روايات

رواية أسيرة النمرود الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هاجر محمد

رواية أسيرة النمرود الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم هاجر محمد

رواية أسيرة النمرود البارت الثالث والعشرون

رواية أسيرة النمرود الجزء الثالث والعشرون

رواية أسيرة النمرود
رواية أسيرة النمرود

رواية أسيرة النمرود الحلقة الثالثة والعشرون

صرخت صرخه مدويه علي آثر الطلقه التي خرجت بينما يد آوس حوطتها من جميع الاتجاهات لتخترق مقدمة كتفه وقبل أن يطلق حسين مره أخري ضربه بقدمه وهو يلقي بصبا بعيدا عنه
وقع حسين علي ظهره آثر الضربه فانحني آوس علي السلاح ووجهه ناحيته بكل حقد :- لأخر ثانيه عايز تفضل بوساختك وأنا هنهي حياتك بيها
أسرع آدم إليه و:- آوس سيبه…. بقولك سيبه سلييييم تعالي خده من هنا
_ياخدوا علي فين ياباشا
التفت الجميع علي الصوت بدهشه بينما همس آوس وهو يضغط علي أسنانه ويكور يده بألم آثر الطلقه و:- عزت
أشاربسلاحه في وجه آوس مع انتشار مجموعه من الرجال في المكان و:- آيوه عزت كنت مفكر ان النهايه هتكون بالسهوله دي لأ إنت النهارده نهايتك محتومه وعلي إيدي.. وقع نظره علي صبا القريبه منه فجذبها بسرعه ووضع السلاح في رأسها و:- ارمي السلاح اللي في إيدك وإلا هتلاقيها جثه سبقاك علي جهنم
آسيرة النمرود. هاجر محمد. حبيبة
صرخت صبا بخوف ونظرها متعلق بأوس الذي لم يتحرك خطوه من مكانه وفقط هدر بهدوء :- ده أخرك ياعزت تتحامي في ست لكن ما تعرفش تقف قدام رجاله
حرك سلاحه بتحذير غير مهتم لكلامه :- ارمي السلاح وسيبك من الكلام ده مش زير النساء النمرود اللي يقول كده
ألقي آوس السلاح أرضا بتستسلام و:- سيبها
ابتسم بنصر ونهض لوسيفر من علي الأرض وهو يمسح الدماء من علي فمه بألم ثم اتجه أمام عزت وأخذ منه السلاح وأمسك بصبا و:- خلي رجالتك يوسعوا طريق … اخلص
نظر آوس إلي آدم الذي هز رأسه بنفي بينما أوس لم يكن لديه حل أخر فهي بالنسبة له نقطة ضعف سيحركه بها لوسيفر كيفما شاء
أمتص آوس شفتيه بقوه ثم صاح بهم بكل صوته :- وسعوا له طريق
سليم :- آوس باشا م
صرخ آوس بهم ثانية ونظره معلق بصبا التي تهطل فقط بالدموع و:- سمعت قولت اييييه
هز سليم رأسه باستسلام وأشار لرجاله أن يفسحوا له الطريق
تحرك لوسيفر وعزت وعلي بعد مسافه أمن فيها لوسيفر نفسه توقف ونظر إلي سليم بغل و:- الخاين مالهوش غير حل واحد
وأطلق رصاصه استقرت في صدره ثم أخفض رأسه إلي صبا وهمس في أذنها و:- قولت لك هعوضك اللي راح وهتعيشي معايا وده تنسيه
صوب السلاح ناحية آوس فصرخت صبا وخرجت من صمتها و:- لا أوس لأ لااااااا
أطلق لوسيفر الرصاصه التاليه في اتجاه آوس ولم يعرف مستقرها وغادر المكان بسرعه مع عزت ورجاله
………………………………………………………………..
فاقت مره ثانيه وكبوس واحد ملازم لها في نومها صرخه مكتومه خرجت منها وتبعها بكاء هستيري نظرت حولها فلم تجد سواها في الغرفه جففت دموعها ونهضت بتعب من علي الفراش ثم تحاملت علي نفسها حتي وصلت المرحاض . استندت بكلتا يديها علي حوض المياه ثم غسلت وجهها بالماء البارد دموعها الساخنه تشقه بغزاره . نظرت إلي نفسها في المرآه كم تحولت من فتاة لا زالت في بدئ حياتها وعز شبابها الذي ضاع منها وجعلها تشيب ويتأكلها العجز قبل أوانها
تأملت نفسها للحظات ودموعها تتدفق من عيونها فلم تشعر بنفسها إلا وهي تضرب المرآة بقوه لتنكسر إلي أشلاء عديده أنخفضت وأمسكت إحدي قطع الزجاج بضياع وعدم شعور للدماء التي تخرج من يدها
وضعت قطعة الزجاج علي شريان يدها اليسري والشيطان متلبس أمامها يحثها علي إنهاء حياتها لتتخلص من تلك الأعباء التي سئمت من تحملها وضاقت بها الدنيا فضغطت عليها وهي حاسمه أمرها لتتخلص منها……
…………………………………………………………………………..
أزاحه من أمامه بذراعه السليم و:- وسع من وشي ياأدم
وقف آدم أمامه باصرار و:- لأ مش هوسع يأوس انت عندك اصابتين في دراع واحد مستحيل أسيبك
آوس بعناد :- ولو أخر نفس باخده مش هسيبها في إيده ياأدم سامع مش هسيبها مش هسيب صبا تضيع مني
آسيرة النمرود. هاجر محمد. حبيبة
تخطاه آوس وركض إلي الخارج وهو يمسك ذراعه بوجع أثر الرصاصتين لكن فقدانها للمرة الثانية يغطي علي كل أوجاعه
لحق به آدم فلا سبيل لإقناعه و:- المجموعه دي تيجي معايا
وإنتم انقلوا سليم المستشفي يلا بسرعه
…………………………………………………………………………
توقف عزت في مكان مهجور ثم التفت إلي لوسيفر بابتسامة صفراء تحمل خبث العالم داخلها و:- إنزل
نظر لوسيفر حوله بغرابة :- هنا!!
اومأ عزت برأسه و:- أيوه هنا أأمن مكان ما فيش حد في الكون هيعرف يوصلك فيه
خرج عزت من السياره بينما أراح لوسيفر رأسه صبا الغائبه عن الوعي بحذر علي المقعد وخرج وهو ينظر إلي المكان بحيره :- هنقعد في الجو كده
ضحك عزت بقوه و:- لأ تحت التراب يا
قبل أن يكمل جملته لاحظ لوسيفر يده التي تتحرك ناحية السلاح فكان لوسيفر أسرع منه في التصرف وسحب سلاحه من الخلف وضرب رصاصه صوب اتجاه عزت وابتسامه ترتسم علي ثغره اللعين هذا و:- إنت مفكر إني غبي ولا إن نهايتي ممكن تبقي علي إيد صرصار زيك فعلاً غبي
أشار إلي رجال عزت بسخريه و:- ده واحد تضحوا بحياتكم علشانه
تلعثم أحدهم وهدر بخوف :- اعتبرنا رجالتك يالوسيفر
أبتسم بنصر :- ادفنوا جثة الكلب ده مكان ما كان عايز يحطني
التفت ليعود إلي السياره ليتفاجأ بصبا تقف وهي ترتجف برعب وما إن تقابلت نظراتهم حتي صرخت بصوت مرتجف :- إنت استحاله تكون بشر ولا حتي شيطان الشياطين مش زيك أبدا
آسيرة النمرود. هاجر محمد. حبيبة
هم أن يتقدم منها ثانية لكنه كان علي بعد مسافة عدة أمتار كانت كفيله لتجعل صبا تفكر بسرعه وتسرع بفتح باب السيارة ولا تعرف كيف وضعت يدها علي المفتاح ولا كيف اشعلتها وتحركت بها بغير هدف ظلت تميل بها يمينا ويسارا
ولوسيفر يجري خلفها وهو يصرخ باسمها لتتوقف
في داخل السياره كانت صبا تحاول تذكر كل خطوة كان يفعلها آوس وهي معه لتنجو من يد هذا السفاح الذي لا يفعل في حياته سوي سفك الدماء
نظرت خلفها بعد فتره فلم تجد أحدا فحاولت إيقاف السيارة بصعوبه وقبل أن تخرج منها وجدت هاتفها يبدو أنه لعزت فأخذته وركضت من داخل السياره تبحث عن أي مكان تختبئ فيه منه
……………………………………………………………..
تركت قطعة الزجاج من يدها وخرت جالسه علي ركبتيها تبكي بانهيار وهي تستغفر ربها مما كانت ستفعله من جريمه بشعه بحق نفسها وتخسر الدنيا والاخره
شهاقات متتاليه تشق كلامها ودعائها ظلت هكذا لفتره ثم نهضت بتثاقل توضأت وشرعت تصلي وتدعو الله أن يخفف من أوجاعها
…………………………………………………………………..
أصدرت السياره صريرا عاليا أثر توقفه فجأه فور نطق آدم بإسمها. أخذ الهاتف من علي أذنه يريد التأكد أنها هي و:- صبا
هتفت ببكاء وهي تحاول كتم أنفاسها :- أوس الحقني تعالي خدني من هنا
آوس :- اطمني هوصلك وهترجعي لي
صبا :- أنا هربت منه وهو قتل عزت… أنا خايفه أوي
آوس :- لا مرات النمرود قويه وهتتحمل لحد ما أوصلها وأرجعها ليا تاني إنتي عندك ثقه فيا صح
أومات براسها و:- عندي ثقه فيك أكتر من نفسي
أغلق آوس معها وهو يشعر بتمزق داخله. صمت قليلا يحاول استدراك نفسه وتهدئة عقله من الثوران الذي يشتعل به ثم نظر إلي آدم :- صبا هربت منه لازم نوصل لمكانها قبله
آدم :- طب ابعتي لي الرقم بسرعه وأنا هتصرف
آوس :- هتعمل ايه بالرقم سليم ما بقاش موجود معانا دلوقتي
آدم باستعجال :- ابعت بس يأوس وشوف
أرسل إليه آوس الرقم وبالفعل في غضون وقت قياسي وصلوا إلي مكانها
توقف آوس بسيارته وخرج منها وهو يلتف في المكان بتوهان ثم صاح بادم و:- الزفت ده هيجيبها في المكان ده ليه ده صحرا ما فيش فيها غير الهوا
حاول آدم تهدئته و:- اهدي ياأوس هو ده المكان اللي صبا كلمتك منه
آسيرة النمرود. هاجر محمد. حبيبة
التفت آدم إلي الرجال الملحقين لهم و:- دوروا في المكان كله بسرعه
انتشر الرجال في أرجاء المكان تلبية لطلبيه واتجه آدم أيضا يبحث في اتجاه أخر وكذلك آوس
…………………………………………………………………
عند صبا ظلت تتنقل ممن مخبأ إلي آخر تبتعد عن صوت هذا الملعون الذي يصيح كالمجنون باسم شهد ذلك حتي أيقنت انها أصبحت بعيده عنه كل البعد واختفي صوته نهائياً فاختبأت خلف صخرة مقوسة لها قاع للداخل وسقف من أعلي وأراحت نفسها بداخلها وهي تلهث بشده وتحاول ابتلاع ريقها الذي جف بصعوبة وهي تدعوا الله أن يعيدها إلي فارسها وأن يصل إليها قبل هذا الشيطان
نهضت بفزع وخوف لإستشعارها بحركة أقدام بالقرب منها.. قربت مقدمة رأسها برعب موقنه أن هذا الشيطان وصل إليها وأنها حتما ستقع بين قبضة هذا المريض ثانية
……………………………. ……………………………………
عند آدم :-
وقف متفردا بطوله أمامه هاهو الآن من سرق روحه منه من شق صدره بهتكه عرضه الآن لن يستطيع أحد منعه من الاقتصاص منه لا آوس ولا سليم الآن سيكون الصوت الوحيد هو صوت سلاحه الذي سيهدئ من النيران التي تكوي قلبه
سحب سلاحا أخر من الخلف وصوب يداه الإثنين كل منها ناحية رجل من رجاله ثم أخذ نفسا قوياً وأطلقهما واحده وراء الأخري حتي لم يمهلهم الفرصه ليدركوا من الذي يفعل هذا أنهاهم واحدا تلو الآخر وهو مختبئ يشاهد تشتت حسين وهو يحرك رأسه بخوف ليعرف من يضرب سيل الرصاص هذا عليه
انحني ليأخذ سلاحا من أحد الجثث الملقاه علي الأرض ولكن قفزت آدم كانت أسرع منه وهو يركض بكل قوته ويركله بقدمه بقوه أطاحت به بعيداً ووقف فوق رأسه موجها سلاحه عليها بأعين ناريه
ضغط آدم علي أسنانه بقوه وهو يتمتم بصوت مسموعه يملأه الكره والانتقام :- ذنبها إيه علشان تعمل فيها كده
ابتسم حسين ابتسامه شامته وهو يري نظرات آدم المتألمه ورد بصوت متقطع وهو يتنفس ببطئ و:- إيه اتوجعت أوي ما إنت ياما إنت وصاحبك عملتوا كده في بنات مالهاش ذنب ولا ل لحد عندك ووجعها ما قدرتش تتحمله
هز آدم رأسه لأعلي ولأسفل و:- وإنت بقي كنت بتجيب حق البنات دي أنا هخليك عبره لكل اللي يفكر يقرب من حاجه تخص واحد من النمرودين
رفع آدم يده وابتعد عدة خطوات إلي الخلف وأطلق رصاصتين في رأس هذا الشيطان اللعين ليقتلعه من جذوره الخبيثه ويتخلص من كل شروره إلي الأبد
…………………………………………………………………………
عند صبا :-
فتحت عينيها بعدم تصديق وهي تسمع صوته ينادي عليها وهو يتلفت يمينا ويسارا يبحث عنها
خرجت بسرعه وبلهفه من مخبأها وركضت ناحيته وهي تجيبه بصوت متعب و:- آ آ آوس… آوس
التفت علي صوتها وهو يظن أن هذا من نسج خياله ولكنه وقف متصلبا وهو يراها تأتي ركضا ناحيته لم يصدق أن عنائه انتهي وأنها هي الآن حره من أي أغلال أو مخاوف تعيقه عنها، ظل يتأملها بشرود حتي اقتربت منه وهمت أن تسقط علي الأرض ففاق بسرعة ويده تحيط بخصرها ويجذبها إليها بكل قوته .. وأخير وبعد كل هذا تقابلت عيناهما في عناق شاق لم يعبرا في عن اشتياقهم بالكلام المسموع كان الحديث القائم بين نظراته كفيل أن يعبر عن كل شيء
آسيرة النمرود. هاجر محمد. حبيبة
بكت صبا بكاء حارا وهي تقفز بكل قوتها لتتعلق برقبته وتحتضنه بقوه.. بادلها آوس العناق بشدة كادت تكسر ضلوعها متجاهلا ألم ذراعه أي ألم سيأثر فيه ومسكن قلبه بين ذراعيه الآن
دام العناق لفتره لم يمل أحدهما ولم يشعر بتعب وبعدها أبعدت صبا رأسها ونظرت إليه بعيونها الدامعه وأخذت تمشي بأصابعها علي وجهه وكأنها تحفظ نقشه من جديد وهو يتابعها فقط بابتسامه بسيطه حتي وقعت عينيها علي كتفه فتذكرت الرصاصه التي أصابته فهتفت بفزع وهي تحاول التحرر من بين ذراعيه التي لا زالت تحملها من علي الارض
و:- آوس حبيبي ا ا إنت إنت م متصاب جامد
آوس بهدوء ونظره مثبت عليها :- ما فيش داعي أنا كويس وما فيش إصابه في الدنيا تقدر تئذيني ودوايا بين إيديا دلوقتي
صبا بخوف و:- آوس نزلني أكيد كتفك بيوجعك
آوس بنفس الهدوء :- أنا متعود علي الاصابات وما بتأثرش فيا أصلاً
صبا :- طب نزلني وخلينا نمشي علشان أطمن عليك علشان خاطري
تركها آوس لتقف علي الارض وانحني واضعا يده أسفل ركبتيها والأخيرة خلف ظهرها وحملها بين ذراعيه ولا زال يشبع عينيه التي تتضور جوعا من الشوق إليها وقبل أن تعترض قاطعها هو و:- هنمشي بس مش هنزلك ومش هسيبك تبعدي عن حضني مللي واحد سامعه
صبا بتوجع وهي تضع يدها قرب الدماء التي تخرج من كتفه و:- بس كده هتعبك
ابتسم آوس وهو يقبل أرنبة أنفها بخفه و:- قولت لك وجودك يشفي لي أصعب الجروح
أبتسمت وأراحت رأسها علي كتفه ورحلا بها…..
……………………………………………………………………………….
وصل آوس إلي مكان السيارت وفور وصوله وجد رجالهم يحملون جثتين واحده للوسيفر والأخري لعزت
صرخت صبا بخوف وهي تخبئ رأسها في داخل عنق آوس الذي انسحب بها بهدوء دون أي كلمه ووضعها في سيارته ثم عاد إلي آدم و:- إنت اللي عملت كده
آدم :- كان نفسي بس للأسف الكلب لوسيفر قتل عزت ورجالت عزت خلصه عليه
تفحصه آوس بعدم تصديق وهو يرسم ابتسامه جانبيه و:- تؤ تؤ… الراحه والسعاده اللي في وشك بتقول غير كده
ضيق آدم عينيه وهو ينظر إلي آوس بجديه و:- قصدك إيه
آوس :- إنت عارف قصدي إيه أنا عارف صاحب عمري وأخوي ما يهداش كده غير لما يكون طفي ناره بإيده
تنفس آدم بقوه وراحه و:- خلصت علي لوسيفر بس للأسف عزت هو اللي خلص عليه
ربت آدم علي كتفه و:- المهم إنهم خلصوا ياصاحبي وحياتنا هترجع نضيفه
ابتسم آدم وهو يحتضنه و:- وكمان صبا رجعت لأوس
آسيرة النمرود. هاجر محمد. حبيبة
آوس :- قصدك آوس رجعت له روحه …. ابتعد آوس عنه و:- اجهز علشان نرجع مصر النهارده مش قادر استني هنا ثانيه زياده
آدم :- خد مراتك انت وارجع… أنا هاخد رحيق ونسافر أي بلد جديده لحد ما أخليها ترجع لي هي كمان زي الأول
……………………………………………………………………….
في المستشفي في الخارج أنهي آدم الاستعدادت لرحيله هو ورحيق ثم اتجه إلي غرفتها طرق الباب طرقتين متتاليتين ثم فتح الباب ودخل ليجدها تتوسط السجاده الموضوعه علي الارض وتجلس في وضع السجود وهي ترفع رأسها إلي أعلي وفقط صوت شهاقاتها العاليه هو الذي يملأ الغرفه ..
تسلل إلي جوارها بهدوء ولم يقطعها ظل يتابعها بألم وقلبه ينفطر لمنظرها لا يعرف كم انتظر لكن طال انتظاره وطال حتي انتهت وهمت أن تعتدل في جلستها فكان صدره المستقبل لها وفور شعورها به تمسكت به وكأنها تستنجد به ليحميها من ذئاب البشر الشيطانيه وهو بدوره استقبلها بكل ترحاب يحمل عنها ويزيل ما يستطيع إزالته
أمسك آدم بيدها لرؤيته آثار دماء عليها والشاش الأبيض الملفوف فعلم أنها كانت تود فعل شيئ بنفسها فلم يفتح معها كلاما فقط رفع يدها إلي فمه ولثمها برقة ثم حملها ووضعها علي الفراش و:- هنادي علي حد يساعدك علشان نخرج من هنا
تحرك آدم بهدوء حتي خرج من الغرفة ليتحول هذا الهدوء إلي غضب بركاني وهو يتجه ناحية غرفة الطبيبة المسؤوله عن رحيق وما وصل حتي فتح الباب دون استأذن ودلف وهو يصيح بصوت عال :- أنا عايزه في المستشفي دي مشغلين بهايم ولا دكاتره
وقفت الطبيبه بارتباك وهي تعرف جيدا المغزي وراء كلامه و:- آدم باشا صدقني الممرضه ما سابتش المدام أكتر من 10 دقايق وكانت نايمه علي آثر المخدر
ضرب آدم علي سطح المكتب بقوه جعلتها ترتجف و :- ومن المفروض كده إني أعذرك وأقولك لأ معاكي حق مراتي كانت هتموت
الطبيبه بتوتر واضطراب :- والحمد لله زوجتك إيمانها بربنا قوي ويمكن ده كان اختبار خلاها تهدي وترجع لحالتها وتحاول تستوعب اللي حواليها صدقني رغم ان لو كان حصل العكس كان ممكن تخسر حياتها بس فعلاً اللي حصل ده جاب نتيجه إيجابيه جدا معاها
هدأ آدم قليلا ثم اعتذرت منه الطبيبه بشده وأخبرته أن الممرضه تم معاقبتها لكن ليس بالفصل لأنها تعول أسره كامله لوحدها
……………………………………………………………………….
وآخيراً وبعد فترة اشتاقت فيها إلي كل ركن في بيتها حد الجنون تمنت كثيرا أن تعود إلي هذا المكان التي كانت تحسبه سجنها لكنه في الحقيقة هو مملكة سعادتها
أبتسمت ابتسامه عريضه والدموع تلمع في عينيها وهي تتحرك ببطيء للداخل وتهتف بسعاده بالغه :- آد إيه كانت وحشاني شقتنا وكنت هموت وتيجي اللحظه د
جذبها آوس برفق ناحيته وقربها منه ثم لف ذراعه حولها بحيث لا يفصل بينهما شيئ و وهمس ببطئ وهو يقرب وجهه منها :- مش عايزك تجيبي سيرة الموت أبدا علي لسانك ماشي
ارتجفت صبا أثر شفتاه التي تتحرك علي وجهها وهمست باضطراب و:- م م م ماشي
حملها آوس لتشهق بصوت عال و:- آوس… كتفك هيتعبك
آسيرة النمرود. هاجر محمد. حبيبة
تجاهل آوس كلامها وصعد بها الي أعلي لتتذمر صبا ثانية باعتراض و:- آوس الدكتور قال بلاش تتعب نفسك
آوس بابتسامه وهو ينظر إليها :- طب اسمعي كلامه بقي وبلاش تتعبيني أنا قولت إيه قرب صبا دوا مش تعب
دلف آوس بها الي غرفتهم ووضعها علي الفراش وتسطح جوارها وهو يشعر بألم في كتفه لكنه حاول ألا بظهره..
شعرت به صبا فاعتدلت وهي تلمس كتفه بحذر و:- وجعك صح
آوس :- فكي حجابك
قوست صبا حاجبيها :- نعم!!
آوس بنظرات متغيره :- نفسي أشوف شعرك
مصمصت صبا شفتيها وهي تري من نظراته أنها ليست بريئه. ابتلعت ريقها وهتفت بتلعثم وهي تحاول الابتعاد عنه :- آ آ آوس إ إ إنت تعبان
جذبها آوس إليه وهو يتحامل علي ألمه و :- لسه عايزه تبعدي عني
هزت صبا رأسها بنفي :- لأ طبعاً أ أنا بس
اعتدل أوس بحركه سريعه ليصبح فوقها وهتف بنظره مخدره ونظرات داكنه و:- وحشتيني ومش قادر أستني أكتر من كده
ابتلعت صبا لعابها بخوف وهي تحرك يدها المحصوره بينهما ببطئ علي بطنها وكلام حسين يتردد داخلها فلا تعرف هل وجودها معه صحيح هل تخفي ما علمته أم تبوح به كل هذا يجعلها ترفض هذا القرب علي الرغم من أنها لا تريد غيره أغمضت عينيها وهي تنفي بتردد و:- آ أ أوس م م مش ه هينفع ل ل لو سمحت ابعد
انخفض آوس ودفن وجهه في عنقها برفض و:- مستحيل أبعد تاني
وضعت صبا يدها الاخري علي صدره وصدته بقوه وهتفت بحده قليله و:- آوس قولت لك ابعد مش هينفع
ابتعد آوس وهو ينظر إليها بتعجب وهي تنهض بعيدا عنه و:- إنتي بجد عايزه تبعدي فعلاً
حركت صبا عينيها بعيدا عنه تحاول التحرر من آسر نظراته المحاصره لها والتي تلومها علي البعد هذا وردت بحزم :- إنت دلوقتي تعبان وأنا تعبانه ومش مهيئه نفسياً للقرب ده.. افتكر كلام ليا لما مشيت من هنا أكيد مش هنسا بسهوله
آوس :- أنا كنت بحاول أحميكي
تابعت صبا بنفس الحزم :- بتحميني وعلشان تحميني تقتلني بكلامك… بص انا أي نعم نفوري منك مش زي الأول بس برده مش هتقبل قربك كده بالسهوله دي بعد إذنك
دلفت صبا إلي المرحاض وتركته يتخبط في كلامها اللاذع وفرحته التي كانت قد وصلت حد السماء وها هي تلقي به في قعر جحيم الأرض……
في المرحاض وقفت صبا تنظر إلي نفسها في المرآة بدموع حاره وهي تحدث نفسها
:- إنتي صبا صبا اللي اتربت في حضن واحده بقت هي كل أهلها وكل اللي ليها إنتي مش شهد ولا ليكي علاقه بالحيوان اللي إسمه لوسيفر. حبيتي آوس من غير أي قيود رغم انه كان حاطط بينكم كل القيود ليه دلوقتي عاملتي كده
بس أنا مش قادره أنسي اللي عرفته وأعيش معاه عادي أهله السبب إني أتحرم من أمي وأعيش يتيمه
.. طب هو ذنبه إيه؟؟
ما أعرفش أنا أول ما يتحسن هقوله علي الحقيقه واني بنت لوسيفر وساعتها أشوف القدر هيوريني إيه تاني
فاقت صبا من حالتها وجففت دموعها ثم بدلت ملابسها وخرجت لتجد آوس يبدل ملابسه ويحاول ارتداء القميص ولكنه لم يستطع بسبب إصابته
تقدمت منه صبا بدون تردد وسعادته علي ارتدائه ثم وقفت أمامه لتغلق الأزرار العلويه وهي تتحاشي النظر إليه نهائياً رغم شعورها بعينيه التي تتابعها في كل حركه
انتهت صبا وهمت أن تتحرك من أمامه لكنه منعها وهو يجذبها إليه وينفجر في وجهها بعصبيه :- ليييه ياصبا لييه بتعملي معايا كده عارف إني غلطت بس اتعاقب ببعدك عني وشفت الموت في خوفي عليكي ليه بتبعدي
حاولت أن تبدو جافه معه فرفعت عينيها إليه بجفاء مستعار و:- هو ده كل اللي فارق معاك إني ببعد عنك
ضغط آوس علي ذراعيها و:- أكيد مش اللي في بالك اللي هممني أنا عايز قربك إنتي مني عايز صبا ما تبعدش عن آوس كفايا كده
آسيرة النمرود. هاجر محمد. حبيبة
صبا :- وأنا قولت لك إني محتاجه فتره أرتاح
آوس :- وأنا موافق بس وإنتي معايا إنما نبعد تاني
صبا :- آوس ا انت بجد بتحبني ي ي يعني استحاله تبعد عني
أوماء بتأكيد دون تردد و:- الموت عندي أهون من إني أبعد عنك
بللت صبا شفتيها وصمتت قليلاً ثم نظرت إليه بقوه و:- حتي ل لو عرفت إني…… إ إني ب ب بنت إني بنت لوسيفر!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أسيرة النمرود)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى