روايات

رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم مي علاء

رواية وسقطت بين يدي شيطان الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم مي علاء

رواية وسقطت بين يدي شيطان الجزء الثامن والعشرون

رواية وسقطت بين يدي شيطان البارت الثامن والعشرون

رواية وسقطت بين يدي شيطان الحلقة الثامنة والعشرون

” الأخير ”
انهى جلال جملته و هو يترك خصر ريحانة ببطئ ، فركض الشيطان سريعا بعد ان ادرك نوايا جلال الأخيرة ، فهتف الأخير بحدة
-الفصل الثامن و العشرون لآخر مرة هقولك.. اياك تقرب
توقف الشيطان على بعد مترين منهم و ظهر الخوف و القلق على ملامح وجهه ، فإبتسم جلال و رفع ذراعيه للأعلى و هو يقول بهدوء
– اهو سيبتك ، روحي
لم تستطيع ريحانة ان تخطو خطوة واحدة فخوفها جعل جسدها جامد غير قادر على الحركة ، فصرخ بها الشيطان ليحثها على التقدم منه
– تعالي يا ريحانة ، تعالي
وضعت ريحانة كفها المرتجف على وجهها و زادت في البكاء ، فضحك جلال بهستيرية و هتف
– شفت ، سبتها و لسه جمبي .. مش عايزه تسبني ف.. قول سلام بقى
قال الأخيرة كإنذار جعل الشيطان ينتفض من مكانه ليقطع المسافة التي بينهم في حين تراجع جلال فسقط و قد امسك بقدم ريحانة قبل اختفائه ، فصرخت ريحانة .
إتسعت مقلتي الشيطان بصدمة و خوف ، وتسارعت دقات قلبه و انقطعت انفاسه و هو يراها تسقط من على الجبل فأسرع بذعر لحافة الجبل و القى بجسده على الأرض ليلتقط يدها بأعجوبة ، رفعت نظراتها له و هتفت بخوف و صوت باكي
– بيجاد
– متخفيش ، مش هسيبك .. متخفيش
قالها من بين انفاسه اللاهثة ليطمأنها ، و من ثم بدأ في محاولته برفعها له ، كانت تنظر للأسفل فيرتعد قلبها خوفا فتبكي و تتمتم بأسمه ، لم يكن اقل منها خوفا ، فخوفه عليها تملكه حتى النخاع ، و فكرة انه سيفقدها للأبد تكاد تقتل خلايا عقله ، هو لا يقبل بخسارتها ابدا .
– هموت … بيجاد هموت
قالتها بذعر و هي تنظر للأسفل و تزداد في نحيبها ، فهتف بخوف و رفض لتوقع هذة الفكرة
– متقوليش كدة ، مش هتموتي.. مش هسمح بكدة
رفعت نظراتها له فلمحت دموعه التي يحتجزها اسفل جفونه .
– امسكي ايدي بأيديكي الاتنين ، يلا
امرها بذلك ففعلت فأستجمع جميع قوته ليرفعها و نجح.
اعتدل سريعا و نظر لها ليمد يده حولها و يرفع ظهرها من على الأرض و يسنده لذراعه ، كان يتفحصها بعينه بقلق و خوف و راحة ، احتضن وجهها بين كفه بلهفة و هو يقول من بين انفاسه المتقطعة
– ريحانة ، افتحي عنيكي
فتحت عينيها ببطئ و نظرت له بتعب و همست
– بيجاد
– انا معاكي
طبقت جفونها للحظات و من ثم فتحتهم لتعود و تنظر له بعدم تصديق و تنقل نظراتها للهاوية حيث سقط جلال ، فأرتجف جسدها فضمها له و همس
– متخفيش ، كل حاجة خلصت و انتهت
عادت و نظرت له لدقيقة كاملة قبل ان تبتسم بتعب و تهمس
– انت خوفت عليا.. صح؟
صمت لبرهه و هو ينظر لحدقتيها بتعمق و من ثم قال بخفوت صادق كان له آثر عليها
– مخفتش بس ، دة انا كنت هموت لو حصلك حاجة
إمتلأت عينيها بالدموع و سالت على وجنتيها فمسح دموعها بإبهامه بحنان و من ثم امسك بيديها و ضغط عليهم بخفة ليطمأنها و ليوقف ارتجاف يدها و هو يقول
– انا معاكي ، متخافيش
– احضني
قالتها بهمس قبل ان تدفن وجهها في صدره لتشعر بالأمان ، فمد يده و ملس على شعرها بحنان قبل ان يحملها لينهض بها ، فأخرجت من بين شفتيها تأويهه خفيفة تظهر ألمها ، فنظر لها و قال بقلق
– مالك؟ ، في حاجة وجعاكي؟
– طهري
قالتها بألم ، فسار بها لسيارته و هو يقول
– حاولي تستحملي
اومأت برأسها و هي تمرر ذراعها حول عنقه لتدفن وجهها اكثر في صدره و تقول بصوت ضعيف
– كنت فكراك مش هتيجي
– بس جيت
شعر بدموعها تبلل قميصه و هي تهمس
– كويس انك جيت
نظر لها من فوق و قال بصوت دافئ
– خلاص كفايا عياط ، كل حاجة خلصت و انا جمبك دلوقتي
لم تستطيع ان توقف سيل دموعها برغم سعادتها انه بجانبها .
،،،،،،،،،،،
ترجل الشيطان من السيارة و التف حولها ليفتح لها الباب ، كانت نائمة فحملها و دخل بها لأحدى المباني الفاخرة نسبيا ، توقف امام احد الشقق الموجودة في الطابق الأول و طرق عليه بقدمه ففتح ايمن الباب فدخل الشيطان و هو يقول
– ايمن ، جبلي اي حكيم .. بسرعة
– مالها؟ ، اتأذت؟
نظر له الشيطان بطرف عينيه فقال ايمن بإرتباك
– حاضر هجيب حكيم … حالا
و من ثم التفت و غادر سريعا ، بينما سار الشيطان في الممر القصير ليصل للغرفة المقابلة و يدخلها و يضع ريحانة على السرير بلطف و حذر ، ابتعد قليلا و ظل يحدق بملامح وجهها الذي ظهر عليها التعب ، تنفس بعمق قبل ان يلتفت و يخرج من الغرفة ليغلق الباب خلفه و يسير في الممر القصير ليخرج للصالون و يجلس على الأريكة الصغيرة الموضوعة على جانب الباب ، عاد بظهره للخلف و هو يتنهد براحة ، مسح وجهه بكفيه و هو يحمدالله على ان لم يصيبها اي مكروه ، لا يعلم ماذا كان سيفعل ان حدث لها شيء ، اطبق جفونه ليسترخي و لكن عقله آبى ذلك ليعرض له كل ما حدث كعرض سينمائي سريع ، فتسارعت انفاسه و اضطربت دقات قلبه في لحظة تذكره لسقوطها… كم كانت هذة اللحظة صعبة عليه فقد شعر ان قلبه سقط معها ، فتح جفونه و نظر امامه بشرود و هو يفكر ب … هل حان الوقت بأن يكشف عن نفسه و مشاعره ؟
………………………………………………….
بعد مرور نصف ساعة
دخل الشيطان لريحانة بعد ان غادر الحكيم ، تقدم منها حتى توقف امامها و قال بهدوء
– حاسة بتحسن؟
رفعت نظراتها له و اومأت برأسها ، فإبتسم و قال
– طب يلا ، هنرجع للقرية
حدقت به ببلاهه .. فهي لا تصدق انه يبتسم لها! ، فسألها
– مالك؟ ، بتبصيلي كدة لية؟
– هاه.. لا مفيش
قالتها و هي تخفض رأسها ، فأومأ برأسه و من ثم مال ليحملها بين ذراعيه بحذر ، فنظرت له و قالت
– بتعمل اية؟ ، هقدر امشي لوحدي
– عارف انك تقدري تمشي لوحدك
– طب نزلني
سار بها لخارج الغرفة و هو يقول
– مش دلوقتي
قابل ايمن على باب الشقة فقال له
– جبت اللي قلتلك عليه
– ايوة ، و حطيته في عربيتك
هز الشيطان رأسه و من ثم سار بضع خطوات و توقف ليلتفت لأيمن و يقول
– شكرا يا ايمن على اللي عملته النهاردة
ذهل ايمن من شكر الشيطان له ، فقال بعدم تصديق
– انت بتشكرني انا؟!
إبتسم الشيطان و قال
– ايوة ، مفيش هنا ايمن غيرك
و من ثم التفت و غادر ليترك ايمن في ذهوله ، كانت حالة ريحانة كحالة ايمن بظبط .
،،،،،،،،،،،،،،
في السيارة
بعد مرور خمسة عشر دقيقة من محاولته لإطعامها و اخيرا نجح ، تنفس بعمق و قال بضيق
– انتي عنيدة جدا
نظرت له بطرف عينيها بتوعد و هي تحدث نفسها
– هو انت شفت حاجة
نقل نظراته امامه و اعاد رأسه للخلف ليطبق جفونه للحظات و هو يشعر بالضيق ، كان يريد ان يبثها بحنانه و عطفه كمرحلة اولى و لكنها بعنادها افسدت ما كان يحاول فعله .
………………………………………………….
اليوم التالي
فتحت ريحانة عينيها بتثاقل فقابلتها اشعه الشمس التي تسللت عبر النافذة لتجبرها على اغلاقهما مجددا .. و ما لبثت ان فتحتهم مرة آخرى و هي تنقل نظراتها حولها الآن هي في جناح الشيطان ، متى عادت؟ لم تشعر بشيء فقد خفوت في الطريق لشدة تعبها و حاجتها للنوم ، خرج الشيطان من الحمام فنظرت له و سألته و هو يتقدم
– احنا امتى رجعنا؟
– على عشرة بليل
– انا محستش بحاجة
– لأنك كنتي نايمه
– ما انا عارفة اني كنت نايمه
قالتها و هي تنظر لها بطرف عينها و من ثم نهضت لتتجة للخزانة و تخرج منها ملابس لترديها ، بينما جلس هو على حافة السرير و هو يجفف شعره بمنشفة صغيرة و نظراته تتابعها .
………………………………………………….
– دة طلع مجنون يا بابا
قالها ايمن لوالده “عز الدين” الذي قال بإرتياح
– يلى كويس انه مات و خلصنا منه و من مشاكله و جنونه
هز ايمن رأسه بالموافقة و قال بعد صمت
– تعرف انا حاسس بحاجة
نظر له عز الدين و قال
– اية؟
– ان الشيطان بيحب ريحانة ، تصرفاته و خوفه بيبن كدة ، يعني هو لو مش بيحبها مكنش انقذها من جلال… صح؟
نقل عز الدين نظراته امامه بشرود و قال بهدوء
– ياريت يكون فعلا بيحبها
انهى جملته و نهض فقال ايمن
– مخلصتش فطورك
– شبعت
– طيب هتخرج و لا هتطلع تستريح؟
– هخروح ، هروح للشيطان
– لية؟
نظر له عز الدين بطرف عينيه قبل ان يقول
– بعدين
و من ثم غادر
………………………………………………….
خرجت ريحانة من الحمام و هي تجفف شعرها بالمنشفة ، توقفت فجأة و هي تنظر للشيطان الذي مازال في الجناح ، لما لم يسبقها كعادته؟ .. اهو ينتظرها؟! ، رفع نظراته لها و قال
-يلا.. انا مستنيكي عشان ننزل نفطر سوا
اعتلتها الدهشة ولكنها اخفتها سريعا و نظرت له ببرود لتبدأ في تطبيق ما قررت فعله
– حاضر
اكملت طريقها لتتوقف امام المرآه و تبدأ في تمشيط شعرها و هي تختلس النظرات السريعة الخفية له .
،،،،،،،،،،،،
في غرفة الطعام
كان الشيطان يحرك الملعقة داخل فنجان القهوة دون توقف ، فقد كان شارد
– هتفضل تقلب كتير؟
قالتها بجمود و هي تنظر لطعامها ، فرفع نظراته لها و هو يخرج الملعقة من الفنجان و يضعها على جنب ليمسك بالفنجان و يشرب منه القليل و يعيده لينهض و يخرج من غرفة الطعام و هو يشعر بالتوتر و الإرتباك ، مهما حاول لا يستطيع فعلها .. ابدا! .
بعد خروجه القت ريحانة بملعقتها بضيق و ضجر .
………………………………………………….
بعد مرور بعض الوقت
– مش ناوي تعترف بقى؟
قالها عز الدين بنفاذ صبر للشيطان و اكمل بتكرير سؤاله للمرة الثالثة
– مش ناوي تقولي انت عملت كل دة من الأول لية؟ ، لية اتجوزتها و لية عملت كل دة عشان تنقذها؟
تنهد الشيطان بعمق و هو ينظر لعز الدين بأسى و يقول
– شكلك مصر تعرف
اومأ عز الدين برأسه ، فساد الصمت لدقائق منه .. فهو يحتاج إلى الشجاعة لكي يكشف عن اسبابه ، نعم هو يشعر بأنه جبان و ضعيف لأول مرة في حياته .
– هقولك.. كانت خطتي في الأول اني اتجوزها عشان اقهر جلال بطريقة اني اخدت حاجة ملكه و هي مراته
قالها الشيطان بهدوء فتمتم عز الدين ليكمل الآخر بصعوبة و هو يتحاشى النظر
– بعدين .. بعدين بدأت احس اني ، بدأت احس بمشاعر جديدة و غريبة عليا ناحيتها ، مكنتش عارف معنى مشاعري اية في الأول لأني عمري ما حسيت بمشاعر زي دي بس الشعور الوحيد اللي كنت عارف معناه هو اني… اني كنت حاسس بإنجذاب ليها
صمت الشيطان لبرهه ليلتقط انفاسه التي انقطعت بسبب توتره و هو يسرد ما شعر به و اسبابه لفعل ذلك ، اعاد نظراته لعز الدين و اكمل بهدوء مصتنع
– و سبب انقاذي ليها اعتقد انك هتقدر تستنتجه من كلامي اللي قلته من دقايق
هز عز الدين رأسه و من ثم قال بهدوء و هو يبتسم
– استنتجت انك بتحبها عشان كدة خفت عليها و انقذتها
اضطربت حدقتيه .. فأخفض رأسه ليمثل انه ينظر للكتاب الذي يمسكه بين يديه ، فإبتسم عز الدين عندما لاحظ ذلك و لكنه لم يستسلم و سأل
– طب مدام انت بتحبها لية رجعتها لجلال؟
– اهدى بقى مش عارفة اسمع كويس منك
همست بها ريحانة بضيق و حدة للحارس الذي فشل في محاولته لإيقافها عن التصنت امام باب غرفة مكتب سيده الشيطان ، فقال لآخر مرة محذرا اياها
– حضرتك لو ممشيتيش دلوقتي هدخل و اقول لسيدنا الشيطان عنك
استدارت له بجسدها و نظرت له بضيق و غضب قبل ان تلتفت و تغادر لتتغير ملامح وجهها و تظهر راحتها و شعورها بالسعادة .
لم يستطيع الشيطان ان يخبره الحقيقة كاملة بسبب ان خاله لم يكن يعلم بأن والده “عبد الخالق” كان حي و لذلك قال
– عملت كدة عشان اثبت لنفسي ببعدها انها مش شخص مهم في حياتي و ان ملهاش مكان في قلبي و ان كل مشاعري اللي بحسها معاها اوهام ، هتسألني لية عايز اثبت لنفسي كدة هقولك… لأن كانت مشاعري بضايقني و فكرة اني هرجع لبيجاد قبل ما انهي انتقامي كنت رافضها
السبب الذي اعطاه الشيطان لعز الدين كان صحيحا فهو كان قادر على انقاذ جده دون ان يعيدها لجلال و لكنه اراد ان يبعدها عنه … لم يكن يريد ان يتغير و تغيره اكثر و هو مازال لم ينهي انتقامه .
– طيب اهو انتقامك خلص .. هترضى تتقبل فكرة تغيرك و رجوعك لبيجاد؟
– بحاول
قالها الشيطان ، فإبتسم عز الدين برضا و نهض و هو يقول
– خليها تساعدك ، اعترفلها بحبك و هي هتساعدك ، و على فكرة فرحت اوي ان الحب عرف طريقه لقلبك
إبتسم الشيطان ، فقال عز الدين بسعادة
– و اخيرا يا عبد الصمت شفت ابتسامتك
تلاشت ابتسامه الشيطان عندما تذكر شيء ، فقال
– صحيح.. في حاجة عايز اقولهالك ، حاجة مهمة
نظر له عز الدين بتعمق و قال
– خير؟
– عايدة
– مالها؟
– جلال موتها
– نعم!
هتف بها عز الدين بصدمة و من ثم عاد و جلس في مقعده عندما اكمل الشيطان
– طلعت هي اللي موتت بهجت .. ابوها ، فقتلها جلال لما عرف و رماها من على الجبل
إتسعت مقلتي عز الدين و هتف
– دة مجنون
هز الشيطان رأسه موافقا .
………………………………………………….
خرج الشيطان من غرفة مكتبه بعد مغادرة عز الدين بفترة وجيزة ، سار في الممر ليصل للسلالم و يصعدها ولكن اوقفته احدى الخادمات لتخبره ب
– سيدنا ، المدام ريحانة مستنيه حضرتك عند الاسبطل
– اية اللي وداها هناك؟
هزت الخادمة كتفيها بعدم معرفتها .
وصل الشيطان للأسطبل و لكنه لم يجدها و لم يجد جواده ففزع لفكرة انها اخذته ، فهي لن تستطيع السيطرة على جواده ابدا ، التفت سريعا ليركض و يبحث عنها و لكنها فاجأته تعتلي جواده الذي يقف على بعد امتار منه ، فتقدم سريعا ، فهتفت ليسمعها
– كويس انك جيت و متأخرتش
– ازاي طلعتي عليه؟
قالها بحدة صادرة من قلقه ، فقالت بهدوء
– طلعت لوحدي
– كدابه
قالها بيقين و اكمل
– السايس هو اللي طلعك صح؟
نظرت له لبرهه قبل ان تومأ برأسها و هي تبتسم ببراءة ، فرمقها بإنزعاج قبل ان ينقل نظراته حوله بحثا عن السائس فقالت ببرود
– بدور عليه! ، عموما مش هتلاقيه هنا عشان انا قلتله يمشي
التفت و نظر لها مطولا ، فقالت
– بتبصلي لية؟
تنفس بعمق و هو ينقل نظراته لجواده و يمد كفه لرأسه ليداعبه فيخرج الجواد صهيل يظهر مدى تآلفه مع سيده ، قالت بهدوء
– مش عايز تعرف انا طلبتك هنا لية؟
نظر لها نظرة عابرة ، فأكملت بحماس
– عموما هقولك طلبتك لية ، اولا كنت عايزه اتكلم معاك شوية ، ثانيا كنت عايزاك تركب معايا الحصان ، ثالثا و اخرا كنت عايز…
قاطعها ببرود تلقائي ندم عليه
– اللي يشوفك ميقولش انك كنتي على وش الموت إمبارح ، لو حد غيرك كان زمانه نايم على السرير بيرتعش من الخوف
تغيرت نظراتها للحزن و هي تقول بخفوت
– عندك حق لو حد غيري كان هيعمل كدة “إبتسمت بإستخفاف و اكملت بطريقة مستفزة” بس انا لا ، انا واحدة جبله .. معلش
نظر لها بطرف عينيه ، فضحكت و قالت
– اكمل… ثالثا و اخرا عايزاك تعوضني عن عيدميلادي اللي انت خربته عليا
ترك جواده و تقدم منها ليعتليه خلفها ، اخذ اللجام من يدها ليقوده ، فتتنهدت بعمق لترسم على شفتيها إبتسامة حاولت جعلها سعيده ، فهي تفعل كل هذا لكي تمحي ما حدث من ذاكرتها و لو مؤقتا ، اغمضت عينيها لتستمتع بالنسيم الذي يلحف وجهها بنعومه.
………………………………………………….
بدأ الليل يسدل ستائره
دخلت ريحانة الجناح بخطوات بطيئة و جلست على السرير بإهمال ، ظلت جامدة تنظر امامها بشرود ثابت بعكس ملامحها التي تظهر مدى حزنها ، عادت بظهرها للخلف لتريحه على السرير الناعم و اغمضت عينيها لتمنع دموعها من استحواز مكان فيهما ولكنها فشلت ، فسالت دموعها على و جنتيها بهدوء قاتل ، فهي تشعر بالوحدة .. لم تكن تشعر بهذا الشعور من قبل كثيرا و لكن الآن ذلك الشعور تملكها خاصا بعد ان اجرت حديث مع زهرة التي عادت من منزل عائلتها لتقص لريحانة عن سعادتها بأهلها ، لم تقصد زهرة ان تسبب هذا الحزن لريحانة .
دخل الشيطان لجناحه فشعرت به و فتحت عينيها و اعتدلت لوضع الجلوس لتنظر له ، توقف للحظات عن التقدم عندما لاحظ انها تبكي ، في حين نهضت هي و ظلت تحدق به و دموعها لا تتوقف ، فتفدم.. فأسرعت لتلقي بنفسها بين احضانه ، ذهل في البداية و من ثم احاطها بذراعيه بحنان ليهمس لها بدفئ
– مالك؟ .. بتعيطي لية ؟
دفنت وجهها في صدره و هي تحاول إخفاء نفسها به ، فربت على ظهرها بحنان و همس مرة آخرى
– هتقلقيني
سار بها للأريكة و جلس عليها ليجلسها بجانبه و هي مازالت تدفن وجهها في صدره ، فقال بمزاح
– شكلي حسدك
لم تمنحه رد فعل.. ايا كان ، فتنهد بأسى و هو يملس على شعرها بكفه ليبث فيها الطمأنيه و الحنان .
،،،،،،،،،،،
– بعد ما خلصت عدت ماما ..اتجوزت علطول ، انا كنت رافضة جوازها بس هي مهتمتش برفضي و كملت اجراءات جوازتها ، كنت زعلانه منها و من الوضع اللي حطتني فيه
كانت ريحانة تسرد ذلك للشيطان بشرود و هي بين احضانه في ذلك الظلام .. لم يكن هناك شيء ينير لهم إلا ضوء القمر الساحر ، اكملت و هي ترفع نظراتها له
– تعرف هي كانت بتحاول تخليني اتأقلم مع الوضع و مع جوزها .. كانت عايزاني اعتبره زي بابا ، بس .. كان صعب عليا اعمل كدة لأني كنت متعلقه ب بابا اوي
طبقت جفونها و هي تتنفس بعمق لتكمل بصعوبة
– و كان صعب عليا لسبب تاني ، و هو ان بسببه و بسببها جاتلي عقدة من صغري ، كنت بخاف من اي راجل و من اي صوت صريخ ، انا… انا شفتهم و هما.. شفتهم و سمعتهم في او..ل يوم ، جواز ليهم
تهدج صوتها و تقطعت كلماتها الأخيرة و هي تذرف الدموع ، شدت قبضتها على قميصه بقوة و خوف و هي تكمل باكية
– مكنتش عايزه اسمع ، كان في وقتها نفسي الأرض تنشق و تبلعني عشان مسمعش صوت صويتها .
فتحت جفونها فظهر الخوف الذي يتلألأ في حدقتيها العسليتين بجانب دموعها و ارتجاف جسدها الذي جعله يضمها له اكثر ليشعرها بالأمان ، بينما اكملت
– انا خبيت نفسي تحت البطانية عشان مشفش حاجة بس الصوت.. الصوت مكنش عايز يوقف .. ألصوت كان بيتردد في ودني كل يوم و كل لحظة ، كبرت و العقدة معايا .. و الذكرى دي ملحقاني .. في الآخر كرهت نفسي و كرهت حياتي .. حتى كرهتهم هما و فكرت انتحر مرة بس انقذوني
إبتسمت بمرارة و اكملت بإستخفاف بنبرتها الباكية
– انقذوني عشان انا اللي بشتغل و بجبلهم فلوس
تنفست بألم و هي تهمس بحسرة
– تعرف.. كان نفسي يبقى عندي عيلة كويسة زي عيلة زهرة
تنفست مرة آخرى بألم قبل ان ترفع رأسها لتدفن وجهها في عنقه و هي تطبق جفونها بهدوء ، فنظر له من فوق بتأثر و من ثم صمت لبرهه ليقول بعدها
– لسة العقدة عندك؟
– معتقدش
همست بها بوهن ، فتنهد و قال بهمس دافئ لمس قلبها
– عموما… انا جمبك ، انا هبقى اهلك .. هبقى كل حاجة في حياتيك ، ابوكي و امك و حبيبك … و جوزك
حركت كفها على صدره حتى استقر فوق جانبه الأيسر لتشعر بنبضات قلبه ، شعر بحركة شفتيها التي رسمت إبتسامة صغيرة ، فإبتسم و اغمض عينيه .
………………………………………………….
أشرقت شمس يوم جديد
فتحت ريحانة عينيها بتثاقل ، نقلت نظراتها حولها عندما لاحظت انه ليس بجانبها .. فأعتدلت إلى وضع الجلوس و هي تحك في شعرها بتكاسل و ببطئ تسللت لشفتيها إبتسامة خجولة .. سعيدة عندما تذكرت كلماته الدافئة الذي قالها لها ، نهضت من على السرير بهدوء لتتجة للحمام و تدخله .
………………………………………………….
في قصر عز الدين
دخل عز الدين لجناح ايمن الذي كان مستلقي على السرير.. ينظر للفراغ بشرود
– انت صاحي! ، غريبة
استيقظ ايمن من شروده على صوت والده “عز الدين” و اعتدل سريعا لوضع الجلوس ، فجلس الأخير على الأريكة و اكمل
– مالك؟ ، كنت سرحان في اية ؟
تنهد ايمن و قال بحزن
– مش مصدق ان عايدة ماتت.. و بالطريقة البشعة دي
هز عز الدين رأسه بأسف و قال
– مكتوبلها تموت كدة ، مش بايدينا
اخفض ايمن رأسه بحزن و من ثم ساد الصمت لدقائق ، فقطعه عز الدين بقوله
– ايمن ، عايزك في مهمة
رفع ايمن نظراته لعز الدين و قال بهدوء
– انا! ، مهمة اية؟
– عايزك تكشف الحقيقة
– الحقيقة!
قالها ايمن و هو يقضب جبينه بحيرة ، فنظر عز الدين امامه و قال بخبث
– حقيقة الشيطان
………………………………………………….
دخلت ريحانة لغرفة مكتب الشيطان بعد ان علمت انه هناك ، قضبت حاجبيها بحيرة عندما لم تجده ، التفتت و سارت في إتجاة الباب لتغادر ولكنها توقفت فجأة و التفتت برأسها لتنظر للحائط في الجانب الأيمن ، التفتت بجسدها و تقدمت بخطوات هادئة لهناك .. ابعدت السيتارة ليظهر الباب ، مدت يدها لتضعها على المقبض و تبرمه ببطء ، تقدمت للداخل و اغلقت الباب خلفها ، لم يشعر بدخولها فقد كان غارق في ذكرياته و هو يحدق في صورة والدته ، كان يتحدث معها و يخبرها عن ما حدث بالكامل و انه قد انهى انتقامه .. اخيرا .
– مامتك صح!
قالتها ريحانة بخفوت و هي تجلس بجانبه على الأرض ، فرفع نظراته لها بهدوء و من ثم اعادها للصورة و هو يومأ برأسه ، فإبتسمت و هي تنظر لصورة والدته و قالت
– تعرف انك حلو زي مامتك
إبتسم و قال
– عارف
ساد الصمت لبرهه لتقطعة هي بقولها
– كنت بتكلمها؟
اومأ برأسه ، فقالت
– عن اية؟
لم تلقى منه إجابة لثواني ، فنظرت له .. فقال بخفوت
– عن انتقامي ، كنت بقولها انها ترتاح لأني مضيعتش حقها ، خدت من كل واحد ساهم في موتها روحه
لمعت عين ريحانة بالدموع و همست
– و انت مرتاح؟
إبتسم بإستخفاف و قال بلامبالاة
– مش مهم ابقى مرتاح ولا لا
مدت كفيها لتمسك بوجنتيه و تجعله ينظر لها ، و قالت بحنان
– لا مهم ، قول.. مرتاح ولا لا
تنفس بعمق و هو يشيح بوجهه ، فتنهدت و وضعت يديها بجانبها لتنظر امامها بهدوء .
– كلمتها عني؟
قالتها بعد صمت طويل ، فهز رأسه بلا ، فرمقته بحزن مصتنع و هي تقول برقة
– اخس عليك ، ازاي متعرفهاش على.. مراتك
قالت الأخيرة بخجل ، فنظر لها بطرف عينيه ، فمدت يدها و اخذت الصورة من بين يديه و حدثتها بحماس
– ازيك يا طنط ، انا ريحانة.. مرات ابنك ، ارجوكي وصيه عليا اصله بيعاملني وحش خالص
قالت الأخيرة بحزن ممزوج بالدلع و هي تنظر له بطرف عينيها ، فلمحت إبتسامته التي تعشقها ، اخذ منها الصورة و وضعها على الكومود لينهض و ينهضها معه و يتجة بها للخارج و لكنها توقفت قبل ان تخرج من الباب فأضطر ان يقف ليلتفت لها ، فقالت
– عايزة اسألك سؤال
ترك يدها ، فأكملت
– هي الأوضة دي عاملها لية ؟
– عايزة تعرفي لية ؟
– فضول
صمت لثواني قبل ان يمد ذراعيه ليمسك بكتفيها و يديرها لتنظر للغرفة ، و همس بالقرب من اذنها
– بصي و هتفهمي
نقلت نظراتها حولها ، كانت الغرفة ممتلئة بالصور المعلقة على الحائط .. خمنت ان معظم صور الطفل .. صوره هو ، فتمتم
– انت.. كنت بتيجي هنا و بتفتكر ايام طفولتك ؟
– معنديش ايام طفولة عشان افتكرها اساسا
قالها بنبرة ألم ، تقدمت و مدت اناملها لتلمس احدى الصور و تشير للشخصين الذين معه و هي تسأله
– دي مامتك و دة باباك.. صح؟
غمغم مؤيدا لتخمينها ، فألتفتت له و إبتسمت و قالت
– و انت بتيجي هنا عشان تفتكرهم
اومأ برأسه ، فألتفتت برأسها و نظرت للصورة التي تجمعه بوالديه و قالت
– وحشوك؟
لم تلقى منه إيجابة ، فإبتسمت بأسف قبل ان تلتفت و تنظر له فرأت الحزن الذي يكسوه ، فتنهدت بعمق و قالت بحزن
– اكيد وحشوك زي ما بابا وحشني
بلعت ريقها بصعوبة ، رسمت على شفتيها إبتسامة قبل ان تستنشق الكثير من الهواء لتقول بحيوية و هي تتقدم منه بخطوات رشيقة
– عموما بم ان انا و انت اهلنا مش موجودين ، فإحنا هنبقى لبعض كل حاجة ، بمعنى
توقفت امامه و هي تكمل برقة
– انا هبقى مامتك.. باباك.. حبيبتك.. مراتك ، زي ما انت هتبقى ليا كل حاجة .
كان ينظر لها بطريقة اشعرتها بالخجل فتوردت وجنتيها و هي تخفض رأسها ، فمد يده ليمسك بذقنها و يرفعه بخفة لتنظر له ، فنظرت له بإضطراب ، فناداها بإسمها بخفوت ساحر
– ريحانة..
– اية
اخرجت حروفها بصوت يكاد يسمع و من ثم قطعت انفاسها عندما بدأ يخرج حروفه ، فقد شعرت بأنه سيعترف لها بحبه و لذلك شعرت بالتوتر و الإضطراب
– انا عايز .. عايز اقولك ، استنيني .. اصبري عليا
قضبت جبينها بإستغراب و عدم فهم ، بينما بلع ريقه ليكمل بتلعثم و هو يجول بنظراته حوله ليتحاشى النظر إليها
– يعني ، انا بطيء في.. في مواضيع الح…
توقف عن إكمال جملته ليقول بسرعة
– بصي ، انسي
انهى جملته و غادر سريعا ليتركها واقفه في مكانها مذهولة .. قاضبة حاجبيها بدهشة و ملامحها تظهر خيبة املها .
………………………………………………….
– ها عملت اية يا ايمن؟
قالها عز الدين لأيمن عبر الهاتف ، فأجاب الأخير بضيق
– هو انا بدأت يا بابا عشان تسألني عملت اية
– ماشي ، حاول تخلص المهمة قبل بليل
– عنيا ، حاجة تاني؟
– لا
– سلام
………………………………………………….
اسدل الليل ستائره
في مكتب الشيطان
– انت ازاي تعمل كدة يا ايمن
هتف بها الشيطان بغضب و هو ينظر لأيمن الذي كان يجلس مقابلا له ، قال ايمن بهدوء
– و فيه اية اللي عملته يا شيطان؟ ، انا بس عرفت الناس الحقيقة ، عرفتهم انك واحد كويس و انك مكنتش بتأذي غير الناس اللي اذتك في موت امك ، و ان الناس البريئة اللي كنت بتسجنها كانت اكيد عملت حاجة غلط عشان كدة كنت بتعاقبها ، و ان اللقب اللي طلعوه عليك مكنش المفروض يكون ليك ..كان المفروض يكون لجلال ، اصله هو الشيطان الحقيقي اللي كان في القرية ، هو اللي كان بيستعمل السلاح في إتجاة غلط مش انت ، و حاجات كتيره
– وانت تعمل كدة لية ها؟ ، مين سمحلك تكشف كل دة للناس!
هتف بها الشيطان بغضب جامح ، فأجابه ايمن بهدوءه
– اللي سمحلي .. بابا ، و هو اللي طلب مني اعمل كدة عشان كان عايزك تبدأ حياة جديدة بعد ما خلصت انتقامك ، دي وجه نظره
جلس الشيطان و هو يتنفس بخشونة ، ضغط على قبضته بغضب ليقول بغضب مكبوت
– طب مش كان المفروض يرجعلي في الموضوع دة ؟!
– كلمه و عاتبه
قالها ايمن بلامبالاة ، و من ثم نهض و صمت لبرهه ليقول رأيه بهدوء قبل ان يغادر
– اقولك بصراحة، كدة احسن .. خلي الناس تعرفك ، خليهم يتقربوا منك و تتقرب منهم ، انت لازم تغير وجة نظرهم فيك لأنك هتحتاجهم في يوم من الأيام
………………………………………………….
دخل الشيطان جناحه بخطوات هادئة ، جلس على الأريكة و هو ينظر امامه بشرود .. يفكر بما فعله ايمن و بما قاله ، و بعد تفكيره الطويل شعر بأن ايمن محق برأيه و ما فعله لم يكن بستحق كل ذلك الغضب .. فقد يكون ما فعله ايمن صحيحا و مفيدا له .. بل بالتأكيد .
مال بجسده ليخلع حذائه و من ثم نهض و إتجة للخزانة و هو يخلع سترته ، فتح الخزانة ليخرج سترة اخرى و يرتديها ، التفت برأسه ليلقي نظرة على السرير لعلها تكون مستيقظه .. فبعد آخر حديث دار بينهم اصبحت تتجاهله فلم تتناول طعام الغداء معه و عندما سأل عنها اخبروه بأنها نائمة .. هو متأكد انها لم تكن كذلك ، انتهى من ارتداء سترته و هو يغلق الخزانة بإهمال ليتقدم من السرير و يجلس عليه و هو ينظر لجسدها الذي لا يظهر منه شيء بسبب الغطاء الذي تضعه عليها ، مد يده ليبعد الغطاء من على وجهها فيظهر ، إبتسم عندما لاحظ حركة رموشها و اضطراب جفونها .. فهي تمثل النوم الآن ، استلقى بجابنها و وضع احدى يديه اسفل رأسه و الآخرى مدها لتحضتن وجنتها بحنان ، اخذ ينظر لوجهها الملائكي لفترة وجيزة .
– هتفضل تبصلي كتير!
قالتها ريحانة و هي مغمضة العينين ، فإرتسمت على شفتيه إبتسامة صغيرة في حين فتحت ريحانة عينيها و نظرت له و قالت بثبات اتقنته
– لو هتفضل مش هعرف انام
– يعني؟
– يعني قوم
رفع حاجبيه بإستنكار ، فأكملت و هي تستدير بجسدها ليصبح ظهرها له
– و اقفل النور وراك
تقدم منها و حاوطها بذراعيه من الخلف و همس بخبث بالقرب من اذنها
– مش هقوم ، بس ممكن اقفلك النور
نظرت له بطرف عينيها ببرود مصتنع و هي تحاول منع رسم إبتسامة على شفتيها ، ارتعش قلبها فجأة عندما طبع قبلة حانية اسفل اذنها ، انتفضت من مكانها واقفه عندما طبع قبلة آخرى على رقبتها و هتفت بحدة
– انسى
قضب جبينه بعدم فهم ، بينما اكملت بنرة ساخرة
– استنى عليا .. اصبر
ادرك انها تقلده ، فقال بهدوء
– حاسس انك بتقلديني .. صح!
لم تعطه اي إجابه فقط حاشت بنظراها عنه ، فنهض و التف حول السرير ليقف خلفها و يقول بخفوت
– بتقلديني صح!
التفتت له بحدة و هتفت
– اه بقلدك
إبتسم إبتسامة جانبية و قال بهدوء
– لية؟
– مزاجي
قالتها بطريقة مستفزة لتغيظه ، فغمغم و قال ببرود
– ماشي
تخطاها ليريح جسده على السرير ، بينما ظلت ريحانة واقفة تشتعل غيظا حتى شعرت انها ستنفجر ، فألتفتت له و هتفت بغضب
– تعرف انك واحد بارد ، رخم ، مش عارفة ازاي حبيتك ، انا غلطانة ..انا و احدة غيبة و مجنونة لأني حبيتك
– صح
قالها بجمود و هو يغمض عينيه ، فشعرت بأنها ستبكي من شدة غيظها و لكنها لن تسمح بذلك ، لمحت كوب الماء الموضوع على الكومود المجاور للسرير.. فتقدمت و التقطته لتسكبه عليه دون تردد ، فأنتفض بفزع و نظر لهيئته و من ثم نظر لها بحدة و قال
– اية اللي عملتيه دة
هزت كتفيها بلامبالاة و هي تبتسم بإنتصار ، فتقدم منها و امسكها من ذراعيها و اتى ان يقول شيء و لكنه تراجع ، فقالت هي لتشعله غضبا
– تستاهل يا بار…آآآه
صرخت بألم عندما قبض على ذراعها بقوة و هو يقول بتحذير
– لمي لسانك
– سيب دراعي
قالتها و هي تحاول ان تتملص من قبضته ، فقال و هو يجز على اسنانه بغضب
– مش معنى اني ساكتلك يبقى …
لمعت عينيها بشراسة و هي تقاطعه بتحدي
– يبقى اية ها .. و هتعمل اية ليا مثلا!
قلل من قوة قبضته و هو يقول
– هعمل حاجة مش هتعجبك
– اية عرفك انها مش هتعجبني؟ ، انا كل حاجة منك و فيك بتعجبني
قالتها بتلقائية ، فرفع حاجبيه بذهول ، فأستدركت ما قالته فشعرت بالإحراج ، فأسرعت و قالت بتلعثم
– قصدي مش هتقدر تعملي حاجة
لمعت عينيه بخبث و هو يومأ برأسه و يتمتم
– كل حاجة بتعجبك
– لاا
هتفت بها بسرعة و اكملت لتبرر موقفها السخيف
– اتلخبطت ب..
لم يسمح لها بأن تكمل جملتها فقد قطع السنتيمترات التي بينهم بسرعة ليعانق شفتيها بقبلة محمومة حملت كل شوقه و حبه الذي يخفيه عنها ، لا يستطيع ان يبوح بحبه لها و لكنه يستطيع ان يعبر فقط ، بادلته قبلته بشوق و إستسلام .
،،،،،،،،،،،
مستلقيه على السرير بجانبه .. تضع رأسها على صدره العاري و هي تحاوطه بذراعيها بينما كان هو يحاوطها من خصرها .
– اية سبب الجرح اللي في طهرك يا بيجاد ؟ ، قبل كدة سألت جدو الله يرحمه قالي انك انت اللي عورت نفسك الكلام دة صح!
قالتها ريحانة بهدوء ، فنظر لها من فوق بهدوء قبل ان يومأ برأسه ، فهتفت بإندفاع
– انت مجنون صح!
وضعت يدها على فمها بسرعه و تمتم بأسف
– اسفة
نظر لها نظرة عابرة قبل ينقل نظراته للسقف و يقول بشرود
– فعلا كنت مجنون لدرجة اني كنت عايز اتحدى نفسي ، كنت عايز اجرح نفسي جرح كبير .. جرح بيوجع .. بيموت عشان لما اتجرح اي جرح بسيط ميوجعنيش ، و فعلا كان اكبر وجع بعد وجع حادث امي كان الجرح اللي عملته في طهري و بعدها كان اي جرح بيحصلي بيبقى بسيط .. تافهه مبيوجعنيش
رفعت رأسها و نظرت له بتأثر ، ظلت تنظر له لمدة دقيقة كاملة ، فنظر لها و قال بلطف
– بتبصيلي لية؟
إبتسمت و همست له
– بحبك اوي
قبل جبينها و من ثم اغمض عينيه ، فدفنت بدورها وجهها في عنقه لتنام و هي تستنشق رائحته .
………………………………………………….
بعد مرور شهر
– مش قادرة يا زهرة ، اطلبيلي الحكيم ، حاسة ان روحي بتطلع
قالتها ريحانة بتعب من بين انفاسها المتقطعة و هي تمسك بمنشفة بين يديها ، فقالت زهرة بقلق
– حاضر ، بس خليني اساعدك و ادخلك جوه
كانت ريحانة جالسه على ارضية الحمام امام البيدية ، هزت ريحانة رأسها بالرفض و قالت برجاء
– زهرة ، اعملي اللي قلتلك عليه
اومأت زهرة برأسها و التفتت سريعا لتنفذ ما طلبته منها ريحانة ، بينما حاولت ريحانة ان تنهض و لكنها عادت و تقيأت .
،،،،،،،،،،،
بعد مرور ساعة
صعد بيجاد السلالم بسرعة و قلق ، ركض في الممر ليصل لجناحه و يدخله ، توقف عندما وقعت نظراته على ريحانة التي كانت تبكي .
– ريحانة!
همس بها بقلق و هو يسرع لها و يجلس امامها على السرير ، احتضن وجهها بكفيه بلهفة و قلق و هو يقول بنبرة تظهر قلقه
– مالك يا ريحانة؟ ، في اية؟ ، لية بتعيطي؟
نظرت له و ازدادت في نحيبها ، فضمها له و حاول تهدأتها و هو يهمس لها
– اهدي ، اهدي يا ريحانة
ابتعدت عنه و فتحت شفتيها لتخرج حروفها بصوتها الباكي
– انا…. انا
نظر لها بلهفة ممزوجة بالاضطراب و هو يتمتم
– ها .. أنتي اية؟
– انا حامل يا بيجاد
قالتها و هي تبكي بحرقة ، فإتسعت مقلتيه بصدمة ليستدرك بعدها و يبتسم بسعادة و لكن إبتسامته تلاشت سريعا و هو ينظر لها ، لماذا تبكي؟ ، بلع ريقة و قال بحزن
– انتي زعلانه لأنك حامل .. مني!
مسحت دموعها ولكنها لم تتوقف عن البكاء ، هزت رأسها بلا و هي تتمتم بصوتها الباكي السعيد
– انا فرحانة ، فرحانة اوي
إبتسم بسعادة حقيقية و ضمها له و هو يهتف بسعادة
– بحبك يا ريحانة.. بحبك
امتزجت ضحكاتها بدموعها التي عادت تسيل مرة آخرى بغزارة و هي تزيد من ضمه لها ، فقد اعترف اخيرا .
تمت بحمد الله

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسقطت بين يدي شيطان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى