روايات

 رواية وهبني القدر بدراً الفصل السابع 7 بقلم نسمة مالك

 رواية وهبني القدر بدراً الفصل السابع 7 بقلم نسمة مالك

رواية وهبني القدر بدراً الجزء السابع

رواية وهبني القدر بدراً البارت السابع

رواية وهبني القدر بدراً الحلقة السابعة

الفصل السابع..
وهبني القدر بدرًا..
✍️نسمة مالك✍️..
.. بسم الله الرحمن الرحيم.. لا حول ولا قوة إلا بالله..
الحب هو أخف أسباب الذنب و أكثرها تبريرًا لطلب الغفران، و لذلك كلما ازداد حبنا تضاعف خوفنا من الإساءة إلى من نُحب، نسعى فقط إلى سعادته حتى و لو لم نكن جزءًا من هذه السعادة..
و هذا ما يفعله “بدر” مع زوجته “هبة” من وقت ما أصبحت زوجته حتى يري الفرحة تُزين ملامحها و يمحي الحزن عن قلبها و قد ظن إنه نجح في تحقيق هدفه، لكن أحيانًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن..
وصلت “حبيبة” برفقة زوجها لمنزل شقيقتها “هبة” التي ركضت مسرعة و عانقنها بقوة..
“هبة يا حبيبتي.. ألف ألف مبروك يا أحلى عروسة “..
قالتها “حبيبة” بحب شديد، و من ثم أطلقت وابل من الزغاريط جعلت حالة من البهجة و السرور تمليء المكان..
“نورتنا والله يا أيوب”..
أردف بها ” بدر ” و هو يفتح له الباب على مصراعيه،

 

 

ليدلف “أيوب” حامل على يده الكثير من الهدايا و الطعام التي اعدته زوجته بنفسها..
لتستغل “هبة” انشغال زوجها مع زوج شقيقتها، و سحبت “حبيبة” معاها إلى غرفة نومها..
“مالك يا هبة.. أنتي بتترعشي ليه كده! “..
رفعت “هبة” يدها وضعتها على جبهتها و هي تقول بضعف..
“سيف.. سيف يا حبيبة بعت لي أوردر هنا.. و شكله كده مش ناوي يسيبني في حالي”..
جحظت أعين “حبيبة” و أردفت بذهول قائلة.. “بعت لك أوردر هنا على بيت جوزك؟!”..
حركت “هبة” رأسها بالايجاب و هي تُشير لها بعينيها على البوكس الموضوع طاولة بمنتصف الغرفة..
تنقلت “حبيبة” بعينيها بين شقيقتها و بين هذا البوكس الذي أثار الريبة لقلبها و أردفت بتساؤل قائلة..
” و بدر عمل أيه لما عرف؟!”..
” بدر لسه معرفش.. أنا كدبت و قولت إن الاوردر ده أنتي اللي بعتاه”.. همست بها “هبة” بندم..
“كدبتي يا هبة!!”..
تنهدت “هبة” بحزن و هي تقول..
“من خوفي على بدر والله يا حبيبة.. خوفت أقوله و أنا لوحدي يسيبني و يروح لسيف و يتخانق معاه .. قولت أستنى لما تيجي أنتي و جوزك و تبقوا معايا و أنا بقوله”..
زفرت” حبيبة”بضيق و هي ترمق البوكس بنظرات يتطاير منها الشرر..” و ياترى باعت لك أيه الحيوان ده؟ “..
قالتها و هي تسير نحو البوكس و بدأت بسحب الشريط الأسود المعقود به..
اقتربت” هبة” هي الأخرى ببطء،تطلع لما تفعله شقيقتها بنظرات ذائغة، و قد شعرت بقبضة قوية تعتصر قلبها على حين غرة..
فتحت “حبيبة” البوكس و ليتها لم تفعل، شهقت شهقة عالية حين رأت ما بداخله و أسرعت بضم “هبة” التي أصبحت بعالم أخر من هول ما رأت و بدأت تبكي بكاء حاد..
…………. صلِ على الحبيب…….
كانت “ورد” تقف أمام المرآة تمشط شعرها الرطب بعدما أخذت حمام دافيء لعله يهدأ آلام جسدها، بينما قلبها ضجيجه لن و لم يهدأ إلا بالوصول لهدفها الذي يتلخص في شخص واحد هو زوجها “جبل”..

 

 

نهرت نفسها حين تذكرت تلك الليلة التي أساءت له فيها، و أعترفت أنها كانت مخطئه بحقه مرددة بندم..
“ذودها أوي معاك يا جبل و عندك حق في زعلك مني بس مش لدرجة إنك تطلقني! “..
صكت على أسنانها بغيظ مكملة.. “و لا تعرف واحدة تانية و تحبها عليا و كمان تقولها في وشي و تقهرني”..
مشطت شعرها الأسود الحريرية برفق و هي تبتسم بدلال مردفة بثقة.. “جبل مش ممكن يسيب ورد ده أنا مكتوبة على إسمه من وأنا في اللفة.. هو أكيد بيهددني بحكاية الطلاق دي عشان يخليني اتأسف له على غلطتي في حقه “..
خفق قلبها بخوف حين استمعت لصوت طرقات عنيفة على باب المنزل يليه صوت حماتها “وفاء” تصيح بغضب قائلة..
” مين اللي بعت جاب المأذون اللي تحت ده يا جبل؟! “..
” أنا يا أمي “..
قالها” جبل” و هو يرتدي قميصه الأبيض، تطلعت له” وفاء ” بصدمة..
” أنت هتعمل اللي قولت عليه فعلاً يا ابني؟! عايز تطلق مراتك اللي رهنتها جنبك كام سنة و لما أخيرًا رجعتلها عايز تطلقها!!”..
قال” جبل”بهدوء ..
” يا أمي أنا قولتلك إن جوازي من ورد كان غلط، و لو فضلت على ذمتي هتبقي غلطة أكبر لأني بعتبرها زي أخواتي البنات و عمرها ما هتتنقل من المكانه دي خصوصًا إني بحب سارة و هتجوزها و أنا مش عايز أظلم بنت عمي معايا أكتر من كده”..
فتحت” وفاء ” فمها لتتحدث، لكنها صمتت ثانيةً حين رأت “ورد” تقترب من” جبل” بلهفة ظاهرة على ملامحها المذعورة،
شعرها المبتل منسدل على ظهرها، ترتدي منامة صفراء بحالات رفيعه، و هوت شورت قصير، توقف” جبل” عن غلق أزرار قميصه حين لمح هيئتها التي جعلت جمرات من النار تشتعل بأعماق قلبه رغم جمود ملامحه..
هرولت “ورد” مسرعه حتي توقفت أمام زوجها مباشرةً، نظرت لعينيه بعينيها الواسعة و همست بصوتٍ مرتعش قائلة..
“أنت عايز تطلقني بجد يا جبل؟!”..
ألتزم الصمت و ظل يتطلع لها بنظرات خالية من المشاعر، لتغادر ” وفاء” على الفور تاركة لهما بعض الخصوصية..
ساد الصمت بينهما طويلاً، تنتظر “ورد” إجابته بشق الأنفس، لكنه ظل ينظر لها بعينيه التي جعلت قلبها يرتجف بين ضلوعها حين لمحت بها نظرة عاتبة..
فقررت هي قطع الصمت و أردفت بصوتٍ تحشرج بالبكاء قائلة..
“أنت لسه زعلان مني عشان اللي عملته معاك زمان؟!”..
فركت كفيها ببعضهما و تهربت بعينيها منه..
“أنت عارف إني كنت عيلة صغيرة”..

 

 

اقتربت منه أكثر حتي أصبحت المسافة بينهما لا تُذكر ، و مدت يدها بستحياء و بدأت تغلق له باقي ازرار قميصه واحد تلو الأخر، و من ثم عادت النظر لعينيه من جديد لكن تلك المرة كانت نظرة يملؤها الشوق مرددة..
“أنا آسفة يا جبل على كل كلمة قولتها في حقك وقتها و زعلتك مني .. أنا بعترف لك إني غلطت في حقك”..
أهدته ابتسامتها الخلابة، و رفعت ذراعها المرمري وضعته على شفتيه و تابعت بغنج..
“و لو على العضة ردهالي و عضني و نبقي خالصين”..
أخذ “جبل” نفس عميق لتتسلل رائحتها المسكرة لأنفه و تشعل كل حواسه، قربها منه إلى هذا الحد الذي كاد أن يفقده صوابه، لكنه بقي ساكنًا يحاول تلجيم نفسه عنها..
“تعالي يا ورد”..
نطق بها أخيرًا و هو يقبض على كف يدها برفق، و سحبها خلفه نحو أقرب أريكه، جلس و أجلسها بجواره و تحدث بامتنان قائلاً..
“أنا مديون لك بالشكر يا بنت عمي.. اللي عملتيه معايا خلاني أسيب البلد و أقابل دكتور أيوب اللي غيرلي حياتي و بفضله بعد ربنا بقيت أدرس و أشتغل لحد ما بقيت الاسطي جبل و الدكتور عبد الرحمن”..
نظر لها بابتسامته الجذابة مكملاً .. “و رجعت دلوقتي عشان أديكي حريتك و أحلك من جوازة أنا و أنتي اتغصبنا عليها”..
بهتت ملامح” ورد” حين رأت مدى إصراره على طلاقها، فنهضت من مكانها فجأة و جلست على قدميه محاوطة عنقه بذراعيها متمتمة ببوادر بكاء..
” بس أنا مش عايزة أطلق منك يا جبل”..
فعلتها هذه شُلت حركته و حتي تفكيره، خاصة حين همست بنعومة..” لأني مينفعش أكون غير ورد الجبل”..

يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وهبني القدر بدرا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى