 |
| رواية روز الأحمد الحلقة الخامسة 5 بقلم مريم |
رواية روز الأحمد الحلقة الخامسة 5 بقلم مريم
كان هناك شخص يجلس خلف المكتب ولكنه يوليها ظهره فقالت روز بصوت هادئ : اهلا يا فندم
لم يأتها رد فشعرت بالإهانه فقالت بنبره بها لمحة عصبية : لو حضرتك مش عايز تقابلني انا ممكن امشي .. استدار الرجل لها
فقالت بصدمه : انت!!! لا بقى و الله ده كتير ثم تابعت بطريقة مضحكه : يعني انا ما اروحش الكليه واقول اهو الحمدلله مش هشوفه اجي هنا الاقيك برضو في وشي انت ورايا ورايا مش عايز تسيبني ليه؟ انا ناقص افتح الحنفيه الاقيك نازلي منها ، تصدق انت كنت صح انا مش هبص في مرايات تاني، اقولك! انا هكسر كل مرايات بيتي علشان اتأكدت خلاص اني نحس
هز رأسه يمينا ويسارا ثم قال بابتسامة وقد رفع حاجبه قليلا مما زاده وسامة : طيب بعد كل اللي قولتيه ده مش ملاحظه ان المرادي انت اللي جايالي برجلك انا واحد قاعد في شركته و قافل على نفسه مكتبه وانت اللي جيتي انا بقى ذنبي ايه؟ و بعدين لو على اللي انت بتقوليه ده فانت محظوظه مش نحس في كتير غيرك يتمنوا يشوفوا وشي كل يوم
ثم اعطاها ظهره وقال بجدية مصطنعة : على العموم القرار لسه في ايديكي لو حابه نبدأ الانترڤيو اتفضلي مش حابه وعايزه تروحي الباب وراكي بس ياريت تاخدي قرارك بسرعة علشان انا مشغول ومش فاضي للعب العيال ده
تنهدت روز ثم اغلقت عينيها وقالت بنفسها : ياربنا انا ليه بيحصل معايا كده يعني علشان انا مش طايقاه ومش عاوزه اشوف وشه يطلع هو صاحب الشركة
يعني يا اما المدير يكون متحرش زي الحقير اللي فات يا اما يكون مغرور و وقح زي ده طب اعمل ايه بس وانا محتاجه فعلا الوظيفة دي.تأففت ثم قالت : اتفضل حضرتك ابدأ الانترڤيو
ابتسم احمد ثم استدار وجلس خلف مكتبه ولكنه رسم ملامح الجدية واخفى تماما ابتسامته واشار لها بالجلوس ثم قال : اشتغلتي قبل كده ولا دي اول مره
_ لا كنت شغاله قبل كده
_ وايه اللي خلاكي تسيبي الشغل فقالت بخجل وهي تتعمد عدم النظر اليه : المدير حاول يتهجم عليا ضربته وقدمت استقالتي .
لا يعلم لما شعر بالغضب عندما قالت ما قالته كان يشعر بأنه يريد الذهاب إلى هذا الوغد ليأخذ روحه كيف له ان يحاول لمسها او اذيتها
لاحظت روز شروده فقالت وهي تعقد ذراعيها : حضرتك مش هتكمل اسئلتك ؟
انتبه احمد لنفسه وقرر ان يتجاهل تلك المشاعر التي يشعر بها ويركز في العمل فقط وقال وهو يشبك يديه ببعضهما البعض : طيب ايه اللي خلاكي تختاري تقدمي في الشركة دي دونا عن غيرها من الشركات
فقالت بصوت خفيض لايسمع : والله لو كنت اعرف انك المدير ما كنتش قدمت ولا قربت من شارع الشركة حتى
_ بتقولي حاجه؟
_ لا ابدا يا دكتور انا كنت بقول اني اول ما شوفت الاعلان قدمت علطول لأني كنت محتاجه الوظيفة دي
هز رأسه بالايجاب ثم قال : طيب ايه اللي يخليني اقبل بيكي وانت لسه طالبة، ايه اللي ممكن تضيفيه للشركه
فقالت بابتسامة ثقة : بتكلم 4 لغات بطلاقة الانجلش والالماني والاسباني والفرنساوي و بعرف استخدم الكمبيوتر كويس اخدت دورات تدريبيه ف ال icdl فبعرف استخدم برامج ال powerpoint
word و Excel
و معايا soft skills و اخدت كورسات في مجال ال HR, PR يعني بفضل الله ملمه بحاجات كتير ممكن تخليني افيد الشركة على قدر المستطاع
ازداد اعجابا بها ولكنه كعادته لم يُظهر ذلك وقال بجديه : اممم تمام مش بطال بس بالنسبه لكونك طالبة ده مش هيخليكي تقصري في شغلك او دراستك؟
فقالت بابتسامتها الواثقة : كوني طالبه ما اظنش انه شئ يعيبني انا كلها سنه واخلص ده غير اني بعرف اوفق بين شغلي ودراستي من غير ما اقصر في حاجه منهم انا بشتغل من اولى جامعة والحمدلله محافظه على تقديري في الكليه . صمتت للحظات ثم تابعت : والاهم بقى من ده كله ويخلي حضرتك تقبلني في الشغل
اني بعرف اتعامل مع كل انواع البشر المستفز، المجنون، المغرور، الوقح، المفتري، حضرتك
_ افندم؟!
فقالت ببراءة مصطنعة : لا لا يا دكتور اوعى تفهمني صح اقصد ما تفهمنيش غلط انا قصدي اني بعرف اتعامل مع كل انواع البشر ومن ضمنهم حضرتك لانك بشر برضو صح ولا ايه
ابتسم باستخفاف وقال : ماشي هعديهالك دي بس بمزاجي ثم تابع بنظرة تحدي : على العموم اوك انا قبلت بيكي في الوظيفة دي وهتبقي مديرة مكتبي وخلينا نشوف شطارتك لان الشغل معايا مش زي الشغل مع اي حد تاني انت اشتغلتي معاه ولازم تعرفي اني في الكليه حاجه وهنا حاجه تانيه
فقالت بصوت خفيض : والله ما فارقه كده نيله وكده نيلتين
_ مابحبش البرطمة لما تحبي تقولي حاجه تعلي صوتك ومش مسموحلك كمان انك تقاطعيني وانا بتكلم يعني لا تبرطمي ولا تنطقي خالص وانا بتكلم
اغلقت قبضة يدها محاوله ان تسيطر على غضبها
فتابع حديثه : عايزك تعرفي اني ما عنديش تفاهم في الشغل الشركة دي انا شيلتها على كتافي لحد ما بقت واحده من اكبر شركات السياحه فأي تقصير مش هسمح بيه
_ ان شاء الله مش هيكون في اي تقصير يا دكتور
_ احنا هنا مش في الكليه دكتور دي تقوليهالي هناك في المدرج هنا لأ
فقالت بابتسامة مصطنعة : طب تحب اقول لسيادتك ايه
ابتسم ببرود قائلا : هو هنا الكل بيقولي يا فندم، يا استاذ بس انت هتقوليلي احمد بيه
ابتسمت هي الاخرى بتصنع وقالت ببرود : مش ملاحظ حضرتك ان بيه وباشا والحاجات دي اتلغت مع الطربوش يعني الكلام ده كان زمان
فقال وهو يميل بجسده إلى الأمام بالابتسامة ذاتها : بصي يا حلوه انا هنا اعمل اللي انا عايزه واللي اقول عليه يتنفذ من سكات مادام هتشتغلي هنا يا شاطرة يبقى لازم تعرفي عني الحاجات دي ، انا مابحبش الجدال يعني كلمتي تتنفذ بالحرف، و ما بحبش اعيد كلامي اكتر من مره لان اللي بيخليني اعيده مره تانيه هو اللي بيندم، بحب اسمع كلمة حاضر يعني لما اقولك على حاجه تقولي حاضر من سكات فخلينا كده على نور من الأول واسمعي الكلام علشان نبقى حلوين مع بعض ونشوف انت قد الشغل معايا ولا
تنهدت ثم قالت بضجر : ماشي
_ انا قُلت ايه؟
فقالت وهي تضغط على حروفها : حاضر يا احمد بيه ، حلو كده؟
فقال بابتسامة ليزيد من استفزازها : حلو اوي طبعا. ودلوقتي اعرفك بقى على تفاصيل الشغل اللي هتستلميه من انهارده
_ انهارده؟
_ ايه مش جاهزه؟ احنا لسه فيها ما وقعناش العقد لو عايزه تمشي اتفضلي
فقالت بانزعاج : خلاص اتفضل
اعتدل في جلسته وقال بالابتسامة التي يتعمد استفزازها بها : انا بنزل الشركة الثلاثاء والاربعاء والخميس واوقات بنزل الجمعة كمان لان باقي ايام الاسبوع انا بيبقى عندي شغل في الكليه. بس طبعا سيادتك هتنزلي الشغل الاسبوع كله ، الايام اللي مش هاجي فيها الشركة انت هتيجي هنا الساعة 3 وهتمشي 9 بالليل والاستاذ ياسين هيقعد معاكي يفهمك كل تفاصيل شغلنا لان انت اللي هتشيلي الشغل بعد كده لما ابقى انا مش في الشركة
اما بقى الايام اللي هبقى فيها هنا انت هتيجي 9 الصبح وتروحي 9 بالليل .
فقالت روز بتوتر : طيب معلش هو لازم 9 ماينفعش اروح بدري عن كده
_ما اظنش هينفع ، بس لو مش مناسب ليكي.. قاطعته روز قائلة : صحيح حضرتك قُلت انك مش بتحب حد يقاطعك بس انا بقى عاوزه افهم انت بتتعامل معايا كده ليه محسسني انك بتذلني بالشغلانه دي اللي هو اي حاجه اقولها تقولي لو مش عاجبك امشي مش عاوز تتناقش مع حد عاوز كلمتك تتسمع وخلاص ومش مهم حد تاني، كل ده ليه انا من حقي افهم . شعر احمد بالارتباك و لكنه تظاهر بالجمود وكاد أن يتحدث ولكن قاطع حديثه صوت طرقات على الباب فأذن احمد للطارق بالدخول
_ ياسين كويس انك جيت تعالى اقعد .فجلس ياسين امام روز
وقال احمد : ده استاذ ياسين اللي هيبقى معاكي خطوة بخطوة لحد ما تتقني الشغل هنا، ودي روز يا ياسين هتبقى مديرة مكتبي عاوزك تقعد معاها وتفهمها كل التفاصيل
فقال ياسين بحماس : من عينيا طبعا ثم نظر إلى روز قائلا بابتسامة : الشركة نورت يا انسه روز
فابتسمت روز وقالت : شكرا لحضرتك يا استاذ ياسين ولا حضرتك تحب اقولك ياسين بيه؟
فضحك ياسين قائلا : لا طبعا لاكده ولا كده وبعدين انت لسه عايشه في الجو بتاع الطرابيش ده بيه وباشا الحاجات دي انقرضت من زمان انا ياسين عادي جدا بلاش القاب يا روز اتفقنا
ابتسمت روز وقالت : اتفقنا وهنا لم يتمالك احمد اعصابه وضرب المكتب بيده بقوه فانتفض جسدها على اثر فعلته وقال احمد بحزم : احنا مش في كافيتريا قاعدين بتهزروا فيها انتم في شغل لو مش واخدين بالكم
فقال ياسين : ايه يا احمد براحه شويه انت خضيتها وخضتني انا كمان
فقال احمد بنفس النبره : لا سلامتكم من الخضة يا حبايبي ياريت يا ياسين تشوف شغلك وتفهم الهانم شغلها وبلاش دلع
فقال ياسين بابتسامة وهو ينظر إلى روز : معلش يا روز من فضلك ممكن تستنيني بره اومأت بالإيجاب واستأذنت منهم ثم خرجت
فقال ياسين : ممكن تقولي مالك بقى؟ ليه العصبيه دي كلها
فقال بغضب : بقولك يا ياسين انا ما بحبش الحال المايل جو الدلع والهزار ده مش عايز اشوفه تاني
_ دلع وهزار ايه بس يا احمد انا بحاول افك الجو معاها بس . مش عايزنها تطفش مننا البنات اللي انا عملت معاهم الانترفيو ماينفعوش خالص وانا ما صدقت اصلا انك وافقت اننا نجيب سكرتيره جديده بعد ما حضرتك طردت نيڤين .
والبنت دي شكلها باين عليه انه ممكن يجي منها انت عارف انا بفهم في الناس برضو
_ هو من الناحية دي انت معاك حق ما شاء الله معاها 4 لغات مع شغل الكمبيوتر كمان
_ مش قولتلك؟ يبقى خف عليها شويه وبعيدا بقى عن موضوع الشغل البنت شكلها طيبه اوي وبريئة جدا فما تطلعش الوَحش اللي جواك عليها
_ وانت شايفني بعمل ايه يعني
_ عنيف اوي في التعامل يا احمد ايه يعني هزرت معاها الدنيا ما خربتش يعني ثم تابع بابتسامة ذات مغزى : وبعدين حد يشوف العيون الرمادي اللي عامله زي عيون القطط والشعر البني الفاتح ده اللي يهوس ويتعامل بالعنف ده
فقال بانفعال : جرا ايه يا ياسين ما تحترم نفسك احسنلك
فضحك ياسين وقال : خلاص يا عم ما تزقش والله عشت وشوفتك وانت غيران
فقال احمد بارتباك : غيران ايه وبتاع ايه انت اتهبلت
فقال مبتسما : مش انا اللي اتهبلت يا حلو انت اللي مش واخد بالك من نفسك انت حبيتها يا ابو حميد دي عينيك بتنطق يا شيخ بس ازاي هي ما فهمتش مع انه واضح اوي في عينيك، شكلها كده غبيه زي حالاتك وما فهمتش انك بتحبها
_ ياسين صدقني لو ما سكتش ا…
_ خلاص خلاص حقك عليا ولا كأني قُلت حاجه انا رايحلها اقعد معاها علشان افهمها الشغل بعد اذنك. خرج ياسين اما احمد فاستند بظهره على المقعد و تذكر شئ ما ” فلاش باك ”
وصل احمد إلى مقر الشركة وكان يبدو عليه الغضب والانفعال وبعد دقائق دلف ياسين إليه وهو يقول : ايه يابني مالك في ايه الموظفين بره كلهم بيقولوا انك عصبي انهارده زياده عن اللزوم حصل ايه
فقال بانفعال : الزفته اللي اسمها روز امبارح فضلت في الكليه لحد وقت متأخر ومالاقتش عربيات فأنا وصلتها بعد محايله كمان
_ طب حلو ايه اللي يعصب في ده يا احمد
_ اللي يعصب انه جالها مكالمه واحنا في الطريق وهي كانت متعصبه وبتقول للي بيكلمها انه يبعد عنها، انا كل اللي عملته اني سألتها مين اللي كان بيكلمها فجأة هبت فيا وعلت صوتها عليا وقالتلي اني مش من حقي اتدخل انا حتة بت زيها تعلي صوتها عليا وتكلمني بالطريقة دي ؟ قمت مزعق فيها وقولتلها تتكتم علشان ما اوريهاش الوش التاني
_ طبعا انت غلطان يا احمد انت ايه دخلك في حاجه زي دي
فقال بعصبية : انت كمان بتقول كده ازاي يعني دخلي ايه انا من حقي اعرف
عقد ياسين ذراعيه وقال : وايه اللي خلاه من حقك اخوها ولا خطيبها ولا من عيلتها؟
فقال بارتباك : مش حكاية كده بس ..
_ بس ايه يا احمد ، ما تكابرش انت غلطان وانت عارف ده كويس وبعدين حتى لو من حقك تعرف مع ان ده مش من حقك يعني بس هفترض انه حقك ما كانش ينفع تتكلم معاها وهي متعصبه كده انت مش عارف اللي كلمها ده قالها ايه ممكن يبقى عندها مشاكل وظروف انت ماتعرفش عنها حاجه يبقى ماينفعش تتسرع بالحكم عليها وما كانش يصح انك تنفعل كده وتزعقلها
تأفف احمد ثم قال : معرفش بقى اهو اللي حصل على العموم خلاص سيبك منها خلينا نتكلم في الشغل
ياسين : تمام الورق ده في اسماء البنات اللي اتقدموا للوظيفة كمان ساعه هبدأ معاهم الانترڤيو. اخذ احمد الورق منه و القى نظره عليه ولكنه جذب انتباهه اسمها بيت المتقدمين فقال : معقول تكون هي؟!
_ هي مين ؟
_ في بنت اسمها روز من ضمن المتقدمين
_ امم طب هتعمل ايه لو هي؟
_ اقولك اعمل انت الانترفيو مع البنات وسيبلي اللي اسمها روز دي انا هعمل الانترفيو معاها بنفسي ولو هي يبقى ده حظي انا
فقال ياسين بشك : انت ناوي على ايه يا احمد؟
فقال احمد بابتسامة ماكرة : ابدا يا سينو مش ناوي على اي حاجه
_ عليا انا برضو؟
فقال بنفس الابتسامة : الامر وما فيه اني هلعب معاها بس خلينا نشوف مين هيكسب في الاخر ..
^ عودة للواقع ^
ابتسم احمد وعقد ذراعيه قائلا : ماشي يا روز يا انا يا انتِ
ثم رفع سماعة الهاتف و اتصل بشخص ما وبعد لحظات اتاه الرد
_ تحت امرك يا استاذ احمد
قال احمد بابتسامة خبيثة : بقولك يا مجدي انا عاوزك تجيبلي كل الشغل المتأخر من وقت ما نيڤين السكرتيرة القديمة مشيت
يتبع..
لقراءة الحلقة السادسة : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية موعد مع الوحوش للكاتبة مروة شطا.
