Uncategorized

رواية لمن القرار الفصل الثاني عشر 12 بقلم سهام صادق

  رواية لمن القرار الفصل الثاني عشر 12 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل الثاني عشر 12 بقلم سهام صادق

 رواية لمن القرار الفصل الثاني عشر 12 بقلم سهام صادق

وحدها من كانت سببً في كل ما يجول داخله دون هوادة وحدها من أراد أن يصب عليها لجام غضبه.. دائرة مغلقة وضعته بها وهو ماكان عليه إلا أن يتحمل خوفها وتضحيتها ولكن الأمر وصل معه لنقطه النهاية 
وقف بسيارته أمام البناية بعدما ترك والدته وخالته متجهمين الوجه بسبب مغادرته دون إعطائهن فرصة للحديث 
نظر في ساعة معصمه ينظر للوقت وكما أخبرها اخذ يعد الأرقام تنازلين دون أن يُحيد عيناه عن مدخل البناية.. ظهر طيفها أخيراً تتلفت حولها.. تعلقت عيناها به وكلما اقتربت منه كانت تزدرد لعابها وتُحرك يديها فوق موضع حجابها 
وقفت أمامه دون أن تُبادر بالحديث وأخذت عيناها تدور بينه وبين الطريق 
– اركبي ياملك 
ارتكزت عيناها عليه تنظر اليه صدمة غير مصدقه انه جعلها تهبط اليه مرغمه
– انت بتقول ايه 
– بقول اركبي ياملك
وبعلو صوته صرخ 
– اركبي 
التقطت عيناها سيارة والدها القادمه في بداية الطريق ومن دون تفكير كان تصعد معه السيارة..
ارتجف كامل جسدها والسيارة تشق سكون الليل بسرعة قصوي
 – رسلان ممكن تهدي السرعه
وانتقلت عيناها خارج الطريق ثم عادت تنظر اليه 
– احنا رايحين فين 
زفرات وراء أخرى كان يخرجها لعله يهدأ … وأكثر ما كان يكرهه في حياته ان يكون ضائع في طريق لا  يعرف له بدايه ونهايه يسلب منه راحته والسبب تلك الجالسة جواره 
أوقف السيارة فحررت أنفاسها اخيرا تتعلق عيناها بالطريق المظلم الخالي.. تحكم في غلق أبوابها وكأنه يُخبرها لا سبيل للهرب اليوم، انكمشت على حالها ترمقه بخوف حقيقي 
– احنا بنعمل ايه هنا يارسلان… انا غلطانه اني سمعت كلامك…
 وقبل ان تُكمل حديثها كان يُسكتها بالطريقه الوحيده التي ارادها قلبه 
تجمد جسدها تدفعه عنها بقوة تنظر اليه مصعوقة ولم تشعر بيدها التي ارتفعت ثم الصفعة التي حطت على خده تُخبره بفداحة فعلته وقد استباح حرمة شفتيها ولكنه لم يكن إلا راضي بفعلته ينظر اليها وهو يمسح فوق شفتيه 
– افتح العربيه… بقولك افتح العربيه 
حركت يداها فوق مقبض الباب دون النظر له صارخه 
– افتح الباب يارسلان.. مشيني من هنا 
استرخي فوق مقعده بعدما ضبط من وضعه ينظر لظلام الطريق امامه 
– رجعني البيت.. بقولك رجعني 
وصل نحيبها لمسمعه ولكنه لم يكن معها بعقله… طريقً واحداً كان يرسمه ويُقرره سيتزوجها ثم سيعاقبها على كل ما عاشه بسببها 
اخيراً فاق من ذلك الخدر الذي احتل كيانه ينظر اليها قابضً على ذراعيها برفق 
– اهدي ياملك
تدافقت دموعها فأطرق عيناه ندماً بعدما أدرك  فداحة فعلته 
– أنتي السبب… هروبك مني، رافضك لعلاقتنا رغم اني واثق في حبك ليا، عشاء النهارده اللي كنت رايحه عشان اشوفك مع اني كنت مقتول نوم كل ده خلاني مش عايز اعمل حاجه غير اني اعاقبك
طالعته وقد تخضب خداها بحمرة شديدة 
– روحني يارسلان ارجوك 
– ولما اروحك هنوصل بعلاقتنا لفين ياملك فهميني.. قولي نهايه طريقنا وريحيني 
وقبل ان تتحرك شفتيها وتخرج حديثاً لا يُريده 
– لو قولتي مها تاني هقول رد واحد… لو متجوزتكيش انسى ان الفرصه هتديها لمها.. لا ياملك هوجعك اكتر وهتجوز واحده تانيه خالص غريبه عنكم عشان كل ما تشوفيني معاها وتشوفي مها سعيده في حياتها مع راجل تاني وانا سعيد معاها تموتي بدل المره ألف 
– كفايه يارسلان 
– هديها كل الحب اللي ادتهولك من غير لحظه ندم.. هكون مخلص ليها وهنساكي وزي ما حبيتك هحبها 
– حرام عليك كفايه 
تعالت شهقاتها تتخيل ما يُخبرها به… تنظر للبعيد ترى حالها منزويه في ركناً بعيداً تنظر لسعادتهم 
ازدادت دموعها انهماراً تنظر إليه تُحرك رأسها رافضه ما يصوره لها خيالها… تُخبره انه لن يفعل بها هذا 
– مش هتعمل فيا كده 
– هعمل ياملك.. على قد ما بنحب بنكره 
تراجعت للخلف تتعمق في النظر لملامحه عبر الظلام 
– لا يارسلان متعملش فيا كده 
صرخ ولم يعد يتحمل ذلك الوجع الذي يراه في عينيها ولولا علمه بحبها له منذ زمن ولولا ذلك الحب الدفين الذي احبه لها هو الآخر منذ زمن وعاد يُطلق سراحه 
– أنتي اللي بتعملي فينا ده ياملك.. انتي اللي بتختاري سعادتهم على سعادتنا.. بتقدميني ليهم بنفس راضيه وكأنك عمرك ما هتتوجعي وهتكملي طريقك من تاني
واردف وهو ينظر لعينيها ينتظر إجابتهما اولاً
– قوليها ياملك هتقدرى تكملي الطريق من تاني وكأن عمرنا ما تلاقينا 
انهارت قواها تحرك رأسها يميناً ويساراً 
– يبقى سبيني اعمل اللي عايز اعمله.. واوعدك اننا هنبعد عن هنا خالص
عادت للمنزل لا تفكر إلا في سعادتها وعندما استمعت لصوت نحيب مها ومقت والدتها نحو فعلت رسلان وتركه لهم اصمت اذنيها وانسحبت نحو غرفتها بعدما أخبرت والدتها انها كانت تسير بالخارج قليلا ولو كانت رفعت عيناها قليلاً نحوها لافتضح أمرها فمازال خديها يشعان احمراراً وعيناها تملئهما الدموع ، حالتها كانت توحي بأن  شيئاً ما قد حدث  ولكن والدتها لم تعد تركز معها 
………..
صباحاً جميلاً هكذا كانت تنظر اليه فتون .. أسرعت في ترتيب منزلها وصنع طعام الفطور لحسن الذي رمقها ساخطاً 
– عدتلك انا ليله امبارح يافتون… وكلمة تعبانه ديه مسمعهاش منك تاني
ابتلعت لقمتها بصعوبه وسرعان ما نهضت من أمامه متُجها نحو المطبخ تحمل صنية الفطور التي اعدتها للسيدة إحسان  
احتقن وجه حسن بشده ينظر للصنية
– ده واحد جاي من الخليج على قلبه اد كده.. احنا الغلابه نعمل ليه فطار
– إكرام الضيف ياحسن 
– يادي ام الشعارات اللي بقت ماليه عقلك….قربي هنا خليني اشوف عملالهم ايه 
اقتربت منه بخوف تمدّ له صنية الطعام.. دققها بتقيم وقد ازداد احتقان ملامحه 
– ايه كل ده 
ونظر نحو فطوره ساخطاً
– بقى كل ده بفلوسي… وتعمليلي انا طبق فول وجبنه 
– ابوس ايدك ياحسن متاخدش من الصنيه حاجه.. ديه ماما إحسان خيرها علينا كتير 
اجتذب من يدها الصنية يضعها أمامه يلتهم مابها.. أنهى طعامه للمرة الثانيه وقد فرغت الأطباق يُدبدب فوق معدته 
– قال نديهم من اكلنا وإكرام الضيف… امشي علي شغلك عشان لو جاتلي شكوه من البيه انتي عارفه 
ارتجفت اوصالها وهي تجده يقترب منها يُدقق النظر في تفاصيلها.. بلوزتها كانت ضيقة بعض الشئ تبرز من تفاصيل جسدها الصغير الذي لم تعد تلاحظ تحوله ولكن هو كان يُلاحظ هذا 
حاوطها بذراعيه وقد جحظت عيناها ذعراً يُدقق النظر في موضع ما 
– اتدورتي واحلويتي يافتون 
ابتلعت لعابها وتنفست الصعداء عندما حررها اخيراً وانصرف .. هندمت ملابسها مجدداً تحكم وضع حجابها واسرعت في إخراج الأطباق الأخرى التي خبأتها منه 
رتبت الصنيه ووضعتها جانباً مُتجها نحو الاريكة تنظر إلى اسفلها تخرج منها الكتاب الذي خبأته وقد سمح لها السيد سليم بأستعارته 
خرجت من الشقة تطرق باب السيدة إحسان بسعاده.. تراجعت للخلف فور ان انفتح الباب وتعلقت عيناها ب عصام الذي رمقها بنظرة مستاءة جعلتها تبتلع ريقها 
دلفت للشقه خلفه بعدما سمح لها بالدلوف تهتف بأسم السيدة إحسان التي خرجت من غرفتها وقد نئت فيها حالها منذ ذلك القرار الصاعق الذي صدمها به عصام امس 
– عملتلك احلى فطار ياماما انتي والأستاذ عصام 
تعلقت عيني السيدة إحسان بالصنية التي تحملها وبولدها تنظر اليه بنظرة يعلم تماماً تفسيرها ولكن سرعان ما اشاح عيناه عنها 
– تسلم ايدك يابنتي.. ليه تعبتي نفسك بس.. عصام كان نازل يجبلنا فطار 
– تعبك راحه ياماما
واسرعت في رص الأطباق تُخبرها انها صنعت كل ما يحبه السيد عصام وتحبه هي.. تأملت السيدة إحسان المائدة التي أصبحت عامرة واقتربت منها تضمه اليها بقوه
– والله يابنتي مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه
ضجر عصام مما يحدث أمامه وأسلوب الضغط الذي تمارسه والدته عليه 
– مش هنفطر بقى ولا هنقضيها كلام 
ابتعدت بتوتر عن أحضان السيدة إحسان مُنسحبه نحو المطبخ بخجل 
– هروح اعملكم الشاي 
جلست السيدة إحسان فوق مقعدها كما جلس هو الآخر ولكن سرعان مانهض مُتحججاً ينظر للمائده 
– مافيش ميه .. هروح اجيب ازازه ميه 
شهقت فتون عندما وجدته خلفها يضع حزمة من النقود أمامها.. دارت بعينيها بينه وبين المال تتسأل 
– ايه ده يااستاذ عصام 
ارتفع حاجبه مقتاً من ذلك الدور الذي ترسمه علي والدته وعليه هو الأخر 
– تمن خدمتك ولا انتي متعوده تشتغلي ببلاش 
قتلتها كلمته تنظر اليه مرفرفة بأهدابها لعلها تطرد دموعها العالقه واردفت تخفي غصتها 
– انا مبعملش ده عشان الفلوس.. انا بعمل كده عشان بحب ماما إحسان 
حدق بها مستهزءً فعن اي حب تتحدث عنه والله اعلم ما تخفيه خلف نواياها.. التقط كأس الماء مُغادراً تنظر في أثره بأعين دامعه لقد صفعها للتو بتلك الحقيقه التي تناستها انها مجرد خادمه ولم تعد تلك الفتاه التي كانت تملئ ارجاء بيتهم البسيط بأحلامها 
…………….
تأملها وهي تضع الأطباق أمامه ولأول مره لم تكن تنظر اليه بتلك النظره التي اعتادها منها ولم تتلكع في مهمتها كما كانت  تنتظر منه أي حديث.. طالع طيفها وهي تعود بأدراجها نحو المطبخ شاردة منكسرة في تلك النظره التي رأتها في عيني السيد عصام 
مسحت فوق وجهها المرهق تُحاول ان تتناسي حديثه، اتكأت بذقنها على كفيها تزفر انفاسها تُحادث حالها 
” ما انتي خدامه فعلا يافتون.. هو مكدبش مالك بقى” 
– فتون 
انتفضت مفزوعه من فوق مقعدها فأقترب منها ينظر إليها 
– بقالي مده بنادي عليكي 
اطرقت عيناها تهتف متعلله 
– اسفه ياسليم بيه مسمعتش حضرتك 
دقق النظر فيها متفحصاً ملامحها 
– عازم ضيف علي العشا النهارده.. لو هتفضلي بالشكل ده قوليلي اعزمه في اي مطعم 
– لا لا انا هعمل كل حاجه انت قولي بس اعمل ايه 
بسيطه هي في حديثها ولذيذه كل يوم أصبح يكتشف شيئاً جديداً في خادمته الصغيره 
–  هخلي حسن يشوفك عايزه ايه ويجبهولك.. اتمنى الأكل يطلع حلو 
وارتكز بعينيه عليها ولكن سرعان ما نفض رأسه 
– صحيح الأومليت طالع مالح النهارده 
واردف وهو ينظر لملامحها التي تغيرت علي الفور
– والقهوه من غير وش
تعالت شهقتها مصدومه مما صنعته
– اعملك فطار تاني.. اه هعملك بسرعه
واسرعت متلهفة تخرج الأغراض من أماكنها وتشعل الموقد
استمتع في رؤيتها هكذا.. لقد عادت خادمته الصغيره لنشاطها
اقترب منها يغلق الموقد ويأخذ منها حبات البيض
– خلاص يافتون.. بس بعد كده خدي بالك
انصرف من أمامها بعدما وضع حبات البيض جانباً… زفرت انفاسها براحه تفتح عيناها على وسعهما لا تصدق انه كان معها هنا في المطبخ لدقائق يُحادثها ببساطه وكأنها ليست خادمه لديه
رفرف قلبها وبعدما كان  يؤلمها من نظرة أحدهما لها… جاء بطلها يمسح من عليه ذلك الوجع.. هو يتلذذ ببساطتها التي تعيده لسنوات مضت وهي تغرق في حاضر ومستقبل ليس لها
وفي النهايه كلاهما كان يحصل على متعته 
………….
القى هاتفه بعدما ضاق ذرعاً من سماع تلك الرساله للمره التي لا يحصاها ” الهاتف مغلقً “
– تاني ياملك.. تاني اعمل فيكي ايه 
وعاد يلتقطه مجدداً يبعث لها برساله حتى يُعلمها برحله سفره التي أتت فجأة وعندما سيعود سيعلن عن ارتباطهم دون ممطاله ولكن شئ في خاطره جعله يُريد معاقبتها كما تُعاقبه هي بتجاهلها وإغلاقها للهاتف دوماً
قبض فوق الهاتف بقوه حائراً بين الأمرين الي ان قرر يعود لجمع ثيابه في حقيبة سفره فلم يعد متبقي على رحلته إلا ثلاث ساعات وباقية الفريق الطبي ينتظره 
اغلق حقيبته متجهاً نحو غرفة شقيقته سيترك لها رسالته معها 
طرق على باب غرفتها لتنصدم من تلك الحقيبه التي يحملها 
– انت مسافر يارسلان 
دلف للغرفه بعدما انزاحت جانباً
– مياده اسمعيني كويس… انا احتمال اغيب شهر ويمكن اقل في أفغانستان معرفش مهمتي هتخلص امتى.. بس عايزك توصلي رساله لملك اني خلاص قررت زي ما وعدتها 
دلوف والدتهم اوقف حديثهم لتقترب منه كاميليا تنظر نحو حقيبته 
– يعني اعرف من الخدامه انك مسافر يارسلان
اشاح عيناه بعيداً عنها فبعد الحديث الذي دار بينهم ليله امس لم يعد يعرف أين هي والدته التى دوماً كانت الأقرب شعوراً به
– السفر جيه فجأه
ضمته بحب تمسد ظهره فأنحني يضمها اليه
– فكري تاني ياماما… فكري عشان سعادتي
التقط حقيبته التي وضعها أرضاً وتعلقت عيناه بعيني شقيقته يؤكد عليها بنظراته بما أخبرها به… رحلا تحت عيني كاميليا الباكيه فأقتربت منها مياده تحتضنها وتمازحها
– مش معقول ياماما بتعيطي.. ما انتي متعوده على كده من زمان وعارفه ان طبيعه شغله كده
ولكن كاميليا لم تكن تبكي إلا لخذلانها له..مسحت دموعها تعود لثباتها ترمق ابنتها بنظرات فاحصه
– ايه الرساله اللي اخوكي عايزك توصليها لملك
تعالت الدهشة فوق ملامح ميادة.. فوالدتها قد التقطت حديثهم
– رساله ايه ياماما
– مياده
– رساله عاديه ياماما انه هيسافر شهر وراجع
رمقتها كاميليا بنظرات ثاقبة
– طيب يامياده.. الرساله اللي اخوكي بلغك بيها ياريت متوصلش لملك مفهوم لا إلا
صمتت قليلاً تفكر في شئ يجعل ابنتها العنيده تتخذ جانباً من دور الوسيط بينهم 
– لا إلا مش هخلي بابا يوافق على سفرك لليابان.. وكفايه دراسه لحد كده.. اللي زيك يااما مخطوبين او متجوزين
اتسعت عيناها صدمه لا تصدق ان والدتها تضع مستقبلها امام امر هكذا
– أنتي كده هتمنعي حب رسلان لملك
– اخرجي انتي من حلقه الوصل بينهم وكل حاجه هتمشي زي ما انا عايزه
– انا مش فاهمه انتي ليه مش عايزه ملك زوجه لرسلان… انتي طول عمرك بتحبيها.. ديه بنت اختك ايه فرقت عن مها
– مياده الزمي حدودك في الكلام معايا.. ونفذي اللي قولتلك عليه وفكري في حلمك 
احتدت عيناها تنظر لها ذهولاً من قرارها 
– رسلان بيحب ملك.. وهيتجوزوا ياماما 
– رسلان مش هيتجوز ملك.. بلاش توجعي قلب اخوكي… انا وباباكي مش موافقين على ملك 
– ليه.. نفسي اعرف ليه هتجنن 
– لان… 
والاجابه كانت على طرفي شفتي كاميليا 
– لان ايه ياماما 
اغمضت كاميليا عيناها فقد جاء الوقت لتعرف ابنتها الحقيقه كما عرفها رسلان منذ زمن ورفضها 
– ملك مش بنت خالتك.. ملك بنت من الشارع… عايزه اخوكي يتجوز بنت منعرفش لها اصل من فصل والله اعلم هي جات ازاي 
ارتسمت الصدمه فوق ملامح مياده التي تراجعت نحو فراشها تسقط فوقه بعدما خارت قواها 
– لو السر ده اتعرف انتي هتخسري ملك.. وخالتك لو عرفت بحب رسلان لملك تخيلي ممكن ايه يحصل … فكري بالعقل يامياده 
وقارني بين علاقه رسلان وملك تنتهي ولا تعرف الحقيقه اللي خبيناها عنها طول عمرها وتكتشف فجأه انها بنت من الشارع 
– بس ده ظلم 
اقتربت منها كاميليا تحتضنها بعدما شعرت بوقع الصدمه عليها 
– تخسر حبها ولا تخسر نفسها وحب ناهد ومها ليها .. شوفي أنهى وجعه اقل 
واردفت وهي تنظر لملامح ابنتها التي مازالت تُردد انها لا تُصدق الأمر 
– انا عشان بحب ملك مردتش اخلي خالتك تشوف الصور.. ومش راضيه اوجعها بالحقيقه اللي ممكن تدمرها انا كل اللي عايزاه انها تبعد عن ابني وتشوف طريقها مع حد تاني.. بكره لما تبقى ام هتفهميني يامياده 
وانسحبت تتركها في ضياعها تهتف لحالها 
– يعني ملك مش بنت خالتي.. ملك لو عرفت ده كله هتعمل ايه.. انا مصدومه 
………… 
انتبهت اخيراً لانغلاق هاتفها.. فمنذ استيقاظها وهي تُعاني مع مها للخروج من فراشها ولكن مها ظلت نائمه لا ترغب بشئ.. ضميرها كان يؤنبها من حيناً لأخر ولكن كلما تذكرت حديثهم امس وفرصتها الاخيره في التمسك به وانه لن يكون لمها مهما حدث
مكالمات عده وجدتها منه.. لتُسرع في غلق باب غرفتها والضغط على رقمه 
” الهاتف مغلق” وكأن اليوم هو تبادل الأدوار 
كادت ان تدق على هاتف مياده ولكن دلوف مها جمدها 
– ملك انا عايزه اخرج.. البسي وتعالى نتمشى شويه عايزه انسى بجد اللي حصل 
وماكان عليها إلا الموافقه فشقيقتها تحتاجها وهي السبب في كل ما يحدث لها.. عاد ضميرها يؤنبها ثانية ولكنه كان في صراع مع حديثه الذي كلما تخيلت به المستقبل علمت بعدم قدرتها على تحمله
……….. 
التهم الطعام متلذذاً مذاقه ينظر للاطباق الشهيه حوله 
– الاكل طعمه يجنن.. انا مش عارف اكل ايه ولا ايه 
ضحك سليم وهو يُطالع صديقه 
– ده انا علي كده كل يوم هعزم نفسي عندك.. بس ده مش اكل مدام ألفت
وعاد يتذوق معلقة من الأرز مؤكداً لحاله والجالس أمامه
– هو انت غيرت مدام ألفت 
– مدام ألفت استقالت.. 
– امممممم ما تسلفني الخدامه الجديده 
اقتربت بطبق الفاكهه الذي تأخرت في اعداده تضعه في منتصف المائدة فتعلقت عيني راشد بها ينظر لها بنظرات لم تخفي عن ذلك الجالس يترصد حركتها 
– شكرا يافتون.. روحي المطبخ لو احتاجت حاجه انا هاجي اخدها منك
انصرفت كما أمرها بعدما استشعرت غضبه في نبرته
– خدامه صغيره.. لا وكمان مش عايزني اشوفها..ده انا حتى صاحبك 
– راشد 
– بس البنت جميله حاجه كده عايزه… 
وبتر كلماته عندما ضرب سليم فوق المائدة 
– مش هتبطل اللي انت فيه 
– ماله اللي انا فيه.. انا بوصف جمالها 
– راشد
اتسعت عيني راشد من غضب صديقه العجيب ينظر اليه 
– اوعي تقولي انك على علاقه بيها.. لا لا مصدقش انت طول عمرك سكتك دوغري جواز شرعي وفتره وكل واحد منكم من طريق.. غير انك ملكش ف الرمرمه زي حالاتي 
احتقن وجه سليم وقد التقط راشد تلك النيران المتوهجه في عينيه 
– خلاص.. خلاص هكمل اكلي وانا ساكت 
وعاد ينغمس في التهام الطعام ولسوء حظها خرجت إليهم مره اخرى بطبق الحلوى حتى تُشرف سيدها أمام ضيفه 
تجمدت ملامح سليم وهو يري صديقه كيف يدرس تفاصيلها بعينيه.. انه رجلا ويعرف كيف ينظر الرجال وخاصه راشد صديقه 
نهض من فوق مقعده يتبعها وقد ازداد حنقه منها.. انتفضت مفزوعه على صوته وسقط الطبق منها 
– انا مش قولتلك متخرجيش من المطبخ
هتفت بتعلثم تخفض عيناها نحو الطبق المكسور 
– انا… 
– لو عجباكي نظراته قوليلي… هو اكتر من مرحب 
انفرجت شفتيها لا تفهم شئ من حديثه ولكنه كان حانق بشده.. لا يُريدها ان تُلوث في هذا العالم.. دقق النظر في الزر المقطوع من قميصها وقد ظهر ماخلفه مُتذكرا نظرات صديقه 
– وياتري ده اتقطع وانتي متعمداه ولا بالصدفه
سقطت عيناها نحو قميصها فأتسعت عيناها صدمه
– انا.. انا
غادر المطبخ بعدما لم تجد ما تخبره به…وضعت كفها علي ذلك الجزء المثقوب تنظر نحو خطواته
وجد صديقه كما تركه جالس فوق مقعده يتناول من طبق الحلوى
– لا الخدامه ديه هايله ياسليم.. انا مستعد ادفعلها مرتب ضعف ما بتدفع ليها..مش عايز اسمع ردك انت… انا عايز اسمع ردها هي 
قالها وكأنه واثق في جوابها… وقد لمعت عيناه بالمكر فمن سيكون اكثر منه خبرة في أمور النساء وخاصة الخادمات 
يتبع..
لقراءة الفصل الثالث عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً نوفيلا ورطة قلبي للكاتبة سارة فتحي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!