Uncategorized

رواية أنا والمجنونة الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

رواية أنا والمجنونة الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم الكاتبة يمنى عبد المنعم

جاءت مهجة لتبعد ذراعه عنها فوجدته فتح عينيه متأملاً لها ، فهرب الدم من وجنتيها وحارت ماذا عليها أن تفعل لكنه باغتها قائلاً بغموض : إيه اللي جابك في حضني إكده.
جف حلقها ولم تستطع أن تتفوه بأي حرف ، عقد جلال حاجبيه بتساؤل غامض قائلاً لها بخبث : إيــه مالك لسانك الطويل راح فيــن دلوك، توترت أعصابها بشدة قائلة له باضطراب : جصيته… جصدي أبداً يا بيه آني صحيت لجيت نفسي إكده… إنت خابر زين اني بعمل حركات كتير جوي عفشه وآني نايمة.
رفع أحد حاجبيه بسخرية مقرباً إياها منه فارتجف قلبها بقوة وهي تتأمل عيناه التي تتفحصها على مهلٍ مما جعلها تقول لنفسها بطريقة مضحكة: شكله ما صدق ولا إيه…. صحيح هيه لزقه حلوه مقدرش أنكر…. ودايماً بحلم بيها،  بس مش كده يا عمدة قلبي الصغير لن يتحمل ،فقال لها بغموض: يعني إنتي صحيتي لجيتي نفسك إكده.
ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة له بتلعثم : ما انت خابر يا عمدة نومي تجيل جوي… وتلاجيني على طول ممكن أتحدت وأمشي وآني نايمة كمان.
شدد ذراعه حول خصرها أكثر… مقرباً وجهها منه, فتورد وجهها من الخجل قائلاً لها بخفوت: رغم إن المرادي مش مصدجك إلا إني مضطر أتجبل حديتك دلوك.
لم تجيبه مهجة من كثرة ما تعانيه من خجلها ، وحاولت أن تبتعد عنه لكنه لم يسمح لها بذلك.
قائلاً لها بخبث: بجى دلوك مستعجلة ليه، تحشرج صوتها قائلة بهمس : هجوم علشان أحضر لك الفطار… هز رأسه رافضاً ببطء ناظراً، إلى شفتيها التي ترتجف منجذباً إليها فأغمضت عينيها بقوة من نظراته لها هكذا.
قائلة لنفسها بقلق: يا وقعة بيضة يا ولاد، ده إيه اللي بيحصل ده …. هوه ماله كده ده فعلاً ما صدق ولا إيه يا مهجة، معقول يكون حس بيه وبمشاعري ناحيته ولا أنا في حلم ومش في واقع.
شعرت بأنفاسه الحارة أمام وجهها فارتعش قلبها أكثر ففتحت عينيها بسرعة فوجدت شفتيه قريبةً من وجهها، فقالت لنفسها بهيام : لأ منيش بحلم …. بجولك إيه يا عمدة ما تقرصني كده أحسن يكون كل ده حلم ويطلع كل المشاعر دي كدب.
قبلها بنعومة لم تكن تحلم بها من قبل…. مما جعل جسدها يتجمد بين ذراعيه وهو يضمها إليه، بالرغم من كثرة خفقات قلبها التي تتعالى في سرعتها كأنها تصرخ بها من كثرة عشقها له، شاعرة بضربات قلبه القوية في هذه اللحظة هو الآخر…. تمنت أن تضمه إليها مثل المرة السابقة…. لكنها خشيت من تصرفاته الغير متوقعة.
ابتعد عنها ببطء فتلاقت أبصارهم بشئ مبهم أبلغ من أي كلمات توصفه الآن… تأمل وجهها الأحمر من الخجل قائلاً لها بجمود: علشان تاني مرة متجربيش مني إكده…. لأنك منتيش جدي يا مهجة ومتعرفيش آني ممكن اتصرف كيف وياكي.
ثم هبّ من مكانه تاركاً إياها بعذاب جديد…. هل يقصد بما فعله الآن أنه يعاقبها… على قربها منه…. لكن كيف ونظراته المشتاقة لها الآن…. هل كل ذلك ذهب سُدى…. في مهب الريح.
دخل جلال المرحاض ليستحم مغمضاً عينيه بضيق فها هو يستسلم لمشاعره من جديد نحوها وهو لا يريد فعل ذلك ، ولا يدري كلما رآها ماذا يحدث له، خصوصاً عندما تكون بقربه.
لام نفسه كثيراً على هذه المشاعر التي تجتاحه الآن وحمد ربه على أنه ابتعد عنها وإلا لن يدري ما كان سيفعله بعدها، تنهد بغيظ منها قائلاً لنفسه بسخط : مهجة دي مصيبة كبيرة وحلت على راسي.
دخل رضوان على مصطفى في مكتبه قائلاً له بلهفه : إلحق يا مصطفى بيه مصيبة…. مصيبة… وطبلت فوق دماغنا كلنا.
فاتسعت عينيه بذهول صادم قائلاً له : مصيبة إيه دي انطق… بسرعة….!!!
جلس رضوان ليلتقط أنفاسه قائلاً له بتوتر: كل البضاعة اللي مستوردينها الفترة الأخيرة اتحرقت كلها بعد الفجر، ومحدش عارف مين اللي عملها.
هبّ من مكانه بذهول وضربات قلبه تصرخ من الغضب قائلاً له: ومين ورا كل ده…. هز رأسه بالنفي قائلاً له بسرعة: مش عارف … مش عارف … الشرطة بدأت تحقيقاتها في الموضوع.
عقد حاجبيه قائلاً له : طب بسرعة تعالى ورايا دي مصيبة كبيرة فعلاً ووقعت على دماغنا كلنا…. اطلبلي رقم اللي اسمه عادل ده دلوقتي حالاً خليه يحصلنا.
فقال له رضوان وهو يتبعه: حاضر يا مصطفى بيه.
جحظت عيني ياسين بغضبٍ عارم … ممسكاً ذراع شقيقته بقسوة، قائلاً لها : راحت فين انطقي….. هزت رأسها بعدم معرفتها للأمر، مبتلعة ريقها بصعوبة قائلة بذعر: معرفش يا أبيه ولو أعرف كنت قولتلك أكيد على طول.
أزاحها صائحاً بها… بنبرة قاسية : وازاي تسبيها تخرج بره كده من غير ما تبلغيني وازاي كمان ممنعتيهاش.
توترت مها قائلة بتردد : يا أبيه أنا صحيت من النوم ملقتهاش…. هتف بها بقوة قائلاً : وماما فين من كل ده ها….. هيه مش عارفه اني كنت مستنيها علشان خارج أنا وهيه.
صمتت لا تعرف بأي شئ تجيبه…. فقال لها بغضب : فين ماما دلوقتي انطقي…. 
قالت له بنبرة متعثرة النطق: ماما …. ماما مش عارفه راحت فين بالظبط… بس كانت قايلة من امبارح انها هتخرج تشتري حاجات للبيت.
تطلع إليها بقسوة ثم تركها مغادراً المنزل بسرعة …. تأمل الشارع فاحصاً إياه بعيناه المشتعلة …. فلم يجدها.
فاستقل سيارته بسرعة للبحث عنها، متوعداً لها بالكثير والكثير.
جلست نوال في المسجد مستندة إلى أحد الأعمدة تبكي بكثرة…. حائرة في أمر نفسها…. ماذا عليها أن تفعل.
لكنها تشعر براحتها النفسية في وجودها هنا في بيت الله، التي قلما تدخله.
وتساءلت كثيراً…. كيف ستتزوج بهذه الطريقة المهينة…. لها ولكرامتها الجريحة الذي بعثرها بأفعاله المشينة تلك، رفعت بصرها قليلاً باكية، شاكية إلى الله حالها…. فكرت بالهروب كثيراً لكن إلى أين ستفر منه إنه يجدها في أي مكان تذهب إليه.
اقتربت منها إحدى السيدات … شكلها يبعث في  طمأنينة في النفس عظيمة … انحنت السيدة نحوها قائلة لها بهدوء: تسمحيلي اقعد جنبك يابنتي…. مسحت دموعها بسرعة قائلة لها بحزن: اتفضلي.
جلست السيدة بجوارها قائلة بهدوء : أنا أول مرة أشوفك هنا… أنا على طول باجي بس مشفتكيش قبل كده.
تنهدت نوال قائلة بتردد : أصل … كنت… قريبة من المكان… فقلت أدخل اصلي الضهر.
ابتسمت قائلة لها : وماله يابنتي ده أحسن مكان ندخله ونلجأله.
أومأت برأسها ببطء قائلة : فعلاً …. تأملتها السيدة تقول : بس انتي كنتي بتعيطي مش كده.
تنهدت قائلة لها بهدوء ظاهري : أبداً مش بعيط ولا حاجه.
ابتسمت لها بحنان قائلة لها: يابنتي أنا منيش عايزة أعرف السبب…. بس هطلب منك طلب واحد بس.
نظرت إايها بتساؤل فأستطردت السيدة قولها بطيبة : إنك تدعي ربنا كتير أوي وتقربي منه في كل وقت…. لان هوه الوحيد اللي قادر يرشدك ويدلك على الطريق الصحيح.
ترقرقت في عينيها الدموع متأثرة، بحديثها قائلة لها : أنا بحاول أعمل كده…. بس …. ببقى ساعات كتير حيرانة مش عارفه أعمل إيه…. 
ابتسمت قائلة بهدوء: صلي وسلمي أمورك للي لا يغفل ولا ينام…. الدنيا يابنتي… مش مستاهله دمعه واحده من عيونك الحلوين دول.
تنهدت نوال باطمئنان قائلة بشرود: ونعم بالله يا خالتي.
ربتت السيدةعلى يدها قائلة بعطف: ربنا ينورلك طريقك يا بنتي…. انتي اسمك إيه صحيح.
نظرت إليها قائلة بتردد : اسمي نوال…. حدقت بها قائلة لها : ربنا يكرمك يا نوال يا بنتي…. على فكرة أنا ساكنة قريب من مسجد سيدنا الحسين… إذا احتجتي أي حاجه تعالي وإسألي وقولي فين بيت أم مصطفى كتير هيدلك عليه.
أومأت برأسها بالإيجاب قائلة لها : شكراً ليكي يا خالتي أم مصطفى كلامك ريحني كتير .
ربتت على ظهرها قائلة لها بحنان: العفو يا حبيبتي…. ده انتي زي بنتي…. أنا هقوم أمشي بقى عايزة حاجه مني دلوقتي.
ابتسمت بتردد قائلة لها : لا شكراً لحضرتك….غادرتها على الفور وهي تحدق بها.
تنهدت بارتياح بعد انصرافها قائلة لنفسها : سبحان الله الست دي فيها شىء غريب خلاني حسيت ان لسه الدنيا فيها خير مهما حصل.
نظرت في هاتفها المغلق….. قائلة لنفسها بحيرة : يا ترى هتعملي إيه يا نوال… المفروض كنتي رحتي معاه علشان فستان الخطوبة…. ده زمانه قالب الدنيا عليكي…. طب وبعدين يانوال هتكملي ولا هتهربي.
انهمرت دموعها غزيرة قائلة : يارب مش عارفه اتصرف ازاي في العذاب اللي انا فيه…. مكنش ليه غير مهجه بعدك يارب…. هيه اللي كانت، بتاخد بالها مني لكن دلوقتي نفسي أهرب بس فين مليش حد أروحله.
كان لا يوجد أحداً حولها فغفت عيناها من شدة تعبها…. فهذه الأيام لم تنم كثيراً بعد.
مر عليها الكثير من الوقت وهي مازالت نائمة تستند إلى عمودٍ بالمسجد، شعرت كأن مهجة توقظها قائلة لها بحنان : قومي يا نوال …. قومي روحي على البيت…..  متخافيش أنا جنبك.
فتحت نوال عيناها سريعاً وتلفتت حولها فلم تجدها فهبت بلهفة إلى باب المسجد ملقيه بنظرها للخارج فلم تجدها أيضاً.
مما أشعرها بحيرة وحزن قائلة لنفسها : روحتي فين يا مهجة…. قوليلي أرجوكي خليني ارتاح بقى.
كان جلال قد تجهز لكي يخرج إلى عمله…. وقفت مهجة تراقبه بصمت، وعلى لسانها كلام كثير، قائلاً لها بتحذير: حذاري تطلعي براة الدار تاني… وإلا إنتي خابرة إيه اللي هيحصلك.
اقتربت منه مشجعة نفسها على الأقتراب منه قائلة له بهدوء ظاهري: بس آني ببجى زهجانه جوي يا عمدة… ونفسي أخرج براة الدار.
تطلع إليها بغضب قائلاً بنرفزة: حديت إيـــه اللي بتجوليه ده يا مصيبة إنتي …. إنتي مفكرة نفسيكي في رحلة عايزة تتفسحي.
عقدت حاجبيها بطريقة مضحكة قائلة بتذمر: وماله يا باشا لما اتفسح آني مش مرتك بردك ولا إيه وزي ما بنفذلك طلباتك ، إنت كمان تنفذها.
صرخ بها قائلاً لها بتحذير: شكلك إتجنيتي في عجلك ولا إيـــه…. سبج جبل إكده…. اتحدتنا كتير جوي وجولتلك منتيش جدي وابعدي عن وشي الساعادي.
فقالت له بتحدي: لاه… منيش باعدة …إنت لازم تسمعني زين…. انت حابسني إهنه ما بين اربع حيطان، وآني لازمني تغيير …. آني مليت وطهجت…. حتى النزول تحت منعتني منيه…. ونعيمة مشيتها… انت ناجص تخنجني بيدك مش إكده.
احمرت عيناه من كثرة الغضب، ممسكاً إياها من معصمها قائلاً لها بقسوة: بجى انتي يا مجنونة انتي …. تتحدتي وياي بالطريجة العفشة دي…. فوجي لنفسيكي عاد بدل ماتلاجي نفسيكي مرميه كيف الكلاب.
تطلعت إليه والدموع في عينيها قائلة له بجمود: وماله يا عمدة لما ترميني آني واخده على إكده…. بس دي مش أخلاجك بردك يا عمدة.
زفر بقوة وأزاحها بعنف إلى الوراء قائلاً لها بغضب: لولا ان آني مش فاضيلك دلوك لكنت وريتك… جيمتك يا مجنونة إنتي.
غادر الغرفة بعدها وهو في قمة غضبه وانفعاله قائلاً لنفسه بضيق غاضب: بس لما ارجعلك لأوريكي كيف تتحدتي وياي آني إكده.
قابلته بالأسفل والدته وهو يسرع بخطواته نحو الخارج قائلة له باستغراب : أمال فين مرتك يا ولدي مش بنشوفها اليومين دول ليـــه….!!!
تنهد قائلاً لها بهدوء ظاهري: مفيش يا اماي… هيه بس كانت ….تعبانه حبه إكده. انعقد حاجبيها بتساؤل قائلة له بتساؤل: لا تكون حبله يا ولدي ومهياش خابره.
ما ان استمع جلال لهذه العبارة الأخيرة حتى صُدم بقوة، واتسعت عيناه بقلق، وحاول التهرب منها بسرعة قائلاً لها بلهفة: لا يا اماي ده بس دور برد صغير وجربت تخف.
هزت رأسها بقوة بالنفي قائلة له باعتراض: لا يا ولدي لازم نجبلها الحكيم لغاية إهنه…. يكشف عليها ويطمنا يمكن يكون حديتي صوح.
شعر جلال أنه بورطة كبيرة فأسرع بالخروج منها قائلاً لها بهدوء ظاهري: لاه يا اماي إنتي خابراني زين محبش مرتي تتكشف على راجل غريب.
تنهدت قائلة باستسلام : خلاص يا عمدة ريح بالك إنت وآني هتصرف وياها.
نظر إليها لا يعرف كيفية التصرف في هذه الورطة الذي وضع نفسه بها قائلاً لها بسرعة : خلاص يا اماي ابجى اعمليلها كوباية عصير لمون وهتبجى زينة…. عن إذنك آني دلوك ورايا شغل كتير.
استغربت والدته من أفعال ولدها الكبير وهي تراه كأنه يتهرب منها… اخرجها من حيرتها زوجها اسماعيل قائلاً بتساؤل: مالك يا حاجه واجفه ليـــه إكده …. تنهدت بحيرة قائلة بتساؤل: أحوال العمدة مش مريحاني اليومين دول يا حاج…. وكل ما آجي اتحدت وياه يهرب مني في كل مرة.
قطب حاجبيه وهو يجلس على الأريكة قائلاً بتساؤل هو الآخر : كيف يعني….!!!
جلست بجواره قائلة له بحيرة: بجاله فترة إكده مراته مش بتنزل، زي ما كانت بتعمل جبل إكده كأنه فيه حاجه، وهوه مخبيها عنينا.
صمت زوجها مفكراً قائلاً لها بهدوء: ولدك جلال سيد الرجالة كلاتهم ومتفكريش بيه إكده،  وإذا كان فيه حاجه صوح هوه أدرى منينا باللي بيعمله…. ومتنسيش كمان …. هوه مش بتاع حديت كتير…  ووجته مش ملكنا وكفاياه انه رجع وعاش في وسطينا من جديد.
زفرت بقوة قائلة له بقلق: بس آني جلجانه عليه جوي ونفسي أشوف له ولد زين كيف أبوه راجل إكده.
تنهد قائلاً لها بتفكير: ومين سمعك يا حاجه فاطمة، بس بردك سيبيه في حاله هوه مشغول اليومين دول… ومتخافيش عليه ابنك راجل ربنا يحرصه من العين، وان شاء الله هيجيبلك الحفيد اللي بتفتخري بيه جوي.
نظرت إليه بأمل قائلة له: ياريت يا حاج نفسي أشوف اليوم ده جريب.
هز رأسه بثقه قائلاً لها بتأكيد: إن شاء الله هتشوفيه يا فاطمة… يالا بجى فطريني خليني أشوف اللي وراي ولا عايزاني أجعد كيف الحريم في البيت.
ابتسمت له قائلة بحنان : لاه بعد الشر عنيك …. من عينيه التنين يا حاج …. هروح اشوف نور علشان تفطر وياك هيه كمان.
كان جلال في عمله شارداً بحديث والدته معه في الصباح، فعاد برأسه إلى الوراء في مقعده حائراً مستنداً إليه قائلاً لنفسه بضيق: أول مرة تجع في ورطة إكده يا جلال ومتبجاش خابر حلها زين يا عمدة، يا ترى لما تمر الأيام الجاية كمان… أبوك هيتحدت وياك ولا لاه هوه كمان…. كلاتهم منتظرين الحفيد الصغير وده حجهم عليك بس آني…. أخرجه من شروده دخول يحيى عليه مسرعاً وعلى وجهه علامات الأنزعاج قائلاً بلهفة : آني آسف إني دخلت عليك إكده بس في مصيبة واعرة جوي ولازم تخرجني منيها.
قطب جلال حاجبيه بصدمة وهب من مكانه بذهول قائلاً له بتساؤل: مصيبة….إيــه انطج يا يحيي.
وقف يحيى أمامه تتصبب جبهته عرقاً من شدة غضبه وتوتره قائلاً له بلهفة: مريم وولاء يا عمدة في شدة كبيرة جوي ولازم نساعدهم، وزي ما جولتلك جبل إكده… الموضوع كبير وهيضيع فيه ارجاب كمان…. وخصوصاً إنه الحيوان اللي اسمه عادل ده خطف ولاء من كليتها النهاردة الصبح.
اتسعت عيناه بغضب حاد قائلاً له بتصميم : كويس إنك جولتلي متخافش آني هتصرف زين… روح انت شغلك ومتبينش أي حاجه جدام أي حد واصل وآني هبلغك.
هز رأسه بالرفض قائلاً باصرار: لاه يا عمدة آني لازم اروح هناك عنديه الشُجة كمان….  في تار بيناتنا ولازم آخده.
حدق به بصمت قائلاً له بقلق: آني خابرك زين وخابر انت تجصد إيـــه بس آني خايف عليك يا أخوي دي مش شغتلك.
فقال له بعناد : متخافش يا عمدة آني راجل ومنيش صغير علشان أجعد أتفرج عليه كيف الحريم، وهوه بينتهك شرفنا إكده.
تأمله للحظه قائلاً له بصرامة: معاك حج …. اجعد اهنه وآني هتصرف دلوك بسرعة وهجولك تعمل إيـــه …. زفر بقوة قائلاً له : حاضر يا اخوي.
ما أن وطأت قدميها خارج المسجد حتى ارتجف قلبها بفزع فقد كان ياسين بانتظارها خارجه في سيارته وكأنه كان يعلم بوجودها هنا.
تجمدت في مكانها لا تستطع الحراك من قسوة نظراته لها، لم ينتظر أن تتحرك من مكانها، بل هبط من عربته متجهاً صوبها بسرعة مطلقة… مما جعلها تود الهرب منه لكنه نظراته المهددة جعلتها تثبت في مكانها…. محدقاً بها وهو يراها بالحجاب لأول مرة، كأنها نوال أخرى غيرالذي كان يعرفها من قبل… حتى أنه أُخذ بمنظرها للحظة لكن الحنق والغضب سيطرا عليه من جديد.
قائلاً لها بغضب: قدامي كده من سكات ومن غير فضايح قدام الناس، أومأت برأسها بالموافقة دون أن تعانده كما المتوقع منها… أمسك بكفها في قبضته متجهاً بها نحو سيارته.
أجلسها بجواره ثم أغلق الباب خلفها بقوة، قاد ياسين السيارة بسرعته الجنونية واستغرب من انها لم تعترض على ذلك، والتفت إليها وهي تشيح بوجهها من النافذة التى بجوارها قائلاً بغضب : مين اللي سمحلك تخرجي بدون اذني، ولا كنتي عايزة تهربي زي ما عملتيها قبل كده.
فقالت له بحدة : يارتني هربت…  بس أنا عارفه إني مهما هربت هتجيبني بردو.
زاد من سرعته قائلاً لها بنرفزة : انتي من الواضح كده إني أنا سيبك بمزاجك اليومين دول، بس انا بقى المفروض أربطك في السرير يا اما اسجنك علشان تسمعي الكلام.
قطبت حاجبيه بغضب قائلة بعصبية : انت أكيد بتهزر مش كده …. هوه انا اللي فيه ده كله مش مكفيك ولا الحبسة اللي انا فيها دي مش سجن بردو …. ولا عايز تعمل فيه إيه تاني أكتر من كده.
تطلع إليها بنظراتٍ مهددة أجبرتها على الصمت من جديد قائلاً لها بانفعال: هوه أنا لسه عملت حاجه يا ست هانم ده انتي لسه ياما هتشوفي مني أيام كحلي… ده أنا إن ما وريتك مبقاش أنا ياسين.
همست بصوت مرتجف قائلة بهلع : هتعمل إيـــه تاني أكتر من كده، أمسك بيدها يعتصرها في قبضته حتى صرخت من قسوته قائلاً بغضب غامض: هعمل كتير أوي يا حلوة.
شعرت نوال بأنها في كابوس عظيم وتود الاستيقاظ منه بفارغ الصبر … لكن إلى أين السبيل من كل ما تشعر به الآن من خوف وفزع من تهديداته الواضحة لها.
صُدم عادل صدمة كبيرة صارخاً من الألم التي تسببت فيه الرصاصة، ملتفتاً وراءه فاتسعت عينيه قائلاً بذهول : صلاح…..!!!
اقترب صلاح منه بخطوات بطيئة قائلاً له بأسف: سامحني يا صاحبي مقدرش أشوفك بتغرق واتفرج عليك… بسهولة.
قطب حاجبيه بوجع مؤلم وهو ينظر إلى يده التي تنزف دماً قائلا له بغضب : بقى انت تعمل فيه كده يا صلاح.
تنهد بضيق قائلاً له : أنا جيت أنقذك من اللي انت فيه قلتلك مية مرة أحنا مش قدهم…. وعايزين ننتبه لشغلنا…. لكن انت مفيش فايدة في تفكيرك…. مش عايز غير تنتقم وبس من بنتين ملهمش أي ذنب.
عقد حاجبيه قائلاً بألم: خلاص دلوقتي بقى انت الطيب وأنا اللي شرير.
هز رأسه قائلاً بسرعة : لا يا عادل أنا زي ما أنا وزي ما قلتلك انتي صاحبي ، ولما أشوفك بتغلط …. غلط أكبر منك يبقى لازم أمنعك عنه.
صرخ بألم ناظراً إلى وجه ولاء الشاحب… المذعور… مما تراه أمامها …. أمسكت بثيابها بخوف، ورعب وتحركت للوراء ثم التفت إلى صلاح قائلاً له بعصبية: تقوم تضربني بإيدي بالرصاص علشان واحدة مجرمة زي دي.
تطلع صلاح بضيق إليه قائلاً له: مكنش فيه حل غير كده يمنعك…. من اللي كنت ناوي تعمله.
أمسك عادل بكفه يتألم ثم إلتف إليها مرةً أخرى قائلاً لها بانفعال: عجبك كده…. انتي السبب ان ماوريتك…. قاطعه صلاح قائلا له بصرامة : سيبها يا عادل تمشي لحال سبيلها،  بلاش مشاكل أكتر من كده وكفاية أوي اللي حصل لدلوقتي.
هب من مكانه صارخاً به بحدة قائلاً له: مش هسيبها …. مش هسيبها…. وبسرعة وديني لدكتور حالاً.
اتجه نحوه وأسنده بذراعه قائلاً له: بقولك سيبها وانا هاخدك على دكتور أعرفه هيعالجك بدون مشاكل مع الشرطة…. يالا بسرعة…. ثم أشار لها بأن تخرج من الغرفة.
أسرعت ولاء في تنظيم ثيابها وهرولت ناحية باب الغرفة وكان عادل يحدق بها بغيظ غاضب والدماء الكثيرة تسيل من يده.
فتحت باب المنزل لتفر هاربة من المكان فوجدت يحيى ومعه الشرطة جاهزة لاقتحام المكان.
شحب وجهها بشدة وهي تحدق بهم بأعين متسعة…. متراجعة إلى الخلف.
قائلة بهلع: دكتور يحيى…… !!!
تجمد عادل وصلاح في مكانهما…. لا يعرفان كيفية التصرف والهرب وخصوصاً بحالة عادل هذه…. مما جعل الرعب يدب في أوصالهم…. 
وقف الضابط أمامهم شاهراً سلاحه قائلاً بسخرية : أخيراً وقعت يا عادل انت وصلاح …. ابتلع عادل ريقه بصعوبة وفُزع صلاح هو الآخر فقال عادل بصوت مهزوز: أنا معملتش حاجه…. معملتش حاجه ….. حتى إسألوها.
قطب الضابط حاجبيه قائلاً بغضب : والله والجرايم اللي بتعملها كل فترة دي وتطلع منها زي الشعرة من العجينة، 
هتف به بتوتر وخوف قائلاً له : مظلوم ….مظلوم….. معملتش حاجه ….. حتى إسألوا صلاح.
صرخ به الضابط بنفاذ صبر قائلاً له: ابقى قول الكلام ده قدام النيابة.
اتسعت عيناهما بفزع ، فاقترب منهم يحيى قائلاً لعادل بغضب : هات تليفونك بهدوء إكده جبل ما تمشي.
حدجه بضيق قائلاً له : هوه انت …. انت محرمتش من اللي عملته فيك.
فوجئ عادل بلكمة قوية في فكه …. كانت بمثابة الرد على كلماته وأمسكه من ياقة قميصة بغضب قائلاً له بانفعال : ده جزاة اللي يتعدي على بناتنا يا مجرم…. بجولك هات التليفون بسرعة بدل ما أموتك بيدي.
وقف الضابط يراقب الموقف قائلاً له : إديله التليفون بسرعة ولا تحب أفرغ المسدس ده في دماغك .
لمح عادل السلاح الذي كان يحمله صلاح منذ قليل…. في جيب بنطال الأخير الخلفي…. تناوله بسرعة منه موجهاً بالسلاح صوب رأس يحيى فصرخت ولاء من الرعب والفزع، عندما ضغط عادل على الزناد جاهزاً لإطلاق الرصاص.
قائلة بجزع وصدمة: لاه… دكتور…. يحيى لاه…. حرام عليك.
ابتسم ساخراً وقال لها بانفعال : هوه اللي جابه لنفسه معايا… عملي فيها راجل وشهم….و قاطعت عبارته، ركلة  قوية من قدم يحيى بغتة أطاحت بالسلاح بعيداً وصفعه بعدها بقوة على وجهه ترنح على أثرها للوراء…. قائلاً بغضب : أنا أرجل منيك يا حيوان…. لكن يحيى لم يدري أن مع ركلته تلك هناك رصاصة طائشة خرجت منه باتجاه ولاء…..
وصل ياسين بها أمام أحد المتاجر للفساتين الراقية، قائلاً بلهجه آمرة: انزلي ومش عايز ولا كلمة زيادة واللي أقولك عليه تنفذيه من سُكات.
ترجلت معه من السيارة فتناول كفها الرقيق، وجعلها تتأبط ذراعه رغماً عنها ، فانتفض قلبها بقوة من هذا القرب الشديد.
دخل معها إلى الداخل فوجد بنتين يعملان بالمتجر سوياً فقال لإحداهما بهدوء ساخر: عايز فستان حلو للعروسة.
شعرت بالضيق من كلمته الأخيرة وودت لو صرخت به قائلة : أنا منيش عروسة…. منيش عروستك سيبني في حالي.
لكن امنياتها ذهبت سُدى مع نظراته المشتعلة لها فقالت لها الفتاه: تحبي لون معين تلبسيه ولا تدخلي جوه تنقي اللي يعجبك.
صمتت قليلاً تشعر بالحيرة، فلما طال صمتها هذا أشار بعينيه لها بأن تنطق بسرعة فقالت بتوتر: هدخل  معاكي أشوف الألوان بنفسي.
دخلت معها بسرعة وتفاجأت نوال بكم هائل من الأثواب الغالية والباهظة الثمن وتفاجأت أيضاً بالعدد الكبير من الفساتين الأنيقة فحارت أي شىء ستختاره لنفسها.
تنقلت ببصرها من ثوبٍ إلى آخر حتى توقفت أمام أحد الأثواب الغامقة اللون ولكن شكلة في غاية الجمال، لاحظت الفتاة نظرات الإعجاب في عينيها للثوب قائلة لها بتساؤل: ها عجبك تروحي تقسيه جوه في البروفا.
هزت رأسها بتردد قائلة لها : آه هقيسه … ابتسمت الفتاة وناولتها إياه قائلة : طب اتفضلي وروحي شوفيه ولو معجبكيش نقي غيره.
ارتدت نوال الفستان ونظرت إلى نفسها بالمرآه، قائلة لنفسها: يا ترى حلو عليه فعلاً ولا أشوف غيره.
فتحت نوال الباب وكانت الفتاة بانتظارها بالخارج، ابتسمت الفتاة لدى رؤيتها قائلة : جميل ومظبوط عليكي جداً.
فقالت لها بحيرة : بس حاسة انه مش لايق أوي عليه، هزت الفتاة رأسها باعتراض قائلة : بالعكس ده لايق جداً وبردو لو مش عجبك نقي واحد تاني.
لمحت نوال من مكانها ثوباً أجمل فأشارت للفتاة قائلة : أنا عايزة أقيس الفستان ده فيه مانع .
أتت به الفتاة على الفور قائلة لها : لا طبعاً مفيش مانع يالا قيسيه ووريني.
ارتدته نوال بسرعة وكان الباب موارباً فلمحت ياسين يدخل إلى المكان…. ابتلعت ريقها بصعوبة وارتجف قلبها بقوة قائلة لنفسها باضطراب : هوه جه ليه ده مش المفروض يكون مستنيني برة.
نادت نوال الفتاة فلم تجدها… فانزعجت بشدة… ولم تتحرك من مكانها وقف ياسين بالقرب من الباب الموارب.
قائلاً بهدوء ظاهري: ها خلصتي ولا لسه… لم تجيبه نوال متوترة فطرق بضيقٍ على الباب قائلاً لها: اطلعي بسرعة اخلصي.
صمتت برهة ثم قالت له من وراء الباب : أمال فين البنت اللي كانت واقفة دلوقتي … تنهد بحنق قائلاً لها بغضبٍ مكتوم: برة معاها ذبونة تانية… كنتي عايزة إيه منها.
توترت أعصابها قائلة بتردد: كنت عايزاها علشان تشوف الفستان عليه كويس ولا لأ وتظبطه عليه كمان.
شعر بالغيظ من كلماتها قائلاً بسخط : إعتبريني مكانها واخرجي بسرعة علشان ورانا مشاوير تانية.
عقدت حاجبيها قائلة بقلق: لأ طبعاً منيش خارجه لغاية لما تيجي البنت الأول.
ضم شفتيه بغضب عارم واقترب أكثر من الباب قائلاً لها بجرأة: بقولك إيه ان مخرجتيش دلوقتي، هدخل أنا وانتي عارفه اقدر اعملها ولا لأ.
تسارعت دقات قلبها بقوة من جرأته الواضحة وتحكمه بها طيلة الوقت… فاضطرت لجذب الباب وفتحته على آخره وهي تشعر بالخجل والتوتر الذي يعتريها الآن من تحديقه بها.
كان ياسين يقف مبهوتاً عندما رآها ولم يستطع النطق لأول مرة، وقفت نوال أمامه على بُعد أكثر، تتحاشى النظر إلى عينيه.
تحرك ياسين نحوها ببطء وعيناه لا تفارق محياها الجميل قائلاً لها بصوتٍ متحشرج: ها عجبك الفستان، ارتبكت نوال من اقترابه الشديد منها قائلة بصوت مضطرب: منا…. منا…. كنت عايزة البنت علشان كده.
جذبها من يدها برفق وأوقفها أمام المرآة قائلاً لها بشرود: بصي لنفسك هنا كده وشوفي.
تأملت نفسها بالفعل وتلاقت أبصارهم في المرآة وهو يقف خلفها، فتوردت وجنتيها باحمرار قانٍ، اقترب من وراءها هامساً بجوار أُذنها قائلاً لها بهمس خبيث: مش قولتلك مش هتحتاجيها طالما أنا موجود معاكي.
اضطربت أنفاسها وهي تحاول اغماض عينيها بقوة لعلها تسيطر على جسدها الذي ينتفض بسببه، ابتعد ياسين عنها قليلاً، ففتحت عينيها من جديد وأعجبها شكلها أفضل ومضبوط عليها أيضاً، وأكد لها ذلك عندما قرأت نظراته لها بالمرآة، وهي نفسها وجدته أجمل عليها من الثوب الآخر.
فالتفتت إليه وهي تتمسك بطرف الثوب قائلة له بتوتر: خلاص اخترت ده… لم يرد عليها ياسين إنما كان منشغلاً بتأملها فقط.
رد بعد مضي دقيقتين قائلاً لها بخفوت متوتر: طب يالا اخلعيه بسرعة وأنا هروح ادفع تمنه ونشتري كمان باقي مستلزماته.
أومأت برأسها ببطء بالموافقة… وهرعت من أمامه كأنها تهرب من عينيه التي تتفحصها بقوة.
شعر ياسين أنه مضطرب المشاعر ولأول مرة وحاول ضبط مشاعره وغادر المكان كأنه هارب من شخص ما يركض خلفه، تمم كل شيء بالخارج ووقفت نوال بجواره… وهي تراقب تصرفاته ونظرات الأعجاب التي تطل من عينيّ الفتاة التي دفع لها الحساب.
شعرت بالغيرة عليه في هذه اللحظة قائلة له بضيق: ممكن نمشي بقى بسرعة… علشان تعبت.
رمقها بحدة وقال لها : يالا بينا….ركبت بجواره في سيارته قائلاً لها بلوم شديد: تاني مرة إن اتكلمتي بإسلوب مستفذ كده قدام الناس مش هسكت.
فقالت له بحنق: وأنا كلمتك ازاي فهمني، فقال لها بغضب : نــــوال أنا فاهمك كويس وكفاية أوي لغاية كده، وإوعي تكوني مفكرة اني نسيت موضوع هروبك من البيت النهاردة.
عاد جلال بعد العصر إلى المنزل فتفاجىء بوجود مهجة بصحبة والدته وشقيقته نور بالأسفل .
شحب وجهها عندما رأته وكادت أن تركض إلى الأعلى لولا أن قالت لنفسها : امسكي أعصابك مش هيجدر يعمل معاكي حاجه طالما امه واخته قاعدين.
حدق بها بأعين كالجمر قائلاً لها بغضب: مههــجة…. ابتلعت ريقها بصعوبة ولن تستطيع الرد، فأجابته والدته تقول له بحنان: تعالى يا جناب العمدة، اجعد ويانا عجبال الوكل ما يجهز.
تنهد بضيقٍ واضح وقال لها: وراياي شغل كتير جوي، فقالت له باعتراض: لاه مفيهاش حاجه الوكل مش هياخد وجت ده يا دوبك سعاد هتحطه على الترابيزة اهنه وبس وكمان بجالك فترة كبيرة جوي حارمنا من الوكل وياك يا ولدي.
تنهد بهدوء ظاهري وعينيه على زوجته التي تتحاشى النظر إليه، من شدة رعبها منه، قائلاً لها: حاضر يا اماي الأمر لله.
قالت له نور: آني طلعت ويا مرتك وجبتها تجعد ويانا بدل ماهي جاعدة لوحديها فوج إكده.
فقال لها بجمود : فيكي الخير يا نور…. فين الوكل علشان خاطر مستعجل جوي.
فقالت والدته: تعالي يا نور يا بتي نشوف الوكل مادام العمدة مكروب إكده…. هبت معها إلى الداخل وتركوهم بمفردهم ، تحاشت النظر إليه قائلاً بقسوة : مين عطاكي الإذن علشان تنزلي من فوج.
ابتلعت ريقها بصعوبة قائلة : آني لجيت نور جايه ومعاها كوباية لمون وبتجولي اشربيها علشان تخفي من البرد اللي عندي.
تذكر كلمات والدته وتنهد قائلاً لنفسه بضيق: كويس انها جات على أد إكده.
قائلاً لها بضيق: على العموم كُلي واطلعي فوج، زي ماني جولتلك، فهزت رأسها قائلة : حاضر يا عمدة.
انتهوا من الطعام جميعاً وأسرعت مهجة تركض أمام زوجها بسرعة، وتدخل قبله إلى المنزل.
تذكرت كلمات والدته مرة أخرى على الحمل كأنها بيدها هي قائلة لنفسها بشرود: وبعدين يا مهجة في الموضوع ده ، دي مش أول مرة تسألك فيها وهيه مسكينة متعرفش حقيقة جواز ابنها مني، ترقرقت الدموع في عينيها قائلة بحزن: وبعدين يا مهجة …. هتفضلي في عذابك لغاية امتى ، انتي تتمني تعيش العمر بحاله معاه، لكن هوه لا مش شايف كده، هوه كل اللي شايفه حاجه تانية خالص.
دخل عليها متجاهلاً لها وتجهز للخروج مرةً أخرى دون أن يعيرها أدنى اهتمام ، مما جعلها تريد مضايقته فقالت له : انت خارج يا عمدة.
تطلع إليه بسخرية قائلاً لها بتهكم : عندك مانع ولا إيه…!!! تأففت قائلة له بهدوء حذر: أيوة عندي.
تأملها بغضب مكتوم قائلاً بحنق: يعني إيه حديتك الماسخ دلوك، ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تقترب منه قائلة له بتردد: يعني نفسي أخرج يا عمدة … أني زهجت من الجعدة  لوحدي إكده حرام عليك.
زفر بقوة قائلاً لها بغضب: بجولك إيه آني مش فاضيلك دلوك، وسبج واتحدتنا كتير في نفس الموضوع، فاخلاص اجفلي خاشمك بجى منيش ناجص.
غادرها لكنها لحقت به بسرعة مشجعة نفسها على مجابهته، وأمسكت ذراعه قائلة له بود: طب آني عايزة أروح أي مكان وياك وبس…. تختاره انت يا عمدة.
تنهد بغضب وهو يحدق بها وهي تقف أمامه قريبةً بهذا الشكل، ولما طال صمته قالت له برجاء: معلش يا عمدة…. الخروجه دي الوحيدة هيه اللي هتفضلي ذكرى منيك… بعد …. بعد… ما تطلجني وتسيبني لوحدي.
تجمدت عيناه على محياها وهي تقول هذه العبارة الأخيرة، وتجهم وجهه بقوة قائلاً بجمود مختصر : حاضر هفكر.. تهللت أساريرها قائلة له بسعادة: بجد هتفكر يا عمدة.
تأفف بضيق قائلاً لها : أيوة ممكن تسيبيني بجى دلوك…. إكده هتأخر و…. قاطعته مهجة بإلقائها نفسها بين ذراعيه ثم قبلته بوجنته مثلما فعلت قبل ذلك قائلة بخفوت: شكراً…. يا جلال.
تفاجئ جلال بفعلتها تلك ونطقها بإسمه هكذا مجرداً…..فلم ينبس ببنت شفه، إلى أن وعت لنفسها جيداً فابتعدت مسرعة، ووجهها متورد من الخجل.
تركها جلال وانسحب من أمامها بملامح مبهمة لا تعرف هل أثرت به أم لا، تأملته وهو يغلق باب المنزل خلفه، وكادت أن تلحق به وتقول له، خذني معك لكن… هيئته الآن لن تسمح لها بذلك.
وصل ياسين بنوال إلى المنزل…. موقفاً بسيارته بالأسفل وبوغت برنين هاتفه فكانت نهى….. رفض أن يرد عليها لكن نوال قالت له بغضب : ما ترد مش دي خطيبتك بردو ولا إيه، ودي كمان اللي هتتجوزها قريب.
قطب ياسين حاجبيه بنرفزة، فسارعت نوال من النزول من العربة، تنهد بغيظ من أفعالها متوعداً لها، فتح هاتفه من كثرة رنينها المتواصل عليه، والتي بادرته قائلة بغضب: ممكن أعرف انت فين كل ده ومش راضي ترد عليه ليه، تأفف وهو ينظر باتجاه الدرج التي صعدت عليه نوال للتو، قائلاً لها بضيق: نهى حبيبتي ممكن تسمعيني وبعد كده ابقى اتعصبي، براحتك فقالت له بسخط : لا منيش هسمع انا كل يوم بتصل عليك وحضرتك مطنشني وأنا زي ما يكون بمرمي نفسي عليك.
تأفف قائلاً بغضب: ازاي مطنشك وانا لقيت شقة ليكي برة زي ما طلبتي مني كذا مرة.
هنا نسيت نهى غضبها سريعاً قائلة له بلهفة: بجد يا ياسين…. طب تعالى النهاردة فرجهاني بسرعة.
زفر بضيق قائلاً لها: مش دلوقتي لان مش فاضي ومشغول على الأسبوع الجاي.
تنهدت قائلة : بس ده كتير  كده يا ياسين فقال لها بتفكير :  معلش ده كلها كام يوم وخلاص استحمليهم، فقالت له بحزن : حاضر هستحمل طالما حققتلي امنيتي.
وقفت نوال في غرفتها تتآكلها الغيرة الواضحة عليها بجلاء، قائلة لنفسها بلوم: انتي أصلاً مش هتتجوزيه يبقى ليه بتغيري عليه أوي كده، هزت رأسها بالرفض قائلة بضيق: طب والحاجات اللي اشتريتها النهاردة وفستان الخطوبة ده…. كله تسميه إيه.
هزت رأسها بقوة قائلة بغضب : معرفش…. معرفش….. كل اللي اعرفه اني مش موافقة على جوازي منه مهما عمل.
فوجئت نوال بفتح غرفتها بدون أن يطرق عليها الباب قائلاً بغضب : ممكن أعرف ايه اللي عملتيه دلوقتي.
صرخت به بانفعال مفاجئ قائلة له بنرفزة: انت إيه اللي جابك ورايا دلوقتي يالا اطلع بره حالاً ومتورنيش وشك هنا تاني فاهم، يا إما همشي من هنا للأبد ومش هتعرفلي مكان.
تطلع إليها بأعين مشتعلة كالجمر…. مقترباً منها بخطوات واسعة مهددة قائلاً لها بانفعال غامض: لا شكلي كده اتساهلت معاكي كتير ومحتاجة تتربي… وأنا هربيكي يا نوال، علشان تبقى تقولي انك هتهربي مني كويس.
شجعت نفسها على الرد عليه بالرغم من الرعب الذي يعتريها قائلة له بثبات: أيوة ههرب لأن مش عايزة اتجوزك يا ياسين.
الغريب أنه إلتصق بها بمنتهى الهدوء وأحاط خصرها بذراعه مقرباً إياها من صدره، متأملاً لعينيها الواسعة ذات الرموش الطويلة قائلاً لها بنعومة متعمدة: بقى انتي بتهدديني أنا… علشان أخرج بره يا إما تهربي مش كده.
ارتجف قلبها بقوة ولم تستطع ان تتفوه بأي حرف آخر متطلعة إليه بخوف…. اقترب بوجهه حتى شعرت بأنفاسه على وجهها.
قائلاً بخفوت عابث: بس أنا بقى لا هخرج برة ولا هسيبك تهربي يا نوال والأوضة دي هتتقفل عليكي بالمفتاح لغاية الخطوبة ما تتم، فاهماني يا جميل.
شحب وجهها من تهديداته وجف حلقها بسرعة قائلة بصوت مرتجف: بس انا مش عايزة أتجوزك يا ياسين.
ابتسم ساخراً قائلاً بهدوء غامض: بس أنا بقى عايز أتجوزك وكلها يومين وخطوبتنا هتم يعني هتم وهتجوزك غصبٍ عنك كمان ،وهيبقى فيها أحلى مفاجأة ليكي ياحلوة علشانك خاطرك بس.
وجد مصطفى مخزنه الكبير لم يتبقى به أي شيء، فقد تم حريق كل شيء به 
تأمل المكان حوله بصدمة كبيرة وحانت التفاته منه إذ شاهد أحد شركاؤه، آتياً وعلى وجهه علامات الغضب.
قائلاً له : عجبك اللي حصل ده والخسارة الكبيرة اللي حصلت، أعوضها منين أنا دلوقتي.
تأفف مصطفى قائلاً له بضيق : منا كمان خسران انت مش شايف ان المخزن كله محروق ومتفحم ازاي، اقترب منه قائلاً بغضب: انت لازم تعرف مين عمل كده…. وتحاسبه يا إما هسحب كل الفلوس اللي كنت مسلمهالك علشان الشحنة الكبيرة، اللي انت وشركائك مستنينها… وده انذاري الأخير ليك.
غادره الرجل بسرعة تاركاً مصطفى تغلي شرايينه من الغضب.
قائلاً لرضوان بحدة: شوفلي العمدة بسرعة يارضوان.
يتبع..
لقراءة الفصل السادس والثلاثون : اضغط هنا
لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حبيبة بالخطأ للكاتبة سهير علي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى