روايات

رواية آسر الحياة الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الجزء الحادي والعشرون

رواية آسر الحياة البارت الحادي والعشرون

رواية آسر الحياة
رواية آسر الحياة

رواية آسر الحياة الحلقة الحادية والعشرون

*بسم الله الرحمن الرحيم*
***********نبدأ الحلقة الواحد وعشرون***********
في احدي الدول الاجنبية حيث المكان المخصص لتخزين الاسلحة التابعة للعصابة التي يعمل لحسابها عابدين دلف المدعو چوزيف الي احدي المصانع المهجورة والذي يعتبر مركز التخطيط للعمليات الارهابية والمؤمرات ويطلق علي هذا المصنع <<وكر الشيطان>> حيث ان زعيم هذه العصابة يدعي ” الشيطان ” فقد اطلقوا عليه هذا اللقب في هذا المجال لقوة جبروته وشره حيث انه معروف عنه بانه لايرحم احد فهو مجرم دولي كبير والجميع يهابه ويتقون شره فأن وقع احد ما تحت يديه فيعتبر من الاموات ويتم تصفيته علي الفور بعد ان دلف چوزيف الي داخل المصنع ظل يسير قليلاً حتي وصل الي منتصف المكان وجد عدداً من الرجال يقفون امام رجل ذات ملامح شرسة اجرامية صلبة وعلي مايبدو انه يلقي عليهم بعض التعليمات والاوامر وقف چوزيف بمكانه ينتظر الي ان ينتهي الزعيم من الحديث مع رجاله وبعد ان انتهي امر رجاله بالرحيل تقدم منه چوزيف ووقف امامه وهتف باحترام :- مساء الخير سيدي .
الرجل بتساؤل :- ما اخر التطورات بمصر چوزيف ؟
چوزيف بجدية :- عابدين مازال هناك سيدي ويتابع الامر ومن خلاص اخر تقرير قام بارساله فسيكون دخول البضاعة عن طريق البحر فهذا اكثر اماناً سيدي .
صمت الرجل لعدة دقائق وهو يفكر ثم هتف قائلاً :- هل مازال عابدين يبحث خلف هذا الظابط المصري ؟
چوزيف بجدية :- نعم سيدي كما انه يضعه تحت المراقبة حتي يعرف جميع تحركاته .
الرجل بتساؤل :- وما اخر اخبار هذا الظابط هل يعلم شئ عن وجود عابدين بمصر ؟
چوزيف بجدية :- نحن ايضاً نضعه تحت المراقبة حتي نعلم جميع تحركاته والي الان لم يظهر لنا شئ يدل علي معرفته بوجود عابدين بمصر كما انه كان يتزوج منذ يومان وقد كان ف اجازة زواج من قبلها ولكنه مازال يتابع قضية التفجيرات الاخيرة التي حدثت عند وصول عابدين مصر سيدي .
الرجل بتفكير اريدك ان تظل تتابعه چوزيف ولا تغفل عنه فهذا الشخص ليس بالرجل السهل لقد اوقع عابدين من قبل بذكائه لذلك يجب ان تحذر منه هذه المرة فهذه العملية تعد من اكبر العمليات التي قامت بها جماعتنا وان فشلت سوف ننهار معها لذلك لا اريد اي خطأ تلك المرة .
چوزيف بجدية :- لا تقلق سيدي هو تحت مراقبتنا وكل شئ سيكون علي مايرام .
نهض الرجل وهو يقول بنبرة جادة للغاية :- اريدك ان تستعد وترتب امورك سوف تكون بمصر بعد شهر من الان لاتمام العملية .
چوزيف باستفهام :- هل تم تحديد موعد العملية وستكون بعد شهر من الان !
الرجل بجدية :- اجل لكن لا تخبر عابدين قبل ان اسمح لك حتي لا يتم تسريب الخبر ويصل الي الحكومة المصرية فانا اريد ان تتم تلك العملية باي ثمن هل تفهمني .
چوزيف بطاعة :- امرك سيدي .
اذن له بالرحيل ولكن بعد ان استدار اوقفه قائلاً بلهجة خبيثة :- چوزيف انت تعلم ماعليك فعله بعد انتهاء العملية .
چوزيف بابتسامة لئيمة :- اجل سيدي اعلم .
ثم استدار ورحل من المكان بأكمله تاركاً خلفه هذا الرجل وهو يقول بلهجة تحمل شر العالم :- سوف اجعل من مصر جحيم تلك المرة لهؤلاء الحمقي المصريين ولكن صبراً لم يتبقي سوي القليل ….
******************************************
هاتفت اية جاسم وطلبت منه ان يأتي معها الي منزل ندي حتي تطمئن عليها فهي لاتجيب علي هاتفها ولم تأتي الي الجامعة اليوم لذلك قررت ان تذهب الي منزلها وعندما اقتربت سيارة جاسم من البناية حتي وجدوا عدداً كبيراً من الناس متجمعين اسفل البناية وسيارة اسعاف تقف امام البناية نظرت اية الي هذا المنظر وهتفت قائلة بخوف :- ايه دة هو ف ايه !
نظر جاسم الي هذا المشهد واتسعت عيناه بخوف وترجل سريعاً من سيارته واية خلفه تحاول اللحاق به عندما وجد ندي تخرج من البناية وهي تبكي بعنف بينما بجانبها اثنان مسعفين يحملون والدها علي سرير نقال ويتجهون به الي سيارة الاسعاف وصل اليها بسرعة البرق واقترب منها وهو يقول بخوف :- ندي ف ايه !
نظرت له ندي بأعين محمرة من كثرة البكاء وهي تقول ببكاء ورعب :- جاسم الحقني بابا هيروح مني ياجاسم .
وصلت اليهم اية في تلك اللحظة وهي تلهث قائلة :- ف ايه ماله عمو ياندي ايه اللي حصله !
نظرت لها ندي بخوف وبكاء ولم تستطع ان تجيبها كانوا قد وصلوا الي سيارة الاسعاف وادخلوا والدها في السيارة وكادت ندي ان تستقل مع والدها السيارة حتي امسكها جاسم من ذراعها قائلاً :- تعالي معايا في العربية انا واية واحنا وراهم مش هينفع تركبي عربية الاسعاف لوحدك .
ندي ببكاء :- انا مش هينفع اسيب بابا لوحده انا هروح معاه .
جاسم بجدية :- بقولك مش هينفع تركبي عربية الاسعاف لوحدك وهو اصلا مش حاسس بحاجة واحنا وراهم مش هنسيبهم .
تدخلت اية قائلة :- جاسم معاه حق ياندي احنا وراهم ياحبيبتي مش هنسيبه متخافيش .
لم تجد ندي مفر من الذهاب مع اية وجاسم بسيارتهم وبالفعل استقلت معهم السيارة وهي تبكي وتدعو الله ان يحفظ لها والداها فهي ليس لديها ف الدنيا سواه بينما جاسم كان قلبه في تلك اللحظة يتمزق ويتألم عليها وهو يراها هكذا فقد اعتاد علي مرحها ولسانها السليط لم يعتاد ان يراها ضعيفة او منهارة هكذا تمني في تلك اللحظة ان يأخذها بين احضانه ويخبرها انه موجود حتي يطمئنها قطع افكاره في تلك اللحظة وصولهم الي المشفي نزلت ندي من السيارة سريعاً وهي تبكي ويلحق بها جاسم واية استقبلوهم علي باب المشفي طبيب وعدة ممرضين وادخلوا والدها الي غرفة الطوارئ علي الفور حتي يتم الكشف عليه وتشخيص حالته جلسوا علي احدي المقاعد الموجود بردهة المشفي وندي مازالت تبكي اقتربت اية منها واخذتها بين احضانها وهي تقول بحزن :- اهدي ياندي ياحبيبتي ان شاءالله هيبقي كويس وهيقوملك بالسلامة .
ندي ببكاء وتمني :- يارب يااية انا مليش غيروا ف الدنيا دي كلها .
ظلت اية محتضناها وتربت علي شعرها وهي تقرأ عليها ايات من القرآن الكريم حتي تهدأ قليلاً وبالفعل هدأت ندي بعض الشئ ولكن لم تتوقف دموعها عن النزول فابتعدت عن اية وهي تقول :- شكراً اوي يااية حاسة اني هديت شوية .
اية بابتسامة بسيطة حتي تخفف عنها قليلاً :- ان شاءالله هيقوم بالسلامة متخافيش .
ندي وهي تنظر الي السماء وتدعو الله :- يارب انت عارف اني مليش غيروا احفظه ليا يارب .
كان جاسم يراقب مايحدث من بعيد وهو يتألم لاجلها لم يكن يعلم انها رقيقة وهشة الي تلك الدرجة فهو دائماً يراها مرحة قوية لم تهابه يوماً بل علي العكس فهي تلك الفتاة التي يخشي اي رجل الوقوع في حبها اذا ابتسمت او تحدثت وها هو وقع ف حبها وانتهي الامر ولا يتحمل رؤيتها هكذا وهي منهارة ولكن ليس بيده شئ سوا ان يدعو لوالدها بأن يسترد صحته لكي تسترد ندي ابتسامتها افاق من شروده علي صوتها وهي تسأل بقلق :- هما اتأخروا جوة كدة ليه !
اية بأطمئنان :- لا متأخروش ولا حاجة عشان بس يعرفوا يشخصوا الحالة صح ويقولولنا ف ايه صمتت لبرهة ثم هتفت باستغراب :- ندي مش المفروض تقولي لمرات باباكي عشان تيجي واضح انها مكنتش موجودة ف البيت ساعت اللي حصل بدل ماتعرف من برة بعد كدة وتزعل .
عاودت ندي البكاء بشدة وعنف وقالت بصريخ :- متجبيش سيرتها خالص قدامي هي السبب هي السبب مش عايزة اسمع سيرتها مش عايزة .
صدمت اية من ردة فعلها وجاسم ايضاً ولم تفهم جملة ” هي السبب ” ومالذي تقصده ندي بحديثها ذاك بينما جاسم قد استغرب حديثها بشدة وشعر ان هناك سبب قوي وراء مرض والد ندي وان هذا السبب له علاقة بزوجته ولكن ماالذي حدث لا احد يعلم حتي الان فاقتربت منها اية سريعاً واحتضنتها وهي تقول :- حاضر مش هجيب سيرتها خالص بس انتي اهدي ومتعمليش ف نفسك كدة .
ظلت ندي تبكي في احضان اية بينما الاخيرة تقرأ لها القرآن وظل جاسم علي وقفته بجانبهم وهو يتابعهم وينتظرون خروج الطبيب حتي استمعوا الي صوت باب الغرفة ينفتح ويخرج منه الطبيب فهبت ندي واقفة علي الفور وذهبت باتجاهه وبجانبها اية وجاسم فاقتربت منه وهتفت قائلة بلهفة وقلق :- خيري يادكتور بابا بقا كويس صح هو فاق خلاص .
نظر لها الطبيب بملامح حزينة وبائسة وهتف قائلاً :- انا اسف جدا بس هو كان جاي متأخر وحالته صعبة البقاء لله .
شهقت اية وبدأت بالبكاء وهي تنظر الي ندي واغمض جاسم عيناه بأسي فهو قد توقع ان يحدث ذلك فمنذ ان نظر الي وجه والد ندي قبل ان يضعوا في سيارة الاسعاف استشعر ان تلك ستكون النهاية فقد كان يبدو علي وجهه بأنه توفي ولكنه كان يكذب احساسه ويتمني ان يحدث عكس ذلك ولكن ماالعمل الان فأمر الله قد نفذ ولكن يبدو علي ندي انها لن تتقبل الامر بسهولة فمنذ ان سمعت ماقاله الطبيب وهي تنظر له دون ردة فعل طبيعية لم تبكي او تصرخ فقط تنظر له بملامح وجه بيضاء وشاحبة للغاية كالاموات ولم تصدر اي ردة فعل تدل علي انها استمعت الي ماقاله الطبيب فهي تبدو وكأنها تجمدت ولكنها تتحرك الان ونظرت لاية ثم له بنظرة لم يستطيع تحديد معناها ولكنه شعر بها تترنح وكانه سيغشي عليها وبالفعل حدث ماتوقعه فندي اغمضت عيناها واستسلمت الي هذا الظلام الذي يسحبها وفقدت الوعي ولكن تلقفتها ذراعي جاسم بدلاً من الارض وهو يصرخ باسمها بلوعة بينما ندي لم تشعر بشئ بعد ذلك ….
******************************************
في مبني ادارة امن الدولة :- انهي اسر عمله بعد وقت طويل وهو يشعر بالارهاق الشديد فهو قد اخد اجازة قبل الفرح باسبوع حتي يستطيع السفر الي بلدة حياة وخلال هذا الاسبوع تراكمت عليه الكثير من الاعمال والتقارير التي كان يجب عليه ان يراجعها ورقة ورقة قبل تسليمها وبالفعل قام بمراجعتها بمنتهي الدقة ولكنه شعر بألم في جسده كما انه يشعر بان رأسه ثقيلة بعض الشئ وضع يده علي مقدمة رأسه فشعر ببعض الحرارة ولكنه قرر ان يتجاهل الامر وتسائل في نفسه عن جاسم ولماذا لم يأتي اليه الي الان استغرب قليلاً ثم قرر ان ينهض ويذهب الي مكتبه حتي يراه وبالفعل خرج اسر من مكتبه وذهب باتجاه مكتب جاسم وطرق الباب ولم يأتيه رد ففتح الباب ودلف الي الداخل فتعجب عندما لم يري جاسم بمكانه فخرج الي الخارج وقام بالسؤال عنه فأخبره احد العساكر ان خرج منذ عدة ساعات استغرب اسر كثيراً خرج ومنذ عدة ساعات واثناء وقت العمل وايضاً لم يخبره فعلي مايبدو ان هناك كارثة قد حدثت قرر اسر ان يهاتفه حتي يعلم ماذا حدث واين هو كل تلك الساعات اخرج هاتفه من جيب بنطاله ثم طلب رقمه ووضع الهاتف علي اذنه وانتظر ان يجيبه جاسم ولكن لم يأتيه رد عاود الاتصال عدة مرات ولم يأتيه رد ايضاً فقرر ان يذهب الي منزله وسيعاود الاتصال به في وقتاً لاحق وبالفعل استقل اسر سيارته وتوجه الي منزله وهو يشعر بان ارهاقه وتعبه قد ازدادو وصل الي منزله وانتظر بالسيارة قليلاً وهو يفكر في حياة وكيف يتعامل معها فهي اصبحت زوجته وبمنزله ولكنها عنيدة وترفض ان تستسلم له وهو يريدها بشدة ولا يعلم لماذا هو صابر عليها حتي الان فهو يستطيع ان يأخذها عنوة ولكن هناك جزء صغير في خبايا اعماقه يخبره بانها ليست تلك الشخصية التي تحدث عنها عبدالله ولكنه لايريد تصديق هذا الجزء حتي لا يكتشف عكس ذلك فيما بعد وينصدم بها كما انصدم من قبل وبذات الوقت هو يخشي ان لايصدق هذا الجزء الصغير بأعماقه ويفعل مالايحمد عقابه ويندم بعد ذلك وهو قد سئم هذه الحياة ويريد امان واستقرار هو يريد ثقة يريد ان يثق بها بشدة ولكن لا يستطيع ولا يعلم كيف يفعل ذلك وهو بحالته تلك تعب اسر من كثرة التفكير لذلك قرر ان يصعد الي منزله ثم يفكر لاحقاً صعد الي المنزل وفتح الباب ودلف الي الداخل وظل يجول ببصره في المكان وهو يبحث عنها ولكنها لم تظهر حتي الان وجميع اضاءة المنزل تنير بالمكان استمع الي صوت التلفاز الموجود بالريسيبشن فتوجه الي الداخل ولكنه توقف واتسعت عيناه في دهشة وقد شاهد شئ جعل الدماء تصعد الي رأسه حياة نائمة علي الاريكة وشعرها الاسود الطويل حولها وكأنها تغوص به وف الواقع هو يتمني ان يغوص به هو وترتدي منامة من اللون الزهري تصل الي الركبة ولكنها اثناء نومها ارتفعت قليلاً واظهرت جمال ساقيها البيضاء ظل ينظر لها بذهول ورغبة ولكنه تماسك سريعاً واخذ نفساً عميقاً حتي يهدئ من نفسه ثم توجه اليها وقرر ان يوقظه حتي تنام بالداخل اقترب منها ببطء ودون ان يصدر صوت ثم جثي علي ركبتيه بجانبها وظل يلمس علي وجهها وشعرها حتي نظر الي شفتيها فاقترب منها وطبع قبلة ناعمة ورقيقة علي شفتيها ظل يقبلها حتي شعر بها تتململ في نومتها بابتعد عنها حتي هدأ من انفاسه قليلاً ثم هزها برفق وهو يقول :- حياة .. حياة اصحي ايه اللي نيمك هنا .
تململت في نومتها وهي تقول بصوت ضعيف رقيق من آثر النوم :- بس بقا يااية مش قادرة اقوم .
اسر وهو يرفع حاجبيه :- اية !! حياة اصحي مفيش اية هنا .
لم تستيقظ حياة وعلي مايبدو انها غارقة في نومها فقرر ان يحملها الي الداخل ويضعها في الفراش بحث عن جهاز التحكم الخاص يالتلفاز فوجده بين احضانها فتعجب بشدة ولكنه التقطه والتفت لكي يغلق التلفاز ولكنه وجدها تشاهد احدي القنوات الكرتونية اعاد نظره اليها بصدمة وهو يقول :- كرتون !! كرتون ياحياة !!
تنهد وهو يدعو الله ان يلهمه الصبر حتي يفهم تلك الشخصية نهض من مكانه وحملها بين ذراعيه وقربها من احضانه وهو يتنفس رائحة شعرها حتي تململت بين ذراعيه وفتحت عيناها نصف فتحة وابتسمت له ابتسامة جعلته بفقد الجزء المتبقي من عقله ويتوقف عن السير وهو ينظر لها بصدمة وهو يراها تبتسم له بنعاس وتقول بصوت رقيق للغاية الهب مشاعره :- انت جيت .
ثم حاوطت رقبته بذراعيها واحتضنته ووضعت رأسها علي صدره وذهبت في ثبات عميق وهي لا تعي ما الذي فعلته للتو بينما اسر تجمد مكانه من حركتها تلك الغير متوقعة وشعر بجسده ينتفض علي اثرها نظر لها وجدها ذهبت في ثبات عميق تنهد بغيظ وهتف قائلاً :- نامت ولا كأنها عملت حاجة .
دلف بها الي الغرفة ووضعها بالفراش ودثرها جيداً بالغطاء ثم دلف الي المرحاض حتي يأخذ حماماً بارداً لكي يطفئ من نيرانه المشتعلة ويهدئ اعصابه من تلك المعركة الطاحنة بين قلبه وعقله فالقلب يريد تصديقها بشدة والبدء معها من جديد ولكن العقل يظل يذكره بماضيه المؤلم وهو قد ارهق بينهم حقاً ويطلب الراحة لذلك قرر ان لا يفكر الان بشئ وان ينام انهي حمامه وارتدي ملابسه ثم خرج من المرحاض ونظر لها وجدها كما تركها غارقة في نومها شعر بان رأسه يدور فتدثر في الفراش بجانبها واقترب منها ثم حاوطها بذراعيه وقربها منه ووضع رأسها علي صدره وطبع قبلة عميقة علي شعرها الذي يعشق رائحته وشدد من احتضانه لها وكأنه يطبعها علي صدره ولم يشعر بشئ بعد ذلك حيث شعر براحة غريبة تنتابه من قربها ووضع رأسه علي الوسادة وذهب في ثبات عميق ….
******************************************
في ڤيلا عابدين :-
كان يجلس في مكانه المفضل في الحديقة الخلفية للڤيلا وهو يفكر في الخطوة التالية التي سيقوم بها ضد اسر فهو تقرب من چيرمين بهدف الانتقام منه فقط وهذا ماسيفعله فهو ينتظر ذلك اليوم منذ سنوات ويجب ان يرتب ويخطط له جيداً حتي لا يحدث به اي خطأ كان عابدين شارد في خططه وافاق من شروده علي صوت مسعد وهو يقول :- مساء الخير ياباشا .
عابدين بتساؤل :- مساء النور ها ايه الجديد ؟
مسعد بجدية :- الباشا الظابط دة رجع من السفر امبارح ومعاه عروسته وراح شقته اللي عايش فيها لوحده ونزل النهاردة راح شغله ورجع م الشغل ع البيت ومراحش ف حتة تانية .
عابدين بتفكير :- مممم ومحصلش حاجة جديدة .
مسعد بنفي :- لا ياباشا محصلش .
عابدين بجدية :- طيب اسمعني بقا ياسمعد وركز ف اللي هقولهولك دة اوي .
مسعد بانتباه :- اؤمرني ياباشا انا خدامك .
عابدين بجدية :- انت هتاخد مني ظرف والظرف دة فيه مبلغ هتروح تواديه لواحد من حبايبنا اللي هيظبطولنا دخول الشحنة بكرة وتديلوا الظرف وتيجي تديني التمام .
مسعد بطاعة :- امرك ياباشا بس لامؤاخذة ف السؤال هو معاد العملية الجديدة اتحددت .
عابدين بصرامة :- من امتي بنسأل ف اللي ميخصناش يامسعد انت بتكبر وتخرف ولا ايه .
مسعد بخوف :- ابداً ياباشا ابداً دة انا راجلك من سنين اسف ياباشا .
عابدين بنفس الصرامة :- خلاص خلصنا والحركة دي متتكررش تاني مفهوم .
مسعد بخوف :- مفهوم ياباشا .
امره عابدين بالرحيل وبعد ان رحل امسك بهاتفه من علي الطاولة الصغيرة التي امامه وضغط علي عدة ارقام وانتظر الرد ولكن ما من مجيب فهو يتصل بچيرمين منذ الصباح ولا تجيب علي اياً من اتصالاته وهو يعلم السبب فهي بالتأكيد قد وصلها خبر زواج اسر اتصل بها مرة اخري حتي اجابته قائلة بضيق :- الو ايوة ياراشد .
عابدين بلهفة مصطنعة :- ايه ياچيچي مش بترودي عليا ليه من الصبح قلقتيني عليكي .
چيرمين بضيق :- سوري مكنتش فاضية .
عابدين بخبث :- وهو ف ايه يشعلك عني وانتي عارفة ان مبقتش اعرف اعدي يوم من غير مااشوفك او اسمع صوتك فيه .
چيرمين باقتضاب :- عادي شوية مشاكل .
عابدين بلؤم :- طيب تيجي نتقابل النهاردة ف النايت .
چيرمين بملل :- لا انا مليش مزاج انزل م البيت النهاردة .
عابدين بخبث :- لا الف سلامة طب نتقابل بكرة الصبح ف النادي .
چيرمين باستعجال فهي تريد ان تنهي معه الاتصال :- اوكي ياراشد يلا مع السلامة عشان انا مضطرو اقفل .
واغلقت الهاتف قبل ان تنتظر رده بينما هو نظر الي الهاتف وهو يضحك بخبث قائلاً :- باي باي ياحلوة .
ثم ضحك ضحكة شريرة عالية وهو سعيد بما يحدث …
******************************************
عودة الي منزل اسر :-
استيقظت حياة في منتصف الليل نظرت حولها فوجدت نفسها في غرفتها فتسائلت كيف اتت الي هنا فهي اخر شئ تتذكره كانت تشاهد احدي الافلام الكرتونية ولم تشعر بنفسها كيف غفت علي الاريكة ولكنها لا تتذكر كيف اتت الي هنا شعرت بشئ ما يحاوطها فنظرت بجانبها وجدت اسر يحاوطها بذراعيه ظلت تنظر له قليلاً ولكنها لاحظت احمرار بشرة وجهه وبعض قطرات العرق علي جبهته فاستغربت فالمكيف يعمل اذن لماذا يوجد حبات عرق علي جبهته قربت يدها من رأسه وتحسستها فصدمت وهي تقول :- ايه دة اسر سخن مولع كدة ليه !
نهضت سريعاً وايقظته وهي تقول :- اسر يااسر اصحي فوق كدة .
لم يجيبها اسر فظلت تحركه برفق حتي تيقظه وهي تشعر بالقلق فقررت ان تقوم بعمل كمادات باردة له حتي تنخفض حرارته قفزت من مكانها علي الفراش وذهبت سريعاً باتجاه المطبخ واحظرت طبقاً ووضعت به قطعة قماش نظيفة ومياة مثلجة وعادت به الي الغرفة سريعاً صعدت بجانبه علي الفراش ووضعت الطبق بجانبها واقتربت منه ووضعت قطعة القماش علي رأسه واستمرت علي هذا الوضع ساعتاه وهي مازالت تقوم بعمل الكمادات وتوزع قطعة القماش علي اماكن متفرقة من وجهه حتي تنخفض حرارته سريعاً وبعد مرور وقت طويل تحسست حياة رأس اسر وشعرت بان حرارته قد انخفضت فتنفست الصعداء وهي تقول :- الحمدالله الحرارة نزلت شوية احسن م الاول .
نظرت له وهي تتأمل ملامحه ويظهر علي وجهه التعب والارهاق شعرت بالشفقة تجاهه كثيراً وشعرت برغبتها في ان تتلمس وجهه وبالفعل قربت يدها من وجهه وظلت تتلمسه وتكتشف ملامحه وصعدت الي شعره تحسسته برفق ثم عادت مجدداً الي وجهه وكانها تلعب وبينما هي مندمجة فيما تفعله وعلي فجأة …..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى