Uncategorized

رواية بيت العجايب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سهام العدل

 رواية بيت العجايب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سهام العدل

رواية بيت العجايب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم سهام العدل

◾ يجلس الآن  متلقياً عقابه على  سوء اختياره… يعض أصابع الندم على مافعله بنفسه… يلوم نفسه على أي وحلٍ أُلقتْ فيه … انقاد وراء عناده وماظنه حُباً حتى وجد نفسه مرتبطاً بإمرأة عديمة الإنسانية… أقل وصف لها شيطان مجسد في إنسان… 
-أوشكت سارة على الوصول بعدما تلقى منها عدة اتصالات  ورسائل منها  متسائلة عن غيابه منذ الأمس… ولم يجبها سوي برسالة قصيرة أنه في المستشفي ويريد مقابلتها…. 
– هي الأخرى آتية له وقد نفذ صبرها  من حالة البرود واللا مبالاة الذي يعيشها معها منذ أن علم أهله بزواجه منها… والأدهي أنه معظم الليالي  يتركها ولا تعلم عنه شيء وبحثت وراءه كثيراً لم تصل لشيء. 
-دخلت المستشفى تمشي بخيلاء متباهية بنفسها بين الجميع  كعادتها حتى وصلت لغرفة الأطباء حيث يتواجد مروان… طرقت الباب ثم فتحته ودخلت دون أن تنتظر الرد… وجدته يجلس متكئاً على الأريكة الجلدية  ينظر لها نظرة تشملها من أعلى لأسفل وكأنه يراها لأول مرة… لاتعلم أنه الآن يراها بالفعل لأول مرة على حقيقتها…. 
– تعجبت من نظراته ظنت أنه مريض… فاقتربت منه وجلست بجواره متسائلة : مالك يامروان… أنت تعبان؟؟…. ورفعت يداها تتفقد حرارته… فأمسك يدها بهدوء وأنزلها قائلاً : أنا كويس مش تعبان. 
-كتمت انفعالها وقالت : طب تمام… ممكن أفهم بقى أنت مبتردش عليا ليه؟ وكنت فين وبايت فين؟… أهلك يقولوا عليا إيه وأنت كل يوم والتاني بايت بعيد عني؟ 
-استوقفها قائلاً بإستنكار :لا ياسارة متشغليش بالك… أهلي مبيسألوش عنك أساساً… ولا انتي في دماغهم. 
-سارة بتعجب : أنت بتتكلم وكأنك مبسوط بكده… فيه إيه يامروان؟… فهمني مالك؟ 
– مروان  ببرود : لا أبدا…  عندي لك مفاجأة. 
-اندهشت سارة : مفاجأة!!!…. مفاجأة إيه؟ 
-مروان : أبوكِ بيسلم عليكِ. 
-تعجبت سارة : بابا!!!… أنت شوفت بابا فين؟ 
-مروان بنظرة حادة : وصلت لعنوانه وروحت زورته. 
-ابتلعت سارة ريقها بتوتر وقالت : زو.. زورته ليه… فيه حاجة؟ 
-مروان بنبرة حادة : أيوة كنت بتأكد من حاجة وخلاص إتأكدت… 
-احمر وجه سارة وزاد توترها وقالت بتلعثم : حاجة إيه؟ 
-مروان : شوفي ياسارة… أنا لا قادر ولا ليا نفس ادخل معاكي في جدال ولانقاش لان اي دقيقة هضيعها من وقتي عليكي بعد كده خسارة فيكي… 
-نهضت سارة وبداخلها تتمنى ألا يكون ماتظنه حقيقة… فحاولت التماسك وقالت بقوة مصطنعة: إيه اللي بتقوله ده يامروان… أنا مش فاهمة حاجة… إيه اللي حصل لكل ده؟؟؟ 
– نهض مروان واقترب منها ممسكاً ذراعها بقوة وقائلاً بإنفعال : اللي حصل إن عرفتك على حقيقتك… منكرش اني شوفت فيكي الأنانية والتكبر بس قولت عادي محدش فينا كامل إنما توصل لانعدام الدين والأخلاق والضمير… يبقي انا اتجوزت شيطانة. 
-سارة بتألم : سيب إيدي يامروان… أنا مش فاهمة حاجة؟ 
-مروان بتشديد أكبر : لا فاهمة… وفاهمة كويس أوي… أي دين ولا ضمير يسمحلك انك تكتبي ابن بغير اسم أبوه… بأي قلب سمحلك إنك تحرمي أب أنه يعرف إن  له ابن علي قيد الحياة. 
-ارتعشت سارة وانفعلت قائلة : إيه التخاريف دي… ابن مين وكلام إيه ده… سيبني أرجوك. 
-دفعها مروان فسقطت على الأريكة… سار تجاهها واقترب منها قائلاً بحدة: أنت لسه بتنكري؟؟… إنتي إيه؟؟؟… مش عارفة مين… مازن ابن بلال اللي قولتي انه أخوكي وأبوه حي وميعرفش انه له ابن… 
-سارة ببكاء ورجاء: متصدقش يامروان… الكلام ده غلط… مازن زي ماقولتلك ماما اتـ….
-قاطعها مروان بصفعة قوية : كدابة ومخادعة… إنسانة عديمة الضمير والإحساس… 
-وضعت يدها على خدها الذي ازدادت حمرته إثر الصفعة.. ثم نهضت مواجهة له بعينين متبجحتين : بتضربني يامروان… أقسم لك إني هدفعك تمن القلم ده غالي أوي… وفعلا مازن ابني وهيفضل معايا طول العمر لان بلال ميستاهلش يكون أبوه… أنا أم مازن وأنا أبوه… 
-مروان باستحقار : قذرة… إنسانة قذرة وأنانية… مهما كان جرم الإنسان بس أبسط حقوقه يعرف إن له ابن وأنتي حرمتيه من الحق ده… وعشتي حياتك بكل أريحية… عشتيها بضمير ميت… وربنا  عاقبني بك ِ… بس تعرفي أنا استاهل لأن وجودك في حياتي كان أنانية وسوء اختيار… 
-في نفس اللحظة خرج بلال من خلف الستار المعلقة لتستر المريض أثناء الكشف وظهر لها…قائلاً: أنا عايز ابني ياسارة. 
-جحظت عيني سارة عندما رأته وقالت بدهشة : بلال!!! 
-ثم نظرت لمروان وقالت بغضب : كده يامروان… خدعتني… ثم أعادت النظر لبلال قائلة : مازن ابني أنا… أنت ملكش دعوة به ومش هتقدر تاخده مني طول مانا عايشة… فاهم؟ 
-اقترب منها وقال محذراً: ابني وهاخده ياسارة وهدفعك تمن كل دقيقة عاشها بعيد عني… وصدقيني لو ماأخدتش ابني منك بالذوق هآخده بالمحكمة… وأظن بسيطة أثبت إنك مُزورة وانه ابني… 
-سارة بانفعال جنوني : لو قربت منه هقتلك… فاهم… ثم نظرت لمروان  واقتربت منه وأمسكت يده برفق : مروان… خليك جمبي… ابعده عني … أقف معايا يامروان…أنا مراتك يامروان. 
-دفع يدها بقوة وقال  : من دلوقتي انتي مبقتيش مراتي… إنتي طالق ياسارة… طالق… وأنا اللي هقف مع بلال لحد ماياخد ابنه والحق ينتصر. 
◾ يجوب المكتب ذهاباً وإياباً… ثلاثة أيام لم يرها فيها… منذ أن وبخها في حفل عيد ميلاده وهو يشعر بعذاب الضمير لإحراجها أمام الجميع… لم يتوقع أبداً أن يكون بهذه القسوة ذات يوماً ولكنها وضعته في موقف محرج للغاية وكأنها تجبره على شيء هو لايعلم إن كان يرغب فيه أم لا… لا ينكر أنه اعتاد وجودها في حياته وأن غيابها صنع فراغاً كبيراً  هو لا يطيقه… ولكن مايهدىء ضميره قليلاً أنه أراد أن يكون هذا لها درساً يجعلها تتحكم في تصرفاتها فيما بعد وتكون مسئولة أكثر في اتخاذ قرارتها… ولكنه الآن يعاني من انقطاعها التام عنه… يشعر أن حياته ناقصة… المكتب فقد بهجته منذ أن غابت… حتى وجبة الغذاء لم يستطع تناولها منذ أن تناولاها سوياً آخر مرة ويكتفي بتناول شيء خفيف عند عودته المنزل في المساء…. 
-ذهب حيث المكتب المخصص لها خارج غرفة مكتبه ونظر حيث كانت تجلس وقال كأنه يحادثها : مجنونة… بس وحشتيني… ثم أخرج هاتفه من جيبه وضغط زر الاتصال على رقمها الخاص ولم يجد رد… زفر ثم أعاد الإتصال مرة أخرى… وبعد عدة رنات أتاه الرد  بصوت جوري متذمرة : أيوة… 
-عندما سمع صوت جوري… ابعد الهاتف قليلا وقال لنفسه هامساً : المجنونة التانية بس دي زايدها انها مختلة عقلياً…. ثم أعاد الهاتف على أذنه ورد ببرود : فين جيهان؟ 
-جوري : نايمة. 
-معاذ : لا مش نايمة خليها تكلمني ضروري ياجوري لو سمحتى. 
-جوري بانفعال : قولتلك نايمة هو إيه أصله ده وأغلقت الخط… 
-نظر معاذ لهاتفه ليتأكد أنها حقاً أغلقت الخط … وعندما تأكد قال بانفعال :غبية… يخربيت دماغكم… مجانين.
◾ تجلس منذ ثلاثة أيام في المنزل لم تخرج لأي سبب يتملكها الحزن مما فعله بها معاذ ومع ذلك اشتياقها له يفوق حزنها… فهي كل يوم تتسرق النظر له من خلف النافذة وهو ذاهب لعمله وهو عائد ولكنها تتحكم في نفسها حتى لاترسل له تخبره بمدى اشتياقها له… فهي تنفذ تعليمات وسيلة بالحرف كما طلبت منها حتى يشعر بحبها ويبادلها نفس الحب والمشاعر… 
-كانت تنظر لهاتفها كل دقيقة على أمل أن تجد منه رسالة اعتذار أو رنة هاتف… وعندما أتتها  مكالمته كانت ستفقد هذا التحكم  وترد عليه لتسمع حتى صوت أنفاسه… ولكنها بعد عذاب مع النفس لم ترد عليه… وعندما أعاد الرنين اقترحت عليها جوري أن ترد مكانها حتى يعلم أنها هي الأخرى أصبحت لا تريده… 
-ولكنها الآن تجلس باكية منذ أن انهت جوري اتصالها… زفرت جوري التي نفذ صبرها بسبب تصرفات أختها وقالت : بتعيطي ليه دلوقتى؟ 
-جيهان ببكاء : زمانه زعلان اني مرضتش اكلمه. 
-جوري بانفعال: طب مايزعل… ماهو كمان مزعلك أهوه… اشمعني بقى. 
-نظرت لها جيهان ثم انفعلت من بين بكائها : وأنتي كمان غلطانة… إزاي تقفلي الخط في وشه كده كنتي انهي المكالمة بذوق… زمانه متضايق. 
-جوري بتذمر : أنا كمان اللي غلطانة… والله مانا قاعدالك فيها اما انزل اشم هوا بدل الاكتئاب اللي عيشاه معاكي ده…. وتركتها وغادرت. 
-التقطت جيهان هاتفها وبحث في معرض الصور حتى جاءت بصورة له وهو مبتسم… فابتسمت بعينيها الدامعة وقالت : وحشتني أوي. 
◾ بعد أن أدت صلاة العصر تجلس على سجادة الصلاة ترتدي إسدال الصلاة الخاص بها  تذكر الله وتحمده على نعمه لها….تعجبت كثيراً من هذه القوة التي امتلكتها وهذا الصبر وهذا الرضا ولكنها أيقنت أن هذه نعم منحها الله إياها… رغم ما مرت به من بداية فراق والدها وحب مروان وزواجه لها وماعانته معه وفوق ذلك سفرها التي اختارته كي تكون بعيداً عنه  وعن المنزل رغم أن هذا البعد معاناة بالنسبة لها… ولكن الله وضع في قلبها الرضا… 
-وبينما هي جالسة يُطرق باب غرفتها طرقات متناغمة تعلم منها أنه وائل… فتسمح له بالدخول مبتهجة… 
-وقفت تحمل سجادتها وتطويها بينما هو دخل الغرفة والابتسامة تعلو محياه… اقترب منها وقبل رأسها : مساء الفل على أحلى أخت… 
-ابتسمت وسيلة وقبلت خده : مساء الجمال على أحلى أخ… بس عايزة اعرف إيه سر السعادة دي؟ 
-جلس وائل على طرف السرير ووضع ساقاً فوق الأخرى وقال : مفاجأة. 
-جلست بجانبه وقالت بحيرة : مفاجأة إيه؟ 
– وائل بتعجب : وتبقى مفاجأة إزاي؟ 
– وسيلة بحيرة : طب هعرفها إزاي؟
– وائل : البسي وننزل أوريهالك. 
-وسيلة بتفكر ثم أجابت :  تبقى عروسة؟ 
-اعتدل وائل وقال مبتسماً بمكر: عروسة إيه أنتي كبرتي على الكلام ده… 
-نكزته وسيلة في كتفه :  مش عروسة ليا ياوائل متهزرش… أنا قصدي عروسة لك… عروسة لحم ودم. 
-نهض وائل وقال : البسي وانتي تعرفي. 
-وسيلة : معلش بقى خليها مرة تانية. 
-وائل بتعجب :ليه؟!! 
-وسيلة : آصل أنا وآثار خارجين. 
-تهجم وجه وائل وتساءل : وخارجين رايحين فين إن شاء الله ومن امتى انتي وآثار بتخرجوا سوا. 
-وسيلة : أولا  آثار ندمت و ربنا هداها و بقت واحدة تانية  وقربت مننا وبقت معانا أخت زيها زي ميان… ثانياً هي طلبت مني انزل اشتري معاها لبس محتشم عشان عمرها ما اشترته وعايزاني اختار معاها… 
-شرد وائل ملياً ثم قال : خلاص عرفيها انك هتستنيها تحت وانا هوصلكم. 
-وسيلة بتساؤل : طب و المفاجأة؟ 
-وائل بحرج : مش مشكلة وجود آثار مش هيمنع المفاجأة… أنا نازل متتأخروش. 
-وسيلة : أوك. 
◾ بعد دقائق كان وائل يقف  عند بوابة المنزل ينتظر قدوم وسيلة… هي الأخرى لم تستغرق طويلاً في ارتداء ملابسها وأبلغت آثار أنها تنتظرها في الحديقة حتى تنتهي هي الأخرى. 
-ولكن بينما هي هابطة الدرج سريعاً حتى لا تتأخر على أخيها انحل رباط حذائها الرياضي التي ترتديه… زفرت لذلك  وتذمرت قائلة : ده وقته ماأنا لسه ربطاك… وائل دلوقتي يستعجلني… ثم جلست على الدرج حتى تعيد ربطه… وجدته يقف متسمراً  ومن الواضح أنه كان صاعداً ولكنه وقف  مسلطاً حدقتي عينيه عليها … هي الأخرى نظرت له بإشتياق  فرغم ماحدث قلبها الأبْلَهُ مازال ينبض له… كيف لها أن تنساه وهي لم تعرف طريقاً للحب سوي به… ولكن سرعان ماتحولت نظراتها له لنظرات القلق… قلقة عليه… وجهه شاحب وعينيه ذابلتين… فقد الكثير من الوزن… ولم يخفى عليها نظرة الحسرة في عينيه… تمنت لو تقترب منه وتمسح على رأسه  وتُطَمْأِنه وتطمأن عليه… ولكن لم تفق من تخيلها حتى وجدته منحنياً يعقد لها رباط حذائها… حركته المفاجأة أخرست لسانها ولكنها حاولت نزع الكلام بقوة فأمسكت يده لا إرادياً وقالت بتوتر : مـ… مـروان… أنت بتعمل إيه؟ 
-نظر لها مروان بندم : مش عارف… كل اللي أعرفه إني ممكن أعيش تحت رجليكي بس تسامحيني… 
-شعرت بنغزة في قلبها لما تراه في عينيه من ضعف وكسرة… لم تفرح لما قال بل أحست أنها تود احتضانه وتهدأته… من الواضح أنه مر بحدث مؤلم… أو ماشابه ذلك… ولكنها تصنعت التماسك وقالت مُطمئنة له: إيه اللي بتقوله ده… أنا مش قولتلك قبل كده أنه نصيب… وأنا مسامحاك قدام ربنا واحنا هنفضل مهما حصل ولاد عم ودمنا واحد. 
-نظر لها بإعجاب وابتسم بحزن  : أنتي إنسانة عظيمة ياوسيلة وأنا فعلا اللي مستحقش واحدة زيك. 
-خشيت عليه وسيلة فهو في حالة ضعف لم تراه عليها من قبل… فقالت بقلق: أنت كويس؟ 
-قال  بنفس الإبتسامة الحزينة : طالما شوفتك هبقي كويس. 
– أومأت برأسها له وابتسمت ابتسامة مُطمْئنة واستكملت هبوطها… ثم وقفت عند نهاية الدرج تسمح لدمعتيها الحبيستين بالخروج ثم تنهدت بحزن ومسحت عينيها وخرجت لأخيها ترسم على وجهها الإبتسامة له… 
-اقتربت منه فسألها : هو مروان قابلك على السلم؟ 
-وسيلة : أيوة فيه حاجة؟ 
-وائل : كلمك؟ 
-وسيلة : عادي ياوائل سلام عادي… انسى بقى دا مهما كان ابن عمنا وكمان دا شكله حزين أوي. 
-وائل بتعجب : إنتي إزاي متصالحة مع نفسك ومع اللي حواليكي كده؟ 
– وسيلة بابتسامة : محدش واخد منها حاجة والرسول عليه الصلاة والسلام قال ???? حُرِّم على النار… كل هيّن ليّن سهل ، قريب من الناس )… ربنا يجعلنا منهم ياوائل. 
-وائل : آمين يارب العالمين…  اللهم صل وسلم على سيدنا محمد. 
-وسيلة وهي تتلفت حولها  : هي آثار هتتأخر؟ 
-أمسك يدها وسار جاذباً إياها : تعالى أوريكي المفاجأة… 
-وسيلة : طب استني موديني فين… 
– عبر بها البوابة وسار بها عدة خطوات ثم أشار لها على سيارة حديثة واقفة أمام المنزل… ثم قال لها : إيه رأيك؟ 
-وسيلة باندهاش: دي بتاعتك بجد. 
-ابتسم وائل وأجاب : أيوة اشترتها أخيراً. 
-وسيلة بسعادة : روعة ياوائل… ربنا يرزقك خيرها ويكفيك شرها ياحبيبي… 
-جاءه من خلفهما صوتها الذي لم يذهب من عقله أبداً : جميلة ياوائل… مبروك عليك. 
– التفت الاثنان لها وقالت وسيلة : جميلة ياآثار فعلاً. 
-نظر لها بإعجاب وهي ترتدي حجاباً يستر شعرها ويزين وجهها وفستاناً محتشماً يستر مفاتنها … دائماً ماتمني يراها كذلك… فقال ومازالت الابتسامة على ثغره : الله يبارك فيكي.
-فتحها وائل بجهاز التحكم الصغير الذي في يده ثم قال : ياللا اركبوا…. وسار هو وفتح باب السيارة  وجلس… 
-أسرعت آثار خطواتها وركبت أولا على الكرسي الخلفي لوائل… بينما وسيلة أخرت خطاها قليلا متعمدة. 
-نظر لها وائل في المرآة فابتسمت قائلة بثقة : طبعاً أنا أول حد يركبها غيرك. 
-هز وائل رأسه موافقاً : أيوة. 
-قالت آثار بإبتسامة لها مغزى : ربنا يجعلني وش الخير عليك. 
-تعجب وائل من جملتها ونظر لها نظرات غامضة فشعرت بالحرج وقالت وهي تنظر للأسفل : قصدي ربنا يجعلها وش الخير عليك. 
-فتحت وسيلة باب السيارة المجاورة له وركبت بجواره…. 
◾يجلس في غرفته  يسترجع الرسائل التي كانت ترسلها له بشكل دائم حتي يستأنس بكلماتها وجملها التي دائماً كان يراها تفاهات وجنون ويتذمر منها ولكنه الآن يبتسم عليها ويتخيلها وهي تلفظها وكأنه أصابه عدوى جنونها… فقد كان بحاجة لذلك بعدما ذهب إلي شقتها بحجة الإطمئنان على عمته… ولكنه تفاجأ أنها عادت إلى الجامعة بعد انقطعت عدة أيام… وصادفه من بين هذه الرسائل مواعيد محاضراتها التي كانت ترسلها له وهو غير مبالي بها… 
-فطرأ في عقله فكرة أن يذهب إليها وينتظر خروجها حتى يتحدث معها…. 
-مرة ساعتين وهو ينتظر أمام الكلية في انتظار خروجها… يتفقد كل من يخرج عبر البوابة الحديدية… وبعد أن تعب بصره من شدة التحديق وجدها خارجة وحدها على بعد عدة أمتار… فهبط من السيارة وعبر الطريق وأسرع حتى أقترب منها… 
-تفاجأت به وهو يعبر الطريق ولكنها اعتقدت أنها تتخيله كما اعتادت على رؤيته في كل مكان هذه الأيام… ولكنه يقترب ويقترب حتى اقترب منها تماماً وهي مبتسمة لا إرادياً لرؤيته بعد حرمانها منه عدة أيام…. 
-هو الآخر عندما رآها شعر بسعادة غريبة تملأ قلبه وانعكست هذه السعادة على عينيه ولمعتهما…. 
-نظر لها بإشتياق وقال : إزيك ياجيهان… عاملة إيه؟ 
-كانت ستندفع وتجيبه أنها لم تكن بخير إلا عندما رأته وأنها تذوب شوقاً لرؤية عينيه الفيروزتين… ولكنها سرعان ماتذكرت نصائح وسيلة حتى تحظى به فأجابته بحدة :………
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس والعشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية أنتِ لي للكاتبة سمية عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى