابتديت تزيد وتتشابك فى بعض وطولها يزيد لحد ما كونت سقف فوقيا، وقالتلي أطياف بصوت تخين وكأن راجل اللى بيتكلم:
– مش قولتلك مفيش مكان، ساعدني، انت لازم تساعدني، والا نهايتك انت شايفها اهو.
قالت كده وفجأة حسيت ان المدافن كلها اتحاوطت بسور من نار، مفيش مكان اهرب منه، حسيت اني اتسجنت فى المكان ده والكيان ده واقف قدامي بيتهز بشكل غريب فى كل الاتجاهات، لقيت الرعب سيطر عليا ومش متحمل اشوف الشكل اللى قدامي ده، جريت تاني، عمال اجري والف حوالين نفسي وهو واقف يتفرج عليا، لحد ما تعبت، بقيت مش قادر اخد نفسي ووقفت بعد ما تخيلت اني بعدت شوية لكن لقيته ظهر قدامي من تاني، والملامح ابتديت ترجع واحدة واحدة بالتدريج لملامح أطياف اللى قالتلي بتوسل غريب:
– انا بنتهى يا وائل، ساعدني، انتي الامل اللى باقي.
وفجأة اترميت أطياف على الارض وابتديت ترتجف وجسمها يتنفض وكأنها بتتكهرب، الحالة اللى فيها اشبه بحالات الصرع، بقيت مش عارف اتصرف ازاي خاصة لما لقيتها ابتديت تنزف من ودنها ومناخيرها، ومجرد ما لمحت الدم نازل منها، اتحول المكان اللى انا فيه لمشهد غريب جدا، مكان غريب ريحته وحشة جدا ومليان دم، فيه راجل قبيح جدا قاعد حواليه اشلاء حيوانات بتنزف، المنظر مخيف ومقزز جدا، قدامه منقد بيطلع دخان، دخلت عليه ست ماسكة كيس اسود شبه جلد الحيوانات، اول ما شافها عدل قاعدته على الكرسي وربع رجليه وسند ضهره وهو بيقولها:
– اهلا يا وش الغراب، جيبتي المطلوب؟
طلعت حاجة من الكيس اللى معاها وهي بتقوله:
– اهي ياسيدنا الحاجة اللى انت طلبتها.
رد وقالها:
– اسمها ايه؟
قالتله بغل وكره:
– أطياف.
انفعل واتكلم بعجرفة وصوت عالي:
– اسمها واسم امها يا بهيمة.
ردت وقالتله:
– أطياف بنت سنية.
اول ما قالت كده بص على الحيط وهو بيحرك رأسه يمين وشمال، ظهرت على الحيطان بتاعت الاوضة المتهالكة دي تعابين كأنها متحنطة مش بتتحرك، ولقيته بص ناحيتي وعنيه مش زى عنينا، لاء عنيه كانت بالطول، تجويف عنيه كله كان بالطول، منظر مرعب جدا، وفجأة لقيت فى ايديه كتاب ظهر وقالها بحدة:
– حطي أطياف بنت سنية بين الكتاب.
كتاب اسود كبير وشكله غريب، ابتدا يردد كلمات مش مفهومة، حاجة شبه الطلاسم كده، وكان بيقول:
– صد جم مس صد حق مد كب سؤ سم
وفجأة قفل الكتاب على الحاجة اللى الست حطيتها فيه وطار الكتاب من ايديه وكأنه عارف مكاني فين ابتدا يلف فوق دماغي وانا واقف مصدوم ومذهول بس مش قادر اعمل ولا اقول ولا اتصرف فى اي حاجة، وكرر اللى قاله مرة تانية رجع الكتاب لأيديه من تاني وفجأة بصيت الست اللى كانت قاعدة قصاده ناحيتي وكانت فيها ملامح من اطياف، وضحكت هي والراجل الغريب ده ضحك غريب…ضحك بصوت مرعب مخيف، يقبض القلب، وابتدوا يحركوا رأسهم وجسمهم يمين وشمال كتير جدا وفجأة بطلوا ضحك وبرقولي جامد، وقفوا حركة جسمهم ورأسهم بس اللى بتتحرك بنظراتهم الثابتة عليا المرعبة، وفجأة:
– وائل، اصحى يا حبيبي، اصحى يا وائل هنتأخر ومش هينفع نروح نزور فى الضلمة.
– انت يابني في ايه؟ نايم نوم اهل الكهف ليه كده؟ اصحى هنتأخر.
فتحت عيني مخضوض واتنفضت وانا بقول:
– اعوذ بالله، بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله….
امي:
– جرى ايه يا عبيط انت؟ شايف عفريت قدامك ولا ايه؟
رديت وانا لسه مخضوض:
– انا فين؟
امي:
– بلاش استهبال يا ولا، قوم يلا واوعى تكون فاكر انك هتعمل فيلم علشان متجيش، يلا اجهز.
هنا اخيرا فهمت ان اللي كنت فيه ده كله مش اكتر من كابوس، كابوس مخيف ومرعب ومُتعب كمان، اه صاحي جسمي كله واجعني، صداع رهيب وعيني بفتحها بالعافية كأني صاحي من امبارح، حتى نفسي كان مقطوع وكأني كنت بجري طول الليل، قومت من على السرير وانا حاسس بقلبي مقبوض ومش قادر اتناسى الكابوس المرعب ده، حسيته حقيقي لدرجة اني مش مصدق ان انا اتكتب ليا عُمر جديد، دخلت على الحمام اغسل وشي علشان يمكن افوق، ببص فى المرايا بشوف عنيا اللي شبه كاسات الدم دي، لكن اترعبت لما لقيت حد واقف ورايا، جريت من الحمام وانا بقول:
– اعوذ بك من الخبث والخبائث..يا ماما، يا ادم، انتم فين يا جماعة؟
كنت مرعوب وبجري بدور عليهم فى البيت…لكن غريبة، ده مفيش حد فى البيت، ازاي؟ دي امي لسه مصحياني! لقيت نفسي بجري على التليفون وبتصل بأمي اللى ردت على طول:
– انتم نزلتوا ليه يا ماما؟ انا مش قولتلك هلبس وانزل معاكم؟
ماما:
– لا حول ولا قوة الا بالله، انت يابني مش مروان صاحبك اتصل بيك وقالك ان ضياء صاحبكم اتقلبت بيه العربية وفى المستشفى؟ وقولتلك خلاص روح لصاحبك واحنا هنروح المدافن؟
رديت بنفي:
– ايه اللى بتقوليه ده يا ماما؟ لاء طبعا محصلش.
امي بنرفذة:
– انت باين عليك لسه نايم يا وائل، روح يابني الله يرضى عليك انا مش رايقالك.
قولتلها بسرعرة:
– ماما…الو..الوووو.
امي قفلت الخط فى وشي، من غير تفكير لقيت نفسي بتصل على مروان اللى رد عليا بسرعة:
– ايه يابني وصلت؟
رديت بأستغراب:
– وصلت فين؟
مروان:
– فى ايه يا وائل؟ وصلت عند المستشفى؟
رديت:
– مستشفى ايه؟
مروان بانفعال:
– المبرة يا وائل فى ايه؟ انا مش كلمتك يابني وقولتلك الواد ضياء عمل حادثة وطالعله على المستشفى؟ انت كنت نايم لما كلمتك ولا ايه؟ يلا انا وصلت وطالع اشوفه، تعالى على هناك بقى.
قالها مروان وقفل الخط وتليفوني رن فى ساعتها وانا فى ذهول رديت وانا فاكر انه مروان، مبصيتش حتى فى التليفون، لقيت صوتها بتقولي:
– صباح الخير.
رديت بضيق:
– ايه يا اطياف؟
لقيتها ردت عليا:
– حد يقول لحد بيكلمه ايه؟ طيب على الاقل رد الصباح، ولا هو انا كنت معاك طول الليل يعني؟
رديت بضيق:
– معلش يا اطياف انا متزاول بس، واحد صاحبي عمل حادثة ولازم….
أطياف:
– ضياء!
اتصدمت:
– نعم؟! انتي عرفتي منين؟
مفيش صوت، النور قطع فجأة، حسيت ان فيه زحمة حواليا واصوات غريبة، حاسس ان فيه ناس كتير معايا فى البيت، مش شايف حد، لكن حاسس ان كلهم بيلفوا حوالين مني، اصوات مزعجة لعياط وصوات وانا بصرخ فيهم:
– فى ايه؟ ايه اللى بيجرالي؟
فجأة الصوت سكت تماما، حسيت ان كل ده كان وهم وخيال، لكن فجأة رن صوت مُقبض فى ودني وقاللي:
– ضياء مات.
وقبل ما اتصدم رن تليفوني والنور رجع، وكان مروان اللى بيتصل، رديت عليه بسرعة:
– انت فين…
مروان بعياط:
– الحقني يا وائل، ضياء مات، مات وانا واقف مشلول مش عارف المفروض اعمل ايه؟ تعالى الحقني؟
رديت بذهول:
– ضياء مين؟ مات ازاي؟
مروان بعياط:
– متتأخرش عليا يا وائل، انا مش عارف اعمل حاجة.
قفل الخط ولقيت نفسي بطلع رقم ضياء اتصل عليه، مرة اتنين تلاتة اربعة لحد ما رديت:
– سلام عليكم.
قولتلها:
– لو سمحتي مش ده تليفون ضياء؟
قالتلي بعياط:
– ايوة هو، البقاء لله، ضياء اتوفى.
رديت بصدمة:
– هو انتي مين؟ انتي امينة اخته؟
ردت بعياط:
– ايوة انا اخته؟ مين حضرتك؟
قولتلها:
– يا امينة، انا وائل صاحب ضياء، انتم فين طيب؟
قالتلي:
– أحنا فى مستشفى المبرة، وهيخلصوا الاجراءات وهنطلع على مدافن العامود.
قفلت معاها وانا مش فاهم اللي بيحصل، قعدت على الكرسي وفتحت الكلام اللى كان بيني وبين ضياء، من فترة طويلة متكلمناش، كنا قافشين شوية على بعض والموضوع كان تافه، لكن كل واحد فينا كابر انه يكلم التاني، لقيت نفسي ببعتله:
– ضياء، حقك عليا لو زعلتك، رد عليا علشان خاطري، انا مكنتش عارف اننا مش هنشوف بعض تاني، مكنتش عارف انك هتسيبني وانت زعلان مني، حقك عليا يا حبيبي، سامحني يا ضياء، رد عليا يا صاحبي وقول انك مسامحني.
قفلت الكلام بيني وبينه وقومت غيرت هدومي ونزلت، نزلت وانا ماشي فى الشارع بعيط، لحد ما وصلت للمدافن بتاعت العامود بعيط، طبعا اللي من اسكندرية عارف مدافن العامود دى بتكون زحمة ازاي، خاصة ان النهاردة الخميس، وغير الدفن والاموات بيكون فيه ناس كتير متعودة تزور اليوم ده…لكن انا روحت لقيت المدافن فاضية تماما، مفيش فيها اي حد ولا اثر لأي بني ادم، ببص حواليا وفجأة لقيتها قدامي، أطياف واقفة قصادي مبتسمة ابتسامة هادي وانا مش عارفة جاتلي امتى ومنين وبتمد ايديها تسلم عليا وبتقولي:
– البقاء لله يا وائل.
مرديتش عليها التعزية، لكن قولتلها بذهول وانا خايف من اللى شوفته معاها طول الليل:
– انتي جيتي هنا ازاي؟ عرفتي منين اني هنا؟
أطياف خدودها احمرت من الكسفة وقالتلي:
– انت اللى قولتلي يا وائل.
رديت عليها بأنفعال وانا مركز مع عنيها، وخايف الاقيها اتحولت زى امبارح:
– لاء بقى يا اطياف، انا مقولتش حاجة.
اتكسفت اكتر وقالتلي:
– افتح التليفون وشوف اخر رسالة انت بعتهالي يا وائل، انا مش بكدب عليك.
فتحت تليفوني وانا بصراحة مرعوب منها ومن الفضا اللى فى المدافن ده، وكل اللى شوفته بليل بيمر قصاد عيني، واتصدمت لما لقيت اخر رسالة كانت بيني وبين أطياف وانا بقولها:
– حبيبتي، معلش مش هقدر اكلمك، صاحبي اتوفى ورايحين الدفنة بتاعته فى مدافن العامود، هفوق كده واخلص وابقى اكلمك.
وكان ردها عليا:
– البقاء لله يا وائل، طيب يا حبيبي شد حيلك وانا هحصلك على هناك.
اتكسفت من نفسي بس قبل ما اقولها اي كلمة سمعت صوت دوشة، عياط وصويت، وكانوا جايين من بعيد شوية ناس كتير شايلين على كتفهم النعش، وست وراهم حواليها ناس مسندينها وهي عمالة تصوت وتلطم وتندب، قربوا ووقفوا قصاد التربة، العياط والحزن كان من الكل، امه كانت بتقول كلام يقطّع القلب وختمته لما قالت:
– حسبي الله ونعم الوكيل فى اللى كان السبب يا نور عيني.
ابتدوا يدفنوا ونزلوا بضياء التربة بتاعته، وهنا العياط زاد، وامه ابتديت ترمي نفسها على التربة وتقول:
– نزلوني معاه، ابني مش بيحب الضلمة، ابني مش بيحب يكون لواحده، ليييييه يااااارب؟ ليييييييه هو يارب؟
كله كان بيعيط، اصحاب ضياء كتير، مش عارف امتى لحقوا يشتروا مصاحف يوزعوها على روحه، وخلصت الدفنة وكلهم فتحوا المصاحف وابتدوا يقرأوا بصوت عالي وعياط، واول ما ابتدوا يرددوا الايات هنا حطيت اطياف ايديها على ودانها، وصرخت فجأة وسابتنا كلنا وهي بتصرخ بصوت عالي وطلعت تجررري برة المدافن.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أطياف)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى