روايات

رواية ياسيم الفصل الخامس 5 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية ياسيم الفصل الخامس 5 بقلم ياسمين الهجرسي

رواية ياسيم الجزء الخامس

رواية ياسيم البارت الخامس

رواية ياسيم الحلقة الخامسة

الحلقه الخامسه
#ياسيم
#ياسمين_الهجرسى
✨️✨️✨️✨️✨️
سبحان الله وبحمده ✨️سبحان الله العظيم
✨️✨️✨️✨️✨️
على مشارف منتصف الليل والظلام الحالك يعم المكان، والسكون هو فقط من يسمع من صفير الهواء، وحفيف فروع الأشجار نتيجة نسمات الهواء الشتويه….
تطلع لهاتفه بضجر للمره التى لا يعلم عددها.. نومها هكذا بات يرهق قلبه.. أخذه ودثه بجيبه… لينتبه على دقات على الباب .. ما كانت إلا الممرضه تخبره ان أحد رجاله ينتظره بالخارج.. اومأ لها وذهب يرى القادم..
أردف له التحيه.. وأعطى له البدله التى أمره بأحضارها.. وتركه وغادر.. ليذهب للمرضه يسألها على غرفه فارغه لاستبدال ملابسه.. اشارت له على غرفه خاصه بحمامها.. ولج لداخلها اغتسل وارتدى حيلته النظيفه وألقى الأخرى فى سلة المهملات.. لا يريد رؤيتها وهى ملطخه بدم محبوبته..
تعقم مره أخرى ودلف لها وجدها استفاقت .. ابتسم لها بسعاده..
ولكن صعق من صوتها الهادئ وهي تتطلع اليه باكيه
— لو سمحت عاوزه اشوف………..
لم تكمل كلمتها وهرول إليها بخطوات متلهفه قائلا :
مالك بتبكى ليه… فى حاجه وجعاكى
هزت رأسها بنفي…….
لم يمهلها الحديث وبسط يده يقبض على زجاجة المياه.. وفتحها ووضع يده خلف رأسها وجعلها ترتشف بعض قطرات الماء تبلل شفتيها قليلا حتى تستطيع تحريك لسانها..
قشعريرة أصابت جسدها لقربه المهلك الذى يجتاحها بضراوه….
شعر بارتعاش جسدها أثر لمسته لها..
نظرت له بعيون مرتبكه ووجه خجول.. عندما ملأت أنفها رائحه عطره الممزوجه بدخان سيجارته .. فخلق مزيجا من رائحه رجوليه زعزعت ثباتها.. جعلها تشعر بالخجل من قربه الطاغي.. تسارعت دقات قلبها ونبضت بعنف حتى شعرت انه يكاد يسمعها…..
كل هذا ما لبس غير دقيقه رفعت راسها عن أنينه المياه هاتفه :
— شكراً انا تعبتك معايا…
ابتسم لها بهدوء وهو يغمز لها بطرف عينه حتي يقلل من توترها وأنزل رأسها من على زراعه بحذر على الوساده مردفا بحنو :
— أهدى مفيش تعب ولا حاجة أنا كنت هموت من القلق عليكي….
كلماته جعلت قلبها يخفق بشده وعقلها يقف عن استيعاب ما يحدث وحروف كلماته احتلت قوقعه أذنها تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها.
ظلت عينيه تتشرب من ملامحها التي يريد أن يحفرها قطع صوتها هيامه بها هاتفه :
— أنا بعتذر عن المشاكل اللي حصلت لحضرتك ويا ريت ما تعطلش نفسك أكثر من كده معايا… زمان المدام قلقانه عليك …
نست الأمها وعبثت ملامحها واطلقت جملتها كرصاصة طائشة.. بدون وعى منها قالتها تريد أن تعرف بها هل هو متزوج أو لا..
لتانب نفسها :
— أنتى فى أيه ولا ايه
ولكن نفذ السهم وقد حققت جملتها مرادها ….
كلماتها رسمت الدهشه على وجهه مضيقا ما بين حاجبيه باندهاش قائلا بمكر ممتع :
— انا مش متجوز يا ياسيم…..
لانت ملامحها واغمضت عينيها تأخذ نفسا عميق فلتت منها صرخه ألم ….
انحنى عليها وهو يمسك اناملها بين كفه والكف الأخرى تمشط راسها قائلا بقلق ظاهر على صوته :
— حاسه بايه اجيب لك الدكتور….
ابتلعت ريقها وهي تهز رأسها بنفي قائله :
— أنا كويسه بس الجرح شد عليا شويه..
دنى يقترب منها مره أخرى ليجعلها تتوتر وتنصهر خجلا…
ابتعد عنها عندما وجد نفسه يندفع وراء مشاعره نحوها أردف بحب يحاول ان يواريه :
— حاولي تنامي شويه عشان الكلام بيتعبك.
انهمرت دموعها وتعالي صوت انين بكائها عندما تذكرت جدتها هتفت بقلق :
— لو سمحت أنا عايزه أروح زمان جدتي قلقانه عليا جدا .. وعمي وابنه مش هيسكتوا غير لما يؤذوها..
جلس أمامها على المقعد مره أخرى بجوار فراشها مردفا :
— هعمل لك كل اللي انت عاوزاه..
ثم جثى بجوار الفراش ليميل يضغط على جرس الغرفه لياتى له المنابين لمتابعة حالتها..
أكمل بتوضيح :
— بس حاليا مش هينفع أنتى فى العنايه المركزه لازم يعدى عليكى أربعه وعشرين ساعه ولما الدكتور يطمن عليك الاول هيخرجك غرفه عاديه.. انتى اتكتب لك عمر جديد ..
ردت عليه بخوف :
مش هينفع افضل هنا اكتر من كده دالوقت تيتا تلاقيها ميته من الرعب عليا.. أنا عايزة أطمنها..
حاول أن يهدئ من روعها قائلا :
— تمام انا هروح بنفسى أطمنها وأجيبها معايا لو لزم الأمر عشان تطمن عليكى.. ودالوقت اصبري الدكتور جاى يطمنى عليكى وهخلى الممرضه تفضل معاكى.. وهسيب حد من الحراسه برا الأوضه عشان تكونى فى أمان…..
نظرت له بتساؤل و دموعها تنهمر كحبات المطر هاتفه :
— أنت ليه بتعمل معايا كده .. ليه بتساعدني وانت شفت اللي كان ممكن يحصلك بسببي… أنا مفيش حد حن عليا بعد موت بابا وماما غير جدتي……
احتل ثغره ابتسامته الرجوليه التي تخطف قلوب النساء .. وبسط يده يجفف دموعها مردفا :
— خفي انتي بس بالسلامه.. وساعتها تعرفي أنا ليه بساعدك ..
استرسل يعقب ليفهم اكثر :
— بس كل اللي أنا عايز اعرفه دلوقتي مين اللي دخل واتهجم عليكي..
انتبه لملامحها المنقبضه وأردف بقلق :
— لو مش قادرة تتكلمي يبقي خاليكى لما تخفي وأبقى أحكى…
ابتلعت ريقها بصعوبه وتحدثت بضعف هاتفه :
— ده ابن عمي وهو أبوه طمعانين في ميراثي من بابا الله يرحمه.. وعشان كده كل يوم يجي يبهدلني ويضربني ويطرد الذبائن….
كان يستمع لها وهو يقسم بداخله ان يزيقه العذاب والمرار ألوان على فعلته بها..
وقبل أن يجيب عليها دخل الطبيب ومعه الممرضه لكي يطمئن عليها مردفا :
ازيك حضرتك يا “حمزه “باشا
ابتسمت بهدوء عند معرفتها بإسمه كمن عرفت سر من أسرار الكون….
— رد عليه “حمزه” بهدوء مردفا :
الله يسلمك يا دكتور يا ريت تطمني عليها…
بعد ان انتهي الطبيب من الاطمئنان عليها هتف:
المدام كويسة الحمدلله والجرح مكنش عميق ومافيش أي قلق من خروجها لغرفه عاديه… هبعت التمريض ينقلها غرفتها….
شكره “حمزه” وانصرف لياتى طقم التمريض لنقلها لغرفتها تطلع ينظر لها يطمئنها….
هزت له رأسها بالموافقة.. تحاول أن تستعدل رقدتها لكي تهبط من علي الفراش.. اقتربت منها الممرضه فى محاوله لمساعدتها.. كان هو الأسرع اقترب منها وحملها بين زراعيه تحت ذهولها من فعلته.. دفنت وجهها في عنقه خجله من همهمة الممرضين…..
************
سطحها على الفراش واطمئن عليها أنها اخذت ادويتها وتركها فى رعاية الممرضه وغادر الغرفه ليذهب لجدتها كما وعدها.
عند خروجه من الغرفه وجد “معتز” صديقه وكيل النائب العام في وجهه ومعه إحدى ضباط قسم الشرطه التابع للحي الذي تسكن فيه “ياسيم”.. ليحققوا في الامر ويأخذوا اقوالها….
بسط معتز يده مردفا باحترام وتقدير لصديقه :
— ازيك يا “حمزه” باشا عامل ايه
صافحه حمزه بملامح غاضبه مردفا :
— الله يسلمك يا “معتز” باشا.. عملت ايه في اللي طلبته منك.
زم “معتز” شفتيه بيأس من حاله صديقه الغاضبه مردفا :
— خير ان شاء الله .. بس اعرفك الاول بالنقيب “عماد رافت” المسؤول عن قضيه الانسه “ياسيم”.
مد حمزه يده يصافحه مردفا باقتضاب :
— اتشرفت بيك .. ايه الجديد عندكم .. كان يهاتفه وهو ينقل بصره بينهما…
ابتسم “معتز” وهو يصفق بيديه في يأس من انفعال، واندفاع صديقه.. الذي لن يتخلى عنه ابداً.. وغروره الذي اعتاد عليه منذ أيام الجامعه مردفا يؤنبه كعادته :
— نفسي أعرف أنت ليه يا “حمزه” ما قبلتش تبقى وكيل نيابه عامه كان زمانك شايل عننا قضايا كتير ومريح دماغنا….
صدح صوت “حمزه” الأجش وهو يجز على اسنانه من شده انفعاله مردفا :
— معتز اخلص.. أنا روحي في مناخيري.. وعفاريت الدنيا كلها بتتنطط قدام وشى…….
قطع حديثهم النقيب “عماد” يخبره بنتيجة التحريات المبدئيه قائلا :
— احنا عرفنا يا”حمزه” باشا أن ده ولد شمام بيتعاطى مخدرات.. وقبل كده اتمسك وهو في حوزته حشيش وخرج منها بسبب أن ابوه شاف له حد شال عنه القضيه..
وتابع مؤكداً :
— وهو فعلا بيتردد كل يوم على كافيه بنت عمه.. يتهجم عليها عشان ياخذ ميراثها.. وده بشهاده شهود العيان اللي ساكنين جنبها.. ..
واكمل وهو ينظر الى معتز قائلا :
— واحنا بالفعل طلعنا بحمله عشان نقبض عليه بأمر من “معتز باشا”
ليطاطا رأسه بأسف قائلا :
— بس للأسف الجيران أكدوا أن والدته خرجت بيه.. ومحدش يعرف هما فين..
هتف يطمئنه :
— بس متقلقش جاري البحث عنه .. إن شاء الله هيبقى بين ايدينا في اقرب وقت ..
وأكمل يستأذنه:
— وبعد أذن معاليك إحنا دلوقتي محتاجين ناخد أقوال الانسه ياسيم عشان المحضر…
رد عليه “حمزه” وهو يهز راسه مردفا :
— معلش يا “عماد” هي تعبانه .. خليك لبكره تكون بقيت كويسه .. بس أنا عايز الواد ده في أقرب وقت
رد عليه عماد باحترام قائلا :
— أن شاء الله يا “حمزه” باشا.. كل الامور تسير في مسارها الطبيعي واللي حضرتك عايزه هيتم…
نظر له معتز بتساؤل وسحبه من ذراعه وأخذه وخطى عدة خطوات وهو ينظر ل “عماد” قائلا :
— عن إذنك يا “عماد” عاوز “حمزه” باشا بس في كلمتين على جنب..
أعطى لهم التحيه وبسط ذراعه قائلا :
— اتفضلوا يا بشوات أنا هشرب هنا سيجاره على ما تخلصوا.. وأشار إلى إحدى الشرف المطله على الممر أمامه…..
وقف “معتز” وهو ينظر له بتساؤل ونبره الفضول في صوته تثيره ليردف قائلا :
— قل لي بقى أيه حكايه الأميره الغافيه دي….
رفع له “حمزه” حاجبه بحنق وهو يشير بأصبعه في تحذير مردفا :
— معتزززززز …
اكتفى بنطق اسمه فقط .. كانت نبره تحذيريه كفيله أن تجعل “معتز” يتراجع عن اسئلته .. ولكن هيهات هم اصدقاء وبمثابة الأخوات…
ضحك معتز بقهقهه قائلا بسخريه وهو يشير على قلبه :
— شكلها هزت الجبل اللي بين ضلوعك يا “حمزه”…..
ابتسم “حمزه” ولمعت عينيه عند ذكر صديقه لحبها وافصح بسعاده :
— وانت الصادق احتليته باكتساح…
تابع يكمل حديث وهو يربط على ظهره ولكن تغيرت نبرة صوته.. وملامحه احتلتها الصلابه والجديه كعادته مردفا :
— روح شوف شغلك .. وابعت لي عنوان بيتها .. عشان عاوز أروح اطمن على جدتها ..
واخرج هاتفه من جيبه ينتظر رساله صديقه….
نظر له معتز ببلاها مردفا بغضب :
— هو في أيه يا ابني آدم .. هو أنا شغال عندك .. اهدى كده وفكر بتريث .. وركز في اللي أنت هتعمله..
نفخ حمزه بغضب وانفعال..
حاول معتز ان يهدئ من روعه قائلا :
— أنا قلقان عليك يا “حمزه” أنا واثق في إمكانياتك وراجحة عقلك فى ادارة الامور .. بس مدام قلبك دق .. لازم عقلك يفكر بحكمه ..
زفر “معتز” يضيق هاتفا :
— ومع ذلك خد العنوان واخرج هاتفه وعبث به وأرسل له عنوانها…
اضاءت شاشه هاتف حمزه وهو يقرأ عنوان بيتها .. احتلت ملامحه الغضب وهو يجز على شفتيه السفلى ويتوعد إلى هؤلاء الأوغاد فاقدى الرحمه والأخلاق..
قطع تفكير صوت معتز قائلا :
— خلي بالك عمها رجل شمال وعاق بأمه.. وبيتهجم عليها بشهاده الجيران .. وبيضربها هي وحفيدتها..
ضغط على أنفه بتقزز من بشاعة هذا العم واستطرد باقى التحريات:
— وطلع في تحريات بتقول أن موت أبوها وأمها.. كان في حادث مدبر .. لكن وقتها محدش عرف يوصل لحاجه واتقفل المحضر على أنه قضاء وقدر….
كان يسمعه “حمزه” والغضب يحتل قلبه ركل الحائط ينفس فيه غضبه وأردف :
— بشرفي لدفعه ثمن كل اللي عملوه واخليهم عبره لمن يعتبر…
اقترب منهم إحدى الجارد الخاصة بحمزه بعد أن أرسل له رساله يطلب منه أن يأتي له لكي يقف على باب الغرفه يحرسها…..
القي عليهم الجارد التحيه مردفا
— تحت امرك يا حمزه باشا ….
اشار “حمزه” على باب غرفه “ياسيم” هاتفا بأمر :
— تقف هنا .. مش عاوز دبانه تعدى وانت واقف ..
أومأ له الجارد وذهب وقف أمام الغرفه .
أما حمزه لم يعطى اهتمام لأحد وتركهم وغادر تحت نظرات معتز المندهشه قائلا بصوت مرتفع :
— خلي بالك من نفسك .. لو احتجت حاجه كلمني…..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ياسيم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى