روايات

رواية آسر الحياة الفصل العشرون 20 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الفصل العشرون 20 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الجزء العشرون

رواية آسر الحياة البارت العشرون

رواية آسر الحياة

رواية آسر الحياة الحلقة العشرون

في صباح اليوم التالي استيقظت چيرمين وهي غافلة عن كا مايحدث حولها وكل هذا بسبب غرورها الذي صور لها انها بأمكانها السيطرة علي اسر وقت مايحلو لها ولكن علي مايبدو ان احلامها ستظل مجرد احلام مع وقف التنفيذ استيقظت وهي تفرك عيناها حتي تزيل أثر النوم ثم نهضت وامسكت بالهاتف وظلت تتفحصه عدة دقائق حتي تفاجأت بباب الغرفة ينفتح عليها بقوة وعنف وكانت هذه والدتها التي دخلت عليها بتلك الطريقة فزعت چيرمين وهتفت قائلة :- ف ايه يامامي مالك !
مجيدة بغضب وصوت جهوري :- مالي !! انا هقولك مالي ياست چيرمين فضلتي تقوليلي متخافيش يامامي متقلقيش يامامي اسر دة اقدر اعلقه بيا ف ثواني يامامي انا عاوزة اتدلع واتبسط ف حياتي شوية قبل مااقرب منه يامامي اتبسطتي واتدلعتي دلوقتي ياست چيرمين .
چيرمين بعدم فهم :- هو ف ايه طيب ل كل دة ؟
مجيدة بغل وحقد :- اسر اتجوز ياست هانم .
چيرمين بصدمة :- ايييييهه !! اتجوز !! ازاي وامتي دة !!
مجيدة بعصبية :- هو دة كل اللي همك ازاي وامتي ماخلاص المصيبة حصلت .
چيرمين بصريخ وعصبية :- اهدي بقا وقوليلي عرفتي ازاي ومين دي اللي اتجوزها .
حاولت مجيدة ان تهدئ من عصبيتها قليلاً وهي تقول :- عرفت من رجاء دلوقتي في التليفون بقالي كام يوم بتصل بيهم وتليفوناتهم مش مجمعة قولت اجرب النهاردة تاني وردت عليا وقالتلي ان البيه اتجوز امبارح واحدة بنت من الصعيد بس بتدرس هنا ف جامعة القاهرة وتبقا صاحبة اخت جاسم صاحبه وعرفها عن طريقهم وطبعا لما انفعلت عليها وانها ازاي متقوليناش قبلها قالتلي ان كل حاجة بسرعة وقال ايه الست هانم كان جايلها عريس واهلها كانوا عايزين يجوزوها واحد تاني وحضرته مقدرش يستحمل انها تضيع منه وخد رجاء وراحوا يخطبوها وهناك اتدبسوا ف الجوازة دي ع طول عشان اهلها صعايدة وملهمش ف الخطوبة والكلام دة .
صدمت چيرمين من كل تلك المعلومات التي القتها والدتها في وجهها دفعة واحدة ولم تستوعب سرعة وتطور الاحداث بهذا الشكل وهي التي كانت تظن انها تسيطر علي الوضع ولكن ها قد سحب البساط من تحت قدميها وتدمرت احلامها فهتفت بصدمة :- يعني اسر اتجوز واحدة تانية خلاص .
مجيدة بعصبية وانفعال :- ايوة اتجوز خلاص وراحت فلوسه ومركزه وكل اللي كنا بنحلم بيه وبنخططله بسبب غرورك دة .
چيرمين بغل :- وانتي فكرك اني هسيبه لواحدة تانية غيري .
مجيدة بسخرية :- كنتي عملتي حاجة ساعت هايدي اللي كانت واكلة دماغه لولا المصيبة اللي حصلت زمان كانت بقت هي اللي مراته دلوقتي .
انهت مجيدة حديثها وخرجت من الغرفة تاركة چيرمين خلفها وهي تغلي جلست علي طرف الفراش وهي تفكر في من تلك التي استطاعت ان تقع باسر في شباكها وتجعله يتزوجها بتلك السرعة وتخطط كيف ستتخلص منها حتي يصبح اسر لها وحدها تلك المرة ….
************************************************
في منزل اسر :-
استيقظت حياة صباحاً ونظرت حولها في البداية لم تكن تستوعب ماذا حدث او اين هي فتحت عيناها ونظرت الي السقف بشرود حتي استوعبت اين هي وتذكرت ماذا حدث بالتفصيل ليلة امس نظرت بجانبها ولكنها لم تجد اسر فتسائلت اين يمكن ان يكون قد ذهب استمعت الي صوت ما بالغرفة فنظرت امامها وجدته يقف امام المرأة ويرتدي بدلته العسكرية اعتدلت في جلستها وظلت تنظر له وهو يهندم من من ثيابه وشعره بالفرشاة الخاصة به ثم ارتدي ساعة يده الغالية الثمن ذات الماركة العالمية الشهيرة ووضع عطره المفضل ذو الرائحة النفاذة كان يبدو في غاية الوسامة ف للحق منذ اليوم الاول الذي رأته به وهو وسيم كما انه دائما مهندم وجيد المظهر لم تراه يوماً سئ المظهر مطلقاً ظلت تنظر له وهت يعيد ترتيب اغراضه علي التسريحة فهو علي مايبدو شخص نظامي ويحب النظام بشكل دقيق فقد اعاد ترتيب الاغراض بدقة لامتناهية ظهرت بعض نظرات الاعجاب في عيني حياة دون ان تستطيع ان تسيطر عليها وقد اسعدته تلك النظرات كثيراً فقد كان يراقبها من المرآة منذ ان فتحت عيناها وظلت تنظر له في الواقع هو لم ينم منذ الامس فعندما شعر بها ذهبت في النوم اعتدل من نومته وظل ينظر لها ويتأملها وهي نائمة كالاطفال ظل يتلمس شعرها الاسود الحريري ووجهها الناعم كبشرة الاطفال وهو لا يصدق انها في منزله واصبحت زوجته ونائمة بفراشه الان لايريد ان يصدق ماقاله عبدالله ولكنه لا يستطيع الوثوق بها فهذا خارج عن ارادته لقد وثق بشخص كان يعتبره كل حياته ولكنه دمر حياته حرفياً افاق من شروده وجدها مازالت محدقة به شعر من خلال نظراتها وكأنها تري رجل للمرة الاولي بحياتها لايعلم هل يصدق هذا الاحساس ام لا نفض عن رأسه تلك الافكار الان ثم نظر لها من خلاص المرآة قائلاً بخبث :- مكنتش اعرف اني عجبك اوي كدة .
افاقت حياة من شرودها علي صوته فتوردت وجنتاها من الخجل عندما ادركت انها كانت تحدق به كل هذا الوقت وبهذه الطريقة فاشاحت بنظراتها بعيداً عنه وهي تقول بتوتر :- صباح الخير .. هو انت رايح فين .
ظل ينظر لها باستمتاع وابتسامة لئيمة علي وجهه وهو يلاحظ هذا الاحمرار الذي طغي علي وجهها وزادها جمالاً علي جمالها فهتف قائلاً :- عندي شوية شغل هخلصهم واجي بس لو عاوزانذ مروحش مش هروح وافضل معاكي .
توترت قليلاً ولكنها تذكرت شئ ما فنظرت له وهتفت بتردد :- كان ف موضوع عاوزة اتكلم معاك فيه لو عندك وقت يعني .
انتبهت كل حواس اسر لكا سوف تقوله ونظر لها بتركيز وهتف بجدية :- اتكلمي انا سمعك .
اغمضت حياة عيناها لثانية واحدة فقط ثم فتحتها واخدت نفس عميق حتي تهدئ من توتر اعصابها وترتب الحديث بعقلها ثم نظرت له ببعض القوة وتحدثت قائلة بجدية وثبات :- فاضل شهر واحد بالظبط علي امتحانات الترم الاول وانا تعبت طول الترم دة في المذاكرة وعايزة ادخل امتحانات الترم الاول .
كاد اسر ان يرفض فكرة تعليمها بل فكرة خروجها من المنزل من الاساس ولكنه تذكر انه لن يستطيع احتجازها بالمنزل طوال حياتها حتي اذا تمني هذا كما انه اراد ان يقوم بتنفيذ فكرة اتت في عقله سينفذها نظر لها وهتف بهدوء عكس مابداخله :- موافق .
نظرت له بصدمة وهي لاتصدق انه وافق بتلك السرعة بالفعل فهبت واقفة من علي الفراش وهي تقول بصدمة :- بجد موافق !!
لايعلم لما اسعدته تلك الفرحة الظاهرة بعيناها الجميلة ولكنه لم يظهر اياً من مشاعره تلك فهو لن ينساق خلف مشاعره هكذا دون تفكير مجدداً حتي لاينخدع مرة اخري فهتف بابتسامة بسيطة وثبات :- ايوة موافق بس مش هينفع تبتدي من الاسبوع دة طبعا عشان احنا لسة عرسان جداد وبعيداً عن كلام الناس بس اكيد اهلي واهلك هيتكلموا ودي حاجة هتضايقهم ف خليها م الاسبوع الجاي لو موافقة يبقا تمام ولو مش موافقة يبقا ….
قاطعته حياة وهي تقترب منه بفرحة حتي اصبحت علي بعد خطوتان فقط منه ثم هتفت بسعادة :- لالا تمام جدا كدة دة انا مش مصدقة ومبسوطة انك وافقت .
لم يستطع ان يسيطر علي نفسه اكثر من ذلك فاقترب منها بسرعة وقطع تلك المسافة بينهم واحتضنها بقوة حتي اختفت بين اضلعه ثم طبع قبلة علي شفتيها ولكن هذه المرة تختلف تماماً عن اي قبلة قد قبلها لها من قبل فهذه تعتبر اول قبلة رقيقة بينهم وهو لايعلم لماذا لم يقبلها بعنف ككل مرة ولكن هو كل مايعلمه ان لم يريد ان يفسد تلك اللحظة الصافية الهادئة بينهم والتي لم تحدث من قبل ولا يعلم هل ستتكرر مجدداً ام لا .. ظل يقبلها برقة بالغة وشغف بينما هي تفاجأت بهذا الهجوم عليها كما تفاجأت بمدي رقة قبلته ولم تصدق انه يقبلها بكل تلك الرقة علي عكس المرات السابقة فلم تستطع ان تقاومه بل اغمضت عيناها وظلت ساكنة وهادئة بين يديه تماماً وهو يقبلها حتي تركها عندما شعر بحاجتهم الي الهواء ثم اسند رأسه علي جبهتها ونظر لها وهو يلهث وقد لاحظ الاحمرار بوجهها بينما تلفحه انفاسها اللاهثة ايضاً بالاضافة الي عيناها المغمضة بشدة كالاطفال فابتسم علي مظهرها وهتف قائلاً بصوت عميق :- نسيت اقولك صباح النور .. ثم طبع قبلة علي وجنتها قائلاً :- مش هتأخر .
ثم تركها وخرج من الغرفة واستمعت الي صوت باب المنزل ينغلق فأدركت انه قد رحل فتحت عيناها ثم توجهت الي المرآة ووقفت امامها وظلت تنظر الي نفسها وهي تتذكر ماحدث بينهم منذ دقائق وفجأة تذكرت حديث والدة اسر لها من قبل وماحدث بينهم منذ دقائق وجملة واحدة نطقتها بينها وبين نفسها ” اسر ليس سئ الي تلك الدرجة ”
ابتسمت برقة وهناك شعور جديد وجميل تشعر به بداخلها يبدأ في النمو وسؤال ظل يراودها مالذي سيحدث بينهم ف الايام القادمة ……
************************************************
ف البلد :-
اشرقت اشعة الشمس علي عصفوران الصعيد صالح ومهرة فتحت مهرة عيناها وهي تشعر بشئ ثقيل علي صدرها نظرت بجانبها وجدت صالح نائم ويحاوطها بذراعيه وهي الان نائمة بين احضانه اصابتها الدهشة ف البداية ولكنها بدأت تستعيد ذكريات ليلة امس تذكرت عندما احضر لها النعناع حتي تتناوله عندما شعر بتعبها وعندما اسندها حتي تعتدل وجعلها تتناوله من بين يديه وكيف كان يحتضنها وهذا الحنام الذي ظهر عليه فجأة وبالتأكيد قد هاجمه النوم وغفي علي جلسته تلك ظلا تنظر له وهي تدقق في ملامحه الصلبة الرجولية الوسيمة فهو حقاً وسيم كما انها استشعرت حنانه ليلة امس اذا اين كان هذا الحنان من قبل ولماذا يستمر بمضايقتها دائماً والي متي ستظل لعبة القط والفأر هذه قائمة بينهم شعرت برغبتها في ان تتحسس وجهه فمدت يدها وقربتها من وجهه ثم بدأت تحرك يدها علي وجهه برفق ثم علي شعره تحسست كل شبر بوجهه وشعره وبينما هي مندمجة فيما تفعله لم تنتبه الي تلك العين التي تراقبها باستمتاع وهي تري ماتفعله فهو قد استيقظ منذ ان وضعت يدها الناعمة الرقيقة عليه ولكنه لم يريد ان يجعلها تنتبه انه استيقظ لذلك لم يصدر اي صوت او حركة فقط ظل يتابعها بصمت واستمتاع وفجأة انتبهت مهرة انه استيقظ فشهقت بخضة وسحبت يدها وحاولت ان تنهض ولكنه لم يسمح لها بذلك بل ظل يشدد من احتضانها حتي عادت الي هدوئها وسكونها مجدداً وظلت تنظر له بعين متسعة بينما هو ظل ينظر لها باستمتاع حتي تحولت نظراته الي شغف عندمت نظر الي شفتيها لم يشعر بنفسه وهو يقترب منها ببطء حتي لا يفزعها منه كالمرة السابقة فأن رفضته تلك المرة ايضاً ستجرح كرامته اكثر وستكون النهاية بينهم لذلك ظل يقترب ببطء وهو لايري منها اي رفض مما شجعه اكثر علي الاقتراب وبالفعل حدث ماتمناه كثيراً وقبلها بينما هي لم تبدي اي رد فعل فعندما رأته يقترب منها هكذا شعرت لم تشعر بالخوف بل شعرت برغبتها عي ايضاً في تقبيله لذلك لم تبعده عنها تلك المرة بل استسلمت لقبلته وظل هو يقبلها بشغف واستمتاع وهي مستسلمة تماماً وبينما هم علي وشك الغرق في عالمهم الخاص استمعوا الي صوت دق علي باب الغرفة في البداية لم ينتبهوا له ولكن عندما انتبه له صالح قرر ان يتجاهله ولكت مهرة حاولت ان تبعده عنها وهي تقول :- صالح ياصالح الباب بيخبط جوم شوف مين ميصحش اكديه .
تأفف صالح ونهض من جانبها وهو ينظر لها بغيظ بينما هي تنظر له بخجل شديد وعينان ضاحكة ووجه احمر كحبة فراولة ناضجة ذهب صالح ليفتح باب الغرفة وهو يتوعد للطارق فتح الباب بعنف فشهقت والدته بفزع وهي تقول :- ايه ياولدي دي طريجة تفتح بيها الباب اكديه .
نظر صالح لوالدته ببعص الاحراج ثم تنحنح وهو يقول :- متاخديش ف بالك ياامي خير ف ايه !
حسنية بحب :- كل خير ياولدي انتو بس اتأخرتوا في الصحيان ودي مش عوايدكم ف جلجت عليكم وجولت اطلع اشوفكم واجولكم ان الفطور چاهز .
صالح بابتسامة بسيطة :- تسلمي ياامي انزلي انتي واحنا هنيچي وراكي .
حسنية بابتسامة :- تسلم من كل شر ياولدي .
رحلت حسنية ودلف صالح الي الغرفة ولم يجدها مكانها فتنهد بعيظ وهتف قائلاً :- الله يسامحك ياما .
ظل ينظر الي الفراش بحسرة وهو يتذكر ماحدث منذ قليل استمع الي صوت باب المرحاض ينفتح وتطل منه مهرته وهي ترتدي عباءة بيضاء مطرزة بتطريز ذهبي رقيق للغاية وتضع منشفة حول رأسها وتقوم بتنشيف شعرها نظرت له بخجل واشاحت بنظراتها بعيداً عنه واتجهت الي المرآة حتي ترتدي حجابها بينما هتف صالح قائلاً :- هتنزلي النهاردة ليه انتي مرضانة خليكي النهاردة مرتاحة واني هجولهم .
التفتت له مهرة وهي تقول بابتسامة خجولة :- لا اني بجيت زينة والحمدالله ملهاش عازة راجدة السرير .
صالح وهو يحاول ان يظهر لها اللامبالاة :- طيب علي راحتك يابنت الناس .
ثم كاد ان يتحرك باتجاه المرحاض فنادته قائلة :- صالح .
توقف صالح ونظر لها بتساؤل فهتفت قائلة :- كان في حاچة عاوزة اجولك عليها .
قال صالح بتوجس :- خير جولي عاوزة ايه .
مهرة بجدية :- عمي چبران عامل عزومة كبيرة عشان چوازنا عندينا بالدوار ومرت عمي لما كانت موچودة يوم فرح حياة جالتلي عشان اجول لخالتي حسنية وان عمي چبران هيعزمك بنفسه وهيعزم عمي علوان واخواتك بس اني جولت اجولك عشام يبجا عندك خبر .
صالح بجدية :- طيب تمام علي خيرة الله .
مهرة بابتسامة :- تسلم يارب .اني هنزل بجا عشان اساعد خالتي حسنية ف الفطور علي ماتچهز وهطلعلك خلجاتك قبل ماانزل .
صالح بابتسامة :- تسلميلي.
ابتسمت له مهرة وتوجهت الي الدولاب واخرجت له ملابسه وعندما انتهت ذهبت الي حسنية حتي تساعدها ولكن حسنية كانت اوشكت علي الانتهاء فساعدتها ف المتبقي ووضعوا الفطور علي مائدة الطعام واجتمعت العائلة بأكملها حتي بدأ علوان الحديث قائلاً بجدية :- الحاچ چبران عامل عزيمة كبيرة السبوع الچاي في داره عشان چواز صالح ومهرة وكان مأچلها عشان الفرح اللي كان عندينا وهو عازمني امبارح .
صالح بجدية :- تمام يابوي اني كان عندي خبر وبأذن الله هنروح .
علوان بجدية :- علي خيرة الله .
تنحنح علي قائلاً :- انا ان شاءالله يومين تلاتة كدة وهنزل القاهرة عشان شغلي .
نظر له علوان قائلاً بجمود :- احنا لسة متحسبناش ع اللي عملته وانك تهربها منينا وانت راچل وكان المفروض تكسر رجبتها مش تخليها تهروب .
نطق علي هاتفاً ياابويا انا …
قاطعه علوان قائلاً بصرامة :- مفيش حديت تاني يتجال انت هتنزل مصر تمد اچازتك وترچع تاني لكن مفيش سفر دلوك وكلمتي اني هي اللي هتمشي وخلص الحديت لحد اكديه .
ثم نهض من مكانه وتركهم ورحل وبعد ان رحل نهض علي من مكانه وصعد الي غرفته بغضب وهو لايعلم الي متي ستظل كلمة والده هي السائدة ……
************************************************
في منزل جاسم :-
استيقظت اية مبكراً علي موعد جامعتها نظرات الي الفراش الفارغ بغرفتها بحزن وهي تتذكر لحظاتها مع حياة هي حقاً اصبحت وحيدة منذ ان رحلت حياة فحياة كانت تشكل جزءاً هاماً في حياة اية فقد أثر فراقها في اية كثيراً وهي لاتعلم الان ماذا سيحدث بعد زواجها هل ستأتي الي الجامعة مجدداً ام لا قررت اية انها بعد عدة ايام ستذهب لزيارة حياة بمنزلها الجديد لكي تطمئن عليها فهي حقاً قد اشتاقت اليها كثيراً واشتاقت الي تلك الايام التي كانوا بها سوياً ولا يفترقون ظلت تنظر الي الفراش قليلاً بحزن ثم امسكت هاتفها وقررت ان تهاتف ندي حتي تقابلها بالجامعة لم تجيب ندي علي اياً من اتصالاتها فاستغربت قليلاً ولكنها قررت ان تنتظر بعض الوقت ثم تعاود الاتصال مجدداً وبالفعل دلفت الي المرحاض واستعدت لتذهب الي الجامعة وبعد بعض الوقت عاودت الاتصال بها مرة اخري لم تجيبها ندي هذه المرة ايضاً فقلقت اية وتوترت فخرجت من غرفتها حتي تعد لجاسم طعام الافطار ثم تذهب الي جامعتها لتري ندي وتطمئن عليها جهزت الطعام لجاسم وخرج من غرفته وجلس معها علي طاولة الطعام كان جاسم يتناول طعامه بينما اية كانت تعبث بهاتفها وهي تحاول الوصول الي ندي ولم تستطع ولاحظ جاسم هذا التوتر البادي علي وجهها فسألها قائلاً :- مالك يااية ماسكة الموبايل ومتوترة كدة ليه !!
اية وهي تنظر الي الهاتف قائلة بتوتر :- هاا لا مفيش حاجة .
استغرب اسر اكثر وهتف قائلاً بحنان :- لو في اي مشكلة معاكي قوليلي ونحلها مع بعض .
نظرت له اية قائلة بقلق :- اصل من ساعت ماصحيت بتصل بندي ومش بترود .
جاسم بتعجب :- طب وايه المشكلة ما جايز نايمة او مش سامعة الفون .
اية بتوضيح :- لا انت متعرفش ندي دي مش بتسيب الفون من ايدها وعلي طول معاها عشان لو باباها اتصل دة غير انها بتصحي بدري جدا عشان تدي لباباها العلاج وعمرها من ساعت ماعرفناها اتأخرت ف صحيانها دي هي اللي كانت بتتصل تصحيني انا وحياة عشان منتأخرش علي المحاضرات .
توتر جاسم قليلاً بعد حديث اية وشعر بالخوف عليها وتسائل بداخله مالذي ممكن ان يكون قد حدث لها ولكنه لم يظهر توتره هذا امام اية حتي لا يثير شكها تجاهه فاردف بالامبالاة مصطنعة :- طب خلاص دلوقتي تروحي الجامعة وتطمني عليها .
اية بتمني :- يارب بأذن الله هلاقيها جات الجامعة واتطمن عليها .
اراذ جاسم ان يطلب منها ان تطمئنه ايضاً عندما تراها ولكنه لايريد ان يلفت انتباهها الي هذا الامر فقرر ان يتجاهله الان وبالتأكيد ستأتي اية اليوم وتخبره بما حدث …
انهي جاسم طعامه ونهض قائلاً :- الحمدالله يلا انتي كمان خلصي اكل عشان الحق اوصلك .
نهضت اية هي الاخري وهي تقول :- انا الحمدالله شبعت يلا بينا عشان الحق المحاضرة الاولي .
ترجل جاسم واية الي خارج المنزل واوصلها الي الجامعة واتجه الي عمله وكل مايشغل عقله مالذي حدث مع ندي حتي تختفي هكذا وصل الي العمل وفور ان وصل حتي علم بقدوم اسر الي العمل اليوم اصابته الدهشة وقد اعتقد ان امر ما سئ قد حدث فذهب سريعاً الي مكتب اسر ودلف الي الداخل دون ان يطرق الباب وجد اسر يجلس علي مكتبه يراجع بعض الاوراق ثم نظر له باستغراب وهو يقول :- ايه يابني حد يدخل كدة ف ايه !!
جاسم بصدمة :- انت بتعمل ايه هنا ؟
اسر بتعجب :- يعني ايه بعمل ايه هنا انا شغال هنا انت فقدت الذاكرة ولا ايه !
جاسم بغيظ :- متجننيش انت فاهم قصدي كويس انت يابني ادم مش فرحك كان امبارح ازاي سيبت مراتك ونزلت تاني يوم الشغل .
اسر بالامبالاة مصطنعة :- عادي يعني ماانت عارف شغلنا ملوش مواعيد ومنعرفش يعني ايه اجازات .
جاسم بسخرية :- دة ع اساس انك شايل الداخلية كلها علي كتفك ولا الشغل مقطع بعضه اوي عشان كدة حضرتك سيبت عروستك يوم صباحيتكم ونزلت .
لم يجيبه اسر واشاح بنظراته بعيداً عنه فهتف جاسم بذهول قائلاً :- لتكون عملت فيها حاجة وسيبتها ونزلت .
نظر له اسر بصدمة ثم تحولت نظراته الي الي نظرات مشتعلة وهو يقول :- نعم ياخوية هكون عملت فيها ايه يعني مانا سايبها ف البيت زي القردة اهي .
جاسم بتوجس :- يعني انتو متخانقتوش وانت ممدش ايدك عليها .
اسر بغيظ :- انت ليه محسسني انها اتجوزت سفاح عموماً اتطمن انا ممدتش ايدي ولا رجلي حتي انا مجتش جمبها اساساً .
جاسم بتوجس واستغراب :- يعني ايه مجتش جمبها دي !!
نظر له اسر قليلاً ثم اشاح بنظراته بعيداً عنه ففهم جاسم الامر علي الفور ولكنه لم يتحدث في هذا الامر الخاص بين اسر وزوجته ولكنه هتف قائلاً :- الحمدالله انكم كويسين .
نظر له اسر بابتسامة بسيطة قائلاً :- ايوة الحمدالله .
جاسم :- طيب هروح انا علي مكتبي عشان اشوف شغلي .
اسر :- طيب تمام .
رحل جاسم الي مكتبه حتي يتابع عمله بينما اسر ظل يفكر في حياة وهو يتسائل ماالذي تفعله حياة الان هو يشعر بالاشتياق لها اراد ان يهاتفها حتي يطمئن عليها ولكنه تذكر انها ليس لديها هاتف بعد ان اخدوه اهلها منها بالبلد فقرر انه سيجلب لها هاتف جديد حتي يستطيع الاطمئنان عليها ب اي وقت ….
************************************************
في الجامعة :-
دلفت اية الي الجامعة وظلت تنتظر ندي ولكنها لم تأتي فعاودت الاتصال بها ولم تجيب عليها ايضاً فقررت ان تحضر المحاضرة القادمة ثم تذهب لرؤيتها مجدداً وبعد عدة محاضرات قررت اية ان تسأل عنها احدي زميلاتها في المدرج وعندما سألت عنها اتاها الرد بانها لم تأتي اليوم ولم يراها احد توترت اية وشعرت بالقلق وان هناك شئ ما قد حدث لها بالفعل ظلت تفكر ماذا عليها ان تفعل وبعد تفكير قررا ان تذهب الي منزلها لتطمئن عليها ولكنها لن تستطيع ان تذهب بمفردها فقررت ان تهاتف جاسم حتي يأتي معها فأخرجت هاتفها واتصلت عليه بينما علي الطرف الاخر كان جاسم يجلس علي مكتبه ويتابع عمله حتي استمع الي صوت هاتفه فوجد المتصل اية فأجابها قائلاً :- الو .. ايه يايويو .
اية بتوتر :- جاسم انت فاضي .
جاسم باستغراب :- ليه في ايه !
اية بخوف :- بص بقاا ندي مجاتش الجامعة لحد دلوقتي ودي مش عادتها ومش بترود علي الفون وانا قلبي مقبوض وحاسة بحاجة وحشة فقولت اروحلها بيتها اشوفها بس عاوزاك تيجي معايا عشان انا معرفش ايه اللي ممكن يكون حاصل ومش عايزة ابقا لوحدي .
شعر جاسم بالخوف عليها حقاً فنهض من مكانه وهو يقول :- خليكي مكانك وانا جايلك عشان نروحلها .
وبالفعل اغلقت اية الهاتف معه وبعد مرور بعض الوقت اتي جاسم واخدها الي منزل ندي وهو يشعا بتوتر رهيب وخوف عليها من ان يكون مكروهاً قد اصابها حقاً ظل يدعو الله بسره ان لايكون شئ ما قد اصابها وصل الي العنوان الذي املته عليه اية وعندما اقترب من البناية وجد شئ لم يكن يتوقعه واتسعت عيناهم برعب وذهول ……..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى