رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت التاسع عشر 19 بقلم سمسم
رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت التاسع عشر 19 بقلم سمسم |
رواية لا أحد سواك (رائفي) البارت التاسع عشر 19 بقلم سمسم
قام بامساكها من ذراعها وقام باخراجها خارج الغرفة وهو يصرخ بوجهها
رائف…. الكلمة اللى اقولهالك تسمعيها انتى فاهمة برااااااا
سچى…حبيبى بس اهدى واسمعنى وبلاش العصبية دى اللى انت فيها كده مش كويس علشانك
رائف… انا مش عايز اسمع حاجة وسبينى لوحدى دلوقتى يا سچى احسن اتصرف تصرف مش هيعجبك وهيزعلك منى
سچى بذهول…للدرجة دى يا رائف
رائف…ايوة فالاحسن تبعدى عنى الساعة دى يا سچى علشان مصلحتك وعلشان ميحصلش ليكى حاجة
كان صدره يعلو ويهبط من شدة الغضب والعصبية فهو يريدها الان ان تبتعد عنه بسبب خوفه عليها من نفسه فهو لا يتحكم فى تصرفاته بسبب عصبيته فالافضل لها ان تبتعد عنه حتى يهدأ فهو لن يتحمل ان يحدث لها مكروه بسببه
بعد ان اخرجها من الغرفة قام بغلق الباب حتى لا يرى دموعها التى تساقطت على وجنتيها بغزارة فيكفى مابه الآن فهو نادم اشد الندم انه استمع لكلامها وخرج من المنزل اليوم وعاد بتلك الحالة النفسية السيئة
كانت واقفة مذهولة من ردة فعله وايضا دموعها تنساب على وجنتيها من غير توقف لمحتها ريهام واقفة بهذا الشكل فاستغربت من حالتها فهى فى حالة شبه انهيار
ريهام باستغراب…سچى انتى مالك فى ايه واقفة ليه كده وبتعيطى ليه بالشكل ده
سچى…..
ريهام…سچى ردى عليا فى ايه وبتعيطى ليه تعالى معايا نخرج برا فى الجنينة وقوليلى فى ايه وايه اللى حصل خلاكى بالشكل ده
سحبتها ريهام من يدها وخرجت الى الجنينة كانت سچى لم تستوعب بعد ما حدث من زوجها وانه قام بطردها من الغرفة بتلك الطريقة
ريهام…قولى بقى فى ايه انطقى حرام عليكى بقى يا سچى وقعتى قلبى
سچى…رائف زعقلى و طردنى من الاوضة
ريهام… زعقلك وطردك ليه عملتى ايه
روت سچى لريهام ماحدث منذ خروجهم من المنزل ومقابلتهم لزوجة ابيها حتى عادوا الى المنزل وقام رائف بالتكسرفى الغرفة و بالصراخ فى وجهها وطردها من الغرفة
ريهام….يا الله ايه الست دى يا ساتر عليها لسانها ايه ده يا ساتر يارب فى ناس كده
سچى…انا لو اطول كنت قطعتلها لسانها ده يا ريهام كانت بتتكلم بكل برود وكأنها فرحانة فيا او لقت فرصة انها تجرحنى بيها
ريهام…ما انتى عارفة انها طول عمرها مش بتحبك ولا كانت بتحب مامتك الله يرحمها وكانت بدور على اى حاجة تضايقهم او تقرفكم بيها
سچى…انا اللى صعبان عليا انها جرحت رائف بكلامها وانا اللى ما صدقت انه ابتدت حالته النفسية تبقى كويسة اهو دلوقتى طردنى من الاوضة و بقى عامل زى الوحش الثائر فى الاوضة جوا وعمال يكسر فى كل حاجة
ريهام…معلش يا حبيبتى فى اللى عمله هو معذور لما يسمع كلام زى ده وانتى عارفة ان رائف حساس جدا فى موضوع الحادثة دى ومبيحبش حد يكلم معاه بخصوص الحادثة او اللى حصله
سچى….عارفة يا ريهام كل ده بس هو صعبان عليا عمال يكسر فى الاوضة جوا وخايفة يأذى نفسه من غير ما يحس وانا مقدرش اعيش من غيره
ريهام…ان شاء الله مفيش حاجة هتحصل هو بينفث عن غضبه بالطريقة دى احسن ما يكتم فى نفسه ويجراله حاجة شوية كده وقومى ادخليله يكون بقى هادى شوية وتعرفى تتكلمى معاه
ولكنهم لمحوا حماتهم اتية بتجاههم وملامح الخوف مرسومة على وجهها بكل وضوح
هدى بخوف…سچى هو فى ايه اللى حصل
سچى…فى ايه يا طنط هدى
هدى…سامعة صوت تكسير جامد جاى من اوضتك انتى ورائف حاولت ادخل لقيت الباب مقفول من جوا ناديت على اللى موجود جوا محدش رد عليا ففى ايه
سچى…رائف هو الى عمال يكسر فى الاوضة جوا يا طنط هدى
هدى…ليه هو بيعمل كده حصل ايه هو كان خارج معاكى كويس ايه اللى حصله
سچى بدموع….رائف متعصب بسبب كلام مرات بابا ليه
هدى… مرات باباكى ! وهو رائف يعرفها منين ولا شافها فين ده عمره ما شافها ولا يعرفها
سچى…شافها لما روحت انا وهو نشوف اروى اختى جت واحنا قاعدين هناك وقالتله كلام زى السم ومن ساعتها وهو كده ومتعصب بالشكل ده
هدى بحرقة قلب…منها لله وتعمل فى ابنى ليه كده انا خايفة ليجراله حاجة حسبى الله ونعم الوكيل فيها
سچى…مش راضى يهدى حتى طردنى من الاوضه وزعقلى ومرضيش يخليني افضل معاه
هدى…يعنى احنا ما صدقنا انه ابتدى يبطل عصبية وبقى مبسوط تيجى هى وتعمل فيه كده منها لله الست دى
سچى بقهر…انا السبب يا ريتنى ما قولتله انه ييجى معايا بس انا اللى اصريت كنت عايزة اخليه يخرج من البيت بس رجع حالته النفسية أسوء
هدى…انتى ملكيش ذنب انتى تعرفى منين انها هتعمل كده دى باين عليها ست معندهاش دم ولا إحساس
ريهام بقرف… دى ست حرباية ومش وراها اللى الهم كانت بتعمل كده فى سچى وطنط نعمة الله يرحمها
هدى… وبعدين فى اللى حصل ده هنعمل ايه دلوقتى
سچى..انا هقوم ادخل اشوف رائف يمكن يكون بقى هادى شوية
ذهبت سچى الى الغرفة قامت بطرق الباب ولكنها لم تسمع رد من زوجها
سچى برجاء… حبيبى افتح انا سچى علشان خاطرى
عندما سمع صوتها قام بفتح الباب بدون ان يتفوه بكلمة واحدة فتح لها الباب ثم تركها وذهب ليجلس على احد الكراسى الموجودة قرب السرير
نظرت سجى حولها كانت الغرفة عبارة عن حطام فهو لم يترك اى شئ قابل للكسر الا وقام بتكسيره الى قطع صغيرة كان يوجد العديد من الزجاج المتناثر على ارضية الغرفة وايضا المفروشات الخاصة بالسرير ملقاة على الأرض حتى انه قام برمى الكتب وكل شئ امامه كانت الغرفة عبارة عن كارثة حقيقية
اقتربت منه وجثت على ركبتيها بجواره كان جالس واضعا رأسه على طرف الكرسى ويغمض عينيه كأنه لا يريد ان يرى ما احدثه فى الغرفة من فوضى وايضا لكى لا يرى دموعها وحزنها مرتسم على وجهها قامت بمسك يده بين يديها
سچى… رائف حبيبى
رائف…نعم
سچى…انت لسه زعلان منى يا رائف
رائف…انا زعلان على نفسى مش زعلان منك يا سچى
سچى…ليه بس يا حبيبى بتقول كده
رائف…لو سمحتى يا سچى سبينى دلوقتى وابعدى عنى علشان خاطرى لو انتى بتحبينى بجد
سچى…ليه عايز تبعدنى عنك يا حبيبى
رائف….علشان خايف عليكى منى يا سچى
سچى…بس انت متأكدة انك مستحيل تأذينى يا رائف
رائف…لاء ممكن أاذيكى وانا مش حاسس فعلشان كده عايزك تبعدى دلوقتى عنى علشان انا مش هستحمل يجرالك حاجة بسببى او اكون السبب فى أذيتك
سچى…طب اهدى و تعال نقعد شوية فى الجنينة
رائف بعصبية …انتى ليه مش عايزة تفهمى ولا تسمعى كلامى خلاص بقى يا سچى ارحمينى بقى بالله عليكى
وقومى اخرجى وسبينى بقى
سچى…بس انا مش عايزة اسيبك يا حبيبي
رائف… خلاص انا اللى هسيبلك الاوضة واخرج انا عايز اقعد مع نفسى شوية ومش عايز اسمع صوت اى حد
قال ذلك ثم خرج من الغرفة بعد ان تركها تبكى بقوة وهى جالسة على الارض مكانها
***
كان حامد عاد من الورشة بعد انتهاء عمله وجد فادية فى انتظاره فاستغرب ما الذى اتى بها الى هنا ؟وماذا تريد منه ؟
فادية…حمد الله على السلامة يا حامد
حامد…الله يسلمك خير ايه سبب الزيارة السعيدة دى يا فادية
فادية…بلاش يعنى اجى اشوفكم واطمن عليكم انت وبنتك
حامد…تطمنى علينا وماله ميضرش برضه
فادية…يعنى انت مقولتليش ان جوز بنتك سچى عامل حادثة وبيمشى بعكاز دا انا كنت فكراه عادى زينا كده يعنى
حامد باستغراب….وانتى عرفتى منين يا فادية انه عامل حادثة وبيمشى بعكاز
أروى…سچى وجوزها كانوا هنا يا بابا من شوية بس ماما قالتله كلام ضايقه اوى فقام مشى هو وسچى وهم زعلانين
حامد بغضب…وانتى تعملى ليه كده يا فادية ها انتى ايه خلاص مبتعمليش خاطر لحد ابدا
فادية…وانا عملت ايه يا اخويا ان شاء الله بقى علشان ده كله
أروى…لا ابدا ولا حاجة عملتى بس الحاجة الوحيدة اللى انتى بتعرفى تعمليها كويس يا ماما وهى ان تحرجنى الناس وتكسرى بخاطرهم بس
فادية…احترمى نفسك يا بت انتى ولمى لسانك انتى ناسية ان انا أمك عيلة قليلة الادب ومحتاجة تربية من اول وجديد
أروى…للاسف فعلا انك انتى تبقى أمى
فادية…انتى عيلة ناقصة رباية وقليلة الادب وانا هربيكى بقى يا أروى
وقامت بجذب أروى من شعرها وقامت بصفعها على وجهها عدة صفعات مؤلمة ولكن تدخل حامد وقام بابعاد فادية عن أروى بعد ان رأى تالم ابنته بسبب صفع امها لها
حامد…بس بقى اسكتى ومتمديش ايدك عليها انتى فاهمة لو ضربتيها تانى هكسرلك ايدك يافادية
فادية… لا والله وانت من امتى ليك صوت وبتعلى صوتك عليا يا حامد نسيت نفسك ولا ايه
حامد…من هنا وجاى يا فادية الظاهر انك مبقاش فى حد مالى عينك بس خلاص حامد بتاع زمان خلاص مات دلوقتى حامد ده هو اللى هيقفلك ويعرفك مقامك كويس يا فادية ومش هيخليكى تبوظى حياة بناته اللى انتى اتسببتى فى زعل جوز بنته الكبيرة والله اعلم هو حالته ايه دلوقتى بعد ما سمع كلامك اللى انا متأكد انه زى السم بتاع التعابين
فادية باستهزاء…اما نشوف يا حامد هتعمل ايه بسلامتك ان شاء الله
حامد…هعمل كتير أوى واولها انك طالق بالتلاتة يا فادية
فادية بغيظ شديد…وكمان بتطلقنى يا حامد
حامد…ياريتنى عملت كده من زمان وارتحت وريحت اللى ظلمتهم معايا بسببك ونعمة ماتت وهى زعلانة منى حتى لما جت تموت مأمنتش على بنتى معايا واختارت انها تقعد عند ناس أغراب علشان تبعدها عنك علشان كانت عرفاكى كويس واحدة مبتحبش الخير لحد ولا بيهمها حد الا مصلحتها حتى كنتى عيزانى ارميها لراجل كبير يتجوزها علشان خايفة على نفسك للورشة تتقفل وبيتك يتخرب فحبيتى تضحى بيها وانا للاسف مشيت وراكى وسمعت كلامك لحد ما بنتى كرهتنى وبقت تعتبر اهل جوزها هم اهلها مش انا
فادية… خلاص الورشة دى يا عنيا متعتبهاش تانى انت فاهم علشان هى بأسمى يا روحى والبيت كمان
حامد…فى ستين داهية اشبعى بيهم مش عايز منهم حاجة ولا عايز منك حاجة
خرجت فادية بعد ان قام حامد بتطليقها وهى تتوعد له بالويل وان ترد له ما فعله بها فهى لن تهدأ حتى تفعل ما تضايقه ويرد لها اعتبارها
أروى…بابا انا
حامد…متقوليش حاجة يا بنتى جايز كده احسن يا اروى امك مبقاش منها امل ان ينصلح حالها وانتى شايفة معاملتها ليكى وليا واللى حواليها عاملة ازاى
أروى..بس هتعمل ايه يا بابا فى موضوع الورشة ده طب البيت والحمد لله فى عندك البيت اللى احنا عايشين فيه ده بس الورشة دا انت من زمن وانت عمال تكبر فيها لحد ما بقت اشهر ورشة فى المنطقة
حامد…انا معايا قرشين هبتدى بيهم من جديد بعيد عن امك واللي كان بيتعامل معايا فى الورشة دى هيتعامل معايا فى الورشة الجديدة بس المرة دى هتكون مرتاح لانها مش هتبقى ملك حد غيرى
أروى…مش عارفة اقول ايه يا بابا او اعمل ايه
حامد… متقوليش ولا تعملى حاجة يا أروى جايز لما امك تبعد عنا حالنا ينصلح انتى شايفة معاملتها لينا عاملة ازاى دلوقتى ان شاء الله ممكن تتجوزى هشام وانا ابتدى شغلى من جديد واكفر عن ذنبى فى حق سچى هى كمان علشان ربنا يسامحنى
أروى…اه يابابا دى مشيت من هنا هى وجوزها وهم زعلانين اوى والله صعبت عليا اوى
خامد…هى امك قالتلهم ايه يا أروى
أروى…عايرت جوز سچى بعجزه وانه ماشى بعكاز
حامد…ياربنا وبعدين فى حد يعمل كده
أروى…انت مشفتش شكله يابابا لما سمع كلامها قام وقف مرة واحدة ومشى بسرعة بس كان باين على وشه انه اضايق جامد
حامد..اكيد يا بنتى دى حاجة تضايق اى حد
أروى…والله كنت عايزة اكلم سچى اطمن عليها بس مش بترد على التليفون حاولت ارن كذا مرة بس مفيش رد
حامد…جايز لسه زعلانة من اللى حصل لجوزها
أروى…ابقى تعال يا بابا نروح نشوفها ونطمن عليها
حامد…ان شاء الله يا أروى
***
لمح أكرم رائف جالس فى الجنينة ولكن ملامح وجهه تدل على ان هناك امر ما يزعجه فهو يبدو عليه انه يشعر بالضيق الشديد
أكرم…السلام عليكم
رائف…وعليكم السلام
أكرم…مالك يا حبيبى قاعد ليه كده لوحدك
رائف…غريبة يعنى ان اقعد لوحدى يا أكرم
أكرم…اصل اتعودت اشوفك قاعد مع مراتك
رائف…عادى يا أكرم مفيش حاجة
أكرم…فى حاجة حصلت بينك وبين سچى يا رائف او حاجة ضايقتك
رائف…لاء مفيش حاجة حصلت ما بينا احنا كويسين
أكرم…انا مش هضغط عليك علشان اعرف بس لو انت فى حاجة مضيقاك ممكن تقولى انا اخوك وحبيبك يا رائف
رائف…عارف يا أكرم بس انا عايز اقعد لوحدى شوية ممكن
أكرم…مش هتقوم تدخل جوا
رائف…لاء عايز افضل هنا فى الهوا شوية
أكرم…ماشى يا حبيبى براحتك عن اذنك
رائف…اتفضل
ترك اكرم رائف وذهب وعقله مشغول بمعرفة ماذا اصاب اخيه جعله بهذا الشكل بعد ان كان يبتسم ويضحك فهو عاد الى عبوسه ومزاجه العصبى مرة ثانية صعد الى غرفته وجد زوجته فى الغرفة
ريهام…حمد الله على السلامة يا حبيبى
أكرم…الله يسلمك يا حبيبتى ريهام هو فى حاجة حصلت لرائف النهاردة
ريهام…هو انت اتكلمت معاه لما جيت
اكرم…اتكلمت معاه بس رافض يقولى فى ايه فبسالك لو انتى عارفة ايه اللى حصل وسچى قالتلك
ريهام…هو خرج مع سچى النهاردة راحوا يشوفوا اختها قابلوا مرات ابوها هناك وعايرت اخوك بعجزه يا أكرم
أكرم بغيظ…يالله وهى ازاى تعمل كده دى باين عليها ست قليلة الذوق
ريهام…فوق ما تتصور يا اكرم ومن ساعة ما رجعوا اخوك دخل اوضته خلاها دمار وزعق لسچى ومبيتكلمش مع حد خالص زى ما انت شايفه كده ومامتك ما صدقت يخرج من الاوضة علشان ينضفوها انت مشفتش كمية الازاز اللى متكسرة فى الاوضة ولا البهدلة اللى كانت الاوضة فيها
أكرم…الله يخرب بيتها بقى احنا ما صدقنا ان رائف حالته النفسية اتحسنت جت هى ونيلتها أكتر
ريهام…وسچى كمان مش مبطلة عياط يا أكرم
أكرم…مش عارف اعمل ايه انا دلوقتى يا ريهام
ريهام بقلة حيلة…العمل عمل ربنا بقى ربنا قادر على كل شيء
***
قامت اروى بالاتصال على سچى لكى تطمئن عليها بعد ما فعلته والدتها فى سچى وزوجها
أروى…الو ايوة يا سچى عاملة ايه
سچى…الحمد لله يا أروى نحمد ربنا على كل حال
أروى…انا اسفة يا سچى على اللى حصل من ماما
سچى…انتى ملكيش ذنب يا أروى فى حاجة
أروى…حتى بابا لما عرف اللى حصل زعل وزعقلها حتى هو كمان طلقها
سچى…طلقها !
أروى…ايوة وقالى انه عايز يكفر عن ذنبه فى حقك يا سچى وعايزك تسامحيه
سچى…ربنا يصلح الحال يا أروى
أروى…انا كنت عايزة اجى اشوفك واعتذر لجوزك على اللى حصل
سچى..بلاش اليومين دول رائف نفسيته تعبانة
اروى…الف سلامة عليه
فى مستشفى التدريب
كانت سچى جالسة واضعة رأسها بين يديها تشعر بهموم تثقل قلبها وكانت ريهام لا تعرف ماذا تفعل حتى تخفف عنها تلك الحالة
ريهام..سچى روقى بقى كده
سچى..اعمل ايه بس يا ريهام اديكى شايفة اللى انا فيه
ريهام..هو لسه رائف مبيتكلمش معاكى
سچى…لاء ولا بيتكلم مع حد خالص ساكت زى ما انتى بتشوفيه كده وفى كذا جلسة علاج طبيعى رفض انه يعملهم رافض انه يعمل اى حاجة نهائى
ريهام..معلش يا حبيبتى ازمة وتعدى ان شاء الله
سچى..امتى ياريهام بس وانتى شايفة رائف عنيد وصعب ازاى
ريهام..بس انتى مراته وهو بيحبك وانتى بتحبيه فهتقدروا تعدوا المحنة دى
سچى..يعنى المفروض دلوقتى انه ينهى جلساته علشان خلاص مبقاش فى وقت كتير وهيسافر ورافض يعملهم
ريهام…ان شاء الله ربنا هيشفيه والعملية تنجح ويرتاح من ده كله
سچى..يارب يا ريهام
ريهام..اهم حاجة حاولى تهدى اعصابك انتى كمان شوية
سچى بتعب..ان شاء الله ربنا يسترها قومى نشوف هنعمل ايه احسن انا خلاص مبقتش قادرة عايزة اى حاجة تخلينى انسى اللى انا فيه لان انا حاسة ان عايزة اصرخ بصوت عالى لحد ما صوتى يروح من كتر الوجع اللى فى قلبى
ريهام..يلا يا حبيبتى تعالى
قامت ريهام وسچى لانهاء التدريب لعل بذلك ينسوا ولو مؤقتا ما حدث
***
منذ ان عادت فادية الى المنزل بعد تطليق حامد لها وهى تغلى من الغضب فزوجها قام بتطليقها وطردها من المنزل الذى ذهبت اليه فهى تريد ام تنتقم منه فهى تبحث الآن عن ماذا تفعل حتى تستطيع رد اعتبارها منه
فادية…ماشى يا حامد انا هحرق قلبك على الورشة اللى انت طول عمرك تعمل وتكبر فيها هبيعها واحرق قلبك عليها يا حامد
وبالفعل ذهبت الى احد اصحاب الورش المنافسة لحامد ويدعى منير
فادية…السلام عليكم يا معلم منير
منير…وعليكم السلام اهلا يا ست فادية اتفضلى
فادية… يزيد فضلك يا معلم منير انا كنت عيزاك فى موضوع مهم يا معلم منير
منير باهتمام….خير يا ست فادية
فادية…انا جاية اعرض عليك ان تشترى الورشة بتاعة حامد
منير…هو عارضها للبيع ليه
فادية…هى الورشة باسمى واحنا خلاص كل واحد راح لحاله وانت عارف انى ست ومش هعرف اشغل الورشة فقولت لو انت حابب تشتريها مفيش مانع
منير…اوى اوى يا ست فادية عايزة فيها كام
فادية…احنا نسأل ونشوف الاسعار ايه وبعد كده نتفق ونعمل عقود البيع
منير…خلاص يا ست فادية اللى تأمرى بيه ورقبتى سدادة
فادية…تعيش يا معلم منير وعن اذنك دلوقتى
منير…اتفضلى ومع السلامة
فادية…الله يسلمك
كان منير سعيدا جدا بهذا العرض فهذه الورشة لها شهرة معروفة وبشراءه لها سيصبح هو الوحيد المشهور فى هذه المنطقة
***
كانت مايا تعبث بهاتفها حتى تستطيع الوصول لمعرفة من تكون هذه الفتاة التى أصبحت زوجة لرائف فكان تبحث فى كل الحسابات الخاصة بالسوشيال ميديا الخاصة برائف وأكرم وشادى ولكنها لم تصل الى شىء فلا احد منهم قام بنشر صور خاصة بزواجهم مجرد كلام فقط وعبارات تهنئة ولم تنتبه لكلام الجالسين معها
وائل…ايه يا مايا روحتى فين
مايا…ها بتقول ايه يا وائل
وائل…لااا دا انتى مش معانا خالص
مايا…معلش دماغى مشغولة شوية
هانى…فى ايه بقى ان شاء الله
مايا…عادى يا حبيبى بفكر فيك هكون بفكر فى مين يعنى
هانى…انتى متأكدة من الكلام ده يا مايا
مايا…اه يا حبيبى هو فى حد واخد قلبى وعقلى غيرك
وائل…يا سلام على الحب
مايا…متحسدناش يا وائل بقى
هانى…اه والنبى با وائل احسن عينك ترشق فينا
وائل…صحيح الفرح بتاعكم امتى
مايا….هانت بس المهندس يخلص الفيلا الاول علشان نتجوز
هانى…انا روحت ليه النهاردة هو خلاص فاضل حاجات بسيطة ويخلص
مايا…ماشى تمام
لا تعرف هذا الشعور بالاحباط الذى أصابها جعلها غير راغبة فى سماع انها على وشك الزواج من هانى فماذا حدث لها فهى اختارت هانى برغبتها بعد ان تركت رائف بعد ماحدث له ولماذا اصبحت الان تقارن بين رائف وهانى ؟
***
فى منزل ماهر زيدان
منذ ماحدث ورائف صامت عاد اى صمته مرة أخرى كأن اذا تحدث سيشعر بالوجع ففضل ان يظل صامتا كانت سچى لا تستطيع ان تفعل شئ سوى البكاء فهى عندما تحاول الاقتراب منه يبتعد عنها ولكنها لا تعلم انه يفعل ذلك حتى لا يأذيها بقول او بفعل خارج عن إرادته
ماهر…خلاص ان شاء الله هنسافر المزرعة بكرة
هدى…ان شاء الله يا حبيبى
ماهر…ابقوا جهزوا شنطكم بقى
ريهام..ان شاء الله يا عمى
كان جميع من فى المنزل علم بشأن ماحدث مع رائف وسچى فى بيت والدها ولكن لا احد يريد ان يتكلم فى هذا الموضوع وخاصة ورائف جالس معهم فكانوا يحاولون ان يتحدثوا بشكل طبيعى
شادى…يلا يا ريهام علشان تروحى تركبى الحمار زى ما كنتى عاوزه
ريهام…ههه هيبقى شكلى تحفة اوى يا شادى بس اوعى يكون فى ترعة ولا حاجة يوقعنى فيها واموت غريقة
صفية…بعد الشر عليكى يا حبيبتى بس اه فى ترعة فحاسبى بقى
ريهام…ربنا يباركلنا فيكى يا تيتة ان شاء الله مش أكرم هيبقى موجود خلاص ضمنت ان فى حد هيلحقنى
صفية…وانتى يا سچى يا حبيبتى بتحبى الفطير هناك بيعملوه حلو اوى وهيعجبك
سچى…ايوة يا تيتة بحبه اوى
قالت ذلك ونظرت الى زوجها الذى لم يفتح فمه للحديث ابدا لماذا يفعل ذلك؟ لماذا يصر على صمته الذى اصبح يوجع كل من حوله
رائف…عن اذنكم علشان عايز ارتاح شوية تصبحوا على خير
ماهر..اتفضل يا حبيبى وانت من اهله
ذهب رائف الى غرفته انتظروا حتى دخل الغرفة واغلق الباب
أكرم…وبعدين فى رائف كده مش هينفع اللى هو بيعمله ده
سچى بتعب…تعبت يا أكرم دا رجع اسوء من الأول حتى انا رافض يتكلم معايا ولا يخلينى اعمله الجلسات كمان
ماهر…معلش يمكن لما نروح المزرعة يفك شوية وحالته النفسية تتحسن
هدى…يارب يا ماهر احسن انا خلاص قلبى مبقاش ناقص وجع اكتر من اللى هو فيه وانا شيفاه وهو بالشكل ده
شادى بحزن…سلامة قلبك من الوجع يا ماما
صفية…ان شاء الله ربنا هيفرجها
ريهام…ان شاء الله عن اذنكم تصبحوا على خير
جميعهم…وانتى من اهله
ذهبت ريهام مع زوجها الى غرفتهم وذهب كل منهم الى غرفته بقلوب حزينة بسبب حالة رائف
دخلت سچى الغرفة وجدته قام بتغيير ملابسه وذهب إلى السرير نظر اليها ولكنه لم يتكلم معها
سچى…حبيبى محتاج حاجة اجبهالك قبل ما انام
رائف…لاء شكرا مش عايز حاجة
سچى…تصبح على خير
رائف…وانتى من اهله
قال ذلك واغمض عينه كأنه يريد ان ينتهى الكلام الى هذا الحد
قامت بتغيير ملابسها وذهبت هى أيضا الى السرير رقدت بجواره تنظر اليه وجد نفسه يقترب منها ويضع رأسها على صدره ويده حولها فقام بضمها اليه دون ان يتكلم دفنت وجهها فى عنقه وهى تشعر بسيلان الدموع من عينيها والتى تساقطت على عنقه وكتفه
رائف بتنهيدة….بس يا سچى متعيطيش علشان خاطرى
سچى بدموع…انا مبعيطش يا رائف
رائف…امال الدموع اللى على وشك دى ايه
سچى… مفيش حاجة انا كويسة
رائف…خلاص نامى وارتاحى يا حبيبتى ومتعيطيش انا عارف انى وجعتك وزعلتك
سچى…هتسيبنى نايمة فى حضنك ولا هتبعدنى عنك تانى يا رائف
رائف…لاء يا قلبى هسيبك تنامى فى حضنى بس انا حاسس ان انا تعبان اوى يا سچى ونفسى ارتاح من ده كله تعبت مش قادر
سچى…بعد الشر عليك يا حبيبى من التعب
رائف… خلاص نامى يا حبيبتى
سكنت بين احضانه وهى تدعو الله ان يشفيه ويعافيه حتى يتخلص من تلك الحالة النفسية السيئة التى اصبح عليها منذ ذلك اليوم
قام جميع افراد الاسرة بتجهيز اغراضهم للذهاب الى المزرعة فذهب ماهر وزوجته وامه فى سيارة وذهب أكرم وريهام فى سيارته وذهب رائف وسچى مع شادى فى سيارته
شادى بضحك…ايه يا ابيه رائف مش خايف وانت راكب معايا العربية
رائف… هيحصلى ايه تانى اكتر من اللى انا فيه يا شادى
سچى…براحة علينا يا شادى الله يباركلك
شادى…لا تقلقى نوصل بالسلامة ان شاء الله
سچى…ان شاء الله هى المزرعة لسه بعيدة
شادى…مش اوى يعنى خلاص قربنا نوصل
سچى…طب صحصح كده يا شادى ماشى
شادى…حاضر متقلقيش يا سچى
رائف…شادى مبيسوقش بتهور فمتخافيش سواقته هادية
سچى بهزار…اصل العمر مش بعزقه والواحد لازم يخاف على نفسه
رائف….بعد الشر عليكى من اى حاجة وحشة
سچى…تسلملى يا رائف
وصلوا جميعا الى المزرعة نزل رائف من السيارة ولكنه لم يدخل الى المنزل بل ذهب الى اسطبل الخيل فهو اشتاق الى الحصان الخاص به تبعته سچى وجدته واقف امام الاسطبل وكأن الحصان تعرف عليه فاصدر صهيل قوى كأنه يعلن عن وجوده او كأنه يخبر صاحبه بمدى اشتياقه له فاقترب رائف من رأس الحصان يحتضنها و يتحسس وجهه كأنه يخبره انه اشتاق اليه هو أيضا وايضا يخبره بالحال الذى وصل اليه
رائف…ايه وحشتك اوى كده يا رماح وانت كمان وحشتنى اوى شوفت صاحبك حصله ايه وايه اللى منعه عنك الفترة اللى فاتت دى كلها بقى دلوقتى اخرى اقعد اتفرج عليك وانت واقف كده
بعد ان داعب وجه الحصان كان يريد الذهاب إلى المنزل وجدها تقف غير بعيد عنه تنظر اليه تلك النظرات القاتلة له فأصبحت عيناها حزينة بشكل رهيب وهذا الشئ الوحيد الذى لا يحب ان يراه فهى الوحيدة التى لا يحب ان يرى حزنها او دموعها
رائف باستغراب…انتى واقفة ليه كده يا سچى
سچى… عادى كنت بتفرج على الخيل
رائف…عجبك الخيل
سچى…شكلهم جميل جدا هو ده رماح
اشارت إلى الحصان الذى كان يداعبه رائف منذ قليل
رائف…ايوة هو ده
سچى…شكله جميل اوى وباين عليه انه بيحبك اوى
رائف… اه وانا كمان بحبه بس هو عنيد جدا
سچى… عنيد جدا زى صاحبه يا رائف
رائف…انا عارف ان صاحبه متعب وتعبك معاه وزعلك ووجعك
سچى بحب… متقولش كده دا حبيب قلبى وجوزى وحبيبى
رائف…وهو كمان محبش ولا عشق غيرك ولا شايف له أمل فى الدنيا دى غيرك انتى
سچى..طب ليه بتبعد عنى يا رائف
رائف…علشان كنت خايف عليكى يا سچى
سچى… رائف انت الوحيد اللي في الدنيا دى مخافش على نفسى وانا معاه لأن انا عمرى ما حسيت بالأمان الا فى حضنك انت
مد يده ووضعها على وجنتها يتحسس وجهها فهو يعرف انه ألمها جدا وجعل الحزن يسكن بعينيها الجميلة عندما شعرت بلمسة يده اغمضت عينيها مستمتعة بلمساته فهى اشتاقت اليه أشد اشتياق وجدت نفسها تقترب منه أكثر ولكنهم سمعوا صوت خلفهم
…. حمد الله على السلامة نورتوا المزرعة
عندما عرف رائف صاحب الصوت اغمض عينيه واصدر صوتا متأففا فهو لا يريد ان يرى هذا الشخص وخصوصا الآن فرؤيته تسبب لرائف الضيق
يتبع..
لقراءة البارت العشرون : اضغط هنا
لقراءة باقي أجزاء الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية رومانيك للكاتبة منة بدر