Uncategorized

رواية قتلوا طفولتي الفصل الثاني 2 بقلم ريم السيد

 رواية قتلوا طفولتي الفصل الثاني 2 بقلم ريم السيد

رواية قتلوا طفولتي الفصل الثاني 2 بقلم ريم السيد

رواية قتلوا طفولتي الفصل الثاني 2 بقلم ريم السيد

=الأستاذ إسماعيل اللي في العمارة اللي جنبنا هيتجوزها الأسبوع الجاي 
=•ياخرابي ده متجوز وعنده فوق الخمسة وأربعين سنة …
=وانتي من امتى ليكي رأي ولا ليكي حق تعترضي …
=•ياابو رقية البت لسة صغيرة حرام عليك تدفنها بالحيا كدة استنى ييجي عدلها يمكن حالها يبقى أحسن من حالنا 
=وماله استاذ اسماعيل راجل محترم وملوي هدومه 
=•انت عارف انه واخدها خدامة ليه ولعياله 
=عشان راجل محترم مش عايز يدخل بيته واحدة وخلاص فهيكتب عليها منها خدامة ومنها مراته ومنها كل شهر هيدينا خمسمائة جنيه
=•انت بتقول ايه هي بنتك دي هاينة عليك كدة ليه حرام عليك انا مستحيل أسيبك تعمل كدة في بنتي …عايز تموتها زي عمتها تحية اللي جوزتها وهي بنت أربعتاشر سنة وماتت وهي بتولد عشان ضعفها ..بنتك لسة صغيرة 
=زمان كانو بيتجوزوا أصغر من كدة وعادي …أختي ماتت قضاء وقدر عادي (كان يلوك الطعام في فمه ويتحدث بلا  اكتراث)..الراجل دافع فيها عشرة الاف جنيه يعني نفتح بيهم كشك عارفة يعني ايه عشرة آلاف جنيه
=•زمان كان أجسامهم وعقلهم مش زي دلوقتي …البت لسة صغيرة ماتظلمهاش والنبي فلوس ايه بس هو احنا هنبيع عيالنا افرض خدها موتها هتبقى مبسوط بالكشك بتاعك 
=….(قام والدي من مكانها فجأة وأمسك بشعر أمي وسحبها خارجا وهي تنظر باتجاهي أنا وأخي بقلة حيلة وتتمالك نفسها لأجلنا ثم أغلق الباب) …بتبصولي كدة ليه قومو شيلو الأكل ده يلا واتخمدو
-طيب وماما …
=محدش هنا ينطق ولا يتكلم غيري والا هتحصليها ..
يالله في كل يوم تتكشف لنا أنياب والدي ونواياه السيئة وها هو اليوم يبيعني لرجل يكبره هو شخصياً كل مايهمه هو المال أعلم أن الفقر يكاد يقتلنا لكن هناك الكثير مثلنا ولا يفعلون مثل ذلك الذي يريد فعله أبي فهم يكملون دراستهم ويصبحون ذوي شأن في المجتمع ويتزوجن مثلهن مثل غيرهم وهناك من هم أقل منا فالحمد لله أننا نحصل على وجبة العشاء هناك من لا يتحصل على وجبة واحدة في اليوم .فلمّ ياأبتي كل ذاك العناء ماأصبحنا نتحمل وما حال أمي خارجا الآن؟ ليست المرة الأولى التي يطردها خارجا لتبيت أمام إحدى الشقق ريثما يطلع الصباح ، وماذا سيفعل بي هذا الرجل حين يمتلكني عبر ورقة زواج عرفي فمن في سني لا يعترف القانون بزواجهم حتى يبلغن الثامنة عشر .
من الواضح أن عيد ميلادي لم يكن سوى إنذار لي ببداية مشقة جديدة لا أعلم عنها سوى أنها بيد أبي الذي من المفترض أن يكون هو السند والأمان . 
في اليوم التالي ومنذ بزوغ الفجر استيقظ أبي كعادته فالسكان دائما مايطلبون بعض الخبز الطازج في الصباح كانت والدتي حينها تجلس خارجا وبعينيها نظرة لم أرها من قبل كانت غريبة لم أفهمها ربما نظرة سخط على ماحدث لها وربما عجز على قلة حيلتها وربما نظرة انتقام  لم أفهمها حقا .دخلت إلينا فور خروجه وضمتني إليها …
=ماتخافيش يا رقية 
-انا اكتر حاجة خوفتني انك كنتي بره خفت عليكي مافيش حاجة بتخوفني اكتر من كدة بشوف دايما في التليفزيون ستات بتهرب من الظلم خفت تمشي (صوت مملوء بالبكاء)
=وأسيبكم لمين يابنتي …(أخرجت من خلف ظهرها كيس أسود تحمله وفتحته في حرص منها ألا يكون أبي قد عاد مرة أخرى )
-ايه ده يا ماما
=هتروحي المدرسة النهاردة 
-لا انا خايفة عليكي
=هحميكي حتى لو عمل ايه 
-ومين هيحميكي منه
=ماتخافيش هستحمل عشانك … البسي انتي بس وخدي شنطتك وامشي قبل ماييجي وانا هقول انك بتخدمي عند أي حد 
أمي هي الأعظم والأجمل تضحي من أجلنا بحريتها وكرامتها لأجل أن نحيا كرماء فيما يريد والدي إذلالنا لأجل بعض المال الذي يظنه نجاة لنا من الفقر ، دموع أمي وخوفها المتواري خلف حديثها لم يكن غائبا عني وأبيت الذهاب حتى لا أتسبب لها بالأذى لكنها أصرت كما أقسمت أن تحميني منه أنا وأخي مهما كلفها الأمر.
ارتديت تلك الملابس التي لم تكن جديدة لكن لا بأس بها ستفي بالغرض وحملت حقيبتي وارتديت حذاء جلبته أيضا من إحدى جاراتنا كما قالت ومن المؤكد أنها أستاذة هبة ، فور خروجي من المنزل كان أبي في طريق عودته اختبأت خلف بوابة العمارة حتى صعد السلالم وسمعته يتحدث بصوت عالي إلى أمي ويهددها بستر فضيحتها ان لم تكف على معارضته  ولم أفهم أبدا ماذا يقصد لكن ذهبت مسرعة قبل أن يلمحني أمامه التقيت مع زميلاتي اللاتي يتجاهلنني كثيرا كازدراء منهن لي فيأتين ساخرات مني ، لكن لا بأس ففي النهاية دائما آتي بدرجات أعلى منهن وسأصل في النهاية لقمة حلمي مهما كانت العواقب في طريقي .
دق جرس الحصة الأولى وأتت إلينا معلمة اللغة العربية وبدأت في التعرف إلينا…
=انا أبلة سلمى وهدرسكم مادة اللغة العربية ولازم تفهموا ان في وقت للهزار ووقت للجد ماينفعش ندمج بينهم عشان مانزعلش من بعض…مجرد دخولي للفصل يبقى في هدوء واحتراما لدخولي بلاش أكل وقت الحصة عشان فيها خصم من درجات السلوك ..الواجب يتحل واللي مش فاهم حاجة يسألني فيها تاني وتالت .. نتعرف عليكم بقى كل واحدة تقول اسمها ايه وعايزة تطلع ايه وباباها ومامتها بيشتغلوا ايه؟
=•فاطمة…نفسي أبقى مدرسة إنجليزي بابا محاسب وماما ممرضة
=*غادة ..نفسي أبقى مهندسة .بابا سواق وماما مش بتشتغل
-رقية ..نفسي أكون دكتورة ..بابا ..بابا ..
=بابا ايه !؟
-بابا حارس وبواب للعمارة وماما بتساعده 
=•قصدها مامتها خدامة يعني
=قومي اقفي يافاطمة ..اللي قولتيه ده غلط ولازم تعتذر لزميلتك وتبوسي راسها ..وبعدين ياحبيبتي اسمها بتساعد الناس في التنضيف مش خدامة وده شغلها والشغل مش عيب ولازم نتعلم ونفهم ازاي نكون متواضعين ونفهم الكلام قبل مانقوله عشان مانأذيش بيه مشاعر حد
=•انا اسفة يارقية ماقصدتش
=اشمعنا دكتورة يا رقية 
-عشان أعالج الناس ببلاش ..ناس كتير بتموت من قلة العلاج وان مافيش حد بيداويها
=لا ياحبيبتي الناس بتتعالج في المستشفيات حتى اللي مش معاه الدولة موفراله في المستشفى 
-لا ياأبلة مش بيهتموا أصل أبو بلاش مش زي أبو فلوس ..أبو بلاش بيبيعوا ويشتروا فيه لكن أبو فلوس بيتوقفله تعظيم سلام ..عمتي ماتت وهي بتولد في المستشفى والدكاترة سألوها تنزف عادي لحد ما ماتت عشان مافيش أكياس دم في المستشفى 
=البقاء لله وربنا يوفقك وتحققي حلمك 
أكملت الأستاذة تعارفها على باقي الزميلات بعد نقاش هنا وهناك وتعريف ببعض مصطلحات المنهج وتوضيحه بشكل مجمل حتى يتسنى لنا استيعابه فيما بعد ويبدو أنها معلمة لطيفة تمتزج بين الجد والقرب من الطالبات لتتعرف على خفاياهم فأنا أعتقد أنه يجب على المعلم أن يهتم كثيرا بمعرفة خفايا طلابه حتى لا يقع في الخطأ اثر كلمة تجرح أحد الطلاب أو تؤثر عليه بالسلب بل حينما يعرف ظروف كلا منهم يستطيع حينها أن يعزز ثقتهم بأنفسهم بالضغط على مواطن الثقة وتبديد مواطن الضعف .
انتهت الحصة الأولى لتبدأ الحصة الثانية وقد تأخر المعلم قليلا مما جعلنا نتأكد أنه معلم لا يهتم كثيرا بالمواعيد وربما حدث له ظرف ما لكن الانطباع في اليوم الأول هو الذي يدوم للأبد لذا وجب دائما على الأشخاص أن يتقنوا أعمالهم خصوصا للمرة الأولى التي يظل انطباعها راسخا الى الأبد .
حين دخل المعلم كانت الصدمة الأكبر لي فقد كان الأستاذ إسماعيل 
يتبع…..
لقراءة الفصل الثالث : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية عنيد غير حياتي للكاتبة لبنى عبدالعزيز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!