Uncategorized

رواية عشق الأدم الحلقة الثانية والعشرون 22 بقلم حنان قواريق

 رواية عشق الأدم الحلقة الثانية والعشرون 22 بقلم حنان قواريق

رواية عشق الأدم الحلقة الثانية والعشرون 22 بقلم حنان قواريق

رواية عشق الأدم الحلقة الثانية والعشرون 22 بقلم حنان قواريق

شهقت السيدة صفيه بجزع وهي تضع يديها على فمها من هول من ترى أمامها !! تلك الحيه كما تسميها التي قلبت حياتها ابنها رأسها على عقب منذ أن دخلت هذا القصر ، كم لامت نفسها كثيرا لأنها كانت سببا في معاناة ابنها مع تلك المرأة الخبيثه بسبب حثها له على الزواج حتى ترى أحفادها ووأولاده قبل موته كما كانت تظن ، ولكن حياته تحولت لجحيم برفقة تلك ( العقربه السامه ) كما أسمتها مرارا وتكرارا ، قلبت حياته لينتهي بهم المطاف الى تطليقها ورميها بالشارع ، هي تعرف أن آدم لم يحب تلك اللعينه يوما ولا حتى قليلا ، تعرف بأنه عندما طلقها وأخرجها من حياته عاد أدم القديم ولكنه تلك جعلت تأثير كبير على حياته بالنسبة للفتيات والنساء التي كرههن كثيرا بسببها .. تعرف ان آدم لم يعرف الحب بحياته ابدا إلا منذ قدوم عشق تلك الفتاة التي جعلت منه آدم جديد بمشاعر جديدة ونظرة جديدة للحياة … !!

هتفت عشق وهي تطالعها بنظرات غير مفهومه موجهه حديثها لآدم الذي كان يقف مكانه جامدا :

” مين دي يا آدم ؟ “

طالعها بنظرات قوية ليهتف بصرامه :

” اطلعي على فوق يا عشق ومتسأليش أسئلة ملهاش داعي دلوقتي !! “

أومأت عشق برأسها بدون فهم وهي تجده على هذه الحالة التي يبدو بأنه عاد أدم البارد القاسي من جديد لتدير جسدها وهي ترفع أطراف فستانها تتوجه ناحية الأعلى بخطوات بطيئه لتتصنم مكانها عندما سمعت تلك المرأة تهتف بصوت ناعم بعض الشيء :

” أنا بكون عبير … طليقته !! “

أدرت عشق رأسها بقوة تطالعها بنظرات مصدومه لتوجه نظرها بينها وبين آدم الذي أغمض عينيه في تلك اللحظات ويقبض يده بشدة محاولا إمساك نفسه من الفتك بها الان ..

سارت عشق بخطوات بطيئة ناحية آدم وهي تهتف بنظرات صادمه :

” دي بتقول ايه يا آدم ؟ “

كان على وشك الرد عليها حينما وجد عبير ترد بقسوة وهي تقترب منها قائله بتشفي :

” بقول الصح يا مزه ، ده انا عبير كنت مراته ي حبيبتي ، بس للأسف مستمريناش مع بعض ، وده الولد بكون إبنه .. “

تصنم كل من في المكان بصدمه بعد تلك الكلمات التي خرجت منها ، في حين زجر أدم بغضب قائلا :

” انتي وحده كدابه جايه هنا علشان تخربي الفرح عليا و ….”

قطع كلماته الأخيرة وهو يرى ذلك الطفل الصغير يقترب ناحيته بسرعة ليلتصق محاوطا يديه الصغيرتين بأقادمه قائلا بطفوليه :

” بابي ، وحشتني كتير يا بابي “

انتفض جسده بقوة شديدة وهو يشعر بلمسات ذلك الطفل البريء على جسده بقوة ، في حين بدأت عشق تبكي بجنون بعد تلك الكذبة الكبيرة التي اكتشفتها بزوجها للتو ، كذبة جعلت قلبها يهوي بين أضلاعها وهي ترى ذلك الطفل الصغير يحتضن والده ببراءة …

هتف أدم بجمود لتلك التي تقف تطالعه بنظرات مترقبه :

” مين الولد ده يا عبير ؟ “

نظرت له بقوة قائلة :

” ده جاسر .. ابنك وابني يا آدم !! “

عند تلك اللحظة بدأت عشق تنحب بقوة لتركض وهي تحمل أطراف فستانها ناحية الأعلى غير قادرة على سماع المزيد من تلك الحقائق التي جعلتها تنصدم بأكثر إنسان أحبته بحياته .. !!

في حين انقض أدم على عبير التي قلبت ليلته إلى ليلة سوداء يشدد على عنقها بقوة ليحمر وجهها بشدة وهي تصارع لعدم الإختناق في تلك اللحظات ..

شهقت السيدة صفيه بصدمه ، في حين انطلق أحمد بسرعة البرق يبعد شقيقه عنها بقوة حتى لا يقع في مصيبه هو في غننى عنها ..

هتف أدم وهو يلتقط أنفاسه الاهثه بقوة وعينيه على وشك إحراقها وجسدها الذي ينتفض بقوة ، صارخا بصوت في أنحاء القصر :

” كدااااابه ، انا مليش أولاد منك يا حيه ، اطلعي من حياااتي ، خدي الولد ده واطلعي … !! “

بدأت تلتقط أنفاسها بقوة شديدة ، في حين ركض الطفل الشديد ناحية والدته يبكي بصوت مرتفع وهو يهتف بطفوليه :

” خلينا نروح من هنا يا ماما ، ده بابا كله وحش اوووي “

جلست والدته على أرضيه القصر تلتقط أنفاسها من جديد ، لتتقدم منها إحدى الخادمات تناولها كوبا من الماء بطلب من السيدة صفيه لتهتف :

” أدم انا بموت ، ربنا انتقم ليكي مني يا آدم “

ثم وجهت نظرها ناحية السيدة صفيه قائلة :

” صفيه هانم لو سمحتي خدي جاسر من هنا مش عيزاه يسمع إلي هقولو !! “

اومأت لها بتفهم حتى تخفف من حدة التوتر لتمسك بيد الصغير متوجها ناحية غرفتها في الأعلى ..

في حين بقي آدم يقف مكانه ونفسه يعلو ويهبط بقوة وهو لا زال لا يصدق كيف انقلبت حياته من جديد ..

لتبدأ عبير حديثها قائلة وهي تبكي بهستيريه :

” ربنا يمهل ولا يهمل يا آدم ، ربنا انتقم مني ، انا دلوقتي معايا سرطان بالدم !! هموت خلال كم يوم ده إلي قالوه الدكاترة ، انا دمرت حياتك وفضحتك وقولت عليك مش راجل وغيره وغيره ، خبيت عليك انتي كنت حامل بس طلقتني ، كنت ناويه أربي أبني على كرهك ، بس مقدرتش علشان كنت عارفة هييجي يوم وجاسر يعرف الصح ، كنت بخليه  يشوف صورك كل يوم وكل دقيقه وفهمته إنك مسافر وهترجع في يوم .. سامحني يا أدم .. “

ابتسم بسخريه على كلامها قائلا :

” وانا ايه يثبتلي انه ده ملعوب منك !!  “

هزت رأسها بهستيرية قائلة :

” تقدر تروح تسأل الدكتور إلي بعالجني وتتأكد ، وبالنسبة لجاسر ده ابنك يا آدم وعلشان تتأكد بزيادة في تحليل DNA تقدر تعملو وتتأكد من ده … “

اقترب منها بخطوات حذره ليحني جذعه ناحيتها قائلا :

” انتي عملتي ده كله فيا ليه ؟ ايه كان هدفك ؟ “

أغمضت عينيها بألم دفين لتهمس :

” جابر السيوفي !! أغراني بالفلوس علشان أعمل كده وأشوه صورتك بين الصحافة علشان إمبراطوريات الزهرواي إلي بتنافسو تسقط وتنهار وهو يستلم السوق كله .. “

أخذ يشتم بأبشع الألفاظ عليها وعلى ذلك الرجل الذي لم يكن أحد يعرف عنه شيئا وما هي نيته ..

نهضت من مكانها بتعب وهي تتجه ناحية الباب قائلة :

” خلي بالك من جاسر ، خليه يسامحني ، مش عيزاه يكون معايا ويشوفني وأنا بموت “

أنهت كلماتها تلك وهي تخرج مطأطاة الرأس ، ذليله تحصد ثمار شرها وجشعها ، تنتظر وعد الله لها !!

خرجت تاركه خلفها أدم يطالع أمامه بشرود غير مصدق حتى اللحظة ما قالته ، هتف له أحمد بمواساة :

” أعمل التحليل واتأكد يا أدم علشان متظلمش الولد ده معاك .. “

أومأ له أدم برأسه بضياع ليتوجه ناحية تلك الطاولة الصغيرة التي يضع عليها مفاتيح سيارته ويخرج خارج القصر ، تاركا خلفه زوجة نسي مشاعرها التي تحطمت ..

***********************************

كانت الساعة قد تجاوزت الثانية صباحا عندما فتحت عينيها بضعف وهي تنهض عن أرضية الغرفة بتعب واضح وما زالت ترتدي فستانها الأبيض الذي اصطبغ ببعض قطرات الدماء السوداء التي اختلطت مع كحل عينيها ، وقفت على قدميها وهي تشعر بأنها على وشك فقد توازنها لتحرك عينيها بضعف في أرجاء الغرفة تبحث بعينيها عنه ، فلربما عاد ونام على السرير كما ظنت ! ولكن خاب ظنها وبدأت بالبكاء من جديد ، الغبي تركها وحيدة بليلة زواجهما وغادر غير مكترث بكرامتها التي ضاعت ، كانت تود أن يلحقها ويبرر لها سبب إخفاء الحقيقة عليها ، كانت سترضى من كلمة واحدة لو فعلها ، ولكنه لم يفعلها ، تركها تنام أولى لياليهما على أرضية الغرفة الصلبة ، تحركت بخطوات بطيئة وهي تجر أذيال خيبتها قبل أذيال فستانها ناحية الخزانة تلتقط إحدى مناماتها لتتجه ناحية الحمام تغلقه خلفها بضعف ..

مرت عدة دقائق قبل أن تخرج ترتدي منامتها الوردية وشعرها الأحمر المبتل يتدلى على جانبي وجهها بشكل جعلها جذابة حتى في حالتها تلك ..

جلست على سريرها تتنهد بألم بعد أن جفت دموعها ولم يتبقى هناك المزيد للسقوط .. !!

لحظات وشاهدته يدخل بحاله يرثى لها بشعره المشعث وقميصه المفتوح للمنتصف لتظهر عضلات صدره بوضوح ، أدارت وجهها الناحية الأخرى وهي تشهق بألم ، تقدم ناحيتها بخطوات بطيئه ليرمي نفسه على جهة السرير الأخرى ، فقد بقي يدور بسيارته في شوارع المدينة حتى خارت قواه وعاد ليجدها على تلك الحاله التي أدمت قلبه بشدة ..

مد يديه يسحبها ناحيته لتلتصق به بشدة ، بينما اكتفت هي بالبكاء بصمت ولم تقاومه ، قربها لصدره أكثر حتى بدأت تستمع لطرقات قلبه المجنونه ..

همس لها وهو يستنشق عبير شعرها المغري :

” أنا تعبان يا عشق ، افضلي بحضني ومعايا ، انا مش هتحمل انك تسيبيني وتمشي “

أخذت تبكي بصمت وهي تستمع لصوته الضعيف الذي لم تسمعها كذلك في حياتها ، في حين تابع هو قائلا وهو يشدد من احتضانها اكثر :

” مش هسمحلك تبعدي عني ، انا عايش على

حبك “

أغمضت عينيها وهي تشعر بالدفىء يتسلل لثنايا قلبها وهي بجانبه ، في حين بقي هو يستمتع بأنفاسها التي تلامس صدره بنعومه ..

مر الوقت واستغرق الإثنين في نوم عميق ، حيث اكتفت عشق بالصمت ولم تعقب على كلامه لأنه حالته تلك منعتها ، نامت وقلبها يرقص فرحا من قربها بجانبه ، ليهل صباح يوم جديد على ذلك العروسين اللذين قلبت ليلتهما ليلة دموع وألم ..

يتبع..

لقراءة الحلقة الثالثة والعشرون : اضغط هنا 

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 

نرشح لك أيضاً رواية أحببت قاسياً للكاتبة دعاء فرج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!