روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الجزء الحادي والثلاثون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث البارت الحادي والثلاثون

أولاد الجبالي الجزء الثالث
أولاد الجبالي الجزء الثالث

رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث الحلقة الحادية والثلاثون

تفاجىء زرارة بطلب العسكرى تلك الوجبة المسمومة التى جلبها لجاسر .
فجحظت عين زرارة وارتجف جسده مردفة ببلاهة : ايه ..
لااااا معينفش واصل .
فحدثه العسكرى بغلظة : ليه هتسخسرها فينا إياك !!
زرارة بذعر : لا بس يعنى ..
العسكرى : مفيش بس ، هات يا عم يلا واتكل على الله أنت .
فحدث نفسه زرارة : يادى الوجعة المربرربة عنسم الحكومة ذات نفسيها ، أكده هنروح فى ستين داهية ..
اعمل ايه واسوى ايه فى المصيبة دى ..
ثم خطرت على باله فكرة فأسرع بقوله : صراحة مخبيش عليك ، دى لحمة حمير عاد بس جولت الواد جاسر مهيعرفهاش واهو واجب وخلاص على جد فلوسى .
وعشان أكده خايف عليك منيها ، حتى أهو مش مصدج أنا نفسى مش عكلها وعرميها من الشباك للجطط تاكلها .
ليلقيها بالفعل زرارة سريعا من النافذة خوفا من أن لا يصدقه وياخذها منه عنوة ويتناولها.
فرمقه العسكرى بنظرة نارية مردفا : ليه أكده ، ترمى النعمة ،وحمير حمير ، إحنا اخدنا عليها خلاص يابا .
ويلا غور من وشى السعادى ، منك لله يا شيخ ، جوعتنى على الفاضى .
فأسرع زرارة للهروب خوفا من بطشه .
وعندما وصل إلى حمدى فى مخبأه ، قص عليه ما حدث .
فقبض على يديه بقوة من شدة الغضب قائلا بصوت يشبه فحيح الأفعى : لا مش هيفلت منى ابن حمدان ، عچيبه واو تحت سابع أرض .
بس نهدى اللعب دلوك عجبال بس ما يتحكم عليه ، عشان نعرف نوصله .
زرارة : تمام يا سيد الناس .
وبجولك عنفضل أكده من غير شغل , ده حتى الإيد البطالة نچسة .
حمدى : مش هينفع دلوك يا زرارة ، لازم اتوكد الأول أن الحكومة خلاص شالت دماغها منى عاد واتقفل ملفى ، وساعتها نبدء الشغل على مية بيضة .
******
ينشأ الصغير على ما كان والده، إن العروق عليها ينبت الشجر.
فما شابه أباه فما ظلم .
تفاجىء حمدان بعد أن فرغ من صلاته بمن يقف أمامه مطأطأ الرأس وعينيه كشلال من الماء لا ينبض .
فتحرك قلب حمدان ووقف متجمدا لا يصدق أنه يرى فلذة كبده أمامه بملابس السجن .
فصاح : جاسر ولدى !!
_ ايه چابك إهنه يا أخرة صبرى ، مش شايف أبوك ولى حصله ، كيف حالك جلب تعملها انت كمان .
_ كيف مخدتش عبرة منى وتيچى برچلك لغاية إهنه ، ليه ، ليه ؟
ليبدء حمدان فى وصلة بكاء ثم مد ذراعه إلى جاسر، ليرتمى الاخير باحضانه ، لعله حضنه يخفف عنه وطأة ما يشعر به .
حتى اذا هدء الإثنان ، ابتعدا وجلسا بجانب بعض وأخذ جاسر يقص عليه ما حدث منذ زواجه من حسنية حتى تلك اللحظة التى هو عليها .
فتبدلت ملامح حمدان من مرتخية لأخرى متشنجة وأخذ يضربه فى صدره قائلا بحزن : اه يا طور ، ملجتش غير حسنية بت الجهوجى ، دى بت أبلسة وعترجص فى القهوة للشمامين اللى أبوها بإذن نفسيه عيبيع ليهم صنف مضروب كان عياخدوا من حدانا بنص التمن .
فاتسعت عين جاسر قائلا بغير تصديق : معقول ده !!
بس انا مشفتهاش بترقص ابدا .
حمدان : عشان عبيط وعملت عليك دور خضرة الشريفة وهى شيطان عيتلوى .
وكيف هان عليك أخوك تعمل فيه أكده ، عشان حشرة زى دى !!
خسرتك أخوك ونفسك جبليها .
_ ليه يا ولدى ، ليه ، حرام عليك نفسك .
جاسر بندم : حبيتها يا ابوى ، والحب سلطان ، خلانى أمشى وراها عشان انول رضاها وتغرقنى فى العسل واتاريها غرقتنى فى الطين وأدينى جمبك دلوك اهو .
_ وأخر المتمة كمان بدل ما تبكى عليه بدل الدموع حجر عشان اتقبض عليه بسببها ، باعتة محامى عشان تتطلق .
فضحك حمدان ساخرا : دى أكيد وجعت على طور تانى كيفك يا ولدى .
فطلجها وأخلص منيها واطوى صفحتها خالص ، وابدء من جديد وربنا بيتقبل التوبة .
فلمعت عين جاسر بالشر مرددا بصوت الشيطان : لا مش قبل ما أعرف الخاينة دى ، عايزة تبعنى عشان مين ؟
فأخلص عليهم الأول وبعدين فعلا أتوب لربنا يا ابوى .
حمدان بآسى : بلاش تضيع نفسك عشان كلبة كيفها تانى يا ولدى ، وانساها بجا وشوف مصلحتك .
جاسر بتأكيد : لا مش قبل ما أنتقم منيها وأعرف الكلب اللى وراها .
فطالعها حمدان بشك وحيرة مرددا : أجطع دراعى أنه حمدى يا جاسر .
لانه خابره زين كيف الحية عيتلوى على كل لون وشكل ،ونفسه ردية جوى وانت عتجول البت حلوة .
يعنى لما دخل بيتك وحط عينيه عليها ، اكيد نغششت فى نفوخه وحب ياخدها لنفسه وعشان أكده باعك واشتراها.
فقبض جاسر على يديه بقوة من كثرة الغضب واحتقنت الدماء فى عروقه قائلا : وانا كمان جلبى حاسس يا ابوى أنه هو ، بس كنت أعمى الجلب والبصيرة .
وعشان أكده مش هسبهم ابدا يتهنوا ببعض .
وبس أخرج من اهنه ويجولوا على نفسهم يا رحمن يا رحيم .
هجطـ.ع جتتهم وعرميها للكلاب تكلها ويمكن يلفظوها كمان عشان لحمة عفنة .
********
دلفا عمران وجاد إلى تلك القابعة فى غرفتها منزوية حزينة وعينيها تلونت بالحمرة من كثرة البكاء .
وقف أمامها جاد حزينا من هيئتها المزرية تلك وأشفق عليها بقوله : مالك بس يا سلسبيل ، أنتِ تعبانة ، أتصل بچابر اخوى يچيب حكيم ؟
فحركت سلسبيل يدها مردفة : لاااا الا جابر لا .
ثم أستطردت بحرج : جصدى لا مش تعبانة ولا حاچة .
ضيق جاد عينيه بحيرة وتسائل : امال ليه مشيتى من المصنع أكده فجأة وليه عيونك دبلانة من كتر البكى ؟
_ حوصل ايه فهمينى ؟
فرواغت سلسبيل لتهرب من سؤاله : مفيش حاچة ، وصراحة انا خلاص تعبت من شغل المصنع وعشوف شغلانة تانية .
فاعتذر لجابر بيه وجوله مش هاچى تانى ويشوف حد بدالى .
جحظت عين عمران فصاح : كيف ده يا سلسبيل؟
ده أنتِ لفيتى كتير ومرتحتيش غير فى شغل المصنع .
فكيف دلوك تجولى عتسبيه .
فنهرته مردفة : انا حرة عاد يا عمران ، ملكش فيه .
عمران : أكده يا بت ابوى ، ربنا يسامحك .
فتدخل جاد : هى مجصدهاش معلش ،وانا خابر أن الموضوع ده فيه إنّ ، وهى مسيباش المصنع عشان تعبانة .
_ هى فيه حد زعلها ومش راضية تجول .
بس مين زعلك يا سلسبيل ؟
جوليلى وانا أحاول لجابر اخوى ، يچبلك حقك .
فصاحت سلسبيل بقهر : متجبليش سيرته ، خلاص انا جولت مش عايزة أشتغل عنديكم تانى ، هو بالعافية ولا ايه !
تعجب جاد من حديثها وخصوصا نفورها العجيب من جابر ، لانه يعلم جيدا إنها تحبه .
فسئلها : هو جابر إخوى زعلك فى حاچة يا سلسبيل ، جوليلى وانا اتفاهم معاه .
فبكت سلسبيل وحدثت نفسها. : ياريته كان زعلنى ، عشان حتى اقدر أكرهه وانساه ، بدل ما أنا عتعذب أكده من البعد .
سلسبيل : لا يا جاد ، وبيكفى حديت ، انا تعبانة ، هملونى لحالى وخد عمران وألعبوا برة شوى .
يئس جاد من أن يعلم منها شيئا ، لذا فضل المغادرة ولكنه فى قرارة نفسه قرر أن لا يتركها المرة القادمة حتى يعلم منها ما حدث ، وسيحدث جابر فى شأنها لعله تحدث بكلمة غير مقصودة أمامها تسببت فى حزنها ذلك .
جاد بحرج : لا انا ماشى خالص يا سلسبيل ، فوتكم بعافية .
فخرج من ورائه عمران واستوقفه بقوله : متزعلش من سلسبيل يا جاد ، انا حاسس انا عتجول أكده من ورا جلبها ومتجصدش .
فربت جاد على كتف عمران قائلا : خابر ، وانا متزعلش منيكم ابدا ، بس حاول تعرف منيها ايه حصل ، يمكن مكسوفة تجول جدامى .
عمران : حاضر هحاول معاها تانى وربنا يصلح الحال .
فابتسم جابر مردفا : يارب ثم غادر سريعا الى المصنع .
استقبله جابر بإبتسامة وسئله عن حال سلسبيل .
جاد : حالها صعب وعتبكى معرفش من ايه وبتجول مش عتيچى المصنع تانى ، وكل ما أجيب سيرتك تبكى .
هو انت زعلتها يا جابر ولا جولت كلمة أكده ولا أكده من غير جيد .
أشار جابر إلى نفسه : انااا .
لاااا ، وهزعلها ليها ؟
دى بت غلبانة جوى وانا يعتبرها كيف أختى الصغيرة .
جاد : غريبة جوى ، امال فيه ايه ؟
وبينما هو يحدثه ، ولجت كوثر إليهم بعباءة واسعة و حجاب محكم وبيدها طبق فاكهة وباليد الأخرى مصحف ولم تبرح بعينيها الأرض متصنعة الخجل والقت السلام : السلام عليكم ورحمه الله.
تعجب جابر من هيئتها وعبائتها الواسعة بعد أن كانت ترتدى عباءة ضيقة .
فرد السلام : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
خير يا كوثر ؟
كوثر بخجل : چيت بس أدى جاد طبق الفاكهة ده يتسلى بيها أكده ، انا خابرة الصغار يحبوا ينققوا على طول عشان معدتهم صغيرة .
طالعها جاد بإستغراب لأنها لأول مرة تهتم به ولم تكن تعيره إهتمام من قبل بجانب إنه لا يرتاح لها ولا يحبها من الأساس .
فتحدث جابر : تشكرى يا كوثر ، بس متتعبيش نفسك تانى واهتمى بشغلك أفضل وتقدرى تتفضلى .
فحمحمت كوثر بحرج : ايوه ماشية بس كنت عايزة الاول اسئلك على حاچة أكده مش فهماها فى كتاب الله .
فانتبه جابر وسئلها : ايه هى ؟
كوثر : اية الطيبون الطيبات ، يعنى كل طيب لازم يتچوز طيبة زيه عاد صوح ،وانا فعلا جلبى ابيض يعنى اكيد هلاجى حد طيب يكون عوض ليه وانا عوض ليه .
فحدث نفسه جابر : سبحان مغير الاحوال ، اتغيرت كتير كوثر بس الله أعلم بالنيات .
ثم إستطرد : لا مش معناها چواز ، ربنا سبحانه وتعالى يقصد أن الكلمة الطيبة بتطلع من الإنسان الطيب والكلمة الخبيثة من الإنسان الخبيث .
وعشان أكده عتلاجى نبى إتچوز من انسانة كافرة زى سيدنا لوط عليه السلام ،وست صالحة اتجوزت من عاصى زى ستنا أسيا وفرعون وده بيكون ابتلاء من الله عز وجل لرفع الأجر .
فرفعت كوثر عينيها عليه وهمست بحب : كلامك حلو جوى يا جابر بيه ، فأخفض جابر نظره حرجا وأردف بجدية : ودلوقتى تقدرى تتفضلى تشوفى شغلك .
فغادرت كوثر بين أنظار جاد الناقمة لإنه لا يرتاح إليها وشعر أنها تلبس رداء الفضيلة لتدارى نفسها الخبيثة .
ثم عاد بذاكرته منذ قليل ، عندما شاهد سلسبيل تركض باكية ، أنه رأى كوثر وصديقتها يضحكان ويتغمازان .
فشعر بالريبة فى أمرها وتسائل لما هذا التغير فجأة بعد رحيلها ؟
فتحدث إلى جابر : على فكرة يا خوى متصدجش البت دى ، أنا صراحة مش برتحلها .
جابر بعتاب : ليه أكده يا جاد ، دخلنا إحنا فى النوايا ، دى بتاعة ربنا .
جاد : خابر يا أخوى ، بس للأسف فيه منافقين كتير وعشان أكده لازم تاخد بالك .
وكمان جلبى حاسس إن البت دى عملت حاچة زعلت سلسبيل ، عشان بعد ما مشيت جعدت تضحك عليها هى وواحدة تانية .
جابر بإندهاش : غريبة ، بجولك ايه جاد ، بكرة لو مچتش سلسبيل بچد ، عايزك تاخدنى لبيتهم عشان بچد أعرف ايه اللى خلاها تهمل الشغل .
لإنى حاسس انها فعلا بنت طيبة وعلى جد الحال ويكفى انها يتيمة كيفى أكده وعتربى اخوها .
فابتسم جاد وردد بفرحة : بس أكده عيونى يا خوى.
وهى فعلا تستاهل كل خير .
*******
طال انتظار براء إلى نيلى حتى إذا غابت الشمس وجدها أخيرا تخرج أمامه فى أبهى صورها ، بملابس أنيقة ولكنها تلتصق بجسدها فتبرزه ، وقد زينت وجهها وأصبحت كالعروس فى ليلة الزفاف ، ثم وجدها تشير إلى تاكسى ، فأسرع إلى سيارته ليلحق بها ، وأخذ يتابعها حتى وصل إلى مدينة نصر ثم وقفت عند أحد الأبنية فدلفت واستقلت المصعد .
فنزل براء من سيارته ، متوجها نحو حارس الأمن الخاص بتلك البناية وتبادل معه الحديث وسئله : صراحة يا ريس ، البنت اللى لسه داخلة دى ، حلوة اوى وداخلة دماغى وكنت عايز أسئل عليها عشان لو محترمة أتقدم ليها .
فتعالت ضحكة الرجل وصاح بسخرية : محترمة اوى !
_ والله أنت اللى محترم .
ثم إستطرد : بقولك ايه يا اخينا ، إهرب بجلدك وشوف واحدة تانية بنت ناس ، ساترة نفسها ومش يغرك جمال الشكل عشان ده فانى والمهم الروح الحلوة اللى باقية .
وهنا أغمض عينيه براء وابتسم عندما داعبت مشاعره تلك الكلمات التى تجسدت فى حبيبة قلبه المعذبة به * زاد *.
ليتابع الحارس : لكن اللى دخلت دى يا محترم ، حاجة استغفر الله العظيم زى اللى طلعلاه بالظبط ، الباشا فريد الشوباشى ، ده راجل مهزء وكل يوم مع واحدة شكل مع أنه مجوز ومخلف عيال طوله بس نفسه ردية بعيد عنك .
طالعه براء بإمتنان قائلا : والله بشكر حضرتك جدا ، مش عارف كنت هدبس فى الجوازة دى لولا أن ربنا سخر ليه واحد زيك .
الحارس : عشان أنت شكل قلبك طيب بس وربنا رحمك ، ولا شكر على واجب يا اخينا .
ليمضى براء بعد ذلك إلى مسكنه بعد أن شعر بالإرهاق والتعب لعدم نومه وطول إنتظاره لنيلى ولكنه قرر أن يبحث عن ما وراء ذلك الرچل بعد أن شعر من الحديث عنه أنه وراءه خيبات كثيرة أخرى غير اللهو والعبث .
وعندما عاد إلى مسكنه جلس أمام جهاز اللاب توب ، ليبحث عن صفحة فريد ، فظهرت صفحته على الفيس بوك والتى تخللها نشاط تجارى كثير فى مجال المقاولات ولديه شركة كبيرة ناجحة ، ثم بحث فى الاصدقاء فوجد عنده عدد لا بأس به ، فأخذ يطالع اسم اسم لعله يجد بينهم ما يثير اهتمامه حتى وصل إلى إسم يعلمه جيدا فتوقف عنده بصدمة وكاد نبضه أن يتوقف من تلك المفاجأة التى لم تكن بالحسبان وظن أنه انتهى من ذلك الكابوس للأبد ، بعد أن ابتعدت عن طريقه وظن إنها ربما هربت للخارج .
فصاح براء بألم * مرام المحلاوى *
ثم وقف متشنجا وتحدث بإنفعال : معقول اللى جه فى دماغى ده !
ازاى انا نسيت الموضوع ده ، وعشت حياتى ولا كإنها موجودة وممكن تظهر فى أى وقت عشان تدمر حياتى .
ياااه يا مرام الكلـ* لساكِ مكابرة والشيطان اللى جواكِ ده متهدش بعد ما شوفتى أخرة الحرام وأبوكِ اللى مات جصاد عينيكِ .
_ رجعتى عشان تاخدى بتارك منى صوح ، فدمرتى حياتى بالشكل ده .
_ ياريت كنتى كتلتينى أحسن ، عشان الموت عندى أرحم من الفضيحة دى .
الموت كان باللنسبالى شرف وكانوا هيترحموا عليه ، مش دلوك بيلعنوا فيه .
_ وأكيد كعادتك فى النجا..سة ، خليتى فريد خاتم فى صباعك بعد ما نا.ل منك اللى عايزه وعشان أكده عمل التمثلية الحقيرة دى .
_ بس ودينى ما أنا سايبه ، وعاخد حقى منيه تالت ومتلت ، وبعد ما كان مستور محدش يعرف عنيه حاچة ، چه الأوان خلاص اعرف اللى البلاوى اللى وراه ويتفضح فضيحة المطاهر .
مهو ستر ربنا عيفضل كتير لغاية ما العبد يصر على المعصية ، ساعتها ربنا سبحانه وتعالى فيرفع الستر وينفضح .
ثم بكى براء بمرارة واستطرد بندم : انا كمان ربنا رفع ستره عنى ، عشان طول عمرى ضعيف جدام الچمال والستات اللوز دول وعبصبص ومش بكل ، مع انى معايا چوهرة بس النفس بجا أعمل ايه .
بس خلاص حرمت والله ، بس أطلع من المصيبة دى وعقول لزاد : لو شوقتينى عبص على اى صنف حريم تانى ، خزقى عينيه .
**********
كان عطية لا يزيل عينيه عن قمر التى أخذت بلب عقله وقلبه من أول لحظة .
وشعرت والدته بذلك فحدثت نفسها : الواد عينيه عتبظ منيه على البنية ، بس صراحة عنديه حق ، البت زى لهطة الجشطة ، وصراحة وچودها إهنه غلط بس اعمل ايه وهى يا حبة عينى مش دريانة هى مين ولا بت مين .
وصعب أجولها امشى ، عتدور فى الشوارع مش خابرة حالها وممكن ولود الحرام يتعرضوا ليها تانى .
ايه الحيرة دى ، اعمل ايه ؟
ثم سئلت نفسها ؟
أچوزهاله طيب عشان جلبى يرتاح من ناحيته بعد ما أقابل وجه كريم ؟
_بس كيف أجوزه وحدة معرفش عنها حاچة خالص ، ولا سمح الله يعنى حصلها أكده .
_هو اه مش بيدها بس بردك صعبة جوى جوى ..
بس أنا مش هسكت على الوضع ده ، عشان أكده بحط الچاز جمب البنزين وممكن الواد يتهف ويعمل حاچة عفشة لا قدر الله .
قالت كلمتها تلك ووجدت قمر تفوق من نومتها وهى تضع يدها على بطنها وتتألم قليلا .
فطالعتها ام عطية بقلق مردفة: مالك يا بتى حساكِ عتتوچعى وتمسكى ببطنك ، عندك مغص أغليلك كوباية كمون ، فيها العافية إن شاءالله..
قمر بفتور : مش خابرة هو مغص هيروح ويچى وحاسه زى ما يكون حاچة عتمشى فى بطنى .
وجلبى عيدق بسرعة ونفسى ديما جالبة عليه .
فشهقت أم عطية من الصدمة ، ووأردفت بشك : أنتِ حبلة يا بتى !!
بس كيف وهى لساها يعنى لا مؤاخذة ملحجتش !
نفسها تموع ولا يمشى فى بطنها العيل .
لتضرب على صدرها بعد أن هداها تفكيرها إنها قد تكون متزوجة من أحدهم فسئلتها بحيرة : أنتِ مچوزة يا بتى ؟
اتسعت عين قمر بعدم إدراك فهى لا تعى شىء مما تقوله ولا تتذكر شىء .
فقالت : مش خابرة ، أنا مش فاكرة حاچة واصل .
لتجد ام عطية ابنها ينفعل بقوله : لا ياما حبلة ايه ولا مچوزة ايه !
أنتِ كبرتى الموضوع أكده ، هى تلاجيهم شوية مغص .
أغللها شوية الكمون بس وعتكون زى الفل ، دى حلوة حلاوة.
لتقف أم عطية كالملدوغة فجأة وتصيح فى وجهه واد يا عطية : تعال برة عايزة أجولك كلمتين يا طور .
يا ترى هتقوله إيه ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثالث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى