روايات

رواية آسر الحياة الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الفصل التاسع عشر 19 بقلم آية صبري

رواية آسر الحياة الجزء التاسع عشر

رواية آسر الحياة البارت التاسع عشر

رواية آسر الحياة

رواية آسر الحياة الحلقة التاسعة عشر

ف البلد :-
قرر اسر انه لن يقضي ليلة زفافه في البلد وسيرحل بعد ان استمع الي حديث عبدالله وقد اعتقد ان هناك علاقة بين حياة وعبدالله ولذلك هي هربت وقد وسوس له شيطانه انها صامتة ومستسلمة هكذا له حتي تضايق عبدالله وانها اذا تزوجته ستعيش خارج البلد وبالتالي ستكمل تعليمها بالاضافة الي مركزه ومظهره اذا حياة مستفيدة من تلك الزيجة لذلك هي مستسلمة ولم تبدي اي رد فعل اعتراضي واحد فقرر انه سيريها الويلات فهو لن ينخدع ثانية اخبر والدته وجاسم حتي يستعدوا للرحيل وها هم يقفون علي باب منزل عائلة حياة يودعون اهلها وقفت حياة امام اهلها بملامح يائسة وهي تقول بخفوت :- مع السلامة يابابا .
نظر لها علوان بجمود قائلاً :- بالسلامة .
نظرت له حياة بحزن وحسرة ثم اتجهت الي والدتها التي احتضنتها علي الفور وضمتها بين احضانها بقوة وهي تبكي بكت حياة لبكائها ايضاً ….
حسنية بحنو ودموع :- خدي بالك من نفسك يابتي وحطي چوزك ف عنيكي ومتزعليهوش واصل وربنا يهدي سركم ياضنايا .
حياة بدموع :- حاضر ياماما ادعيلي .
ذهبت الي صالح الذي رفض ان يسلم عليها او حتي ينظر لها من الاساس فهو الي الان لم يستطع ان ينسي انها السبب في تلك الفضيحة التي حدثت امام عائلة جبران ولولا ستر الله وان تلك الفضيحة لم تنتشر والا سيكون عار يلحق بهم مدي الحياة كما انها ايضاً السبب في تلك الزيجة التي لم يكن يتوقعها ولكن ماباليد حيلة فهذا قدر ومكتوب عليه ويجب ان يعيشه ولكنه لن يستطيع ان يسامح حياة تضاعفت الحسرة والمرارة في قلب حياة من موقف صالح بينما عبدالرحمن احتضنها بصمت ثم ابعدها عنه سريعاً ولم يقل لها شيئاً او حتي ينظر لها فهو ايضا مازال مصدوم من فعلتها وانها لم تهتم بهم او بسمعتهم وهربت ابتسمت له حياة ابتسامة بسيطة للغاية بينما علي احتضنها بقوة وحنان وقبلها من رأسها قائلاً :- خلي بالك من نفسك ياحبيبتي وانا يومين تلاتة كدة وهنزل القاهرة وهاجي اشوفك .
حياة بخفوت وابتسامة حانية :- توصل بالسلامة هستناك .
ابتعدت عنه ثم نظرت خلفها فأصطدمت عيناها بعيني اسر رأته ينظر لها بنظرات غامضة لم تفهمها قطع شرودهم ببعض صوت جاسم وهو يقول :- يلا ياجماعة عشان نلحق الطريق ونوصل قبل الحر .
استقلوا سياراتهم للعودة الي القاهرة بعد ان ودعوهم وركبت حياة السيارة بجانب اسر بمفردهم بينما استقلت والدته سيارة جاسم مع اية حتي تعطي لهم مساحة من الحرية بما انها الليلة الاولي لهم سوياً كان اسر يقود السيارة بصمت تام وجانبه حياة صامتة ايضاً واستمر هذا الحال لعدة دقائق حتي قطع اسر هذا الصمت قائلاً بجمود :- مبروك .
كادت حياة ان تتجاهله ولكنها لم يكن لها مجهود حتي تتشاجر معه الان فهتفت قائلة بخفوت :- الله يبارك فيك .
اسر بسخرية :- مبسوطة ؟
نظرت له حياة بصمت فنظر لها هو الاخر ولم تستطع ان تجيب عليه فهي ليست سعيدة بهذه الزيجة بتاتاً ولكن ماباليد حيلة هي لم تكن تملك حق الرفض او القبول ولم تمتلك هذا الحق يوماً طوال حياتها حتي يوم ان تمردت علي واقعها وقررت ان لاتخضع مجدداً واجهت ماهو اسواء والقاها القدر بين براثن اسر وهي لاتعلم ماالمصير الذي ستواجهه معه لذلك هي ليست سعيدة ولن تستطع ان تخبره بذلك الان فهي لن تتحمل اي ضغط ومجهود في تلك اللحظة هي حقاً متعبة ومرهقة وبحاجة الي النوم بشدة فأثرت الصمت ولكن اسر قرر الايصمت فاسترسل حديثه قائلاً باستفزاز :- بس واضح ان اهلك فعلاً مبقوش حابين وجودك معاهم كأنهم ماصدقوا خلصوا منك .
تضايقت حياة كثيراً من حديثه هذا ولكن عندما فكرت في حديثه سريعاً وجدت انه علي حق اهلها قد نبذوها باستثناء علي ووالدتها ولكن اين هم في تلك الحياة التي سوف تعيشها مع اسر وعلي ذكر حياتها مع اسر وجدت انها لم يعد لديها شئ لتخسره فهي اصبحت بلا اهل وبلا سند بالاضافة الي زيجة لاتعلم مامصيرها بالنهاية فقررت انها لن تصمت بعد الان علي اي اهانة سيوجهها لها اسر فنظرت له بصلابة وهي تقول بجمود :- اسمعني كويس بلاش كلامك السخيف وتلقيح الكلام دة لو عندك كلمة كويسة ياريت تقولها غير كدة مش هسمحلك تهيني باي كلمة مفهوم .
تعجب اسر من تلك الجراءة التي تملكتها علي فجأة هي حقاً يأتي عليها اوقات تبهره بردات فعلها فابتسم ابتسامة جانبية باردة قائلاً :- مممممم وازاي بقا حضرتك هتمنعيني اني اقول اي حاجة مش علي مزاجك ايه هتجبيلي حد من اهلك يوقف قصادي .
تنهدت حياة بداخلها وقررت الا تظهر ضيقها امامه فهي لن تكون الطرف الضعيف دائماً فابتسمت ببرود وهي تنظر له قائلة :- لا انت لسة بنفسك قايل انهم ماصدقوا خلصوا مني يبقا تفتكر هعرف اجيب حد فيهم يوقف قصادك ابقا اوزن كلامك قبل ماتقوله ياحضرة الظابط ولا انت بترمي اي كلام وخلاص .
استشاط اسر غضباً من ردها فنظر لها بغضب وقال بعصبية :- قولتلك قبل كدة تتكلمي معايا عدل وباحترام وبعدين ايه اوزن كلامي دي شايفاني مجنون ولا عبيط قدامك عشان تقولي كدة .
حياة بنفس برودها :- اولاً انت ادري بنفسك مش انا ثانياً لو هنتكلم عن الاحترام ف لازم انت كمان تحترمني ولا حضرتك شايف ايه .
استشاط اسر منها غضباً اكثر واكثر وتفاجئ من ردها عليه بتلك الطريقة ولكنه كتم غضبه بصعوبة فهو قرر ان يعيد تربيتها من جديد ولن يصمت طويلاً علي مايحدث فأردف قائلاً بغموض :- ماشي ياحياة اللي تشوفيه .
بينما نظرت حياة له بطرف عيناها وايقنت ان وراء رده المسالم هذا شئ ما ينويه لها لم تهتم الان ماهذا الشئ ولكنها فرحت قليلاً لانها استطاعت ان توقفه عند حده ولو لمرة واحدة منذ ان عرفته ولم تجعله يسترسل في حديثه اكثر من ذلك ولكنها عادت بذاكرتها الي الوراء قليلاً قبل الفرح بيومان ..
<<FlasH BacK>>
كانت حياة تجلس في غرفتها بجوار اية ومهرة بعد ان تعرفت عليها حياة وبالطبع كانت مهرة قد علمت كل شئ وقد علمت سبب زواجها من صالح صدمت في البداية ولكنها بماذا تفيدها الصدمة الان فهي قد تزوجته وانتهي الامر وها هم الان يعيشون حياة القط والفأر وبينما كانت الفتيات يتحدثن مع بعضهم البعض وكانت حياة لا تتكلم الا بكلمات مقتضبة للغاية حتي لاتضايقهم بصمتها في تلك الاثناء دلفت رجاء عليهم بعد ان طرقت الباب وسمحوا لها بالدخول دخلت عليهم وعلي وجهها ابتسامة واسعة وهي تقول :- اسفة يابنات لو كنت قطعت كلامكم بس كنت جاية اتطمن علي العروسة .
نهضوا الثلاث فتيات احتراماً لتلك السيدة الوقورة وبدأت مهرة بالحديث قائلة بترحيب وابتسامة جميلة :- حضرتك تنوري ف اي وجت ياهانم .
رجاء بضحكة صافية :- هانم ايه بس يابنتي انا ف سن مامتك يعني قوليلي ياطنط او ماما اللي يريحك بس بلاش هانم دي .
ادمعت عيني مهرة عندما تذكرت وفاة والدتها ولكنها لم تريد ان تظهر دموعها وضعفها حتي لا يشفق عليها احد لذلك قالت لابتسامة مجاملة :- تسلمي ياغالية .
نظرت رجاء الي حياة بحنو وحب وهي تقول :- عاملة ايه ياحبيبتي النهاردة .
نظرت لها حياة بحب واحترام فهي حقاً قد احبتها منذ اليوم الاول التي رأتها به مع اسر عندما اتت لتطلب يديها من وقتها وهي تشعر تجاهها بالحب والاحترام …..
ابتسمت حياة ابتسامة صافية وهي تقول :- الحمدالله بخير وحضرتك عاملة ايه .
رجاء بنفس ابتسامتها :- الحمدالله ياحبيبتي .
شعرت اية ان رجاء تريد قول شئ ما لحياة فقررت ان تتركهم هي ومهرة بمفردهم حتي يتحدثوا علي راحتهم فهتفت قائلة بابتسامة :- طيب انا هروح اشوف جاسم فين عشان عاوزاه ف حاجة .
مهرة بابتسامة :- واني هروح اشوف چهزوا الواكل ولا لا .
رحلت اية ومهرة وتركوهم بمفردهم ‏بينما نظرت رجاء الي حياة بابتسامة قائلة :- كويس ان هما طلعوا لاني كنت عاوزاكي ف موضوع .
توجسن حياة خيفة وقد اعتقدت ان رجاء قد علمت كل شئ بداية من هروبها من اهلها حتي تلك اللحظة فهتفت بقلق :- خير موضوع ايه ؟
رجاء بنفس ابتسامتها :- خير ان شاءالله تعالي نقعد عشان نعرف نتكلم .
جلسوا علي الاريكة وبدأت رجاء بالحديث بحنو قائلة :- بصي انا هتكلم وياريت متقاطعنيش لحد مااخلص كلامي .
هزت حياة رأسها بصمت بمعني موافقة فاسترسلت رجاء حديثها بنفس النبرة وهي تقول :- في حاجة انتي لازم تعرفيها عن اسر عشان ابقا ريحت ضميري قدام ربنا .
نظرت لها حياة بخوف مما ستوشك علي قوله ولكن رجاء اكملت حديثها قائلة بنبرة حنونة يشوبها الحزن :- من حوالي 3 سنين تقريباً اسر كان بيحب بنت وبيعشقها بس فجأة البنت دي اختفت وانا بعدها عرفت اللي حصلها ومن اسر نفسه هو اللي قالي وانا مش هقدر اقولك ايه اللي حصل وقتها بس كل اللي اقدر اقولهولك ان اسر اتجرح جرح كبير اوي وصعب علي اي راجل يستحمله انا مش هقدر احكيلك تفاصيل الموضوع دلوقتي لاني متأكدة ان اسر هيجي بنفسه في يوم ويحكيلك كل حاجة انا عاوزاكي بس تعرفي ان اسر اللي انتي بتتعاملي معاه دة دلوقتي مش هو اسر ابني من 3 سنين فاتوا ابني طيب وحنين يابنتي صدقيني بس اللي حصله مش سهل ودة مش مبرر مثلاً ببرر بيه افعاله لا ابداً انا بس عاوزاكي تحتويه وتكسبيه عاوزة ابني يرجع زي الاول وحاسة انك انتي اللي هتعملي كدة .
حياة بصدمة :- اناا !!
رجاء بحب :- ايوة انتي ياحياة .
كانت حياة تقاوم فضولها لمعرفة ماالذي حدث منذ 3 سنوات ولكنها قررت ان تحترم رغبة رجاء ولم تتحدث ولكن لم تستطع ان تمنع نفسها من السؤال قائلة :- هو حضرتك عرفتي منين اذا كان اسر بيعاملني وحش او حلو واشمعنا بتقوليلي الكلام دة ؟
رجاء بجدية حنونة :- انا ام وزي اي ام بتكون عارفة ابنها وتصرفاته وطباعه اما بالنسبة بقولك الكلام دة ليه لان خلاص كلها يومين وهتبقي مرات ابني دة غير اني حاسة ان جوازتكم دي وراها سر او في حاجة مش طبيعية في الموضوع بس انا واثقة ف اختيارات ابني وطالما اختارك يبقا قدرتي تحركي حاجة جواه حاجة مفيش واحدة تانية قدرت تحركها .
حياة بحيرة :- طب انا حضرتك ايه المطلوب مني دلوقتي !
رجاء بجدية وحزم :- تبقي قوية قدامه بصي انا معرفش انتي بتتعاملي معاه ازاي لاني مشوفتكومش ولا مرة بتتكلموا بس كل اللي عاوزاكي تعمليه انك تبقي قوية ومتبينيش قدامه خالص انك ضعيفة اسر بعد الصدمة اللي اتصدمها دي كره كل البنات ومبقاش يثق ف ولا واحدة وكل يوم مع واحدة شكل عشان يثبت لنفسه ان كلهم خاينين بس يابنتي هو نسي ان زي مافي الوحش في الحلو كمان وانا واثقة فيكي انك هقدري تواريه الحلوة دة وعلي فكرة اسر ميعرفش اني عارفة بسهراته مع البنات او الحاجات دي ودة كمان سبب من الاسباب اللي خليتني اكلمك واثق فيكي ان طالما اسر اتجوزك ومعتبركيش من البنات اللي يعرفهم يبقا اكيد اتأكد انك مش زيهم ودي حاجة مخلياني متفائلة خير بيكي المهم تفضلي قوية قدامه فهمتي كلامي .
هزت حياة رأسها بصمت وشرود فنهضت رجاء قائلة :- انا هسيبك تفكري ف كلامي واللي ربنا عاوزه هو اللي هيكون .
رحلت رجاء وتركت حياة غارقة في شرودها وتفكيرها لقد تشوش عقلها ولكن علي الاقل اتضحت بعض النقاط واهمها انها قد فهمت سبب معاملة اسر القاسية معها فهو يعتقد انها ك حبيبته السابقة ارادت ان تعرف بشدة ماهذا السر الذي يخفيه اسر في حياته ولكنها قررت الصبر حتي تعلم كل شئ قريباً …..
<<FlasH BacK>>
افاقت من شرودها ونظرت الي اسر وجدته مستمر بالقيادة بصمت وبملامح وجه صلبة وضعت رأسها علي النافذة بجانبها واغمضت عيناها قليلاً وذهبت في ثبات عميق ….
************************************************
عودة الي البلد :-
بعد ان رحلت حياة شعرت مهرة ببعض التعب فاستأذنت لتذهب الي غرفتها وصلت الي الغرفة ودلفت الي المرحاض لتأخذ حماماً دافئاً لتزيل عنها ارهاق الايام الماضية بعد قليل من الوقت خرجت من المرحاض وهي ترتدي منامة بيضاء تصل الي ما بعد الركبة وتدثرت في الفراش ولكن اتي في مخيلتها صورة لحياة ولوالدتها وهي تحتضنها ثم تذكرت عندما اتت والدة اسر وكيف كانت تعامل حياة وتحبها وتعاملها برفق وتذكرت ايضاً عندما طلبت منها والدة اسر ان تناديها ب ماما تلك الكلمة التي لم تنطقها طوال حياتها لاي مخلوقة حتي زوجة عمها جبران علي الرغم من انها لم تري منها اي شئ سئ الا انها لم تقل لها امي بيوم من الايام لم تستطع ان تنطقها يوماً فبالرغم من انها لم تري والدتها يوماً الا انها حقاً كانت تتمني ان تكون والدتها بجانبها وتنعم باحضانها وتراها عروس بفستان الزفاف ولكنها حرمت من كل تلك المشاعر ولم يستطع اي شخص تعويض هذا الجزء الناقص بداخلها وهي الان لا تمتلك سوي الدعاء لها بالرحمة والمغفرة وان تراها بالجنة افاقت من شرودها علي صوت صالح وهو يمسكها من يدها قائلاً بخضة :- مالك يامهرة بتبكي ليه ؟
نظرت له مهرة باستغراب وهي تعتدل بجلستها من التي تبكي شعرت بشئ مالح علي شفتيها فأدركت انها كانت تبكي بالفعل وتضايقت لان صالح قد رأها وهي تبكي وبالطبع سيقول عنها الان انها ضعيفة وليس ببعيد ان يظن انه سبب بكائها وهذا سيفرحه بالتأكيد ….
مهرة وهي تمسح دموعها وتقول بضيق :- مفيش حاچة اني زينة والحمدالله .
بينما صالح لم يخطر علي باله مطلقاً اياً من تلك الافكار التي راودتها بل هو حقاً كان قلقاً عليها فهو يعلم انه قام بمضايقتها كثيراً في الايام الماضية كما انها ارهقت نفسها في التجهيزات لفرح حياة ولم ترحم نفسها ف علي الرغم من انها لم تكن تعرف حياة مسبقاً الا انها ساعدتها في تلك الايام كأخت لها وقد تفاجئ من تلك المشاعر الحنونة التي ظهرت عليها مع اخته بل مع جميع اهله الا هو وهذا مايثير جنونه حقاً لماذا تصبح عنيفة وشرسة معه هو فقط …
افاق من شروده وقد ادرك انه شرد بها كثيراً فتنحنح قائلاً :- انتي كنتي بتبكي اول مادخلت وناديت عليكي كتير مجاوبتنيش في حد زعلك وخلاكي تبكي اكديه .
ادركت مهرة انها لن تستطيع ان تهرب من تساؤلات صالح فهتفت قائلة بتعب :- مفيش حاچة عفشة اني بس تعبت شوية وحسيت براسي تجيلة ف جولت اريح راسي حبتين اكديه .
نظر لها صالح بتفحص لدقيقة ثم نهض من علي الفراش وخرج من الغرفة دون ان ينطق بحرف واحد بينما مهرة اندهشت من ردة فعله وتسائلت باندهاش قائلة :- مچنون ديه ولا ايه !!
اعتقدت انه تجاهل مرضها ولم يهتم وذهب لقضاء عمل خاص به ولا تعلم لما احزنها هذا الامر قليلاً وشعرت انها علي وشك ان تبكي مجدداً ولكنها تماسكت هذه المرة وضعت رأسها مجددا علي الوسادة وقد ظنت انه لن يأتي مجدداً الان وهي ف الاساس لم تتوقع ان يأتي مبكراً هذه الليلة ولكن بعد مرور عدة دقائق كانت قد غفت حتي شعرت بيد توضع علي كتفها توقظها واستمعت الي صوته وهو يهزها برفق حتي تستيقظ قائلاً :- مهرة .. مهرة جومي .
حاولت ان تنهض ولكن رأسها لم تساعدها فقد اصبحت ثقيلة للغاية وترغب في النوم بشدة شعر بها صالح فجلس بجانبها وحاوطها بذراعيه وساعدها حتي تعتدل في جلستها شعرت هي بما يفعله فهتفت بتعب وتثاقل :- انت بتعمل ايه !
صالح بجدية :- عاوزك تتعدلي اكديه عشان تشربي اللي اني چايبهولك .
توترت مهرة من اقترابه منها واحتضانه لها هكذا فقالت بخفوت :- اني مش عاوزة اشرب حاچة .
صالح بجدية وهو يشدد من احتضانها ولم يشعر بخجلها وتوترها فهو كل همه حالياً ان يجعلها تشرب هذا النعناع الدافئ حتي تتعافي فهتف قائلاً :- اشربي شوية النعناع السخنين دول وبعد اكديه نامي براحتك .
وقرب كوب النعناع من فمها اكتر حتي تتناوله بينما هي لم تقوي علي الجدال والحديث اكثر من هذا فتناولت النعناع من يده وهي شبه واعية جعلها تنهي الكوب حتي غفت بين يديه التفت قليلاً حتي وضع الكوب علي الكومود الموجود بجانب الفراش ثم عاود النظر لها وهو يتأمل ملامحها الرقيقة وهي نائمة وهادئة بين يديه استغرب من نفسه كثيراً علي مايفعله ولا يعرف ماسبب قلقه عليها الي هذا الحد فهو لم يكن يمتلك يوماً مشاعر لاي شخص سوي افراد عائلته ولم يحاول يوماً ان يظهر لهم مشاعره فهو يعتقد ان اظهار المشاعر عند الرجل ضعف ولكن تلك المهرة الشرسة تحرك بداخله شئ ما شعر صالح بالنعاس يداهمه ولم يشعر بنفسه سوي وهو يعود بها الي الوراء ويستلقوا سوياً علي الفراش وهو يشدد مت احتضانها وذهب في ثباتاً عميق ……
************************************************
عودة الي سيارة اسر :-
افاقت حياة من غفوتها علي صوت اسر وهو يقول بجمود :- اصحي بقا احنا وصلنا .
فتحت عيناه بصعوبة واعتدلت في جلستها وهي تحاول ان تستوعب اين هي نظرت حولها فوجدت انهم امام بناية ضخمة وراقية للغاية فاستغربت فهي كانت تعتقد انهم سيعيشون في ڤيلا والدة اسر كما اخبرتعا مسبقاً نظرت له واثر النوم في عيناها وقالت بصوت رقيق لم يخلو من اثر غفوتها :- احنا فين ؟
اسر ببرود وهو ينظر لها :- احنا تحت بيتنا.
حياة باستغراب :- بس مامتك قالتلي ان احنا هنعيش معاها ف بيتها .
اسر ببرود وخبث :- لا ماهو انا غيرت الخطة احنا هنعيش لوحدنا وكمان مش معقول عرسان جداد من كام ساعة ونروح مع امي علي بيتها .
انهي حديثه بغمزة اثارت الرجفة في جسدها ولكنها لم تظهر له ذلك ونظرت له بالامبالاة وفتحت باب السيارة وترجلت منها وتركته بينما هو استشاط غضباً من فعلتها وطريقتها الباردة التي تعامله بها فترجل خلفها وصفق الباب بقوة واتجه الي صندوق السيارة حتي يخرج الحقائب اخرج الحقائب بعنف يدل علي غضبه بينما هي كانت تنظر لكل مايفعله بلامبالاة راته يتقدم باتجاهها ثم تجاوزها قائلاً بعجرفة :- ورايا .
ثواني لو سمحت :- هتفت بها حياة لتجعله ينظر لها فنظر لها بتساؤل فتقدمت منه بخطوات واثقة حتي تجاوزته بخطوة واحدة ونظرت له بابتسامة باردة :- ladies first 😇
ولم تنتظر رده عليها وتقدمت باتجاه مدخل البناية بينما هو صدم من فعلتها الجريئة معه وجز علي اسنانه وضغط علي الحقائب التي بيده وهو يضرب علي الارض بخطوات تنم علي غضبه الشديد فهتف قائلاً :- شيال ابوكي انا استني عليا بس وانا هواريكي ياحياة .
وصل الي المصعد وجدها تقف امامه وتنتظره ولم تلتفت له حتي تجاهلته تماماً وكأنه غير موجود بينما هو ظل يزفر بضيق حتي وصل اليهم المصعد مدت حياة يدها حتي تفتح باب المصعد وقد اعتقد هو انها سوف تفتحه له حتي يدلف داخله بالحقائب ولكنه تفاجئ بها تتجاهله تماماً ودلفت الي المصعد دون ان تنتظره او تنظر له حتي تنهد داخله بغيظ واسند الباب بيده ثم ادخل الحقائب ودلف هو الاخر وظل ينظر لها بغيظ وشر وهي تقف امامه والفرق بينهم في الحجم والطول قد ظهر وبشدة بينما هي تجاهلت نظراته المصوبة نحوها ولم تعيره اي اهتمام حتي وصل بهم المصعد الي الطابق المطلوب والذي به شقة اسر وهي تلك الشقة التي كان يقضي بها سهراته الخاصة ولكنه وقبل ان يتقدم لخطبة حياة قام بتغيير كامل في الشقة حيث غير جميع اغراض المنزل حتي انه منذ ان رأي حياة بالمرة الاولي بمنزل جاسم ولم يمس اي فتاة اخري مطلقاً منذ ان عرفها هو لا يعلم لماذا فعل ذلك ولكنه اراد ان يفعله ففعله ببساطة ….
وصلوا الي باب المنزل وحياة تتأمل المكان من حولها ولم تعير اسر اي اهتمام حتي فتح باب المنزل ودلفوا الي الداخل توترت حياة عندما استمعت الي صوت باب المنزل ينغلق وهي تعلم انه خلفها وتوترت اكثر عندنا شعرت به خلفها مباشرة وانفاسه تلفح عنقها الظاهر همس اسر قائلاً :- نورتي البيت .
ارتعشت حياة قليلاً ولكنها سيطرت علي ارتعاشتها ببراعة فهي اقسمت ان لاتصبح ضعيفة مجدداً امامه فالتفتت له حتي تواجهه ولكنها صدمت من كل تلك المشاعر التي تظهر بعينيه الان بالتأكيد المشاعر المسيطرة عليه هي الرغبة ولكنها تفاجأت بمشاعر اخري تراها للمرة الاولي هناك نظرة حزن والم وخذلان واشتياق ظل ينظر لها بكل تلك المشاعر وهو سارح في عالم اخر وكان يتذكر ماضيه المؤلم اتت في مخيلته ف تلك اللحظة هايدي وهو يضحك معها ويتفقوا علي ليلة زفافهم وانها ستكون من اروع الليالي التي ستمر عليهم لايعلم لماذا تذكر كل هذا الان عندما نظر الي حياة ولكنها قد رأت كل تلك المشاعر بعينيه وتأكدت من صدق حديث والدته وان اسر حقاً موجوع وهناك ماضي مؤلم وراء وجعه هذا ولكن والدته قد وضعه ثقتها بها حتي تخرجه من تلك الحالة وتنسيه ذلك الماضي المؤلم ولكنها الان حقاً لا تعلم ماذا تفعل فهي المرة الاولي لها التي تري في عيني اسر تلك النظرات ارادت ان تخرجه من حالة الشرود التي انتابته فقالت بصوت خافت رقيق :- اسر .
افاق من شروده بماضيه علي صوتها الرقيق وتحولا نظراته في اقل من الثانية الي نظرات راغبة فقط وكانه اسد جائع لم يأكل منذ زمن وعندما كاد ان يقترب منها حتي ينقض عليها هتفت حياة بتلقائية :- انا جعانة اوي وعايزة اكل .
افاق اسر من كل تلك المشاعر ونظر لها بصدمة وهو يقول :- نعم !!
حياة بنفس التلقائية :- بقولك جعانة وعايزة اكل انا مكلتش حاجة بقالي يومين ودلوقتي جعانة جداً .
تنهد اسر بصبر قائلاً :- في اكل جوة ف التلاجة .
حياة بهدوء :- طيب انا هدخل اغير هدومي وهروح اشوف اي حاجة ناكلها .
ثم رحلت من امامه ودلفت الي اول غرفة تقابلها والتي كانت غرفة النوم بينما هو ظل ينظر لها حتي اختفت من امامه داخل الغرفة وهو لايعلم ماذا يحدث له يشعر بتشوش في عقله وتخبط في مشاعره تجاهها كلما تذكر حديث عبدالله عنها يشعر انه يريد كسرها بل قتلها اذا امكن وعندما ينظر اليها والي عيناها يشعر انه يريد ان يحتضنها بشدة هو كل مايعلمه في تلك اللحظة انه يريدها بشدة هو الي الان لا يصدق انها اصبحت زوجته وبمنزله …
وبعد مرور نصف ساعة كان اسر وحياة علي طاولة الطعام يتناولون طعامهم بصمت تام لم يقطعه سوي حديث اسر عندما هتف قائلاً بوضوح :- هربتي من بيت اهلك ليه ؟
توقفت حياة عن تناول الطعام ونظرت له باستغراب قائلة :- ماانت عارف انا هربت ليه .
اسر بجدية :- حابب اسمع منك .
حياة بحزن :- عشان كانوا عايزين يجوزوني لواحد معرفوش ومبحبوش ولا حتي شوفته ولو لمرة .
اسر باستغراب من حديثها :- وبعدين كملي .
حياة بنفس الحزن :- وانا كنت عاوزة اكمل تعليمي ومكنش ف دماغي جواز دلوقتي .
اسر بجدية وتساؤل :- وليه متفقتيش مع عريسك انك تكملي تعليمك .
حياة بثبات :- زي ماانت شايف كدة طبع اهلي عامل ازاي مكنوش هيرضوا بحاجة زي دي دة غير ان عندنا مينفعش اشوف عريسي غير ليلة الفرح وكمان اللي عرفته انه نسخة طبق الاصل من طبع بابا يعني كان يستحيل وانا مطلبتش حاجة حرام او غلط انا كل اللي طلبته اني اكمل تعليمي .
اسر بتساؤل :- ايه اللي خلاكي رافضة الوضع دة وانتي المفروض اتربيتي علي كدة .
نظرت له حياة بحزن دفين وهي تتذكر لحظات من طفولتها البائسة من ضرل واهانة والدها لوالدتها وعندما كان دائما يهمش رأيها ولم يناقشها يوماً ف اياً من امور الحياة بل كانت الكلمة الاولي والاخيرة له فقط …
حياة بحزن :- عشان مكنتش عاوزة اعيش حياة زي حياة امي .
اسر باستغراب :- حياة زي حياة امك !! ازاي يعني !!
نظرت له حياة بوجع ولم تستطيع ان تجيبه ونظرت الي طبقها بينما هو ادرك ان الامر مؤلم بالنسبة لها فغير الحوار قائلاً :- مين كان صاحب فكرة الهروب ؟
حياة بخفوت :- علي .
اسر بتساؤل :- وعلي ايه اللي يخليه يهربك ليه متكلمش مع والدك واقنعه يغير رأيه .
حياة بابتسامة ساخرة ومريرة :- اللي انت مش واخد بالك منه ان البيت دة كله الكلمة الاولي والاخيرة فيه كلمة بابا محدش فينا ليه حق يقرر او يعمل حاجة من غير موافقته.
استغرب اسر من حديثها فاذا كان يتحكم بحياة فهي اولا واخيراً فتاة ولكن لماذا يتحكم ف الرجال ايضاً فسألها قائلاً :- طب ليه موافقتيش تتجوزيه يمكن يطلع مش زي بباكي .
حياة بثبات :- عشان مقدرش اعيش مع واحد معرفوش ومش بحبه مش مجبورة اضيع حياتي ف وضع زي دة .
اسر بتلقائية ليست من صفاته ولكنه لم يشعر :- ومش المفروض انك مش مجبورة برضه تدي لجوزك حقوقه .
صدمة وصمت احاطوا بالمكان وكل منهم مصدوم هو من حديثه حيث انه لم يكن ينوي قول هذا وهي من جراءته المفاجأة وتغيره لمجري الحديث بتلك السرعة ولكنها اعتادت علي جراءته لذلك افاقت من صدمتها سريعاً وهي تقول بثبات :- خدها ..
اسر بصدمة وتساؤل :- نعم !! ايه دي اللي اخدها !!
حياة بثبات وبرود :- حقوقك لو عاوز تاخدها خدها .
اتسعت عيناه وهو يستمع الي حديثها بصدمة ولم يصدق نفسه هل حقاً توافق ان تعطيه حقوقه هو لم يكن ينتظر موافقتها بالاصل ولكنه اعتقد انه لن ينالها بسهولة ولكن ماقالته حياة بعد ذل الجم لسانه وجمد الدماء بعروقه حيث اكملت بنفس النبرة :- لو هتقبل انك تلمس واحدة غصب عنها لمجرد انها مراتك فاتفضل انا قدامك اهو بس خل متأكد انك عمرك بعد كدة طول فترة جوازنا ماهتلمسني بمزاجي ابداً واني ممكن انسالك اليوم دة ابدا لو انت من الرجالة اللي بتقبل كدة فاتفضل يلا ..
الجمته هي حقاً الجمت لسانه معني حديثها جملة واحدة ” لو انت عندك كرامة وعندك دم مش هتلمسني غصب عني ” وبالطبع اكثر ما يوجع الرجل هي كرامته حاول ان يرد عليها ولكنه فشل ثم نهض من علي كرسيه بعصبية ودلف الي غرفة النوم بينما حياة ابتسمت بانتصار فهي اقسمت بانه لن يم شعرة منخا بالغصب وهاهي تنفذ قسمها ويعتبر هذا الموقف اول انتصار فعلي لحياة علي اسر منذ ان عرفته وبعد قليل من الوقت دلفت الي غرفة النوم حتي تنام كادت ان تخرج من الغرفة عندما وجدته ينام علي الفراش ولكنها استمعت الي صوته وهو يقول بجمود :- تعالي نامي هنا السرير واسع وانا مش متجوزك عشان تنامي ف حتة تانية ثم اكمل بسخرية واظن دي ابسط حقوقي .
قررت حياة ان تجعل تلك الليلة تمر بسلام ويكفي الي هذا الحد ونامت علي الطرف الاخر من الفراش وراحت ف ثبات عميق ….
************************************************
في صباح اليوم التالي استيقظت چيرمين وهي غافلة عما يحدث حولها وكل هذا بسبب غرورها الذي صور لها انها بأمكانها السيطرة علي اسر ف اي وقت نهضت من علي الفراش وامسكت بهاتفها وظلت تتفحصه حتي انفتح باب الغرفة عليها بعنف وغضب شديد وكانت هذه والدتها التي دخلت عليها بتلك الطريقة فزعت چيرمين من تلك الطريقة وهتفت قائلة :- ف اي يامامي مالك ؟
نظرت لها مجيد بغضب وصوت جهوري :- مالي !! انا هقولك مالي ياست چيرمين فضلتي تقوليلي متخافيش يامامي اسر دة اقدر اعلقه بيا ف ثواني يامامي انا عاوزة اتدلع واتبسط في حياتي شوية قبل مااقرب منه يامامي اتبسطتي واتدلعتي دلوقتي ياست چيرمين .
چيرمين بعدم فهم :- هو ف ايه طيب ايه اللي حصل ل دة كله ؟
مجيدة بغل وحقد :- اسر اتجوز ياست هانم .
چيرمين بصدمة :- ااااااايييييييييهه !!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية آسر الحياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى