روايات

رواية القديمة تحلى الحلقة الثالثة عشر 13 بقلم نرمين

 رواية القديمة تحلى الحلقة الثالثة عشر 13 بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى الحلقة الثالثة عشر 13 بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى الحلقة الثالثة عشر 13 بقلم نرمين

_ عندك حق يا عابد..هو ده الشغل المظبوط…

والتفت بوجهه إليها قائلا بحدة…

_ وسيادتك ايه اللي خرجك من جوة اصلا؟؟..

شبكت كفيها ببعضهما وهي تلعب بهما من شده توترها وخوفها..

_ ما تنطقي انا مش قايل مفيش واحده فيكو تخرج من جوة؟؟..

دمعت عيناها وهتفت بصوت حزين….

_ كان فيه لعب بتنور ف السما وروحت أشوفها…مش قصدي..

هتف ناصر بصوت افزعها…

_ سيادتك خارجة برة عشان روحتي تشوفي اللعب في السما!!..حسابنا في البيت يا تمارا…عابد تمارا تبقي بنتي وانا معايا الدعوة بس جوة مع الاسف خليها تدخل تجبها وانا هفضل معاك هنا…

رد عابد بلهفة…

_ العفو يا ناصر باشا…هي مقالتليش انها بنت حضرتك…

دلفت تمارا إلي الداخل وهي ترتعد من ابيها …فهو صارم جدا خاصة مع من يخالف أوامره حتي أنه يعاقبهم وهم بهذا السن …وبالفعل منعها من الخروج مع صديقاتها بعد أن اعطاها موافقته غير عابئ بتوسلاتها حتي يتراجع عن كلامه …

بعد ما فعله والدها بذلك اليوم تجنبته ولم تتحدث إليه مطلقا خاصة ان صديقتها اخبرتها بأن احمد نصران سيسافر الي الخارج حتي يحصل علي فرصة عمل تناسب مكانة والدها وأنه يطلب رؤيتها…وأنها علمت ذلك من صديقه ورأته بالفعل لكنه غادر بعد أن اخبرته أن والدها منعها من الخروج…

بعد مرور يومان دلف ناصر الي غرفة ابنته وجلس أمامها قائلا..

_ اوعي تكوني مفكرة أن أسلوب القمص ده هيجيب معايا نتيجة…تبقي غلطانة..انت غلطي وانا عاقبتك..تقدري تقوليلي بقي لو كان حد خطفك ولا اذاكي كنت هعمل ايه؟؟..

_ بس حضرتك لقتني كويسة…وبرغم كده هزأتني قدام اللي كان واقف ده..

لم يستمع الي حديثها من الاساس ..أو تجاهله عمدا…

_ المهم…جايلك عريس..

صمت حتي يري تعبيرات وجهها وتابع حديثه عندما رأي الارتباك يحتل ملامحها…

_ اسمه عابد…عابد سلمي..اللي هزأتك قدامه..

_بب..بس انا مش موافقة…

##############

“ياريتك كنت سبتني يا بابا…ياريتك مضغطش عليا…اتسبب ف قلة راحتنا احنا الاتنين “…

مسحت عبراتها والتفتت حتي ترتدي ملابسها لتذهب الي النادي عندما أصدر هاتفها صوتا يخبرها بوصول رساله…

“اجمل وردة ف حياتي…صباحك بلون عيونك.. بحبك”…

هنا سقط الهاتف من يدها وهي ترتجف بخوف صاحب الرسائل يعرفها..وهي تعرفه..لكن من هو لا تعلم…

*************★*****★

لم يستطع ناير زيارتها بالمشفي…كلماتها بأخر مرة مازالت ترن بأذنه…ذراعها المتأذي بفعل الابر ما زالت صورته نصب عينيه…الي الان لم يستطع سؤالها عن هوية ذلك الشخص…توالت عليه ذكريات كم شهر مضي وتوقف عندما هبطت دموعه لأول مرة عليها بهذه الطريقة…

##########

_ ها يا سيادة الرائد جاهز؟؟..

_ أيوة يا يامن انا جاهز…بس الإخبارية اللي عندنا لسه فاضل ع المعاد نص ساعة بحالها اكيد مش هنروح من دلوقتي يمكن المكان يبقي مترشق جواسيس ويبلغوهم..الفصل الثالث عشر

لم يستطع تجاهل خفقات قلبه اكثر من ذلك…يريد أن يراها…يضمها الي صدره حتي لو رغما عنها …يومه ناقص بدونها مهما حاول الانشغال بالعمل …ابتعد عنها فقط اسبوعان ..كان يحدثها بالهاتف يوميا لكن رؤيتها شيئا اخر…يريد ليله من لياليهم معا يطفئ بها نار شوقه إليها وولعه بها….رغم علمه انها لن تتجاوب معه…يستشعر نفورها منه …يري تعبيرات وجهها الحزينة وهي بين يديه…التقط هاتفه حتي يتصل بها ..

_ الو..

كان ذلك صوتها ..نبرتها الناعمه تلك اشتاق لها كثيرا…يفتقد كل شئ بها لكنه لن يتحمل خيبة أخري وخذلان اخر…

_ عاملة ايه يا تمارا؟؟..والعيال عاملين ايه؟؟..

ردت هي بجفاء…

_ الحمد لله…كويسين..

وصمتت..طمأنته علي حالهم وصمتت..

_ تمارا انا عاوز اشوفك…عاوز اشوف مراتي..

قالها بهمس ونبرة ضعيفة مكسورة لم يستطع السيطرة عليها ..

تجاهلت تلك النبرة التي زعزعت كيانها بالكامل وهتفت بجمود قاسِ..

_ مراتك معاك يا عابد…زينب معاك..انا ام ولادك…سلام..

وأغلقت الهاتف وبكت…لم تنكر احساسها بالنقص بدونه…لم تكرهه يوما…لكنها لم تستطع تقبله كزوج…تحسست تلك الحلقة حول اصبعها..وشردت في ليلة زفافها…كانت بكاء وعويل حتي يبتعد عنها..

#####

تجهمت ملامح وجهه بضيق وحنق قائلا بصوت حاول إخراجه هادئا..

_ طب انا عملت ايه دلوقتي؟؟..بطلي عياط انا معملتش حاجة..

لم ترد عليه وتابعت بكائها فزمجر هو بغضب…

_ بطلي زفت وقوليلي فيه ايه؟؟..

توقفت عن البكاء خوفا منه وعدلت من وضع الشرشف حول جسدها …

_ انا خايفة…

تبدلت ملامح وجهه الي اللين وحاوط كتفيها بذراعه…

_ متخافيش..انا معملتش حاجة وانت عمالة تعيطي..اهدي طيب…

بعد قليل توقفت عن البكاء وهدأت قليلا اما هو فتراجع عما اراده وانشغل بتهدأتها حتي نامت ..سحب يده برفق ودثرها بالفراش وخرج من الغرفة حتي يجلب ماء ..

بعد أن اطمأنت الي خروجه فتحت عينيها وعاودت البكاء وهي تقول بصوت مسموع قليلا…

_ ربنا يسامحك يا بابا..ربنا يسامحك..

توقف مكانه بصدمة لم يكن من الصعب عليه أن يفهم معني كلماتها …تمارا تزوجته رغما عنها..أو بالاحري بضغط من ابيها…

وعلي مدار الأيام التاليه كان يتعامل معها بجفاء الي أن مر اسبوع علي زواجهم …

اقترب منها حتي يتخلص من ذلك الشك الذي عصف برأسه فعاودت البكاء والتشنج من مجرد لمسه لها..هنا لم يستطع التحلي بالصبر وهتف بغضب…

_ بقولك ايه..خايفة ومش خايفة ده مش عندي…ده هيحصل هيحصل ف اهدي كده وارخي نفسك..مش هتموتي..

بذلك الاسبوع كانت نظرتها له بدأت بالفعل أن تتغير لكن بما يريد فعله الان وبما قاله تجسدت أمامها شخصية والدها الصارمة…تلقائيا وجدت نفسها تتوقف عن البكاء والحركة وتركته يفعل ما يريد …أدركت بما لا يقبل الشك انها وقعت بنسخة ناصر النوساني وأنها أصبحت زوجته شاءت ام ابت..

لذلك وجدت أن تتعامل معه كما تتعامل مع والدها لم تستطع أن تكون سعيده بحملها بطفلها الاول…اتخذته كإجراء روتيني…تزوجت ومن المؤكد أن تنجب اطفال….

يتبع..

لقراءة الحلقة الرابعة عشر : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى