Uncategorized

رواية عشق الأدم الحلقة الأولى 1 بقلم حنان قواريق

 رواية عشق الأدم الحلقة الأولى 1 بقلم حنان قواريق

رواية عشق الأدم الحلقة الأولى 1 بقلم حنان قواريق

رواية عشق الأدم الحلقة الأولى 1 بقلم حنان قواريق

أخذ يزفر بعنف شديد وهو يرى أخبار أخيه الأصغر قد باتت محط أنظار وسائل الإعلام المختلفة وحتى شبكات التواصل الاجتماعية بمختلف أنواعها وأشكالها وأخيه المستهتر لا يقدر تلك الأخبار التي ربما ستؤثر على وضع عائلتهم العريقة

” عائلة الزهراوي ” التي تمتلك هيبة طاغية بمكانتها ووضعها الاقتصادي العريق ..

قذف الصحيفه من يده بعيدا لتسقط عن حافة مكتبه الضخم وهو يمسح بيده على شعره العسلي بقوة ومن ثم أغمض عينيه بتعب وأرجع رأسه للخلف يستند على مقعده حتى يهدء قليلا،  فوضعه الآن لا يحتمل أن يرى شقيقه الأصغر الأحمق أمامه فربما قد يمارس عليه بعض حركات الملاكمه تنفيسا عن غضبه منه ..

طرقات خفيفه أخرجته من سكونه ذلك لتدخل السكرتيرة تحمل بين يديها بعض الملفات الهامه لتهتف له برسميه :

” الأوراق دي عايزة تتوقع يا أدم باشا .. “

فتح عينيه ينظر لها بغضب ، فهو لا يحب أن يخرجه من سكونه ذلك أي أحد حتى لو كان الأمر متعلق بالعمل

أحنى جذعه قليلا وهو يلتقط قلمه المفضل ويبدأ بتفقد تلك الأوراق بروتينه شديدة لينهيها سريعا وهو يقذف بالقلم من بين يديه هادرا بغضب بعض الشيء :

” تفضلي على شغلك .. “

انتفضت تلك المسكينه من صوته ورجعت خطوتين للوراء فدائما ما تكون هي محط تنفيس يخرج كافة غضبه عليها ..

همست بصوت منخفض بعض الشيء :

” أدم باشا في إجتماع مع العميل الأمريكي بعد ساعه .. “

زفر بقوة أكبر وهو ينهض من مكتبه متوجها ناحية النافذه قائلا ببرود :

” عارف ، ابقي حضري كل الأوراق الازمه قبل الاجتماع بعشر دقائق ، مش عايز اي لغبطه يا استاذه ..”

اومأت برأسها بقوة وكأنه يراها الأن ثم تذكرت ما كانت تنوي إخباره به لتهمس بصوت يكاد يكون مسموع قائلة :

” احم ، لو حضرتك تسمحلي بعد نهاية الإجتماع أخرج قبل ميعاد الانصراف بساعه علشان … “

قاطعها هادرا بصوت غاضب :

” علشان ايييه …. ؟ “

أغمضت عينيها بقوة قائلة بحزن :

” علشان علشان ابني في المستشفى يا بشمهندس و و عايزة أروح اطمن عليه .. “

لانت ملامحه قليلا بعد ما سمع كلامها ذلك وربما أيضا دور الأب الذي يمارسه على أخيه الأصغر حرك مشاعره الإنسانية نحوها مشفقا عليها ليهتف بهدوء :

” خلاص يا سمر تقدري تروحي دلوقتي عند ابنك بس الأول حضريلي أوراق الاجتماع … “

بسمه شقت طريقها الى ثغرها وهي تتمتم بعبارات الشكر والإمتنان لذلك المدير الذي يظهر بوجهين مختلفين نقيضيين لبعضهما البعض ..

إستأذنت منه مغادرة إلى عملها في حين وقف هو يتأمل الشارع بالأسفل بنظرات حادة وهو يتوعد لأخيه بأشد العقاب على تلك الأخبار …

* أدم الزهراوي – شاب يبلغ من العمر 33 عام ، يمتلك جسد رياضي لافت للأنظار ، عينين سوداء ، شعر عسلي نادر ، حصل على لقب الملاكمه على المستوى الأول بالبلاد ، قاسي الملامح نوعا ما ، يمتلك وسامه صارخه جعلته يحتل صفحات المجلات في أشد رجال الأعمال وسامه وذكاء …

**************************

في قصر الزهراوي

كانت تجلس سيدة في منتصف العقد الخامس ، ذات ملامح هادئه وعينين سوداء أورثتها لإبنها الأكبر ترتدي عباءة بيتيه مناسبه لسنها و تضع حجابها على كتفيها وتركت شعرها الأبيض يتدلى على كتفيها بخفه ، فهي بالرغم من الثراء الفاحش التي تنعم به الا ان ذلك لم يمنعها من احترام سنها وعدم خوض عمليات التجميل التي تقوم بها كثير من السيدات في مثل سنها حتى يخفين أثار  التقدم بالسن ..

بدأت تتصفح إحدى مجلات الشهرة بروتينه وترتشف باليد الأخرى فنجان القهوة خاصتها ليلفت نظرها ذلك الخبر الذي جعلها تسقط فنجان القهوة من بين يدها ليتهشم مصدرا صوتا مرتفعا بعض الشيء على رخام القصر ..

أسرعت إحدى الخادمات نحوها قائلة بقلق :

” حصلك حاجه يا صفيه هانم ؟ ” 

كانت على وشك الرد عليها حينما شاهدت إبنها الأصغر يدلف إلى الداخل وعلى وجهه إبتسامة بلهاء  متقدما ناحيتها ..

هتفت للخادمة قائلة وهي ما زالت مسلطه عينيها عليه بغضب :

” روحي انتي شوفي شغلك .. “

اومأت الخادمة وهي تسرع بخطواتها ناحية المطبخ حينما رأت الوضع بدأ يتأزم أكثر ..

تقدمت السيدة صفيه من ابنها هاتفه بغضب :

” ايه إلي عملته ده يا أحمد ؟ ايه الأخبار الزباله إلي بتتنشر عنك ؟ دي أخر تربيتي فيك يا ابن بطني ؟ تسكر بكبريه وصورك منتشرة بالصحافة ؟ “

تأفف بملل وهو يستمع إلى كلماتها تلك التي لم تحرك شيئا من مشاعره أبدأ ، توجه ناحية إحدى المقاعد في تلك الصالة الكبيرة ليرمي نفسه عليها بارهاق وكأنه أمضى اليوم كله في العمل وليس بالتصكع بالطرقات ومرافقة الساقطات التي يتمنيين نظرة واحده من ” أحمد الزهراوي ” ..

هتفت والدته وهي تراه غير مكترث بكلامها ذلك بغضب أكبر :

” انت هتموتني ببرودك ده يا أحمد ؟ ربنا يستر من ردة فعل أخوك أدم … “

وكأنها ذكرت شيطانا أمامه وليس أخيه الذي أشرف على تربيته والعناية به ولكن كل تلك الإشرافات والنصائح لم تجدي بذلك المتهور أبدا ..

هتف بغضب وهو ينهض من مكانه قائلا :

” أدم أدم أدم ، يوووووووووو هو كل حاجه أدم يا ماما ، متنسيش إني دلوقتي صرت راجل وانتي لسه بتهدديني بآدم باشا … “

تقدمت والدته منه أكثر قائلة بصرامه شديدة :

” أحترم نفسك وانا بتتكلم عن أخوك الكبير ، ده في مقام أبوك .. “

كان على وشك الرد عليها حينما وجد أخيه يدلف بهيبته المعتادة ويبدو عليه الهدوء الشديد وهو يطالعه بنظرات عاديه تحمل الكثير من المعاني خلفها ..

إبتلعت السيدة صفيه ريقها بخوف فيبدو أن هذا اليوم لن يمر بسلام مادام أدم حضر ويبدو أنه إستمع للكلام  ..

في حين توجه أدم ناحية والدته ليطبع قبله رقيقه أعلى رأسها ومن ثم قبل يدها قائلا بحنيه :

” إزيك يا ست الكل ؟ “

بادلته والدته نظرات حنونه قائلة :

” الحمدلله يا حبيبي ، أقولهم يجهزو الأكل ؟ “

اومأ لها برأسه مبتسما على طيبتها تلك في حين توجه أحمد الى الأعلى حيث غرفته وكأنه لم يفعل شيئا او حتى يعتذر ..

تنهد أدم بتعب وهو يجلس بذلك المقعد القريب بجانب والدته مغمضا عينيه يفكر بأحوال أخيه الذي يبدو بأنه يحتاج درسا قاسيا حتى يصبح رجلا صارم يعتمد عليه ويتخلى عن تلك الأفعال المشينه ..

هتفت والدته بحنيه وهي تمسح على رأسه :

” معلش يا حبيبي ، استحمله ده بالنهاية أخوك الوحيد ومالوش غيرك يا قلب امك … “

رفع نظره لها هاتفا بجديه :

” بس لازم يتربى يا امي … “

*****************************

في إحدى المدن الأوروبية الجميلة التي تجذب لها السياح من مختلف أنحاء العالم  بالتحديد في مدينة البندقيه الايطاليه

بداخل إحدى المنازل الخشبيه ذات الطابع الكلاسيكي الجذاب ، وقفت تلك الفتاة تلملم أغراضها على عجله وهي ترميها بداخل حقيبة سفرها الكبيرة بيدين ترتعشان خوفا وقلب يخفق ألما على حالها ذلك ..

إنساب شعرها الأحمر الناري على كتفيها البيضاء نتيجة سقوط ذلك الشريط الذي كانت ترفع به شعرها على شكل ذيل حصان ليجعل منها لوحة جميلة تسحر العيون بجاذبيتها ..

سمعت وقع أقدام تتقدم على تلك الأرضية الخشبية لتمسك قلبها بعنف وقلق من القادم ظنا منها بأنه عاد إلى هنا من جديد ..

لحظة ووجدت باب غرفتها يفتح وتظهر منه امرأة في العقد الرابع من عمرها ذات شعر أشقر وعينيان زرقاويين وبشره بيضاء امتزجت ببعض الكدمات الزرقاء نتيجة ليلة أمس حينما كانت تحمي ابنتها من زوجها الحقير ..

وبمجرد ما رأت والدتها حتى ارتمت بأحضانها باكية تتشبث بها بقوة خوفا من أن تتركها هامسه لها بضعف :

” هروح فين يا ماما ؟ أنا خايفه ؟ “

أغمضت والدتها عينيها بألم على حال ابنتها قائلة بوجع :

” لازم تروحي يا بنتي من هنا ، انتي شفتي الواطي ده كان ناوي يعمل فيكي ايه ، ده لولا ربنا ستر كان كان …. “

بترت جملتها الأخيرة وهو تستمع لشهقات ابنتها تزداد شيئا فشيئا نتيجة ذكرى تلك الليلة ..

أخرجتها والدتها من أحضانها وهي تمسك وجهها بين يديها قائلة بحزم :

” مفيش وقت يا حبيبتي بسرعة لمي هدومك انا حجزتلك بالطيارة إلي نازله كمان أربع ساعات ، هتروحي عند خالتك .. “

صمتت لبرهه وهي تخرج من إحدى جيوبها ورقة بيضاء صغيرة لتهتف بجدية :

” الورقة دي فيها عنوان خالتك يا حبيبتي “

ازداد بكاء الفتاة أكثر وهي تنظر لوالدتها بترجي قائلة :

” تعالي معايا يا ماما ابوس ايدك ..”

هتفت والدتها بألم قائلة :

” انتي عارفة يا حبيبتي ان ده ماسك عليا شيكات بمبالغ كبيرة ولو هربت هيمسكوني بالمطار ، انتي روحي وانا بس أخلص منه هاجي وراكي … “

اومأت لها ابنتها بألم وهي تتوجه ناحية حقيبتها تغلقها بإحكام ومن ثم أنزلتها عن السرير وبدأت تجرها ناحية الباب وهي لا تريد الإلتفاف ناحية والدتها حتى لا تضعف وتبقى ..

هتفت والدتها بدموع :

” عشق خلي بالك من نفسك كويس يا حبيبتي “

اومأت برأسها وهي ما زالت تدير لها وجهها لتفتح الباب بعدها خارجة من البيت وهي تتجه ناحية المطار بقلب ينزف ألما …

يتبع..

لقراءة الحلقة الثانية : اضغط هنا 

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 

نرشح لك أيضاً رواية أحببت قاسياً للكاتبة دعاء فرج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!