Uncategorized

رواية بنت الأصول الحلقة الثالثة 3 والأخيرة بقلم نور زيزو

 رواية بنت الأصول الحلقة الثالثة 3 والأخيرة بقلم نور زيزو 

رواية بنت الأصول الحلقة الثالثة 3 والأخيرة بقلم نور زيزو 

رواية بنت الأصول الحلقة الثالثة 3 والأخيرة بقلم نور زيزو 

ظل “أسر” بمكتبه هادئًا على عكس البراكين النارية الموجودة بداخله منذ أن سمع جملتها بالصبح ، ولجت “حنين” مُبتسمة بوجه مُشرقة وجميل ثم قالت :-

– مش هتتعشي يا حبيبي 

صمت غاضبًا منها فرمقها بنظرة باردة ثم تنفس بعمق وقال :-

– لا هتعشي أكيد 

تعجبت لهجته ونظرته فخرجت تجهز الطعام وهى تفكر فى طريقته التى تبدلت عن الصباح فجأة ، جلس يتناول الطعام معها  فى صمت فكانت تراقبه عن كثب وهى تتناول طعامها فقالت :-

– هو فى حاجة يا أسر 

رفع نظره لها بغضب مكتوم ، قشعر جسدها من نظرته للتعجب من تغيره ، هتفت بتردد :-

– أيه يا أسر مالك ؟؟

– مفيش ، أنا شبعت 

قالها وهو يقف من مقعده ورحل ، ظل طيلة الأسبوع يعاملها ببرود ويكبت غضبه وأفكاره بين ضلوعه ام “حنين” لم تفهم سر تغيره المفاجي وبروده الشديد معها ، دلفت “حنين” لغرفته ليلاً وكان نائمًا فى فراشه مغمض العينين ، تبسمت بلطف وأقتربت حيث جلست على حافة الفراش ، أربتت على كتفه بلطف وقالت :-

– أسر أنت نايم ؟

– امممم 

تحدثت بتردد وهى ترمقه حيث لم يطرف له رمش أو يفتح عيونه إليها :-

– أنا مش عارفة أنت زعلان منى ليه أو أنا عملت ايه عشان تعاملنى كدة ؟ بس هو ممكن تودينى فرح صاحبتى بكرة 

فتح “أسر” أعينه ليرمقها ثم جلس على الفراش عاقدًا ذراعيه أمام صدره وسألها :- 

– عاوزة تروحى الفرح ؟

– اه دى صاحبتى 

تحدث ببرود سافر قائلًا :-

– ماشي روحى يا حنين 

تبسمت إليه بسمة مُشرقة وتحولت ملامح وجهها للترجى ، قالت  :-

– ممكن طلب صغير وحياتى عندك ما ترفضه 

– أطلبِ يا حنين ؟

أخذت يده بين كفيها وقالت :-

– ممكن تيجى معايا 

رفع حاجبه لها بتعجب وقال :-

– عاوزانى معاكى ؟!

– اه مش جوزى ولازم أدخل أيدى فى أيدك كدة وبصراحة هتكسف ألبس الفستان وأمشي فى الشارع لوحدى 

جذب يده من يديها وقال :-

– مش هحرجك قدام صاحبك 

تحولت بسمتها إلى غضب شديد وعقدت حاجبيها بغيظ لتقول مُنفعلة :-

– أيه اللى بتقولوا دا ، أكيد مش كدة خالص أنت تشرف أى حد فى الدنيا وأنا بفتخر بيك قدام كل العالم وهفضل أفتخر بيك طول ما أنا عايشة أصلا وبعد أذنك متقولش كدة تانى

تعجب بشدة لردها فجمع شجاعته وقال :-

– مش عاوزة تروحى لوحدك عشان تقابلى استاذ كريم 

أتسعت عينيها على مصراعيها بصدمة وقالت :-

– كريم !! ، أنت تعرفه منين 

– سمعت كلامك مع فريال غصب عنى كنت خارج وسمعت مكنتش بتجسس ..

توقف عن الحديث ومسك ذراعها بقوة وغضب ثم تابع حديثه :-

– عاوز تطلقى منى وتتجوزه مش كدة 

قهقهت ضاحكة عليه بطريقة هستيرية وهتفت قائلة :-

– أنت كنت عامل كل دا عشان كدة ، طب ما كنت تسألنى وكنت هفهمك الموضوع 

رفع حاجبه إليها فقالت :-

– عاوزة اقولك على حاجة ، أنا حكيتلك فى فترة خطوبتنا على كريم دا وكان معايا فى الجامعة ومعجب وأنا سيبته وجتلك أنت وأختارتك أنت …..

قطعها بصوت غليظ خشن :-

– اه وطبعاً دلوقت عشان أنا بقيت عاجز بتفكرى فى المحروس وأنت لسه على ذمتى ومراتى 

تحمست مُدافعة عن حُبها وقلبها قائلة :-

– لا طبعًا ومتقولش عاجز دى تانى ما أنت بتضربنى اهو فين العجز دا 

– عشان مسكت ذراعك خليتنى بضربك 

تبسمت بخبث قائلة:-

– اه وخلى بالك بقى أنا بحبك أنتِ ولو وقف قدامى رجالة العالم كلها مش هشوفهم أصلًا عشان أنت عندى الراجل الوحيد فى الكون دا كله ، وأنا مُصرة أخدك معايا الفرح بقى عشان كريم يفهم أنى متجوزة وبحب جوزى وكل الناس تعرف أنى مش عاوزة غيرك جنبى وبس 

صمت لم يُجيب عليها ، خجل من حديثها وفى المقابل كان يجتاحه الأفكار الخبيثة وسوء الظن بزوجته ،تبسم بهدوء وقال :-

– ماشي هروح معاكى يا حنين 

تبسمت إليه وقالت مشاكسة له بعفويتها :-

– اتصالحنا يعنى ، أطلع أنام ولا هكمل نوم فى الأوضة التانية 

ضحك عليها وقال :-

– أطلعى ، أنا هقوم اخلص شوية حاجات مكنتش عارف أخلصها من التفكير 

أومأت إليه بنعم ونامت بفراشها ، دلف للأستوديو وظل يعمل حتى الفجر ويفكر كيف يعوضها عن سوء ظنه بها ، أراد الأعتذار لها بطريقة تليق بعفتها وجمال روحها حتى لو كان قلبها لم يحمل أى شيء من الغضب والحزن ، أنتظر حتى الساعة الثالثة عصرًا وأجر أتصال بأحد المطاعم برج القاهرة وحجز طاولة لهما على العشاء …

جهزت “حنين” للذهاب إلى حفل الزفاف وأرتدت فستان سوارية أزرق اللون ولفت حجابها الأبيض وحذاء بكعب أبيض مع القليل من مساحيق التجميل ، خرجت من الغرفة فوجدت “أسر” واقفًا فى الشرفة يتحدث فى الهاتف مُرتدي بدلة سوداء بقميص أبيض ورابطة عنق زرقاء ، انهى حديثه فقالت :-

– خلصت ؟! 

أستدار إليها مُبتسمًا وعندما وقع نظر عليها فرفرف قلبه نبض إلى أميرته المُدللة أحبها منذ نعومة أظافرها ،كبرت أمام عينيه وزاد جمالها وحُبها بقلبه كل يوم عن سابق ، قال بأعجاب :-

– بسم الله الخالق الوهاب 

– عملت أيه ؟

أخذ يدها بيده وقال بغزل :-

– سيبك من اللى عملته ، أيه الحلاوة دى كلها 

تبسمت إليه بدلالية وقالت :-

– دا عشان عيونك أنت حلوة يا روحى 

قبل جبينها برفق ثم قال :-

– دا عشان أنتِ ساكنة قلبى وضلوعى 

أخذها وذهب بسيارته إلى القاعة وقادتها هى ، دلفت واضعة ذراعها بذراعه بغرور وفخر ، شعر ببعض الحرج حين رأى الكثير من الناس فأحتضنت ذراعيه بيدها الأخرى أيضا وقالت بثقة وفخر :- 

– بحبك 

كلمة دبت بقلبه الثقة ولعبت على أوتار قلبه العاشق ، تسرعت نبضاته ولمعت عينيه فرحًا وعشقًا وهو شاردًا بالنظر إلى عيونها الساحرة ، قطعهم صوت “فريال” تقول :-

– أتاخرتى ليه ياحنين ؟

– سورى الطريق كان زحمة شوية 

أخذتهم “فريال” إلى أحدى الطاولات وقالت :-

– الشلة كلها هنا وبيسألوا عليكى ، كانوا فاكرينك مش هتيجى 

تبسمت “حنين” بلطف ووصل للطاولة جلست معهم بصحبته وهو صامتًا لكنها كانت تعرفه عليهم بهمس فى أذنه حتى وصلت لـ “كريم” الجالس مقابلهم مباشرًا فتبسم “أسر” بخبث ليغيظه أو ربما ليخبره بأنها ملكه 

تحدث “كريم” بمكر شيطانى :-

– فكرنا أنك مش هتيجى يا حنين 

اجابته بغرور قاتل :-

– ومجيش ليه يا باشمهندس كريم ؟ 

– يعنى فريال قالت لنا أن عندك ظروف 

أنهى جملته وهو ينظر على يد “أسر” الذي يخفيها أسفل الطاولة ، تبسمت “حنين” وقالت :-

– فعلا مكنتش هجى عشان الظروف دا حقيقي 

نظر “أسر” لها بغضب صامتًا لتتابع بمكر نسائي :-

– بس أسر محبش يخلينى محضرش فرح أعز أصدقائي مع أنه صارم جدًا مع اى حركة ليا عشان الحمل بس وافق 

أتسعت عينيه بذهول وقال :-

– حمل !!

تبسمت بكبرياء وهى ترفع حاجبها له وقالت :-

– أمال أنت فاكر ظروف ايه اللى عندى ، أنا معنديش ظروف تمنعنى من الحضور غير حملى عقبالك لما تتجوز وتبقى أب .. أحساس حلو على فكرة 

تبسم “أسر” على ردها كان يعتقد انها ستوافق “كريم” وأنه يسبب لها الحرج لكنها فجأته بردها وثقتها ، ظل “كريم” صامتًا بغضب وهو يراقبهما يتهامسون ويضحكون ، سعادتهما كانت ظاهرة بوضوح للجميع وحبهما يحتل ملامحهما وعيونهما، لم تفهم “فريال” مقدر تمسك “حنين” بهذا الزوج إلا حين رات نظرتهما العاشقة ام “كريم” اعتزل الطاولة تمامًا بعد ان راى صدق مشاعرها وتشبث “حنين” بحب زوجها كما تتشبث بيده طيلة الوقت .. 

خرجت “حنين” بصحبة “أسر” مبتسمة وذهبوا للمطعم معًا ثم جلسا مقابل بعضهما البعض ثم قالت :-

– مش هتقولى التليفون اللى جالك قبل ما نيجى كان بتاع ايه ؟؟

– مفيش فرصة شغل حلوة ادعيلى تكمل يا حنينى ، عملت شوية شغل فى المونتاج وبعتها لواحد فكلمنى .. أدعيلى يا حُبى 

غمرها فرحة كبيرة وهى تراه يقف أمام خطوة واحدة على نجاحه وقالت :-

– بجد والله ، أنتِ عارف أنى بدعيلك دايما فى صلاتى 

– عارف أنى عايش بدعواتك ورضاكى يا أحلى وأحن زوجة فى الدنيا وأسف لو زعلتك منى أو من تفكيرى ، سامحينى يا حنينى وأقبلى أعتذارى 

انهى جملته وأخرج قلادة فضية على هيئة قلب صغير فقالت :-

– أنت عارف أنى دايمًا مسامحك يا ابن عمرى 

تبسم وهو يأخذ يدها فى يده وقال :-

– كان نفسي أجبلك دهب بس أوعدك لما أقف على رجلى تانى أعوضك بالذهب وأجبلك قد ذهبك اللى بعتيه على مصاريف المستشفى مرتين 

احتضنته يده بكفيها وقالت :-

– فداك كل ذهب العالم ما دومت بخير ومعايا 

– بعشقك يا حنينى 

قالها ثم وضع قبلة فى قلب كفها الصغير فقالت بُحب وشغف مُبتسمة فرحًا :-

– وأنا بحبك يا ابن عمرى وقلبى …..

تمت 

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية الثائر للكاتبة نور زيزو.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!