روايات

رواية حبه عنيف الفصل الثامن 8 بقلم ضي القمر

 رواية حبه عنيف الفصل الثامن 8 بقلم ضي القمر
رواية حبه عنيف الفصل الثامن 8 بقلم ضي القمر

رواية حبه عنيف الفصل الثامن 8 بقلم ضي القمر

تقدمت حنان من ضرغام الذي لعن حظه العثر من بين أسنانه قائلة باشتياق و هي تحتضنه:
– عامل إية يا حبيبي؟…وحشتني.
ربت على ظهرها قائلًا بشرود:
– الحمد لله يا أمي أنا بخير.
ضمت وجهه بيديها قائلة بعتاب:
– لو مكونتش باجي كان زماني مبشوفكش خالص…لولا إن عارفة ضغط الشغل إللي عليك كنت زعلت منك بجد.
ابتسم لها مجاملًا إياها و هو يفكر بحل لتلك الورطة التي وقع بها.
نظرت حنان حولها قائلة:
– أومال فين صفية؟
نادى ضرغام على إحدى الخادمات لتخبر صفية بوجود حنان ثم التفت إلى أمه قائلًا:
– خالتي عاملة إية دلوقتي؟
أجابته بحزن على أختها:
– حالتها وحشة يا بني و لازم أفضل معاها.
أومأ لها متمنيًا أن يجد حلًا سريعًا حتى لا تعلم أمه بأمر اختطافه لياسمين…يعلم أنها ستعترض خاصة أنها تعرف محمد الذي كان صديق زوجها المتوفى.
– إتعشيت؟
سألته مبتسمة فأجابها:
– لا لسة.
– كويس..عايزة أتعشى معاك مرة.
توجهت إلى صفية التي أتت توًا فرحبت بها صفية و هي تنظر إلى ضرغام بقلق.
استغل ضرغام انشغال والدته و صعد إلى غرفة ياسمين.
طرق الباب برفق ثم فتحه فوجدها نائمة بكامل ملابسها و حجابها بعد أن بكت كثيرًا بحضن صفية بسبب وجع بطنها من كثرة ما أكلت.
أغلق الباب متنهدًا بعمق…على الأقل لن تعلم والدته اليوم و لكن عليه أن يجد حلًا حتى لا تعلم.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
– هاتلي بنتي يا محمد..أنا عايزة ياسمين.
صاحت بها منيرة ببكاء شديد و قلبها مفطور على ابنتها البكرية التي اختطفت من أحضانها عنوة.
لم يجب محمد و الشعور العجز يكبله…قلبه يؤلمه بشدة.
ياسمين ابنته البكرية و أول فرحته اختطفت ولا أحد يعلم كيف هو حالها الآن.
نظر إلى ريم التي انسابت دموعها على وجنتيها قائلًا:
– ملمحتيش رقم العربية يا ريم؟
أومأت نافية بصمت فقال بتركيز عسى أن يجد طرف خيط في الأمر:
– طيب هم لية أخدوا ياسمين بالذات؟
رفعت رأسها المنكس قليلًا قائلة بخفوت:
– قدروا يسيطروا على ياسمين بسهولة..و خدروخا و أخدوها..بس أنا كنت بضرب فيهم على قد ما أقدر علشان أهرب منهم..بس معرفتش ألحق ياسمين علشان أخدوها على العربية بسرعة و أنا كنت كل ما أفلت من واحد التاني يكتفني.
قطبت جبينها ثم أكملت:
– ممكن مخطفونيش أنا كمان علشان كان في عربية جاية و إضطروا يمشوا بسرعة.
يا إلهي…حديث ريم جعله يتخبط أكثر…من الممكن أن يكونوا الخاطفين قد فروا بسرعة قبل مجيئ تلك السيارة كما تقول ريم و لكن ذلك لا ينفي اختطاف ياسمين لشخصها…و بالطبع إذا كان الأمر هكذا فالمتهم الأول هو ضرغام!
و لكن مازال لا يملك أي دليل يدينه.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
في فيلا ضرغام.
الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
فتحت ياسمين باب غرفتها بحذر تنظر إلى الخارج لترى إن كان هناك أحد.
خرجت تنزل الدرج بحذر شديد خشية أن يشعر أحد بوجودها خارج غرفتها.
ضرغام ليس موجودًا..يجب أن تستغل الفرصة لتفر هاربة من منزله اللعين.
لم تستطع النوم كثيرًا فهي بغير مكانها المعتاد مما دفعها للتجول بالغرفة ذهابًا و إيابًا بملل و حنق.
سمعته عندما كانت قريبة من الشرفة يحادث أحدًا ما يخبره بأنه قادم.
أنها بكامل طاقتها الآن بسبب ذلك الطعام الذي أكلته بالإكراه…يجب أن تستغل الفرصة فهي لن تأكل مجددًا بهذا المنزل.
فتحت باب الفيلا و هي تنظر حولها بخوف ثم خرجت ناظرة إلى الحديقة ثم اقتربت بحذر من السور لتتسلقه.
حمدت ربها أنها لا ترتدي فستان طويل كما هي معظم ملابسها و إلا لَمَا كانت ستستطيع تسلق السور كما تظن.
نظرت بإحباط إلى سور الحديقة الشاهق…يبدو أن الأمر لن يكون سهلًا على الإطلاق.
وقفت أعلى صخرة كبيرة كانت إلى جانب السور ثم بدأت محاولة التسلق.
سقطت أرضًا بعدما تخللها الأمل عندما وصلت يدها إلى حافة السور.
تأوهت بخفوت متألمة و لكنها اختبأت خلف شجرة كبيرة وارت جسدها الصغير تمامًا عندما شعرت أن أحد ما يقترب.
نظر حسان إلى الحديقة بتمعن و لكنه لم يجد الدخيل الذي رآه من بعيد و قد بدا كالشبح في هذا الظلام…لكنه متأكد من وجوده.
جذب مسدسه و جهزه للإطلاق ثم أطلق رصاصة بالهواء فانطلقت صرخة نسائية عن قُرب.
ابتسم بانتصار…هذا هو ما أراده..كان يشك بياسمين بالأساس.
تحرك نحو الاتجاه الذي أتت منه الصرخة فوجدها تقف خلف شجرة كبيرة واضعة يدها على فمها و مغلقة عينيها بخوف و قد وارت الشجرة جسدها خلفها تمامًا.
فتحت عينيها بخوف فرأته يقف أمامها عابس الوجه و قبل أن تستطيع الاستعاب كان المكان قد امتلأ بالحراس الذين جاءوا عندما سمعوا صوت الرصاصة المنطلقة تشق سكون الليل.
نظرت حولها بخوف للحراس ضخام الجثة و هي لا تعلم كيف ستتصرف الآن.
نظر حسان إلى الحارس الذي يجاوره فاتبعت ياسمين نظراته بخوف استوطن قلبها.
كان ذلك الحارس ينظر إليها بشفقة واضحة حتى ظنت أنه لربما لديه قلب كما البشر!
– عصام..بلغ الباشا إن المدام حاولت تهرب.
قالها حسان ببرود للحارس الذي يجاوره بينما هتفت ياسمين بعدائية:
– أنا مش مدام.
ذهب عصام ينفذ أمر حسان بعد أن رشقها بنظرة شفقة بدت واضحة لها بينما أرجع حسان نظراته لياسمين قائلًا ببروده المعتاد:
– إهدي يا مدام علشان نعدي الليلة دي على خير.
اشتعلت عينيها صائحة بغضب:
– قولتلك أنا مش مدام.
لم تهتز له شعرة و لم يصدر عنه أي استجابه حتى ظنت أنه لم يسمع صياحها به و لكن زالت شكوكها عندما قال:
– باعتبار ما سيكون.
– في أحلامك و أحلامه.
قالتها بعدائية تغلغل بها الدهشة من ذلك الرجل المريب…تكاد تقسم أن ساعة واحدة يقضيها الشخص معه كافية لإتلاف أعصابه بالكامل.
مسكينة…لا تعلم أن حسان يتعامل معها بلين حتى لا يغضب ضرغام.
عاد عصام ترافقه نظراته المشفقة عليها…نظر إليه حسان منتظرًا ما سيقول فقال عابس الوجه:
– قال محدش يجي جنبها…هو على وصول لما يجي هيتصرف.
انهارت ياسمين تبكي بعنف و قد سقطت على ركبتيها قائلة بتوسل باكي:
– أرجوك خليني أمشي من هنا.
اقتربت حنان تتبعها صفية بخطوات سريعة.
قالت حنان لحسان بقلق:
– في إية يا حسان؟…إية ضرب النار إللي سمعناه دا؟
تقدم منها حسان قبل أن تقترب أكثر حتى لا ترى ياسمين.
قال محاولًا جعلها تعود أدراجها إلى الداخل:
– مفيش حاجة يا هانم…حضرتك تقدري تروحي تنامي و متقلقيش من حاجة.
نظرت لتلك البقعة التي يتجمع الحراس حول ياسمين بها حتى لا تحاول الهرب مجددًا قائلة بشك:
– و لما هو مفيش حاجة..رجالتك واقفين كدا لية؟
صمتت لبرهة ثم قالت بدهشة:
– و إية صوت العياط دا؟
كادت أن تعبر من جانبه و لكنه أعاق طريقها بجسده قائلًا:
– أيًا كانت المسألة…أنا هحلها..مفيش داعي لوجود حضرتك هنا في الوقت دا.
قالت صفية موجهة حديثها إلى حنان:
– خلاص يا حنان…تعالي ندخل جوا.
دفعته عابرة من جواره و تبعتها صفية التي امتقع وجهها ما إن رأت ياسمين المنهارة أرضًا تبكي كما لم تبكي من قبل.
نظرت إلى ياسمين بدهشة و وجهت حديثها إلى حسان قائلة:
– مين دي؟…و بتعيط كدا لية؟..و بتعمل إية هنا أصلًا؟
لم تتلقى من حسان سوى الصمت فصاحت به:
– حسان…أنا بكلمك.
قال ببرود تالف للأعصاب:
– الباشا هيجاوبك.
صاحت به بعصبية:
– حسان..بلاش طريقتك دي معايا…أنا بسألك إنت.
– و أنا جاوبت.
قالت و هي تزفر بعنف حانقة منه:
– أوف…بكلم حيطة.
حاولت صفية الاقتراب من ياسمين لتهدئها و لكن منعها الحراس.
نظرت إلى حسان برجاء صامت فقابل نظراتها بجمود نظراته التي تعلم معناها جيدًا.
قالت حنان بغضب:
– كمان مش عايزها تهدي البنت…إنت مش شايف حالتها عاملة إزاي؟
زفر حسان بحنق بينما دخلت سيارة ضرغام المسرعة من البوابة و وتوقفت بعشوائية.
ترجل منها مسرعًا متجهًا نحو ياسمين الجالسة أرضًا و صوت نحيبها يملأ المكان.
أمسك ذراعها جاذبًا إياها برفق لتقف و لكنها نفضت يده عنها صائحة به:
– إبعد عني…متلمسنيش.
قال محاولًا تهدئتها:
– إهدي طيب.
نهضت واقفة و دفعت إياه بصدره قائلة ببكاء:
– مش ههدى…أنا عايزة أروح عند بابا و ماما و ريم.
دفعته مجددًا قائلة:
– إنت بني آدم معدوم الضمير.
أمسك بذارعها مجددًا قائلًا:
– طيب تعالي نتكلم جوا.
خرجت منها صرخة مدوية أفزعت الجميع ثم صاحت بأعلى صوت لديها:
– قولتلك متلمسنيش..إبعد إيدك دي عني…أنا مش داخلة في حتة..أنا عايزة ماما.
أدرك أن ثورتها لن تهدأ فحملها دون سابق إنذار متجهًا إلى داخل الفيلا.
تلوت محاولة الفرار منه و لكمته بصدره قائلة:
– نزلني…نزلني بقولك.
لم تتلقى منه استجابة فخدشت وجهه و شدت شعره ثم غرزت أسنانها بكتفه كمحاولة أخيرة لجعله يتألم.
كان قد وصل لغرفتها فوضعها على الفراش متحسسًا موضع عضتها بألم طفيف.
نهضت عن الفراش سريعًا قائلة بسخرية:
– واو…طلع عندك إحساس زينا.
نظرت لهيئته بتمعن لأول مرة…لم تشعر بضخامته من قبل و لكنها أحست نفسها كالعصفور عندما حملها صاعدًا بها الدرج بكل سهولة.
ابتسمت بسخرية…بالطبع ستبدو كالعصفور بين يديه فهو لديه طول فارع و كتلة عضلية ربما تمكنه من حمل وزن يضاعف وزنها ثلاث مرات.
– ياسمين…مش عايز أقفل عليكي الأوضة…مش كل شوية تحاولي تهربي.
قالها ضرغام بتحذير فأجابته بعند:
– هفضل أحاول لحد ما أنجح.
دلفتا حنان و صغية إلى داخل الغرفة و قد بدا على وجه حنان الغضب.
قالت حنان بحزم:
– ضرغام..عايزاك في حاجة مهمة.
تنهد ضرغام بسؤم ثم خرج بصحبة والدته بينما هدَّأت صفية ياسمين و جعلتها تبدل ملابسها التي اتسخت مما حدث في الحديقة.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
– مين دي يا ضرغام؟
زفر بعنف و هو يجيب والدته التي تصر على نيل الإجابة:
– دي ياسمين…و هتبقى مراتي.
اتسعت عينيها بدهشة قائلة:
– إية؟…هتبقى مراتك إزاي يعني؟…دي مش طيقاك ولا طايقة حد خالص.
قال سريعًا قبل أن يخرج من غرفتها:
– أمي..أنا تعبان و عايز أنام دلوقتي…بعدين نتكلم في كل حاجة.
خرج ذاهبًا لغرفته تاركًا إياها بدهشتها.
ضرغام سيتزوج…اليوم الذي انتظرته كثيرًا بات قريبًا الآن.
و لكن هناك شئ ما مريب بالأمر…لماذا ياسمين هنا؟…و لماذا لا تطيقه هكذا؟
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
في الصباح الباكر.
في فيلا ضرغام.
دلفت حنان إلى غرفة ياسمين خلسة حتى لا يشعر بها أحد.
وجدتها نائمة بالفراش بكامل ملابسها و حجابها و يبدو الإرهاق جليًا عليها.
اقتربت جالسة إلى جوارها فشعرت ياسمين بها و استيقظت فَزِعة خشية أن يكون ضرغام.
ربتت حنان على كتفها مهدئة إياها قائلة:
– متخافيش.
نظرت إليها بتمعن قائلة:
– أنا والدة ضرغام…هو قالي إنه هيتجوزك.
رشقتها ياسمين بنظرات مشتعلة غضبًا فقالت حنان:
– واضح طبعًا إنك رافضة…هو إية القصة بالظبط؟
تقوس فم ياسمين إلى الأسفل و تجمعت الدموع بعينيها قائلة:
– هو خطفني علشان يتجوزني غصب عني.
شهقت حنان بصدمة قائلة:
– لا مش معقول…ضرغام يعمل كدا؟
أومأت لها ياسمين ببكاء قائلة:
– أرجوكي خليه يسيبني.
احتضنتها حنان رابتة على ظهرها قائلة لها:
– متخافيش يا حبيبتي…هقوله يسيبك.
خرجت من غرفة ياسمين مصدومة بأفعال ابنها…ذهبت إلى غرفته مباشرة ثم جلست على الفراش منتظرة إياه حيث أنه كان بالمرحاض.
خرج يرتدي بنطالًا فقط كما هي عادته فرأت ذلك الوشم بوضوح.
– كمان واشم إسمها على صدرك!
ألقى المنشفة التي كان يجفف بها شعره جانبًا قائلًا:
– كان نفسك أتجوز…غيرتي رأيك دلوقتي؟!
أجابت بعصبية:
– مغيرتش رأيي…بس تخطف البنت و تتجوزها غصب عنها لأ يا ضرغام.
قال باقتضاب:
– هتجوزها بأي طريقة.
انتفضت واقفة صاحئحة بعصبية:
– مينفعش بأي طريقة…بالطريقة دي هتكرهها فيك.
– حتى لو كرهتني مش مهم…لما نتجوز هخليها تحبني.
قالت باستنكار:
– يا سلام…بالسهولة دي؟
ارتسمت ابتسامة جانبية على شفتيه قائلًا بثقة:
– عيب…دا أنا ضرغام الفؤاد.
اسمه ضرغام فواد و لكن أطلقت عليه الفتيات الهائمات به ضرغام الفؤاد و بالطبع لم تضيع الصحافة الفرصة و نشرت الاسم ببزخ و لكنه كالعادة لم يهتم بمثل تلك الأمور.
أومأت نافية برأسها قائلة:
– البنت مش طايقاك يا ضرغام…هتخليها تحبك إزاي؟
– بطرقتي.
قالت بحزم:
– البنت دي ترجع لأهلها.
ثم أحاطت وجهه بيديها و قالت و قد لانت نبرتها:
– إنت مجرب يا ضرغام و عارف أهلها حاسين بإية دلوقتي…بلاش تعمل كدا.
أغمض عينيه منزعجًا من تلك الذكرى السيئة…لقد اختطفت أخته الصغرى عندما كان بالمرحلة الثانوية.
لم ينسَ يومًا كم الرعب و الذعر الذي عاشه مع أمه و أبيه الذي كان على أتم الإستعداد أن يدفع ذلك المبلغ الطائل الذي جمعه بصعوبة بالغة كفدية لابنته لولا أن تم القبض على الخاطفين من قِبل الشرطة.
قالت حنان و هي تطالع تعابير وجهه:
– شوف إتضايقت إزاي علشان إفتكرت بس…رجع البنت لأهلها يا بني…إعمل معروف.
قال بوجه عابس:
– أبوها رفضني لما إتقدمت…و لما خطفتها كانوا هم بلغوا عريس كان متقدم بموافقتهم.
– حقهم يقبلوا أو يرفضوا يا بني.
قال بغضب أججته غيرته:
– أنا مش هسيبها تتجوز واحد غيري.
قالت بعتاب:
– تقوم تخطفها؟
– مكانش قدامي حل تاني.
بدأ يرتدي قميصه قائلًا:
– لو سمحتي يا أمي..مش عايز الموضوع دا يتفتح تاني.
زفرت بيأس ثم خرجت من الغرفة تاركة إياه يتلظى بنياران حب ياسمين بعجز.
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●
خرج ضرغام من الفيلا ذاهبًا لشركة الأدوية التي أهملها مؤخرًا كما أخبره سليم.
وجد ياسمين تجلس على أحد المقاعد بالحديقة تنظر حولها بتفحص.
ذهب تجاهها قائلًا بريبة من جلوسها هنا:
– أتمنى متكونيش بتخططي تهربي تاني…الحرس حواليكي من كل حتة يا ياسمين.
عقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة بحنق:
– عايز إية؟…ما أنا قاعدة كافية خيري شري أهو.
أومأ لها بعدم ارتياح ثم ذهب.
راقبت ذهابه بلهفة و انتظرت قليلًا بمكانها ثم تحركت تجاه ذلك الحارس الذي كان ينظر إليها بشفقة البارحة.
ما إن اقتربت حتى قال عصام:
– أؤمري يا هانم.
– أنا مش هانم ولا مدام…قولي يا دكتورة.
أومأ قائلًا:
– كنتي عايزة حاجة يا دكتورة؟
أومأت قائلة دون مقدمات:
– عايزاك تساعدني أهرب.
اعتلت معالم الصدمة وجهه و نظر حوله بخوف أن يسمعها أحد و لكن لم يكن هناك أحد قريبًا من مكانهما فعصام هو المسؤل عن حراسة هذا المكان..فقد نشر حسان رجاله في الحديقة بالكامل بعد محاولة هرب ياسمين بالأمس.
قالت و قد التمعت الدموع بعينيها:
– ضرغام خاطفني و عايز يتجوزوي غصب عني…أرجوك ساعدني..أنا خايفة أوي.
تنهد بحيرة..لا يدري ما الذي عليه فعله.
يشعر بالشفقة عليها و لكن ما تطلبه خطير للغاية..قد يكلفه روحه و يكلفها عقاب شديد من ضرغام إن تم كشفهما.
أومأ نافيًا بعنف و قد انتابه الخوف من تلك الأفكار قائلًا:
– مش هينفع أساعدك…مش هقدر.
فرت دموعها من عينيها و هي تتوسله بعجز:
– أرجوك ساعدني…إنت عارف مخارج الفيلا و مداخيلها…قولي بس أهرب إزاي..أنا خايفة ضرغام يعمل فيا حاجة.
نظر إليها بحيرة..لا يدري أيقبل أم لا.
إنه أصعب ما طُلب منه على الإطلاق.
يتبع…..
لقراءة الفصل التاسع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى