روايات

رواية وسام الفؤاد الفصل الأول 1 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الفصل الأول 1 بقلم آية السيد

رواية وسام الفؤاد الجزء الأول

رواية وسام الفؤاد البارت الأول

رواية وسام الفؤاد الحلقة الأولى

يقف الناس في المسجد يفركون ويتسامرون ليختاروا أي شخص ليكون خطيبًا لهذا اليوم، بعد أن تأخر خطيب الجمعه نظر نوح وفؤاد ليوسف بتمهن فهتف يوسف بارتياب:
-إنتوا بتبصولي كدا ليه! يا جماعه أنا عمري ما خطبت ومش محضر ولا كلمه..
أعطاه فؤاد كتابًا من مكتبة المسجد وقال:
-خد قول أي كلمتين من هنا
عقب يوسف ساخرًا:
-طيب متقول إنت يا سيد الناس
ربت نوح على كتف يوسف قائلًا:
– إنت متعود تشرح لطلبه إعتبرنا طلبه يا سيدي!
رفع فؤاد يداه لأعلى وصاح قائلًا:
-متقلقوش يا جماعه الخطيب موجود
لكزه يوسف بيده ليصمت فأكمل نوح:
-يلا بقا يا دكتور يوسف متخلناش نصلي ظهر
زفر يوسف بحنق وهتف فؤاد وهو يشير نحو يوسف:
-يا جماعه يا زين ما إختارتوا اتفضل يا مولانا

صعد يوسف للمنبر ترتعد أطرافه من شدة الإرتباك، ازدرد ريقه بتوتر وبدأ بمقدمة الخطبه واندمج بها حتى أنهاها ثم فتح الكتاب على اول صفحة وبدأ يقرأ منه بصوت مرتفع:
-لقد تحدثت معكم في السلسلة السابقه عن فضل الصلاه

كبح نوح ضحكاته ولكز فؤاد بيده قائلًا بهمس:
-إلحق دا يوسف مبلول خالص… بيقول تحدثت معكم في السلسلة السابقه وهو اول مره يطلع المنبر

وضع فؤاد يده على فمه ليكبح ضحكاته حتى قرأ يوسف:
-وكما تحدثت معكم في جماد الأخر

لم يستطع فؤاد كبح ضحكاته وانفجر ضاحكًا وهو يقول بهمس:
-جماد الأخر! دا اول مره يطل عليهم أصلًا
فلكزه نوح بيده قائلًا:
-اسكت يا عم إحنا في المسجد
انتهت الخطبه وخرجوا من صلاة الجمعه، سار يوسف جوارهم وتحدث بسخريه وهو ينظر لفؤاد:
– شوفت إلي حصلي منك لله إنت وهو!
هتف نوح بهدوء على عكس ما بداخله:
-ايه بس يا شيخ يوسف ما الخطبه كانت ماشيه زي الفل
أشاح يوسف بيده فقال فؤاد من بين ضحكاته:
-هي بس بتاعت جماد الأخر دي والسلسله السابقه إنما الباقي كان تمام
وهنا انفجر نوح ضاحكًا وهو ينظر ليوسف مبررًا:
-أنا آسف يابو نسب بس والله ماسك نفسي من بدري

كان الناس يمرون بجوار يوسف ينظرون إليه بتسائل عن هويته لكنه يظن أنهم ينظرون إليه ساخرين مما قال، ومع ضحكات نوح وفؤاد لم يستطع الصمود وانحنى يأخذ عصا أمامه ثم انهال بالضرب على فؤاد ونوح الضاحكين، ركضا أمامه وهو يتبعهم بالعصا.
يجب التنويه أن القرية تضم مسجدين أحدهما ببداية القريه والأخر بنهايتها وهو ما قصده الشباب ليصلون فيه…

نتعرف بالبطل الجديد
«فؤاد شاب بالثامن والعشرين من عمره أنهى دراسته بكلية طب الأسنان ويعمل بإحدى المستشفيات الحكوميه بجانب عيادة له بقريته، متوسط الوزن والطول يمتلك وملامح رجوليه جذابه»
________________________________
وقفت فرح في شقة والدتها تضع يدها حول خصرها هاتفة بنزق:
– أنا عايزه اعرف هي لو واحده ضغطها وطى وأغمى عليها كدا بقت حامل! دا إنتِ غريبه أوي يا ست إنتِ
هتفت شاهيناز بتبرير:
– متجوزه بقالك شهر وعمرك ما دوختي يبقا إيه غير حامل!
ضغطت فرح على أسنانها وزمجرت قائله:
-حد يسكت الست دي
ربتت وسام على ظهرها وهي تضحك قائله:
-معلش يا فرح امسحيها فيا المره دي
زفرت فرح بارتياح وهي تنظر لوسام قائله:
-عشان خاطرك إنت بس يا وسام وإلا كنت دربكتلها المطبخ بالي فيه
عقبت وسام بابتسامه:
-قلبك أبيض بقا يا فروحه يلا تعالى نرص عزال مريم كدا ونظبط معاهم الشقه
مصمصت شاهيناز بشفتيها وخرجت من الغرفه وهي تتمتم: البت دي طالعه هبله كدا لمين!
خرجت فرح خلف والدتها وهي تقول بنبرة مرتفعه:
-سمعتك يا شاهيناز وطالعه لأمي هكون طالعه لمين!
وضعت وسام يدها بيد فرح وسألتها بابتسامه:
-فرح قوليلي بقا فرحانه بالجواز؟
تذكرت فرح يوسف وتنهدت بحب قائله بهُيام:
-اوي أوي يا وسام…. الجواز حلو اوي خصوصًا لو مع شخص صبور وهادي زي يوسف حبيبي
عقبت وسام بابتسامه عذبه:
-الله دا إنتِ شكلك وقعتِ يا بت….
أردفت وسام بمرح:
-لا بقا احكيلي من الأول يا سلوى
جلست فرح لتتحدث بابتسامه مشرقه:
-بحبه أوي من أول نظره، وأكتر حاجه بحبها فيه هدوئه وصبره عليا كل الفتره دي

قاطعها صوت ضحكات الشباب مع توسلاتهما ليوسف ليتركهما نظرت وسام من النافذه وانفجرت ضاحكه وهي تنظر لفرح قائله:
-تعالي شوفي جوزك الصبور الهادي بيعمل إيه!
ركضت فرح نحو النافذه لتنظر ليوسف الذي يركض خلف نوح عازمًا على ضربه بالعصا وبدأت تشجعه قائله:
-اديله يا يوسف مترحمهوش
أردفت وهي تنظر لوسام:
-أكيد هو إلي عصبه يا وسام أنا جوزي هادي وعاقل وصبور
اومأت وسام برأسها قائله بسخريه:
-واضح طبعًا
ركضت فرح للأسفل وتبعتها وسام….
«وسام فتاه بملامح هادئة تنم عن هدوء طباعها، مرحة تحب الحياة رغم قسوتها، تمتلك بشرة بيضاء لكنها ليست ناصعه، دائمًا ما ترتسم الإبتسامه على شفتيها بعذوبه تدل على نقاء قلبها، تدرس بالعام الثالث بكلية الألسن قسم لغة إنجليزيه، وفي الحادي والعشرين من عمرها، وسنتعرف عليها أكثر فيما بعد»…
وبالطبع فرح غنية عن التعريف★
_______________________________

كان فؤاد راقدًا على الأرض ويمسك العصا من يوسف ليمنعه من ضربه وهو يقول:
-أنا مش فاهم إنت متعصب كدا ليه!
عقب يوسف وهو يحاول سحب العصا منه:
-عشان إنتوا السبب دبستوني وضحكتوا الناس عليا
عقب نوح بتبرير:
-يا جدع إن شاء الله محدش خد باله
سحب نوح يوسف مردفًا:
-خلاص بقا يا يوسف قلبك أبيض
تركه يوسف وترك العصا قائلًا وهو يعدل من ملابسه وينظر نحو فرح التي تهرول تجاهه، ووقف فؤاد يعدل ثيابه هو الأخر بعد أن رأى وسام تأتي من بعيد، هرولت فرح تنظر لأخيها وفؤاد بتحدي قائله:
-مين إلي عصب جوزي كدا؟
نظرت لنوح قائله:
-أكيد إنت يا نوح ما أنا عارفاك رخم وبارد
عقب نوح وهو ينظر ليوسف بعتاب مصطنع:
-مراتك بتغلط فيا وأنا ساكت عشان إنت واقف
وضع يوسف يده بجيب بنطاله قائلًا بتحدي:
-أنا مراتي تعمل إلي هي عايزاه
ضحكت فرح قائله:
-يا كسفتك ياخي أنا لو منك أختفي حالًا
عقب فؤاد قائلًا:
-دا وشه مكشوف مبيتكسفش أصلًا
ضحك نوح ساخرًا ولم يعقب نظروا نحو الجد الذي يدخل مع هشام “والد فرح” للبيت وعندما رأهم فؤاد نظر نحو يوسف قائلًا بخفوت:
-يا جماعه تعالوا أحكيلكم يوسف عمل إيه؟!
كمم يوسف فم فؤاد ضاحكًا وهو يقول:
-استر عليا الموضوع دا لازم يفضل سر بينا
ضحك فؤاد ثم ربت على كتف يوسف قائلًا بجديه:
-متقلقش أنا بهزر… تعرف أنا بجد سعيد جدًا إني اتعرفت عليك
ربت يوسف على كتفه قائلًا:
-أنا أسعد يا حبيبي
وقفوا يتسامرون معًا ووسام تقف على مقربة منهم بحياء تسمع حوارهم ولا تنظر إليهم وفؤاد يرمقها بطرف عينيه من حين لأخر، وبدأت فرح بملاحظة نظرات فؤاد ووسام، فضربت وسام على كتفها قائله بمراوغه:
-إيه الحكايه؟!
تلعثمت وسام متظاهره بالجهل:
-حكاية إيه؟!
غمزت فرح بعينيها قائله:
-حكاية النظرات إلي من تحت لتحت دي!
لكزتها وسام بيدها وزمت شفتيها قائله:
-متشغليش عرق الهطل مفيش حاجه من إلي في دماغك
وقفت فرح أمامها قائله بابتسامة مستفزه:
-لأ يحببتي دا أنا إستاذه ورئيسة قسم في النظرات وأفهمها وهي طايره
عقبت وسام بسخريه:
-هي إيه دي إلي طائره!
غمزت فرح قائله:
-نظرات الحب يابت
أنقذ وسام من ذلك الحديث شاهيناز التي تنادي فرح، فهرولت فرح للداخل ولم تدخل وسام حتى لا تفتح معها فرح الكلام مجددًا…
ابتسم الجد بسعاده وهو يبدل نظره بين أفراد عائلته فهو يحب وجودهم بجانبه، ليقطع تلك اللحظه وقوف إحدى السيارات أمام البيت نظرت له وسام وهو يدخل بشموخ، بدأت يدها بالإرتعاش وقدميها تتحرك بثقل كأنها تحمل بهما صخرًا، تريد الدخول للبيت ولا تستطيع الحركه، رأها والدها ونظر لها بحدة، تنفست بعمق وحاولت التظاهر بالقوه خاصة في وجود جدها وأخوالها فهي بين عائلتها الآن ولن يضربها أو هكذا ظنت! قام هشام ليستقبل وحيد”والدها” الذي تجاهل الجميع واتجه نحو ابنته يمسكها من ذراعها بعنف قائلًا:
-إنتِ إزاي تسرقي دهب مراتي؟!

عقب وهو يبدل نظره بينهم بتهكم:
-وجايه هنا بقا فاكراهم هيحموكِ مني!

رجعت بوجهها للخلف مخافة أن يمد يده عليها وهي تقول بخوف:
-والله يا بابا ما سرقت حاجه أنا أصلًا معيش فلوس خالص!

تدخل هشام قائلًا:
-سيب البنت واتفضل يا وحيد نتغدى وبعدين نتكلم بعقل
عقب وحيد بغضب:
-عقل! وهي خلت فيا عقل أنا تعبت منها ومن قرفها كل يوم مشكله شكل
استجمعت شجاعتها وأفلتت ذراعها منه لتقف خلف الشباب لتختبئ من أبيها قائلة بشجاعه:
-أنا هريحك مني ومن مشاكلي وهقعد هنا سيبني في حالي بقا!
صفق وحيد بيده وهو يرجع بجزعه الأعلى للخلف كأنها يردح قائلًا:
-أيوه ما إنتِ سرقتي الدهب ومأمنه نفسك يا حراميه
عقبت بتبرير:
-والله ما سرقت حاجه ولا أعرف إن العقربه مراتك معاها دهب اصلًا
أقبل نحوها يحاول الوصول إليها لكن الثلاث شباب يقفون حائلًا بينه وبينها وهو يقول:
-إلي بتغلطي فيها دي هي إلي مربياكِ من وإنتِ حتة عيله مفعوصه

وقفت بثقه واضعة يدها حول خصرها وهي تقول:
-مين دي إلي مربياني علفكره أنا أصلًا متربتش
وهنا ضحك الشباب واستفز وحيد ضحكاتهم فعقب بتهكم وهو ينظر لإبنته ويشيح بيده بعصبيه قائلًا:
-مهو واضح التصرفات كلها بتقول إنك عديمه الربابه
أومات رأسها بابتسامه مستفزه قائله:
-البركه فيك يا والدي

وهنا خلع وحيد حزام بنطاله فشهقت بقوه حين استطاع تخطى الشباب ليمسكها من يدها بيد ويمسك بالأخرى الحزام، هتفت ببكاء مصطنع:
-علفكره أنا هبلغ فيك حقوق الإنسان
رجها بقوه وهو يقول:
-بلغيهم عشان يجوا يرحموني من تحت إيدك يا مفتريه
حاول الشباب سحبه عنها لكن بلا فائده فهتفت بتهكم:
-إنت أب إنت! فيه أب بيعمل في بنته كدا!
ضربها واحده بالحزام فصرخت، وحين لاحظ انفلات بنطاله عن خصره تركها ليمسك بنطاله بيد ويمسك الحزام بالأخرى وهو يركض خلفها بالحديقه، وتبعه يوسف وفؤاد ضاحكين على منظره، ووقف نوح يضرب كفًا بالأخر ضاحكًا، ونظر هشام لأبيه قائلًا:
-الراجل اتجنن يابا
ضحك الجد قائلًا:
-الظاهر كده! البركه في وسام
وأخيرًا أمسك به فؤاد ووقف يوسف أمامه قائلًا:
-إهدى بس يا أستاذ واربط حزامك عشان البنطلون ميوقعش
حاول وحيد الإفلات ليمسك بوسام التي تنظر له بابتسامة استفزته، لكن لم يسمح له يوسف وفؤاد فضرب كل منهما حزامًا على ظهره فاتسعت حدقتي وسام وهو يركض نحوها لتركض لداخل البيت ويتبعها وحيد الذي يصيح بنبرة مرتفعه:
-هتروحي مني فين يا وسام مسيرك هتقعي تحت إيدي

خرجن السيدات على أثر صوته ليشاهدن المشاجرة، وهنا أمسكه يوسف من يد وفؤاد من اليد الأخرى حتى لا يفلت منهما وتبعه باقي الرجال ليهتف الجد قائلًا بحزم:
-اعقل يا وحيد إنت جاي تضربنا في بيتنا!
حاول وحيد الإفلات من بين يديهم ليمسك ببنطاله الذي أوشك على السقوط لكن لم يستطع فقال:
-إوعى يا عم إنت وهو البنطالون
لم يكد يكمل جملته وانفلت بنطاله ليقع أمام الجميع ويظهر تحته كلسونه الشتوي، فتتعالى الضحكات وبعض من شهقات السيدات، فيتركه يوسف وفؤاد:
-ماشي يا وسام حسابنا بعدين
ضحك هشام قائلًا:
-يا عم ارفع بنطلونك وبعدين اتحاسب
نظرت من النافذه قائله:
-لما تبقى تشوف وشي تاني ابقى حاسبني
انحنى ليرفع بنطاله قائلًا:
-ماشي شوفي بقا هتجيبي مصاريف تعليمك منين
عقبت وسام بتحدي:
-هشتغل وأصرف على نفسي
رد عليها بنبرة حاده:
-أحسن برده وأهو أرتاح من قرفك ومشاكلك
ليقع بنطاله مجددًا فيضحك الجميع فيرمقهم بنظرات غاضبه ليهتف الجد قائلًا:
-امشي يا وحيد دلوقتي احنا عندنا فرح مش عاوزين مشاكل ونتفاهم بعدين
حدج وحيد الجميع بنظرات حاده ثم انحنى ليرفع بنطاله مجددًا ويقول:
-لا نتفاهم ولا نتحاور مش كنتوا عاوزينها من زمان أهي عندكم اشبعوا بيها
رفع بنطاله وهو يغادر والشباب يضحكون على هيئته ليكمل المشهد هتاف الجده وهيبه “أخت الجد”:
-متزعليش نفسك يا بت بكره يجيلك سيد سيده دا مش عارف يحافظ على بنطالونه هيحافظ عليكِ
ضحكت وسام بانكسار قائله:
-دا أبويا يا ستي مش خطيبي
نظرت الجده لشاهيناز قائله:
-هي مين البت دي؟
عقبت شاهيناز بهمس:
-دي وسام بنت وجدان الله يرحمها
ضربت الجده صدرها قائله:
-هي وجدان ماتت يا كبدي يا بنتي
ربتت شاهيناز على ظهر وهيبه قائله:
-يا حاجه وهيبه وجدان ميته من عشرين سنه هي الحاله جاتلك تاني ولا إيه!
زفرت شاهيناز بضيق وهي تغادر وعاد كل واحد لعمله، أما وسام فناداها جدها قائلًا:
-تعالي يا وسام
أقبلت إليه فضمها وربت على ظهرها بحنو قائلًا:
-متزعليش نفسك هنراضيه ما إنت عارفاه بيطلع يطلع وينزل على الفاضي
تنفست وسام بعمق وهي تنظر نحو فؤاد الذي يتابعها بصمت ثم تغير نظرها للأرض قائله بتجهم:
-أنا تعبت والله يا جدي
ربت على ظهرها بحنو ولم يعقب فتنفست بعمق ثم زفرت بهدوء ….
__________________________________
على جانب أخر وقف يوسف بجوار فرح قائلًا:
-انا همشي وأجيلك على المغرب كدا
اتسعت حدقتيها وعقبت بتعجب وهي تنظر إليه:
-تجيلي ليه أنا هبات هنا!
غمز لها قائلًا:
-بينا كلام كدا هنخلصه والصبح هجيبك تاني
زفرت بحنق قائله:
-إنت كلامك مبيخلصش! طيب بس هتسيبني ابات هنا بكره وبعده
غمز لها قائلًا:
-مش هنختلف يا فرولتي
استأذن يوسف وغادر وأخذت فرح وسام لتخرجها من حزنها بطريقتها الخاصه
_____________________________
دخل وحيد لبيته وصفع الباب خلف ظهره بعنف فأقبلت نحوه عبير”زوجته” لتسأله بقلق:
-هااا لقيت الدهب؟!
جلس وحيد على الأريكه بتعب ليقول بهدوء:
-مش معاها
ضربت صدرها بفزع وسألته صائحة بنبرة مرتفعه:
-يعني إيه مش معاها أومال هيروح فين؟
عقب بنفس الهدوء الذي استفزها:
-معرفتش يا عبير البت قالت مش معاها…هي صحيح فيها كل العبر اه بس مش كذابه وإنتِ عارفه كدا كويس
جلست على المقعد ونكست رأسها بحسرة قائله:
-أومال مين إلي خده يا وحيد الدهب اتسرق!
قام من مكانه وهو يقول:
-معرفش أنا معرفش دوري على دهبك
نفخت عبير بحنق حين تذكرت ابنها من زوجها الأول الذي يدعى “سالم” فهو من دخل للبيت، انتابها الشك وزفرت بحنق وهي فخذيها بيديها بنواح قائله:
-ياربي الاقيها من الهطله وسام ولا من المختل سالم!
_____________________________
“بس اهدي خلاص خلصنا أهوه خدي نفس بقا”
ابتعدت فرح عن وسام فقد كانت تجلس فوق فخذيها وهي تضع لها المكياج، نظرت شاهيناز نحو فرح رافعة شفتيها لأعلى بسخريه قائله:
-نفس إيه! هو إنت ليه محسساني إنك بتولديها مش بتمكيجيها؟!
نظرت فرح لشاهيناز قائله بجديه:
-اسكتي يا ماما البت كاتمه نفسها من بدري عشان أظبط الأيلاينر
عقدت شاهيناز حاجبيها قائله بتعجب:
-أيننر! يعني إيه نينر ده!
نفخت فرح بنزق قائله:
-ماما مش وقت شرح خالص سيبيني اركز وأظبط للبت مكياجها وروحي شوفي شغلك
نظرت لوسام التي تغلق عينيها وتنتظر إكمال المكياج وقالت:
-يلا يا وسام اكتمي نفسك بقا عشان نظبط العين التانيه
مصمصت شاهيناز بشفتيها قائله:
– إوعي تنسي تتنفسي يا بت يا وسام وتفطسي من بنت الموكوسه دي!
هتفت وسام بابتسامه:
-متقلقيش يا طنط
ضربت شاهيناز على كتف فرح قائله:
-إوعي تفطسي البت يا وش المصايب
شوحت فرح بيدها بلامبالاه وغادرت شاهيناز الغرفه ثم نظرت فرح لوجه وسام لتضيف اللمسات الأخيره من المكياج قائله:
– خلصنا بس اقعدي بقا ربع ساعه مغمضه عينك كدا عشان يتثبت
هتفت وسام:
-ماشي أنا أصلًا عاوزه أنام ابقي تعالي صحيني
عقبت فرح وهي تصوب المرآه أمام وجه وسام:
-فتحي كدا الأول بصي لجمالك في المرايه
نظرت وسام لوجهها قائله:
-الله حلو أوي يا فرح بجد تسلم إيدك
ابتسمت بفرح بفخر قائله:
-أي خدمه قومي نامي بقا وأنا هبقا أصحيكِ

خرجت فرح من الغرفه وتركت وسام لتنام وبعد فتره دخلت الغرفه تسير على أطراف أصابعها، وجدت وسام مستلقيه على سريرها تغط في سبات عميق فأخذت أحمر الشفاه لترسم به على ثغر وسام بطريقة مضحكه، ضحكت ثم هزتها قائله:
-اصحي بقا يا ويسو الكل بيسأل عليكِ بره المغرب قرب يأذن
فتحت وسام عينيها قائله بنعاس:
-طيب يلا جايه اسبقيني بس خمس دقايق وهاجي
خرجت فرح من الغرفه تكتم ضحكتها، اتجهت نحو فؤاد قائله بتلعثم:
-وسام بتدور عليك جوه
سألها بتعجب وهو يشير لنفسه:
-بتدور عليا أنا؟!
اومأت فرح رأسها بتأكيد، فلوي شفتيه لأسفل متعجبًا وهو يقول:
-غريبه!
دخل يبحث عنها، ورمقته فرح بابتسامة ماكرة وهي تهمس:
-الله على المتعه
___________________________

دخل للبيت وعندما رأها توليه ظهرها نظر لملابسها المنسقة لا يدري لمَ تخيلها تلك الطفلة الصغيره التي كان يلعب معها قبل سبع سنوات أقبل نحوها مبتسمًا وقال بخفوت:
-دا إيه الحلاوه دي
قالها فؤاد قبل أن تلتفت إليه ويرى وجهها، وعندما رأى هيئتها حاول كبح ضحكاته، ابتسمت وسام بخجل وهي تنظر أرضًا بحياء وقالت متلعثمه:
-دا.. دا فرح إلي صممت ت.. تحطلي مكياج
قهقه ضاحكًا وهو يومئ رأسه قائلًا:
-قولتيلي فرح… وياتري بقا بصيتِ في المرايه؟
أومات رأسها مبتسمه بخجل:
-أيوه
إستدار واضعًا يده على وجهه منفجرًا بالضحك من مظهرها، أما هي فقطبت حاجبيها متعجبه لا تعلم لمَ يضحك هذا! تفقدت ملابسها إذا بها أي شيء قد يدفعه للضحك بتلك الطريق!؟ثم أخفضت بصرها بحياء مبتسمه ببلاهه على ضحكاته، كانت تعتقد أن مكياجها مازال على حالته قبل أن تغفى عيناها وتنام، وتبهدل فرح هيئتها بتلك الطريقه، همت أن تخرج فناداها:
-استني هنا رايحه فين بالشكل ده؟!
سألته متعجبه:
-ماله شكلي!
رفعت سبابتها بوجهه ورفعت رأسها بتحدي مردفة بنبرة حادة لتحذره:
لأ بقولك إيه متقوليش امسحي المكياج والشغل ده أنا أعمل إلي أنا عاوزاه…
اعتقدت أنه يغار عليها، وسيجبرها أن تمسح مكياجها متغزلًا بها وبجمالها، كما قرأت في كثيرٍ من الروايات الرومانسيه، ابتسمت وهو يقبل نحوها ممسكًا بالمرآه في يده ومنديلًا باليد الأخرى تنتظر أن يمسح مكياجها بيديه، لكنه خالف توقعاتها حين رفع المرآه أمام وجهها قائلًا من بين ضحكاته:
-دا مش منظر طبيعي دا منظر مهرج!
جحظت عيناها وتجهم وجهها وهي تمسك المرآه وتحدق بوجهها قائله:
-إيه ده…. مين عمل فيا كدا؟!
مد يده بالمنديل قائلًا بابتسامه:
-اتفضلي ظبطي مكياجك
أخذت المنديل من يده وهي تحدق بملامحه الرجوليه فلم يتغير كثيرًا لا تدري لمَ تذكرت طفولتها معه وكيف كانت تنام بين ذراعيه فانتاب جسدها قشعريره خفيفه غضت بصرها عنه ونظرت بالمرآه لتحاول مسح ثغرها وهي تقول بنزق:
-دا مبيطلعش أصلًا منك لله يا فرح
لم ينظر إليها ونظر أرضًا ليغض بصره عنها، دخلت الحمام لتغسل وجهها، وجلس هو على الأريكه ينتظرها ويفكر في طريقة كلامه معها فيجب أن يتحرى كلامه جيدًا لأنها أصبحت شابه ولم تعد هذه هي نفسها تلك الطفلة الصغيره التي كان يحملها بين يديه ويناكفها أصبحت تخجل منه بعد ان كانت تنتظره حتى تنام بين أحضانه، أخرجه من شروده خروجها من الحمام لتجده أمامها وعندما رأها نهض ليقف أمامها فسألته بتعجب متلعثمه:
-هو…هو حضرتك عايز حاجه؟!
عقب قائلًا:
-لأ حضرتك إلي كنتِ عايزه حاجه! أنا مستنيكِ
أشارت لنفسها قائله بتعجب:
-مستنيني أنا!
اومأ رأسه قائلًا:
-فرح قالتلي إنك عاوزاني!
ابتسمت وتلعثمت قائله:
-فرح! لأ أنا… دي فرح ومقالبها أكيد عارف
اومأ رأسه مبتسمًا وقال بجديه:
-إتغيرتِ أوي يا وسام
نظرت أرضًا وهي تقول بحياء:
-بس حضرتك متغيرتش يا أبيه
كرر الكلمه قائلًا بتعجب:
-أبيه!
زفر بقوه مردفًا:
-لا لو سمحتِ إنسي أبيه دي إنتِ عايزه تكبريني ولا إيه! أبيه دي كانت زمان أما دلوقتي معدش ينفع
قاطعهما دخول فرح متنحنحه وهي تقول:
-إحم يارب يا ستير
نظرت لها وسام وأقبلت نحوها لتضربها بخفه وهي تضغط على أسنانها قائله:
-دا إنتِ حسابك معايا عسير!
عقبت فرح بابتسامه مستفزه:
-عسير مانجا بقا عشان إنتِ عارفه مبحبش الجوافه
ليعقب فؤاد متنهدًا:
-ربنا يعينك يا يوسف على ما بلاك
قالها قبل أن يخرج من البيت، لتنهال وسام بالضرب على فرح وهي تقول:
-إنتِ عايزه توصلي لإيه يا به عايزه توصلي لإيه
-تحكيلي كل الحكايه بصراحه
-إنتِ باينلك هبله ولا مجنونه حكاية إيه يا بت!
-شوفتي بتحوري برده حكايتك إنت وفؤش
ضربتها وسام على كتفها وخرجت تتأفف من تلك الفرح التي لن تحل عنها حتى تعلم بكل ما تخفيه!
توفت والدة وسام بعد ولادتها مباشرة وأخذتها خالتها “والدة فؤاد” لتربيها مع أولادها فؤاد ومريم، حتى بلغت ثلاثة عشرة عامًا وأخذها والدها عنوة إلى بيته مبررًا أنه يخاف عليها….
_______________________________
مر الوقت سريعًا وفي المساء عادت فرح لبيتها مع يوسف، كانت مبتسمه بسعادة فقد اشترى لها يوسف كل ما تريد من الشيبسي والعصير خلعت حجابها وملابسها لترميها بفوضاويه بكل مكان وترتدي أخرى، ليهزها صوت يوسف الغاضب:
-قولت مية مره بطلي إهمال يا فرح
-يا عم بقا عاوزه أكل الشيبسي إنت عندك وسواس قهري ولا إيه!
-هو عشان بحب النظام يبقا كدا عندي وسواس قهري
رفعها من ملابسها لأعلى قائلًا:
-تلمي هدومك حالًا يا بت وإلا مفيش شيبسي
-حاضر يا عم هلمهم متزقش دا أنا ربنا يصبرني عليك
_____________________________
وفي مكان أخر بقرية أخرى ارتجلت وسام من سيارة فؤاد لتنظر للبيت الذي قضت به ثلاثة عشرة عام، بيت يحتوي على طابقين مزين بالأضواء، ابتسمت بسعاده وهي تتأمل البيت بحنين، دخلت وسام مع خالتها للبيت الذي تحفظ كل ركن به جيدًا، نظرت لأركان البيت فهنا كانت تجلس مع فؤاد ليذاكر لها، وهنا كان يوبخها عندما تخطئ دخلت لغرفة فؤاد ووقفت تبتسم فهنا كانت تنام بين ذراعيه كانت، تذكرت زوج خالتها وكيف كان يعاملها بحنو دعت له بالرحمه فقد توفى قبل أربع سنوات، أخرجها من شرودها صوت مريم:
-سماسيمو
ضمتها مريم بحرارة وبادلتها وسام بإشتياق فرغم أنها كانت تزور جدها مرة كل عام لكن لم ترى خالتها ولا أولاد خالتها، خرجت وسام من أحضانها قائله:
-وحشتيني أوي يا مريم
عقبت مريم بسعاده:
-مفاجأه حلوه أوي يا وسام إنك هتحضري فرحي
ابتسمت وسام قائله بفرحه:
-أنا مش بس هحضر فرحك أنا هعيش معاكم علطول
نظرت لخالتها التي تجهم وجهها فجأه بعد أن كانت تبتسم بعذوبه وقالت:
-أنا هرجع أعيش معاكم يا خالتو
تنحنحت خالتها بإحراج قائله بتلعثم:
-تنوري طبعًا يا قلب خالتك بس…..
تلجم لسانها ووقفت الكلمات على طرفه، لتختفي الإبتسامه عن وجه وسام حين استدارت خالتها للإتجاه لأخر قائله:
-إنتِ كبرتي يا وسام ومينفعش تقعدي في نفس البيت إلي فيه فؤاد عيب وقبل ما يكون عيب فهو حرام
اومأت وسام رأسها بتفهم قائله بخيبة أمل:
-عندي حق يا خالتو يارتني ما كبرت
عقبت خالتها بتبرير:
-متزعليش مني يا وسام أنا خايفه عليكِ
ابتسمت وسام بانكسار قائله:
-لا يا خالتو مش زعلانه أنا أصلًا هرجع لبابا تاني
ربتت خالتها على ظهرها قائله:
-عين العقل يحببتي
تركتها خالتها ودخلت للمطبخ، و قفت وسام تحدق بالفراغ بعبوس فلاحظت مريم تجهم وجهها فربتت على ظهرها قائله بتلعثم:
– و… وحشاني أوي يا سام
ابتسمت وسام بانكسار ولم تعقب، انشغلت مريم مع بنات أعمامها وأصدقائها ترقص معهن وتتحدثهن، ابتلعت وسام غصة في حلقها فهي تشعر بالغربه لم يعد هذا البيت كما ألفته وعاهدته، تجمع حزن العالم بقلبها حتى حبس أنفاسها، خرجت من البيت تريد أن تتنفس فلو جلست أكثر ستختنق وتموت، نزلت الدرج مسرعة، تضع يدها على صدرها وتتنفس ثم أطلقت بدموعها العنان لتخرج من مقلتيها …
كانت يتحدث عبر هاتفه وحين رأها تقف خارج البيت أنهى اتصاله وتوجه نحوها ليسالها:
-رايحه فين؟!
التفتت له فراي دموعها نظرت له بأعين دامعه وقالت بخفوت:
-أنا عايزه أروح عند جدي
سألها بقلق:
-بتعيطي ليه حد زعلك؟!
حاولت التماسك لتقول من خلف دموعها:
-لأ… بس قولي اركب منين عشان أرجع هناك عشان نسيت حاجه وعشان…
قاطعها قائلًا:
-طيب اهدي يا وسام
أخرج مفتاح سيارته من جيبه مردفًا:
-بطلي عياط وتعالي اركبي هوصلك
سار أمامها وتبعته ركبت جواره بالسياره وانطلق بها، كبحت دموعها فلم تود يومًا أن يرى أحد ضعفها بدأت تحدث نفسها بسلبية أنها وحيده بلا أم وبلا أسرة تحبها كم تعاملها الحياة بقسوة!، هل الحياة قاسية أم هي تتعمد أن تعيش دور سندريلا كما قالت زوجة أبيها؟! كان يرمقها بين حين وأخر وهي صامته شاردة وضائعة هتف قائلًا:
-مالك يا وسام؟
ازدردت ريقها لتبتلع تلك الغصه التي لم تفارق حلقها وقالت بنبرة هادئة:
-مفيش حاجه أنا بس مصدعه شويه
سألها قائلًا:
-والصداع يخليكِ تنهاري كدا!
تنفست بعمق وزفرت بقوه قائله:
-معلش لو تعبتك وخليتك توصلني تاني
قاطعه صدوع رنين هاتفه برقم والدته فقال:
-خالتك بترن… هتلاقيها قلقت عليكِ
فتح الاتصال ومكبر الصوت لتقول والدته:
-أيوه يا فؤاد مشوفتش وسام مش عارف راحت فين باينلها زعلت مني!
نظر فؤاد نحو وسام ثم بدأ نظره ليتابع الطريق وهو يقول:
-زعلت منك! ليه إيه الي حصل؟
قالت بحزن:
-كانت عايزه تقعد معانا وأنا رفضت مهو برده مينفعش تعيش مع شاب أعزب في نفس البيت!
اومأ رأسه متفهمًا وهو يقول:
-أيوه يبقا الحكايه كدا! على العموم هي معايا هوديها عند جدي وأرجع…
هتفت والدته برجاء:
-طيب اديهالي يا فؤاد
-اتكلمي يا ماما هي سمعاكِ
عقبت خالتها معاتبه:
-كدا يا وسام تخوفيني عليكِ!
ابتلعت وسام غصة في حلقها وعقبت:
-أنا آسفه يا خالتو بس أنا كنت مخنوقه… متزعليش مني
ردت خالتها بنبرة حزينة:
-لا أنا زعلانه منك جامد جامد
شهقت وسام باكيه وقالت:
-أنا وحيده أوي يا خالتو معنديش ماما تحبني… معنديش حد يحس بغيابي… أنا أصلًا مش عارفه أنا عايشه ليه!
انخرطت في بكاء عميق فاوقف فؤاد سيارته واغلق مكبر الصوت قائلًا لوالدته:
-طيب يا ماما ههديها وأكلمك تاني
أغلق هاتفه وأخذ منديلًا من أمامه ليعطيه لها قائلًا:
-بطلي عياط يا نكديه يا كئيببه؟!
أخذت المنديل من يده دون أن تعقب فأردف:
-متخليش المشاعر السلبيه تتمكن منك يا وسام كلنا جنبك وكلنا بنحبك وأنا واثق إن باباكِ بيحبك ومفتقدك كمان روقي كدا
تنفست بعمق لتنهي الحوار قائله:
-يلا وصلني عشان عايزه أنام
-ماشي يا ستي
قام بتشغيل سيارته وهو ينظر نحوها ثم نظر أمامه وانطلق بها، ظلت صامته طوال الطريق حتى وصلت ودخلت البيت بدون أي كلمه….
_____________________________
وفي مساء اليوم التالي كانت تحبس نفسها بإحدى الغرف كان يصل إلى مسمعها أصوات الزغاريد التى تدل على سعادة الجميع لكنها لم تخرج من غرفتها وأكملت نومها فهي تهرب من كل شيء بالنوم فقد قضت هذا اليوم نائمه وكل من يسأل عنها يجدها نائمه، وبعد منتصف الليل في الساعه الثانيه والنصف صباحًا، لكزتها فرح بذراعها قائله بهمس:
-بت يا وسام اصحي بقا
فتحت وسام عينيها بصدمه وهي تقول:
-ايه في ايه اتأخرنا على الدرس!
-درس ايه يا بت احنا مخلصين ثانوي من ٣ سنين
استدارت للجهة الأخرى قائله بنزق:
-يا فرح بقا سيبيني أنام
-قومي يا بت دا الطباخ عامل شويه أنواع حلويات جنان عاوزين ندوق وهما نايمين
نظرت وسام للوقت وهتفت قائله:
-حلويات بعد نص الليل
أردفت وهي تعادل في جلستها:
-فرح إنتِ بتعملي إيه هنا مروحتيش مع جوزك ليه!
هتفت فرح بابتسامه:
-اروح وأسيب الأكل دا كله يا بت بدي دوق
استبقت وسام مره أخرى لتنام قائله:
-طيب روحي دوقي وسيبيني أنام
هتفت فرح برجاء:
-عشان خاطري تيجي معايا
نفخت وسام بحنق:
-اللهم طولك يا روح علفكره جدك بره هيحس بينا
-قومي بس هنتسحب
وبعد دقائق كانا يسيران على أطراف أصابعهما حتى لا يشعر بهما أحد حتى دخلا إلى غرفة الحلوى، نظرت فرح إلى التورته المكونه من خمسة أدور على شكل هرمي وأنواع الحلوى الأخرى قائله بسعاده:
-دا أنا أمنية حياتي بتتحقق
ازدردت فرح لعابها مردفة بنبرة مرتفعه:
-كل ده جلاش!
عقبت وسام وهي تضع سبابتها على فمها قائله:
-هوووش وطي صوتك يا بت هنتقفش…
عقبت فرح بهمس:
-طيب يلا كلي من أي حاجه بس أهم حاجه متقربيش من التورته
بدأت فرح بالأكل وبدأت وسام تسير بأرجاء الغرفه تنظر للطعام حتى وقفت أمام التورته تنظر لجمالها وتزدرد لعابها متمنية أن تتذوقها، حتى سمعت صوت هامس:
-بتعملي إيه هنا؟!
استدارت إليه بسرعه وشهقت بصدمه حاول تهديتها بوضع سبابته على فمه وهو يقول بهمس:
-هوووش اسكتي أنا فؤاد
وضعت يدها على فمها لكنها ارتبكت وتعرقلت قدميها فحاولت الإسناد على اي شيء، لتستند بيدها على طبقة من التورته فغاصت بها يدها، حاول فؤاد إسنادها لكن تعرقل هو الأخر ووقعت معًا على التورته ليسقطا بظهرهما على الأرض وهما يمسكان بأيدي بعضهما ثم تسقط أخر طبقة من التورته على وجهها أتت فرح مهروله وهي تلطم وجهها بخفه قائله:
-يا ربي… قولتلك متقربيش من التورته يا وسام
وفجأه أضاء البيت وركض الجميع على صوت إلانقلاب بالغرفه، سرعان ما دخل الجميع يبدلان النظر بين فؤاد ووسام بذهول، ترك فؤاد يد وسام ومسح وجهه من التورته وهو ينظر لهم قائلًا بابتسامة سمجه:

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وسام الفؤاد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى