روايات

رواية ونس الفصل السادس عشر 16 بقلم سارة مجدي

رواية ونس الفصل السادس عشر 16 بقلم سارة مجدي

رواية ونس الجزء السادس عشر

رواية ونس البارت السادس عشر

رواية ونس الحلقة السادسة عشر

منذ الوهله الأولى شعر حاتم أن الجو مشحون جداً داخل المؤسسة ..لكنه سار بخطى واثقه حتى وصل إلى مكتبه .. وبعدها أمر بحضور القسم الخاص بالدعاية والإعلانات .. لقد إتصل به أديم وطلب منه .. أن يقوم بحمله إعلانيه ضخمه عن المشروعات الجديدة التي تم التعاقد عليها .. منها وضع أصحابها أمام الأمر الواقع وعدم المحاوله في إلغاء الإتفاق .. وأيضا أستغلال إيجابي لكل ما حدث .. وبالفعل تم الإتفاق خلال ساعه على شكل الدعايه المطلوب .. لكن ما أقلق حاتم فعلاً هو عدم وجود طارق في المؤسسة .. بماذا يفكر؟ وما هي خطوته القادمة؟ هذا ما يقلقه حقاً .. لكنه كان معه حق حين لم يطمئن قلبه لتلك الفتاة .. ها هي من طعنت أديم من خلف ظهرة .. وهي من سددت السهم القاتل له .. دلفت السكرتيرة الخاصه به وأخبرته بصوت يرتجف أن أديم بيه يريده .. لم يهتم لحالها وغادر سريعاً متوجها لمكتب رئيس مؤسسة الصواف ودخل دون طرق ليجد أديم يجلس خلف مكتبه وأمامة كل المحامين
-أنا عايزكم ترفعوا مجموعه قضايا على الجريدة والصحفية .. ومدير التحرير .. والموقع الإخباري
أومأ المحامون بنعم .. ليرفع أديم سماعه الهاتف وقال بأمر
-أبعتيلي رئيس قسم التكنولوجيا والإنترنت
وأغلق الهاتف ثم أشار للمحامين أن يغادروا .. وهو يقول بأمر
-عايز شغل من نار .. عايز أسمع أخبار كويسة خلال أيام وإلا قسماً بربي لهتكون نهايتكم أنتوا
كان حاتم يشعر بالإندهاش من تصرفات أديم لكنه لم يعلق .. طرقات على باب المكتب لحقها دخول رئيس قسم التكنولوجيا ليقول أديم مباشرة
-الموقع إللي نشر الخبر النهارة .. وصفحه الجريدة .. مش عايز يبقى ليهم وجود .. وأي حد يبحث عنهم تظهر قدامة حاجه واحدة بس أنه موقع مزيف وأنتحالي .. مفهوم
ليومئ الرجل بنعم وغادر دون كلمه أخرى .. أقترب حاتم وجلس على الكرسي المواجه لأديم وقال
-ما تفهمني أنت ناوي على أية؟
نظر إليه أديم نظره أرعبته حقاً .. أول مرة يرى كل ذلك الشر على وجه صديقه .. لكن أديم مد يده بالهاتف تجاه حاتم وقال
-شوف البورصة كده
جحظت عيون حاتم وهو يرى التراجع الكارثي في البورصة للمؤسسة .. ليقول أديم بهدء رغم الغضب الواضح على وجهه
-لازم نلحق الكارثه دي .. طالما أتلعب بينا لعبه قذره أحنا كمان نرد أعتبرنا بلعبه قذره برده
-بس يا أديم من الواضح أنهم عندهم دليل .. دي عرفت إللي حصل هنا في المؤسسة
قال حاتم بتفكير .. ليمد أديم يده بجهاز أسود صغير وقال موضحاً
-كانت بتتصنت عليا .. لقيته الصبح وأنا بلبس وقع من جيب الجاكت
وقف حاتم والقلق يرتسم على ملامحه .. ليقول أديم بهدوء
-متقلقش كل التسجيلات دي هتكون معايا خلال ساعات
قطب حاتم حاجبيه بأندهاش وهو يقول
-أزاي؟!
أبتسم أديم أبتسامة صغيرة .. وهو يتذكر ما حدث بعد أن ترك ونس
“يسير بخطوات واثقه وقوية .. غير مهتم بالعيون التي تنظر إليه بين رهبه .. وأعجاب .. وبين تشفي وشماته .. لكنه توقف حين سمع صوت رجل يقول
-يا فندم أحنا معانا تسجيلات بكل حاجة بأصواتهم يا فندم ..
صمت الرجل ثوانِ ثم أكمل
-التسجيلات على تليفون ونس وتليفوني وفلاشه محتفظ بيها في خزنة مكتبي
ليلتفت أديم ينظر إلى الرجل ثم أخرج هاتفه وألتقت صوره له .. وأكمل سيره لكن عقله كان يعمل دون توقف .. حين صعد إلى سيارته كان كل تفكيرة كيف يحصل على تلك التسجيلات .. حين مرت من أمام سيارته ونس دون أن تنتبه إليه وصعدت إلى سيارتها ليلتقط صوره لسيارتها .. والفكرة ترتسم أمام عينيه .. أخرج هاتفه وأتصل بفيصل الذي أجابه سريعاً .. ليقول له أديم
-عايز أشوفك حالاً .. مستنيك في (…)
وأغلق الهاتف وتحرك بسيارته مصدرا صوتاً عاليا يشبه ذلك الصوت العالي داخل روحه وقلبه
وصل المكان الذي حدده وبعد ثوانِ توقفت سيارة فيصل خلف سيارته وترجل منها وهو يقول بقلق
-أيه إللى حصل ده يا أديم؟ أنت كويس يا صاحبي؟
أومأ أديم بنعم وقال بجديه بعد أن أخذ نفس عميق
-أنت فاكر صلاح سرنجة؟
قطب فيصل حاجبيه بأندهاش وقال بقلق
-أه فاكرة .. بس أنت أيه إللي فكرك بيه؟
-تقدر توصله؟
سأله أديم متجاهل سؤاله .. ظل فيصل صامت لعده ثوانِ ثم قال
-أعتقد أقدر .. ثواني
أخرج هاتفه وبدء يبحث في الأرقام حتى وجد الرقم الذي يريده وأتصل به .. وبعد عدة ثوانِ من حديث متبادل لم يهتم به أديم أقترب منه فيصل وهو يقول
-هيجبولي رقمه .. ثواني وهيكون معاك
أومأ أديم بنعم دون أن يعلق .. وأعتدل يستند على سيارته بهم ليضع فيصل يده على كتف صديقة بدعم وقال
-كان الله في عونك يا صاحبي .. حملك تقيل
نظر إليه أديم لعدة ثوانِ بصمت ثم قال
-مش شايف شماته في عينك يا فيصل
ليقطب فيصل جبينه بضيق وقال بغضب
-شماته ! .. أنت تعرف عني أني ممكن أشمت فيك يا أديم .. وبعدين أشمت في أيه؟ أنت ذنبك أيه أصلاً؟ للأسف أنت بتدفع تمن غلط والدك رحمه الله .. مكنتش فاكر إنك بتفكر فيا بالشكل ده يا صاحبي
قال الأخيرة بلوم وعتاب .. ليبتسم أديم بحزن وقال بصدق
-أنا عارف ومتأكد أنك مش كده .. لكن الوجع إللى جوايا مش قادر أتكلم عنه يمكن يخف ويقل .. قولت يمكن لو لقيتك شمتان فيا أضربك فخرج فيك شويه من غضبي
ليبتسم فيصل وهو يقرب وجه من صديقة وقال بمرح
-لو يرضيك تشوه الوسامه المفرطه دي أتفضل
ليربت أديم على كتف صديقه بشكر ليرتفع صوت هاتف فيصل فأجاب سريعاً وهو يملي الرقم لأديم .. وحين أغلق فيصل الهاتف قال أديم برجاء
-ممكن تفضل معايا
وافق فيصل فوراً .. وأتصل بالشركة يبلغهم بعدم عودته وإلغاء كل مواعيده
.. أتصل أديم بالرقم ليجيبه صلاح بصوته الخشن ليقول له أديم مباشرة
-معاك أديم الصواف أنا منتظرك في العنوان (…) .. لو لسه على شغلتك القديمة إللي أنا عارفها كويس .. ولو عايز تكسب قرشين حلوين يعيشوك ملك
أجابه صلاح أنه في الطريق من الأن وأنه في الخدمه دائماً
أغلق أديم الهاتف .. ليجد نظرات فيصل كلها أندهاش وصدمه وعدم فهم ليقول بهدوء
-لما صلاح يوصل هتفهم كل حاجة
أومأ فيصل بعدم فهم وخيم الصمت على الأصدقاء لعدة دقائق حتى قال أديم بأستفهام
-عملت أيه مع كاميليا؟
-قولتلها على الشقة .. وشافت الصور إللي السمسار بعتها وعجبتها .. والمفروض هنروح بعد الشغل علشان تشوفها
إجابه بهدوء موضح كل شيء .. وأكمل قائلاً
-كويس أنك فكرتني
وعاد يتصل بالشركة من جديد وطلب تحول المكالمة لمكتب كاميليا .. وحين أجابته قال بهدوء
-أستاذه كاميليا أنا بعتذر جداً بس جالي شغل ضروري ويمكن أتأخر شويه .. ينفع نشوف الشقة بعد المغرب
صمت يستمع إليها ثم قال
-متقلقيش أنا هكلم السمسار وأعرفه
صمت من جديد ثم قال
-تمام ان شاء الله .. سجلي بقا رقمي .. ورني عليا علشان أسجل رقمك وأقدر أكلمك
وأخبرها برقمه ليجدها ترن عليه في نفس اللحظة ليقو لها أخر أرقام هاتفها كنوع من التأكد ثم أغلق .. ليجد أديم ينظر إليه بحاجبين مرفوعين .. ثم قال بغضب مصطنع
-بتاخد رقم بنت عمي وأنا واقف قدامك طرطور أنا؟!
ظل فيصل صامت ينظر أرضا بأدب مصطنع قائلاً
-بس بقى متكسفيش يأ أديم
ليضحكوا سوياً .. ببعض المرح القديم الذي كان يغلف حياتهم قبل كل تلك الهموم التي وضعت فوق أكتافهم قهراً
بعد نصف ساعه كان يقف جوار دراجة بخارية وترجل منها صلاح بنفس هيئته القديمة شعر مشعث .. وبنطال أسود وقميص مفتوح تحته تيشيرت أبيض اللون بين أصابعه سجارة غير بريئة .. حين وقف أمامهم قال بسعادة مبالغ فيها
-أديم باشا .. وفيصل باشا والله زمان يا رجاله .. ياااه رجعتوني لأيام زمان والله
كان فيصل ينظر إليه وهو يتذكر كيف تعرفوا عليه ..” ذات يوم كانوا يجلسون في إحدى أركان الجامعه الهادئه نسبياً هو وأديم وحاتم وطارق يتحدثون عن أحد المواد ثم تطرق طارق للحديث عن إحدى الفتايات .. وبدء في وصفها بشكل مبتزل .. ليخرج فجأة شخص من الواضح أنه غير متزن وأمسك طارق من ملابسه وبدء يوجه له لكمات يحاول طارق تجنبها وأيضا الدفاع عن نفسه بتسديد لكمات مشابه .. لكنهم تدخلوا أبعدوا ذلك الشخص عن طارق الذي أتضح أنها صديقته .. وأنتهى الأمر ورحل ذلك الشخص .. لكن بعدها تمت سرقتهم جميعاً .. هواتفهم .. ومحافظهم الشخصية .. وسيارة طارق .. وأتضح بعدها أن من فعل هذا كان ذلك الشخص الذي ضرب طارق .. وتم التواصل معه وبطريقه أديم وسياسته ولباقته أستطاع إعادة كل شيء .. ومن وقتها أصبح صلاح بشكل ما صديق لأديم وفيصل الذي كان مع أديم وهو يتحدث مع صلاح حتى يعيد إليهم أشيائهم”
أنتبه فيصل من ذكرياته على صوت أديم وهو يقول
-أزيك يا صلاح عامل أيه دلوقتي؟
-عندي عمارتين يا باشا وأجانس عربيات
لبتسم أديم خاصه حين فتح فيصل فمه بصدمة .. ليقول صلاح وهو ينظر في أتجاهه رافع كفه في وجهه
-قول ماشاء الله في سرك يا فيصل باشا .. العين فلقت الحجر
ليضحك أديم بصوت عالي ليغلق فيصل فمه وهو يقول
-ماشاء الله يا سيدي .. ده سرقه بتكسب كتير بقى
-أوي يا باشا
وعاد يفرد كف يده أمام وجهه .. وهو يتمتم بشيء ما حتى يحميه الله من عين فيصل .. لكنه نظر لأديم وقال
-آآمر أمر يا باشا .. خدامك
أعتدل أديم واقفاً وفتح هاتفه قال
-شايف الراجل ده؟
أومأ صلاح بنعم .. ليكمل أديم
-شغال مدير تحرير جريدة (…) عايز التليفون بتاعة .. وفي فلاشه في خزنة مكتبه كمان عايزها
ليشير صلاح إلى عينيه الأثنان .. ليكمل أديم وهو يظهر صورة ونس
-والبنت دي .. ودي عربيتها .. وبتشتغل في نفس الجريدة لكن أنا معرفش عنوان بيتها .. عايز كمان تليفونها
ليحنى صلاح رأسه قليلاً بمعنى أوامرك مجابه .. ليقول أديم من جديد
-النهاردة يا صلاح .. عايز الحاجة دي النهارة .. ولو دلوقتي حالاً يبقى كويس
-الرقم إللي كلمتني منه رقمك يا باشا
قال صلاح سريعاً ليوما أديم بنعم … لينظر صلاح إلى ساعته وقال
-أديني ساعتين زمن وهرد عليك يا باشا .. والموضوع برقبتي
وتحرك ليغادر ليوقفه أديم حين قال
-ومكفأتك هتبقى كمان كبيرة لو صدقت معايا
.. ليلتفت إليه صلاح وأبتسم وهو يشير له بتحيه السلام وصعد إلى درجاته البخارية وغادر .. لينظر فيصل لأديم ليقص عليه كل شيء بهدوء شديد.. ليومئ فيصل بنعم وقال بقوة
-هما اللي بدئوا بالغدر .. وأنت لازم تاخد تارك يا صاحبي
عاد أديم من ذكرياته ليبتسم حاتم وهو يقول
-أنا حاسس أني أول مرة أعرفك يا أديم .. لكن نخلص من الموضوع ده وبعدين نتكلم
أومأ أديم بنعم ولم يكد حاتم يغادر حتى أرتفع صوت هاتف أديم وأسم صلاح ينير الشاشه ليجيبه أديم سريعاً .. وأتسعت أبتسامته مع كل كلمه يسمعها وقال بأمر
-أستناني في (… ) أنا جايلك حالاً ومكفأتك معايا
وأغلق الهاتف ثم فتح الخزنة وأخرج بعض رزم المال ووضعهم في حقيبة صغيرة يحتفظ بها في مكتبه وغادر ليقول حاتم وهو يلحق به
-أستنى أنا جاي معاك
………………….
وصلت ونس إلى بيتها في حالة أنهيار ألقت كل شيء بيدها على أقرب كرسي ودلفت إلى غرفتها وألقت بنفسها فوق السرير تبكي بصوت عالي .. هي لا تشعر بأي أنتصار منذ اللحظة الأولى .. وأكمل أديم عليها بكلماته .. أنه كان يحبها بصدق .. وهي من حولت حبها بقلبه إلى ذلك الوحش الذي لن يهدء حتى ينتقم .. لكن عقلها عاد من جديد يقول لها بتحدي
(( مش هيقدر يعمل حاجة في معاكي الدلائل )) .. لكن يعود قلبها ويؤلمها من جديد ويلومها على خسارة حب كحب أديم شخص قادر .. خلق عالم لم تحلم يوما أن تعيش فيه .. لكنها أضاعت كل ذلك من أجل سبق صحفي .. وذلك السبق أضر بسمعته .. وبمؤسسته .. كيف تتحدث دائماً عن شرف الصحافه وميثاقها .. وهي قامت بذلك العمل المشين .. وشجعها عليه من كان يتشدق بتلك الشعارات .. لكن حين وجد أن هناك سبق صحفي سيجعل جريدته تثير الجدل وترتفع مبيعاتها .. لم يتردد أو يفكر للحظة .. حتى حين طلبت منه أن يجنب السبق جزئيه نسب أديم رفض وبشدة
عادت تبكي من جديد حتى ثقل جفنيها ونامت وهي من وقت لأخر تشهق بقوة .. وذلك سمح لصلاح بأداء مهمته بسهولة بعد أن عرف عنوانها من الجريدة عن طريق إحدى الفتايات التي تكرهها بشدة
…………………..
حين علمت شاهيناز بما حدث شعرت بالصدمة .. كيف هذا ومن هذة الفتاة التي تتحدث عن عائلتها بتلك الطريقة .. لكن ماذا عليها أن تفعل الأن .. هل تقف جوارهم وتنفي كل هذا أم تترك الزمن ينتقم لها .. لكن هي لن تقبل بذلك .. ذلك الإنتقام سيطول سمعتها ويعلم الجميع ما كانت تخبئه طوال تلك السنوات وما تحملت العذاب حتى تخفيه .. أمسكت هاتفها وقررت الإتصال بأديم الذي كان يقود سيارته متوجهاً إلى صلاح وجواره حاتم الذي لم يتوقف عن طرح الأسئلة وهو يتجاهله .. لكنه أوقف السيارة على جانب الطريق وهو يجب
-أهلا شاهيناز هانم
لينظر إليه حاتم بصدمه .. وتقطيبه جبين أديم تقلقه .. خاصه حين قال
-حضرتك متصله علشان تشمتي وتشوفي أنتصارك
لم يكمل كلماته حين وصله صوتها تقول
-أعمل مؤتمر صحفي يا أديم .. وأنا هحضره وننفي كل الكلام ده .. والبنت إللي عملت المقال ده والجريدة لازم يتحاسبوا
نظر إلى حاتم وعيونه يرتسم بها عدم التصديق
-حضرتك بتقولي أيه؟ يعني أنتِ عايزة تساعديني؟
شعر حاتم بالزهول .. لكنه ظل صامت يستمع إلى ما يحدث حين قال أديم
-تمام .. هنفذ فوراً وسالي ونرمين كمان هيحضروا
أغلق الهاتف وعاد يدير السيارة ويتحرك بها وهو يقول
-أنت مصدق أن شاهيناز هانم عايزة تساعدني
-مش عايزة تساعدك يا أديم هي عايزة تساعد نفسها .. مش عايزة فضيحتها تبقى على كل لسان .. وكل الناس تعرف أن عمي كان بيخونها ومكنش مخلص ليها
قال حاتم كلماته ليهز أديم رأسه بنعم وهو يفكر في كلمات صديقة .. لكنه قال بهدوء
-كفايه أن فكرتها هتوفر علينا حاجات كتير .. مؤتمر صحفي ننفي فيه كل حاجة .. والجريدة التانيه مفيش معاهم دليل .. ونرفع القضايه .. والحملة الإعلانيه .. كمان غلق الموقع الخاص بيهم وصفحتهم وتوصيفهم بأنهم موقع أنتحالي .. كل ده هيفيدنا صحيح مش هيوقف كل الألسن عنا .. والموضوع مش هيتنسي بسهولة .. لكن على الأقل .. هنرجع هيبتنا تاني
صمت لثوانِ وشاركة حاتم الصمت .. لكنه بعد ثوانِ قال
-أتصل بالمؤسسة وخلي قسم الدعاية يجهز للمؤتمر النهاردة
بدء حاتم في تنفيذ ما قاله أديم .. حين أوقف أديم السيارة وترجل منها سريعاً .. ليبتسم صلاح وهو يمد يده بالأغراض وقال
-أوامرك أتنفذت بالحرف يا باشا .. بس أنا كمان لقيت الملف ده مع الفلاشة ولقيت عليه أسم عيله الصواف .. قولت يبقى يخصك فجبته
فتح أديم الملف وعرف ما هو ونظر إلى صلاح وقال
-أنت المفروض مكفأتك تتضاعف .. لكن على العموم .. خد دول .. وقولي حسابك البنكي وأنا هبعتلك قدهم
ليمسك صلاح المال بين يديه وقال
-أبدا ما يحصل يا باشا .. كفايه إني رجعت شوفتك من جديد .. وشوفت الحلوين
قال أخر كلماته وهو ينظر إلى حاتم الذي ينظر إليه بأبتسامة صغيرة .. ثم أومئ له بتحيه ليردها له صلاح لكن برفع يديه أمام رأسه … وعاد بتركيزه إلى أديم وقال
-رقمي معاك يا باشا لو أحتجتني في أي حاجة .. سلام
وغادر سريعاً .. ليعود أديم إلى سيارته .. عائدون إلى المؤسسة لكنه نظر إلى حاتم وقال
-محدش يعرف أن الحاجة دي معانا .. ولا أي حد يا حاتم مفهوم
-مفهوم .. متقلقش
…………………
حين وصلوا إلى الشركة كانت القاعة الكبيرة تستعد لأستقبال الصحفيين وعلم من السكرتيرة أن شاهيناز بالداخل وأيضا سالي ونرمين .. دلف إلى غرفة المكتب لتركض الفتاتان إلى حضنه فقد كان القلق يقتلهم خاصةً وأنه لا يجيب على الهاتف .. وحاتم أيضا لم يطمئنهم
بعد أن ظل يضمهم لعدة ثوانِ ويطمئنهم ببعض الكلمات .. أقترب من مكان شاهيناز ومد يده قائلاً بأدب
-شكراً لحضرتك على حضورك وأستعدادك للمساعدة .. مهما كانت دوافعك .. شكرًا
مدت يدها بكبرياء وقالت بأنف مرفوع
-أسم الصواف لازم يفضل كبير وعالي .. ومينفعش فضايحنا تتنشر قدام الناس
أومأ بنعم وتوجه إلى خلف مكتبه ونظر إلى حاتم وقال
-طارق فين؟
-مظهرش النهاردة خالص
أجابه حاتم بهدوء حذر ليقطب جبينه وهو يتذكر أخر موقف لطارق .. وما حدث منه ليؤلمه قلبه كثيرًا حين شعر بأن تكون ونس قد أتفقت مع طارق وتكون هي اليد التي قرر طارق أن يقتله بها .. ليغمض عينيه بقوه وهو يود أن يصرخ بصوت عالي .. حتى يهدئ تلك النار التي تحرق قلبه.

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ونس)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!