روايات

رواية وهم الحب الفصل العشرون 20 بقلم زهرة الربيع

رواية وهم الحب الفصل العشرون 20 بقلم زهرة الربيع

رواية وهم الحب الجزء العشرون

رواية وهم الحب البارت العشرون

رواية وهم الحب الحلقة العشرون

🌹🌹بسم الله الرحمن الرحيم 🌹🌹
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته
🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍🤍
البارت العشرين
و كأنك مَسحة القدر الحانية ..
على صدر روحي المُنهكة .. !!
قُبلتُه الدافئة ..
على جبين قلبي المرتجف ..!!
ابتسامته الرقيقة ..
في وجه كل أيامي العابسات الغابرة ..!!
جميلة أنت ..
ڪ أول وليد ..
لقلب كان يظن ..
أنه سيعيش و يموت عقيما .. !!
افتح عيونك يا حبيبي لو مش عشاني عشان باباك ومامتك ومرام
أو حتي عشان سها حبيبتك
أمسك بيدها ووضعها أعلي نبضات قلبه وبدأ يتحدث بهمسات غير مفهومة
: مفيش حد غيرك هنا أنا بحبك إنتي وبس
ثم غاب عن الوعي
ظلت علي وضعها تهزي وتصرخ بحرقة
: لا لا متسبنيش أنا كمان بحبك قوي متسبنيش يا حبيبي
ليه جيت هنا ياريتك ماجيت ياريتك مارجعت
جاءت سيارة الاسعاف وتم نقل ريان بها فأسرعت نغم تصعد معهم تتمسك بيده وهي تبكي
ظلت تتابع بعينيها المسعفين وهم يحاولون معرفة مدي إصاباته ووضع جهاز التنفس له
تحدث إليها أحدهم
: لو سمحتي الحالة اللي قدامنا حرجة جدا ابعدي خلينا نشوف شغلنا
: خلاص خلاص أنا بعيدة أهو بس إنقذوه ورجعوهولي
حاولت أن تترك يديه ولكن ريان كان متشبث بها بقوة كأنه يشعر بها ، استعاد وعيه للحظات فنظر لها بتيه …..
همست له نغم بإبتسامة وهي مدمعة العينين : كنت عارفة إنك مش هتسبني
نغومتك مستنياك وإياك تخلف وعدك معها
اياك يا ابن المنشاوي
هنا غاب مرة أخرى عن وعيه قبلته أعلى رأسه
وأكملت
: أنا عارفة إنك قوي وهترجع عشاني
وصلت السيارة إلى المشفى ، كانت الحالة حرجة للغاية
بدأ الاطباء يسارعون بتجهيز غرفة العمليات
دخل الطبيب أحمد صديق والده وسأل عن حالته وساعد ف الكشف عليه
في هذه الأثناء وصل الدكتور محمود فأسرع تجاه نغم التي وجدها أمامه تبكي دون إنقطاع
: نغم إي اللي حصل يابنتي وريان ماله
: خدوه مني … ظلت تنظر ليديها المغرقتين بدماءه وتكرر تلك الكلمة
خرج الطبيب فأسرع محمود تجاهه متسائلاً :
ريان ماله يا أحمد ؟
تحدث الطبيب بأسف بالغ :
آسف يامحمود كان نفسي أطمنك بس حالته حرجة جدا الكليه متدمرة تماما نتيجة تسديد طعنات مباشرة ليها وإحتمال نضطر نستأصلها
اختل توازن محمود وكاد أن يسقط لولا أحمد الذي أسنده
وصلت نبيلة ويوسف الذي كان بزيارتهم وجدت نغم في حالة يرثي لها ومحمود يضع رأسه بين يديه
ذهبت لإبنتها و جلست جوارها
: حبيبتي ايه اللي حصل
رأت نغم مرام وعمر يجريان حتي وصلا إليهم
‏فقامت نغم مستندة علي يوسف الذي أحاطها ودعم جسدها المتهالك ووقفت أمام مرام تترجاها :
خليه يقوم عشان نمشي يامرام هو كويس بس بيعمل كدا عشان يعرف أنا بحبه قد إيه
ادخلي قوليله نغم بتعشقك مش بتحبك بس
خليه يفوق يامرام وأنا والله معنتش هزعله تاني وعد مني بس يفتح عيونه
كانت تتحدث ودموعها تتساقط بشكل أحزن الجميع
إحتضنتها مرام والتي كانت تبكي هي الأخري : هيفوق وهيجي لعندك حبيبتي صدقيني أنا واثقة من كدا
جاءهم الطبيب مرة أخرى يبلغهم بكل أسف
: للأسف يامحمود الكليه لازم تُستأصل
فيه نزيف جامد ادعو له واتفضل معايا إمضي علي الإقرار عشان نبدأ العملية
بدأت الدنيا تدور بها ولم تشعر بنفسها إلا داخل غمامة سوداء استقبلتها علي الفور
إلتقطها يوسف وأسرع بها لإحدي غرف الكشف في نفس الحين كانت قد وصلت جميلة والتي رأت هذا الغريب يحمل نغم
: فين ابني يامحمود إنت مش قولت هتروح تجيبه وتيجي استنيت كتير وفي الآخر أعرف من سها ومديحة إن إبني في المستشفى وإنت مخبي عليا إبني حصله إي رد عليا
لم يرد عليها محمود ولكنه احتضنها وبدأ يهدي من روعها
حبيبتي ابننا ان شاءلله هيفوق ويرجعلنا بالسلامة ادعيله انتي، خليكي هنا
ثم إتجه بصحبة الطبيب للإمضاء علي إقرار إستئصال كلية ريان
فيما ذهب عمر للتبرع بالدم ووهو بحالة الصدمة
عندما علمت جميلة بحالة ريان وقعت مغشيا عليها فتم نقلها هي الأخري بغرفة داخل المشفي
في اليوم التالي كان ريان بغرفة العناية بعد نجاح العمليه …ونغم تقطن غرفة أخري بعد تركيب محاليل لها إثر تعرضها لهبوط بالدورة الدموية كانت والدتها تجلس بجوارها تقرأ في مصحفها
وقفت نغم وقامت بنزع المحاليل المغروسة في ذراعها
رأتها والدتها فأسرعت إليها
: إنتي بتعملي إيه يانغم وقايمة ليه
ردت عليها بصوت ضعيف
: عايزة أشوف ريان ياماما هو محتاجني دلوقتي أرجوكي سبيني
حاولت والدتها أن توقفها ولكنها لم تستمع إليها
سارت حافية القدمين تستند على الحائط حاولت والدتها معها ولكن دون جدوى
ثم إتجهت بحثاً عن العناية المركزة
رأت عمر ويوسف أمام العناية في آخر الممر
وصلت هناك وحدثت محمود :
أرجوك يادكتور محمود خليهم يدخلوني لريان عايزة أشوفه هو محتاجلي وأنا محتاجة أطمن عليه
رأها يوسف وهي بهذه الحالة أسرع إليها وحاول أن يسندها ولكن أردفت بتحذير :
إياك تقرب مني …
ثم عادت بنظرها لمحمود تترجاه مرة أخري
تنهد محمود وأردف
: حاضر يانغم هكلمهم يدخلوكي بعد جميلة
جميلة عنده دلوقتي
أومأت له موافقة ونظرت حولها فرأت مرام تستند برأسها علي كتف عمر الصامت بوجه حزين فتوجهت لها وحدثتها :
متعيطيش يامرام ريان هيبقي كويس هو وعدني عمره مايتخلي عني هيرجعلي تاني وأنا مش هسيبه هعرفه أنا بحبه قد إي ومحتجاله قد إي
كان يوسف يستمع إلي حديثها ويتأمل حالها
أيعقل أن تكون هذه نغم التي ربيتها وأحببتها
من المؤكد أنها آخري تخص رجل آخر ليس أنا
تعشقه وتحيا به نبضاتها
توجه إليها وجلس أمامها
: نغم تعالي أروحك إنتي تعبتي جامد
هزت رأسها بلا ثم أردفت :
أرتاح إزاي يايوسف وحبيبي جوا مش عارفة هيقوم ولا هيسبني وقف
ثم بدأت بالبكاء مرة أخرى
إحتضنتها مرام مردفة :
حبيبتي مش إنتي لسة قايلة إنه هيرجع بتعيطي تاني ليه
ثم همست لها : بابا حالته صعبه وقلبه مش ناقص أرجوكي يانغم خلينا نقوي بعض حبيبتي
سكتت نغم وحاولت لم شتاتها وعدم البكاء
خرجت جميلة وجدت نغم أمامها والتي حدثتها :
ريان عامل إي ياطنط عايزة أشوفه
إحتضنتها جميلة الباكية
: ريان كويس وهيفوق إن شاء الله أملنا ف ربنا كبير
جاءت سها وأطلقت قذائفها موجهة لنغم :
البنت دي بتعمل إيه هنا هو مش طلقها خلاص
أسرع عمر إليها وأمسكها بعنف مردفا بقوة :
إياكي أسمع صوتك فاهمة اقعدي مكانك وإنتي ساكته
دخلت نغم لريان بعد أن تم تعقيمها وجدته متسطح على الفراش لا حول له ولا قوة متصل جسده بأجهزة كثيرة
جلست جواره وأمسكت يده :
ريان فتح عيونك وردلي روحي ياحبيبي
ارجع ونور دنيتي بضحكتك
وحشتني قوي ياحبيبي ومشتقالك
كنت بصبر نفسي في بعدك إنك كويس وعايش لكن دلوقتي مين يصبرني …إوعي تسبني ياريان أنا أسفة علي كل حاجة وحشة عملتها معاك ارجعلي ياحبيبي
ظلت نغم جواره تتأمل تفاصيل وجهه المتعبة تنهدت نغم ووضعت قبله ع يده وجبينه
خرجت وجدت الممرضه أمامها فسألتها :
هو هيفوق إمتى مش المفروض يفوق ؟
الممرضة : منعرفش الغيبوبة مالهاش وقت معين

صدمت نغم وسألتها بإرتجاف :
غيبوبة ليه هي العملية منجحتش
جاءت نبيلة لنغم وألبستها حذائها وحدثتها :
حبيبتي شكلك تعبان تعالي ارتاحي
أرتاح ….. همست بها حزينة
إزاي عايزاني أرتاح وروحي جوا مش مرتاحة
ضغط يوسف على يديه من الغضب من كلماتها
يوسف : نغم مينفعش كدا إنتي لازم تروحى
نغم : لو سمحت يايوسف أنا مش هتحرك من مكاني وأسيب ريان بس ممكن تاخد ماما توصلها
نظرت لوالدتها
: ماتخفيش عليا حبيبتي أنا كويسة وريان كمان كويس هفضل جنبه لحد مايفوق
: إن شاء الله ياحبيبتي هيرجع أحسن من الأول
هنا تحدث يوسف بغضب
: طنط نبيلة أنا مستنيكي تحت لما تخلصي عشان أروحك وأرجع للهانم
لم ترد عليه نغم وأشاحت بوجهها للجهة الأخرى
في هذه الأثناء كانت تجلس سها بجانب جميلة وتتآكل من الغيظ لدخول نغم عند ريان.. أتتها فكرة شيطانية فهمت لتنفيذها
حدثت جميلة بنبرة معاتبة لائمة :
البنت دي بتعمل إيه هنا بعد اللي عملته في ريان
نظرت إليها جميلة وأردفت متسائلة :
عملت إيه ياسها
أردفت سها بخبث : إنتي متعرفيش ليه هي وريان سابو بعض
جميلة : أه قالوا عشان مش متفاهمين
: دا اللي فهمهولك
بس الموضوع إن حبيبها القديم رجع وحبت تخلع من ريان فعملت القصة دي حتى ريان ضربه وحصلت خناقة كبيرة بينهم في الشركة
ذهلت جميلة من حديث سها الذي تسمعه لأول مرة
نظرت إلي سها مشككة ف حديثها فأسرعت الأولي
: حتى اسألي عمر هو كمان عارف الحكاية
حتي الخناقة بتاعة النهارده أعتقد إنها بسبب كدا كمان بس اللي مستغرباله إزاي جالها الجرأة إنها تيجي هنا بكل بجاحة لا وكمان جايبة حبيبها معها وتعمل الشويتين بتوعها دول وكأنها زعلانة عليه
أشعلت سها بكلماتها بركان غضب داخل جميله التي جزت علي أسنانها قائلة :
وأنا مش هسكت لحد أذى ابني
بعد مرور شهر من حادثة طعن ريان وفي يوم خروجه من المشفى تحديداً
قامت والدته بجمع أشيائه وكانت تتحدث بسعادة عن عودة وليدها للحياة
: حمد الله على سلامتك ياحبيبي أخيراً هترجع معانا تنور حياتنا من تاني ربنا مايحرمنا منك يابني ويخليك لينا
كل هذا وريان شارد لا يستمع إلى كلمات والدته
لاحظ والده شروده فسأله
:مالك ياريان سرحان ف إيه ؟
نظر له ريان وتنهد مطولاً ثم أردف :
مفيش يابابا إنت عارف إني مبحبش قعدة المستشفيات ومصدقت أخرج
يعلم كلا من والده ووالدته مايشغله ويجعله مهموم لتلك الدرجة
إنها تلك العنيدة التي ابتعدت عنه وتركته يجابه وجع قلبه ع فراقها وحيداً إلي جانب إصابته
نظر والده إليه وتحدث : سيب كل حاجة لوقتها يابني وفكر في صحتك الأول وأي حاجة تانية مسيرها تتصلح بإذن الله ، متشلش هم .. كفاية تعبك
أومأ له ريان دون تعقيب علي حديثه
بعد نصف ساعة وقف الجميع أمام باب المستشفي بسياراتهم سها وعمر ومرام
نادي ريان علي عمر وحدثه : عمر أنا محتاج عربيتك مشوار بتاع ساعة كدا
عمر : ريان إنت بتهزر ولا بتتكلم بجد مشوار إي دا اللي تروحه وإنت لسه خارج م المستشفي ؟
إنت تقدر تسوق أصلاً
تأفف ريان فأسرع عمر يقول : طب خلاص خلاص إهدي قولي عايز تروح فين وأنا هوصلك مش هآمن عليك تسوق لوحدك وإنت لسه تعبان
ريان : طب بقولك إي نزل سها م العربية أنا مش هركب وهي فيها
عمر : سها كانت جاية أساساً وعايزة تركب معانا عشان تتصالحوا بس مدام دا هيضايقك هخليها تروح مع مرام ونركب أنا وإنت مع بعض
أماء له برأسه فذهب عمر ليخبرهم بخط سير السيارات
ركب ريان وعمر وغادرا المكان ثم سيارة محمود وجميله وأخيراً سيارة مرام وسها
تساءلت سها بعدما رأت أن سيارة عمر قد اتخذت مسار غير إتجاه المنزل : هو عمر وريان رايحين فين يامرام دا مش طريق البيت هو مش واخد باله إنه لسه تعبان
كانت مرام تدرك تماما إلي أين يتجه أخاها فهو لاينفك يسأل عن حبيبته وينتظر زيارتها بفارغ الصبر والتي كانت تطمئن عليه فقط من خلال التواصل مع مرام ولا تذهب لزيارته
أخرجتها سها من شرودها : إيه يامرام روحتي فين إوعي تقولي إنه رايحلها والله يبقى معندوش دم
مرام : سها ياحبيبتي تعرفي تطلعي ريان من دماغك ومتشغليش نفسك بيه
أظن إنتي كنتي موجودة وشايفة إزاي من ساعة مافاق وهو مش شاغل باله غير بنغم ومستنيها تجيله ..شوفتي كل مالباب يتفتح يفتكرها هي ..كل مالتليفون يرن يبقي زي المجنون وملهوف يعرف مين لتكون هي
أمسكت مرام يد سها : سها ياحبيبتي إنتي بنت جميلة وألف واحد يتمناكي واحنا كلنا بنحبك ومش معنى أن ريان ارتبط بغيرك واعتبرك بنت خاله بس يبقى انتي وحشة
برغم رفض سها لكل محاولات مرام في إبعادها عن أخيها إلا أنها ردت عليها بتسويف : إن شاءالله يامرام هحاول أنساه وأعيش حياتي من جديد
بعد فترة من الوقت وصل ريان إلى منزل نغم نزل من السيارة بهدوء لأن جرحه إلى الآن لم يلتئم وطلب من عمر المغادرة
كانت نغم تجلس في غرفتها وتفكر كيف تترك العمل في شركة ريان كي تبتعد و تنساه تماماً وتبدأ حياتها من جديد
نظرت نغم إلي إحدي الصور والتي كانت تجمعهما سويا أثناء رحلة أسوان
** فلاش باك
كانوا يجلسون في جو عائلي جميل
ولكنها اتخذت جانب وحدها على سطح المركب كي تشاهد غروب الشمس
رآها ريان وهي تجلس مغمضة العينين فذهب وجلس جوارها وهو ينظر إليها ويستمتع بهدوئها وجمال بشرتها الناعمة البضة
شعرت نغم بوجوده بجانبها ولكنها آثرت الصمت والإستمتاع بالجو الدافئ الندي
: ممكن أعرف قافله عيونك وحرماني منها ليه ؟
قامت بفتح عيونها ولم تنظر له أخذت نفسًا عميقاً ثم قالت :
تعرف أنا بحب ريحة المطر وبحب ألعب وأجري والدنيا بتمطر وبحب أشوف غروب الشمس
إنت بقي بتحب إيه ؟؟
: بحبك إنتي
جملة بسيطة ولكنها جعلت قلبها يتراقص كفراشة رقيقة فوق زهرة فواحة
نظرت داخل عينيه التي تأسرها
: هتفضل تحبني كدا ؟
: لا ماوعدكيش …..
تجهمت ملامحها ولكنه سرعان ما أكمل
: أنا بعشقك مش بحبك بس لو فيه حاجة أكبر م العشق هقدمولك كمان
ريان …… همست بها نغم بحالمية فضمها إليه يستمتعان معا بغروب الشمس دقائق من الحب تجمع بينهما
: بقولك إيه مش ناوية تنزلي إحنا وصلنا الشط من بدري على فكرة وكلهم روحوا ومفيش إلا إحنا وأنا خايف على نفسي منك الصراحة
ضحكت نغم ضحكات أسرت بها قلب هذا المتيم فتضخمت شرايينه بحبها وتغني فؤاده علي نغمات ضحكاتها
: أيوة فعلاً إنت يتخاف عليك مني لكن أنا لأ ميتخافش عليا عارف ليه ؟
نظرت لعيونه واحتضنت وجهه بكفيها :
عشان أنا بثق فيك وعارفة إنك مستحيل تأذيني
: لا متكونيش واثقة قوي كدا أصل الصراحة شو شو عمال يوسوس لي أخدك بالمركب جوا النيل ونلعب كوتشينة ثم غمز بعينيه
لا بجد والله ومين قالك إني هاجي معاك أصلا
اقترب منها وهمس لها : قلبك حبيبي هو اللي قالي
تاه الإثنان داخل موجة ناعمة من موجات الحب تسحبهما بعيداً عن واقعهما
ولكن فجأة وقف ريان وبسط يده إليها
: يالا حبيبي الجو بدأ يغيم شكلها هتمطر
قامت باحتضان ذراعه ثم نظرت اليه مردفة : ممكن ناخد سيلفي هنا مع بعض
شاكسها ريان قبل إعلانه موافقته
: إنتي معاكي الأصل مش محتاجة للصورة
: عشان لما تسافر ألاقي صورتك تونسني ف غيابك إنت بتوحشني قوي ياريان
اقترب منها وجذبها من خصرها ثم إلتهم شفتيها رداً على كلماتها التي تحيي نبضات قلبه وعلي حين بغته منها قام بإلتقاط الصورة
ضربته نغم وقالت : والله كنت عارفة إنك هتعمل حاجة
امسك يدها وأنزلها من المركب :
تعالي هفسحك إنتي مش بتحبي المطر
أومأت برأسها نعم
ذهب إلى محل تأجير الدراجات بالقرب من شاطئ النيل وأخذ دراجة :
يالا اركبي هلف بيكي تحت المطر
وضعت يدها بوسط خصرها معترضة : هنركب احنا الاتنين العجلة بتهزر
حملها ووضعها فوق الدراجة
: إنتي لسة هتفكري
خرجت من ذكرياتها على صوت جرس الباب
قامت وهي تسب همس وفتحت الباب دون السؤال عن الطارق اعتقاداً أنها همس :
هتفضلي كدا على طول تنسي مفتاحك
ولكنها قطعت حديثها عندما وجدته يقف أمامها يستند علي الباب
تبادلا النظرات بإشتياق متناسين ماحولهما
كانت نغم تقف بترنج بيتي وشعرها مرفوعاً للأعلى وبعض خصلاته تنزل على وجهها
نظر لها يتمعن بهذا الجمال الهادئ ثم استفاق ع حقيقة فتحها للباب بهذه الملابس
: إنتي إزاي تفتحي الباب كدا
نظرت لنفسها وفرت من أمامه ترتدي إسدالها فهو حالياً ليس زوجها !!!
خطا ببطء إلى الداخل فقد استنفذ طاقته حتي يصل إليها
جلس على الأريكة وهو يتألم وخرجت من فمه أنة متألمة
جاءته همس ووجدته يجلس وهو يعتصر عينيه ويحبس شفته تحت أسنانه
همس : أبيه حمدالله على سلامتك ، إنت خرجت امتى ؟
حاول أن يعتدل ولكنه لم يستطع
ساعدته همس قبل أن تراهما نغم فتسرع هي في مساعدته
نغم : لما إنت لسة تعبان إزاي تخرج من المستشفى وإنت بالشكل دا ؟
نظر لها بإشتياق وأردف معاتبًا :
أول مافوقت لقيت عيني بتدور عليكي ..لقيت قلبي بيسأل عنك لكن ملقتكيش
هونت عليكي يانغم متكونيش جنبي وأنا محتاجلك
قاطعته نغم :
ريان ماما مش هنا ووجودك ف البيت ميصحش إنت ناسي إننا مطلقين
دخلت نبيلة في تلك الأثناء ونظرت له بلهفة أم على ولدها
: ريان حمدالله على سلامتك ياحبيبي
إي اللي خلاك تيجي ع هنا وإنت تعبان أنا قولتلك هجبهالك لحد عندك …
كان ريان يشعر بألم رهيب يسري بجانبه ولكنه حاول التحكم بنفسه حتي لايظهر ع ملامحه هذا الألم فأردف يطمئنهم :
أنا كويس مفيش حاجه بس عايز أرتاح
ساعديني يانغم
نبيلة : قولي محتاج إي ياحبيبي وأنا أعملهولك
نظر إليها وابتسم إبتسامة صغيرة :
أنا كل اللي محتاجة أوصل للكنبه دي وأفرد جسمي عليها
نظر لنغم كي تساعده في الوقوف ولكنها كانت في حيرة من أمرها لا تعرف ماذا تفعل فهو الآن طليقها وليس زوجها
نبيلة : والله ماعارفة أقولك إيه ف عندك دا أنا قولتلك هنيجي لحد عندك إيه اللي جابك
تنهد ريان وإلتقط أنفاسه ببطء :
جيت عشان أشوف إزاي أبقي راقد ف المستشفي ولما أفوق ملقيش مراتي جنبي ف أهم وقت أنا محتاجلها فيه
تفاجأت نغم من حديثه كثيرًا عن أي زوجة يتحدث
هل هو فاقد لذاكرته أم أنه موهوم بعلاقة قد إنتهت
: هتساعديني أقوم ولا أتصل بعمر يجي ياخدني
عاندت نغم مشاعرها وردت عليه بعندٍ : لا إتصل بعمر يجي ياخدك
وهمت لتذهب فأوقفتها أمها وحدثتها بلين :
ساعدي جوزك حبيبتي عشان يرتاح إنتي شايفة قد إيه هو تعبان
وقفت تائهة متخبطة بينهما عن أي زواج يتحدثون
هل هي مازالت زوجته ؟؟
أيعني هذا أنه لم يطلقها ؟؟
كيف ذلك وقد أبلغتها والدتها بطلاقها وأكد علي ذلك أستاذها ووالده
لايهم …مايهمها حاليا أنه أمامها فلتنحي الجدال الدائر بداخلها حاليا وتساعده
أخذته حيث غرفة الضيوف
قام بفرد جسده وتمدد علي الأريكة وهو يشعر بألم شديد بسائر أنحاء جسده
شعرت بألمه فجلست علي ركبتيها أمامه لاتدري كيف تساعده
:حبيبي اتصلي بعمر خليه يجي ويجيب الدكتور بس ميعرفش ماما وبابا..حاسس بوجع شديد يانغم مش قادر أتحمله
بدأت دموعها تتساقط رغماً عنها فهو حقا يتألم أمامها : حاضر ياحبيبي
إبتسم ريان علي كلمتها التي خرجت بدون وعي منها
قامت بالإتصال على عمر الذي أتى سريعاً إليه
وقام الطبيب بالكشف وحقنه بمسكن وحذره من الحركة الكثيرة وطالبه بإلتزام الراحة ومواعيد الدواء
شعر ريان بالراحة وذهب في النوم لمدة ساعتين متواصلتين كل هذا ونغم بجواره لم تتركه أبداً
بعد فترة فتح عينيه فوجدها أمامه تستند علي ذراعه محتضنة يده ونائمة
تململت نغم في النوم عندما أمسك انفها وبدأ يتحدث بجانب أذنها :
وحشتيني قوي لدرجة متتخيلهاش
ولأول مرة تتجرأ نغم وتبدأ بتقبيله قبلات ناعمة تنم عن إشتياقها لروحها المفقودة بفراقه
تولى ريان الدفة وبدأ يعلمها فنون عشقه التي يرويها له بشفتيه فينهلا سويا من شهد الحب ولذته
بعد فترة انقطعت الأنفاس مع ارتفاع وتيرة القلوب
وضع جبينه على خاصتها ثم أردف سعيداً بمتعة ممتزجة بلذة الحب :
تعرفي كل مرة أبوسك فيها بحسها أول مرة
بحس إني جعان وعمري ماهشبع
أمسكت يده ووضعتها على قلبها الذي ينبض بعنف
: فاكر لما كنت واقع قدامي ودمك عمال بينزف عملت إي ؟
خدت إيدي وحطتها ع قلبك وقولتلي مفيش غيري جواه ساعتها كان نفسي أقولك
سامحني يا حبيبي على غبائي وبعدي عنك
: طب ليه يانغم سبتيني لوحدي وأنا محتاجلك ؟
ليه مكنتيش جنبي ف المستشفي ؟
مخفتيش يحصلي حاجة ؟
ردت متلهفة : بعد الشر عليك ياحبيبي كفاية عذابي في بعدك
جاءتهم همس بعد أن استأذنت
: طنط جميلة وعمر بره وعايزينك
: ماشي ياهمس خليهم يدخلوا بعد دقيقة
ثم قال لنغم
: قومي جوا عشان عمر
: تمام هدخل ألبس حاجة
دخلت جميلة بلهفة وتحدثت بعتاب :
كدا ياريان في حد عاقل لسه خارج م المستشفي بدل مايروح بيته يرتاح يخرج علي بيوت الناس
قاطعها ريان : ماما أنا كويس قدامك أهو ياحبيبتي لو سمحتي سبيني هنا الليلة
مستحيل ….. أردفت بها بقوة
أنا مش هسيبك هنا وهتيجي معايا ولو هما عايزين يجوا معنديش مشكلة
: ماما حاضر هروح بس بكرة مش دلوقتي عشان خاطري سبيني علي راحتي
: وتقعد هنا ليه يابني وإنت تعبان مهما كنت فإنت غريب عنهم
قاطعها ريان بحدة : لو سمحتي ياماما أنا قاعد عند مراتي مش حد غريب وبعدين اعملي حسابك بعد شهر إن شاءالله هنتمم جوازنا
أخذ ريان نفسه ثم أكمل راجياً والدته :
عشان خاطري ياماما سبيني براحتي
كانت والدته مصرة علي رأيها
: ياحبيبي افهمني إنت تعبان وليك مواعيد أكل وعلاج محتاج رعاية وإهتمام هتلاقي حد زي أمك يهتم بيك ويراعيك
طب لو حبيت تروح الحمام ولا تغير هدومك هتعمل إي ؟
استغرب ريان حديثها
: إيه اللي بتقوليه دا يا ماما أنا كويس وبعرف أخدم نفسي أنا مش مشلول وزي ماقولتلك أنا عند مراتي مش هتكسف أطلب منها اللي أنا عايزه
وقفت جميلة بعدما باءت جميع محاولاتها لإقناعه بالفشل
: طيب ياريان هسيبك الليلة ، بس من بدري ترجع ع البيت متخلنيش أقلق عليك
أومأ لها برأسه وتوجه بنظره إلى عمر كي ينهي هذا الحوار
: خلاص ياعمتو سبيه براحته مدام مرتاح هنا
وأمسك يدها يحثها على الخروج
نظرت جميلة لنبيلة
: خلي بالك منه أنا واثقة فيكي بس مش قادرة أسيبه وهو بالحال دا واعذريني على طريقتي وهجومي عليكو
ربتت نبيلة علي كتفها :
عارفة إنك معذورة وخايفة عليه إبنك عنيد واللي عايزه هيعمله غصب عننا كلنا
وبعدين موضوع الطلاق دا هو اللي أصر إن الكل يعرف إنه طلقها
متزعليش مني حتى نغم مكنتش تعرف
نظرت له نظرة معاتبة دون حديث لأنه أخفى عنها أمرًا هامًا كهذا
وقفت جميلة على الباب وطلبت من عمر النزول
: استناني تحت ياعمر عايزة نغم في كلمتين
خرج عمر واتجهت جميله نحو نغم وحدثتها بشراسة وقسوة :
دا وعدك ليا إنك هتبعدي عنه ، إنتي لسة عايزة منه إيه أنا مستحيل أخلي الجوازة دي تتم ، روحي لابن عمك هو أولى بيكي
ثم تركتها وغادرت
وقفت نغم على باب المنزل وكأن أنفاسها انسحبت وجدران المنزل تطبق على صدرها
ماذا تفعل كي تنعم بحبها ….
لماذا دائما فرحتها مسروقة …
حبيبها متيم روحها تسكثره الدنيا عليها ….
جاءتها والداتها عندما وجدتها تقف متصلبة
وضعت يدها على كتفها :
حبيبتي واقفة كدا ليه هي حماتك قالت لك حاجة ؟
لا ياماما …. أردفت بها ثم دخلت إلى غرفتها لتختلي بنفسها وتخرج مكنونات صدرها قبل العودة إليه
بعد برهة خرجت متجهة إليه
وجدته يجلس مغمض العينين
شعر بها عندما جلست بجواره
: إتاخرتي عليا ليه ؟
: كنت بعمل حاجة جوا
تمعن النظر إليها وأردف متسائلاً
: إنتي كنتي بتعيطي يانغم ؟
: لا بس والدتك مشيت زعلانة هي عندها حق وأنا لو مكانها لايمكن أسيبك
:طيب ما إنتي مكانها أهو يانغم.. عايزاني أمشي
: بس هي والدتك ولها حق تخاف عليك وتراعيك
وإنتي مراتي وليا حق أحس إنك جزء من حياتي
ولو علي ماما فهي عارفة كويس إن راحتي جنبك يانغمتي
أمسكت يده ونظرت إليه بحب :
ربنا يخليك ليا وميحرمنيش منك أبدا
احتضنها ريان وضمت نغم نفسها إليه ملتفه بذراعيها حول خصره ترتكن برأسها علي صدره وتشعر بنبضات قلبه الهادئة
جاءتهما همس حاملة بعض الفواكه والعصائر ووضعتها أمامهما وإبتسمت لهم :
ياعيني على الحب وسنينه اوعدني يارب بحبيب مز كدا ياخدني ونطير
اعتدلت نغم وقالت :
عيب يابت إيه اللي بتقوليه دا ، روحي شوفي وراكي إيه
ضحكت همس وشاكستها :
طيب ماتزقيش عارفة إني قطعت وصلة الغرام
أخذت نغم بعض الفواكه المقطعة وبدأت تطعم ريان
ريان : من إمتى وأنا باكل حاجة لوحدي وإنتي معايا
ريان بطل دلع وخف شوية من إنحرافك راعي حالتك يابابا
أمسك شريحة تفاح وأكل نصفها ووضع الباقي بفمها وأردف :
معرفش إيه جاب الإنحراف للأكل بس
آااااه لو مش تعبان كنت عرفتك الإنحراف علي أصوله ومحدش يقدر ساعتها يحوش عنك
: طيب ياحبيبي خف وبعد كدا انحرف براحتك
سألها ريان بعد أن لاحظ الحزن الساكن بعيونها : مالك يانغم من وقت ما ماما مشيت وحاسس فيكي حاجة متغيرة
: لا أبداً ياحبيبي قولتلك زعلانة وعايزاك تخف بسرعة
: امممم هعمل نفسي مصدقك
نغم …..همهمت له وأنصتت إليه عندما وجدته ينظر لها بتمعن
: إنتي لسة شاكة في حبي ليكي ، لسة مصدقة إني ممكن أخونك ؟
لم تجيبه نغم سوي بتنهيدة حارة خرجت منها
احتضن ريان خصرها وهو مازال يجلس
: عارف إني كلمتك آخر مرة بقسوة ، بس دا كان عشان تتمسكي بيا يانغم عارف إنك بتحبيني بس مابتواجهيش مابتتمسكيش
خايفة …..كانت تلك هي الكلمة الوحيدة التي ردت بها علي حديثه
أردف متسائلاً : خايفة ؟؟ من إيه مني أنا ؟؟
نظرت نغم أمامها وكأنها تستعيد أحداث مرت عليها :
وإحنا في أسوان لما كنا بره ورجعنا سوا
**فلاش باك
ادخلي حبيبي جوا هركن العربية وراجعلك
وقفت على الباب وهمت بطرقه و الذي كان مفتوحاً بالأساس إذ بها تنصدم مما سمعته
مرام : والله ياماما أنا مش مصدقة إن دا ريان أخويا
مين يصدق من كام شهر وهو واقف قصادنا كلنا وبيقول أنا هتجوز سها وإحنا بنحاول نفهمه إنها مش مناسبة له وهو ولا هو هنا ومقتنع إنها حبيبته
تعالي شوفي دلوقتى بيعمل إيه عشان نغم
تقوليش بيحبها من صغره
جميلة : ماهو كان بيعمل كدا مع سها بس نغم زايدة شويه
جاء ريان ووجد نغم التي لازالت واقفة على باب المنزل
: مدخلتيش ليه حبيبتي
لم تظهر أي شئ حينها ضحكت في وجهه وأردفت
: الصراحة اتحرجت أدخل وإنت مش موجود وخاصة عمو موجود
أمسك بيدها ودخل معها
عودة للحاضر
اعتدلت ونظرت داخل عيونه
: وبعدها بكام يوم أشوفك كدا معاها منتظر مني إيه
أصدق كلامك ولا أصدق عيوني اللي شافت غير الكلام اللي سمعته
ورغم كل اللي حصل بينا آخر حاجة أتوقعها منك إنك تطلقني ياريان
: بس أنا مطلقتيكيش يانغم

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وهم الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى