Uncategorized

رواية جنون رجل الحلقة الحادية عشر 11 بقلم سونيا

 رواية جنون رجل الحلقة الحادية عشر 11 بقلم سونيا 

رواية جنون رجل الحلقة الحادية عشر 11 بقلم سونيا 

رواية جنون رجل الحلقة الحادية عشر 11 بقلم سونيا 

استفاقت مروى وكانت في قمة السعادة ، كان يوسف نائما وكأنه ملاك، أخذت خصلة من شعرها وبدأت تداعب بها وجهه، هو يفرك وجهه وهي تبتعد هو يسكن وهي تعاود مداعبة وجهه، فتح عينه فوجدها أمامه مبتسمة تلعب بخصلات شعرها، مد يده وغلغل أصابعه في شعرها وبقي يداعب خصلاتها وعينه لا تنزل عن عينها، كانت فقط العيون من تتكلم وغاب الصوت عن المكان.

سحب رأسها إليه واختفيا عن الوجود.

كانت الدادا تلاعب صبر عندما دخلت عليها شيشيك وجلست على المقعد المقابل

شيشيك: هل انتي هنا منذ وقت طويل؟

الدادا : منذ كان يوسف بعمر ابنه

شيشيك: اوووو انتي بمثابة الأم ليوسف اذا

الدادا: أجل

شيشيك: كيف تزوج يوسف بمروى وكيف هي علاقتهما، لا يبدو عليهما أنهما تزوجا عن حب؟

الدادا: هما يحبان بعض كثيرا، يوسف وقع في حب مروى منذ أول يوم رأها 

شيشيك: ولكنه أخبرني أن زواجهما كان زواج مصلحة اي أنه تزوجها ليساعدها

الدادا: هذا كان عذره، هو احبها لذلك تزوجها لانه لو لم يحبها لكان ساعدها دون أن يرتبط بها ودون أن يجعلها تحمل طفلا منه

شيشيك: و مروى؟ هل تحبه؟

الدادا: لو لم تكن تحبه هل كانت لتعيش في منزله، هل كانت تقاطع الدنيا بعد وفاته؟

أحست شيشيك  بالانزعاج، ماذا لو أنه غير رأيه، ماذا لو أنه يتركها لأجل زوجته، ماذا لو …. لا لا يوسف لن يعود لزوجته يجب أن تمنع هذا ولكن كيف كيف ذلك، لا يجب أن يدخل سرير مروى مرة أخرى وإلا تخسره يجب أن يكون هذا اليوم الأول والأخير

الوقت يمر ويوسف لم يخرج بعد من غرفة مروى وهذا يزيد من توترها، ما هذا؟ هل كل هذا حب، هل كل هذا شوق، أم أن مروى تتعمد عدم تركه، كيف ستخرجه من غرفتها.

ذهبت شيشيك للدادا تتسائل 

شيشيك: منذ قدومنا ويوسف لم يخرج ولم يتناول شيئا، إنه مريض ويجب أن يأكل شيء

الدادا مبتسمة: عندما يريد الأكل سيطلب بنفسه وسأحمله له انا شخصيا لغرفتهما

شيشيك: ولكن الآن الساعة قاربت الثامنة مساء وهو لم يخرج منذ الساعة الحادية عشر صباحا، ربما هما يحتاجان المساعدة، ربما…

الدادا: هما لا يحتجان شيئا سوى إطفاء نار شوقهما، ثم لما ….

قاطعتها شيشيك: أنا سوف أقرع عليهما الباب لأطمئن يوسف مريض وأخاف أن يصيبه شيء

الدادا: إلى أين تذهبين هذه وقاحة هل سنطرق بابهما؟ هذا عيب.

ولكن شيشيك لم تهتم للدادا وذهبت تقرع بابهما

سمع يوسف شيشيك وهي تقرع الباب والدادا تنهاها وتقول لها لا يجوز هذا، فهم أن شيشيك منزعجة وأحس بتأنيب الضمير ولكنه مشتاق ولا يستطيع ترك حبيبته خصوصا بعد أن أحس بحبها و شوقها ولهفتها عليه وسماع كلمات الحب وهي تهمس بها في أذنه. قرر أن ينهض من السرير ليتكلم مع شيشيك ولكن مروى امسكت بيده تمنعه و قرأ في عينها دون أن تنطق  توسلات أن لا يخرج لم يستطع أن يفرط بمشاعر زوجته ومهجة روحه، فأطفأ النور وعاد إلى حضنها.

لاحظ كل من شيشيك والدادا انطفاء الضوء فأبتسمت الدادا وقالت

الدادا: ها قد وصلك الجواب، لا يريد مغادرة الغرفة هيا بنا من هنا، لنتركهما عيب وقوفنا هنا

كانت شيشيك ستنفجر ولكنها لزمت الصمت واتجهت نحو غرفتها وأغلقت الباب بقوة أما الدادا فذهبت للمطبخ وهي تبتسم لتحضر لهما طبقا وتضعه أمام باب غرفتهما وقد فهمت أن شيشيك تريد يوسف لنفسها وسعدت أن يوسف لايزال يريد زوجته.

كانت شيشيك في غرفتها غاضبة جدا ، أعمتها الغيرة ، كيف ليوسف أن يختار إمرأة أقل جمال منها، فكرت وفكرت ثم وجدت الحيلة التي ستهزم بها مروى ، أن خاصمت مروى يوسف طيلة زواجهما لأنه لم يستطع أن يفي بوعده لها هل ستسامحه أن خانها، طبعا لن تسامحه وهذه المرة هي من ستطلقه، وقتها يوسف سيكون لها ولن يكون لغيرها.

 وضعت الدادا الطبق امام الباب وطرقت بابهم ثلاث مرات متتالية ثم ذهبت. همست مروى في أذن زوجها، لا اريد الابتعاد عنك الآن ولكن يكفي يا حبيبي. هذه المرة الدادا هي الطارق وهي لن تطرق بابنا الا لأمر مهم ربما صبر لم يرغب بالنوم، لنفتح ونطمئن على ابننا

نظر إليها نظرة حب فابتسمت وقالت سأنظر وأعود اليك

همت بالنهوض ولكنه منعها مشيرا لها بيده أن تلبس ثيابها ويعلمها أنه من سيفتح الباب.

فتح يوسف الباب فلم يجد أحدا، هم بأغلاق الباب ولكنه لاحظ طبقا على الأرض فابتسم وحمله للداخل، وضعه على السرير وأشار لزوجته ان تأتي إلى جانبه ليأكلا.

في الصباح استفاق كل من يوسف ومروى بسعادة.

 استحمت مروى وغيرت ثيابها وتركت يوسف يستحم وذهبت لغرفته تحضر له ثيابا ليلبسها.

أرضعت مروى ابنها وتناولت فطور الصباح مع زوجها ولم ينتظرا شيشيك حتى، قبلت زوجها ثم خرجت كعادتها للمقبرة بعدها تمر على الشركة والمصانع.

استفاقت شيشيك فوجدت يوسف يلعب مع ابنه ورأت في وجهه سعادة وابتسامة لم ترها منذ أن التقت به، وهذا زاد من غيرتها .

أعدت لها الدادا الطعام، فقالت إنها تريد أن تأكل مع يوسف لكن الدادا أخبرتها أن يوسف قد تناول فطوره مع زوجته

شيشيك: واين مروى؟

الدادا: مروى تعودت زيارة والدها ووالد زوجها ثم تذهب للشركة ولا تعود إلا بعد اربع ساعات.

ابتسمت شيشيك ابتسامة خبث ، تناولت فطورها ثم ذهب ليوسف وهي تتصنع الحزن

شيشيك بوجه حزين: لقد آلمت قلبي البارحة ماكان عليك فعل ذلك بي

يوسف بحزن: أأا  .. أسسسف

شيشيك: حسنا، لننسى تعال معي لغرفتي اريد أن اريك شيئا

ذهبا لغرفتها وهناك بدأت تحدثه عن مشاعرها وأنها لم تستطع النوم عندما كان في غرفة زوجته وانها تريده وستسامحه على خيانته لها حاول يوسف أن يفهمها أنه لم يخنها وأنه لن يطلق زوجته ولكنها فهمت هذا ولم تترك له مجالا ليتكلم بل وفي لحظة ودون أن يفهم يوسف ما حدث يجدها أمامه عارية ، بينما هو في دهشته إذ بها تلف يدها حول رقبته محاولة سحبه لسريرها ولكن يوسف اغمض عينه و دفعها بعيدا عنه ثم خرج من الغرفة مسرعا.

بدأت شيشيك بالبكاء فهي لم تشعر بإهانة اكبر من هذه وزاد حنقها على مروى، ماالذي يوجد في مروى ليضعف أمامها ما إن تمسك يده وليس موجودا فيها، هي اجمل من مروى بكثير لما لما لم تستطع اختراق قلبه، لما لا تستطيع امتلاكه. لبست شيشيك ثيابها ومسحت دموعها ثم جلست تفكر وتفكر في طريقة أنجع للتفريق بينهما.

عند الزوال عادت مروى لتجد الدادا قد حضرت ما لذ وطاب من الأكل ويوسف لا يفارق ابنه حتى أن صبر لم يبكي ابدا وهو في حضن والده بل كان دائم الابتسام والضحك.

غيرت مروى ثيابها ودخلت المطبخ تساعد الدادا

الدادا : الحمد لله أن رأيت ابتسامتك اخيرا، ليسعدكما الله ويبعد عنكما شر خلقه 

مروى: ارجوك اكثيري من الدعاء أن يبعد الله عنا شر خلقه فإن الشر جاء ليسكن معنا

الدادا: تقصدين تلك التركية الشقراء

مروى: هي بحد ذاتها، أن عينها على زوجي وانا لا استطيع ان اطردها احتراما له وخوفا من أن أحرجه

الدادا: لاحظت هذا، انتبهي على زوجك ولا تتركيه أبدا ولا تجعليه ينام في غرفة منفصلة عنك كما كنتما فيما مضى

مروى وهي تضحك: هههههه لا تقلقي لن ينام بعيدا عن حضني

الدادا: هههههههه قليلة أدب

كانت شيشيك وراء الباب تسترق السمع ، مطت شفتيها وقالت بهمس : سنرى أن كنت سترضين بوجوده في حضنك ثانية، هذا إن لم تطلبي منه الطلاق قريبا.

الكل حول مائدة الأكل يتناول الطعام، لكن كان يوسف يتجنب نظرات شيشيك له ويتوتر كلما توجهت شيشيك له بالحديث، لاحظت مروى ذلك وشعرت بوخز في قلبها، احست أن شيئا قد حصل في غيابها ، شعرت بعدم الراحة ولكنها قررت عدم الخضوع لعواطفها حتى لا تدمر زواجها ولتفهم ما يحصل حولها اولا، أه لو كانت تستطيع طرد هذه الشقراء من منزلها، أنها تشعر أنها أن بقيت ستكون سبب دمار زواجها وهي ابدا لن تسمح بهذا.

في المساء بعد العشاء جلست مروى أمام التلفاز، أما شيشيك فطلبت من يوسف أن يصطحبها لغرفتها أو غرفته يجب أن يكملا العلاج لتحسين نطقه، لم تستلطف مروى هذا فطلبت منها أن تعالجه هنا في هذا المكان ولكن شيشيك رفضت لان العلاج يجب أن يكون في مكان هادئ ومنعزل

مروى: لماذا هل هو فاقد للنطق أم أنه مريض نفسي؟

شيشيك: هل انت طبيبة لتفهمي في طرق العلاج؟

شعر يوسف أن شجارا سيحدث وقرر أن يأخذ شيشيك لغرفته يجب أن يتحدث معها ويفهمها أنه يحب زوجته وأنه لن يطلقها ويطلب العفو من شيشيك أن ألمها دون قصد منه.

أزعج هذا مروى ولكن نظرة يوسف اوقفتها فقد فهمت أنه يقول لها أن لا تقلق.

دخلت شيشيك غرفة يوسف وأغلقت الباب خلفها، أراد يوسف أن يحدثها لكنها قاطعته قائلة

شيشيك: لا تقلق لن ازعجك، انا اسفة لما حصل صباحا غيرتي تحكمت بي ومشاعري تغلبت علي، من الواضح جدا انك تعشق زوجتك ولا مكان لامرأة اخرى في قلبك، انا فقط أريد مساعدتك قبل عودتي لتركيا

يوسف: سسسس ستتع تعوودددين

شيشيك: أجل

جلس يوسف وجلست شيشيك قبالته وبدءا في الفحص .

شعرت مروى بالنعاس ، نظرت لساعتها فإذا بالوقت قد مر سريعا والساعة قاربت منتصف الليل فنهضت واتجهت لغرفتها، نظرت لغرفة شيشيك النور مطفأ، نظرت لغرفة يوسف النور مطفأ أيضا ، دخلت غرفتها ولم تجد يوسف، غيرت ثيابها وهمت بالدخول لسريرها ولكن داخلها ليس مرتاحا، لقد ذهبا لتمارين الصوت منذ ساعات وكلتا الغرف لا نور فيها ترى هل اكملا وذهب كل منهما لغرفته لينام؟ نهضت مروى واتجهت نحو غرفة يوسف، طرقت لكن لا مجيب، فتحت الباب ودخلت لتصعق مما رأت، زوجها وشيشيك غارقان في النوم عاريان وفي نفس السرير.

كان أصعب موقف يمر عليها طيلة حياتها  تجمدت مكانها ولم تعرف ماذا تفعل هل تصرخ ام تبكي ام تهدم الغرفة على رأسيهما أم ماذا.لقد تزلزلت الدنيا تحت قدميها. أغلقت عليهما باب الغرفة لتدخل غرفتها وتتكور في سريرها وتترك نفسها لدموع الوجع 

يتبع..

لقراءة الحلقة الثانية عشر : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

نرشح لك أيضاً رواية توأمان وقلب واحد للكاتبة إيمان المهدي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!