Uncategorized

رواية عشق الأدم الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم حنان قواريق

 رواية عشق الأدم الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم حنان قواريق

رواية عشق الأدم الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم حنان قواريق

رواية عشق الأدم الحلقة التاسعة عشر 19 بقلم حنان قواريق

أخذت تنظر أمامها بجمود وهي تشعر بضياع شديد يهدد حصون قلبها بشدة ، ودموعها بدأت تهبط بشدة على وجهها لتمتزج مع الكحل الأسود بعينيها لتصبح على هيئة شلال أسود بين ثنايا بشرتها الرقيقة وهي تجلس تطالع ذلك الباب الذي يضم خلفه والدها برفقة الطبيب الذي يقوم بمعاينته … والدها التي لم تعرفه إلا من ساعة ، سيتركها ويرحل هكذا كان عقلها الصغير يجبرها على التفكير ..

والدها التي خلع قلبها من مكانه مجرد ما رأته يركد على أرضية الحديقة لا حول له ولا قوة .. والسبب كلماتها القاسية التي نزلت على مسامعه بألم ، لينهار بعدها مستسلما ، وهي فقد صرخت بأسمه ، صرخت بتلك الكلمة التي تمنى أن يسمعها منها حتى لو كانت بأخر دقيقة من حياته ..

أخذت شهقاتها تعلو وتعلو وهي تتخيل بأنه سيذهب عن هذه الحياة قبل أن يضمها لصدره الأبوي الحنون التي لطالما حلمت بهذا الصدر الذي بلا شك من أعظم المشاعر التي تشعرها الفتاة ناحية والدتها ، كيف لا وهو الحبيب الأول بحياة أميرته وابنته .. !

وجدت أحدهم يقربها منه بقوة لترتطم بصدره العريض ، رفعت رأسها بضعف ليظهر لها عيني شقيقها التي تشع حنانا وحبا ، وبتلقائية منها وكأن حصونها المتمردة على الأعتراف بهم قد إنهارت بهذه اللحظة ، لفت يديها حول عنقه بقوة تستشف الدفىء الأخوي التي تشعره للمرة الأولى بحياتها ..

ضمها إليه بقوة يجاهد على عدم البكاء الآن وبهذه اللحظة حتى لا تنهار أكثر ..

في حين طالعتهم فرح التي كانت تجلس بجانب أحمد والسيدة صفيه بنظرات باكيه على هذا الموقف الذي أصاب قلبها بمقتل على حال صديقتها التي يبدو بأنها تحتاج لحنان شديد ينسيها لحظات الألم التي عاشتها .. !!

سمعها تهمس وهي تشدد من إحتضانه بقوة بصوت ضعيف قائله :

” بابا هيخف يا أيهم صح ؟ بابا هيعيش ويشوفني عروسه بكرا وهيسلمني بيده لأدم ؟ صح يا أيهم ؟ “

كلماتها تلك غرزت كسهام قاتل بين ضلوعه ليجيبها بصوت متحشرج :

” صح يا قلب أيهم ، بابا قوي وهيخف ان شاء الله “

في تلك اللحظات فتح باب تلك الغرفة ليخرج منها الطبيب برفقة آدم الذي كان أولى نظراته تجاهه حبيبته التي كانت تنحب بداخل أحضان شقيقها ..

هتفت السيدة صفيه وهي تنهض من مكانها بلهفه :

” طمنا يا دكتور ربنا يطمنك “

تنهد الطبيب بخفه قائلا :

” مخبيش على حضراتكم ، جلال باشا متعرض لصدمه كبيرة وده أدى لأنخفاض الضغط عنده بشكل كبير ، كمان ربنا ستره من ذبحه صدريه ، حاليا الحمدلله هو بخير بس لازم راحه نفسيه “

أنهى الطبيب كلماته وهو يتوجه ناحية الباب مغادرا تاركا خلفه تلك المسكينة تبكي بعنف محمله نفسها المسؤلية على وضع والدها ذلك ..

اقترب آدم منها بنظرات مطمئنة قائلا :

” كفاية يا قلبي عياط وتعالى ادخليه شوفيه .. “

سكتت قليلا ليمسك يدها قائلا بحب :

” بباكي بحاجة ليكي يا عشق ، وانتي عارفة هو ملوش علاقة ببعدك عنه .. “

اومأت برأسها بتفهم وهي تمسح دموعها بيدها قائلة له ببراءة :

” هو انت بتحبني بجد ؟ “

ابتسم بحب قائلا وهو يهمس لها بصوت منخفض :

” عندك شك ؟ “

ابتعدت عنه ببعض الغضب وهي تهتف :

” طيب وسع من سكتي دلوقتي ، وحسابنا بعدين علشان خبيت عليا .. “

اقترب منها غير مكترث بعيون الجميع التي كانت تراقبهم بصمت قائلا :

” كمان شوية هتوصلك مفاجأة وأتمنى تعجبك “

**********************************

فتحت باب الغرفة بيدين ترتعشان وقلب يقفز من السعادة ، فأخيرا سترمي نفسها وهمومها وكل حياتها بين أحضان والدها ، رفعت أنظارها إليه بقوة وهي تسير مقتربة من سريره بخطوات بطيئه حتى لا تقوم بإيقاضه ، جلست على طرف السرير وهي تنظر له بسعادة ، أحنت رأسها لتضعه على كتفه الأيسر وهي تهمس :

” من زمان كان نفسي يكون عندي “أب” أسند نفسي عليه في كل وقت ، جبل قوي أرمي كل مشاكلي عليه ، أحضنه الصبح والظهر والمغرب ، يمسكني من ايدي وياخدني نلعب سوا ، بس كل ده كان حلم بحلمه وانا بشوف الأطفال مع أهلهم وانا لا .. “

وجدت يده تتحرك على خصلات شعرها الحمراء بعد أن قامت بخلع حجابها ووضعه على ذلك المقعد القريب ، ليهمس بصوت ضعيف بعض الشيء :

” وانا من زمان بحلم يكون ليا بنت جميلة

زيك كده “

رفعت رأسها تطالعه بنظرات باكيه وهي تهتف :

” أنا بحبك كتير يا بابا ، وعمري بحياتي هكرهك ده انت سندي وقوتي إلي ربنا عوضني بيها بعد غياب ربنا يبارك بعمرك يا حبيبي “

ابتسم برضا ليهتف لها بمرح :

” طيب مفيش حضن كبير لبابا ؟ “

وبمجرد ما أنهى كلماته حتى وجدها تتعلق برقبته بقوة وهي تدفن رأسها بين ضلوعه بقوة وتشهق بصوت مرتفع ، لتبدأ دموعه بالنزول شيئا فشيئا ..

*******************************

كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساءا ، فلم يبقى سوا بضع ساعات تفصلهم عن حفل الزفاف المرتقب !!

كان أدم يجلس مع والدته وشقيقه أحمد وهو يطالع ساعة يده كل دقيقه بترقب ، هتفت والدته بتعجب من حاله :

” خير يا ابني ؟ مستني حد ؟ “

اومأ برأسه بسعادة قائلا :

” أيوه يا امي مستني حد وهيوصل بعد شوية “

هتف أحمد بمرح :

” يااا رب تكون إلي ببالي “

طالعه أدم بنظرات سخريه قائلا :

” اطمن يخويا مش إلي ببالك خاااالص “

لوى أحمد ثغره بتهكم قائلا :

” وانت ايش عرفك فيها “

ابتسم أدم وهو ينهض من مكانه ويجلس بجانب شقيقه قائلا :

” ده انا إلي مربيك يا أحمد واعرف كل تحركاتك ، واطمن بس يخلص الفرح هجوزهالك “

أنهى كلماته وهو يغمز لشقيقه بخبث ، في حين هتف احمد بمرح أكبر :

” روح اللهي تنستر يا ابن امي وابويا “

أطلقت السيدة صفيه ضحكه رنانه في أنحاء القصر على كلمات والدها تلك ، في حين نهض أدم بعنف قائلا :

” كائن قليل الذوق “

في تلك اللحظات صدح جرس باب القصر معلنا عن زائر لحوح !! ليتوجه آدم بسرعة ناحية الباب يفتحه بلهفه شديدة !!

********************************

في نفس الوقت في الغرفة التي يركد فيها السيد جلال بالأعلى ، كانت عشق تنام بأحضان والدها بحب واشتياق كبير ، ويجلس أمامهما أيهم يطالع شقيقته بنظرات حنونه ويحمد الله الذي جمعهما بها بعد طول غياب وفراق ..

همست عشق لوالدها قائلة بتردد :

” بابا هو انت ممكن في يوم تسامح ماما ؟ “

أظلمت عيني السيد جلال بغضب ليهتف :

” أنا حبيتها اكتر من نفسي يا عشق ، بس هي عملت ايه ، خانتني وراحت مع واحد واطي ، وفوق كل ده خبت عني وجودك “

رفعت رأسها تطالعه بنظرات مشفقه لتهتف :

” بس ماما مش خاينه يا بابا ، ماما إنسانه كويسه صح هي غلطت بس يمكن في سبب بكل ده “

كان على وشك الرد عليها حينما وجد باب الغرفة يطرق وتظهر منه إحدى الخادمات قائلة برسميه :

” أدم باشا بيطلبو من حضراتكم تنزلو لتحت علشان بيقولكم المفاجأة وصلت “

أخذت عشق تنظر لأيهم بدون فهم وهو بدوره رفع حاجبيه دليلا على عدم معرفته كما أظهر !!

*********************************

هبط السيد جلال درجات السلالم برفقة ابنه أيهم الذي كان يمسكه بقوة ، في حين كانت عشق تهبط خلفهما وهي تفكر بتلك المفاجأة التي تنتظرها بالأسفل ..

وصل الجميع ناحية آدم الذي وقف يضع يديه في جيوب بنطاله يطالعهم بسعادة باديه في حين كانت تجلس السيدة صفية برفقة فرح التي كانت تنتظر رد فعل عشق .. !! وبالمقابل تجلس إحدى السيدات بجانب أحمد الذي نهض بسرعة أيضا يساعد السيد جلال على الجلوس ..

تصنمت عشق مكانها من الصدمه وهي تطالع والدتها ! التي نهضت بدورها تنظر لأبنتها بمشاعر مشتاقه حد الهلاك ..

عند تلك النقطة نسيت عشق كلام والدها بأسرع بخطوات سريعة ترمي نفسها بين أحضان والدتها بقوة تتشبث بردائها حتى كادت تمزقه وهي تهتف ببكاء :

” وحششششتيني كتير يا ماما ، ووحشني حضنك الدافي “

شددت والدتها من احتضانها بقوة وهي تبكي بهستيريه وتقبل كل إنش بوجهها بجنون ، الأمر الذي جعل فرح والسيدة صفيه يبكون أيضا بتأثر ، في حين جلس السيد جلال يطالعها بنظرات قوية اختلطت بالألم والغضب والحقد .. والاشتياق !!!

ما زالت جميلة وجذابه كما كانت ، وما زال قلبه الأحمق يخفق بجنون كما لو رأها للمرة الأولى ..

جلست بجانب ابنتها تتبادل معها أطراف الحديث

ليتقدم آدم من عشق يمسك بيدها قائلا أمام الجميع :

” مكنش لازم زواجنا يحصل وأنا عارف يا حبيبتي إنك هتكوني زعلانه باليوم ده علشان مامتك مش جمبك ، اتفقت معاها أنها تيجي هنا قبل الفرح بليلة علشان أشوف الفرحة إلي شايفها دلوقتي لعيونك الحلوة دي .. “

أخذت تنظر بداخل عينيه الجذابة بهيام وهي تهتف مغمضة العينين بدون وعي :

” بحبك يا آدم … !! “

أخذ قلبه يتراقص بقوة معلنا عن هيجانه وهو يستمع لتلك الكلمة منها للمرة الأولى بحياته !!

في حين وجهت صفاء نظرها ناحية ذلك الذي كان يطالعها بنظرات قوية لتهتف بجديه :

” إزيك يا جلال ؟ “

طالعها بنظرات سخريه قائلا :

” أهلا بالهانم الكدابه “

وجه الجميع أنظارهم عليهما ، في حين أخفضت هي رأسها بخجل من نفسها قائلة :

” دلوقتي جه الوقت المناسب إنك تعرف الحقيقة يا جلال …………………………..!!! “

يتبع..

لقراءة الحلقة العشرون : اضغط هنا 

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا 

نرشح لك أيضاً رواية أحببت قاسياً للكاتبة دعاء فرج.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى